حوار سياسي شامل مع أمين عام <حزب الله> حول تداعيات <حرب تموز> (1)

نصر الله ل<السفير>: لا مشكلة للمقاومة مع الجيش الوطني ولا مع <اليونيفيل> 

طلال سلمان  -السياسة 5/9/2006

 لا الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان، ولا <المناخ> المحيط هو <المناخ>، لكن <السيد> هو <السيد>: بوسامته المشرقة من تحت العمّة السوداء واللحية الكثة التي تزايد الشيب فيها؛ بتواضعه الذي أضاف إليه النصر وإن تكثفت معه المرارة التي لا تفتأ تدرها المحاولات الخبيثة لإنكاره، أصلاً، أو لتزوير دلالاته ليغدو سبباً للفرقة بدلا من أن يكون رافعة للوحدة والاعتزاز بالإنجاز التاريخي لهذا الوطن الصغير الذي كاد يصير الأكبر في عيون أهله العرب، والأخطر في عيون عدوه ومن معه.

... وحين انفتح الباب واندفعنا نحو <السيد> معانقين باللهفة، لمحنا كمثل الوميض شيئاً من الحزن في عينيه الذي سرعان ما جبَّه، مع أسئلة الاطمئنان <عن الجميع>، إحساسه المرهف بوطأة المسؤولية الشاملة، وحضوره الذهني الباهر الذي يغريك بأن تطرح كل ما يقلق أو يحرج، فلا شيء عند <السيد> يخفيه أو يخاف التصريح به.

إنه هو هو، السيد حسن نصر الله، الذي صار مَعْلَماً من معالم دنيانا وأحد الرموز المضيئة في الأفق المعتم لهذه المرحلة من زماننا... لكن ذلك الحزن في عينيه، ظل يرف علينا، ثم صار يتكاثف مع التوغل في الحديث عن مجاميع الشهداء، في مجازر الأطفال خصوصاً، ثم عن حجم التدمير الإسرائيلي المنهجي الهائل لبيوت الناس البسطاء في ضواحي بيروت الجنوبية، كما في المدن والبلدات والقرى والدساكر في الجنوب والبقاع وبعض الشمال.

أما مع حديث المواجهات وبطولات المجاهدين الذين صمدوا لثلاثة وثلاثين يوماً على الحد تماماً، وكانوا يطلعون على جند العدو من كل فج عميق فيتصيّدون دباباته وآلياته، ويرفضون الانسحاب أو الانكفاء إلى الخلف، فقد كان وجه الأمين العام ل<حزب الله> يستعيد إشراقته ويلتمع في عينيه فرح غامر: لقد تجاوزوا أنفسهم فصنعوا معجزة النصر.

قلنا للسيد حسن نصر الله إننا نحمل هواجس الناس على شكل أسئلة عن الغد: عن مستقبل المقاومة، عن هذه العلاقة المأزومة بين السنة والشيعة في الداخل بينما صار الحزب في نظر أهل السنة، العرب أساساً وسائر المسلمين، رمزاً للجهاد وحامل راية النصر... ثم عن الحزب والشيعة، ممّن لا يرون رأيه ولا يقبلون منهجه. وسنسأل أيضاً عن علاقاتكم العربية التي تبدّت، مع احتدام المواجهات، كأنها قد تهاوت، بل انقلب الود فيها إلى مساءلة بلغت حدود الاتهام بالمغامرة.

هز <السيد> رأسه موافقاً فأضفنا: وسنسأل عن سلاحكم ومستقبله، وعن علاقاتكم بالجيش، بعد كل الذي كان، ثم عن علاقتكم بقوات اليونيفيل. ولا بد من التوقف أخيراً أمام علاقاتكم مع مختلف القوى السياسية الأساسية في البلاد، لا سيما مع زملائكم إلى طاولة الحوار...

كان <السيد> حاضر الذهن، كعادته، وإن كان واضحاً أنه يبذل جهدا، في لحظات معينة، لتخطي حاجز المرارة، أو الشعور بالخذلان، لا سيما عند من ينكرون النصر العظيم الذي تحقق، وبكلفة هائلة لكنها لا يمكن أن تحجبه بتأثيراته الخطيرة على الكيان الإسرائيلي أولاً، ثم على صورة الغد العربي.

وكان واضحاً أن كثيراً من الأسئلة التي حملناها لم <تباغت> <السيد>، بل هي كانت موضع نقاش أولي لدى قيادة <حزب الله>، وهو نقاش سيُستكمل في مستقبل قريب.

نعم، <السيد> قَلِق. وهو لا يخفي قلقه على الوضع في لبنان، بل يحدد مصادره وأسبابه.

نعم، <السيد> خائف أن يصبح <النصر> جريمة، وأن يصبح بطلها المقاوم، <حزب الله>، موضع حصار يشترك في ضربه من حوله <أصدقاء قدامى> مع خصوم دائمين، بما يخدم مصالح من يسعى لترسيخ هيمنة أجنبية على لبنان.

