وزير الداخلية اللبناني بالوكالة أكد أن هناك تفاهما تحت الطاولة بمكان ما بين سورية وإسرائيل

 أحمد فتفت لـ "السياسة": انصاف الرجال لم يبلغوا من الطول ما يكفي ليروا أن الجولان محتل

 بيروت ¯ من صبحي الدبيسي:السياسة 28/8/2006

رأى وزير الداخلية والبلديات بالوكالة وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت أن الخروقات الإسرائيلية وتصريح الرئيس السوري بشار الأسد الأخير والتهديد بإقفال الحدود وقطع الكهرباء عن لبنان, ساهمت بتوتير الأجواء الداخلية في لبنان, لكن هذه التهديدات قوبلت بمزيد من التضامن ومن وضوح الرؤية عند اللبنانيين. وإن لبنان لم يطالب بنشر قوات دولية على حدوده مع سورية, على الرغم من محاولة النظام السوري زعزعة الأمن في لبنان, لأنه عاجز عن تحقيق النصر على إسرائيل ويريد الإبقاء على الساحة اللبنانية متنفساً له.

كلام الوزير فتفت جاء في سياق الحوار الذي أجرته معه "السياسة", لمح فيه بوجود تفاهم تحت الطاولة في مكان ما بين سورية وإسرائيل, معتبراً أن الحديث عن أنصاف الرجال ليس له أي تفسير عنده سوى الذين لم يبلغوا من الطول ما يكفي ليروا أن الجولان ما زال محتلاً, مؤكداً أن مبادرة تسليح الجيش اللبناني تتم بشكل جدي وتتولى الإشراف عليها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وأن الجيش و»حزب الله« ملتزمان بالقرار 1701 بمادته الرابعة عشرة التي تمنع دخول أي سلاح إلى لبنان موجه لغير الجيش اللبناني, مستبعداً صدور قرارات جديدة عن مجلس الأمن لأنها لن تكون لمصلحة لبنان, مبدياً استغرابه لما يصدر من تصريحات لبعض قادة »حزب الله«, مستنكراً الإتهامات التي وجهها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للأكثرية ولنائب رئيس المجلس فريد مكاري.

الوزير فتفت الذي أبدى خشيته من عودة مسلسل الإغتيالات أعلن أن عديد قوى الأمن الداخلي سيصل إلى 28 ألف عنصر وأن التطويع جارٍ لزيادة عدد أفراد الجيش اللبناني, معتبراً أن إسرائيل تفرض حصاراً بحرياً وجوياً على لبنان وسورية تفرض حصاراً برياً وأن »حزب الله« سيدرك بأنه لا يقدر أن يحل محل الدولة.

وفيما يلي نص الحوار:

لقد رافق صدور القرار الدولي 1701 أجواء إيجابية سرعان ما تحولت إلى سلبية وعاش اللبنانيون هاجس عودة الحرب, لكن وبعد تصريح الرئيس الفرنسي شيراك إرسال 2000 جندي إلى الجنوب بعث على الإرتياح. لماذا برأيك حصلت هذه الإرباكات?

من الواضح أن إسرائيل حاولت تحصين موقعها وتحسين ظروف القرار 1701, فقامت بخروق على الجبهة العسكرية من خلال عملية الإنزال في البقاع واستمرار فرض الحصار في وقت كان لبنان يخوض معركة ديبلوماسية مهمة جداً ومعركة سياسية في الداخل, معركة ديبلوماسية لتثبيت القرار 1701 وفق المصالح اللبنانية ووفق الآلية الدولية على أسس صحيحة ومعركة أيضاً لوصول القوات الدولية في أسرع وقت ممكن, كي لا يقع الجيش اللبناني في أي فخ في الجنوب, وبنفس الوقت كان هناك معركة داخلية ترجمة للمكسب الكبير في أبعاد الحرب الذي تجلى بالوحدة الوطنية الجديدة والجدية. أنا أعتبر أن هناك ظروفاً أخرى ساهمت للأسف بتوتير الأجواء في البلد.. تصريح الرئيس الأسد ومن ثم التهديد بإقفال الحدود ومن ثم قطع الكهرباء, كل هذه الأمور ساهمت بتوتير الأجواء, لكن هذه التهديدات قوبلت بمزيد من التضامن اللبناني وإلى وضوح الرؤية عند كل اللبنانيين وبالتالي نضوج أفكار أن لا أحداً لديه نية لضرب المقاومة أو لتصفية المقاومين, ما يؤكد بأن الوضع الداخلي أصبح أمتن من خلال التعاطي الأكثر واقعية بعد أن تبين أن الجيش اللبناني جاهز للإنتشار جنوباً وكان قد انتشر على الحدود الشرقية الشمالية والقرار السياسي الذي اتخذ في مجلس الوزراء يطلب المساعدة من الالمان تزويد القوى الأمنية أجهزة مراقبة الحدود دون الحاجة إلى نشر قوات على الحدود اللبنانية-السورية, وليس وارداً نشر قوات دولية على الحدود مع سورية, لأن لبنان لم يطالب بالأصل نشر هذه القوات.

