السيد حسن نصر الله في رسالة تناول فيها التطورات السياسية والعسكرية

أدعو الحكومة الى مزيد من الصمود السياسي والتمسك بخطة النقاط السبع لأن أي تجاوز لبنودها هو خروج على إجماع اللبنانيين

رغم إعلان الحكومة اللبنانية إرسال 15 ألف جندي الى الجنوب جاء ولش الى لبنان للضغط من أجل القبول بالشروط القديمة الجديدة

وافقنا في الحكومة على انتشار الجيش في المنطقة الحدودية لكن لا نخفي خوفنا عليه لأننا نضعه أمام فم التنين انتشار الجيش اللبناني يحفظ السيادة والاستقلال وهو البديل الأفضل والأنسب لانتشار قوات دولية

لا نعرف بأمرة من تأتمر مجلس الأمن

لا يملك أي قدرة أو امكانية لحماية لبنان وكل ما يخطط ويدرس ويبحث اليوم هو كيف يحمي اسرائيل

ما زلنا صامدين وأقوياء في الميدان وهذا انجاز كبير للمقاومة

نريد ان يقف كل العدوان ولكن أهلا وسهلا بالمنازلة الميدانية إذا كان لا بد منها

أولويتنا الصمود والتضامن السياسي والشعبي والوطني اما بعض الحساسيات والهواجس والتفاهات وأشكال الطعن فلا تخدم مصلحة البلد

وطنية 9/8/2006(سياسة) وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم رسالة عبر تلفزيون "المنار" تناول فيها الاوضاع السياسية والامنية وقال فيها: "مجددا، أخاطبكم ونحن نقترب من نهاية الشهر في هذه الحرب العدوانية الوحشية التي فرضها الصهاينة على لبنان، على كل انسان وحجر وموقع وعنوان في لبنان. وأود كما هي العادة، أن أتطرق إلى العديد من القضايا سواء على المستوى السياسية أو على المستوى الميداني. أود أن أبدأ اليوم بالحديث عن بعض التطورات السياسية، وانتهي بالوضع الميداني.

كمقدمة للوضع السياسي والتطورات، ما زلنا نستند الى واقع ميداني صلب وقوي ويشهد له العدو قبل الصديق. لذلك، ما سأتطرق اليه في الوضع السياسي ما زال قائما على الحق وما زال قائما على القوة ايضا التي ما زالت تقاتل وتواجه في الميدان".

منذ بداية هذه المعركة، حرصنا في الأداء السياسي والاعلامي على مراعاة والأخذ في الاعتبار مجموعة من الأساسيات والجوانب المهمة والحساسة. بالنسبة إلينا، وخصوصا ونحن نشارك في المعالجة السياسية أو المواجهة السياسية كما يقال، كنا منذ البداية، نؤكد مبدأ أساسيا هو الحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني والشعبي، وأيضا، التضامن الرسمي على مستوى الدولة ومؤسساتها، وايضا تقوية موقف الدولة، وبالأخص في الحكومة في التفاوض والحفاظ على الحقوق الوطنية.

وكما قلت في رسالة سابقة، ايجاد التعاون لتكون هناك إرادة سياسية في مستوى الارادة الجهادية ومستوى إرادة الصمود الشعبي حتى نخرج من هذه المعركة، وقد حافظنا في الحد الأدنى على حقوقنا الوطنية وكرامتنا الوطنية. لذلك، وفي الأسابيع الماضية، أكدنا مجموعة نقاط، والآن، أود في مقدمة الحديث التأكيد عليها.

أولا: عدم الدخول في أي سجال سياسي أو اعلامي مع أي فريق لبناني أو حزب لبناني أو أي شخصية لبنانية أيا تكن الانتقادات التي توجه أو الكلام الذي يقال وبعضه مؤذ وبعضه للأسف يقول بالضبط ما يقوله المسؤولون الاسرائيليون والصحافة الاسرائيلية، مع ذلك، انا اؤكد على كل اخواني كما أكدت في المراحل الماضية، عدم الدخول في اي سجال سياسي او اعلامي حول هذه المسائل، اولويتنا هي الصمود والتضامن السياسي والشعبي والوطني من اجل مصالح بلدنا وفي شكل عام.

اما بعض الحساسيات والهواجس وبعض التفاهات وبعض الاشكال من الطعن في الحقيقة التي لا تخدم مصلحة البلد، علينا ان نتجاوزها.

