نجل رئيس المجلس النيابي اللبناني الأسبق  أكد عودة عائلته للمسرح السياسي

 أحمد الأسعد لـ "السياسة": حركة "أمل" ضعيفة  و"حزب الله" استقطب الناس بامكاناته المادية

 بيروت - من صبحي الدبيسي:السياسة 6/4/2006

رفض أحمد الاسعد نجل رئيس المجلس النيابي الأسبق كامل الاسعد ان تكون زعامة "الطيبة" قد تقلصت وان قوى الامر الواقع »حزب الله« وحركة "امل" تمكنتا من سحب بساط هذه الزعامة من تحت اقدامهم, لافتا الى ان الناس في الجنوب تتاثر دائما في الواقع الذي يفرض نفسه على الارض من ايام "حزب البعث" العراقي عندما كان يوزع المال والسلاح على الجنوبيين وانتقل فيما بعد الى "ابو عمار" ومحاولته السيطرة بالمال والسلاح, ثم انتهى فيما بعد وصولا الى »حزب الله« الذي يقوم بالدور نفسه لما يملك من امكانات مادية هائلة في وقت لم يعد عند الناس الممانعة المطلوبة لرفض هذه الاغراءات. وان خسارتهم لبعض المواقع السياسية كانت بسبب رفضهم الدخول في لعبة الموت..

كلام الاسعد جاء في سياق حوار اجرته معه »السياسة«, اكد فيه عدم وجود شيء اسمه حركة "امل" التي اصبحت تابعة ل¯»حزب الله« الذي يتولى تمويلها ماديا, مؤكدا عودة ال الاسعد الى المسرح السياسي لانه في كل فترة تحصل كبوة ثم تعود الزعامة اقوى مما كانت عليه.. واصفا وضع الجنوب باوروبا الشرقية ايام الحزب الشيوعي عندما استطاعت الجماهير التعبير عن رايها كيف تبدلت الامور. الاسعد الذي سجل بعض الملاحظات على فريق الرابع عشر من اذار بسبب تحالفهم الانتخابي مع معسكر 8 اذار الموالي لسورية طالب بقانون انتخابي عادل, رافضا المشاركة في الحكومة لان احمد الاسعد ليس دولاب "سبير" على حد تعبيره, مشيرا الى ان الحوار لن يفضي الى نتيجة اذا لم تحصل حلحلة في موضوع العلاقة مع سورية وتفاهم حول الدور الايراني في لبنان مستبعدا قيام صفقة اميركية سورية ايرانية على حساب لبنان.

وفيما يلي نص الحوار:

* خلال الاحداث اللبنانية تقلص حجم زعامة ال الاسعد لمصلحة حركة "امل" و»حزب الله«, هل تعتقد ان اخطاء ارتكبت في عهد والدكم الرئيس كامل الاسعد ادى الى سحب بساط الزعامة الوائلية من تحت اقدامكم?

- في الحقيقة اننا لا نتصرف الا من خلال قناعاتنا ولا نعتقد ان الكراسي تزيد من رفعتنا, ولا نسعى اليها الا وفق الاصول ولا نرضى بها الا بما يساعد في خدمة شعبنا وابناء وطننا, الوالد كما هو معروف كانت لديه ملاحظات حول السياسة السورية في لبنان وحصل صدام مع الاخوان السوريين في مرحلة معينة وهذا ما جعلهم يستنفروا كل نفوذهم لتحجيم زعامة "الطيبة" بالنسبة للجنوب. وهذا الموضوع لا يهمنا. المهم ان نحافظ على كرامتنا وضميرنا مرتاح ولن نساير الباطل من اجل الحفاظ على كرسي, فالزعامة موجودة ولا يستطيع احد ان يسلبها منا.

* بعد انسحاب القوات السورية من لبنان لماذا تاخرت جماهير "الطيبة" في استعادة دور زعامة ال الاسعد?

- نحن نعيش في مجتمعات تتاثر دائما بالواقع الذي يفرض نفسه على الارض. ففي ايام »حزب البعث« العراقي عندما كانت الامكانيات المادية متوفرة كان هناك الكثير من الكوادر والانصار الذين انخرطوا في هذا الحزب, وعندما شحت المداخيل تبدلت الامور. ولما جاء "ابو عمار" الى الجنوب وبدا باستمالة المؤيدين من خلال المال سار الناس في ركب المقاومة مع العلم باننا كنا من اوائل المدافعين عن القضية الفلسطينية من قبل ان يكون هناك عمل مقاوم. وعندما انكفأت فتح زال كل شيء. اليوم »حزب الله« يقوم بنفس الدور فهو يملك امكانيات مادية هائلة وبامكانه استقطاب الناس في ظل تردي اقتصادي وتأزم سياسي كبير.. نحن لا نواجه امكانيات طبيعية اننا نواجه امكانيات دول توزع المال والسلاح وهذا موضوع يفرض نفسه على ارض الواقع في وقت لم يعد عند الناس الممانعة المطلوبة لرفض هذه الاغراءات.