يعني أن الحكومة اللبنانية لم تطلب نشر قوات دولية على الحدود مع سورية?

ولا في أي لحظة جرى التطرق إلى هذا الموضوع بشكل جدي أبداً, المؤسف الكلام الذي صدر وكأنه كان يريد أن يدفع لبنان أن يتخذ هذا القرار.

لماذا برأيك تحصل مثل هذه الأمور? هل هي لخربطة الوضع الداخلي?

بالتأكيد, محاولة زعزعة الوضع الداخلي, الكل تفاجأ بهذه الأخبار.. برأيي عناصر الإنتصار ثلاثة: صمود المقاومة, صمود الشعب اللبناني في تحمل الضربات وصمود الحكومة السياسي, ربما الجزء الأخير أزعج كثيرين من هذا الصمود وقد قالها الرئيس الأسد بكل وضوح بما معناه يجب أن يحصل انقلاب سياسي في لبنان, ولكن هذا الانقلاب غير وارد تحقيقه, لأن ليس لديه لا مقومات شعبية ولا مقومات سياسية.

لماذا شن الرئيس بشار الأسد هجومه المباغت على 14 آذار, ولماذا يريد انقلاباً في لبنان? هل يخشى التحقيق, وهل عودة الفوضى تعيد سورية إلى لبنان?

هناك أسباب مجتمعة, أولاً المحكمة الدولية وهي النقطة الأهم وهو يحاول نسف التحقيق. وهناك رغبة العودة إلى لبنان تحت أي ظروف. والمسألة الأهم أن سورية باتت منعزلة دولياً وبما أن هذا النظام يحتاج إلى نصر سياسي وهو عاجز عن تحقيق هذا النصر في الداخل على الصعيد الأمني والإقتصادي والإجتماعي فتبقى الساحة اللبنانية متنفسه وهذا مؤسف.. وأعتقد أن لسورية مصلحة كبيرة في أن تكون علاقاتها ممتازة مع لبنان...

كيف استقبلت الحكومة قرار سورية بقطع الكهرباء عن لبنان? وهل هو مؤشر لمزيد من التطورات السلبية? أم أنها محاولة ضغط على لبنان?

هناك تساؤل, إسرائيل ضربت كل شيء حتى شبكة الكهرباء, ولم تضرب الإنتاج الكهربائي ويبدو أن هناك من كان منزعجاً من قدرة لبنان على إنتاج الكهرباء وهو يدرك تماماً أنه عندما يقطع الكهرباء من سورية فيتأذى إنتاج الكهرباء في لبنان, وكأنما هو يضرب إنتاج الكهرباء. ومن المؤسف جداً أن سورية تكمل الخطة الإسرائيلية.

كيف تفسر هجوم إسرائيل على البنى التحتية اللبنانية ولم تتعرض إلى القوى الفلسطينية الموالية لسورية?

