خطاب السيد حسن نصر الله

حزب الله كرم دفعة الوعد الصادق الجامعية في الرويس

السيد نصر الله:رئيس الجمهورية باق حتى آخر لحظة من ولايته ويمثل الحارس الوفي والمدافع عن الثوابت والمصالح الوطنية/الكلام عن دولة داخل الدولة لن يقدم ولان يؤخر/ الحل الوحيد لمسألة المقاومة دولة وجيش قويين/نحن لا نقول ملاحظاتنا عن المحكمة الدولية بالاعلام/نجهز لنعطيها عندما يتوفر اطار جدي لمناقشتها/الحل هو بالاحتكام للشعب اللبناني وعدا ذلك مضيعة للوقت/نقف على ارض صلبة ولنا ملء الثقة بقوة المعارضة

 

وطنية- 8/4/2007 (سياسة) نظمت التعبئة التربوية في حزب الله حفل تكريم 1734 متخرجا ضمن دفعة "الوعد الصادق الجامعية"، وأقيم الإحتفال في مجمع سيد الشهداء (ع) - الرويس في الضاحية الجنوبية، والقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكلمة الأتي نصها:

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء المرسلين.

 

إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا بد في البداية باسمكم جميعا أن نبارك للمسلمين وللمسيحيين أعيادهم العظيمة المجيدة التي يحتفلون بها في مثل هذه الأيام، ولا بدّ أن نخص من بين هذه الأعياد وهذه الذكريات ذكرى الولادة العطرة لسيد البشرية وخاتم النبيين رسول الله الأعظم محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلم. في حفلنا المبارك هذا أود التكلم في قسمين، الأول يرتبط بطبيعة المناسبة والثاني يرتبط بمستجدات الوضع السياسي.

 

أولا، من واجبي أن أتوجه بالدرجة الأولى إلى الأهل الكرام وإلى كل عائلة كدحت وتعبت وتحملت ظروف العيش الصعبة وأمّنت لابنها أو لابنتها فرصة مواصلة الدراسة الجامعية حتى التخرج، هذا بعض من مصاديق الجهاد لأنّ الجهاد في المفهوم الإسلامي النبوي لا ينحصر فقط في الدائرة العسكرية والقتالية وإن كان القتال دفاعا عن الكرامة والأوطان والأعراض والذي يستلزم تقديم الأنفس والأرواح هو المصداق الأعلى والأعظم للجهاد، لكن مفهوم الجهاد ومعناه هو مفهوم أوسع، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله. هذا الأب وهذه الأم والعائلة التي تكد وتعمل وتتحمل الظروف المعيشية الصعبة وتحاول تأمين حياة كريمة عزيزة مقبولة لأبنائها هذا جهاد في سبيل الله. أود أّن أشكرهم لأنّهم يملكون هذا الإيمان بوجوب مواصلة أبنائهم للعلم والمعرفة والدراسة ولأنهم بذلوا من أجل ذلك كل جهد.

 

من بين العائلات الكريمة أتوجه بالخصوص إلى عائلات الشهداء، العائلات التي استشهد أبناؤهم في حرب تموز الأخيرة وكان من المفترض أن يحصلوا عام 2006 على شهاداتهم الجامعية أو أؤلئك الطلاب الذين كانوا يواصلون الدراسة في الجامعات، هذه العائلات قد تشعر في مثل هذه اللحظة بشعور عاطفي خاص، خصوصا عندما كان الإخوة والإخوات الخريجون يدخلون إلى القاعة ويستعرضون وجودهم المبارك أمام أعيننا، بكل بساطة يمكن أن ندرك مشاعر كل أب وكل أم، يفترض كل أب وكل أم وكل عائلة أو كانت تتمنى أن ترى ولدها بين الخريجين. أقول لهذه العائلات كلمة مواساة بمعنى أنّ ما ذهب إليه أبناؤكم يجب أن يكون ـ كما كان بالفعل بالنسبة إليكم وأنا لا آتي بجديد وإنما كلمة لا بد أن تقال ـ موضع اعتزازكم، إذا كنا اليوم أنا والإخوة والمسؤولون والعلماء وهذا الحفل الكريم يحتفي بهؤلاء الخريجيين من الشباب ومن الشابات فإنّ أبناؤكم الشهداء يحتفي بهم اليوم أنبياء ورسل وأولياء وملائكة الله في ذلك العالم، عالم السلام الأبدي والنعيم الخالد. أيضا من واقع بيئتنا الإجتماعية، أنا أعرف جيدا، كما هو حال بيوتاتنا الفقيرة والمستضعفة، الأب والأم يكدحان ويتحملان على أمل أن يكبر ابنهم أو ابنتهم ويتمكن، وخصوصا الإبن، من الوصول إلى درجة علمية معينة تمكنه من القيام أو الإلتحاق بوظيفة معينة، عسى ولعل أنّ يكون هذا الإبن أو هذا الخريّج عونا لهم عندما يكبرون بالسن، هكذا تفكر عادة عائلاتنا الفقيرة.

 

عوائل الشهداء هنا قد يفتقدون أبناءهم، لكن أقول لهم، الإبن الذي يبقى على قيد الحياة ونحن نحب أن يبقى على قيد الحياة سيكون عونا لكم في الدنيا، ولكن في نهاية المطاف هذه الدنيا فانية، أبناؤكم الشهداء سيكونون عونا لكم يوم القيامة، "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه"، يوم يودّ الإنسان من أجل أن يدخل الجنّة وأن ينجو من عذاب الله لو يفتدي من هذا العذاب بأهله بالناس جميعا بالسموات بالأرض بكل الموجودات، أن يدفع ذلك فدية لينقذه من العذاب، ولكن في رواياتنا وأحاديث نبينا نبي الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلم ما يقولوه لنا أنّ أبناءنا الشهداء يوم القيامة، نحن العائلات الذين سنأتي يوم القيامة ولا ندري على أي حال ستكون كتب أعمالنا وما ادّخرناه لذلك اليوم ولذلك العالم وما فعلناه في هذه الدنيا، ونحن في حالة القلق وفي حالة الخوف، وقد يؤمر ببعضنا إلى النار، يقف أبناؤنا الشهداء ليقولوا يا رب نحن قاتلنا في سبيلك واستشهدنا تحت رايتك وأنت وعدتنا بالجنة والشفاعة، يا رب نحن لا ندخل الجنة حتى يدخلها أبوانا أمامنا. هؤلاء الشهداء هم عونكم الحقيقي يوم تحتاجون إلى العون، لذلك أرجو أن لا يكون هناك مكان خالٍ أو فارغٍ في قلوب أمهات وأباء الشهداء الذين كان من المفترض أنّ يكونوا في حفلنا هذا، وهكذا بقية عوائل الشهداء.

 

أود أيضا أن ّأتوجه بالشكر للجامعات ورؤوساء ومدراء وأساتذة وطواقم إدارية وتربوية للجامعات اللبنانية والتي كان لها فضل في هذا النجاح وهذا الإنجاز، وكذلك الإخوة والأخوات في التعبئة التربوية وجميع الجمعيات والمراكز والمؤسسات التي تعمل في هذا الحقل وفي هذا الجانب وتحاول أن تدعم وتساند ماديا ومعنويا وتربويا وعلميا هذا الإستمرار وهذا النجاح. وثالثا أتوجه إلى الإخوة والأخوات أنفسهم لأقول لهم، النجاح كان هدفا لكم وقد حصلتم عليه وبالتأكيد هو إنجاز شخصي لكل واحد منكم ولكن بالتأكيد هو إنجاز أيضا لمسيرتكم وخطكم وطريقكم، أقول لهم من خلال هذا المشهد الذي تقدمونه اليوم : بارك الله فيكم وبيّض الله وجوهكم في الدنيا والآخرة إن شاء الله. وأنا أشكركم على جهدكم ودراستكم وسعيكم وخصوصا في عام 2006 الذي كان صعبا، سواء من خلال ما واجهناه سويا في إطار العدوان والحرب الإسرائيلية على لبنان وقساوة وعنف هذه الحرب، أو من خلال صعوبات وتوترات الوضع السياسي الداخلي.