الامر الثاني: ما طلبناه من النازحين من اهلنا الصامدين الطيبين، وما اؤكده الان هو مراعاة المحيط الذي تتواجدون فيه ان لجهة بعض الشكليات او العادات او التقاليد او الانشطة او الشعارات او الاعلام. ان كل ما يثير اي حساسية مع المحيط الذي تتواجدون فيه، وخصوصا في المحيط الذي يحتضنكم بكرامة وشرف ومسؤولية، من مسؤوليتكم وواجبكم، ايضا، ان تأخذوا هذا الجانب في الاعتبار لان هناك من يحاول بين الحين والاخر ان يثير حساسيات معينة ليبث ضعفا او وهنا او خللا في ساحة صمود النازحين والمهجرين في ساحة الاحتضان الشعبي لهؤلاء، وهذا يخدم الاسرائيلي بالدرجة الاولى لان اي خلل في جبهة الصمود تقرب العدو من تحقيق اهدافه. النقطة الثالثة: فيما يتعلق بمدينة بيروت بالتحديد، كنا تمنينا واعود واتمنى على المنظمات الشبابية والاخوة في الاحزاب والناس عموما، نحن نريد ان نتجنب اي مظاهرات او اعتصامات كبيرة حاشدة حتى لا تتوافر مادة يمكن من خلالها ان يتسرب البعض ليوجد خللا امنيا او لتصبح هناك شعارات أوشعارات مضادة، مما يؤدي الى انقسامات في الشارع، لكن الاهم على هذا الصعيد حرصنا وسعينا ليكون هناك تضامن حكومي وتضامن سياسي في البلد أي على المستويين السياسي والرسمي".

أضاف: "منذ الايام الاولى، لاحظنا ان الاسرائيليين والأميركيين يحرصون ويحرضون على ايقاع الفتنة والشقاق بين اللبنيانيين في داخل الحكومة اللبنانية وبين القوى السياسية، وكشاهد على ذلك، منذ الايام الاولى ونحن نتابع الاعلام الاسرائيلي نجد ان بعض المسؤولين الاسرائيليين وبعض كبار الكتاب من الصحافيين الاسرائيليين يقولون ان هناك جهات حكومية في لبنان كانت تتصل بهم، وتؤكد عليهم ان لا يوقفوا هجومهم، وان يستمروا، وان هذه هي الفرصة الذهبية والتاريخية للقضاء على المقاومة في لبنان، وبالتحديد على "حزب الله" في لبنان.

طبعا، نحن لا نصدق هذا الكلام الاسرائيلي ونصنفه في دائرة الايقاع بين اللبنانيين. كذلك، مثلا شاهد آخر ما صرح به امس او قبل امس جون بولتون المندوب الصهيوني الاميركي في مجلس الامن الدولي لاحدى محطات التلفزة الاميركية عندما سمع بأن الحكومة اللبنانية لديها تحفظات او اعتراضات على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم من مجلس الامن، فقال انه تفاجأ بموقف الحكومة اللبنانية لانه يقول انه نسق هذا القرار او هذه المسودة مع حكومة لبنان وحكومة اسرائيل، ايضا هذا الكلام، نحن لا نقبل به لان هدفه الايقاع بين القوى المشاركة في الحكومة والايقاع بين المقاومة والدولة، في كل الاحوال، هناك مساع واضحة وجادة على المستوى السياسي وعلى المستوى الاعلامي وعلى المستوى التحريضي تبذل لفك هذا التضامن الذي نشأ، وكان واضحا خلال كل ايام واسابيع الحرب القائمة. من هنا، تصرفنا وعملنا بمسؤولية عندما قدم رئيس الحكومة خطة النقاط السبع، وتمت مناقشتها في الحكومة. تعاطينا مع هذا الطرح بايجابية، كانت لدينا تحفظات حول بعض النقاط، هناك نقاط قد لا نتحفظ عليها بالمبدأ، ولكن تفصيلها في حاجة الى نقاش، وسجلت هذه الامور في محضر الجلسة، ولكن جميعنا كنا حريصين على ان نقدم موافقة اجماعية على هذه الخطة لنواجه بها العالم، وهذا ما كنت اشرت اليه في رسالة سابقة، وتجاوزنا اعلاميا تحفظاتنا وملاحظاتنا، وقدمت الحكومة اللبنانية خطة من سبع نقاط لتقديم طرح او تصور للمعالجة السياسية لوقف العدوان والحرب، ويمكن الاستناد اليها امام المجتمع الدولي والدول العربية، ثم جاءت الدول العربية لتؤيد وتدعم خطة الحكومة اللبنانية المؤلفة من نقاط سبع, في بعض هذه النقاط، ما يتعلق بانتشار الجيش.