موضوع عدم التعرض للقوى الفلسطينية, كان هناك ضربة خفيفة لهذه المواقع ربما لقربها من الحدود اللبنانية السورية, ما عدا الناعمة وإسرائيل اعتادت في كل الأوقات وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً مع سورية عدم حدوث معركة بين سورية وإسرائيل..قد يكون هناك تفاهم تحت الطاولة في مكان ما. لا أريد أن أتهم أحداً ولكن هذه ظاهرة غريبة. أما لماذا ضربوا البنى التحتية اللبنانية وكل البنى التحتية, إسرائيل قد يكون لديها مشكلة مع سورية ومشكلة مع الفلسطينيين ومشكلة مع »حزب الله«, لكن لديها مشكلة تاريخية مع لبنان. لبنان يمثل بالنسبة لإسرائيل تحديا تاريخيا سياسيا, إنه البديل عن هذا النظام الآحادي اللوني, لبنان أثبت نجاحاً, وهو قادر على تجاوز كل المحن وأكبر دليل ما حدث في هذه المرحلة, فهناك تحدٍّ سياسي وتحدٍّ اقتصادي فلبنان ينهض, الجميع يدرك أن لبنان 11 يوليو برسم بياني تصاعدي اقتصادياً وسياحياً كل ذلك كان مردوده سلبياً على إسرائيل. هناك أسباب عديدة لهذه الحرب المدمرة على لبنان. أنا لا أستغرب ما فعلته إسرائيل, المستغرب ما يفعله البعض, فإسرائيل عدوة ونحن نعرف أنها عدوة, ونحن نحارب إسرائيل لأنها عدوة, أما أن يأتي الآن بعض القوى ويتصرفوات وكأن العدوان مستمر من طرف آخر, هذا يطرح تساؤلات كبيرة. ولكن نحن ندرك تماماً أن لا مصلحة لنا ولا لسورية, لا الآن ولا مستقبلاً أن يكون هناك حالة عداء بين لبنان وسورية بالتأكيد ليس هناك مصلحة للشعب السوري وليس هناك مصحلة للدولة السورية من هذا العداء غير المقبول. أصلاً إن الحرب شنت في وقت كان الكل يضمد جراح لبنان, فإذا بنا نسمع خطاباً غوغائياً تبعه خطاباً تخوينياً من الصحافة التابعة وإدعاء الإنتصار نبحث عنه بالمكبر ولا نجده حتى بين النقاط والحديث عن أنصاف الرجال وأتساءل من هم أنصاف الرجال? هل هم الذين صمدوا بوجه الإسرائيلي عسكرياً وسياسياً ومدنياً? أم هم الذين لم يبلغوا بعد من الطول ما يكفي ليروا أن الجولان ما زال محتلاً?

رغم الإجراءات الأمنية وانتشار الجيش على الحدود مع سورية يكثر الكلام عن تدفق السلاح إلى لبنان, ما هي المعطيات التي لديكم كوزير للداخلية, هل فعلاً أن هناك تهريب سلاح إلى المقاومة?

أنا ليس لدي دليل قطعاً حول تهريب السلاح.

يقال أن الحافلات التي كانت تقل النازحين من سورية إلى لبنان كانت محملة بالصواريخ. هل لديكم معلومات بذلك?

أبداً.. ليس لدينا أي معلومة حول هذا الموضوع.

الجيش اللبناني سينتشر بأعداد كبيرة في الجنوب حسب ما صرح به رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. والجيش غير مسلح, أليس الفرصة مؤاتية للضغط على الدول الصديقة لتسليح الجيش وتزويده بالأعتدة اللازمة لردع أي اعتداء?

هذا ما يحصل.. هناك برنامج كثيف لتسليح الجيش اللبناني وهناك مبادرة عربية تشرف عليها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وزيارة الوفد الإماراتي الأخير كان لهذه الغاية, حتى أنه أبقى جزءاً من أفراده هنا في سفارة الإمارات للإشراف على هذا البرنامج بشكل عملي.

حكي عن غموض في القرار 1701 لجهة سلاح المقاومة وتواجده جنوب الليطاني. هذه الحالة كيف ستعالج برأيك وهل سيبقى السلاح جمراً تحت الرماد?

ذكر وزير الدفاع أن دوريات للجيش اللبناني كشفت مخبئاً للصواريخ وصادرته, أينما يتواجد السلاح, القوى الأمنية ستصادره.. بموافقة »حزب الله« والجيش ملتزم بالقرار السياسي للحكومة و»حزب الله« أيضاً. القرار 1701 بمادته الرابعة عشر يمنع دخول أي سلاح إلى لبنان موجه لغير الجيش اللبناني والقوة الأمنية وأنا على ثقة أن الجيش اللبناني جيش منضبط.. جيش وطني.. وملتزم سياسياً بقرارات الحكومة..