 

في ظل كل هذه الظروف النفسية والسياسية والأمنية والإجتماعية القاسية، أنتم واصلتم الدراسة وتعبتم وعزمتم وكنتم أصحاب الإرادة الجادة وكان لكم النجاح. نجاحكم اليوم هو رسالة بكل ما للكلمة من معنى، تعبّرون فيها عن أحد الوجوه الحقيقية لهذه المسيرة الإيمانية الجهادية التي تنتسبون إليها، وأهم عنوان فيها هو عنوان النجاح. نعم منذ انطلاقة مسيرتنا عام 82 كرد فعل شريف وفكري وعقائدي وثقافي وجهادي ووطني وإيماني على الإجتياح الإسرائيلي للبنان ومحاولة إدخاله نهائيا إلى العصر الإسرائيلي، منذ بداية هذه الإنطلاقة والتي يصادف هذا العام مرور 25 عاما على انطلاقة حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ البداية كان مطبوعا ـ وهذا لا أقولها عن الماضي وإنما لاستشرف به المستقبل أيضا ـ في جبين تلك الفئة القليلة المؤمنة التي باعت نفسها لله النصر والنجاح، لذلك خلال 25 عاما لم نواجه أية هزيمة على الإطلاق، لم نهزم في يوم من الأيام، ومن خلال هذا الماضي أقول للمستقبل : أيها الإخوة والأخوات بمواجهة كل التداعيات المحلية والداخلية والإقليمية والدولية والتحولات والرهانات أؤكد لكم أنه لن نهزم في يوم من الأيام إن شاء الله.

 

أنتم اليوم تقدمون هذا العنوان، ماذا يعني أن يصطف أكثر من 1700 طالب وطالبة خرجي جامعات ينتمون إلى حركة معينة أو جهة محددة، هذا له دلالة كبيرة، ومن ينظر إليكم اليوم من الخارج : من يحبكم ويراهن عليكم سيكبر قلبه، ومن يحسدكم ويكرهكم ويرفض وجودكم سينخلع قلبه. نعم هذا نحن.

 

هذا أيضا في عنوان آخر، شاهدوا الحيوية، حيوية حزب الله، الحيوية التي تمثل اليوم واحدة من ولا أقول هي الأهم، واحدة من أهم الحيويّات الموجودة في لبنان والمنطقة العربية والإسلامية ومن الحيويات القليلة، أتحدث عن حركة شعبية مؤمنة واعية تتدفق عنفوانا وعاطفة وخماسا ولكنها تملك درجة عالية من المعرفة والإدراك والوعي، وتعرف أهدافها وتخلص لأهدافها وتعرف طريقها وتمضي في طريقها، حركة تنبض بعزم وعنفوان وبنبض وإرادة الشباب، هذه الحيوية الظاهرة والتي تتجلى بمشاهد مختلفة : في المقاومة تبرز هذه الحيوية بأعلى مصاديقها، في العمل السياسي والتربوي، بكم في الخريّجين والخريجات، في الحضور الجامعي، في المؤسسات المتنوعة والمختلفة وفي الأنشطة المختلفة والمتنوعة، في كل الميادين والساحات، وإن كانت الأضواء عادة تسلّط على جانب المقاومة أو الجانب السياسي لأنّ البلد مشغول في هذين الجانبين ويُغَضْ النظر عن الجهود الكبيرة والجبارة التي يقوم بها إخواننا وأخواتنا في بقية المؤسسات والأطر والمجالات والمساحات والمستويات على امتداد الوطن وعلى كل الأبعاد.

 

نحن اليوم نشهد حركة في هذه الحيوية وهذا الحضور وهذا الصدق والمثابرة والجدية والأمل والْدَأَب وهذا الأفق المفتوح على المستقبل، طبعا أعداء لبنان والأمّة لا يريدون أن تكون هناك حيوية من هذا النوع لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في أي منطقة، هم يريدوننا شعوبا خاملة وجاهلة وغارقة في الأمية والظلام واليأس وعقد الحقارة، يريدوننا شعوبا لا أمل لها بانتصار ولا أمل لها بعز وكرامة وحضارة ولا بمستقبل مادي ولا بمستقبل معنوي ولا بمستقبل سياسي، يريدوننا أتباعا لهم وعبيدا ينهبون خياراتنا ويستخدموننا في مصانعهم ويستفيدون منّا كمستهلكين لبضائعهم، وهنا لا أتكلم عن البضائع الإقتصادية فقط بل البضائع الثقافية والفكرية والإعلامية والعادات والتقاليد ...، أمّا أن تنطلق حيوية معينة من إرادة وثقافة وقيم وإيمان وفكر بيئتنا ومجتمعنا بهذا الشكل وبهذا الحجم، هذا ما لا يريدونه على الإطلاق .

 

لذلك ما أعلن في الحرب الأخيرة بشكل واضح على لسان المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين من أنّ هدف حرب تموز كان تدمير حزب الله وتدمير كل البنية التحتية التي تتأسس وتقوم عليها المقاومة، هذا لم يكن هدفا جديدا. هم تابعوا وواصلوا العمل على هذا الهدف منذ 25 عاما، نحن نُطارد ونُعتقل ونقتّل ونسجن منذ 25 عاما ويعملون على عزلنا ومحاصرتنا والحرب النفسية علينا منذ انطلاقنا : الضغوط السياسية والمادية والإقتصادية علينا وعلى البيئة التي تحتضننا وهذا ليس جديدا وقد اعتدنا عليه وتعايشنا معه، ولذلك أصبحنا أقوى من أي حرب نفسية وأقوى من أي حصار وتهديد وتخويف. لكنهم لم ييأسوا وما زالوا يواصلون العمل، دائما خلال 25 عاما لم يمر عام أو عامان وإلاّ وكان يقال في هذا العام نهاية حزب الله، لكن أمام كل محنة وأمام كل صعوبة وأمام كل مواجهة كنّا نخرج بعون الله وعنايته عز وجل أقوى وأشد عودا وأمضى سيوفا وعزمنا وإرادتنا أقوى من أي زمن مضى. حتى في العام 2000 عندما بدأ الحديث عن الإنسحاب، كتبت مقالات ودراسات في لبنان والعالم العربي أنّ الإنسحاب الإسرائيلي عام 2000 سيكون عنوان نهاية حزب الله، لأنّ حزب الله سيفقد سبب وجوده، وكأن سبب وجودنا فقط هو وجود أرض محتلة هنا أو هناك، ولكن ماذا جرى بعد عام 2000، حضور حزب الله وقوته وعنفوانه واستمراره...

