الأمين العام لحزب الله يسأل هل اسر جنود اسرائيليين لاستعادة اسرانا يعتبر لبنانيا جريمة ويقول مَن يريد ان يحاورنا نقول له اهلا ومَن يريد اتهامنا نسأله مَن انت وما هو ماضيك/

25/11/2005: المركزية - اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان المجتمع الدولي لم يفعل شيئا للبنان في استعادة ارضه وأسراه من اسرائيل ووقف اعتداءاتها وان التجربة علمتنا انه لاستعادة اسرانا علينا اسر جنود اسرائيليين وسأل اذا كان احد من اللبنانيين يعتبر ذلك جريمة.

وقال: لن نحارب مجلس الامن والمجتمع الدولي لكننا لن نسلم لهما بظلمهما. ورأى ان على اللبنانيين المساعدة في استكمال التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وان على لبنان والمجتمع الدولي مساعدة سوريا في ذلك لأن المأزق المقبل هو مأزق الجميع وليس مأزق سوريا وحدها.

وأكد ان المقاومة استفادت من سوريا وايران ولكن لاستعادة الارض المحتلة والتحرير، وان امر عملياتها هو في لبنان وليس في دمشق وطهران.

وقال: مَن يريد ان يحاورنا نقول له اهلا ومَن يريد اتهامنا نسأله مَن انت وما هو ماضيك.

كلام نصر الله جاء في خلال تشييع المقاومين الثلاثة وسام رضوان البواب، علي بهيج شمس الدين، ومحمد باقر ابراهيم الموسوي الذين قضوا في المواجهات الاخيرة مع القوات الاسرائيلية، وذلك امام مجمع سيد الشهداء في الرويس بعد ان تمت الصلاة على جثامينهم في الثانية من بعد الظهر حيث القى نصر الله الكلمة الآتية:

مجددا نلتقي في اعراس الشهادة وامام اجساد الشهداء. وهذا مشهد مألوف في مسيرتنا وفي مقاومتنا وفي بلدنا لبنان كما هو مألوف في فلسطين وفي هذين البلدين اللذين يخوضان مواجهات دامية مع العدو الصهيوني.

بكل بساطة يمكننا ان نستعيد الكلمات والمشاعر، المواقف والعواطف التي نعبر عنها وتختلج في قلوبنا ونفوسنا عندما نكون في محضر الشهداء.

الشهداء هم الوجه الطبيعي في مسيرتنا وليسوا امرا غريبا او استثناء او حدثا عابرا. هم جزء من ثقافتنا وعقيدتنا وجوهر وجودنا وحقيقة مسيرتنا. وكذلك عوائل الشهداء الذين اتوجه اليهم بالتبريك لأن ابناءهم كانوا لائقين للحصول على هذا الوسام الإلهي الرفيع. كان لأولادهم شرف هذا الاختيار الإلهي ليكونوا شهداء. لعوائل الشهداء اقدم التبريك والتعزية على فراق احبة ولعوائل الشهداء اقدم الشكر وهم الذين عبروا خلال اليومين الماضيين منذ اطلاعهم على استشهاد ابنائهم عن الاصالة والايمان والجوهر الذي يحملونه ويحمله هذا الشعب عندما تحدثوا عن اعتزازهم بالشهداء، عن التزامهم بخط الشهداء، عن ايمانهم بقضية الشهداء، وعن اصرارهم على مواصلة الطريق.

يعبرون هذا الباب وقد عبره شهداء هذا اليوم وهذه الايام كما الشهداء الماضيين، عبروه بالعقل وبالوعي وبالعشق. بالعقل الذي يعرف الحقائق وبالوعي الذي فيها نعيم دائم وسلام مستمر وروح وريحان ولا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

العاقل والواعي والعاشق هم الذين يعبرون البوابة من الحياة المزيفة الى الحياة الحقيقية، هي بوابة العبور من الحياة الفانية الى الحياة الابدية، هي بوابة العبور من حياة هي لهو ولعب وتفاخر الى الحياة ومقامهم والله هو الذي يتحدث عنهم. انهم احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله. يكفي هذا. ان الشهادة في ثقافتنا وفي فكرنا اباء وامهات الشهداء، زوجات الشهداء، اخوة وأخوات الشهداء، ايتام الشهداء سيواصلون نفس هذا الطريق.