لعبة الموت

* هل تعتقد ان عدم مواكبتكم لحركة الامام السيد موسى الصدر هي التي افقدتكم موقعكم السياسي في الجنوب?

- لا اعتبر هذه المسألة هي السبب في ذلك وبرأيي عندما رفض والدي ان يلطخ يديه بالدم رافضا الدخول في لعبة الموت يوم كان الاخ يقتل اخيه, في وقت كان الشارع يعيش هذا الواقع لاجل ذلك خسرنا بعضا من رصيدنا الشعبي لكننا في نهاية المطاف لم نخسر شيئا بالعكس نحن ربحنا كرامتنا وحب الناس لنا.. وعندما نقوم باجراء جردة حقيقية لما جرى وماذا يجب ان يفعله الرجل المسؤول يتبين لنا كم كان الوالد على صواب في رفضه الدخول في لعبة الموت..

* ما خطتك لاعادة وهج زعامة ال الاسعد من حركة "امل" و»حزب الله«?

- لا شيء اسمه حركة "امل" و»حزب الله«. يوجد »حزب الله« فقط.. حركة "امل" اصبحت ضعيفة لا بل اصبحت تابعة ل¯»حزب الله«.

* هل يقوم »حزب الله« بتمويل حركة "امل" ماديا?

- يوجد بعض التمويل المادي يقدم من ايران الى حركة "امل". لكن مقارنة مع الدعم المادي الذي يتلقاه »حزب الله« فان الدعم لحركة "امل" ضئيل جدا... انا لا اعتقد ان ما يحصل اليوم في الجنوب بمثابة مقياس حقيقي للناس, ولا يمكن النظر للامور من خلال الظروف. نحن موجودون منذ مئات السنين في جبل عامل وتاريخنا معروف وفي كل فترة تحصل كبوة نعود بعدها اقوى مما كنا عليه وما نشاهده اليوم نعتبره استثنائيا نتيجة لوضع مادي فظيع وامكانيات دول جعلت شريحة كبيرة من اهلنا في الجنوب متأثرة بها, بالاضافة الى السلاح والهيمنة والتسلط. وما يهمنا ان نبقى موجودين نحافظ على قيمنا واخلاقنا ومبادئنا التي ارتبطت بنا من جيل الى جيل ولم نخشَ من استمرارية هذه الظروف.

* لماذا لم تتحالف مع »حزب الله« حتى تؤمن موقعك السياسي?

- لم اتحالف مع »حزب الله« للاسباب التي ذكرتها.. انا ك¯"احمد الاسعد" لست مهتما بالكرسي.. بل يهمني كيف ان نبني بلدا بكل معنى الكلمة, وان نؤمن المستقبل لشبابنا يعبر عن طموحاتهم وعندما اضع يدي بيد اي طرف سياسي يجب ان يكون هذا الطرف شريكا معي في هذه الرؤية. ولكي اضع يدي بيد اي طرف سياسي عليه اولا ان يكون حرا ويملك قراره الحر, فاذا كان قراره نابعا من الخارج فهو كالسجين الذي يهدد بان يفعل كذا وكذا, وهو داخل قضبان السجن... في حين عليه الخروج من سجنه اولا, وبعدها لكل حادث حديث... ولهذا فانا لا اعتبر ان »حزب الله« قراره حر... واي طرف سياسي لا يملك قرارا حرا لا يمكنني التحالف معه..

 

ترسيم الحدود

* هل انت مدين ل¯»حزب الله« بتحرير الجنوب? وما وجهة نظرك من المقاومة?

- نحن نقدر »حزب الله« قياسا للدور الذي اضطلع به حتى العام 2000 بالنسبة لتحرير الجنوب, لقد كان لهم دور طليعي في التحرير واجبار اسرائيل على الانسحاب من الجنوب ولكن يهمني ان اشير بان »حزب الله« ليس وحده من اجبر اسرائيل على الانسحاب. لماذا ننسى القوى التي كانت موجودة وصامدة في قراها هؤلاء قاموا بدور كبير جدا بالنسبة لتحرير الجنوب, اليوم الجنوب تحرر والمقاومة يجب ان تنتهي تبقى قضية مزارع شبعا. لذلك لا نستطيع ان نستمر بحمل مشروع المقاومة اذا لم نثبت للمجتمع الدولي بان هذه المزارع لبنانية. وبالتالي هناك تناقض بحق المقاومة واستمرارية مشروعها.