 

وفي هذه الحرب كذلك، كان هناك رهان كبير دولي وعربي، نعم صدق من قال أننا في حرب تموز واجهنا حربا عالمية على المقاومة ولكننا انتصرنا في هذه الحرب العالمية على كل أؤلئك الذين علقوا الآمال الفاشلة والخائبة على هزيمتنا وتدميرنا والقضاء علينا. هذه الحيوية التي تارة تواجه بعنوان محاصرة المقاومة وانتفاء الحاجة لها وقرار الحرب والسلم، وتارة تواجه ببعدها السياسي والمدني والإجتماعي من خلال عنوان أو مقولة الدولة داخل الدولة، قولوا عن المقاومة ما شئتم، قولوا عنّا في بعدنا السياسي والمدني ما شئتم فهذا لن يقدم ولن يؤخر شيئا.

 

أصلا عندما تصبحون دولة تعالوا وطالبونا أن لا نكون دولة داخل دولة، الدولة التي تسمح باجتياح لبنان واحتلال عاصمته ليست دولة، الدولة التي لم تفعل شيئا إلآّ في بعض المراحل الأخيرة لاستعادة الأرض اللبنانية المحتلة ليست دولة، الدولة التي لا تستطيع أن تبسط سلطتها، كما يقال، على كل أراضيها إلاّ بمساعدة عدوها وقتل شعبها ليست دولة، الدولة التي تتواطأ على شعبها واهلها وعلى أشرف مقاومة في بلدها ليست دولة، الدولة التي لا تدافع عن شعبها في حرب تموز ليست دولة والدولة التي تقبض الأموال من الدولة العربية وغير العربية المانحة وتخزّنها في صناديقها وتبقى بيوت الناس ومؤسساتهم مهدمة ومدمرة دون أن تقدم لهم العون والمساعدة ليست دولة، الدولة التي لا تعرف من الدولة إلاّ جباية الرسوم والضرائب والدولة التي لا تعرف إلاّ الحساب ولكنها لا تتقن شيئا آخر سوى الجمع والضرب والطرح ليست دولة وليست جديرة أن تكون دولة.

 

ولذلك أنا لا أوافق أننا دولة داخل الدولة، ولكن لو سلمت بهذا فهذا حلّه سهل من مثل حل موضوع المقاومة. في 22 أيلول قلت أنّ موضوع المقاومة لا يحتاج إلى مؤتمرات ولا نقاشات طويلة عريضة : اذهبوا واصنعوا دولة قوية مقتدرة قادرة أن تحمي لبنان وأرض لبنان ومياهه، نحن بعد كم سنة وتسمعون الأخبار عن طبقة الأوزون، هناك مصيبة على العالم كلها، نسبة كبيرة جدا من النباتات والحيوانات ستنقرض، هناك مشكلة ماء آتية ونحن عندنا ماء وحجتهم قوية جدا أنّ مياهنا تذهب إلى البحر، هل سيكون لدينا دولة تحمي مياه لبنان في المرحلة المقبلة وهي لا تستطيع أن تحمي نبع الوزاني؟ هذا سؤال كبير...

 

لذلك أقول في مسألة المقاومة لا تتعبوا أنفسكم لا بالحرب عليها ولا بعزلها ولا بمحاصرتها ولا بتحريض الناس عليها، عليكم أن تيأسوا من هذا. الحل الوحيد هو أن يكون هناك دولة قوية وجيش قوي يشعر معه الشعب اللبناني أن هذا الجيش يستطيع مواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان، ويستطيع أن يسقط أهداف أي عدوان كما فعلت المقاومة في حرب تموز، نحن لا نطلب معجزات من الجيش اللبناني، لم نطلب منه تحرير القرى السبع ولا تحرير فلسطين ولا استعادة بيت المقدس، نريد جيشا لبنانيا وطنيا يحمي لبنان وسمائه وشعبه ومياهه وأرضه، أوجدوا هذا الجيش ويمكن حل مسألة المقاومة بسهولة. وكذلك في البعد الآخر، مثل البعد الأوّل، التشويش والقول أنّ هناك دولة داخل الدولة، "سوالف ماشية من جورج بوش ونزول"، يعني أنّ هذا التعميم من فوق . هذا كلام لن يقدم ولن يؤخر، لن يثنينا عن مواصلة عملنا المؤسساتي ولا التربوي ولا الجامعي ولا مساعدة الناس ولا مد اليد إليهم لأننا نرى أنّ هذا من واجباتنا التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلآّ لا أكون إنسانا مؤمنا ولا أكون مسلما إذا كنت أتعاطى على قاعدة أنّ وضع الناس لا يعنيني، هناك دولة تحمل مسؤوليتهم أو لا يوجد هذا ليس شأني، هذه المعادلة وهذه الفكرة وهذه الثقافة نحن خارجها بالكامل.

 

لذلك، أؤكد لكم هذه الحيوية لن يستطيعوا القضاء عليها لأنها تنطلق من أسس ثابتة وتملك عناصر الإستمرار، هي ليست مستوردة، فكرنا ليس من الشرق ولا من الغرب بل من هنا من أرض النبوءات والرسالات، نحن أتباع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهؤلاء أنبياء هذه الأرض وهذه الشعوب وهذه المنطقة، نحن ننتمي إلى منطقة تأسيس الحضارات والأديان والثقافات والفلسفة، وبالتالي نحن لسنا مستوردين ونملك هذا الإنتساب، نحن حركة شعبية يحتضنها ناسها، حركة لها مصداقيّتها، حركة تمتليء بعنصر الشباب، حركة تملك الصدق في أدائها وسلوكها، حركة لديها قضية واضحة ومحقة ومقدسة, وبالتالي قصتنا معهم طويلة...

 

يعني الآن كم عمر هذا الحزب؟ عمر هذا الحزب 25 سنة، أي أننا الآن في ريعان الشباب، "علقو معنا وعمرنا 25 سنة. نضاين شباب أقل شي كحزب كم؟ 25 سنة شباب" وخمس وعشرين سنة فوقهم هي (مرحلة) اكتمال الرجولة، أي أنهم "علقانين معنا 50 سنة". وأنا أقول لكم : حتى يتغير وجه المنطقة بل حتّى يتغير وجه العالم لن تنتظروا خمسين سنة.

 

في الوضع السياسي. لا شك أننا نمر في مرحلة مصيرية وهامة جدا من تاريخ لبنان وما يجري الآن على الساحة السياسية ليس مناوشات أو تكتيات أو صراع يرتبط بقضايا جزئية، والآخرون يقولون هذا، أنّ الصراع هو على هوية وانتماء وماهية وحقيقة لبنان وموقعه، إذاً هم يخوضون صراعا على تغيير الهوية والماهية والموقع، الموضوع ليس موضوع 19 - 11 أو 13 - 17. هذا ظاهر الأمر والمسألة أعمق بكثير.