نحن اقل من ان نتحدث عن الشهداء وعظمتهم. يعرف الزمان والمكان والعدو والصديق والهدف والطريق وبالعشق لان الانسان يعشق الخلود والنعيم والسلام والكرامة والمقام الرفيع وجوار الله. وشهداؤنا من هذا النوع عندما يمشون ويقاتلون ويستشهدون ويطرقون الباب ويفتح لهم هم تجسيد للعقل في المعرفة وللوعي وللعشق. عند الله نحتسبهم ونقدمهم قرابين وبين يدي الله نعاهدهم على ان نواصل طريقهم حتى نلحق بهم انشاء الله او نحقق اهدافهم.

اضاف: لا بد من الحديث عن المواجهة الاخيرة وما سبقها وما لحق بها لتتضح صورة الموقف ونحن كنا ولا نزال امام حادث هو مفصل. ان المواجهة التي حصلت يوم الاثنين ليست مواجهة عابرة لا بأسبابها ولا بطبيعتها ولا بتداعياتها وتستحق منا وقوفا وتأملا وأنا اود في الوقت المتاح ان انتهز هذه الفرصة لأقدم القراءة التي نعتقد انها واقعية وصحيحة حول مجريات الاحداث ولنكون جميعا على بينة كيف يمكن ان تسير الامور في المرحلة المقبلة.

الاسرائيليون منذ اشهر عدة لديهم قراءة للواقع في لبنان وعلى ضوئها يتصرفون. واذا اردنا ان نفهم او ان نعرف الفهم الاسرائيلي وتعاطيه علينا ان نتابع تصريحات مسؤولي العدو من جهة واداءه الميداني في الجنوب من جهة ثانية. ان نأتي بأقوالهم وبأفعالهم ونربطها ببعضها البعض لنكتشف الفهم والخلفية الاسرائيلية حول ما جرى في الآونة الاخيرة.

حزب الله يدعي ان لديه اختصاصا في قراءة الاسرائيلي وفهمه وأنا في السابق قلت في اكثر من مناسبة علنية انه يمكن ان يكون هناك لبنانيون يفهمون اكثر منا بالاقتصاد او بالسياسة، لكن ليسمحوا لنا بالموضوع الاسرائيلي حيث ندعي فيه التخصص.

ان قراءة الاسرائيلي هي الآتية: لبنان تغير، سوريا خرجت من لبنان الامر الذي هو بالفهم الاسرائيلي انه اضعف المقاومة وإرادتها واصبح ظهرها خاليا. ويقول الاسرائيلي ان الوضع اللبناني الداخلي صعب، هناك انقسامات حادة خلافا لما كانت عليه الاجواء قبل العام 2000، وهذا تطور مبشر للاسرائيلي.

ان مستوى الضغوط الدولية على لبنان حكومة وشعبا وعلى المقاومة وحزب الله بالتحديد، لم يسبق لها مثيل طيلة كل السنوات المنصرمة، بدءا بالقرار 1559 وما جاء بعده. وفي ظل الضغوط الدولية والخروج السوري من لبنان والانقسامات الداخلية اللبنانية اعتبر الاسرائيلي ان حزب الله والمقاومة باتا في ظرف صعب جدا داخلي واقليمي ودولي.

وقال: من المؤكد ان اشخاص المقاومة هم بشر مثلهم مثل جميع الناس يملكون مشاعر ومخاوف ويقرأون السياسة ويعرفون الاوضاع والتطورات، واعتبر الاسرائيلي ان المقاومة في الاشهر الاخيرة كانت في حال من الوهم والضعف والتراجع الروحي والمعنوي والنفسي، كتبوا عن الاوضاع النفسية للمقاومة وهم باعتبارهم يتعاطون مع الشرق بطريقة الزعماء يتكلمون علي اكثر من حديثهم عن الحزب احيانا ويقولون انني في وضع مأساوي ومحشور في الزاوية ومقالات عديدة وتحليلات اسرائيلية. وما ساعد على هذا التحليل هو هدوءنا. وتاليا ان الاسرائيلي قرأ خطأ في هذا الموضوع، ونتيجة عدم قيامنا بأي ردود افعال على تجاوزاته حلل الاسرائيلي ذلك ورأى بأن هذه هي اللحظة المناسبة او الظرف المناسب لاقتحام على لبنان من اجل اي شيء او تغيير قواعد المعركة او كما يطلقون عليها قواعد اللعبة.

