المفتي الأمين يدرس تشريع زواج المسلمة بمسيحي 

 الثلائاء 7 نوفمبر - 8/11/2006

 إيمان ابراهيم رفض في حديث لـ "إيلاف" مقولة النصر الالهي

 إيمان إبراهيم من بيروت: الطّريق من بيروت إلى صور بعد قطع الجسور وتحويل خط السّير إلى الطّريق البحري القديم مليئة بالحفر، فما كان يتطلب ساعة على الأرجح أصبح يحتاج إلى أكثر من ساعتين، نصل متأخرين عن موعدنا إلى دار الإفتاء  في صور، لكنّ سماحة المفتي علي الأمين يتفهّم تأخرنا، يقول بأسى " لا أعرف ما جدوى كل هذا الدمار"، فهو الصّوت المغيّب في الطائفة الشيعيّة في لبنان التي أريد لها أن تختصر بمرجعيّة سياسيّة واحدة ممثّلة بتحالف حزب الله وحركة أمل، هاجسه الوحيد العيش المشترك ومشروع الدّولة الذي يرى أنّ الفريق الشّيعيّ في الحكومة اللبنانيّة يسعى إلى تعطيله.

يصف جلسات التشاور بمحاولة لكسب الوقت بانتظار مبادرة داخليّة أو خارجيّة، ويسأل المتشاورين "إذا كانت جلساتكم ومقرّراتها غير ملزمة فلماذا تتشاورون؟"، داعياً كافة الأطراف إلى التحاور داخل مؤسّسات الدّولة التي ينتقد غيابها عن الجنوب اللبناني، ويحمّلها مسؤوليّة الهيمنة التي فرضت من قبل فريق سياسي على قرار الطّائفة الشيعيّة.

يعترف بوجود عزلة شيعيّة في لبنان، ويردّها إلى النّهج السّياسيّ المعتمد، حيث وجهة النظرالأحاديّة التي تساهم في عمليّة العزلة، يقول "هذا الفريق ببعض قياداته يدّعي أنّه يريد الدولة، لكنّي أرى أنّهم يطرحون مشروع دولة يريدون تحديد سياستها الخارجيّة وسياستها الدّاخليّة فماذا تبقّى للشريك الآخر؟"

يرفض سماحة المفتي علي الأمين مقولة النصر الإلهي، ويعتبر الترويج للنصر المزعوم محاولة لإشغال الناس، كي لا تنطلق الأسئلة من الواقع الذي يعيشونه. يدعو حزب الله إلى الانخراط في الجيش اللبناني، ويؤكّد أنّ حل مزارع شبعا لا يكون إلا بالمفاوضات ومن خلال الأمم المتّحدة.

ومع مؤشرات حرب مذهبيّة تلوح أفقها في العراق، يستبعد السيد الأمين إمكانيّة انتقال الفتنة إلى لبنان، مؤكّداً أنّ ثمّة وعيًا لبنانيًّا يحول دون الانجرار إلى فتنة طائفيّة، على الرغم من الخلافات الجوهريّة بين القيادات السياسيّة السنيّة والشيعيّة في لبنان، يقول " ثمّة أمر ثابت في لبنان وهو العيش المشترك، وثمّة أمر متغيّر وهو الخلافات السياسيّة، يختلفون اليوم ويتفقون غداً، والسياسيون لا يختلفون على حقوقنا، فلو كانوا على حقوقنا يختلفون، لعادت إلينا حقوقنا حين يتفقون".

 

تمثّلون الصّوت الشّيعيّ المغيّب في لبنان، حيث توجد تعدّديّة في القيادات السّياسيّة داخل كل طائفة، باستثناء الطّائفة الشيعيّة التي حصرت مرجعيّتها بقيادة سياسيّة واحدة تتمثّل بحزب الله وحركة أمل ، مع تغييب للأصوات المعارضة، برأيكم ما سبب هذا التّغييب؟

لا شكّ أنّ بروز هذه الجهات إلى الواجهة السّياسيّة هو نتيجة أنّ كل الإمكانات والمقدّرات الماديّة والإعلاميّة والانتخابات التي جرت في ما مضى، كلّها من العوامل التي أدّت إلى تغييب الرأي الآخر، مع أنّ هذه الطّائفة بطبيعة الحال، لا يمكن أن تختزل بفريق أو بجهة معيّنة، لأنّ الطّائفة الشيعيّة مذهبها قام على أساس الاجتهاد الذي يعني تعدّد الآراء واختلافها، فإذا كان المذهب قائماً على أساس التّعدديّة في الاجتهاد والتعدّدية في الرّأي في ما يتعلّق بالدين، فكيف هو الحال في السّياسة؟ من هنا نقول إنّ العوامل الخارجيّة، بما فيها السلطة والدولة اللبنانيّة ساهمت في دعم هذه الجهة لتكون هي الصّوت الوحيد، وغاب عندئذ الرأي الآخر، بسبب عدم وجود هذه السّلطة في الحياة الاجتماعيّة والثّقافيّة، حيث هيمنت الأطراف الأخرى على كل هذه الأمور.

