مقابلة من موقع لبنان الآن مع مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" نواف الموسوي

الموسوي: لقاء المعارضة الأخير أرسى تصورًا عامًا للأزمة وكيفية الخروج منها/ التحرير لا يكون إلا حين تعود الأراضي المحتلة إلى السيادة اللبنانية والدفاع عن لبنان قضية ستبقى قائمة لدى المقاومة ولن ننتظر إذنًا من أحد بشأنها"/ والكلام عن اجتياح بيروت هو كلام كاذب ومضلل ويخفي حقيقة ما كان يعدّ من انقلاب لطعن المقاومة في الظهر/

 

غادة حلاوي ، الخميس 26 حزيران 2008

عن موقع لبنان الآن

أوضح مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" نواف الموسوي ردًّا على سؤال بشأن ما تضمنه خطابه الأخير من هجوم على السعودية فقال "نحن نعرف أنّ كل الأبواق في الداخل ما هي إلا أوركسترا نشاز يقودها مايسترو واحد.... كان علينا ان نبادر إلى رفع الأذى عن أنفسنا والإشارة الى من يعنيهم الامر بأنّ سلوك هذا المنحى التحريضي سيكون له ما يناسبه من ردود الأفعال".

 

الموسوي وفي حديث لـ”nowlebanon.com” إعتبر أنّ ما قام به "حزب الله" في أيار "أتى في إطار الدفاع عن النفس"، مذكّرًا بأنّ الحزب سبق وأعلن بعد أحداث مار مخايل "أنه من اليوم فصاعدًا، أيّ إطلاق نار علينا سيواجه بإطلاق نار.... والكلام عن اجتياح بيروت هو كلام كاذب ومضلل ويخفي حقيقة ما كان يعدّ من انقلاب لطعن المقاومة في الظهر" وقال إنّه "كانت هناك خطة مجهزة لعزل الضاحية الجنوبية وقطع تواصلها عن بيروت والبقاع، من خلال وحدات جرى استقدامها تحت عنوان شركات خاصة لتنفيذ انتشار في بعض مناطق العاصمة ومحاصرة منزل الرئيس نبيه بري ومناطق قوى المعارضة".

 

وحول تشكيل الحكومة العتيدة كشف الموسوي عن "آخر طرح قدمته المعارضة يعطي حقيبة الاتصالات أو العدل للنائب ميشال عون بالاضافة إلى موقع نائب رئيس مجلس الوزراء" متهمًا في المقابل قوى الأكثرية بتنفيذ "قرار من جهة خارجية يقضي بتأخير تشكيل الحكومة"، وإذ أعرب عن اعتقاده بأنّ "الوضع لن يستمر على هذا النحو" قال إنّ اللقاء الأخير الذي عقدته قوى المعارضة "أرسى تصورًا عامًا للأزمة وكيفية الخروج منها".

 

الموسوي شنّ هجومًا في حديثه على رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع وقال إنه "لم يكن لجعجع أي دور في الدوحة وإنما كان قراره عند سعد الحريري... والنقاش كان يدور هناك مع الجنرال عون الذي استطاع في كثير من الدوائر الانتخابية ان يستعيد حق التمثيل المسيحي".

وحول مستجدات الأمور بشأن مزارع شبعا أكّد الموسوي أنّ " التحرير لا يكون إلا حين تعود الأراضي المحتلة إلى السيادة اللبنانية... إنّ قضية المقاومة كانت ولا تزال استكمال تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلًة، والدفاع عن لبنان وهذه قضية ستبقى قائمة.. ولن ننتظر إذنًا من أحد بشأنها".

 

وحول التعيينات العسكرية والأمنية أكّد الموسوي أنّ "حزب الله" معنيّ بالتعيينات في كل الأجهزة ذات الطابع الأمني والعسكري "لحساسيتها في ما يتعلق بالمقاومة".

وبشأن مطالبة النائب عون بإقرار البند المتعلق بقانون الانتخاب في اتفاق الدوحة قبل تأليف الحكومة أجاب الموسوي "ما المشكلة؟ المهم تطبيق البنود وليس تراتبية البنود".