نعم، <السيد> غير مرتاح إلى اهتزاز كثير من التحالفات السابقة، نتيجة ضغوط دولية، أو نكايات محلية، أو تخوّف من <حجم> الحزب وصورته التي تداخلت في بعض جوانبها مع الأسطورة.

نعم، <السيد> يعيش مرارة مفارقة غير مسبوقة: المنتصِر محاصَر بأعباء نصره، وهي ثقيلة، تطارده إضافة إلى إسرائيل مخابرات حلفاء إسرائيل جميعاً (وبينهم عرب)، في حين أن كل الذين يتمنون انتصار إسرائيل، وينحازون ضد شعبهم، يسرحون ويمرحون آمنين، ويطلقون التصريحات الكيدية ويحقّرون النصر ويغذون الحساسيات المذهبية والطائفية.

ولقد عشنا معه هذه المرارة ونحن ننتقل إلى مقابلته في ما يشبه <الخطة البوليسية>. وعدنا من لدنه بالطريقة نفسها، بينما الآخرون جميعاً يعيشون في بيوتهم، آمنين على أنفسهم وعائلاتهم، يحصدون <مكاسب> المرحلة التي صنعتها بطولات المقاومين وتضحيات مجمل الشعب في لبنان، كل بحسب موقعه في عين عدوه الإسرائيلي.

<السيد> بخير. لكن شعوره بأن بعض القيادات قد خذل وطنه، ومن ثم المقاومة، في ساعة الخطر، يُثقل عليه ويزيد من تخوّفه على لبنان ونظامه الطوائفي الذي قد تشفع له تلك الغلالة من الديموقراطية التي تسمح بتعايش المجاهد والمساند والمحايد والمعترض والمخاصم جنباً إلى جنب، بلا إشكالات، إلا ما يدبّره المتعيّشون من الفتنة، وهم هم الذين يحاولون الآن طمس النصر أو تقزيمه مع وعيهم بأن ذلك مستحيل، وبأن المستفيد سيكون العدو الإسرائيلي.

وعن هذا العدو تحدث السيد حسن نصر الله حديث العارف والمتابع الدقيق والمهتم بكل التفاصيل حتى لا يخطئ التقدير ولا يتوه عن الطريق التي تأخذ إلى النصر... وهو يعرفها، كما أكدت التجارب العظيمة، حق المعرفة.

طلال سلمان

قبل أن نباشر الحوار قال السيد حسن نصر الله، في لفتة خاصة:

أولا من الواجب تأكيد الشكر والتقدير ل<السفير> وإدارتها وجميع الصحافيين والعاملين فيها على الدور الذي لعبته الجريدة بأسرتها جميعاً.. ونحن نرى وما زلنا نرى ان جريدة <السفير> تعبّر عن موقف المقاومة وفكرها وخطها وثقافتها وإرادتها واملها في مستقبل التحرير والعزة والكرامة.

وأطلقنا سؤالنا الأول:

? هل هناك خوف من تضييع الانتصار في الزواريب الداخلية اللبنانية؟ كيف تحتسبون النصر بالمقارنة مع الكلفة البشرية والاجتماعية والاقتصادية والاعمارية؟

نصر أم هزيمة؟

} بالنسبة الى الوضع اللبناني، المشكلة الرئيسية هي ماذا نعتبر ما جرى او ما آلت اليه الامور، هل نعتبره نصرا ام هزيمة. وإذا اعتبرناه نصرا، فما هي حدود هذا النصر وقيمته حتى تصح مقايسة النصر بما قدم من تضحيات. وبالتالي يمكن أن نقول ان هذا النصر أخذت التضحيات من وهجه أو لم تأخذ، هذا هو مفتاح النقاش لكل هذه المسألة. ما يدعو الى القلق هو الاختلاف في تقييم نتائج الحرب. وانا برأيي ان الاختلاف في تقييم نتائج الحرب ليست له اسباب موضوعية وانما ينطلق من الخلفيات السياسية او المذهبية او الطائفية، بالنسبة للكثير ممن يقدمون آراء مختلفة في هذه المسألة. لو ذهبنا بعيدا في العالم العربي والاسلامي عند الكثير من الخبراء الاستراتجيين الذين يقرأون نتائج الحرب ومجريات الحرب بشكل موضوعي، سنجد اجماعا على انتصار لبنان وانتصار المقاومة. وحتى لو ذهبنا الى الكيان الإسرائيلي نفسه وحسب متابعتي سنجد ان هناك إجماعا اسرائيليا على فشل إسرائيل في لبنان. هزيمة اسرائيل في لبنان. حتى دان حالوتس رئيس الأركان وفي إطار الدفاع عن نفسه هو تحدث عن قصور في المؤسسة العسكرية وتجنب الكلام عن التقصير. والحديث عن القصور هو حديث لتبرير الفشل. لكن مع ذلك في لبنان قد نجد قراءات مختلفة لما حصل. هذا يثير مشاعر القلق الذي اشار اليه السؤال بكل تأكيد. هنا قد تكون هناك نية مسبقة لتشويه صورة النصر تدريجيا ولدفع الآخرين احيانا الى الانفعال واحيانا الى الاستفزاز من اجل اضاعته نهائيا.