مع انكفاء عهد الوصاية السّوريّة عاد إلى الواجهة أكثر من تيّار سياسي كان مغيّباً، لكنّ  محاولة بعض النّخب الشيعيّة المعارضة التي حاولت البروز باءت بالفشل، ما السّبب برأيكم؟

ثمّة عوامل عدّة، منها أنّ ثمّة سيطرة من قبل الواجهة السّياسيّة ضمن الطّائفة.  لم تبرز جهات أخرى بسبب غياب الدّولة، أعتقد أنّ الرأي الآخر تظهر مساحته أكثر وعلى حقيقتها عندما يكون ثمّة دولة تتولّى حماية الناس، فتغييب الدّولة عن الجنوب ومناطق أخرى أضعف هذا الرأي، حيث أصبحت الأحزاب هي التي تقدّم الخدمات للنّاس بدلاً من الدّولة، من وظائف ومصالح وأمور اجتماعيّة أخرى مثل الطّبابة التي تتلقّاها من خلال تلك المؤسّسات الحزبيّة، لذا قلنا ونقول دائماً إنّه يجب إخراج عالم الخدمات عن السّياسة، والدّولة هي التي يجب أن تتولّى إيصال هذه الخدمات إلى المواطن، بحيث إن ارتباط المواطن يصبح بدولته وليس بقوى الأمر الواقع.

  في ربيع ال2005، كانت كل الظّروف مؤاتية لقيام تيّار شيعي مناهض لتأطير الطّائفة ضمن نطاق حزبي واحد، وكانت بعض النّخب الشيعيّة تدعم ما أطلق عليه حينها تسمية اللقاء الشّيعي، غير أنّ هذا اللقاء أجهض رغم الدّعم الإعلامي الذي أحيط به، فما مدى حقيقة ما يشاع عن أنّ اللقاء الشيعي كان ضحيّة تحالف حزب الله مع تيّار المستقبل في الانتخابات النيّابيّة؟

في ما يعود إلى اللقاء الشيعي الذي قام سابقاً وتوقّف، أعتقد أنّ الظّروف التي ولد فيها لم تكن مناسبة، ولعلّ الهيمنة التي كانت موجودة من قبل الأطراف الأخرى أدّت إلى إجهاضه، أمّا مسألة التحالفات فلا معلومات لديّ بهذا الخصوص، لكن أياً يكن، كان ينبغي بهذا اللقاء أن يستمر. عندما يقوم أي منّا بتحرّك، يجب ألا يفكر بمنطق أنّي أتحرّك وفقاً لتحالفات الآخرين معي، هناك حاجة حقيقيّة لوجود رأي آخر، فتعدّد الآراء ليس مصدر ضعف بل هو مصدر قوّة لأي فريق في الدّولة أو المجتمع اللبناني.

برأيكم هل تعرّض القائمون على هذا اللقاء إلى تهديدات لوقف تحرّكهم؟

 من يريد أن يخوض في عالم السّياسة، وإيجاد حالة من الوعي ينبغي ألا يخضع لأيّ تهديدات وينبغي أن يستمر، ثمّة قناعة يجب أن تتوفّر لأيّ مشروع كي تكون رافعة للانطلاق، وإذا جاء دعم فليكن، وإن لم يأت فهذا لا يعني أنّه يجب التخلّي عن رؤيته ومشروعه. قد تكون التحالفات السياسيّة التي جرت لم تشعر الذين قاموا بهذا المشروع أنّ ثمّة مساحة من الحريّة للاستمرار. لكن أحب أن أوضح أمراً وهو أنّه لا يوجد أي ارتباط بين ما أقوم به وبين الوضع السّابق، أنا لست ساعياً إلى ايجاد حالة ثانية أو ثالثة أو رابعة، إنّما من خلال موقعي الدّيني وجدت أن هناك أخطاء قد ارتكبت ليس في الجنوب فحسب أدّت إلى أن يدفع لبنان كلّه الثّمن، أحببت أن أظهر هذا الرأي، وأنّ الصّوت الآخر في الطّائفة ليس مغيّباً كلياً، وأنّ هذه الواجهة الموجودة لا تمثّل رؤية الطّائفة الشيعيّة في العيش المشترك، وفي المشروع السياسي الذي تطمح إليه الطّائفة منذ تأسيس لبنان، وهو مشروع الدّولة التي تشكّل مرجعيّة للجميع. الآن تغيير الوضع، أو إيجاد حالة ثانية متروك لاختيار النّاس الذين يقرّرون أنّه عندما تكون هناك فرص للاستحقاق، كيف تختار قيادتها والواجهة السياسيّة التي تعبّر عنها.