 

وفيما يلي نص المقابلة الكامل مع مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" نواف الموسوي

 

كان لافتا كلامكم الأخير الشديد اللهجة والذي حمل في طياته هجومًا على السعودية؟

ملفت أنه جرى التعاطي مع هذا الحديث وكأن لا شيء قبله، اذا اردنا وضع الامور في نصابها فعلينا ان نبدأ من اتفاق الدوحة حيث كان يفترض ان يكون هناك مناخ جديد لمرحلة جديدة تقوم على إحلال الشراكة في إدارة الحكم محلّ التفرد والأحادية وعلى المستوى السياسي نقل الصراع السياسي من الشارع ومن الإعلام وحصره في إطار المؤسسات الدستورية أي مجلس الوزراء والتحضير للانتخابات النيابية، لكن ما لاحظناه انه على الرغم من التوصل إلى اتفاق الدوحة الذي نص على وقف التحريض ووقف الحملات الاعلامية، لم يتوقف الاعلام التابع لفريق "المستقبل" تحديدًا عن شنّ الحملات التحريضية والمذهبية فضلا عن إثارة الإشكالات والاستفزازات الميدانية، واستمر هذا الموضوع في حالة تصادم الى حد انه اخترق الخط الاحمر حين وصل أحدهم وهو في موقع ما إلى نعت المقاومة بالنعت الأميركي - الإسرائيلي والذي هو الارهاب، وقيام سفيه إعتاد التطاول على المقامات وعلى الرموز، سفيه ضل عن طلب النور في الأزهر الزاهر وتاه في ظلمة الليالي الحمراء في شارع الهرم، هذا السفيه أيضًا تطاول على أبائنا وأجدادنا وعلى كراماتنا، ونحن نعرف أن كل هذه الأبواق ما هي إلا أوركسترا نشاز يقودها مايسترو واحد. وهل ينبغي أن نتعاطى أيضًا إزاء الإهانات والشتائم بالصمت الذي يؤدي الى مزيد من الاحتقان، كان علينا ان نبادر إلى رفع الأذى عن أنفسنا، والاشارة الى من يعنيهم الامر ان سلوك هذا المنحى التحريضي سيكون له ما يناسبه من ردود الأفعال.

 

كنتم تحرصون على علاقتكم مع السعودي على اساس انه صلة الوصل بينكم وبين الفريق السني الحاكم لكن يبدو ان الجرة كسرت وطفت الخلافات على سطح هذه العلاقة؟

 

كنا ولا نزال حريصون على تعزيز علاقاتنا العربية ونحن في صدد اتخاذ خطوات في هذا المجال، ونحن متمسكون بسلامة العلاقات العربية لكننا أيضًا معنيون بوضع الصراع في نصابه الحقيقي. والصراع الذي نراه اليوم هو عبارة عن حرب تشنها اميركا وحلفاؤها على نهج المقاومة من العراق الى فلسطين ولبنان، ويجري تمويه هذه الحرب على المقاومة في العراق ولبنان بما يسمى الفتنة المذهبية في حين أنها مكشوفة في فلسطين. ما يسمى فتنة مذهبية هو امر مفتعل بقرار سياسي خارجي تنفذه ادوات محلية وليس هناك شيء إسمه فتنة مذهبية. الخلاف المذهبي بين كل مذاهب المسلمين سواء عند السنة او عند الشيعة وبين بعضهما البعض كل في داخله لكن الفتنة هي اداة تهديد وابتزاز تقوم بإستخدامها قوى خارجية بهدف محاصرة المقاومة ونهجها في لبنان والعالم العربي، وبالتالي علينا حين يتعلق الامر بالنيل من المقاومة ان نعيد النزاع الى طبيعته.

 

هل المطلوب عدم التعرض لحزب الله في وقت دخل هذا الحزب في زواريب الوضع الداخلي مستخدما سلاحه؟