في كل الاحوال، الحكومة اللبنانية قدمت خطة النقاط السبع، ولكن قوبلت من الاميركيين والفرنسيين في مسودة المشروع المقدم إلى مجلس الامن بمشروع قرار اقل ما يمكن ان يقال فيه انه جائر وظالم، ويعطي الاسرائيليين اكثر مما ارادوا واكثر مما طلبوا.

وفي كل الاحوال، اكتفينا ونكتفي بالمطالعة الدقيقة والجامعة والقوية والمتينة التي قدمها دولة الرئيس نبيه بري، تعليقا على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم إلى مجلس الامن. وكان الرد على خطة النقاط السبع وعلى التضامن اللبناني هذه المسودة المعدة لاتخاذ قرار، والتي ارادت في الحقيقة ان تعطي الاسرائيليين بالسياسة والضغط الدولي ما عجزوا عن أخذه في القتال.

بدأت مساع لبنانية وعربية ودولية في شكل أو بآخر من أجل تعديل مشروع القرار الاميركي - الفرنسي بما يلبي المطالب اللبنانية، كما وردت في خطة الحكومة ذات النقاط السبع.

في كل الأحوال أثناء هذا السعي السياسي والدبلوماسي وهذه المعركة السياسية والدبلوماسية الكبيرة سوف يتضح في كل الأحوال من يقف بجانب لبنان ومن يفضل اسرائيل بالمطلق على لبنان. في سياق هذه المساعي السياسية، قيل لنا لو أن الحكومة تبادر وتجتمع وتتخذ قرارا وتعلنه يرتبط بنشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، لأن الجيش اللبناني موجود في الجنوب وموجود في جنوب الليطاني لأن البعض يقول نشر الجيش في الجنوب، نعم الجيش كجيش غير متواجد على مقربة من المنطقة الحدودية حيث تتواجد قوة أمنية لبنان رسمية مؤلفة من قوى الأمن الداخلي وبعض الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش.

إذا أعلنت الحكومة استعدادها لإرسال الجيش اللبناني خمسة عشر ألف جندي للانتشار في كامل هذه المنطقة، فإن هذا سيساعد لبنان كثيرا وسيساعد أصدقاء لبنان كثيرا للضغط في اتجاه تعديل مسودة القرار الذي يعد ويناقش في مجلس الأمن، وسيفتح الطريق أمام معالجة سياسية مناسبة تؤدي الى وقف العدوان على لبنان. ولكن رغم إعلان الحكومة اللبنانية قرارها واستعدادها، وبالاجماع، والكثيرون الآن توقفوا عند كلمة بالاجماع، المحصلة حتى الآن ان الادارة الاميركية ما زالت مصرة على شروطها ومتمسكة بغطرستها وبغلوائها، وهي اليوم بالتحديد ارسلت السيد ولش بالتزامن مع قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة توسيع العمليات البرية من أجل إرعاب الحكومة اللبنانية واللبنانيين وإخافتهم والضغط عليهم للقبول بالشروط القديمة الجديدة التي جاء بها ولش الى لبنان.

في كل الأحوال في المسألة السياسية نقطة أود أن أعلق عليها وأجيب عنها لأنها طرحت كتساؤل لدى السياسيين ووسائل الاعلام، وهي جديرة بالشرح والتوضيح، وذلك في ما يتعلق بموقفنا من انتشار الجيش في المنطقة الحدودية، نحن في السابق كنا نعترض على نشر الجيش على الحدود ليس شكا في الجيش لا سمح الله لأن هذا الجيش هو جيش وطني، ومنذ سنوات طويلة نمتدحه ونمتدح عقيدته وقيادته وتركيبته، وعبرنا في أكثر من مناسبة عن ثقتنا به قيادة وضباطا وأفرادا، لأن هذا الجيش هو من هذا الشعب، من رجاله وشبابه وأبنائه، ولا يختلف عن حقيقة وجوهر هذا الشعب الأبي والوفي.