 

المجتمع الدّولي لن يقاتل عنا وهناك أخطاء ارتكبت في الجنوب

أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله لم يدّع يوماً أنّه يختزل تمثيل الشيعة، واعترف بوجود أطراف أخرى، إنّما ما تعليقكم على ما قيل إنّ تصريحاتكم خلال الحرب خدمت أطرافاً خارجيّة؟

أنا أبحث عمّا يخدم وطني ومجتمعي، فإذا اتّفقت آرائي وأفكاري مع أطراف أخرى، فهذا لا يعني أنّي قد مهّدت لتلك الجماعة. ما يهمّني هو مشروع الدولة، وأنّ الجنوب ولبنان لماذا يبقى وحيداً في ساحة الصّراع ويتحمّل وحده المسؤوليّة، ويعنيني أهلي الذين تحمّلوا التهجير والقتل والتّدمير طوال هذه السّنوات الطّويلة، وما يزالون يتحمّلون وحدهم. أنا أرى أنّ مشروع الدّولة اللبنانيّة هو مشروع ينقذ الجميع، وهو الذي يحمي لبنان ويحفظه ويضع حداً لمثل هذه المآسي التي وقعت مؤخراً. أمّا أنّ فريق 14 آذار أو بعض الدول تدعم هي أيضاً مشروع الدّولة، فنحن يجب أن نستفيد من الدّعم الدّولي لبسط الدولة سلطتها على كافّة الأراضي اللبنانيّة.

أين كان المجتمع الدّولي حين كان أطفال لبنان يقتلون، في الوقت الذي كانت تعطى فيه إسرائيل مهلاًً إضافيّة لتنفيذ أهدافها على حساب دماء الأبرياء، كيف للشّعب اللبناني أن يثق بالمجتمع الدّولي؟

المجتمع الدّولي في النّهاية لا يريد أن يقاتل عنّا، نحن عندما نختار الآن مثلاً  حالة من حالات الحرب، ويقول أحد قياديينا إذا أرادتها إسرائيل حرباً مفتوحة فنحن لها، إذا اخترنا نحن الحرب لماذا نريد من المجتمع الدّولي أن يخوض عنّا الحرب؟ المجتمع الدّولي معنا في عمليّة بناء الدّولة والعمليّة السّلميّة. أمّا عندما نزج بأنفسنا في حرب لم نستعد لها، فماذا يمكن لهذا المجتمع أن يفعل لنا؟ لا نستطيع القول إنّ المجتمع الدّولي أعطى مهلاً، إسرائيل هي التي فرضت هذه الأمور، وحاول المجتمع الدّولي من خلال الدّولة والحكومة اللبنانيّة أن يضع حداً لهذه الحرب ونجح، ولو لم يكن ذلك لاستمرّت الحرب.

عندما انتهت الحرب، أعلن السيّد نصر الله أنّه ما كان ليقوم بعمليّة اختطاف الجنديين، لو عرف بأنّ الأمور ستتطور إلى حرب مدمّرة. برأيكم هل زجّ نصر الله في عمليّة الاختطاف، وهل دفع رغماً عنه إلى الحرب؟

لا شكّ أنّ حزب الله عندما أقدم على عمليّة الاختطاف، كان يعتبر أنّ هذه العمليّة هي جزء من صراعه مع إسرائيل لاسترجاع الأسرى اللبنانيّين في السّجون الإسرائيليّة.