لكن هناك قواعد للقتال والمواجهة قائمة قبل الانسحاب الاسرائيلي في ايار 2000 وهناك قواعد تكرست بعد الانسحاب في العام 2000، ومزارع شبعا هي منطقة عمليات تنفذ فيها العمليات بين الآونة والاخرى، واي خرق بري حدودي او بحري سيواجه.

اضاف: الطيران المروحي منذ العام 2000 يتجنب الدخول الى الاراضي اللبنانية وخصوصا الى عمقها، والزوارق البحرية قد تصل الى الناقورة ومن ثم تعود.

في الشهر المنصرم وتحديدا منذ اختطاف الصياد فرّان من صور، نحن تعمّدنا ان نكون هادئين. تعمدنا الهدوء، سأشرح ذلك لاحقا، قرأ الاسرائيلي حركتنا الميدانية هذه وضمها الى تحليله السياسي ووصل الى قناعة مفادها ان هذا هو الظرف المناسب للهجوم وبدأ بالأداء الجديد، اختطف صيادا ولم يعده فأعادت قوات الطوارئ زورقه الى الجيش اللبناني وفيه اثار رصاص ودم، ما ينفي فرضية غرقة في البحر، وكما فهمت انه تبين نتيجة فحص الدم انه للصياد وليس لأحد غيره، هذا الصياد اخذه الاسرائيليون منذ اكثر من شهر ولاحقا صدر موقف رسمي جيد، لكن انا اسأل اليوم: لو ان هذا المظلي المدني الهاوي الذي وقع في لبنان تمكن "الشباب" من احتجازه فما كان رد الفعل؟ من المؤكد ان كل دول العالم كانت لتتدخل من اجل اطلاق سراحه وكان شارون سيتدخل شخصيا ويهدد لبنان انه اذا لم يعد المظلي خلال 24 ساعة او 6 ساعات فانه سيدمر ويقتل ويخرب لبنان.

ما الفرق بين هذا الهاوي المظلي الذي "يشم الهوا" وبين الصياد الذي يعمل ليطعم اسرته. الفرق ان هذا لبناني وذاك اسرائيلي. اي ان اللبناني ليس من جنس البشر وذاك الاسرائيلي من شعب الله المختار، اللبناني هو الضحية الذي لا يسأل عنه احد في العالم والاسرائيلي هو مَن يسعى العالم كله لكسب رضاه.

وتابع: بعد قضية الصياد تكثفت الخروقات الجوية والبحرية، ويوم العيد قصفوا مئة قذيفة في محيط بلدات منطقة شبعا وكانوا يتوقعون منا ردا الا اننا آثرنا عدم الرد بسبب العيد، فنحن نراعي الظروف الاجتماعية والسياسية، وانتظرنا لنرى، المقاومة وضعت نفسها جانبا وكذلك سلاحها فتفضلوا هذا صياد اختطف ويوم عيد قصفت ارض لبنان خارج الخط الازرق والخروقات الاسرائيلية استمرت في محيط الناقورة. لكن الاخطر كان انه لأول مرة تصل المروحيات الاسرائيلية فوق الساحل ما بين صيدا وصور، فهذا يعني بدء عمليات اغتيال جديدة لا نعرف لمَن ولأول مرة تصل الزوارق الحربية الاسرائيلية قبالة عدلون على مقربة من الساحل. المجتمع الدولي لم يرَ كل ذلك. بالنسبة الينا هذا ليس بجديد ولا بمفاجئ، لكننا نذكر هذا الكلام لمَن يحسنون الظن ومَن لم يثبت لديهم بوضوح، ان مجلس الامن ليس عادلا، لن نقاتله لكننا سنقول له انه ليس عادلا، لن نحاربه لكننا لن نسلم له بظلمه.

