عضو "اللقاء الديمقراطي" طالب برئيس  جمهورية يحكم كل لبنان وليس ربعه

 كرم شهيب لـ "السياسة": سلاح "حزب الله" تحول إلى خدمة المشروعين السوري والإيراني

 بيروت ¯ من صبحي الدبيسي: 5/5/2006

تساءل عضو اللقاء الديمقراطي عضو قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي النائب أكرم شهيب لماذا ترسل سورية السلاح سراً إلى كل من الأردن والعراق وفلسطين ولبنان ولم ترسل في يوم من الأيام بندقية واحدة إلى الجولان باتجاه خط الفصل بينها وبين إسرائيل.. الذي عاش فيه الطائر البري وعشش, ولماذا تريد سورية أن تحارب إسرائيل عبر دول أخرى.. مؤكداً بأن عروبة النظام السوري مكشوفة وهو أبعد ما يكون عن العروبة. شهيب الذي قال في حديثه ل¯»السياسة« أن حزبه قدم أغلى الشهداء للقضية, كمال جنبلاط العربي الحر الذي رفض أن يدخل السجن السوري الكبير فقتله النظام السوري ورفيق الحريري الذي طالب بتطبيق اتفاق "الطائف" فكان أن هذا النظام, أكد أن عروبة الحزب التقدمي الإشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط ليست في موقع الشك ولسنا بحاجة لفحص دم من أحد.

وطالب برئيس جمهورية يحكم كل لبنان وليس ربع لبنان, مضيفا إن قوى الرابع عشر من آذار تعد خطة لاستثمار الحوار وتمنع تفجير الوضع الذي تسعى إليه سورية من خلال تهريب السلاح وإرسال الرجال إلى لبنان وإن سورية تريد أن تعطل بالسياسة ما عجزت عنه في الإغتيالات وأن لبنان عانى كثيراً من النظام السوري, رافضاً منطق أن يكون لبنان متنفساً لسورية كلما زاد الضغط عليها في موضوع التحقيق الدولي ومتنفساً لإيران كلما تعثرت العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة.

شهيب الذي طالب بمبادرة عربية لمساعدة لبنان أوضح أن القطيعة مع »حزب الله« حصلت بعد أن غير الأخير ستراتيجيته وأصبح سلاحه في خدمة المشروع السوري والمشروع الإيراني.

 

وفيما يلي نص الحديث:

بالرغم من الكلام عن إيجابيات الحوار بين القوى السياسية تبدو الناس متشائمة من هذا الحوار وبالتالي فإنهم غير مقتنعين بالتوصل إلى الحل المنشود في لبنان. فلماذا هذا التشاؤم برأيك?

التشاؤم موجود منذ البداية, ولم تكن الناس متفائلة أبداً بهذا الحوار لأن الدعوة إليه كانت بهدف إرباك 14 آذار وخط المعارضة في لبنان وخط قوى التحرر. إنما كما يقال استطعنا من خلال مرونة عالية أن نصل إلى نقاط توافق بالإجماع وهذا موثق بالمحاضر الرسمية, هذه النقاط الأربع تؤسس لعمل عربي مستقبلي, لمبادرة عربية, لأهداف تخدم مصلحة لبنان, هذه النقاط, أيضاً أصبحت من صلب تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن, وقد تصدر بقرار جديد يعد الآن في الأمم المتحدة بإدانة سورية بعدم تطبيق ما اتفق عليه اللبنانيون في مؤتمر الحوار, أما موضوعا الرئاسة وسلاح »حزب الله«, فما زال البحث جارٍ بشأنهما. نحن لنا شروطنا في موضوع الرئيس, ولا نبحث عن أي رئيس. نبحث عن رئيس واضح يستطيع أن يحكم كل لبنان في المستقبل وليس ربع لبنان, رئيس لا يتحمل في الواقع الحالي للأزمة اللبنانية من خلال ممانعة سورية في عدم ترسيم الحدود أو تعنت »حزب الله« في موضوع السلاح, أو في مزارع شبعا أو في التبادل الديبلوماسي, نريد رئيساً مع خارطة طريق واضحة المعالم بالوصول إلى بلد تبنى فيه الدولة بشكل أساسي.

هل كل فريق 14 آذار متفق معكم حول هذه الخارطة التي تتحدثون عنها?

