دراسة أميركية تكشف خبايا الآلة العسكرية لـ "حزب الله"

 بدأ استعداداته للمواجهة منذ اليوم الأول لانسحاب القوات الإسرائيلية عام 2000

 "حزب الله" أعد 500 مخزن أسلحة في الجنوب وبنى شبكة عنكبوتية من الأنفاق لمقاتليه

السياسة 1/2/2007

 

المتابع للمشهد اللبناني بفصوله الماساوية الاخيرة, حتما ولابد ان تقع عيناه على الدور المحوري الذي يضطلع به »حزب الله« في تحريك الاحداث باتجاهات يراها اصحاب الشان اللبناني لا تخدم صالح هذا البلد العربي, وتضعه على بعد سنتيمترات عن الانزلاق مرة اخرى لحرب اهلية ستقذف به لمجهول لا يدري احد الى اين سياخذه,بعدما كان يوشك على النهوض من قرابة 15 عاما عجاف من الحرب الاهلية.

 

فعلى مدى سنوات طويلة متعاقبة كان »حزب الله« اللبناني موضع ومحل تركيز بالغ من جهة اسرائيل والولايات المتحدة, بسبب نبرة تحديه العالية لكل ما له صلة بالطرفين السابقين, واعتبرت مقاومته للاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان العامل الحاسم خلف قرار رئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك بالانسحاب منه عام 2000.

هذا الاهتمام زاد وتكثف بصورة كبيرة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر, حينما ادرجت واشنطن »حزب الله« ضمن الجماعات الارهابية المطلوب القضاء عليها, لانها تسهم في تعميق الكراهية والعداء بين الغرب والعالمين العربي والاسلامي, فضلا عن تهديدها لامن اسرائيل.

 

ورغم كل المساعي الداخلية والاقليمية والدولية الهادفة لنزع سلاح »حزب الله« وحرمانه من ذراعه العسكرية المنظور اليه بوصفه من اخطر العناصر المهددة ليس للبنان فحسب, وانما لسلام واستقرار منطقة الشرق الاوسط بكاملها.

 

ثم جاءت الحرب الاسرائيلية ضد لبنان في صيف عام 2006 , وما شهدته من اداء قتالي غير متوقع لمقاتلي »حزب الله« في مواجهة الجيش الاسرائيلي المزود باحدث المعدات والاسلحة, لتصعد ب»حزب الله« لواجهة الاحداث الملحة.

 

وتعددت الدراسات, خصوصا الاميركية منها, عن الحزب وتاثيره على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة, وتشجيعه جماعات اخرى في الشرق الاوسط للسير على خطاه, وما سيلحق بذلك من تداعيات مدمرة للمصالح الاميركية وللدول الصديقة المتحالفة معها في حربها ضد الارهاب.

 

وعلى كثرة الدراسات المتنوعة عن »حزب الله«, فان الدراسة التي كتبها اندور اكسوم, الباحث فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى , ونشرت اخيرا تستوقفك لكون صاحبها ضابطا سابقا في الجيش الاميركي, وقاد وحدة مشاة لتنفيذ عمليات في افغانستان والعراق في الفترة من 2000 حتى 2004 , ومنح وساما لشجاعته في اشتباكات جرت في افغانستان.

 

واصدر عام 2004 كتابا عنوانه "قصة جندى من الخطوط الامامية للحرب على الارهاب", وبعد خروجه من الخدمة التحق بالمعهد وتخصص في اعداد دراسات عن المنطقة من منظور عسكرى بحكم خبرته, واقام اكسوم ما بين بيروت والقاهرة لمدة عامين, ودراسته الجديدة محصلة زيارة للبنان واسرائيل استغرقت اسبوعين التقى خلالهما مع عدد من السياسيين والعسكريين والخبراء.

 

قسم اكسوم دراسته الى مقدمة وثلاثة اجزاء تتناول الخلفية التاريخية لسيطرة »حزب الله« على الجنوب اللبناني, والهيكل العسكري للحزب وتدريبه وتسليحه, وكيف خاض الحزب الحرب مع اسرائيل, ثم الخاتمة.