في ما يتعلق بما قامت به المقاومة فهو أتى في إطار الدفاع عن النفس، منذ 11 -11-2006 تاريخ استقالة وزراء المعارضة من الحكومة وحتى 5 شباط 2008 والمعارضة التي يشكّل حزب الله جزءًا منها تلتزم استخدام الوسائل السلمية المدنية للتعبير عن رأيها، لكنها في المقابل كانت تواجه على الدوام بإطلاق النار، ولنتذكّر في 1-12-2006 حين أطلق النار على الشاب أحمد محمود فقتل واعتدي على العشرات من المتظاهرين، وكذلك في 25 كانون الثاني 2007 قتل 4 مواطنين برصاص القناصين في منطقة جامعة بيروت العربية وجرح العشرات، كما قتل الشاب عدنان شمص بطريقة وحشية في وطى المصيطبة، كل ذلك والتزمت المعارضة الصمت، حتى عندما جرى إطلاق  النار على طفلين في الرمل العالي أكبرهما في الثانية عشرة من عمره سكتنا، إلى أن حصلت مجزرة كنيسة مار مخايل وأبلغنا في ذلك اليوم أنه من اليوم فصاعدًا إنّ أيّ إطلاق نار علينا سيواجه بإطلاق نار، وعندما اقدمت الحكومة غير الشرعية على اتخاذ قراريها قلنا سنواجه هذين القرارين بعصيان مدني لكن هذا العصيان قوبل بخطة مجهزة لعزل الضاحية الجنوبية وقطع تواصلها عن بيروت والبقاع، وهذا ما حصل فقطع اتصالها مع بيروت من خلال وحدات جرى استقدامها تحت عنوان شركات خاصة وبلغ تعداد القادمين من خارج بيروت 1200 شاب كان المطلوب تنفيذ انتشار على شريط يبدأ من رأس النبع بإتجاه كورنيش المزرعة - جامعة بيروت العربية - طريق الجديدة - وطى المصيطبة وصولا  إلى النويري، ومن الاونيسكو بإتجاه تلك المنطقة ومحاصرة منزل الرئيس نبيه بري ومناطق قوى المعارضة، فكنا آنذاك أمام خيارين: إما أن نتحمّل إطلاق النار علينا وأن تتحول بيروت ومناطق الضاحية وغيرها إلى خطوط تماس بين شارع وشارع وبين مبنى ومبنى، أو أن نحبط هذه الخطة التي كانت لدينا وبسرعة، وهذا ما جرى في بيروت، إذًا الكلام عن اجتياح بيروت هو كلام كاذب ومضلل ويخفي حقيقة ما كان يعدّ من انقلاب لطعن المقاومة في الظهر. ما حصل في بيروت عمل دفاعي عن النفس مشروع لعدم جرّ بيروت وتحويلها إلى خطوط تماس، في المقابل لم نقم في الجبل بأي عمل الا بعد خطف ثلاثة ونصب كمينين هناك فقمنا بالدفاع عن أنفسنا، كنا نرد على إطلاق النار ونقوم بإسكات النيران. لم نستخدم السلاح بغية تغيير نظام القوى الميداني لتحقيق أهداف سياسية. من ثم وصلنا الى اتفاق الدوحة الذي أرسى مناخًا جديدا ولكن ما نراه اليوم على المستوى الاعلامي ومن قبل الفريق الاخر هو استمرار مناخات ما قبل الاتفاق والسير في العرقلة، وإلا لماذا التسويف والمماطلة في تشكيل الحكومة؟ هذا التسويف أليس موجهًا ضد رئاسة الجمهورية؟ ألا ينال هذا التسويف من دور رئيس الجهورية الذي مضى على انتخابه أسابيع ولم يتمكن بعد من أن يترأس جلسة لمجلس الوزراء؟

نحن دائمًا جاهزون لمناقشة أيّ من القضايا، ولكنّ المشكلة هي في سلوك الفريق الآخر، إذ حين نقوم بوضع النقاط على الحروف حول أية مسألة يقومون بشن حملاتهم المعتادة التي لا تعتمد على مبدأ المناقشة وإنما على كيل الشتائم والسباب.

 

بالعودة إلى خطابكم الأخير، هل تعتقدون ان للسعودية مصلحة في عرقلة تنفيذ اتفاق الدوحة؟

أكتفي بما قلته من على منبر الدوير ومن يشاء يستطيع العودة الى نص الخطاب الكامل .

 

ما سبب الإخفاق أو التأخّر في تشكيل الحكومة؟

لقد نصّ اتفاق الدوحة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وهناك أعراف معتمدة بشأن تشكيل الحكومات، وبالتالي لو تمّت مراعاة هذه الأعراف وجرى تطبيق هذا الاتفاق لكانت الحكومة قد شُكّلت في اليوم التالي لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن ما يقوم به الفريق الآخر هو خرق العرف في تشكيل الحكومات واتباع سياسة التسويف والمماطلة.