على الأقل نحن لسنا في حزب واحد ك¯14 آذار, نحن فرقاء وإنما على الخطوط العريضة متفقون. بهذا الموضوع نحن لن نقبل برئيس تسوية كائناً من كان هذا الرئيس, نحن نسعى إلى رئيس له القدرة والصلاحية وله إمكانية العمل من أجل إعادة بناء الدولة في لبنان.

إذا ما انتهى الحوار إلى الفشل ما هي خطة فريق 14 آذار الوقائية لإنقاذ البلد?

نحن بدأنا بإعداد خطة واضحة, خطة أساسها أن نستمر في الحوار أن نمنع أي محاولة للتفجير, لأن سورية تريد تفجير الوضع في لبنان وهي لم تستوعب أن لبنان أصبح دولة مستقلة, وقد فقدت موقعاً ستراتيجياً مهماً بالنسبة لها على كل الصعد, تريد بأي وسيلة أن تستعيده حتى ولو فجرت كل شيء في الداخل اللبناني وهذا ما تعبر عنه اليوم, حتى في رسالتها الأخيرة التي أرسلتها إلى الأمم المتحدة تهدد إذا ما تم إصدار قرار بتثبيت الحدود وتثبيت مزارع شبعا والتبادل الديبلوماسي, فإن الوضع في لبنان سوف ينفجر بشكل أو بآخر, فالتهديد واضح في هذه الرسالة حتى للأمم المتحدة. بالتالي نحن نريد أن نستمر بالحوار ونظل موحدين في لبنان رغم الاختلاف في ما بيننا على الأمور السياسية الأساسية مع »حزب الله« بالتحديد. وفي هذا السياق على الحكومة أن تأخذ دورها كاملاً في معالجة الوضع الإقتصادي الإجتماعي ومواجهة هذا الضغط حتى لا يستغل لا من سورية ولا من إيران ولا من بعض الأطراف اللبنانية, بمعنى تعزيز صمود الشعب اللبناني من خلال ألا يكون هناك ضرائب جديدة عليه, كذلك ألا يكون هناك خلل بالموضوع الوظيفي, بمعنى أن يتم تشغيل كل المال الموجود في مجلس الإنماء والإعمار كمشاريع للبنان وتحريك اليد العاملة وتحريك الإقتصاد اللبناني وأيضاً الإستفادة من العلاقات الجيدة مع دول الخليج والعالم العربي لتحريك السوق اللبنانية والشارع اللبناني بعملية إعمار جديدة, وضخ أموال لخلق مشاريع إنتاجية في لبنان تساهم في الحد من البطالة, وتساهم في الصمود الإقتصادي السياسي في لبنان, على الحكومة أن تأخذ دورها ويكشف من يعرقل في لبنان وننتظر أن يأتي الوقت الدستوري لانتخاب رئيس جديد واضح المعالم, يؤسس إلى حكومة وفاق وطني مما طرحناه في برامجنا السابقة.

إذا أراد الفريق الآخر أن يعطل الحوار فمع من تتحاورون مثلاً هناك تلويح دائم من قبل الجنرال عون بالانسحاب من الحوار بعد أن عرف بأن إسمه ليس بين الأسماء المطروحة للرئاسة وإذا انسحب فقد يجاريه »حزب الله« وينسحب هو الآخر. فماذا ستفعلون?

يكون عندها »حزب الله« وفريقه ضد الحوار ويعطل الحياة السياسية ويحاول أن يقضي على المؤسسات في لبنان ويعرقل عمل المؤسسات وهذا يتحمل نتائجه كل من يعرقل, نحن نعلم أن هناك خطة سورية لإسقاط الحكومة ونعلم عن أداة لبنانية نشطة تعمل لإسقاط الحكومة, إنما هذه الحكومة هي حكومة أخذت ثقة المجلس النيابي وستبقى تواجه الأزمة, لأننا نعلم تماماً أن رئاسة الجمهورية معطلة وساقطة شرعياً ودولياً ولبنانياً بشكل كبير وبالتالي فإن الموقع الأول في الدولة معطل فلا نريد أن نعطل الموقع الثالث في لبنان الذي هو رئاسة الحكومة, لهذا سنحافظ على الحكومة وعلينا تعزيز دورها, أما من يعطل الحوار فلا أعتقد أن أحداً يريد ذلك, كل الأطراف عبرت حتى الساعة بأنها لا تريد أن تنسحب من الحوار, وهذا جيد فلننتظر.