هل أنت مقتنع أنه في حال استكمال انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في جنوب الليطاني سوف لا يعود أي تواجد ل¯»حزب الله« في تلك المنطقة.

أولاً: إذا تواجد أفراد فهذا تواجد عسكري والمقاتلين هم من أبناء القرى فهل المطلوب تهجير أبناء القرى. أنا أعتقد أنه من الطبيعي أن يبقى ابناء القرى في قراهم.. »حزب الله« قال: لن يكون هناك أي سلاح غير شرعي على أرض الجنوب.

لماذا لمح وزير خارجية قطر إلى صدور قرارات أخرى لتوضيح مهمات "اليونيفيل"?

كان هناك كلام من بعض المسؤولين الأميركيين حول إصدار قرار آخر لمعالجة التردد التي أثارته بعض الدول بإرسال قواتها إلى لبنان, ولكن يبدو أننا تجاوزنا هذا الأمر.

يعني أنك لا تتوقع قرارات جديدة عن مجلس الأمن?

لا.. وأي قرار جديد لن يكون لمصلحة لبنان.

أين وصلت الإتصالات لرفع الحصار البري والجوي والبحري عن لبنان وإعادة فتح مطار بيروت?

رئيس الحكومة طلب مساعدة ألمانيا تجهيز المطارات والمرافئ والحدود البرية بوسائل مراقبة متطورة, وهذا مهم جداً. وأعتقد أن هذا القرار كان منتظراً من قبل الدولة اللبنانية للضغط على إسرائيل وأظن أن الأمور تتسارع الآن لتحقيق هذه الخطوة..

تصريحات بعض قياديي »حزب الله« ليست بمستوى التعاطف الشعبي الرسمي والدولي مع هذا الحزب في المحنة التي مر بها لبنان, لماذا يبقى هذا التباين وهذه الإتهامات والشكوك وكأن البلد ما زال منقسماً?

أنا فعلاً أستغرب ما يصدر عن »حزب الله«,وقلت أن خطاب السيد حسن نصر الله الأخير, يجب ألا يقرأ بشكل مجتزأ, يجب أن تكون له تتمة على الأقل في موضوعين: موضوع صمود الشعب اللبناني بأجمعه الذي تعرض بأجمعه للتدمير, وفي موضوع الدور الكبير الدبلوماسي والسياسي التي لعبته الحكومة اللبنانية. وكلام السيد حسن كان جيداً. لكن بعض الأطراف في المقاومة ربما لديها خطاب مختلف لأسباب تعبوية وشعبية, ولكنها على الصعيد الوطني تؤدي دوراً سلبياً, هذه مسؤولية المقاومة أن تعالج هذا الموضوع. ونتمنى أن يدرك الجميع أنه تبين خلال هذه الحرب أننا نملك ما نريد من أسلحة وصواريخ, لكن لن نستطيع أن ننتصر أو نصمد إلا على الجبهة السياسية. والجبهة السياسية اللبنانية لا قيمة لها, إلا إذا كانت موحدة. ما حصل على الجبهة الدبلوماسية وتغيير قرار مهم كان سيصدر عن مجلس الأمن حصل لأنه كان هناك جبهة داخلية متراصة ويجب أن يدرك الجميع أهمية هذه الجبهة, ليس فقط أثناء القتال نحافظ على الوحدة الداخلية ثم نستهلكها بعد ذلك وما سمعناه من كلام على لسان النائب محمد رعد معلقاً على كلام دوري شمعون عن إقامة دولية شيعية هو كلام معيب, أنا أولاً لا أوافق شمعون على رؤيته أن هناك نية لإقامة دولة شيعية, فليس هناك لا نية ولا مقومات لإقامة دولية شعية ولكن لا يمكن أن نتحدث عن العيب من طرف واحد. أيضاً هناك الإتهامات التي وجهت إلى أطراف في الأكثرية, إلى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بأنه كان ينوي الاجتماع لتحضير اتفاقية مع إسرائيل هذا أيضاً كلام معيب إذا أردنا أن نتحدث عن معايب في السياسة. لذلك أعتقد أن جميع الأصدقاء لديهم مصلحة ويجب أن نعرف أن لا سلاح إستراتيجي غير سلاح الوحدة الوطنية, يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل هذه الوحدة..