وعندما كنا نعترض أو نتحفظ ليس خوفا من الجيش لأن هذا الجيش الوطني لا يمكن أن يخاف منه أبناء شعبه، ولكن الحقيقة كنا نخاف على الجيش من خلال نشره على الحدود الدولية لأن المسألة واضحة تضع جيشا نظاميا على الحدود الدولية مباشرة في مواجهة عدو يعتدي في أي لحظة من اللحظات هو أن تضع هذا الجيش في فم التنين ويقال بالعامية "في بوز المدفع"، جيش لا يملك دبابات ومدرعات ولا سلاح جو ولا غطاء جويا كافيا يمكنه في أي لحظة عدوانية أن يتعرض للتدمير خلال أيام قليلة جدا.

المواجهات التي جرت الآن في الجنوب تؤكد هذا المعنى، المقاومة إنما صمدت حتى الآن في عيتا الشعب وكفركلا وعديسة والطيبة وبنت جبيل وعيترون وكل البلدات الأمامية بسبب أنه ليس لها وجود كلاسيكي ونظامي ولها طريقة متمايزة في التواجد ولا تملك أي غطاء جوي، العدو الاسرائيلي يقصف ويضرب ويدمر ولكنه لم يستطع أن ينال من إرادة المجاهدين ولا من قدرتهم على الحركة. نحن نخاف على الجيش في المنطقة الحدودية. والآن أقول نحن وافقنا في الحكومة وسأعود للاعتبارات بعض قليل على انتشار الجيش في المنطقة الحدودية لكن لا نخفي خوفنا عليه لأننا عندما نرسل الجيش الى المنطقة الحدودية في وضعه الحالي وبامكانياته الحالية وخصوصا إذا لم تعالج المسائل العالقة بين لبنان وبين العدو الاسرائيلي وبالأخص إذا بقي لبنان عرضة للخروقات الاسرائيلية التي لم تتوقف منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 الى اليوم في الجو والبحر والبر فهذا يعني أننا نضعه أمام فم التنين.

هنا نخاف على الجيش. هناك أيضا خوف آخر وكنا نجاهر به أيضا، كنا نقول الجيش عندما يذهب الى الحدود يجب أن يكون حرسا للبنان ومدافعا عن الوطن وليس حارسا للعدو.

في كل الأحوال هذه الوظيفة، وظيفة الحراسة للوطن أو الحراسة للعدو وهي لا ترتبط بقرار قيادة الجيش وإنما ترتبط بقرار السلطة السياسية.الآن في الاجتماع الأخير الحكومة اللبنانية تقول وتقرر بأن مهمة الجيش الأساسية هي الدفاع عن الوطن وحراسة الوطن من خلال تواجده على الحدود وحفظ الأمن الداخلي إذا هناك قرار واضح وهذه الخشية لا مكان لها فعلا الآن. وثانيا اذا كان الجميع يرى ان انتشار الجيش يساعد على ايجاد مخرج سياسي يؤدي الى وقف العدوان وهذا هو مخرج وطني مشرف بالنسبة لنا وان الذي سينتشر على الحدود هو الجيش الوطني وليست قوات غازية أو قوات مرتزقة أو قوات تعمل بأمرة الأعداء.

الجيش الوطني الذي يعمل بأمرة الحكومة اللبنانية المنتخبة. بهذا المعنى كمخرج نحن نقبل به بالرغم من محاذيره التي ذكرتها قبل قليل ولا نقف عائقا أمام قرار أو خيار من هذا النوع. هذه هي إذا الحيثيات، انتشار الجيش اللبناني هو الذي يحفظ السيادة والاستقلال وهذا هو البديل الأفضل والأنسب لانتشار قوات دولية لا نعرف بأمر من تأتمر وما هي المهمة التي ستقوم بادائها وبوظيفتها.

نعم قلنا وهذا مجمع عليه في النقاط السبع أن تعزيز قوات اليونيفيل لتكون مساعدا للجيش اللبناني في أداء مهمته والقيام بدوره. هنا قيلت أمور أخرى ترتبط بمرحلة ما بعد انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية أو بالأصح استكمال انتشار الجيش في منطقة جنوب نهر الليطاني، هذه الأمور الآن لن أناقشها وسأتركها للنقاش الداخلي لأن مقتضى الحرص والمسؤولية والتضامن يفترض مني ذلك في هذه المرحلة ولأكثر من سبب.