اذا كان الاخوان في سورية جديين بدعم لبنان كي يسترجع مزارع شبعا عليهم ان يوقعوا على خارطة ترسيم الحدود في المزارع لتأكيد لبنانيتها.. وتقدم هذه الخارطة الى الامم المتحدة ليصار الى تأكيد لبنانيتها عندها تقول للعالم ان القرار 425 لم يطبق وهناك اراضٍ لبنانية ما زالت تحت الاحتلال وعلينا بالتالي تحريرها.. وباعتقادي ان التركيز يجب ان ينطلق من هذه النقطة, لكن في الوقت نفسه نعرف ان الاخوان في سورية لم يتجاوبوا بالشكل المطلوب مع هذا الموضوع, لا بل انه يختلقون الاعذار غير المنطقية, في حين انهم يريدون المحافظة على المقاومة لان المقاومة وسلاح »حزب الله« ورقة ضغط بيدهم وبيد الايرانيين في وجه الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص.

وهنا ارى اننا في لبنان ضحينا بما فيه الكفاية للقضية العربية ولم يعد مقبولا ان نحمل كل القضايا العربية على اكتافنا ونسير الى ابد الابدين في قضايا قدمنا من اجلها الكثير في وقت نجد فيه باقي الدول العربية تخلت عن دورها في الصمود والتصدي.. نحن قدمنا ما هو مطلوب منا وبعد ان نحرر مزارع شبعا يجب ان تنظم المقاومة العسكرية ل¯»حزب الله« ضمن الجيش اللبناني, حتى يطمئن اللبنانيون بان لا وجود لدولة داخل دولة.

* بين قوى الرابع عشر من اذار وفريق 8 اذار, اين تجد موقعك?

- لا استطيع القول انا اقرب لهذا الفريق او ذاك?! طروحات 14 اذار السيادة والاستقلال والقرار الحر. كل المسائل كنا ننادي بها عندما كانت شريحة كبيرة من 14 اذار ما كانوا يتجراون على الكلام عنها.. نحن كنا نرفع هذه الشعارات ليس في كسروان بل في الجنوب وبالتالي نحن سياديون ومع القرار اللبناني اكثر من اي انسان في قوى 14 اذار. المشكلة اليوم ليست شعارات او طروحات وحولنا العديد من البرامج والشعارات والطروحات.. مشكلتنا بالمصداقية والاخلاق.. هناك شريحة كبيرة من المتعاطين في السياسة ممن يقولون شيئا ويتصرفون عكس ما يقولون.. هذه مشكلتنا بالعمل السياسي في لبنان وهذا ما يحول دون تطور السياسة بالشكل اللازم, وهذه مشكلتي مع شريحة كبيرة من فريق 14 اذار.

عندما اكون مع السيادة والحرية والاستقلال وانا يهمني مثلهم بناء المستقبل وان 8 اذار مشروع اخر وهو مدعوم من سورية وايران, فكيف يمكنني التحالف مع معسكر 8 اذار في محطة اساسية مثل الانتخابات النيابية. في هذه المحطات تظهر الحسابات الصغيرة المتعلقة بحصول اكبر عدد من مقاعد النواب والتي بالنسبة اليهم اهم من الحسابات الكبيرة التي اعني بها مستقبل البلد والى اين يذهب البلد.. هذه المصداقية غير موجودة في الشكل التي يفترض وجودها.. هذه هي مشكلتي مع فريق 14 اذار.

قانون الانتخابات

* هل يعني ان لديك ملاحظات على اتفاق "الطائف" الذي جعل الانتخابات على اساس المحافظات, ما اعطى فرصة ل¯"امل" و»حزب الله« للسيطرة على الجنوب?