 

منذ استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري تكوّن بشكل واضح فريق مدعوم دوليا بقوة ولا أظن أنّه مر على لبنان فريق سياسي تلقى دعما دوليا واضحا بهذا الحجم، فريق لبناني سياسي مدعوم دوليا وضع مشروع السيطرة على لبنان وبالأخص على مؤسسات الدولة كل مؤسسات الدولة السياسية والتشريعية والإجرائية والقضائية والأمنية والعسكرية والإدارية، وقرر منذ اللحظة الأولى أنه الفريق الوحيد المؤتمن دوليا على لبنان لأداء مهمة، ليست مهمة سيطرة وسلطة فقط وإنما مهمة نقل لبنان بالكامل إلى الموقع الأمريكي بما يقتضيه هذا الموقع من التزامات تجاه المنطقة أو عداوات اتجاه دول الجوار ومن إلتزامات اتجاه إسرائيل سواء في مسألة المقاومة أو التوطين أو الترتيبات الأمنية. وحملوا دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعتب علي البعض في 8 آذار عندما خطبت وقلت : لا توظفوا هذا الدم سياسيا. حملوا هذا الدم وواجهونا به جميعا. من لا يُصَوِّت للوائحهم هو قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واليوم من يطالب بحكومة 19 - 11 وحكومة وحدة وطنية هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

أخذوا هذا الدم واستنفروا الكثير من العواطف والأحاسيس والمشاعر وَوُضِعَ لبنان أمام تحدٍ حقيقي، وبدأ تنفيذ الخطة : الخطوة الأولى السيطرة على المجلس النيابي، عملوا انتخابات في وقت مسلوق، وأنا كنت في المفاوضات وبصريح العبارة قالوا لي لا نستطيع أن نؤخر الإنتخابات حتى شهر أو شهرين، لأنّ الرئيس بوش أعلن أنّ الإنتخابات سوف تجري في هذا التاريخ، يعني إجراء الإنتخابات في موعدها الذي أجريت فيه كان التزاما من الفريق الآخر مع الإدارة الأمريكية. كلكم تقولون أنّ قانون انتخابات عام 2000 ظالم وحتى أنّ غبطة البطريرك كاد أن يطلق انتفاضة كبيرة جدا لأنّ هذا القانون لا يتيح للمسيحيين أن يمثلوا أنفسهم بشكل مناسب، ولكن تمّ تهدئة غبطة البطريرك ومشت الناس بقانون عام 2000. الكل يقول قانون عام 2000 ظالم وفاسد لكن أغلبهم تحت الطاولة، وخصوصا ذاك الفريق كله، كان يريد قانون انتخابات عام 2000.

 

بعدها حاولوا أن يحملوا الموضوع لحركة أمل وحزب الله لكنهم هم من أراد قانون عام 2000، ومثلما يقول دولة الرئيس نبيه بري أنه يتحدث باسمه وباسم الحزب سأتحدث عنّي وعن الحركة، وخصوصا بعدما أعلنه دولة الرئيس بري عن استعداده الموافقة على قانون القضاء، بالنسبة لنا تقبلون بالمحافظة أو بالقضاء أو بالدائرة الوسطى أو أهل الأكثرية أو النسبية لا مشكلة عندنا، هم من أصروا على قانون العام 2000 لأنّه توقعوا أنّه يأتيهم بالأكثرية، وأجريت الإنتخابات النيابية وتأسس هذا المجلس النيابي على قاعدة قانون انتخابات ظالم، وثانيا على قاعدة تحالفات عقدوها معنا يبدو أنهم كانوا ينوون منذ البداية نقضها، يعني عن سابق تصور وتصميم مارسوا الخداع والغدر الإنتخابي والسياسي مع حزب الله وحركة أمل. هذا المجلس حصيلة قانون فاسد وتحالف مخادع. وتكون هذا المجلس وكانت لهم ما يسمّونه بالأكثرية التي حصلوا عليها بهذا الطريقة.

 

لم تكتمل خطوة السيطرة على المجلس النيابي بسبب قوة حضور حركة أمل وحزب الله في الساحة السياسية وبالتالي كان من صعب أن يتمكن ذاك الفريق، ونحن كنا في بدايات تحالف، من أن يتجاوز حركة أمل وحزب الله في انتخاب رئيس المجلس النيابي وإن كانوا يتمنون أن يكون ليس نائب لرئيس عضو في الوفود النيابية بل أن يكون رئيس المجلس النيابي عضوا في الوفود التي يرأسها نائب. كانوا يتمنون ذلك لكن ذلك لم يحصل. هنا أخفقوا. عندما أوصلت تسوية إلى إعادة انتخاب دولة الرئيس نبيه بري هذا يعني أنّه أصبح على رأس المؤسسة ضمانة سياسية ودستورية وقانونية حقيقية سوف تمنع هؤلاء من التلاعب بالدستور والقانون وهذا ما يمثله اليوم دولة الرئيس بري. لنقل أنهم أحرزوا نجاحا جزئيا ولا أقدر على القول أنهم سيطروا على مؤسسة المجلس. اليوم يقولون أنّ مؤسسة المجلس معطلة لكنها ليست معطلة.

 

ثانيا، أتوا إلى تشكيل الحكومة حيث استبعدوا قوى سياسية عمدا لأنها كانت، بعض هذه القوى، غير مؤتمنة في نظرهم على مشروعهم وغير مستعدة للمضي في مشروعهم إلى النهاية. ودخل أمل وحزب الله إلى الحكومة ووزراء لفخامة الرئيس إميل لحود على قاعدة انّ هناك اتفاق سياسي أو ضمانات سياسية وأنّ من خلال وجودنا في الحكومة يمكن أن نحول دون وصول وصاية أو الخضوع لوصاية أو تنفيذ مشاريع يراد فرضها على لبنان، ولكن شكلوا حكومة برئاستهم أغلبيتها لهم. وأرادوا أن يستمروا على هذه المؤسسة وأقول في هذا الأمر أنّ هذا الإنجاز لم يكتمل وليس أنهم لم يأخذوا الحكومة، لقد أخذوا الحكومة، لم يكتمل لأنّه في لحظة مدروسة ومحسوبة جيدا نتيجة انكشاف الكثير من الإلتزامات والتعهدات والمخططات خرج الوزراء الستة من الحكومة ليضعوها تحت مقصلة الشرعية والقانونية.

 

في الحد الأدنى، يوجد حكومة في لبنان تقول عنها قوى لبنانية أساسية أنها حكومة غير شرعية، رئيس الجمهورية يقول ذلك، رئيس المجلس يقول ذلك، 57 نائب على الأقل يقول ذلك وأكثر من نصف الشعب اللبناني يقول ذلك. إنّ إنسحاب الوزراء الستة هو منع سيطرة ذاك الفريق على السلطة التنفيذية وبالتالي في الحد الأدنى وضع هذه السلطة التنفيذية تحت السؤال الدستوري والقانوني، وإن كانوا هم قد احتاطوا لهذا اليوم...

 

بقي موقع صامد ومتين هو موقع رئاسة الجمهورية وعملوا حملة طويلة عريضة على رئيس الجمهورية وعملوا حملة "فِلْ، قامو هنّي فلّو ووهوّي ما فل"، وهددوا بالشارع وبالويل والثبور وهنا أتى المجتمع الدولي أيضا داعما لهم بقوة من خلال مقاطعة رئيس الجمهورية، وقد حددوا توقيتا أنه في الوقت الفلاني نحن سنصعد إلى بعبدا ونجلس هناك... ولكن هناك عاملان أساسيان مهمان جدا حالا دون تحقيق هذا الهدف وفشلوا، وفخامة رئيس الجمهورية باقٍ حتى آخر لحظة من ولايته إن شاء الله...

 

السبب الأول : أنّ إميل لحود "زَلَمِي"، مع حفظ الألقاب، غير (الرئيس) إميل لحود لا يتحمل كل يوم الشتائم والسباب وقلة الأدب والقلة الأخلاق ومقالات ومسخرات وكل ما يقدرون عليه، سواء التصفية الجسدية (للرئيس) إميل لحود عملوه لكنّ الرجل بقي هناك قويّا عزيزا، وعندما ذهب سابقا إلى الخرطوم في ظل هذه الحملة وبالأمس إلى الرياض كان بالفعل يمثل الحارس الوفي والمدافع الحقيقي عن الثوابت الوطنية والمصالح الوطنية. والسبب الثاني : هو قوة المعارضة. من يقدر على إزالة الرئيس لحود، هناك ناس وقوى سياسية وشارع طويل عريض لا يمكن بهذه البساطة أن يتم تجاوزه. إذاً في المؤسسة الثالثة أيضا فشلوا.