 

لكن في المقابل أنتم متهمون من قبل الفريق الآخر بالتعطيل وبعدم تقديم تنازلات في سبيل تشكيل الحكومة؟

مصلحة المعارضة الإسراع في تشكيل الحكومة بينما يعتقد الفريق الآخر أنّ من مصلحته إبقاء الشلل في البلد قائمًا والإبقاء على التحريض المذهبي والتعبئة النفسية المبنيّة على الحقد، لأنّه يعتبر أنّ في ذلك قدرة له على كسب الانتخابات النيابية التي يعرف انه لن يتمكن من الحصول على الأكثرية فيها.

 

تحدث الشيخ نعيم قاسم عن أنّ المعارضة قدمت خمس صيغ للحل ما هي؟

آخرها هو إعطاء وزارة الاتصالات أو العدل للرئيس ميشال عون بالاضافة إلى موقع نائب رئيس مجلس الوزراء، وهذا طرح ممتاز ويردّ على كل الأكاذيب التي كانت تقال بأن الرئيس عون يستهدف صلاحيات رئيس الجمهورية أو أنه يستهدف الحقيبتين اللتين يرغب رئيس الجمهورية في ان تكونا من حصته. ألم تكن الحجّة أنّ مشكلة ميشال عون هي مع حقيبة الدفاع وميشال المر؟ قدمنا عرضًا، فلماذا لم يسيروا به؟.

 

قدمتم عرضكم وأنتم تعلمون سلفًا عدم استعداد الاكثرية للتنازل عن هاتين الحقيبتين؟

هذا الحديث يدل على استمرار ذهنية التفرّد والاحادية، وهذه ذهنية انتهت مع اتفاق الدوحة الذي يقوم على قاعدة الشراكة، إذ عندما تتشكل الحكومة لن يكون لاي فريق القدرة على التفرد في اتخاذ القرار، ولكن حتى الان لم يشعر هذا الفريق أنّ هناك اتفاق الدوحة.

 

ماهي خطوات المعارضة اذا استمر الخلاف على تشكيل الحكومة؟

لن يستمر الوضع على هذا النحو.

 

على اي أساس أنت متأكد؟

كلما وصلت الأمور في لبنان إلى حدّ الأزمة كانت تؤدي الى انفراج ما.

 

هل تتوقعون تدخل الوسيط القطري مجددًا؟

ليس ضروريًا تدخل القطري ولكن الجميع يشعر أنّ مماطلة الفريق الآخر في تشكيل الحكومة يزيد من تعقيد الأمور ويدفع في اتجاه انفجارات هنا وهناك تقوم بتنظيمها أجهزة أمنية ذات ارتباطات خارجية من خلال الفريق الآخر.

هل وضع اجتماع المعارضة الأخير خطة عمل للمرحلة المقبلة كأن يصار للمطالبة بحكومة انتقالية او تنحي الرئيس فؤاد السنيورة؟

هذا اللقاء ليس الأول من نوعه.

 

تقصد على هذا المستوى وبعد اتفاق الدوحة؟

بعد اتفاق الدوحة ممكن. لقد أرسى هذا اللقاء تصورًا عامًا للأزمة وكيفية الخروج منها، ولكن طبعًا لن أناقش الآن الاجراءات التي تم الاتفاق عليها.

 

هناك من يقول إنّ المعارضة تبحث عن مخرج لائق لمطالب عون بغية الإسراع في تشكيل الحكومة؟

ليس صحيحًا، ما يطالب به الجنرال عون هو حق مكتسب له بصفته ممثلا للاكثرية النيابية المسيحة على ما تشهد به كتلته في المجلس النيابي، المشكلة هي في محاولة تكبير أحجام لملحقين سياسيين في تيار المستقبل من الوسط المسيحي. تيار المستقبل يحاول أن يصادر التمثيل المسيحي عبر أدوات، وهذه هي المشكلة اي ان المسيحيين يريدون دورًا وهناك من يحول بينهم وبين هذا الدور، ويمنع المسيحيين من القيام بدورهم المستقل.