هنا استطيع القول ان مسؤولية لبنان الذي اعتبره منتصرا واذا اردت ان اكون دقيقا اكثر، لبنان المنتصر. ومسؤولية اللبنانيين الذين يعتقدون ان لبنان انتصر ومسؤولية اللبنانيين الذين يعتقدون انفسهم شركاء في صنع هذا النصر من المسلمين والمسيحيين من كل الاتجاهات والطوائف والتيارات السياسية ان يعملوا على حفظ هذا النصر وعدم السماح بتضييعه في الازقة المذهبية والسياسية والطائفية. هذه مسؤولية كبيرة وكما كان يقال الحفاظ على النصر احيانا اصعب من صنعه. استطيع القول ان الحفاظ على النصر في اي مكان من العالم اصعب من صنعه لكنه في لبنان اصعب بكثير. اكتفي بهذا الجواب الآن.

الانتصار مسّ أسس الكيان والمشروع الإسرائيليين

? الآن في الجانب الإسرائيلي، كيف هي التداعيات على بنية اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة. اسرائيل قبل 12 تموز، هل ستبقى اسرائيل بعده، هناك من كان يقول إن هذه المعركة هي معركة حياة او موت. ما هي التداعيات على الموضوع الفلسطيني باعتباره المدى المباشر للمقاومة في لبنان؟

} هذا يعود الى تقييمنا لما جرى، كيف نفهم ما جرى، يمكن ان نتوقع نتائجه وتداعياته. يمكن هنا ان اقدم خلاصة في الشق الاسرائيلي واعتقد ان هذا النصر في كلمة عامة استراتيجي وتاريخي وبرأيي ستكون له تداعيات كبيرة جدا على المستوى الاسرائيلي الفلسطيني وعلى مستوى العالم العربي وعلى مستوى المنطقة. اظن انه ما زال الوقت مبكرا لاستكشاف ولاستيعاب النتائج الاستراتيجية والتداعيات الكبيرة لهذا الانتصار. من فلسطين الى العراق الى ايران، بل حتى اذا تجاوزنا المنطقة العربية.

في سياق الجواب سأركز على الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة للمعركة مع اسرائيل هي مسّت اسس المشروع الاسرائيلي والكيان الاسرائيلي، هذا الكلام ذكره كثيرون. عندما يقال كل دولة لها جيش الا اسرائيل فهي جيش له دولة. الكيان الاسرائيلي هو جيش. هو معسكر. بالحقيقة هو ثكنة عسكرية كبيرة وضخمة. عنصر الامن والامان والاستقرار والطمأنينة والامل في الكيان الإسرائيلي هو الجيش. وثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش الإسرائيلي وثقة الجيش الإسرائيلي بنفسه وهذه الثقة منشؤها قوة الجيش سواء القوة الواقعية الحقيقية او المصطنعة في عيون اعدائه. احيانا لا تكون قوة حقيقية بل اقتناع الطرف الآخر بانه ضعيف ومهزوم وانه يواجه جيشا لا يقهر. الحروب العربية الاسرائيلية عززت ثقة الجيش الاسرائيلي بنفسه وثقة شعبه به. مثلا نحن نعمل قياسا على عدد وشعب وجمهور المقاومة المباشر في مقابل اسرائيل وجيشها. هم كانوا يعملون من اجل قياس اسرائيل في مقابل الامة العربية والشعوب العربية وعملوا منها اسطورة.

بين 2000 و2006 الأثر استراتيجي وتاريخي

في العام 2000 اهتزت الاسطورة ولكن اسرائيل اعتبرت انها تحتاج الى فرصة لاعادة ترميم صورة الجيش، وبشكل أو بآخر تم التشكيك بالنصر عام ,2000 حصل تشكيك لبناني وعربي. وحتى بعض الزعماء العرب قال ان اسرائيل لم تخرج مهزومة من لبنان عام 2000 وانما اقتنعت بتطبيق القرار 425 وتحدث آخرون عن صفقة لبنانية إيرانية سورية اسرائيلية. وذهب بعضهم أبعد من ذلك. ويمكن القول ايضا عن انتصار ال2000 ان المقاومة التي تخوض حربا طويلة على مدى 18 عاما ونتيجة استنزاف طويل الامد لجيش نظامي يمكن في نهاية المطاف ان تفرض على هذا الجيش النظامي ان يخرج. هذا نصر ولكن هذه هي حدوده. ليس له آثار استراتيجية كاملة. لكن ما حصل الآن في هذه المواجهة انه اثبت خطأ بعض ما كان يقال على طاولة الحوار في نقاش الاستراتيجيات الدفاعية وما قيل في الأيام الاولى. كان يقال ان المقاومة الشعبية تستطيع ان تحرر الأرض من خلال حرب استنزاف طويلة المدى لكنها لا تستطيع ان تصمد امام اجتياح. ولا تستطيع ان تمنع احتلال البلد وسقوط البلد في قبضة الجيش الاسرائيلي.