من جهة تطالبون بتنحي لحود, ومن جهة أخرى تريدون تفعيل العمل الحكومي ورئيس الجمهورية يرأس معظم جلسات مجلس الوزراء ألا تعتقد أن هذه الطريقة تخفف من شعبية 14 آذار?

نحن نمر بظروف صعبة وقاسية وغير شعبية في بعض الأوقات, يعني علينا أن نتخذ قرارات حتى لو لم تكن شعبية, إنما في السياسة لا تسمح بإعادة النظام الأمني السوري اللبناني مرة جديدة إلى السلطة, ونحن في الحكومة ولا نستطيع أن نغير كل شيء, فكيف إذا تركنا الحكومة, هذا يكون فرصة للطرف الآخر أن يعين أمنياً من يشاء, وأن يعين من خلال نفوذه في رئاسة الجمهورية ودور رئاسة الجمهورية في إعادة إنتاج دور أمني جديد وهذا ما لا نريده ونحن نعلم أن سورية تتحرك من خلال ظلالها في لبنان, حتى أن الهياكل العظمية أعيدت إليها الحياة. هناك حرب سياسية واضحة في لبنان. لم نسمح بأن نفقد ورقة مهمة كورقة الحكومة رغم الظروف الصعبة الإقتصادية الإجتماعية..

كيف تنظرون لقرار الرئيس بوش بتجميد ودائع الضالعين المشتبه بهم بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.. واستطراداً إصدار قانون جديد بإدانة سورية. ما أهمية مثل هذه القرارات في هذا الوقت?

بتقرير ميليس سورية مدانة, براميرتس لم يصدر تقريره حتى الساعة, قرارات الأمم المتحدة كلها تدين سورية, سورية دولة نظامها مجرم أقدمت في لبنان على اغتيال شخصيات أساسية لبنانية ¯ سورية, تريد أن تعطل بالسياسة اليوم ما تعجز عنه في الإغتيالات. نطالب كل المجتمع الدولي بالوقوف مع لبنان وتطبيق القرارات الدولية التي صدرت من أجل لبنان. من هذا المنطلق ما تقوم به أميركا أو غيرها إذا كان يخدم لبنان فنحن مع لبنان السيد الحر المستقل الخالي من أية وصاية شامية فارسية أو أجنبية, نحن لا نريد وصاية سورية, نريد علاقة ودية مع سورية في المستقبل بعد أن تظهر الحقيقة وبعد توقف تدخلها عبر السلاح أو عبر الرجال أو عبر الإعلام أو عبر أزلامها في لبنان. من هذا المنطلق نحن مع كل عون خارجي ودولي مساعد لصمود لبنان لتحقيق استقلاله وحريته وسيادته.

دائماً تتحدثون عن هجمة فارسية شامية بالإتفاق مع حلفاء لهما في لبنان والهدف خربطة الوضع الداخلي, كيف ستتصدون لهذه الهجمة ضمن إمكانيات غير متوازنة بينكم وبينهم?

من هذا المنطلق نعول كثيراً على دور عربي يدعم استقلال لبنان, نعول على قرارات صدرت عن المجتمع الدولي في الأمم المتحدة أن تساعد لبنانل على طاولة الحوار وعلى وحدة الشعب اللبناني في مواجهة الأخطار. لقد عانى لبنان كثيراً من النظام السوري الذي استعمل لبنان ورقة سياسية عبر السنوات الماضية ولا نريد إيران أن تعود إلى لبنان عبر ورقة الصراع الإيراني الأميركي بموضوع السلاح النووي وكل ما تعثرت العلاقة مع إيران وزاد الضغط عليها هناك متنفس لها في لبنان... ولا نريد أيضاً كلما زاد الضغط على سورية في موضوع التحقيق الدولي أن يكون لها متنفس أيضاً على الساحة اللبنانية, نريد أن نكون بأفضل العلاقات مع كل الدول, إنما لبنان أولاً. ومن هذا المنطلق نأمل من الأطراف اللبنانية أن تتلبنن أكثر وأن تعمل من أجل لبنان أولاً وأخيراً, أما موضوع التدخل فالكل يدرك أن في المرحلة الأخيرة زار لبنان عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين الذين وقفوا مع أميل لحود ومع رئاسة الجمهورية وهم بمثابة رافعة لرأس النظام الأمني في لبنان في مواجهة قوى 14 آذار التي تريد أن تتخلص من هذا النظام الأمني, هذه الغيرة الإيرانية ليست محبة للبنان, إنما لكي يكون لها موطئ قدم على حوض البحر الأبيض المتوسط من جديد فتحرك هذه الورقة كلما تعرضت لضغط أو لخطر.