 

يرى سمير جعجع أنّ الرئيس السنيورة يعمل لمصلحة المسيحيين أكثر بكثير من ميشال عون؟

ليس غريبًا أن يدافع سمير جعجع عن الجهة التي هو ملحق بها ولا يشكل اي حيثية مستقلة عنها، إنه يقوم بالدفاع عن من هو صاحب قراره، هذا القرار معروف أنه ليس عند  سمير جعجع وانما هو موجود عند من ألحق به سمير جعجع الذي هو بدوره ملحق بفريق "المستقبل"، لقد رأيناه في الدوحة حين كان يحصل الحوار بين "تيار المستقبل"، أي سعد الحريري، وبين الرئيس بري و"حزب الله" والجنرال عون، أما سمير جعجع فلم يكن له أي دور وإنما كان قراره عند سعد الحريري.

 

ولكن جعجع قال عكس ذلك تمامًا؟

الذي يطلع على مفاوضات الدوحة يعرف ان اتفاق الدوحة لم يبرم الا في اللقاء الذي جرى بين أمير قطر وبين الجنرال ميشال عون، والكلمة الاخيرة كانت من خلال هذا الاتفاق في حين انه وفي كل مراحل التفاوض لم يكن هناك حضور لسمير جعجع ولم يكن له اي دور والنقاش كان يدور مع الجنرال عون الذي استطاع في كثير من الدوائر الانتخابية ان يستعيد حق التمثيل المسيحي، منها الدائرة الاولى حيث ان الصيغة التي كانت في قانون 2000 كانت تصادر التمثيل المسيحي بقوة فريق "المستقبل".

اذا النتائج الذي جاء بها ميشال عون تُكذّب الادعاءات بشأن دوره او بشأن ما حصل. وهنا أؤكد أنّ دور سمير جعجع في الدوحة كان أقلّ من هامشي.

تحدث سمير جعجع عما وصفه بـ"عونيات" مستعرضًا إخفقات عون..

 

(مقاطعًا) وهل سبق وتحدث سمير جعجع عن أمر ما وحصل؟ منذ حالات حتما وحتى اليوم لم يتحدث عن امر وحصل لسوء حظه، وسوء حظه هذا ناشىء عما جنته يداه، مثلا في الأمس القريب أعلن انه سيفتح طريق المطار "وما طلعتلو".

 

ذنبه أنه لم يواجه بقوة السلاح؟

ما قصدته لماذا تكلّم بهذه اللهجة؟ إما أن يكون على قدر كلامه أو لا ينطق به. سبق أن وعد اللبنانيين بأنه سيكون لهم رئيس بعد شهرين، طالما أنه ليس واثقًا من كلامه فلماذا يتفوه به؟. وأنا أعرف أنّ أحد أقطاب الفريق الآخر طلب إليه ألا يعد بشيء لان أي من الوعود التي قطعها لم تحصل، هل لجعجع أن يخبرنا أين نجح؟ هذا إذا أغفلنا استعراض تاريخه "القيّم"، هل الصعود الى الجبل والتسبب في تهجير 200 ألف مسيحي هو إنجاز؟ وهل التسبب في تهجير أهل صيدا إنجاز؟ وهل الوقوف وراء الحرب بين المسيحيين هو إنجاز؟ وهل الاغتيالات التي قام بها بحقّ شخصيات مسيحية ومسلمة هي إنجاز؟ هذا من دون ان ننسى أن سمير جعجع عاد إلى العمل السياسي ليس من باب البراءة التي أصدرتها أعلى سلطة قضائية في لبنان وإنما من باب إجراء سياسي قام  به فريقه الذي هو ملحق به.

 

وهل في إطار "وعود جعجع التي لا تتحقّق" تضع كلامه عن قرب حل قضية مزارع شبعا؟

(ضاحكًا) أن يعد الدكتور سمير جعجع بمثل هذا الأمر  مسألة تدعو إلى التفاؤل نظرًا لخبرتنا بوعوده.

 

لماذا يزعجكم حل قضية المزارع ديبلوماسيًا؟

مع الأسف هناك فرق بين نهجين في لبنان، النهج المقاوم الذي يتعاطى مع الأهداف الوطنية على أنها قضايا ينبغي العمل من أجلها، وبين الذي يتصور الأهداف الوطنية على أنها ذرائع. لو أنّ المقاومة تبنّت نهج الخضوع واستجداء الضمانات الدولية لكانت المستوطنات قد نبتت في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي كما ينبت الفطر بعد يوم ماطر، المقاومة هي التي أجبرت الإسرائيليين على الانسحاب، وإذا اضطّر الاسرائيليون الى الانسحاب من مزارع شبعا فسيكون ذلك بسبب المقاومة التي تعمل كذلك على تحرير الأسرى، ولولا المقاومة لما تحرّر أيّ أسير لبناني وحين سيتحرر الأسرى الباقون فبفضل المقاومة.