- ليس بالضرورة ان تكون لي ملاحظات على اتفاق "الطائف" وهو بالمبدا لم يقدر ان ينقل لبنان الى مرحلة جديدة بل كرس الموزاييك الموجود, لكنه من دون شك اوقف الحرب الاهلية بمباركة معظم اللبنانيين, وباستطاعتنا تطويره مع الوقت ونجعله دستورا متطورا. اما في موضوع الانتخابات فليس عندي مشكلة باجرائها على اساس المحافظة. مشكلتي بالتحالفات الانتخابية وبقانون الانتخاب, الانتخابات حصلت بالاسم: الناس في الجنوب تعاطت معها كما كان حال الناس في اوروبا الشرقية عندما كان الحزب الشيوعي مسيطرا كانت الناس تقترع للحزب الشيوعي وبمجرد ما اتيحت لهذا الشعب فرصة التعبير عن قناعاته عرفنا ما هو راي الناس بالحزب الشيوعي. ونحن في جنوب لبنان وفي ظل غياب الدولة كاملة وبوجود الاسلحة والهيمنة والتسلط من الطبيعي ان يتم الاقتراع على هذه الصورة. لان الناس التي لديها الصلابة المطلوبة للمواجهة هي اقلية في ظل اجواء التسلط والمال... وعندما خضت المعركة الانتخابية كنت اعرف النتائج وكان الهدف ان نقول لجماهيرنا نحن هنا.. نحن باقون في مواقعنا.. الناس عندها ضمير.. الناس عندها وجدان.. الناس لا تخاف.. وهي صامدة ونحن مستمرون بالوقوف الى جانبهم.

رغم ان قانون الانتخابات لم يكن عادلا والانتخابات مبنية على اللوائح الكبيرة التي هي الاسوا في النظام الاكثري وهذه بدعة غير موجودة الا في لبنان. فاما ان تكون الدوائر كبيرة على اساس النسبية او دوائر صغيرة جدا ولكل دائرة نائب واحد على اساس الاكثرية. لا توجد دولة في العالم غير لبنان تكون الدوائر فيها كبيرة على اساس اكثرية الاصوات. ففي مقابل 51 في المئة تصبح المقاعد مئة بالمئة.. وهذا ما يحبط الناس اكثر لانها ضد تحالفات الامر الواقع التي تمنع القوى التغييرية من التعبير عن رأيها. فاما ان تستسلم او تقترع ضد قناعاتها.. حفاظا على وجودها وكرامتها.. لان طريقة الانتخابات في لبنان معروفة والناس تعرف بعضها فتحتسب الاصوات بدقة من مع ومن ضد.. وكل من يقترع ضد المحادل والهيمنة يعرف بسرعة.. مع ما يترتب على ذلك من ردات فعل, تكون في غالب الاحيان سلبية تجاه القوى التغييرية, مأخذي على فريق 14 اذار انهم ينطلقون من تحالفاتهم مع فريق 8 اذار الذي يأتمر بأمرة المعسكر السوري ويعتبر خصمهم, فكيف التقت مصالحهم وتحالفوا فيما بينهم في الانتخابات الماضية, بينما من المنطق والموضوعي ان يخوض فريق 14 اذار الانتخابات لوحده وكذلك بالنسبة لمعسكر 8 اذار وما حصل للاسف املته المصالح الصغيرة الضيقة التي هي بنظرهم اهم من مصلحة لبنان.

* عندما اعتكف الوزراء الشيعة عن حضور جلسات مجلس الوزراء طرحت فكرة استبدالهم بأسماء اخرى كان اسمكم من بينها, هل كنت ستوافق على الانضمام الى الحكومة فيما لو حصل التغيير?

- لا... لا... بالمطلق..

* لماذا?

- لان احمد الاسعد ليس "دولاب سبير".

* بالانتقال الى الحوار, هل انت مقتنع بما يجري في مجلس النواب بانه سيوصل لبنان الى الحلم المنشود من السلام والرخاء? وهل ستحل مشكلة سلاح المقاومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية?

- الحوار مسالة حضارية وجيدة جدا خاصة عندما يجلس زعماء البلاد حول طاولة يتحاورون في امور بلدهم, لكن للاسف موجود في لبنان شريحة كبيرة من القيادات السياسية لا تمتلك قرارها المستقل وهو مرتبط بدول خارجية, ما يعني ان هذا الحوار لا يفضي بالنتائج المرجوة ويوصل البلاد الى شاطئ الامان. المطلوب تغيير في الواقع الاقليمي وحلحلة في العلاقات اللبنانية السورية وتفاهم حول الدور الايراني في لبنان كي ينجح الحوار. اما من خلال المتحاورين وحدهم فمن العبث الوصول الى نتيجة اذا لم يحصل تغيير ما من خلال الضغط على سورية وايران.

كبش محرقة

* لقد اعطى المتحاورون فرصة لانفسهم بان شهر ابريل سيكون شهر الحسم بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية. فهل تتوقع نجاحا في ذلك?