إذا نحن الآن وبالرغم من الاجماع الوطني اللبناني على خطة الحكومة والتمسك بالنقاط السبع نجد اليوم ان الاميركيين ما زالوا يعطلون أي إمكانية للتوصل الى مشروع قرار يأخذ بالاعتبار المطالب الوطنية اللبنانية والحقوق الوطنية اللبنانية وما زال الاميركي يعمل بكل جهد لفرض شروط اسرائيل على لبنان ولتحقيق مصالح اسرائيل بالكامل على حساب مصلحة لبنان.

هنا أود أن أدعو من جديد الى الارادة السياسية والى الصمود السياسي وعدم الخضوع للاملاءات والضغوط الاميركية أيا تكن هذه الضغوط وأيا يكن الوضع الميداني الذي هو وضع صلب وقوي وسأتحدث عنه بعد قليل. وأدعو الحكومة اللبنانية الى مزيد من الصمود السياسي والى التمسك بخطة النقاط السبع التي أجمعنا عليها كلبنانيين لأن أي تجاوز لبنود هذه الخطة التي اعتبرت برأينا تحفظ الحد الادنى من الحقوق الوطنية والمطالب هو خروج على الاجماع الذي كنا جميعا حريصين عليه في كل المراحل السابقة.

هنا آتي الى اجواء الحرب القائمة في الشق الميداني في آخر كلمة متلفزة تحدثت ان العدو سيلجأ نتيجة الاخفاقات العسكرية والتي ما زالت مستمرة الى الان على كل حال سيلجأ المزيد من الضرب للبنى التحتية والمنشآت المدنية وللاعتداء على المدنيين بالفعل هذا هو الذي يحصل المزيد من المجازر من البقاع الى الشياح الى الغازية الى اماكن كثيرة لا تعد ولا تحصى وهنا طبعا تتضح اكاذيب الصهاينة التي يقولها قادته ومسؤولوه ان صحافتهم واعادها بالامس سفير اسرائيل بالامم المتحدة هم يقولون انهم يقصفون هنا او هناك لان هناك منصات صواريخ يستخدمها حزب الله هل كانت منصات الصواريخ متواجدة بين المشيعين في الغازية حتى يقومون بقصف الغازية اثناء تشييع الشهداء هل كان الحي السكني المليء بالعائلات من رجال ونساء واطفال في الشياح يخفي او على سطحه منصة صواريخ تطلق على الصهاينة هذه كلها كلمات وادعاءات فارغة وهذا كله يحصل عمدا قتل المدنيين من رجال ونساء واطفال يحصل عمدا لان الوسيلة الوحيدة المؤلمة والمتاحة امام هذا العدو العاجز عسكريا المتوحش في سفك الدماء للضغط على اللبنانيين وعلى المقاومة وعلى الدولة ايضا للاستمرار في ضرب المساكن والتدمير الممنهج للبيوت وللابنية في الصضاحية الجنوبية على سبيل المثال هناك ابنية خالية خاوية لكنه في كلا يوم يأتي ليهدم عددا من الابنية.

اليست هذه جرائم حرب اليس قتل الاطفال والنساء جرائم حرب اليس قتل الاطفال والتي لا تستخدم اساسا والتي لا صلة لها لا بقادة حزب الله ولا يمقاتلي حزب الله؟ اليست هذه جرائم حرب والاستمرار في تدمير ما بقي من البنية التحتية اللبنانية هل يصدق احد ان كل هذه الجسور والطرقات والبنية التحتية دمرت فقط لمنع خطوط الامداد عن المقاومة وهل هذا الامر منطقي ومعروف اما ان الهدف تدمير البشر والبنية التحية للضغط على اللبنانيين ، قتل المدنيين للضغط على اللبنانيين تدمير البيوت للضغط على اللبنانيين من اجل ان يستسلموا ويخضعوا او يقبلوا بالشروط الاسرائيلية التي شنت اساسا من اجلهاالحرب.