 

نعم في المجلس الدستوري نجحوا وشطبوا المجلس الدستوري، منذ بضعة أيام الرئيس بري يقول عنهم : هم ليسوا بحاجة إلى مجلس نواب لأنّ مجلس الأمن هو مجلس النواب، الحكومة تعمل مشاريع وتبعثها لمجلس الأمن. أن أزيد عليه بالقول أنّهم ليسوا بحاجة إلى مجلس دستوري فمجلس الأمن هو المجلس الدستوري! اليوم من يقول أنّ هذه الحكومة شرعية أو غير شرعية، مجلس الامن وليس المجلس الدستوري! أصبح السيد بان كي مون وبقية السادة الكرام في مجلس الأمن خبراء دستوريين في الدستور اللبناني، أي أنّ لبنان الذي يكاد لا يبين على الخارطة الدولية كلهم قراوا دستوره وخبراء به وأصبحوا هم بحكمه. أصلا عندما أزالوا المجلس الدستوري نسفوا وجود أي مرجعية دستورية يمكن الإحتكام إليها.

 

مثلا عندما حاولوا تقليد أوكرانيا، في 8 آذار قلت لبنان ليس أوكرانيا وصحيح لبنان ليس أوكرانيا، لكن طلع أوكرانيا مثل لبنان، يعني اليوم رئيس الجمهورية في أوكرانيا يريد انتخابات نيابية مبكرة والحكومة تريد انتخابات رئاسية مبكرة وهؤلاء نزلوا إلى الشارع وهؤلاء نزلوا إلى الشارع، لكن في نهاية المطاف الأوكرانيين، وهم ديموقراطيين أكثر من هذا الفريق اللبناني، لم يقوموا بحل المحكمة الدستورية واحتكم الطرفان إليها، لكن عندنا ألغوا المجلس الدستوري لكي لا يبقى محل نحتكم إليه، لا بدستورية الحكومة ولا بدستورية القوانين ولا بدستورية بعض النواب المطعون بنيابتهم. وغدا المصيبة أكبر، اليوم بدأ النقاش حول نصاب المجلس النيابي، هل هو ثلثي المجلس النيابي أم الأكثرية المطلقة، غدا ينتخبون رئيسا ـ إذا قدروا على ذلك ـ بالأكثرية المطلقة وهنا ليسوا محتاجين مجلسا دستوريا لأنّ مجلس الأمن سيصادق على الرئيس الذي سينتخبونه لأنهم لم ينتخبوا رئيسا، سوف يقول لهم جورج بوش ـ وهم معتادون على أن يقال لهم من هو الرئيس، معتادون ن لا ينتخبوا رئيساـ سيأتي مجلس الأمن الدولي ليقول هذا هو الرئيس الدستوري والشرعي والقانوني.

 

أحكموا السيطرة على السلطة القضائية، اليوم أهم القضايا في لبنان قضايا الإغتيالات والتفجيرات لا عمل للسلطة القضائية بها وتتحول إلى لجنة تحقيق دولية وغدا تأتي، بحسب اعتقادهم، المحكمة الدولية التي تحاسب وليس القضاء اللبناني، والمحكمة الدولية سلطتها فوق سلطة القضاء اللبناني في النظام الموجود، إذا طلبت المحكمة الدولية من القضاء اللبناني رفع يده عن أي ملف سيرفع يده وسيسلم المتهمين وسيسلم المعلومات ولن يتدخل، بل هي تستطيع على ما أذكر أن تحاكم من جديد شخصا حاكمه القضاء اللبناني أي أنّ القضاء اللبناني لم يعد له قيمة لا بقاءا ولا استمرارا.

 

هنا سأتحدث قليلا عن المحكمة، يقولون كل يوم أننا لم نطلعهم على ملاحظاتنا، وهنا أتمنى من كل اللبنانيين أن يسمعونني وخصوصا أحباء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هؤلاء الجماعة لم يريدوا يوما منّا أن نناقش ملاحظاتنا على المحكمة في إطار جدي وفي إطار قرار، أن نجلس إلى طاولة شرب شاي ونقول الملاحظات فلا مشكلة أمّا في موضع اتخاذ قرار لا يريدون ولذلك تمّ تهريب الطلب يوم اغتيال جبران تويني ,وتم الموافقة في مجلس الامن على النظام في يوم اغتيال الوزير بيار الجميل ,والموافقة الجديدة على المحكمة تم تهريبها ايضا" , كله تهريب بتهريب ,نعم , نحن لا نقول ملاحظاتنا لا بالاعلام , أي لا نعمل سجال اعلامي نحن جديين بموضوع المحكمة لأننا جديين احتفظنا بملاحظاتنا للنقاش الجدي ,نعم السوريين طلبوا منا الملاحظات والسعوديين طلبوا منا الملاحظات,الايرانيين طلبوا منا الملاحظات , السعوديين طلبوا من السوريين والايرانيين الملاحظات ,ولكن قلنا : نحن لا نعطي ملاحظاتنا لأحد ,نحن عندما يتوفر إطار جدي لمناقشة الملاحظات عندها نحن جاهزين لنتكلم .

 

لكن طبعا,طالما الامور تجاوزت المؤسسات الدستورية اللبنانية وذهبت الى مجلس الامن بهذه الطريقة التي ارتضوها هم ,يمكن في مرحلة من المراحل ان نضطر ان نعلن ملاحظاتنا على نظام المحكمة من اجل توعية الرأي العام على المخاطر ,ما قيل اليوم في بعض وسائل الاعلام أن نواب المعارضة سيرسلون وثيقة لمجلس الامن ويعبرون عن رأيهم في المحكمة الدولية غير صحيح ,نحن لسنا في هذا الوارد على الاطلاق ,لأن هذا يعني ماذا ؟يعني تكريس الانقسام في لبنان والتسليم بمرجعية مجلس الامن في شأن دستوري لبناني !

 

إشكالنا على الفريق الآخر هو التهريب ,نظام المحكمة معاهدة دولية يتطلب موافقة الحكومة , وموافقة رئيس الجمهورية ,وبهذا الشكل القانوني يذهب الى مجلس النواب ويوافق عليه مجلس النواب ,كل الذي عملتموه هو تهريب ونحن لن نكون شركاء في التهريب ,وبالتالي مجلس الامن ليس هو الجهة الصالحة لنقدم لها ملاحظاتنا ,الجهة الصالحة الوحيدة المعنية بأن يقدم لهل ملاحظات هي حكومة دستورية في لبنان ,وفي جلسة يرأسها فخامة رئيس الجمهورية ,تتم مناقشة الموضوع , يوافق عليه رئيس الجمهورية , ويحول الى مجلس النواب فقط وفقط إذا اصررتم على التهريب جيد ,حينئذ لن نظل نخفي الملاحظات سيأتي يوم نطلع بمؤتمر صحافي ونقول ياناس تفضلوا :هذا نظام المحكمة , وهذه الملاحظات على نظام المحكمة, هذه بعض البدع المعتمدة في هذا النظام التي ليس لها سابقة في المحاكم الدولية ولا في السلطات القضائية منذ ان خلق الله آدم الى اليوم, توجد ملاحظات عنوانها هكذا, لأنه وبكل صراحة, لا اريد ان ادخل على تفصيل الملاحظات, بكل صراحة اريد ان اقول لكم هذا النظام مكتوب على قاعدة احكام موجودة صادرة وخالصة موجود نظام محكمة موضوع لكي يتم تركيب محكمة لتظهير الاحكام الصادرة ونقطة على اول السطر ,هذا تقييمنا للمحكمة ولنظام المحكمة. واذا انتم تريدون مشهد او صورة عما ستؤول اليه الامور فهذه الصورة موجودة في لبنان,