عذراً على المقاطعة، لكن بماذا تفسرون توقيت عمليّة الاختطاف بعد حوالى الشّهر على إقدام حركة حماس على اختطاف جندي إسرائيلي، وما تبعه من ردّة فعل إسرائيليّة مدمّرة في غزة وسط صمت دولي مطبق؟ هل ثمّة ارتباط بين العمليّتين، لناحية القرار والتوقيت؟

عندما قام حزب الله بعملية الأسر كان يهدف إلى استعادة الأسرى اللبنانيين وإلى تحسين موقعه الدّاخلي والعربي والإقليمي، باعتقادي لم يكن متوٌقعاً حجم الرد الإسرائيلي. يفترض بأي قيادة أن تتدبّر عواقب الأمور، عندما أقوم بعمل مفترض أن أدرس عواقب ما سيحدث، هم يقولون إنّه لم يكن أمراً متوقعاً وأنا أعتبر أنّ الأمر ليس كافياً، من غير الممكن أن أجر البلاد إلى حرب لم تكن مستعدّة لها وتكفي كلمة لم أكن متوقعاً. هذا أمر يلام عليه المرء ويحاسب ويقال له لماذا لم تكن متوقعاً لمثل هذه الأمور.

قرار الأسر جاء من قيادة الحزب برأيكم؟

أعتقد أن القرار جاء من الحزب، لكنّ عمليّته والحرب التي حصلت أفادت أطرافاً أخرى.

 

مزارع شبعا ليست أغلى من لبنان والحل الدبلوماسي هو المطلوب

توقّع الكثيرون أن ينقلب الجنوبيون على حزب الله بعد الدّمار الذي ألمّ بهم، غير أنّ المفارقة كانت في احتضانهم للحزب أكثر من ذي قبل. هل لا يزال مناصرو حزب الله تحت تأثير الخطابات التعبويّة أم أنّهم لم يعوا بعد حجم الدّمار الذي ألحق بالبلد؟

ليس مطلوباً أن ينقلب الشعب على الحزب أوغيره، لكن المطلوب من هذا الشعب أن يسأل حزب الله وغيره ما الذي جرى، ولماذا، وإلى أين نحن سائرون؟ قبل الحرب التقيت السيد نصر الله وتحدثنا مطولاً، فقلت له نحن راضون أن يقود تحالف حزب الله وحركة أمل هذه السفينة، نحن ركاب في هذه السفينة، لكن اسمعوا منا نحن نرى أمواجاً عاتية، فاسمحوا لنا كركاب أن نسأل إلى أين نحن صائرون. عموماً الشعب في الجنوب يتعاطف مع حالة المظلوميّة التي حصلت ليس على حزب الله وحده، إنما على الوطن ككل، لكن يجب أن ننتبه إلى مسألة، أنّ تأييد الناس لحزب الله ليس تأييداً له بالمطلق، نحن نؤيد الحزب في مواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة، لكنّنا لا نؤيده في عدم إفساحه المجال أمام انطلاق مشروع الدّولة اللبنانيّة. لذلك لو سئل الناس عمّا إذا كانوا يقبلون بعرقلة الحزب لمشروع الدولة لأجابوا حتماً أنّهم ليسوا معه في هذه النقطة. ما نشهده نحن من تأييد ليس تأييداً مطلقاً بمعنى أنّ الناس يريدون الجيش اللبناني، يريدون الأمن، الاستقرار، سيادة القانون، لكنّ أن يقال إنّنا نريد حرباً مفتوحة مع إسرائيل وأن نبقي الجنوب ساحة مفتوحة للمواجهات، الناس حتماً ليست مع هذا المشروع.

  برأيكم كيف تحلّ قضيّة مزارع شبعا، مع تعثّر المفاوضات الدبلوماسيّة، وفشل الحرب العسكريّة في تحريرها بالقوّة؟

مزارع شبعا ليست هي أغلى من الناس ومن الجنوب ومن الوطن، هي جزء من هذا الوطن، وبعد الذي جرى أصبح حلّها واضحاً، من خلال الحل الدبلوماسي عن طريق الأمم المتّحدة، كذلك قضيّة الأسرى أصبحت من خلال المفاوضات. بعد مآسي الحرب، عدنا إلى استنتاج أنّ استرجاع الأسرى يتمّ بالمفاوضات، كان بإمكاننا أن نلجأ إلى هذا الخيار من دون الحرب.

قبل الحرب لم يكن لدينا أسرى إسرائيليون لإجراء عمليّة تبادل؟

لكن كان يمكننا التعاطي مع المجتمع الدولي من خلال بعض الدول التي لعبت دور الوسيط في مفاوضات سابقة مثل ألمانيا، وأطلق الكثير من الأسرى من خلال المفاوضات، كان يمكن أن نلجأ إلى هذا الخيار عوضاً من توريط المنطقة في الحرب.