 

ومن البداية يعترف اكسوم بان اختطاف مقاتلي الحزب جنديين اسرائيليين في الثاني عشر من يوليو من العام الماضي, لم يكن عملية نفذها مجموعة من الهواة, بل كان نتيجة تدريب مكثف لعدة سنوات, ودراسة متقنة للوضع فى اسرائيل على الصعيدين العسكري والسياسي, وان »حزب الله« اثبت ذلك عمليا ابان الحرب التي استمرت 33 يوما قبل التوصل لوقف اطلاق النار.

 

واشار اكسوم في دراسته الى ان »حزب الله« اكتسب مهارة عملية في فنون حرب العصابات بفضل ما نفذه من هجمات ضد القوات الاسرائيلية اثناء احتلالها للجنوب, مما جعله يحظى بشعبية واعجاب سواء في لبنان او في الكثير من البلدان العربية.

 

ومنذ انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني امضى الحزب سنوات في تهيئة جبهة الجنوب للمعركة المقبلة مع الجيش الاسرائيلي بتدعيم دفاعاته, لكي يملك مقدرة اكبر على التصدي للغزو الاسرائيلي او فى اضعف الاحوال اعاقة تقدم القوات الغازية.

 

ولاجل هذا الغرض بنى »حزب الله« مواقع حصينة في الجنوب في شكل مخابئ خرسانية بعيدة عن القرى والمناطق السكنية وتزويدها بكل ما يحتاجه المقاتلون للصمود داخلها لاسابيع طويلة, وعلى سبيل المثال كان احد هذه المواقع يقع جنوب النافورة قرب الحدود مع اسرائيل, وبلغ سمك الكتلة الخرسانية للسقف 18 بوصة, الطريف ان هذا الموقع كان على بعد 20 مترا من موقع تابع لقوات حفظ السلام الدولية.

كما اشار الباحث الى انه رغم يقين الجيش الاسرائيلي من ان »حزب الله« يجهز تحصينات فانه لم يدر بخلده انها ستكون بهذا الحجم والتعقيد, وأوضح انه اطلع على صور التقطها جنود اسرائيليون داخل احد هذه المخابئ المزودة باجهزة اتصالات, ومواقع قتالية, ومياه ومواد غذائية وذخيرة تكفى للصمود امام اي حصار مهما طال امده.

ونقلت الدراسة عن مسؤول فى قوات حفظ السلام الدولية اندهاشه من تمكن »حزب الله« من بناء مثل هذه التحصينات بدون ان يشعر احد قائلا: يبدو انهم كانوا يحضرون الاسمنت بواسطة ملعقة شاى, في اشارة لا تحتاج لتفسير انهم كانوا يتحركون في سرية تامة.

 

وكشفت الدراسة ان الجيش الاسرائيلي درب جنوده في معسكرات اقيمت في شمال اسرائيل على كيفية التعامل مع مقاتلي »حزب الله«, غير ان المشكلة على ارض الواقع كانت ان الجنود الاسرائيليين يجهلون اين تقع مواقع »حزب الله« على وجه الدقة? ولم يكن لدى اجهزة المخابرات الاسرائيلية معلومات عن هذه المواقع, التي دمر جنوده بعضها في الحرب الاخيرة.

 

واشار الباحث الى ان الحزب استغل قرى الجنوب ومنازلها لتخزين اسلحته ومعداته وذخيرته من دون ان يعلم سكانها في معظم الاحيان بتحويل منازلهم لمخابئ للذخيرة, وان مقاتلى »حزب الله« قاموا بتلغيم الطرق المتوقع ان تسلكها القوات الاسرائيلية عند غزوها الجنوب.

 

لذلك دمرت دبابة اسرائيلية من طراز ميركافا في اليوم الاول لبدء العمليات العسكرية, وهو ما اجبر قادة الجيش الاسرائيلي على تغيير وتبديل مخططاتهم, بحيث تبتعد قوات الغزو عن الطرق, مما تسبب فى بطء حركة الجنود الاسرائيليين الذين كانوا يقاتلون في ارض غريبة مجهولة بالنسبة لهم.

