هيا بنا": حزب الله يبني دولة خارج الدستور

الثلاثاء, 12 يوليو, 2005 - البلد

في سابقة غريبة قرر "اللقاء العلمائي الأول" الدعوة إلى "ضرورة انبثاق لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل البلدات الجنوبية تشمل كل أطياف المجتمع وتنوعاته، إلى جانب إفراد أسبوع من كل عام خاص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لمتابعة قضاياه وتوجيه خطاب للتنديد بظواهر الفساد المتفشية في مجتمعاتنا".

مر الخبر مرور الكرام على مسامع اللبنانيين. ربما لم ينتبه له أحد. لكن ليس تجنيا القول أن شبان "حزب الله" قد باشروا، قبل سنوات كثيرة، ممارسة ما يخططون لتعميمه وتوسيعه وتأطيره في لجان رسمية لها مراجع مسماة، بدل الفوضوية القائمة حاليا في "تهذيب" من يراه الحزب وشبانه خارجا على قيم الجماعة.

وحدها جمعية "هيا بنا، في سبيل الجمهورية العلمانية" أصدرت بيانا أدانت فيه "استكمال حزب الله بناء دولته". فاعتبر البيان أن "دردغيا البعيدة هي دردغيا القريبة"، منتقدا حمل توصيات "اللقاء العلمائي" على محمل الخفة، و"أن يعتبر اللبنانيون أن الأمر لا يعنيهم بحجة أن دردغيا بعيدة أو أنها من قرى البلد الشيعي الذي لا شأن لهم بما يجري فيه".

ورأى البيان أن "توصيات اللقاء مستمسك إضافي يدين سياسة الدولة القائمة على التخلي الطوعي لحزب الله عن سيادتها على مناطق واسعة من لبنان بذريعة المقاومة والمواجهة، وعلى التخاذل استطرادا عن حماية مواطنيها وما يكفله الدستور لهم من حريات، كما يؤشر إلى استمرار الحزب في مسعاه حيث تيسر له ذلك، إلى استكمال البرنامج الذي وسم ظهوره على الساحة اللبنانية:إقامة جمهورية إسلامية في لبنان".

وشدد "هيا بنا" على أن "انعقاد هذا اللقاء، وفي ما صدر عنه من توصيات، انتهاك صريح للدستوراللبناني الذي يكفل الحريات العامة والفردية، وتشكيك بالقوانين الوضعية التي يفترض بها أن ترعى حياة المواطنين في جمهورية ديمقراطية كلبنان".

وأكد البيان على أنه "فضلا عن الهيمنة الامنية والسياسية، تعيش بلدات الجنوب اللبناني وقراه تحت سلطة لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي لا تتورع أحيانا عن منع النساء من التجول سافرات أو عن الإعتداء على مستهلكي المشروبات الروحية وعن سواها من الممارسات التي تندرج تحت باب الحراسة الأخلاقية للمجتمع".