جاءت هذه الحرب لتثبت قدرة المقاومة العالية على الصمود وتسقط اسطورة الجيش الاسرائيلي بلا نقاش.

في العام 2000 كان هناك نقاش. الآن لا يوجد نقاش في هذه النتيجة. من الممكن ان المقاومة خلال 18 سنة حظيت باحترام كبير في العالم العربي ولكن لم تستطع ان تتحول الى اسطورة حقيقية. بعد حرب ال33 يوما تبدلت المواقع: الجيش الذي كان أسطورة أصبح مثالا للفشل والارتباك والضياع؛ والمقاومة التي توقع الكثيرون وراهنوا على سحقها خلال 48 ساعة اصبحت هي الاسطورة. هذا الامر الأساسي الذي يقوم عليه الكيان وهذا ما فهمه شيمون بيريز بخبرته وتجربته الطويلة عندما قال <هي مسألة حياة او موت>. وهو الآن ما يناقش في داخل الكيان وإذا لم تتم معالجته بما يعني إقناع الجمهور الإسرائيلي بما يطمئنه ويعيد الثقة، فأنا اعتقد ان المجتمع الاسرائيلي سيكون امام تداعيات خطيرة جدا على المستوى الامني والمعنوي والاقتصادي والسياسي وحتى المستوى الديموغرافي، هذا يعني إذا فقد شعب هذا الكيان الثقة بجيشه الحامي الذي هو الحصن الحصين لهذا الكيان، فان الكثير من الاستثمارات ستغادر وتهاجر والمزيد من الانشقاقات السياسية داخل الكيان ستحصل.

اليوم مستقبل اولمرت على المحك. مستقبل بيريتس على المحك، ورؤساء احزاب. وهناك احزاب مستقبلها على المحك، وفي مقدمتها <كاديما> وهو حزب بكامله مستقبله على المحك. يكفي لو توقفت فقط عند هذه الآثار من دون ان اتناول جوانب اخرى حتى لا اطيل الكلام من اجل القول ان هذا نصر استراتيجي تاريخي. واليوم في اسرائيل يتكلمون عن الآثار الداخلية، حتى ان بعض الخبراء الاستراتيجيين تكلموا عنها وايضا بعض الحكام العرب. نعم اسرائيل التي كانت تخيف الانظمة العربية وكان يقال ان المقاومة تحرر ولكن لا تستطيع ان تقف امام جيش بهذه القوة. المقاومة ليست ميزتها انها صمدت، الاهمية انها الحقت خسائر كبيرة جدا وفادحة بالاسرائيلي وهذا لا يمكن اخفاؤه عن الشعب الاسرائيلي ولا يمكن اخفاؤه عن العالم رغم الحصار الإعلامي الذي حصل.

الفشل الإسرائيلي هو سبب وقف الحرب وليس الدول

وأضاف السيد حسن نصر الله فقال: إذاً في الأساس إذا قلنا ان المعركة في العمق هي معركة إرادة، استطيع ان اقول ان إرادة المقاومة صمدت وان الإرادة الاسرائيلية اهتزت بدليل ان إسرائيل اضطرت لوقف الحرب. والذي يصدق ان الضغط الدولي اوقف الحرب الإسرائيلية هو واهم وليسمح لي هو لا يعرف حقيقة الوضع السياسي في العالم وكيف تدور الامور في العالم. العنصر الرئيسي الذي أوقف الحرب هو الفشل الذريع الذي اصاب العملية البرية في الأيام الاخيرة وحجم الخسائر، وخشية القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية من الذهاب الى ما هو اسوأ واخطر وما هو كارثي اكثر على الجيش وعلى الكيان، إضافة الى صوت دولي تصاعد وادى الى وقف الحرب.. لكن بالدرجة الاولى لو كانت إدارتا بوش واولمرت على ثقة بأنهما لو استمرتا في الحرب لاسبوع او اسبوعين إضافيين يمكن ان تحدثا تغييرا نوعيا في مسار المعركة لاستمرت الحرب ولم تتوقف يوم الاثنين. هذا يعمق الاثر الاستراتيجي للمعركة ومن هنا ثقة الشعب الاسرائيلي بجيشه وكيانه ستتراجع. وثقة الشعوب العربية وثقة الشعب الفلسطيني ان خيار المقاومة يمكن ان يصنع انتصارا في هذا الحجم ستقوى، برأيي هذا امر ستكون له بالتأكيد تأثيراته على اصل وجود الكيان على المدى المتوسط او البعيد. طبعا لا ادعي ولا يدعي احد ان هذا ستكون له تداعيات وجودية قريبة وسريعة.