 

نحن عندنا معتقلين سياسيين في لبنان ,اربعة ضباط كبار موجودين في السجن , في اعتقال سياسي ,اين القضاء اللبناني ؟ القضاء اللبناني لا يجرؤ ان يأخذ قرار اخلاء سبيل !حتى بكفالة , لا يجرؤ ان يأخذ قرار وضع هؤلاء الضباط في الاقامة الجبرية لأنه يخاف من السياسيين , لأن السياسيين سيطلعون يشتموه ويعزلوه ثاني يوم !ضباط مرميين بالسجن , كم من الوقت ؟بلا تحقيق وبلا أي شيئ,ماذا ينتظرون ؟ المحكمة الدولية ,طيب التحقيق الدولي مددوا له سنة للرجل , حسنا" اذا لم ينتهي في السنة او السنتين والمحكمة تبدأ عملها لو تشكلت بعد انتهاء التحقيق ,يظل هؤلاء في السجن ؟ هذا نموذج , طبعا عندما تشكل المحكمة على النظام المعمول , سيكثر العدد من المعتقلين السياسيين في سجون المحكمة الدولية وكله تحت يافطة دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ,آن الآوان هنا في لبنان ان يرتفع الصوت ليقول : لا للإعتقال السياسي الذي يمارسه هذا الفريق ايضا" بحق الضباط وغير الضباط ,وفي مسألة المحكمة أريد أن أؤكد لكم نحن لم نطرح في يوم من الايام مقايضة ابدا"! نحن كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية ولم نكن نتحدث عن المحكمة ,وكان من المسلم انه يوجد محكمة عندما يأتي القانون الخاص بها سنناقشه في المجلس النيابي, ولكنهم هم من ادخلوا نظام المحكمة , هم طرحوا المقايضة, هذا بلد غريب عجيب, ولا اريد ان اسمي من, وأنتم تعرفون من ..ولم نكن نحن في يوم من الايام نطرح المقايضة, نحن نقول خلاص لبنان في حكومة وحدة وطنية وطالبنا بحكومة وحدة وطنية بمعزل عن موضوع المحكمة ,موضوع المحكمة موضوع قائم بذاته والحكومة موضوع قائم بذاته , هم الذين وضعوهم مع بعض ,نعم عندما تريد ان تعمل محكمة يجب عليك ان تجلبها الى الحكومة ,ولذلك صار الترتيب ان الحكومة فالمحكمة ,نحن ما طرحنا يوما من الايام المقايضة , جيد اليوم اخذوها الى مجلس الامن ,لنرى كيف سيتصرف مجلس الامن ,انا لا اريد ان استبق الامور ,

 

ولكن الآداء الذي اتبع في قضية المحكمة الدولية تأكيد على ان هذا الفريق انهى السيادة في المجال القضائي اللبناني ,تحقيقا" ومحاكمة وحكما" , لم يعد سيادة للقضاء اللبناني ,إذا اقرت هذه المحكمة بهذا النظام يكونوا قد أطاحوا بالسلطة القضائية ووفقوا بهذا الموضوع ,ولم نقدر ان ندافع عن السلطة القضائية لأن السلطة القضائية لا تدافع عن نفسها ,هم يقدرون ان يدافعوا عن انفسهم , ويقدروا ان يكونوا شجعان , وأن يعملوا ضميرهم بكل قضية من القضايا , بمعزل عن إرادة السلطة السياسية ,اما بموضوع الاقتصاد , عملوا لنا ورقة وتظاهرنا ضدها , ثم عملوها تهريب بحجة جلب مساعدات من باريس 3 ,اليوم أي حكومة لبنانية تتشكل لا تستطيع ان تضع خطة اقتصادية كما تشاء وكما تراه لمصلحة لبنا ن يجب ان تخضع لشروط المانحين , وإلا اين فلوس باريس 3 , اين هم ؟لأن هناك شروط من المانحين أي خطة اقتصادية يجب ان تخضع لشروط المانحين ,بالتالي حتى الاقتصاد اصبح خاضع للتدويل ,بالامن كانت محاولة عندما كنا في الحكومة لتأسيس ما يسمى بمكتب معلومات يكون له السيطرة على كل الاجهزة الامنية وهم يسيطرون على مكتب المعلومات وهذا غير شعبة المعلومات الموجود بقوى الامن ,وأن يكون مكتب المعلومات مشكلا" من ضباط لبنانيين ودوليين ,

 

هذا موجود في النص ,عندالنواب وعند الوزراء موجود هذا النص ,وكان الهدف من هذا المكتب احكام السيطرة على كامل الاجهزة الامنية اللبنانية .نعم , اليوم هم يشعرون بأنهم لم يتمكنوا من السيطرة على كل الاجهزة الامنية اللبنانية , وهذه الاجهزة تتعرض للضغط اليومي ,كل يوم ترون التصريحات والاتهام للأجهزة الامنية اللبنانية , ان سوريا زرعتهم . وكذلك في موضوع الجيش , لم يقدروا على السيطرة على مؤسسة الجيش ,انا أؤكد لكم , لا يريدون جيشا" وطنيا" ,هم يريدون جيشا" فئويا" ,إذا امروه بقمع مظاهرة يفعل , يعني ما لم تقبله حكومة الرئيس كرامي هم يتمنونه في كل يوم ,في موضوع استخدام الجيش ضد المعارضة ويضغطون على الجيش ليستخدموه ضد المعارضة ,

 

إن لم يكن هذا الجيش فئويا" فهم لا يريدونه اصلا" ,وليس موضع ثقتهم ,وهم عملوا وما زالوا يعملون ومشروعهم هو قوات متعددة الجنسيات وتكلموا عنه كثيرا" بشكل علني وواضح ,عندما تطلب قوات متعددة الجنسيات في جنوب الليطاني ومن ثم تريدون تمديدهم على شمال الليطاني وعلى الحدود بين لبنان وسوريا ماذا بقي من لبنان؟الذي لم يقدروا ان يأخذوه بالجملة يحاولون أخذه بالمفرق ,وهنا السؤال الكبير :