لماذا تأخرت المبادرة العربية?

المبادرة العربية تريد أن تنطلق من موقع متين وأعتقد أن النقاط الأربع التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار هي أساس صالح يبنى عليه من أجل مبادرة عربية مرحب بها في كل وقت.

في الوقت الذي زار فيه رئيس اللقاء الديمقراطي المملكة العربية السعودية والتقى الملك عبد الله ووصفت زيارته بالناجحة والممتازة, صدرت في دمشق أحكام ضد رئيس اللقاء الديمقراطي, كيف تواجهون هذه الأحكام? ما مدى جديتها.. ما هو تأثيرها على شخص وليد جنبلاط?

إذا كان كل من يعارض السياسة السورية سيصدر بحقه حكم فإن سورية ستكون سجناً كبيراً لقسم كبير من الشعب السوري ولقسم أكبر من الشعب العربي, نحن لا نعول إلى إلا على صمودنا في الداخل ونعلم أن سورية قد حكمت على كثير من الوطنيين في لبنان بالإعدام وأكثر من ذلك لقد أعدمت عدداً من المسؤولين اللبنانيين في السنة الماضية ونحن بوحدتنا نواجه هذه السياسة الظالمة على لبنان إلى جانب ذلك نعلم أن هناك أحكاماً صدرت وأرسلت بالطرق القانونية إلى المدعي العام سعيد ميرزا وحولها إلى رئيس المجلس النيابي, ونواجه في المجلس النيابي هذه الدعاوى, إنما هناك فرق كبير بين المحاكم السورية والمحكمة الدولية فإذا كان النظام السوري يحاكم أشراف لبنان عبر محاكمه المعروفة والممسوكة أمنياً فإن العالم كله يحاكم النظام السوري إن شاء الله عبر المحكمة الدولية المزمع إنشاؤها.

الرئيس بشار الأسد يطلب إعادة الثقة مع لبنان قبل ترسيم الحدود, فما رأيك في هذا الكلام?

الثقة تعود مع لبنان عندما يقفل باب تهريب السلاح إلى لبنان حينما يقفل باب إرسال المسلحين الفلسطينيين التابعين لسورية إلى لبنان, الثقة تعود حين ما تترك المؤسسات اللبنانية لأن تؤسس لدولة حديثة حرة ديموقراطية في لبنان. الثقة تعود حين ما تتوقف سورية من ضخ المال إلى أزلامها وإلى بعض المؤسسات الإعلامية في لبنان, الثقة تعود حين ما لا يعود هناك ضغط سوري على »حزب الله« وبعض القوى الأساسية في لبنان من أجل خلق شرخ في المجتمع اللبناني وتترك لبنان على طاولة الحوار يدير شؤونه بنفسه ويقرر ما يؤمن من مصلحة لبنان في النهاية.. هكذا تعود الثقة إلى لبنان, ليس بواسطة التهديد أو الوعيد أو إرسال السيارات المفخخة أو إقفال الحدود من فترة إلى أخرى أو من خلال محاكمات وهمية تسعى إليها, إنما بعلاقة ندية واضحة بعد أن تتوقف عن التدخل بالشؤون اللبنانية وتعترف بدورها باغتيال شخصيات لبنان التي أوجدت استقلال لبنان.

لماذا يهرب السلاح إلى لبنان, وإذا كان هذا السلاح سيوجه ضدكم ما هي الخطة الدفاعية الوقائية من قبلكم باتجاه ما يجري?

نحن لا نملك إلا الموقف والكلمة, أما أطراف أخرى في لبنان فإنها تملك ترسانة من السلاح لكن المعركة هي معركة التوافق اللبناني بمواجهة هذا التدخل ومعركة الصمود والصبر على هذا الظلم الذي يلحق بلبنان. خرجت سورية كجيش من لبنان إنما ظلالها ما زالت موجودة تتحكم بمفاصل الحياة السياسية خاصة بأنصارها في رئاسة الجمهورية وبعض أنصارها في مجلس الوزراء وبعض القوى السياسية ك¯»حزب الله«.