اضاف: الاسرائيلي اعتبر في هذه الاحوال ان هذه هي فرصته ليغير كل شيء. وصلت الامور الى نقطة ان الاسرائيلي بات في حال استنفار على الحدود وكذلك سلاح البر والبحر، لماذا؟ نحن في المقابل كنا في حال جهوزية واتخذنا التدابير اللازمة. فكان لا بد من هذه المواجهة بقسوتها وعنفها وأقول لكم نعم. لقد كان رد المقاومة الاسلامية قاسيا وعنيفا، وما شاهدتموه على شاشات التلفزة هو بعض من هذا الرد وليس كله.

كان الرد قاسيا وعنيفا وشاهدتم بعض مناظره وكانت هناك مواجهة وجها لوجه، مواجهة دامية. هؤلاء الشهداء لم يسقطوا في الخطوط الخلفية، سقطوا في الخط الامامي في مواجهة على بعد امتار مع جنود الاحتلال.

الهدف من هذه المواجهة القاسية والعنيفة هو اولا القيام بالواجب ومواجهة الخروقات والاعتداءات ولكن هناك رسالة كان يجب ان تصل ووصلت.

الرسالة تقول: يجب ان يفهم الاسرائيلي وكل العالم ان المقاومة الاسلامية في لبنان التي عرفتموها منذ عام 1982 وعرفتهم ايمانها وصلابتها وشجاعتها وشهامتها وعزمها وتصميمها وقدرتها وقوتها وثباتها ودماء شهدائها وثبات مقاتليها وصلابة موقفها السياسي، هذه المقاومة الاسلامية في لبنان قبل 2000 وبعد 2000، قبل 11 ايلول وبعد 11 ايلول، قبل غزو افغانستان وبعد غزو افغانستان، قبل غزو العراق وبعد غزو العراق، قبل خروج القوات السورية من لبنان وبعد خروج القوات السورية من لبنان، قبل الـ 1559 وبعد الـ 1559، قبل الانقسامات الداخلية وبعد الانقسامات الداخلية، هذه المقاومة هي نفسها وهذا الحزب هو نفسه في شجاعته وصلابته وإرادته وعزمه على مواصلة الطريق وتحقيق الاهداف وحماية الوطن وخدمة القضية مهما كانت التضحيات.

لقد اثبتت الوقائع الميدانية في الايام القليلة الماضية صدق هذه الرسالة وأثبت عوائل الشهداء من خلال تصريحاتهم ومواقفهم صدق هذه الرسالة. لم يتغير شيء. يجب ان يعرفوا اننا لم نضعف ولن نضعف، لم نهن ولن نهن، لم نخف ولن نخاف، لم نجبن ولن نجبن، وكل القراءة الاسرائيلية هي وهم في وهم وسراب في سراب. الم يقولوا انهم كانوا في اعلى درجة استنفار على الحدود؟ رأيتم على التلفزيون آلياتهم ودباباتهم في موقع العباسية كيف كان يتصرف فيها مجاهدو المقاومة الاسلامية وكأنهم كانوا لعبة "اتاري". الصحافة الاسرائيلية اليوم تتحدث عن ان قيادة المنطقة الشمالية فقدت السيطرة لمدة 45 دقيقة.

هذه هي المقاومة، انا اريد ان اقول لهم: لا تستسلموا لقراءات وهمية، هذه القراءات خاطئة ولا شك ان من عناصر القوة كان هذا التوحد والتلاقي اللبناني - السوري وان الاجواء التي حصلت في لبنان وعلى مستوى هذه القضية تركت اثارا سلبية ومما لا شك فيه ان وجود اجماع وطني هو عنصر قوة ولكن اريد ان اذكر الاسرائيليين الذين يقرأون خطأ ان المقاومة كانت فاعلة وقوية حتى في ظل نقاش لبناني حولها وهذا حق الجميع في ابداء الرأي حول جدوى المقاومة بل في ظل حرب اهلية داخلية ومن العام 1982 حتى العام 1985 عندما اضطرت اسرائيل الى الانسحاب من البقاع الغربي والجبل ومن بيروت وصيدا وصور بفعل ضربات المقاومة كان لبنان يشهد حربا اهلية وليس سجالا داخليا فقط.

لذلك تجتهد اسرائيل في الموضوع نحن نتقبل السجال الداخلي ونتفهمه وجاهزون لمناقشته ولكن لا يمكن ان يضعف المقاومة وارادة المقاومة. هذه هي الرسالة الحقيقية.