لأنه اثبت قيادة وضباطا" ورتباء وجنودا" انه جيش وطني هو يتعرض للضغوط كل يوم وللتشهير في كل يوم , وبعض الاجهزة الامنية انها ما زالت تعمل من خلال مسؤوليتها الوطنية وليس على اساس فئوي هي تتعرض للضغط والتشهير كل يوم ,لأنهم كانوا في الماضي ولا زالو ا يريدون زج الجيش في صراع مع المقاومة والجيش يرفض ذلك , وهنا السؤال الكبير : عندما عجزوا عن السيطرة على الجيش , اصبح هناك سنتان والسلطة لهم للأميركان ,اين مساعدات للجيش اللبناني ؟ ماذا جلبوا للجيش ؟ ريوهات وبضعة سيارات هامر , أي واحد يمكنه ان يشتري هامرات في بيروت , سنتان حتى الآن لم يقدم للجيش أي مساعدة جدية ليكون جيشا" قويا" لماذا؟ بكل بساطة لأن الجيش اللبناني ما زال يسعى لأن يكون جيشا" وطنيا" ويرفض الخضوع لدولة زعماء المليشيات الذين لطالما قاتلوا هذا الجيش , والذين عملوا دائما على تقسيم وتمزيق وتفتيت هذا الجيش ,وطبيعي جدا" ان لا تأتي مساعدات للجيش اللبناني , أي متى تأتي هذه المساعدات ؟

عندما يغير عقيدته القتالية , يعني ان يبدل الجيش خطه الوطني وعقيدته الوطنية وموقعه السياسي الوطني ويتحول الى جهاز قمعي في يد الفريق المتسلط على الدولة وعلى لبنان , عندها تأتي المساعدات .لكن جيشنا الوطني اللبناني لن يكون كذلك في يوم من الايام انشاء الله ,وأهم ضمانة في هذا الجيش هو وجود قادة وضباط وطنيين وأيضا", وجود رتباء وأفراد من هذا الشعب ,الجيش اللبناني يصبح آداة قمع عندما يركبوا له عسكر مرتزقة يأتوا بهم من انحاء العالم ,اما طالما ضباط وجنود الجيش اللبناني هم ابناء المناطق والعائلات اللبنانية لا يمكن ان يتحول هذا الجيش الى آداة قمع في ايديهم .بالخلاصة يوجد فريق يريد السيطرة على البلد مستعينا" بالدعم الدولي ,يقدر هو ان يقاضي , يفعل ,اذا لا يأتي بالمحكمة الدولية ولجنة تحقيق دولية , مجلس الامن يصبح مجلس دستوري , ويصبح ايضا" مجلس نيابي , في المكان الذي يفشل فيه وطنيا" يذهب الى التدويل على الوضع الدولي . طيب آخر شيئ وصلنا له انه اليوم نعم هم في بعض المجالات فشلوا وعجزوا بالسيطرة على مؤسسات الدولة كلها اليوم كل الضغط على رئاسة الجمهورية لأنهم لم يقدروا على السيطرة عليها ,كل الضغط على رئاسة المجلس النيابي والاتهام لرئاسة المجلس النيابي لماذا ؟ لأنه لم يخضع لإرادتهم وبكل بساطة .

 

إذن هناك مؤسسات في الدولة التي يقولون عنها انها معطلة هي التي لم تخضع لإرادتهم , يسمونها معطلة ,كل الصراخ الذي تسمعونه منهم هو صراخ الفشل ,وسمعوا هذا الكلام ايضا" في كثير من العتاب من سادتهم الاميركيين وغير الاميركيين ,وكان قمة الفشل في الرهان على حرب تموز التي توقعوا ان تغير المعادلة في لبنان وفي المنطقة وفشل رهانهم , واليوم هم يراهنون على ضربة اميركية لإيران ,هذا ليس تحليلا" أو اتهاما" هذا يتداولونه مع كوادرهم في الجلسات الحزبية , انهم يرتبون مسائلهم السياسية والامنية والعسكرية على هذا الاساس. انا لا اريد ان اخوفكم ولكن لا اريد ان اخدعكم هم يفكرون هكذا , وهم يقولون نيسان, ايار وحزيران , اذا مر حزيران فيكونوا قد اكلوها ,طبعا" هم يعيشون على امل نيسان , ايار وحزيران طبعا" كذبة 6 نيسان وليس اول نيسان.

 

عندما ظهرت هذه الكذبة انه بستة نيسان وفي الساعة الرابعة فجرا" سوف يبدأ الهجوم الاميركي على إيران وهنا في لبنان كانوا منتظرين ذلك , ويمكن انهم سهروا حتى الفجر .اذا بوش يريد مهاجمة ايران فإنه يتصل بالأول مع بعض هؤلاء ليعطيهم علما" او ليأخذ الاذن منهم ايضا", مر 6 نيسان ولم يحصل شيئ ,لكن انا اقول لكم بشكل جدي نعم يراهنون على هذا ,انا اريد ان اقول لهم :انكم تضيعون الوقت على انفسكم وعلى البلد ,لأنه إذا ما صارت حرب اميركية على ايران وراحت الامور إما الى التسوية فهي على حسابكم ,أو بقيت الامور تعس يعني المزيد من الاستنزاف لداعمكم ولحليفكم الامريكي والمزيد من المأزق والمزيد من الضعف وهو سينعكس عليكم ,

 

وأما إذا وقعت حرب لا سمح الله انا لا احب الحرب لا هنا ولا في ايران ,لكن عندما نقاتل دفاعا" هذا واجبنا لا مفر من القتال ,لكن لو وقعت الحرب على إيران , هل انتم حاسمين نتيجة الحرب من الآن ومجهزين انفسكم ومركبين معادلات ؟من اين لكم هذه القصة؟هل لديكم تصور واضح حول وضع المنطقة لو وقعت الحرب من هذا النوع ؟هل لديكم نتائج واضحة حول هذه الحرب ومعطيات هذه الحرب فيما لو حصلت ؟ والسؤال ماذا لو هزمت امريكا في هذه الحرب ؟ونحن نرجو من الله سبحانه وتعالى ان تهزم ,ماذا تفعلون ؟احد الاخوان سألني :هؤلاء يراهنون على الحرب على ايران ,

 