 

واعتمادا على معلومات مصدرها الجيش الاسرائيلي فقد اعد الحزب 500 مخزن لاسلحته في الجنوب اللبناني انتظارا للغزو الاسرائيلي المرتقب. ولم تتوقف قدرات الحزب عند هذا المستوى, فقد زاد عليها قدرته الفائقة فى الرد على الهجمات الاسرائيلية باطلاقه صواريخ كاتيوشا على المناطق الشمالية من اسرائيل.

 

واوضحت الدراسة ان »حزب الله« وفر حماية شاملة لترسانته الصاروخية, حتى يضمن اطلاق اكبر عدد منها في اليوم الواحد, وكشفت النقاب عن انه جرى بناء مواقع معينة لاطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى داخل تحصيناته تحت الارض, وصممت بحيث تفتح نافذة تطلق عبرها ثم تغلق بسرعة.

 

وفوجئ الجيش الاسرائيلي بان توغل قواته فى الجنوب لم يحد من اطلاق الكاتيوشا, نظرا لان الوحدات المسؤولة عن اطلاقها كانت تتحصن اما في مخابئ تحت الارض او في كهوف يصعب الوصول اليها واكتشافها وتدميرها خلال الغارات الجوية المكثفة على لبنان. وتوصل الباحث الى ان وحدات اطلاق الكاتيوشا تدربت جيدا, حتى لا تعطي فرصة للمدفعية الاسرائيلية لاستهدافها عقب اطلاقها.

وانتقلت الدراسة لاستعراض مهم للهيكل العسكري ل»حزب الله« واسلحته واساليب تدريبه, واشارت الى انه يمكن تقسيم مقاتلي الحزب لنوعين, اولهما الطبقة المتميزة وعدد افرادها نحو الف مقاتل ويحصلون على اسلحة متقدمة وتدريب كثيف.

وثانيهما مقاتلو القرى ولا يعرف على وجه التحديد عددهم لكون بعضهم لا تربطه صلة مباشرة ب»حزب الله«.

وقال الباحث: انه خلال حرب صيف العام الماضي لم يكن مقاتلي »حزب الله« وحدهم الذين يدافعون عن قرى الجنوب, فقد كان بجانبهم عناصر من احزاب وفصائل اخرى , ويضرب المثال بانه في اول ايام معركة مارون الراس الشهيرة فان القتلى كانوا من حركة »أمل«.

 

وينظم »حزب الله« مقاتليه لجماعات صغيرة العدد تمنح صلاحية التصرف باستقلالية في ارض المعركة بدون الرجوع للقيادة العليا, وفي الغالب فان وحدات المقاتلين تتكون من 7 الى 10 اشخاص, ويستطيعون التواصل مع الوحدات الاخرى عبر نظام اتصالات معقد للغاية يشمل التليفون المحمول.

 

وابرز عنصر في تركيبة الهيكل العسكري ل»حزب الله« الصلاحيات الممنوحة للضباط الصغار في الميدان باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بدون الحصول على موافقة مسبقة من قادتهم, ورأى الباحث ان احدى ابرز نقاط الضعف في الجيوش العربية عدم قدرة صغار الضباط على الاخذ بزمام المبادرة وانتهاز الفرص المتاحة لشن هجوم قبل حصولهم على موافقة قادتهم.

 

الاكثر ان وحدات »حزب الله« تستطيع القتال لمدة دون الحصول على خط تموين وامداد دائم, فضلا عن استغنائها عن الاوامر المباشرة من قياداتهم, وهو ما يعطيهم ميزة كبيرة فى اسلوبهم القتالي.

 

واستعرضت الدراسة بصورة مفصلة الاسلحة التي يستخدمها »حزب الله« وكفاءة مقاتليه عند استخدامها, اوضحت ان المقاتلين يعتمدون على البنادق الكلاشينكوف من طراز اى.كي 47 , علاوة على كاربيني ام.16 و ام.4 نظرا لسهولة استخدامها وصيانتها ولا توجد صعوبة في شراء ذخيرتها وقطع غيارها.