طبعا نحكي عن وجود كيان ومستقبل كيان ومستقبلنا لكن يبقى في الشق الفلسطيني الهاجس الاساسي ان الفلسطيني هو يملك فكرة المقاومة ومشروعها وايمانها وإرادتها ويجب ان تمكنه من ان يمتلك بقية العناصر التي توفرت في تجربة الحرب الاخيرة كي يتمكن من صنع نصره ايضا. أما استمرار الحصار المفروض على الفلسطينيين وجزء من هذا الحصار المفروض للأسف عربي فقد يجعل إمكانية توظيف هذا النصر سريعا على الساحة الفلسطينية إمكانية محدودة.

انتهت أهدافهم بالحديث

عن ملجأ حسن نصر الله!

? هل ترون ان اسرائيل ستعود الى شن الحرب بعد تنظيم وضعها الداخلي إما ضد لبنان مجددا او الذهاب نحو حرب اسهل مع سوريا؟

} مع التأكيد على الطبيعة العدوانية لاسرائيل وعندما اقول <يمكن او لا يمكن يستبعد او لا يستبعد> الامر ليس له علاقة بطبيعة اسرائيل ولا بنواياها وانما له علاقة بالظروف والامكانات المتاحة. لو اتينا الى هذه الحرب قليلا وهذا قد يساعد في التقييم. هذه الحرب كان هدفها القضاء على <حزب الله>. هذا هو الهدف الرئيسي والمباشر وبالتالي إخضاع لبنان نهائيا للإرادة الاميركية التي هي في المنطقة إرادة إسرائيلية وهذا الهدف اعلنه الاميركيون والإسرائيليون منذ الأيام الاولى، انا لا احلل ولا اجتهد، هناك شيء يقولونه وهذه نصوصهم واضحة ولا تحتاج الى اجتهاد. ومع ذلك اسرائيل عجزت عن القضاء على <حزب الله>. باعتبار ذلك هو الهدف الاعلى بل عجزت عن تحقيق كل الاهداف المعلنة للحرب من القضاء على <حزب الله> نهائيا وبنيته العسكرية الى القضاء على البنية الصاروخية ل<حزب الله>، الى إخراجه من جنوب لبنان وجنوب الليطاني الى استعادة الأسيرين بلا قيد او شرط. أي من هذه الاهداف المعلنة لم تستطع إسرائيل أن تحققه. آخر انجازات أولمرت التي يقول انه انجز شيئا هو انه وضعني في الملجأ. انتهت الاهداف للحرب الإسرائيلية بان يضعوني في الملجأ. هذه حرب طويلة عريضة اتت بالنهاية بهذا الهدف.

في هذه الحرب اسرائيل استخدمت، <لا اريد ان اقول كل قوتها> ولكن الجزء الأكبر والاهم من قوتها. من الناحية النوعية لم يبق شيء لم تستخدمه اسرائيل الا السلاح النووي. انواع الطائرات الإسرائيلية على اختلافها استعملت في هذه الحرب. أحدث انواع الدبابات، ألوية النخبة جلبتها الى الحرب، لواء <غولاني> و<جيفعاتي> سحبوه من غزة وجاؤوا به الى الحرب ايضا وحدات المظليين. اتوا ايضا ب40 الف جندي. ثلاث فرق احتياط. بالنسبة الى حجم النار نفذوا 9 آلاف غارة جوية وليس طلعة جوية يعني ان الطيران قصف. تكلموا عن 175 الف قذيفة خلال 33 يوما. حجم النار الذي استخدم كان كبيرا جدا. صواريخ الطائرات الإسرائيلية استنفد مخزونها الاستراتيجي ولذلك حتى الصواريخ التي كانت معزولة من اجل التلف تم قصفها واستخدامها في لبنان. واسرائيل احتاجت من الاميركيين ليس فقط للصواريخ الذكية بل الى كل انواع الصواريخ التي تقصف بالطيران.