لماذا هذا الإصرار على تغيير الحكومة وأشد المتحمسين لهذا التغيير الجنرال عون?

كل طرف سياسي يحاول أن يكون له دور والجنرال عون من اليوم الأول يطالب بتغيير هذه الحكومة. والحصول على بعض المواقع فيها. هذا شيء طبيعي وليس مستغرباً.

اللقاء الوطني الذي اجتمع برئاسة الرئيس عمر كرامي طالب أيضاً بتغيير الحكومة لأنها لم تعد تلبي حاجات اللبنانيين, هل هؤلاء يدارون من غرفة عمليات واحدة?

لا أريد أن أوجه الإتهام لأحد. اللقاء الوطني بحسب علمي لم يجتمع معه ولا نائب, لأن الشعب اللبناني لم يمنحهم ثقته وعندما يصبحون نواباً يصبحون من ضمن اللعبة. أما اليوم فليس لديهم وسيلة لإسقاط الحكومة إلا الوسائل الإنقلابية.

بعد خطاب الأسد هل تخشى عودة الاغتيالات إلى الساحة الداخلية?

قرأت هذا الكلام في بعض الصحف حول وجود قوائم على لائحة الإغتيالات. ولكن الكلام التصعيدي في السابق كان يتلوه اغتيالات من هنا نعم أخشى أن تعود هذه الإغتيالات ولكن أعتقد أصبح هذا الموضوع أصعب لأسباب عديدة. أولاً: إن الوضع السياسي أقل ملائمة, ثم هناك مبدأ الحيطة والحذر الذي بدأ السياسيون اعتماده وكذلك القوى الأمنية الناشطة التي تقوم بالإشراف على الأمن في كل المناطق.

تقومون اليوم بتعزيز قوى الأمن الداخلي عدة وعدداً, كم يبلغ عدد هذه القوات وهل ستصبح قادرة على الإمساك بالأمن في الداخل?

حالياً سيقارب عدد هذه القوات 22500 عنصر.. بعد التعاقد الأخير ولكن هناك مشروع تطويع ليبلغ عدد القوى الأمنية 28000 وهذا يتم تدريجياً وكذلك حصل تعاقد في الجيش اللبناني شمل حوالي 9000 عنصر في الأيام الأخيرة وهناك تطويع في كافة القوى الأمنية لتصبح في مرحلة متطورة إنما ينقص الكثير من الأعداد كما ذكرت في الجيش اللبناني كذلك في الأمن الداخلي, إن هنالك حملة تجييش كثيفة.

قبل 12 تموز عقدت اجتماعات عديدة بين السيد حسن نصر الله والشيخ سعد الحريري, هل تعتقد أن السيد نصر الله أخفى عن الشيخ سعد ما كانت تنوي المقاومة القيام به لحصول ما حصل?

أنا لم أحضر هذه الإجتماعات ولكن الانطباع الذي تكون عندي أن الشيخ سعد كان مقتنعاً أنه لم تكن هناك عمليات على هذا المستوى لا أدري طبيعة النقاش الذي دار ولكن أعرف أن الشيخ سعد فوجئ جداً بما حصل.

كيف تقرأ زيارة أمير قطر إلى سورية وانتقاله إلى بيروت وقيامه بزيارة الضاحية الجنوبية?

دولة قطر تريد أن تلعب دوراً معيناً وهي تقوم بجهد ونشاط كثيف على عدة صعد خاصة في مجلس الأمن ربما هنالك أيضاً موضوع المنافسة القريبة إذا كانت المصلحة العامة والمصلحة العربية تتطلب ذلك فلا بأس.

هناك استغراب أن دولة قطر تقيم علاقات مع إسرائيل وفي الوقت نفسه هي على علاقة مع سورية التي تتهم فريق 14 آذار بأنهم من نسيج إسرائيلي كيف تفسر لنا هذا الأمر?