النقطة الاخرى لقد قيل الكثير حول بعض الوقائع والمجريات البعض يقول والاسرائيلي يتحدث ايضا في كل يوم ان حزب الله يريد وان يخطف جنودا اسرائيليين وكأن هذه جريمة واذا كان احد من اللبنانيين يعتقد ان خطف الجنود الاسرائيليين وأسرهم جريمة ليخبرنا بذلك.

يهمنا معرفة موقف اللبنانيين لان المجتمع الدولي لم يفعل لنا شيئا وتحديدا في الموضوع الاسرائيلي. لذلك من حقنا الطبيعي اسر الجنود الاسرائيليين ومن واجبنا ذلك لان لنا اسرى في اسرائيل والصياد فران مَن يكشف لنا مصيره علما ان مضي قرابة السنتين في نقاش حول المرحلة الثانية من تسليم الاسرى والتجربة تقول اذا اردنا ان نستعيد اسرانا علينا اسر جنود اسرائيليين.

ما اريد قوله اليوم ليس معيبا وليس جريمة او عملا ارهابيا، فهذا حقنا وواجبنا، وعلى الارجح سنفعله في يوم من الايام الا اذا قام المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي والمهتمون بلبنان في هذه المرحلة الراهنة بمعالجته في الوسائل السلمية، وقال: لدينا اسرى ومفقودين وجثث شهداء، وقد تمكنا مع الحكومة اللبنانية استعادة هذه الجثث، فهناك ظرف ومعطى خاص، حيث الاتصالات والعناية والتهديدات في الوقت نفسه، ولكن الظرف الدولي ساعدنا لان المجتمع الدولي لا يريد مشكلات. وبالنسبة للاسرى المتبقين هناك عشرات من اجساد الشهداء لا يزالون عند الاسرائيليين وهناك مئات المفقودين على الحواجز الاسرائيلية في العام 1982. وقال: ساعدونا لمعرفة مصيرهم، ونأمل بأن يكون هذا الموضوع واضحا.

اضاف: سأختم بالمناخ السياسي الذي صاحب المواجهات الاخيرة وما بعدها. وهنا يجب ان انوه بموقف الحكومة اللبنانية، في لحظة المواجهات في الساعات الاولى في الايام التي تلت هذه المواجهات قال: كان هناك اتصالات وتنسيق وتعاون وجدية وتعاطي مسؤول مشيرا الى ان البيان الرسمي الذي صدر عن مجلس الوزراء امس عبّر عن موقف جيد ومسؤول وملتزم بمعزل عن حديث بعض الوزراء خارج الحكومة، لافتا الى ان الاهم هو الموقف الرسمي، فهو موقف مسؤول وجيد ومتناسب مع الظرف القائم.

اضاف: من واجبي ان اقول هذا، لان هذه هي صدقيتنا، وكنا نقول دائما بارك الله بالحكومة وعندما تعمل بشكل صحيح سواء كنا فيها او لا وسواء اعطيناها الثقة ام لا. وعندما تخطئ الحكومة من واجبنا انتقادها.

واتمنى ان يفهم الشكر والنقد في هذه الخلفية وفي هذا السياق، فهناك مناخ سياسي في البلد منذ فترة، يحتاج الى معالجة وضبط، وقال: اليوم نحن في بلد حصل فيه زلزال وهناك لجنة تحقيق، وعلى الجميع المساعدة لكشف هذه الحقيقة.

اضاف: نحن قلنا بوجوب بقاء عمل التحقيق لخدمة كشف الحقيقة ورفضنا اي توظيف سياسي للتحقيق وان لا ينعكس هذا على العلاقة بين لبنان وسوريا، ويجب ان نساعد على استكمال التحقيق وهذا يستلزم مساعدة سوريا ايضا لا ان نحشرها في الزاوية، فعندما يقول السوري "انا مستعد ان ارسل ضباطي الى مكان آخر غير بيروت لاجراء التحقيق معهم، ليس من المفترض علي ان اقول الا اقبل غير بيروت" وهذا امر تم تجاوزه وفي جميع الاحوال هناك بروتوكول قضائي معين يحتاج اليه السوري ليطمئن الى التحقيق ولا يعتبره بأنه عملية سياسية تستهدفه.