- هذا يتوقف على تطور العلاقات اللبنانية-السورية بالشكل الايجابي. وهنا يجب الفصل لانه لا توجد مشكلة في العلاقات اللبنانية-السورية المشكلة في العلاقات السورية-اللبنانية. ونحن في لبنان نطالب بافضل العلاقات مع سورية لكننا نشدد ان تكون هذه العلاقات من الند الى الند, من دولة الى دولة. المشكلة هي في ردة الفعل من الاخوان السوريين بعد خروجهم من لبنان, فهم ما زالوا غير مقتنعين بما حصل ولهذا تحصل ردات فعل غير حكيمة وغير موضوعية. واذا لم يحصل حلحلة في موضوع العلاقات السورية اللبنانية لا ارى ان موضوع رئاسة الجمهورية سيكون حله قريبا.. وهذا لا يتم من دون ضغط دولي وعربي على سورية..

* هل تتوقع صدور قانون انتخابات عادل يعيد التوازن الى جميع القوى في لبنان?

- من المفروض ان يتم ذلك.. وكل اللبنانيين يعرفون ان شرعية كبيرة من الطبقة السياسية بحاجة الى التغيير. ومجيء طبقة سياسية ذات افق وابعاد تعيد بناء لبنان جديد على اطر الحداثة والحضارة والسياسة المبنية على اساس برامج علمية واضحة. ولكي نغير هذه الطبقة فنحن بحاجة الى قانون انتخابات عصري جديد والنسبية هي الطريقة المثلى لكسر الاحتكارات الموجودة, ان في الجنوب او في غير الجنوب.

* هل تعتقد ان تقلص نفوذ »حزب الله« في الجنوب سيتم في وقت قريب?

- »حزب الله« ينطلق من امرين: المال والسلاح, طالما المال متوفر والسلاح موجود فلن يتقلص دوره, اما اذا تغيرت الامور وتوقفت مسالة من هاتين المسالتين فمن الطبيعي ان يتقلص دوره.

* ماذا سيكون مصير القرار 1559 بالنسبة لسلاح »حزب الله«?

- هناك صراع يدور حول هذه النقطة وهناك افرقاء في لبنان وخارج لبنان يريدون ان يبقى لبنان كبش محرقة وورقة ضغط على المجتمع الغربي ويعملون كل ما بوسعهم لعدم تطبيق القرار 1559. اما الفريق الاخر الذي يرى ان لبنان يجب ان يكون دولة قبل كل دول العالم وهو قادر على لعب دور كبير في المنطقة بما له من تجربة في الديمقراطية ويملك طاقات فكرية وعلمية واقتصادية, لكن المفروض ان يرتاح اولا ويصبح دولة بكل معنى الكلمة. ولا نستطيع بناء دولة وفي ضمنها دولة اخرى فاما ان نبني دولة للجميع وقوانينها للجميع والا من العبث الحديث عن دولة.. اليوم هناك نوع من المواجهة بين هاتين النظرتين وفي الفترة القادمة ستتوضح كل الامور اكثر.

* هل تتخوف من اعادة تقارب ايراني سوري مع الولايات المتحدة على خلفية فشل الدور الاميركي في العراق?

- لا اتصور حصول ذلك ولو اننا نسمع مثل هذه الافكار حول وجود صفقة اميركية ايرانية سورية على حساب لبنان. وبرايي ان المجتمع الدولي لم يساعدنا من اجل سواد عيوننا... مصلحته ان يساعدنا وهنا يوجد تقاطع في المصالح التي يجب ان نستغلها.. لان المجتمع الدولي وبعد 11 سبتمبر ادرك بانه كما كان هناك "دب" شيوعي يهدد المصالح الغربية هذا "الدب" الشيوعي اصبح دبا اصوليا وهذه الدول تعتبر المد الاصولي يشكل خطرا كبيرا على الحضارة الغربية وخطرا على المفاهيم الغربية وعلى الاقتصاد الغربي. ومن هذا المنطلق نجد ان من مصلحة الغرب مواجهة هذا الامتداد الاصولي من خلال بناء ديموقراطيات في المنطقة تكون البديل عن الانظمة التي تعتبرها متخلفة وديكتاتورية تكرس الفقر وتجعل الارضية صالحة لنشوء هذه الاصوليات ولبنان بالنسبة للمجتمع الدولي من الدول المؤهلة لتكون مثلا وقدوة في الحضارة والحرية والديمقراطية وللنمو الاقتصادي ولا اعتقد ان من مصلحة المجتمع الدولي حصول مثل هذه الصفقة على حساب لبنان, لان لبنان سيكون مراة لكل الدول الاخرى..