المقاومة تريد تحرير الأراضي اللبنانية، وهذا التحرّر لا يكون إلا حين تعود هذه الاراضي إلى السيادة اللبنانية، وأيّ انسحاب إسرائيلي من أراضي لبنانية هو انتصار للمقاومة.

 

هل تعتقد أنّ الجهد الراهن لحل قضية المزارع هدفه سحب ذريعة الاحتفاظ بالسلاح من قبل المقاومة؟

إنّ قضية المقاومة كانت ولا تزال استكمال تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية محتلًا والدفاع عن لبنان وهذه قضية ستبقى قائمة. وفي مسألة الدفاع عن لبنان لن ننتظر إذنًا من أحد، وإن كنا سنسعى للتوصل إلى استراتيجية دفاعية وطنية لكننا لا نرهن الدفاع عن الوطن بالاتفاق على استراتيجية الدفاع.

 

ماذا عن تدخّل "حزب الله" بالتعيينات العسكرية؟

هذا أمر أعلنه الأمين العام أننا معنيون بالتعيينات في كل الأجهزة ذات الطابع الأمني والعسكري لحساسيتها في ما يتعلق بالمقاومة وهذا ليس أمرًا جديدًا. هذا حق لنا كما هو حق للآخرين. وهنا أسأل لماذا يسمح لفئات سياسية أخرى أن تتدخل في تعيين قائد الجيش وبقية القادة في المؤسسات الأمنية ولا يكون لنا بوصفنا فئة سياسية فضلا عن أننا مقاومة الحقّ نفسه.

 

أليس صحيحًا ما يقال بأنكم صرتم "دولة حزب الله"؟

هذا ادعاء ليس بجديد، ومن أطلق هذا الامر هو مركز أبحاث في الولايات المتحدة معروف بأنه ينتمي الى اليمين الصهيوني. "حزب الله" هو حركة مقاومة وطنية وحزب سياسي له قاعدته التمثيلية وما يدعو اليه "حزب الله" هو استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من التهديدات الاسرائيلية وان عدو لبنان هو العدو الاسرائيلي وهذا ما نص عليه اتفاق الطائف وأن يكون الحكم في لبنان هو على قاعدة الشراكة التي هي تجسيد للديمقراطية التوافقية التي اكد عليها مجلس بطارقة الشرق في مجمعه الذي عقد عام 1993 حين اكدوا على ان الديمقراطية في لبنان هي ديمقراطية فريدة لأنها ليست ديمقراطية العدد وانما ديمقراطية الجماعة أيضًا.

لبنان هو لبنان الشراكة والتعايش والدفاع  في وجه العدوان الاسرائيلي، أما لبنان الذي حاولوا أن يقيموه فهو لبنان التفرد والاستفراد والاستبداد والاستسلام للهيمنة الاميركية وضرب صيغة العيش المشترك والانعزال والتقسيم.

 

ألا يزعجكم أنّ صورتكم كمقاومة اهتزت عند شرائح واسعة من الناس؟

هذا ادعاء، لأنّ التوتير والاحتقان السياسي كان موجودًا منذ ما قبل أيار حيث كانت هناك احتقانات مذهبية وطائفية مفتعلة قامت بها وسائل تابعة لميليشيا إعلامية مسلحة بالكذب والتحريض وممولة من جهات خارجية. أما حملة التخويف الحاصلة اليوم فهي لعبة مفتعلة ونحن نعرفها ونعرف خلفياتها.

 

ألا تبالغون بالكلام عن استهداف المقاومة؟

هناك قاعدة شعبية واسعة شاهدت على مدى سنة ونصف السنة إهانات وتطاولًا على رموزها وتهميشا لها. على مدى سنة ونصف كان يتم التعامل باستخفاف وإهانة مع الأكثرية المسيحية و"حركة أمل" و"حزب الله" وما يمثلون سياسيًا ومذهبيًا وطائفيًا،. وأن يصل الأمر بسفيه ينعت هذه الشريحة الواسعة بالأمية والجهل والتخلف والهمجية، أليس هذا تطاولًا وإهانة؟.