في الحقيقة من المحزن والمؤسف وغير المستغرب ان في مجلس الامن الدولي مسودة مشاريع القرارات لا تحتوي اي لوم للصهاينة على كل ما ارتكبوه من جرائم حرب ومجازر ومن اعمال ابادة جماعية في لبنان ومن تدمير ممنهج في لبنان ان تقوم انت بأسر اسرائيليين عسكريين عملية عسكرية بحتة تستحق كل الادانة والشجب من المجتمع الدولي أما رد الفعل الذي يذهب بعيدا في تدمير الحجر وقتل البشر وتجاوز كل القوانين والأعراف لا يستحق حتى اللوم. لسنا متفاجئين لأن مجلس الأمن يعجز عن إدانة اسرائيل في قتلها لجنوده العاملين في إطار قواته في جنوب لبنان. بالتأكيد هذا المجلس العاجز عن إدانة اسرائيل في مجزرة قانا سيكون عاجزا بفضل الفيتو الاميركي المطلق عن توجيه لوم لاسرائيل في كل مجريات الوحشية لهذه الحرب القائمة. في هذا السرد عبرتان، أيها الأخوة والاخوات، العبرة الأولى ان نفهم هذا العدو ذو الطبيعة العدوانية المتوحشة الهمجية الذي نعيش في جواره والذي يريدوننا أن نعيش معه بسلام.

نعيش بسلام الى جانب قاتل الأطفال وقاتل النساء ومدمر البيوت الوحشي الذي لا حدود لوحشيته والهمجي الذي لا حدود لهمجيته. والعبرة الثانية، ان نعرف ان مجلس الأمن الدولي هذا لا يملك أي قدرة أو إمكانية لحماية لبنان وان كل ما يخطط له ويدرس اليوم ويبحث اليوم ويقرر اليوم هو كيف يحمي اسرائيل وليس كيف يحمي لبنان هذا للعبرة. أدخل الى الواقع الميداني المباشر وأقول نعم نحن في الميدان ما زلنا صامدين وما زلنا أقوياء وهذا بحد ذاته انجاز كبير للمقاومة وإخفاق كبير للعدو فيما أعلنه من اهداف حول هذه المقاومة.

ما زلنا نقاتل في القرى الأمامية في الخط الأمامي مع العلم اننا لسنا ملتزمين بالتمسك بالجغرافيا إلا أن المقاومين البواسل يصرون على البقاء والقتال حتى أخر طلقة ما دام هناك طلقة، ما دام هناك عبوة ما دام هناك صاروخ ما دام هناك إمكانية للقتال لا يزالون يقاتلون.

تصوروا ان القتال حتى هذه الساعة ما زال مستمرا في بلدة عيتا الشعب على الحدود مباشرة كذلك في بقية البلدات الحدودية وأبناؤكم واخوانكم من مجاهدي المقاومة هناك يجترحون المعجزات في الحقيقة ويقدمون نموذجا جهاديا، نموذجا باسلا، نموذجا شجاعا قل نظيره في التاريخ وليس في الواقع المعاصر. نقاتل في البلدات الأمامية وايضا نقاتل في المواقع الأمامية، بالأمس هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية الموقع العسكري الاسرائيلي في جل العلام الواقع على الحدود واشتبكوا ايضا في اللبونة على الحدود وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف العدو.

اخوانكم المجاهدون ما زالوا في الخطوط الأمامية في المواقع الأمامية يقاتلون ويبادرون ايضا. الاسرائيليون يستطيعون أن يتسللوا ليلا في بعض الأودية ويقومون بإنزالات في مواقع خلفية، ما يلبث المجاهدون أن يكتشفوها ويهاجموها ويوقعوا فيها اصابات. الاسرائيليون اليوم أنفسهم يعترفون بأنهم ينقلون المدد والدعم بالمروحيات من خلال الحيوانات، لأن تحرك آلياتهم ومدرعاتهم المكشوفة في أرض الجنوب تجعلهم صيدا سهلا لمجاهدي المقاومة. هذا هو الواقع الميداني حتى الآن هناك عدد كبير من الدبابات الميركافا تم تدميرها وهذا التفصيل مهم ولو كنت أذكره أنا بمعنى ما يزيد على ستين دبابة ميركافا تم تدميرها حتى الآن الى عدد كبير عشرات الجرافات العسكرية، ناقلات الجند العسكرية، ما يزيد من حيث المجموع على مئة دبابة وناقلة جند وجرافة عسكرية تم تدميرها حتى هذه الساعة.