في الحرب كان الموقف الإيراني مخيّباً للكثير من اللبنانيين، إذ لم تتدخّل إيران كحليف للحزب، واكتفت بتوجيه تحذيرات لإسرائيل من مهاجمة سوريا. كيف تقرأون الموقف الإيراني؟

أعتقد أنّ لومنا نحن وتحميلنا مسؤوليّة عدم الاستعداد، وإدخالنا في حرب لسنا مؤهلين لها، لا الشعب اللبناني كان مؤهلاً لها ولا الدّولة اللبنانيّة، لذلك كان على القيادات في حزب الله أن تعي أنّه عندما تشنّ علينا حرب لن يكون معنا أحد، حتّى إيران لن تكون معنا. ليس باستطاعة إيران لظروف دوليّة أو غير دوليّة أن تدعمنا. أنا عندما أعلم أنّه لا العرب سيدعمونني في هذه الحرب، ولا إيران ستدعمني، وأنا غير مستعد، إذاً لمَ أتّخذ طريقاً تؤدي إلى حرب أدفع فيها خسائر هائلة؟

إيران تخلّت عن حزب الله برأيكم؟

لم تتخل إيران عن حزب الله، لكن أصل علاقة إيران بالحزب لا تؤدي إلى الدعم العسكري الذي يجعلنا في مواجهة إسرائيل. إسرائيل دولة ليست معدّة لمواجهة حزب الله، بل هي دولة قويّة جيشها معد لمواجهة الدّول العربيّة مجتمعة.

لكن إسرائيل وبغض النظر عمّا يحكى عن انتصار أو صمود، لم تتمكّن من القضاء على حزب الله؟

إسرائيل لم تقض على الحزب ولم تتمكن من إنهائه في لبنان، هذا أمر من المعطيات الميدانيّة الواضحة، لكن هذا لا يعني أنّنا انتصرنا على إسرائيل، وإن كانت لم تحقق أهدافها. النصر ليس معنى عدمياً بل هو معنى وجودي، النصر هو أن يتغلب المرء على عدوه، لا أن يمنع عدوّه من تحقيق أهدافه. كان هناك صمود وتضحيات ومواجهات بطوليّة في الجنوب، لكن لا نريد أن نستخدم لغة المجاز، وإلا كيف يكون هناك انتصار مثلاً نعلن عنه في احتفال، في وقت كان لا يزال العدو موجوداً في أرضنا. وما يزال موجوداً لغاية الآن. كيف أكون منتصراً على عدو وهو لا يزال في أرضي وفي بيتي؟

ألا تعتقدون أنّه أمر إيجابي لشعب خارج من حرب، أن يتمّ إيهامه بأنّه انتصر؟

قد يكون من أهداف إعلان الانتصار توجيه الناس باتجاه أمر آخر، من أجل صرف انتباههم عن أمور مأسويّة للواقع الأليم الذي عشناه خلال الحرب وبعدها. لذا لا بدّ من إشغال الناس بأمور أخرى، كي لا تنطلق الأسئلة من الواقع الذي يعيشونه.

 

لا نفهم تمسّك الحزب بسلاحه وانضمامه إلى الجيش ليس انتقاصاً من قيمته

السيّد نصر الله كان يصرّح دائماً أنّ هذه آخر الحروب، برأيكم هل هذه فعلاً آخر حروب لبنان مع إسرائيل؟

نتمنّى أن تكون هذه آخر الحروب، لكنّنا لا نفهم معنى التمسّك بالسّلاح، فإذا كان هدف حزب الله حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيليّة، أعتقد أنّ هذه الأهداف أصبحت في طريق التحقّق، لأنّ إسرائيل لن تتمكّن بعد الذي جرى في الجنوب والقرار الدّولي من شن اعتداءاتها على لبنان، فمع وجود هذا العدد من الجيش اللبناني المقرّر انتشاره في الجنوب، ومع وجود قوات الطوارئ الدوليّة أيضاً، لم تعد إسرائيل حرّة في شنّ اعتداءاتها. لذلك قلنا لحزب الله إنّ اندماج قواته العسكريّة في الجيش لا ينتقص من موقع الحزب الجهادي ومشروعه، لأنّ هذا السّلاح لم يخرج من يده، بل سيكون منه وإليه في حال انخرط في الجيش، والدّولة اللبنانيّة في حال كانت ضعيفة ستصبح قويّة مع انضمام الحزب إليها، وإذا كانت قويّة تزداد قوّةً.