وتابع <السيد> كمن يقرأ في كتاب مفتوح: الاهمية في تلك التفاصيل ان اسرائيل استخدمت جزءا كبيرا من طاقتها يعني هناك مئات الطائرات كانت تحلق وتقصف في لبنان، هم ليسوا قادرين على اخراج كل سلاح الجو واستخدامه في لبنان. لم تعد هناك أهداف ليضربوها، لان لبنان صغير ولا يتحمل كل طائرات اسرائيل تحلق وتقصف فيه اهدافا. اسرائيل بهذه الطاقة والإمكانية الهائلة وبتأييد اميركي ودولي وخذلان عربي كبير للبنان. ومع ذلك (لنكن متواضعين) فشلت اسرائيل في الحرب ولحقت بها خسائر اضرت بصورة جيشها وبفاعليته، بالجندي والدبابة. حتى الدول التي اقامت صفقات مع اسرائيل لتشتري ميركافا الجيل الرابع تراجعت عن الصفقات. في الحرب مع المقاومة الشعبية تتحول الدبابة المحصنة الى تابوت. اسرائيل التي تعاني ما تعانيه من الفشل في لبنان، هل تذهب الى حرب جديدة؟ برأيي هذا الامر يحتاج الى وقت طويل حتى لا انفي الذهاب الى حرب جديدة. اما باتجاه لبنان فبالتأكيد الإسرائيلي عندما يريد ان يذهب الى حرب جديدة مع لبنان سيحتاج الى آلاف الحسابات وخصوصا إذا انتهينا في الوضع اللبناني الى وضع داخلي معقول بعد انتشار الجيش وقوات اليونيفل ولم يمس سلاح المقاومة. وبالتالي اذا بقيت المقاومة وبقي سلاحها وبقيت القوة التي الحقت الهزيمة باسرائيل في هذه الحرب. طالما هذه القوة موجودة فإسرائيل سوف تحسب حسابات كبيرة وطويلة لمعاودة الحرب على لبنان.

الإسرائيليون صاروا يحسبون الحسابات مع سوريا

قبل أن نطرح سؤالاً جديداً أكمل <السيد> فقال:

اما ان تذهب اسرائيل الى الحرب باتجاه آخر فأنا لا اعتقد ذلك. ولمن يتصور ان الحرب مع سوريا ستكون اسهل هو ايضا مخطئ. اريد ان اقول شيئا انه في الوقت الذي كانت اسرائيل تهاجم لبنان ومن المفترض انها تستهين بسوريا (كما يحاول البعض ان يستهين بسوريا) وفي الوقت الذي كانت تعلن فيه اسرائيل ان الصواريخ التي قصفت حيفا والخضيرة والعفولة هي صواريخ سورية الصنع، وفي نفس تلك الأيام كان وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس يؤكد على مدى عدة ايام انهم لا يريدون استهداف سوريا ولا فتح جبهة معها. هذا مؤشر. وهناك مؤشر آخر مهم جدا. عندما اعلنت سوريا انه إذا اقترب الإسرائيليون من حدودها البرية فسوف تدخل المعركة. الملاحظ في كل الحرب الإسرائيلية الاخيرة انه لم يقترب الإسرائيليون من الحدود السورية برا ومع العلم ان محاور مزارع شبعا هي محاور مهمة جدا والمساحات مفتوحة ويمكن للإسرائيلي ان يتحرك فيها بقوة للالتفاف على المقاومة في منطقة جنوب النهر، مع ذلك في هذه المنطقة لم يحرك الإسرائيلي فيها ساكنا وتجنب الاقتراب من الحدود السورية، فهذا يعني ان الإسرائيلي كان يعمل حسابات كبيرة جدا لاحتمال الصدام مع سوريا او ادخال سوريا في الحرب. هذا يحتاج الى تقييم اكبر وادق ولكن انا شخصيا اميل الى القول ان الاسرائيلي يحتاج الى وقت طويل للتفكير بحرب جديدة ليس فقط مع لبنان بل حتى مع سوريا. انا اعتقد أن نقطة الضعف الوحيدة التي سيركز عليها الاسرائيلي ويحاول من خلالها ليس استعادة صورة ردع وانما سيحاول من خلالها المنع من توظيف الانتصار في لبنان، هي في الوضع الفلسطيني لان الفلسطيني محاصر ومقطع الاوصال، ظروفه صعبة وان كانت ارادته صلبة ومعنوياته عالية، فالجهد الإسرائيلي سيتركز هناك اكثر.

لو كنا نعلم أو كنا نحتمل فهذا هو موقفنا!

? في موضوع ملف سلاح المقاومة ومسألة القول انه لو جرى تقدير النتائج لما حصلت العملية وكيف استخدم اولمرت الامر داخليا؟

} كلامي مع محطة ال new tv هو تأكيد لما قلته اثناء الحرب وانا اسهبت في هذه النقطة والحديث عن انه <لو كنا نعلم او كنا نحتمل> جاء في سياق هذا الحديث ولكن للاسف تم اقتطاع هذا الجزء بخبث وذلك من اجل تركيب مواقف سياسية وبناء تحليلات سياسية على اساسها.