وأنا لا أتحدث عن قتلى المستوطنين ولا عن جرحى المستوطنين بل أتحدث عن الضباط والجنود. ما يزيد على مئة ضابط وجندي قتلوا حتى الآن في المواجهات وما يزيد عن أربعمئة ضابط وجندي جرحوا حتى الآن في المواجهات. العشرات منهم في حال الخطر الشديد باعتراف العدو نفسه، هذا في المواجهة البرية الميدانية. في القصف الصاروخي، ما زالت فعالية المقاومة كما كانت في أيامها الأولى أكثر من هذا بالأمس عندما قال اولمرت ان حزب الله لم يعد كما كان أجابه أبناؤكم واخوانكم من مجاهدي المقاومة ب350 صاروخ تقع على مختلف القواعد العسكرية والمستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة وحتى هذه اللحظة فشل في تضعيف هذه القدرة الصاروخية المتاحة لحزب الله وللمقاومة مما يؤدي الى المزيد من بقاء تلك المناطق في الملاجىء أو النزوح أعداد كبيرة منهم والى أضرار اقتصادية ومادية ومالية وبشرية كبيرة ما زال العدو يخفيها، لاحظوا على طول الحروب العربية كان يقال ما عند الاسرائيليين ويخفى ما عند العرب، أما اليوم فعندما يقصف لبنان أو تدمر أبنية أو يسقط شهداء أو ترتكب مجازر، بالرغم من التأثيرات النفسية السلبية لهذه المشاهد أحيانا لكن كل ما عندنا يقال، ولكن عند الصهاينة اليوم كل شيء مخفي، أين تسقط مئات الصواريخ هم حتى الآن يتحدثون عن أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ نزلت عندهم سقطت عندهم، أؤكد لكم ان هذه الصواريخ مسددة إلهيا ومسددة ايضا فنيا وتقنيا ولا تضرب عشوائيا ولكن الاسرائيليين يضربون ساترا حديديا من الاعلام، نعم أحيانا يروجون في بعض وسائل الاعلام ان صاروخا سقط في طريق فارغ أو غابة أو في واد للنيل من عزيمة المقاومين وللقول لهم أن لا جدوى من صواريخكم، اذا لم تكن هناك جدوى من صواريخ المقاومة، اذا اسمحوا لوسائل اعلام ولصحافيي العالم أو يصوروا كل الأماكن التي استهدفتها صواريخ المقاومة.