 

بالاضافة لذلك يستخدم الحزب الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من الكاتيوشا, ففي الايام ال¯ 33 للحرب اطلق »حزب الله« اكثر من اربعة الاف صاروخ كاتيوشا على اسرائيل, ولم تكن الكاتيوشا هي الرمز الاوضح للحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان فقد جاء لجوارها الصواريخ المضادة للدبابات روسية الصنع التي حصل عليها الحزب من سوريا بتمويل ايراني, واستخدمت ضد الدبابات والسيارات المدرعة والافراد.

 

وظهرت صواريخ من طراز اى.تي.14 كورنت في مواجهة الدبابات والسيارات العسكرية الاسرائيلية, ومعها صاروخ اخر مضاد للسفن الحربية من طراز سي.802 والذي اطلق على سفينة اسرائيلية كانت قرب شواطئ بيروت مما اسفر عن مقتل عدد من افرادها وغرقها عقب سحبها.

 

واكدت الدراسة ان »حزب الله« استغل بكفاءة واقتدار كل الاسلحة المتوافرة تحت يده, وبالنسبة لتدريب مقاتليه فان الجيش الاسرائيلي يعتقد ان ايران مسئولة عن عمليات تدريب مقاتلي »حزب الله« بصورة كاملة, غير ان الباحث يري انه مع الاقرار بان ايران تزود الحزب بانواع حديثة من الاسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات, الا ان المفاجاة ان مستوى تدريب مقاتليه يتفوق على الايرانيين انفسهم.

 

واضاف ان الجزء الاعظم من تدريبات »حزب الله« تجري في شمال شرق لبنان اى في وادى البقاع, اما بخصوص قرار اختطاف الجنديين الاسرائيليين وسواء اتخذ في بيروت او طهران, فان القرائن تظهر ان سوريا وايران تم ابلاغهما به, وانه تم في الضاحية الجنوبية, حيث مقر »حزب الله« وزعيمه حسن نصر الله.

ووظف الباحث خلفيته العسكرية لتقويم الاداء القتالي ل»حزب الله« في الحرب, واستهل اكسوم هذه الجزئية بالاشارة الى ان مهمة مقاتلى الحزب انحصرت فى الثبات فى مواقعهم, وتكبيد الاسرائيليين اكبر خسائر ممكنة.

 

ووصف ذلك بانه محاولة للنجاة, خاصة اذا نظرنا اليها من زاوية الاهداف المعلنة من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عند بدء الحرب, وهي وقف الهجمات الصاروخية على شمال اسرائيل, واستعادة الجنديين المختطفين, والقضاء على »حزب الله«.

وكان قادة »حزب الله« يرون ان مهمتهم لم تكن محصورة فى كسب المعركة مع اسرائيل فحسب, وانما ايضا الحفاظ على مكانته وشعبيته فى الدول العربية, وان يظل يشكل تهديدا للدولة العبرية.

ومن البدء لم يكن »حزب الله« يسعي لهزيمة اسرائيل في المعركة بل اصابتها بجراح بالغة, وبالتالي فقد كانت الاوامر المعطاة للمقاتلين الدفاع عن قرى الجنوب وابطاء تقدم القوات الاسرائيلية, حتى تقدر الوحدات المختلفة على ممارسة مهامها بنجاح, واستفاد الحزب كثيرا من تجاربه مع اسرائيل منذ انسحابها من الجنوب وجهز نفسه للمعركة الجديدة.

 

ودلل الباحث على هذا الراى بتاكيده ان خطة اختطاف الجنديين ونقلهما من منطقة الحدود نفذت بمهارة تستحق التقدير والثناء, لان عودة منفذي العملية واختفاءهم قبل ان تبدا اسرائيل في ارسال وحدات لداخل الاراضي اللبنانية لمطاردتهم واطلاق سراح الجنديين كانت تتطلب العون من عدة فرق دعم ومساندة, وفى يوم اختطافهما ابلغ »حزب الله« رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بان الرد الاسرائيلي سيكون محدودا.