وقال: لنتعاون جميعا لنخرج من هذا المأزق لان المأزق القائم هو مأزق للجميع وليس مأزقا لسوريا فقط، فهل نتصور نحن في لبنان ان العقوبات على سوريا وان الحصار عليها واقفال الدنيا حولها لن يلحق الضرر بلبنان، فالبلد الاول الذي يتضرر من العقوبات هو سوريا والثاني هو لبنان، فهل نسعى الى الضرر بأيدينا بأنفسنا اذا كنا نستطيع ان نخرج هذا الواقع من المأزق؟

في لبنان مشكلات كثيرة بحاجة الى علاج وهناك مشكلات يمكن ان تؤجل، وهناك مناخ في البلد هو ان تأييد اي مطلب حق يعني التحرك بخلفية سياسية، او ان امر عمليات حزب الله هو من دمشق. فهذه سخافة وتفاهة، وعلينا الخروج من هذه اللعبة، والذين قالوا ان اقامة العمليات هو بأمر من دمشق يعرفون ان المقاومة في لبنان منذ العام 1982 لهذه اللحظة والمستقبل امر عملياتها لا في دمشق او طهران مع اعتزازنا بعلاقتنا مع دمشق وطهران، ولكن امر العمليات هو من لبنان من بيروت والجنوب ومن كل بيت فيه لبناني حر شريف لا يزال حريصا على رفض العدوان ومواجهته. من هنا يصدر امر العمليات.

في موضوع المازوت، لو كان مطلوبا ايجاد حجة ما لخربطة الوضع في البلد لكنا قلنا ان 3 آلاف ليرة غير كافية نريد 12 الفا والا نخرب البلد. لم يحصل هذا الشيء على العكس بل نوهنا بموقف الحكومة.

في موضوع المقاومة اليوم غير 25 ايار 2000 توجهت الى بنت جبيل وألقيت خطابا وسمعنا العالم كله وقلت لكم ادعوكم الى التواضع، لا احد ينفخن احد بصدره ولا يشمخن احد برأسه. هذا الانجاز هو انجاز إلهي عندما ينصرنا الله. المطلوب ان نحمده وأن نستغفره.

اليوم تغير الظرف، انا لا ادعوكم الى التواضع، ادعوكم الى الإباء واحد مظاهر الإباء التي سأعبر عنها الآن بكل صراحة: نحن نقبل النقاش في لبنان ونقبل الحوار لكننا نرفض الاتهام، نحن، وهنا الغباء، اشرف وأرفع وأرقى وأنقى وأصفى وأطهر وأخلص وأكبر من ان يجرؤ احد على اتهامنا في خلفيتنا الوطنية.

بكل صراحة نحن كنا اصدقاء سوريا ولا نزال اصدقاءها ونعتز بهذه الصداقة. منذ 82 كنا اصدقاء لها حتى الـ85 فالـ90 فالـ2000 فالـ2005 حتى اليوم. لا نخفي هذه الصداقة ولا نخجل بها بل نؤمن بها وندعو كل اللبنانيين الى تعزيزها والى توثيقها وهذا لمصلحة لبنان. نحن على رأس السطح اصدقاء طهران وحلفاء طهران كما اصدقاء سوريا وحلفاء سوريا من 82 حتى 85 حتى 90 حتى 2000 حتى 2005" ما عنا شي مختبى" لكن نحن الجهة اللبنانية التي استطاعت ان تستفيد من سوريا من اجل تحرير لبنان واستطاعت ان تستفيد من ايران من اجل تحرير لبنان من يريد ان يتهمنا لن نتواضع له بعد اليوم. من يريد مناقشتنا سنتواضع له، سنقوال له هذا حقك الطبيعي ، فالبلد بلدنا جميعا والمصير مصيرنا سويا وحقك الطبيعي ان تخالفنا ونخالفك وتناقشنا ونناقشك وتحاورنا ونحاورك، وكون عندك تقيمك المختلف، اما من يريد اتهامنا، فقبل ان نناقشه سنسأله: أنت من؟ ما هو تاريخك، قبل الـ 82 ما هو تاريخك وفي الـ 82 ما هو تاريخك وبعد الـ 82 ما هو تاريخك؟ أين كنت ومع من وحليف من كنت وفي اي موقع كنت، ماذا قدمت لهذا البلد وبماذا ضحيت له، ما هي علاقتك بالسفارات وبالاسرائيلي وبالاميركي والاجنبي؟ قبل ان تناقشني سأسألك. منطق الاتهام هو منطق مرفوض بكل صراحة.