عليه، لو أردت ان اعيد صياغة ما قلت من جديد، انا قلت بشكل واضح جدا ان عملية الأسيرين دفعت الإسرائيلي للقيام بحرب في تموز كان سيقوم بها في تشرين الاول. ولو قام بها في تشرين الاول لكانت الكارثة كبيرة جدا جدا جدا على لبنان وعلى المنطقة، ولكانت النتائج سيئة جدا جدا جدا. عملية الأسيرين من حيث لا نعلم (وانا كنت شفافا) احبطت الخطة المعدة والتي كانت معدة بإحكام ولكن كان توقيتها في أوائل الخريف وكانت تحتاج الى استكمال بعض الجهوزية وبعض المعطيات ولاسباب اخرى. لذلك انا كنت واضحا وقلت ان الحرب ليس سببها عملية الاسيرين. الحرب هي قرار اميركي اسرائيلي ومغطى من اماكن معينة، والحرب مجهزة ويستكمل التجهيز لها والتوقيت محدد وكانت تعتمد على عنصر المفاجأة بشكل اساسي ولها سيناريو وحتى ان السيناريو الذي طبق ليس هو المقرر. عندما حصلت عملية الأسيرين وسقط هذا العدد من القتلى استُفز الإسرائيليون ووجدوا انفسهم امام واقع اما ان يتحملوا ما حصل او يذهبوا الى المعركة المقررة في اوائل الخريف. معلوماتنا انه بعد التشاور مع الاميركيين في اليوم الاول تقرر الذهاب الى المعركة التي كانت معدة للتنفيذ في تشرين. نحن افقدناهم عنصر المفاجأة. فرضنا عليهم توقيتاً غير التوقيت الذي اعد له بدقة وبالتالي حصلت المعركة ونحن مستنفرون ومتهيئون وهم ليسوا جاهزين بينما لو حصلت في تشرين لكانت ستبدأ المعركة بلا ذريعة لان اي ذريعة كانت ستعني بالنسبة لنا لفت الانتباه. لو جاء الى جنوب لبنان في تشرين من يضع صواريخ مجهولة ويطلقها على فلسطين المحتلة، حزب الله سيستنفر بطبيعة الحال لانه سوف يحتمل قيام اسرائيل برد فعلي ما. الحرب التي كانت ستبدأ في تشرين كانت ستبدأ بشكل مفاجئ جدا ومن دون اي ذرائع واسرائيل لم تكن بحاجة الى ذريعة لانها تحظى بتأييد اميركي مطلق وسوف تحتسب الحرب في تشرين بالحرب على الارهاب وبالتالي لها المشروعية الكاملة وليست بحاجة الى ذريعة أو حجة الدفاع عن النفس أو ما شاكل.

أجزم أننا لم نخطئ

في التقدير

عاد السيد حسن نصر الله يؤكد:

نعم كنت شفافا وصادقا عندما قلت اننا عندما ذهبنا لننفذ عملية الاسيرين لم نكن نقصد استدراج الاسرائيليين الى الحرب في تموز بدلا من تشرين. اكيد لم نكن نقصد ذلك، نحن كنا نعلم انه في يوم ما الإسرائيلي والاميركي سيخوضان ضدنا حربا قاضية وحرب إبادة، ولكن بالتأكيد لم نكن نعرف التوقيت وكنا نراقب الظروف والمعطيات السياسية. عندما يوجه اليّ السؤال لو عدنا الى 11 تموز ويقال لك ان عملية الاسر ستؤدي الى حرب تؤدي الى هذا الدمار وسقوط كل هؤلاء الشهداء والى ما هناك. اذاً كان الجواب نعم يعني حتى لو كنا نحتمل او نعلم ان اسر الجنديين الاسيرين سيؤدي الى هذه الحرب الواسعة فكنا سنذهب الى الاسر. لو قلت ذلك فسأكون كاذبا وسيقف الخبثاء للقول انظروا هؤلاء لا يعنيهم البلد ولا دماء الناس.