اذا صارت الحرب وتغير الوضع وهزم الامركان , هل سترجعون الى 19 - 11 ؟ وقتها عالم آخر, جو آخر, بلد آخر, حسابات اخرى, معادلات اخرى, تصنيفات اخرى ,وضع ثاني مختلف تماما". هذه رهانات واهنة وخائبة وفاشلة ومن يراهن على الخارج لا يقدر ان يدير بلد او يحكم بلد ,اليوم وصلنا الى ان الحوار وصل الى طريق مسدود , يعني محاولة الحوار الاخيرة الثنائية وصلت الى طريق مسدود وعطلت ,كان بعض 14 شباط يقول 19- 11 يعني حياة او موت الان اصبحوا جميعهم يقولون انتحار سياسي ,سؤال: انتحار سياسي لمن ؟تصوروا بأي بلد اذا تقام فيه حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية هل يصدق احد ان هذا انتحار سياسي للوطن وللبلد ؟في لبنان يعتبروها هكذا .انا اقول لكم ببساطة : هو انتحار سياسي لهم .19-11 بفهمهم هم هو انتحار سياسي لهم .لماذا ؟ لأن عندهم التزامات قضائية , وأمنية وسياسية واقتصادية اذا ركبت حكومة 19-11 ستكون الالتزامات وطنية ولن يستطيعوا ان يفوا يإلتزاماتهم لأسيادهم وسيتخلى عنهم اسيادهم .هذا الانتحار السياسي .في أي مكان كان يمكن لحكومة وحدة وطنية ان تعمل انتحار سياسي !كل عمرها حكومات الوحدة الوطنية في العالم تشكل ضمانات قوة وتوحد وتماسك .ممكن للأمور ان تمشي ببطئ ولكن تمنع الانهيار .19-11 هو انتحار سياسي وهم يرونه كذلك , ونحن اقل من 19 - 11 لن نقبل , صح ؟هنا اصبحنا بمكان ذات طريق مسدود ؟كان في نقاش حول موضوع المحكمة وأخذوه الى مجلس الامن لنرى ما سيحصل بهذا الموضوع .اكثر من هذا المحاولة الاخيرة ايضا" الرئيس بري طرح فكرة ان تقوم الرياض بدعوة الاطراف اللبنانية للتفاوض والحوار والاتفاق في السعودية ,الفريق الآخر لم يقبلوا وحتى السعوديين قالوا أهلا" وسهلا" بكم لنرعى اتفاق , لكن لنعما تفاوض هذا لا يصير وأنا اقول هذا حقهم ,لا احد يحق له ان يعتب على السعوديين , أي دولة عربية او اسلامية أي دولة صديقة او شقيقة ,حقها ان لا تقول تفضلوا , والجزء من هؤلاء ليسوا من اصحاب قرارهم ,وبالنهاية هذا التفاوض ممكن ان يفشل , الدول تبحث عن إنجازات وليس عن فشل ونحن نتفهم الموقف السعودي في هذا الموضوع. الآن سكّرت، هم يستقوون بنقطة هي نقطة بالنسبة للمعارضة مضيئة جدا ومشرقة جدا هي رفض المعارضة لأي شكل من أشكال الحرب الأهلية، ويقولون أنّه يوم الثلاثاء هم من منع الحرب الأهلية رغم أنهم أطلقوا الرصاص على الناس! في مؤتمر صحفي للدكتور سمير جعجع قال إنّه لولا نزولنا ولولا القبضايات والعصي لكان انقلاب 8 آذار قد نجح، ويوم الخميس في الكمين الذي عملوه في الجامعة العربية اّعووا أيضا أنهم منعوا الحرب الأهلية! وأنا أعرف أنّ بعض هؤلاء القادة عاتبه سادته الأمريكيين في أنهم حتّى الآن فشلوا في جر حزب الله إلى اقتتال داخلي وهذا من جملة الفشل خاصّتهم.

 

نحن لا نريد حربا أهلية، وبكل صراحة أقول أنّه إذا دار الأمر أن يبقى الوضع هكذا ـ ونحن لسنا سعيدين بهذا الوضع لأنّ ذلك على حساب البلد ـ وأن يستمر لمدة زمنية معينة لكي نجد الحل، وبين أن نذهب إلى الحرب الأهلية ، كلا لن نذهب إلى الحرب الأهلية وليبقى الوضع على ما هو عليه. ولو يوم كان الصدق والإخلاص والحرص وحقن الدماء نقطة ضعف، دائما كان نقطة قوة و "العاقبة للمتقين"، المهم النتيجة آخر الأمر، لا أحد يحرق بلده لأننا على خلاف في موضوع سياسي معين وهذه النقطة ملتزمون بها في المعارضة. هذا الأمر يضع سقفا لحركة المعارضة وبالمقابل هناك أناس مهما شرحت لهم وأوضحت لهم يعمل الفتنة ويدّعي أنّه أوقفها! ويطلب الحرب ويطلع بالنتيجة أنّني أنا من صنعتها ولي هو، وهكذا هي هذه الفئة التي نحن على خصومة سياسية معها .

 

اليوم، عندما نصل إلى مأزق المنطق الوحيد هو الإحتكام إلى الشعب وليس إلى الخارج الذي هو طرفا ويلتزم فريقا وداعما له بل الفريق هو فريقه، الحل في لبنان له عدّة صيغة: الحوار الوطني فشل وأي حوار جديد بنفس هذه الذهنية سيفشل، أنتم تقولون، وبالدستور يوجد ذلك، وكل الحركات الوطنية تلتزم به أنّ الشعب هو مصدر السلطات، تفضلوا لنرجع إلى الشعب، لا يوجد أفق لحل في السياسة ولا في الحوار، في الشارع نحن مهدئين ها الشارع، ولكن هل هذا الإعتصام في كم خيمة مسؤول عن خمسة وأربعين مليار دولار دين أنتم سرقتموهم...

 

الحل بالعودة إلى الناس وهناك صيغتين قانونيّتين متبعتين في العالم، نحن لسنا شعبا معزولا عن العالم ، هناك حياة سياسية وتقاليد ديموقراطية عريقة في العالم : إمّا صيغة الإستفتاء، فلنتفق على استفتاء شعبي لبناني والذي يريده هذا الشعب نخضع له، والحل الثاني هو انتخابات نيابية مبكرة، ونحن جاهزين لكليهما، اليوم القرار الشجاع هو في العودة إلى إرادة الشعب اللبناني إذا كنّا نثق بهذا الشعب وهذا هو القرار الشجاع المطلوب، وليس القرار الشجاع إمرار واحد بواحد هذه ليست قرارات شجاعة، وأنا أقترح بعد الإعلان أنّ 19 - 11 انتحار سياسي وأنّ هذا مستحيل، وصوّرنا أننا في المعارضة كأننا نجلس على أبوابهم نشحذ الـ 19 - 11، كلا أنا لم أعد أريد الـ 19 - 11، وهنا أخرج عن التضامن مع المعارضة حيث أنّ هذا الموضوع لم نتحدث به وأنا أقترح عليهم ذلك، لكن أنا رأيي أنّ قصة 19 - 11 باخت وهزلت، إذا أراد أو أن يفكر أن يعطيك 19 - 11 عليك أن تمرر المحكمة الدولية وعليك الموافقة على كل ما جرى في باريس 3 وعليك أن تحل موضوع المقاومة أي تحميل الدنيا كلها على الـ 19 - 11، كلا ومبارك عليكم هذه الحكومة غير الشرعية لكم خذوها، وتريدون أن تبدلوا الوزراء إذا أمكنكم فبدلوهم...

 

الحل بالعودة إلى الشعب اللبناني وكل أمر غير ذلك هو تضييع وقت، فلنبقى على ما نحن عليه، أنتم تنتظرون متغيرات إقليمية ودولية نحن غير منتظرين شيء، نحن لا ننتظر أي متغيرات إقليمية ولا متغيرات إقليمية ولا نراهن على متغيرات إقليمية ولا على متغيرات دولية ولا خائفين من متغيرات إقليمية أو متغيرات دولية.

 

نحن نقف على أرض صلبة متينة وقوية ولنا ثقة بقوة المعارضة وقدرتها التمثيلية العالية وصدقها ولنا ثقة بوعي الشعب اللبناني وإرادته الشعبية الكبيرة. ولنفترض لم تجرِ انتخابات مبكرة ولا جرى استفتاء ولا حوار وصل إلى حل، آخر الأمر انتخابات نيابية عادية، إغلاق عين وفتح عين تخلص السنتين ويومها نتحاسب... إذا لم تجرِ انتخابات مبكرة لن نعمل حرب أهلية في البلد كي لا ننتظر، كلا سننتظر وسنظل نقوم بمسعى سياسي ونستعين بالأشقاء والأصدقاء وسنظل منفتحين ونناقش ونستخدم الوسائل السلمية والديموقراطية والمدنية ونرفض استخدام لأي شكل من أشكال الإقتتال الداخلي.

 

بعد سنتين سنعود للناس وأيّا يكون قانون الإنتخاب، قد جربكم أكثرية هذا الشعب بالتالي تعالوا لنتفاهم الآن ونصل إلى نتيجة واليوم التوافق أهون وأقل ثمنا مما بعد، بعد ذلك سنرى نحن إذا نعطيكم 11 أو لا نعطيكم 11.