نحن في لبنان وفي استقبال الشهداء أقول لكم: الشهداء من نبي شيت الى يحمر الى البرج الشمالي الى صور فزبقين لكل قرية وبلدة وبيت وعائلة شريفة، هؤلاء قضوا نحبهم ولكن المنتظرين كثر وهم انتم واخوانكم واخواتكم ورجالكم ونساؤكم. هؤلاء لن يقبلوا ان يبقى شبر واحد من ارضنا تحت الاحتلال لن يرضوا ان يبقى أسير او معتقل او مفقود في زنازين الاحتلال. لن يقبلوا بأي انتهاك لسيادة لبنان، لن يقبلوا بأي استضعاف للبنان من قبل اسرائيل، لن يقبلوا بأن يتحول لبنان الى لبنان اسرائيلي بدلا من لبنان العربي. هذه احلامكم هذه امانيكم السرابية هذه اوهامكم. هؤلاء سيمنعون ذلك ليس بالشعارات بدمائهم مع كل حرصهم في الداخل على الحوار والوحدة الوطنية والسلم الاهلي وبناء الدولة والعيش المشترك وعلى كل ما كنا نقول وقلنا ونؤكد ونكرر هذا عهدنا لشهداؤنا ولعائلاتهم ولبلدنا ولشعبنا ولامتنا وخصوصا في فلسطين الذين نشاركهم الدم والاسر والاعتقال والعذابات والتهديد ومواكب الشهداء.

وبعد كلمة نصرالله، توجهت الجماهير بالنعوش محمولة على اكف رفاقهم الى مجمع سيد الشهداء حيث رمى السيد حسن نصر الله الصلاة عليهم وترافق ذلك بهتافات تصرخ بشعارات الموت لاميركا ولاسرائيل .

تسلم الجثامين: وكان الصليب الاحمر الدولي والقوة الدولية سلما "حزب الله" جثامين شهداء المقاومة الثلاثة الذين سقطوا في المواجهات على معبرالناقورة في الحادية عشرة الا خمس دقائق من قبل ظهر اليوم. والشهداء هم وسام رضوان البواب، علي بهيج شمس الدين ومحمد باقر ابراهيم الموسوي.

وعند وصول سيارات الاسعاف التي نقلت الجثامين الى الناقورة تم استلامها من قبل عناصر من "حزب الله" باللباس الأسود. وقد لفت النعوش بأعلام الحزب وحملت على الأكف. وعزفت موسيقى كشافة المهدي لحن التعظيم والتكريم.

وقد وضع مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق ثلاثة أكاليل من الزهر على النعوش وتليت سورة الفاتحة في حضور ممثل للصليب الأحمر الدولي وأهالي الشهداء. ووضعت النعوش في ثلاث سيارات اسعاف توجهت الى الضاحية الجنوبية لبيروت لإقامة حفل التأبين ولدى عبورها مدينة صيدا، استقبلت الجثامين في ساحة النجمة. وكان في استقبالها النائب الدكتور اسامة سعد، النائب عبد اللطيف الزين، محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، الارشمندريت جوزيف الجبيلي، الشيخ ماهر حمود، رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، وفد من قيادة حزب الله بقيادة الشيخ نبيل قاووق، صاحب مركز لبيب الطبي معين ابو ظهر، وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، امين سر منطقة صيدا خالد عارف، نائب رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني رفعات سابا، رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول، القاضي الشيخ احمد الزين، ممثل النائب بهية الحريري المحامي محيي الدين بن جويدي.

والقى رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، كلمة جاء فيها:" باسم شهداء صيدا وشهداء الوطن الذين استشهدوا في مواجهة ومقاتلة العدو الصهيوني، تستقبل اليوم صيدا ابناءها شهداء المقاومة".

كما تليت ايات من الذكر الحيكم وبعض الاناشيد.