هل نوقش موضوع تهريب السلاح على طاولة الحوار, وماذا كانت ردود الفعل من قبل حلفاء سورية?

إن تهريب السلاح مفتوح والتدخل مفتوح وهذا هو تقرير لارسن وتقرير كوفي أنان الذي يؤكد أن السلاح ما زال يتدفق والتهريب ما زال موجوداً.

على صعيد التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري, هل تتوقع صدور قرار ظني أو توقيفات لمشتبهين جدد?

بلسان الجميع وباعتراف الجميع كانت هناك مواقف واضحة أن براميرتس هو رجل مهني تقني موضوعي يعمل بسرية وبعلم كبير, وبالتالي ننتظر نتائج التحقيق الذي بني على تقرير القاضي ميليس كذلك فإن المحكمة الدولية في طريقها إلى التشكيل ولجنة التحقيق الدولية اليوم بيد المجتمع الدولي ونأمل أن نصل إلى نتائج قريباً وفي النهاية مهما كان قرار هذه اللجنة فهو قرار مقبول بالنسبة إلينا وسيكون قراراً معترفاً به وبالتالي نحن نثق بهذه اللجنة ونأمل أن تكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأيضاً من اغتال الشهداء الذين تلوه تأكيداً لدور المواجهة الدموية مع لبنان والتي قام بها النظام السوري.

هل وصلت العلاقة بينكم كحزب تقدمي اشتراكي وبين »حزب الله« إلى طريق اللاعودة أم هناك بوادر حلحلة لهذا الخلاف معهم?

لا شيء في السياسة إسمه طريق مسدود, في السياسة هناك حوار, نحن في حوار إذا ما قبلت النقاط التي نبحثها, يعني »حزب الله« في النهاية حزب لبناني نعترف به يمثل شريحة أساسية من اللبنانيين, وهو كحزب له دوره في مجلس النواب وفي الحياة السياسية وفي الحكومة, إنما لا نعترف بدور هذا الحزب الذي يمتلك قوة ترسانة كبيرة بعد أن تم تحرير الجنوب وبعد أن طبق الإتفاق 425 وكل ما ننادي به هو تطبيق اتفاق "الطائف" وإرسال الجيش إلى الجنوب وإحياء اتفاقية الهدنة.. كشريحة سياسية هي موجودة ونعترف بها ولها دورها ونحترم دورها رغم الخلاف السياسي إنما كقوة عسكرية فوق الدولة اللبنانية تأتمر بسياسة خارج إطار الدولة اللبنانية, نحن نرى فيها خطراً على لبنان وخطراً على زوال وحدة هذا البلد.

منذ صدور القرار» 1559 «مروراً بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة واغتيال الشهيد رفيق الحريري, وصولاً إلى اغتيال النائب جبران تويني استمريتم في الدفاع عن المقاومة في كل المنتديات الدولية وأمام كبار رجالات العالم. ما الذي تبدل في المواقف حتى وصلت الأمور إلى هذا المنحى وأين هي نقاط الخلاف بينكم وبين »حزب الله«?

دافعنا عن القسم المتعلق ب¯ 1559«, إن هذا السلاح لا يحل إلا بالحوار وعلى طاولة الحوار الداخلي اللبناني, وكنا على توافق مع »حزب الله« بأن هذا الحوار سيؤدي للوصول إلى خواتم تفيد لبنان ومستقبل لبنان, إنما بعد أن وصل أحمد نجادي إلى الحكم في إيران وبعد أن تغيرت ستراتيجية »حزب الله« من ستراتيجية للتحرير في لبنان إلى ستراتيجية أن هذا السلاح يخدم مشروع سورية ومشروع إيران وأيضاً بعد أن تم اغتيال الشهيد جبران تويني وبعد أن عبر »حزب الله« بشكل واضح بدفاعه عن النظام السوري بالكامل فبالتالي إن القطيعة حصلت في السياسة واختلفنا فافترقنا.

كلما طالبتم بتطبيق "الطائف" وبحث سلاح المقاومة يشكك بوطنيتكم وعروبتكم, فما هو المعيار للعروبة?