هذا سؤال يجب أن يوجه إلى الرئيس الأسد وأنا سألت هذا السؤال لنفسي عندما قلت أن إسرائيل تفرض حصاراً بحرياً وجوياً وسورية تهددنا بالحصار البري, إسرائيل تضرب البنى التحتية من طرقات وجسور وسورية تقطع الكهرباء. السؤال يجب أن يوجه إلى النظام السوري وعلى الشعب السوري أن يوجه هذا السؤال لنظامه.

ما هو رأيك بالتصاريح شبه اليومية للرئيس أميل لحود?

ربما لديه وقت أكثر للكلام!..

قبل مجلس الوزراء استقالة رئيس مجلس الإنماء والإعمار الفضل شلق وجرى تعيين الدكتور نبيل الجسر مكانه, هل من خلفية سياسية وراء هذه الإستقالة وهذا التعيين في هذا الظرف الدقيق?

لا أعتقد ذلك ولكن هناك رسالة وجهها الفضل شلق إلى رئيس مجلس الوزراء ذكر أنه يريد أن يستقيل, لأنه يريد أن ينتقل إلى أعماله الخاصة وكان الجميع يدرك أنه منذ زمن طويل العلاقة على المستوى الشخصي بين رئيس ومرؤوس لم تكن على المستوى المطلوب وليست مرتبطة بالواقع الراهن. ربما ارتأى الآن الفضل شلق وهو صديق عزيز وأنا أحترمه جداً أنه لم يعد يستطيع أن يكمل المهمة ففضل أن ينتقل إلى مجال القطاع الخاص.

دفع التعويضات من قبل »حزب الله« إلى المتضررين كيف تنظر إليه الحكومة? وهل مسموح للحزب شن حرب ساعة يشاء ويدفع التعويضات لمن يشاء وكأن يتعامل مع الدولة كما تعامل الفلسطينيون في السابق هم يهاجمون إسرائيل والعدو يريد بعنف والخاسر هو الدولة? وهم يدفعون لمن يريدون فكيف يجري ذلك? وما هو موقف الحكومة من هذا الموضوع?

سؤال مهم جداً وأنا أسأل هذا الموضوع لنفسي, "حزب الله, سيدرك وقد أدرك أن لا أحد يستطيع أن يحل محل الدولة وأنه مهما دفع من أموال فإن إعادة البناء أصعب بكثير من جمع الأموال ودفعها والحزب بدأ يطالب مؤسسات الدولة وماذا فعلت الدولة. لأنه يدرك تماماً وخاصة بعد أن سمعنا انتقادات على تلفزيون "المنار" حول الماء والكهرباء والحزب هو الذي يسيطر على قطاع الماء والكهرباء منذ أكثر من سنة, ماذا يعني? يعني أن الحزب يدرك تماماً أن آلية الدولة لا يمكن أن تكون سريعة بقدر آلية المجتمع المدني لديها آلية محاسبة, آلية رقابة, آلية قوانين مرعية الإجراء, هناك تعديل في القوانين يجب أن نذهب به إلى مجلس النواب. أما ما يقدمه من مساعدات فنحن لن نأخذها بعين الإعتبار وسنعتبرها وكأنها لم تكن.

هل تتوقع مساعدات جديدة للبنان غير التي أعلن عنها من السعودية والكويت والإمارات والأردن?

هناك مساعدات أميركية أيضاً والقطريون أعلنوا بأنهم سيعدون بناء الخيام وبنت جبيل وأعتقد أن هناك مساعدات كثيرة ستأتي ضمن المشروع الذي أعلنه الرئيس السنيورة لتبني مشروع معين كإعادة بناء الجسور وما شابه.

البعض يتخوف عودة الحرب على لبنان, فهل أنت تتخوف من ذلك?

حالياً لا مقومات, لذلك وإسرائيل لا تستطيع, لأن الوضع الإسرائيلي الداخلي بحاجة إلى الكثير من الوقت لإعادة دراسة وضعها بالنسبة إلى الموضوع اللبناني. ربما تنشب حرب بين سورية وإسرائيل, حرب مختلفة عن حرب إسرائيل مع لبنان وقد يتأثر لبنان ولكن لا أتوقع عودة الحرب حالياً على وجه السرعة بين المقاومة وإسرائيل في هذه المرحلة.