حتى الآن كما يحصل فعلا في لبنان، الصحافيون يذهبون الى كل المناطق ويصورون ويكشفون للعالم أين تقع وأين تسقط أطنان المتفجرات التي تلقيها طائرات العدو، في كل الأحوال، اليوم خرجت علينا الحكومة الصهيونية المصغرة بقرار توسيع العملية البرية متزامنة مع زيارة نائب وزيرة الخارجية الاميركية السيد وولش الى بيروت، هل هذا القرار هو جزء من حرب نفسية للضغط على اللبنانيين ليقبلوا بما جاء به السيد وولش اليهم أن ان هذا القرار هو جدي وفعلي للميدان، ما هي حدود هذا القرار هل هي التوسع أكثر من المرحلة الحالية أو الوصول الى نهر الليطاني، في كل الأحوال الاسرائيليون حتى الآن لم يستطيعوا أن ينجزوا السيطرة على الشريط الحدودي الذي قالوا انهم يريدون العودة اليه كما كان عليه الحال في السابق، وأنا قلت ان القتال ما زال في جل العلم وفي اللبونة وفي القرى الأمامية والمواقع الأمامية، في كل الأحوال قد يلجأ العدو ويركز على محور الطيبة لأن هي أقرب نقطة تصل الى نهر الليطاني ليقول للعالم، ها نحن وصلنا الى نهر الليطاني والفاصل بين اصبع الجليل ونهر الليطاني من جهة الطيبة هو فاصل بسيط ومتواضع، بكل الأحوال أنا اقول للصهاينة يمكنكم أن تأتوا الى أي مكان يمكنكم أن تجتاحوا أن تنزلوا قواتكم المحمولة جوا وأن تدخلوا الى هذه القرية أو تلك النقطة وهذا كلام ليس جديدا وأنا أعيده ولكن كل ذلك سيلحق بكم تكلفة باهظة، لم تستطيعوا البقاء في أرضنا لو دخلتم أرض جنوبنا الغالي سنحولها الى مقبرة للغزاة الصهاينة، هؤلاء الذين يقاتلونكم في الخطوط الامامية ،يقاتلونكم ببسالة وننتظركم عند كل قرية وعند كل تل وواد وعند كل مرحلة جديدة ينتظركم آلاف المجاهدين المستعدين العازمين الشجعان الذين يتشيهون باخوانهم الذين ما زالوا يقاتلون ايضا في الخطوط الامامية في الميدان، هذا ما ينتظركم هذا ما نحبه هذا ما نرغبه، نريد أن يقف العدوان كل العدوان ولكن ان كان لا بد من منازلة فأهلا وسهلا بالمنازلة الميدانية كما جرى حتى الآن، أنتم الجبناء تقتلون نساءنا وأطفالنا وشيوخنا وتدمرون بيوتنا، أما نحن فنقتل ضباتكم وجنودكم وندمر دباباتكم وقواعدكم، هذه هي الحقيقة الميدانية المشرفة التي نواجهكم بها. في الختام، أود أن أؤكد أولا للبنانيين وللحكومة اللبنانية أنه برغم من آلام النازحين والصامدين والمدنيين ما زال لبنان يستند الى واقع ميداني قوي والعدو هو المربك وهو العاجز وهو الفاشل حتى الآن، في إجراء غير معهود يعزل قائد المنطقة الشمالية وينتدب نائب رئيس أركان جيش العدو لقيادة الجبهة هذا تطور مهم وخطير ويفهمه الخبراء العسكريون جيدا، أدعو اللبنانيين وأدعو الحكومة اللبنانية الى المزيد من الصمود كما هي المقاومة صامدة، وأدعو أهلنا النازحين ايضا والمحتضنين لهم الى المزيد من الصبر لأنكم أنتم وخصوصا بعد كل هذه التضحيات، عبرتم وقلتم ورفضتم الهوان والذل والخضوع وتحقيق مصالح العدو على حساب التضحيات ودماء الشهداء وكل ما قدم حتى الآن، وأقول للعدو أقول له، مقالة سيد شهدائنا وقائدنا السيد عباس الموسوي "حتى الآن لقد رأيتم بعض بأسنا" أهلا وسهلا بكم في العملية البرية الواسعة التي سترون فيها كل بأسنا إن شاء الله. ولعرب حيفا، رسالة خاصة، أقول نحن حزنا ونحزن لشهدائكم ولجرحاكم أنا أرجوكم وأتوجه اليكم أن تغادروا هذه المدينة أتمنى عليكم أن تفعلوا ذلك. خلال الفترة الماضية، أن وجودكم وما أصابكم جعلنا نتردد في التعرض لهذه المدينة، برغم من أن الضاحية الجنوبية تقصف سواء ان قصفت حيفا أو لم تقصف حيفا وبقية العمق اللبناني يقصف أرجو ان تريحونا من هذا التردد وأن تحقنوا دماءكم التي هي دماؤنا وان تغادروا هذه المدينة.

ولكل مجاهد في المقاومة اليوم لكل مجاهد ما زال يقاتل ولكل مجاهد متربص ومنتظر لكل الأحياء الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا، ولم يبدلوا إن شاء الله، أقول لهم كلام أميرهم عليه السلام، تد في الأرض قدمك تزول الجبال ولا تزول أعر الله جمجمتك وانظر الى أقصى القوم واعلم ان النصر من عند الله سبحانه.

يا اخواني لقد أحسنتم البلاء حتى الآن واجترحتم المعجزات، وأصبحتم الاسطورة. العالم كله ينظر اليكم وشرفاء العالم كله ينظرون اليكم.الأمة واللبنانيون يراهنون عليكم، عوائل الشهداء الذين مضوا، الجرحى الذين يحملون آلام النزوح وآلام الصمود كل الأحرار ينظرون اليكم. أنتم كما كنتم وكما قلتم وكما نقول، أنتم الأمل وأنتم الرهان وأنتم النصر الآتي.

دعاؤنا لكم ونحن معكم، أعانكم الله وثبتكم الله وأعزكم الله ونصركم الله يا اشرف عباد الله، معكم لم نر إلا النصر والعزة والكرامة ولن تكون خاتمة هذه المعركة إلا الخزي والعار والهزيمة لأعدائنا الصهاينة ولكل الذين يرضون بعدوانهم ويراهنون على عدوان هؤلاء الصهاينة المفسدين في الأرض القتلة للأنبياء".