لسنا بحاجة لفحص دم من أحد ونحن قدمنا لهذه القضية الكثير, لقد قدمنا أغلى شهداء لبنان: كمال جنبلاط لأنه كان عربياً حراً لا يريد أن يدخل السجن الكبير فقتله النظام السوري, ولما طالب الرئيس الحريري بتطبيق اتفاق "الطائف" اغتاله النظام السوري وبالتالي فإن موضوع عروبتنا لا يشكك به إنما أريد أن أسأل إن سورية التي ترسل السلاح إلى الأردن اليوم سراً وترسل السلاح إلى العراق سراً وترسل السلاح إلى فلسطين سراً وترسل السلاح إلى لبنان سرا, لماذا لم ترسل في يوم من الأيام بندقية واحدة إلى الجولان حيث خط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية, عاش به الطائر البري وعشش وبالتالي فإنها تريد أن تحافظ على حدودها وتريد أن تحارب إسرائيل عبر دول أخرى, ما يعني أن عروبة هذا النظام مكشوفة, إنهم أبعد عن العروبة وبالتالي معروف عن حزبنا وعن زعيمنا وعن دورنا العربي الكامل ونحن نبحث عن عروبة منفتحة لا عروبة سجون ونظام أمني منغلق..

في موضوع العلاقة مع الجنرال ميشال عون برغم كل المبادرات تجاهه ما زال يتهمكم أنكم سعيتم إلى عودته وتريدون منه إسقاط الرئيس لحود وبعدها تقولون له إرحل إلى بيتك, كيف ترد على هذا الكلام?

هذا الكلام غير دقيق, الجنرال عون يمثل شريحة سياسية في لبنان محترمة ناضلت كثيراً في مرحلة ما قبل 14 آذار وفي مرحلة 14 آذار نحترمها ونقدرها, إنما الوطن لا يختصر برئاسة الجمهورية "إما أنا أو لا أحد" نحن ندعو كل هذه القوى أن تتحد مرة أخرى من جديد لنواجه مظالم سورية في لبنان, لنواجه مطامع إيران وسورية في لبنان, ولنواجه معاً ما يُخبأ للبنان في ظل هذه التطورات الشديدة الخطورة في المنطقة من العراق إلى فلسطين, علينا أن نتحد حتى نواجه, فالموضوع لا يختصر لا برئاسة الجمهورية ولا بسلاح, إنما يختصر بتوافق داخلي بين كل الأطراف لكل شريحة سياسية دورها ومعترف به ولبنان تميز بتاريخه وبوجوده بهذا التمايز بين شرائحه السياسية والطائفية..

هل تخشى من التصدع في بنية 14 آذار?

سورية تعمل على ذلك وتريد ذلك, إنما علينا أن نتحد لأننا نرى أن المشكلة في النظام السوري.

برأيك ما هدف هذا الهجوم المبرمج باتجاه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري من قبل »حزب الله« و"التيار العوني" في هذا الوقت بالتحديد?

حينما يهاجم أي طرف من أطراف 14 آذار فإن كل أطراف 14 آذار تصبح مهاجمة, في السياسة الإختلاف مشروع أما الشتائم والتشكيك هو غير طبيعي, نأمل من هذه الأطراف أن تتوقف عن هذا الحوار غير المقبول الذي نشاهده على الشاشات والمنابر الصفر ونأمل أن يتعظ هؤلاء بما يجري على طاولة الحوار والذي يختلف تماماً عما يجري على المنابر السياسية, فنأمل أن يطبق ما يجري في طاولة الحوار من أجل الوطن النهائي الذي نسعى جميعاً إليه تاركين وراءنا كل المصالح الخارجية, ورافضين التدخل في شؤوننا غرباً أو شرقاً أو فارسياً.

أحد النواب قال لي أن لبنان ذاهب إلى الخراب, هل أنت متشائم لهذه الدرجة?

لبنان مرَّ بمرحلة خطيرة.. وهو اليوم في عناية عربية دولية كبيرة, فإذا ما وقع الخراب لا سمح الله فإن الخراب سيقع على الجميع. ولا أعتقد أن أحداً يريد أن يكون شمشوم في لبنان ونحن كما قلت هدفنا دعوة الكل إلى اللين وأن نكون على علاقة واضحة المعالم مع الدول المجاورة, لا نستطيع أن نغير الجغرافيا إنما لن نقبل أن نعود مرة أخرى إلى منطق الوصاية السورية, فكيف هذه المرة وصاية سورية إيرانية مشتركة