 

غير ان شراسة الهجوم الاسرائيلي اثبتت ان »حزب الله« لم يقدر رد الفعل الاسرائيلي بشكل صحيح, وهو ما اعترف به فيما بعد حسن نصر الله الذي قال: انه لو كان يعلم ان اسرائيل سترد كهذا ما كان امر بخطف الجنديين من الاساس. وطرح اكسوم تساؤلا حول سبب عدم تزامن الغارات الجوية الاسرائيلية العنيفة على كامل لبنان مع شن هجوم بري? ويرد بان القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل كانت واثقة من ان الهجوم الجوي وحده كفيل بانجاز الاهداف الاسرائيلية, وما لم يدركه قادة اسرائيل ان تاخير الهجوم البرى زود »حزب الله« بهامش لتعزيز دفاعاته في الجنوب, فخلال المدة ما بين بدء الحرب في الثاني عشر من يوليو 2006 والعمليات البرية في السابع عشر من نفس الشهر حرك الحزب قواته ومؤنه وانتظر مجىء الاسرائيليين.

 

وكانت مناورات مقاتلى »حزب الله« وتصديهم للقوات الاسرائيلية كبرى مفاجات الحرب, الاهم ان »حزب الله« حدد قواعد سير المعركة, فبدلا من ان تفرض اسرائيل على »حزب الله« قواعدها حدث العكس. فمقاتلو »حزب الله« قاتلوا فى الحواري والازقة الضيقة للقرى غير الصالحة لكي تناور وتتحرك فيها الدبابات والسيارات المصفحة, واصبح الجيش الاسرائيلى امام معركة لم يتدرب عليها, ومقابل خصم يمتلك ميزة درايته بجغرافية ودهاليز منطقة القتال.

 

بناء عليه استطاعت عناصر »حزب الله« المناورة فى القرى, حتى فى ظل الغارات الجوية والقصف المدفعى, وساعدهم صغر تشكيل الوحدات المقاتلة وامتلاكها امدادات تكفيها لخمسة اسابيع. وقال جندي اسرائيلي شارك فى الحرب: لقد قاتلوا بعنف, وكانت كفاءتهم القتالية ظاهرة للعيان.

 

تلك الكفاءة انعكست فى نجاح مقاتلى »حزب الله« باستغلال الاسلحة المضادة للدبابات, بما يفيد بان خلفها سنوات مثمرة من التدريب, ويتكون فريق مهاجمة الدبابات من شخصين ومعهما ثلاثة اشخاص كاحتياطي, علاوة على اطلاق الكاتيوشا يوميا على اسرائيل.

واشار اكسوم فى دراسته الى ان من يرغب في تقييم اداء »حزب الله« فى حرب الصيف الماضي عليه مقارنته بما فعلته الجيوش العربية خلال حروبها مع اسرائيل منذ عام 1948.

وتحدث الباحث عن اوجه الاختلاف بين مقاتلى الحزب والجيوش العربية, وهى قدرته العالية على المناورة والقتال الليلي, والجانب الاخير احد عيوب الجيوش العربية, واستقلالية الوحدات الصغيرة فى اتخاذ القرار, واجادة تعظيم الاستفادة من كافة انواع الاسلحة المتوفرة لديه. ومن وجهة نظر اكسوم فان مقاتلى »حزب الله« قاتلوا على قدم المساواة مع الجنود الاسرائيليين, موضحا ان هذا الاداء يجب ان يقلق الولايات المتحدة وصناع القرار فيها, فاعداء اميركا قد يحتذون بما فعله الحزب في حربه مع اسرائيل.

 

ولهذا فان الولايات المتحدة مدعوة لتذكر ان طريقتها فى القتال في العراق وافغانستان لن تجدي نفعا فى وجه »حزب الله«, وان حربها المقبلة ستكون ضد حرب العصابات وعلى المسؤولين الاميركيين ان يدرسوا اساليب »حزب الله« استعدادا لخوضها.