بكل بساطة كنت استطيع ان اهرب من السؤال، والآن يمكنني ذلك وان أقول على كل حال الحرب ليس لديها علاقة باسر الجنديين الإسرائيليين ولكن لانني أعرف ان هذا السؤال موجود عند الناس وأثير بقوة في زمن الحرب. اعتبر ان من مسؤوليتي الحقيقية ان اجيب عنه، وقلت نعم لو كنا نحتمل لما اقدمنا في هذا التوقيت على عملية الاسيرين. ولكن هذا الكلام جاء في اي سياق. جاء في سياق انه حتى هذا الاحتمال ليس واردا على الاطلاق وان لا احد في الدنيا لو يدرس ويقيم ويحلل كان يفترض أن اسر جنديين يؤدي الى حرب بهذا المستوى لان الحرب لا صلة لها باسر الجنديين. هذه الحرب هي خارج اي منطق او معيار او قانون او ضوابط. وفي كل تجارب الحروب العربية الاسرائيلية وتجارب المقاومة في حربها مع اسرائيل وتجارب حروب العالم في التاريخ كله، لم يؤد اسر جنديين الى حرب. نعم الاسر استغل لتوقيت الحرب وبرأينا هذا كان من مصلحتنا ومصلحة لبنان وانه استعجل حربا كانت ستحصل بشكل قاطع ولذلك اذا كنت اريد ان استعمل عبارات لا يمكن اجتزاؤها او اقتطاعها، انا اقول لم نخطئ التقدير وكانت حساباتنا دقيقة وصحيحة وأيضا لسنا نادمين وانا لم ألق خطاب ندم او هزيمة كما قال بعض الإسرائيليين بل كان خطابي خطاب انتصار من اليوم الاول. وانا في اليوم الاول، عندما كانت الغيوم سوداء كنت واثقا بان النصر آت وهذا ما يجمع عليه كل خبير موضوعي الآن ويقيم ما حصل. واعتقد وهذا قلته اكثر من مرة ان ما حصل في توقيت وقرار العملية وما ادت اليه كان توفيقا الهيا ولطفا الهيا، ولو اننا لم نذهب الى تلك العملية وبقينا غافلين الى تشرين لكان لبنان غير لبنان ولكن بشكل آخر كما قال طلال سلمان، ولكانت اسرائيل غير اسرائيل ولكن بشكل آخر. لكانت اسرائيل في تشرين ومن خلال عامل المفاجأة والاستفادة من عوامل عدة اخرى لكانت راهنت على القضاء على المقاومة في لبنان وهذا كان سيؤدي الى استسلام لبنان الى اميركا واسرائيل، وسوف يؤدي الى أفق قاس وخطير على مستوى المقاومة الفلسطينية، على مستوى موقع سوريا، على مستوى مشروع المقاومة على امتداد العالم العربي. لذلك اكرر واقول لسنا نادمين ولم نرتكب اي خطأ وكانت تقديراتنا صحيحة وان ما حصل هو اهم بكثير من التقديرات التي كنا نتحسب لها، نعم لو تجاوزنا كل هذه المشاريع والجوانب الاساسية في القضية وحشرنا انفسنا في زاوية وقلنا لو كنا نحتمل، لفعلنا او لم نفعل، الجواب المنطقي لما كنا فعلنا. لو حصرنا الموضوع في عملية الأسر ورد فعل عليها، لكن حقيقة ما حصل في تموز خارج هذا السياق والمنطق بالكامل.

المقارنة بين ما جرى

في غزة ولبنان

? يقال انه حصلت ردة فعل إسرائيلية واسعة على خطف الفلسطينيين للجندي الاسرائيلي في غزة قبل 12 تموز؟ الم تصلكم الاشارة؟

} كنا جاهزين لهذا المقدار وهذا ما كنا نتوقعه، حجم رد الفعل الذي توقعناه هو رد فعل قاس انتقامي محدود والذي حصل في غزة هو في هذه الحدود ليس أكثر. الاسرائيلي لم يقم باجتياح او تدمير قطاع غزة ولم يقم بما فعله في لبنان، مع العلم ان اسر الفلسطينيين لجندي في غزة هو أشد إذلالا للاسرائيلي من اسر جنديين في لبنان. حسب الامكانات المتوافرة لدى الفلسطنيين قياسا لامكانات المقاومة في لبنان، ما كانت ردة فعله في غزة، نحن افترضنا ان ردة فعله في لبنان يكون على هذا الشكل او اكثر ولكن ما قام به الاسرائيلي في لبنان ليس رد فعل وإنما فعل مقرر استعجل زمنياً. الشهداء في غزة، أجروا احصاء قبل عملية الاسر، كل شهر كان عندهم 30 او 40 شهيدا. ولم يتغير شيء.

بالمناسبة، انا اتفهم ان الاسرائيلي يقتطع هذا الجزء ليستفيد منه مثلا اولمرت ليحاول ان يتحدث بما يساعده على التخلص من لجنة تحقيق او مشاكل. وانا طبعا لم اكن اقصد ذلك، انا كنت اتكلم بالصدق والشفافية التي كان يحتاج اليها الناس ويتطلع اليها الناس، لكن كنتيجة قيل لي وقرأت ان اولمرت يحاول الاستفادة من هذه الجملة، وانا لا امانع بان يستفيد اولمرت منه. وانه اذا ما خيرنا بين رئيس حكومة احمق وغبي وضعيف يستمر في إدارة هذا الكيان وبين رئيس حكومة بديل عنه قوي ومقتدر فنحن نفضل بقاء رئيس الحكومة الغبي والاحمق.

واذا كان بعض كلامي المقتطع يمكن ان يستفيد منه اولمرت فانا لا امانع في ذلك.

لكن أنا آسف من الذين يفهمون اللغة العربية جيدا ويفهمون ان هذه الجملة جاءت في سياق موضوع متكامل وانه لا يجوز اقتطاعها عن سياقها الطبيعي، كيف قاموا باجتزاء هذه الجملة وتوظيفها بما يخدم قراءتهم غير الصحيحة لما جرى في لبنان. هذا مؤسف ولا اريد ان اتحدث عن أكثر من أسف.

 

 

 

 

 

..