هل المطلوب أن نتجاهل إرادة شعبية واسعة يتمّ الاعتداء عليها. قاعدة المعارضة هي قاعدة مقدسة لما تحملته من آلام ومن اعتداءات عليها.."وآخرتها"..

 

هل من لقاء قريب يجمع السيد نصرالله والنائب سعد الحريري، أم أنه أصبح أمرًا مستبعدًا؟

لا أعتقد أنّ هذه هي القضية المطروحة حاليًا وانما القضية هي تطبيق اتفاق الدوحة، اي تشكيل حكومة واقرار قانون الانتخاب ووقف الحملات الاعلامية والاستفزازات الميدانية.

 

لكن عون يريد قانون الانتخاب قبل الحكومة؟

وما المشكلة؟ المهم تطبيق البنود وليس تراتبية البنود.

 

لماذا لم نشاهد بعد "حزب الله" في قصر بعبدا؟

أردّد ما قاله الرئيس بري من أنّ أحدًا لا يمكنه أن يمنّن رئيس الجمهورية على أنه هو من أتى به لأنه رئيس توافقي، والمعارضة التي طعن بنواياها حيال الرئيس التوافقي أظهرت صدق نواياها عندما، وبعد كل ما حصل في الثامن من أيار، التزمت بالرئيس التوافقي. لكن الذي يحاول اليوم التقليل من دور رئيس الجمهورية هو الذي يمنع تشكيل الحكومة، إذ حين لا يلتزم الرئيس المكلف بموعد لتشكيل الحكومة يكون هو من يعتدي على دور رئيس الجمهورية.

 

هل يمكن ان تطالب المعارض بتغيير السنيورة على أساس أنه اخفق في التأليف؟

لا يهم من هو رئيس الحكومة، والاساس في تركيبة مجلس الوزراء هو ان لا تكون بيد فريق واحد أكثرية الثلثين لأنّ الحكم عندها سيكون بالتفرد والاستئثار. وعندما يكون هناك توازن يؤمّن خلاله الثلث الضامن، فلو ترأس الحكومة جورج بوش شخصيًا لما أمكنهم التفرد.

 

إذًا لماذا تناقشون بشأن الوزارات السيادية؟

لا يجوز خرق الأعراف المعتمدة في تشكيل الحكومات.

 

وطالما انكم مقتنعون ان رئيس الجمهورية ليس طرفا فما المشكلة في أن يوزّر من يشاء في حصته؟

ان العرض الاخير الذي قدم ورفضه الفريق الاخر يكشف نوايا الفريق الاخر ويكشف كيف ان المشكلة ليست عند رئيس الجمهورية وانما عند الفريق الاخر الذي لا يريد تشكيل حكومة. هناك قرار من جهة خارجية يلتزم بتنفيذه الفريق الموجود في لبنان وهو تأخير تشكيل الحكومة حتى الاشهر القليلة التي تسبق الانتخابات النيابية، هناك قرار أبلغوا به يقول إذهبوا وحضّروا للانتخابات النيابية المقبلة ولا تستعجلوا في تشكيل الحكومة.

 

أليس صحيحًا أنّ "حزب الله" يرفض توزير الياس المر ويتهمه بالوقوف وراء قراري الحكومة؟

هناك جملة أكاذيب يتم تداولها في البلد وهي لا تتوقف، وإذا قمنا بالردّ على كل أكذوبة نمضي وقتنا في الردود و"القيل والقال".

 

هل تتخوفون من عودة التأزم الامني؟

أستشهد هنا بما قاله رئيس الجمهورية بأنّ الأمن في لبنان يكون بفعل قرار سياسي.

 

ولكن لا يوجد اتفاق سياسي اليوم؟

نحن نسعى دائما الى معالجة كل الاشكالات الميدانية والدليل هو مسارعتنا فورا للتشجيع على اجراء مصالحة بين اهالي سعدنايل وتعلبايا في حين ان الفريق الاخر هو الذي عطل المحاولة الاولى للمصالحة.

 

هل يمكن ان يستخدم "حزب الله" سلاحه مجددًا إذا استمر التأزم السياسي؟

"حزب الله" دافع عن نفسه وهذا حق مشروع حين يتعرض أي شخص لإطلاق نار. أطلقت علينا النيران فردّينا عليها.