على الرغم من أنّ إسرائيل ردّت بقصف مواقع حيويّة في لبنان، ومراكز للجيش، فإنّ الحزب يقول إنّ سبب قوّته هو استخدامه حرب العصابات مع إسرائيل، لتسويغ رفضه الانخراط في الجيش؟

لا يمكنّنا أن نفرض على عدونا طريقة معيّنة في الحرب، كأن أقول لعدوّي حاربني في هذه المنطقة ولا تحاربني في تلك، هذا أمر غير موجود في منطق الحرب.

هل خرجت إسرائيل منهكة من الحرب؟

لا شك أن إسرائيل دفعت خسائر، لكن لا توجد نسبة بين خسائرها كدولة قويّة اقتصادياً وعسكرياً، هذه الخسائر بالنسبة إليها ليست شيئاً، إنما خسائرنا هائلة. وقد سمعت مؤخراً البعض يقول إنّ إسرائيل وافقت على وقف النار وأميركا وافقت لأنّ الجيش الإسرائيلي كان في حالة انهيار، هل يعقل تصديق هذا الأمر؟ كان علينا ألا نقبل بوقف النار لو كان الإسرائيلي منهاراً.

ما رأيكم باللقاء التشاوري ببنديه، ولماذا طرح هذين البندين في هذا الوقت بالذّات؟ ما جدوى طرح قانون الانتخابات اليوم؟ وهل تعتقدون أنّ الدعوة إلى اللقاء تحت طائلة التهديد هي لإلهاء النّاس عن أمور أكثر أهميّة؟

أعتقد  أن الأمر لا يعدو كونه أكثر من عمليّة لكسب الوقت، بانتظار أن تأتي مبادرات من الدّاخل أو من الخارج، لذلك يحاول الرّئيس برّي أن يطرح بعض الأمور لتأجيل قضايا أخرى. لا بأس أن نتشاور دائماً بموعد أو من دون موعد. لبنان هو وطن العيش المشترك، والعيش المشترك يستدعي أن تكون حالات التشاور والتحاور دائمة. لكن لا يمكن أن نحدث ساعة جلسة تشاور، وساعة جلسة حوار، فلدينا مؤسسات يجب أن تأخذ دورها. جلسات هذا التشاور غير ملزمة وكذلك نتائجه، فلماذا وعلى ماذا تتشاورون طالما أنّ النتائج غير ملزمة؟ من جهة أخرى نحن لدينا حكومة ومجلس نيابي، وهذه المؤسسات قراراتها ملزمة، والذين يتشاورون هم في مجلس النواب ممثلون، وفي الحكومة موجودون، فليتناقشوا في الحكومة والمجلس، لماذا هذه العناوين العريضة؟ الحل الوحيد هو أن نعتمد مؤسسات الدولة مرجعية لنا، وإلا فإنّه يحق لنا التساؤل لماذا أجرينا انتخابات نيابية، ولماذا شكلنا حكومة؟ هذه إنما تصنعها الشعوب من أجل أن تشكل مرجعية لها لحسم الخلافات وإدارة شؤون البلاد.

 

تفاهم نصر الله- عون أبعد الصراعات المذهبيّة

ثمّة حديث عن مقايضة بين حكومة الاتحاد الوطني  ورئاسة الجمهوريّة، برأيكم أين هي حظوظ هذه المقايضة ولمصلحة من؟

الذين دعوا إلى التشاور وحكومة الاتحاد الوطني  هم من أرجع ملف رئاسة الجمهوريّة إلى الملعب. هم ذاتهم أزاحوا ملف رئاسة الجمهوريّة في جلسات سابقة، وأصبح بحثاُ آخر. في عمليّة التشاور وإصرارهم على التغيير الحكومي أعادوا الملف الرئاسي وسائر الملفات إلى الواجهة، كانوا بصدد حلّ مشكلة، فأرجعوا مشاكل عدة للبحث والحوار. ثمّ ماذا يقصدون من حكومة اتحاد وطني؟ هذه الحكومة شكّلت برضا الجميع، والجميع شارك فيها ومنحها الثقة، وقد طلب حينها من الجنرال عون الانضمام إليها فرفض وقال إنّه يريد موقع المعارضة. في الوقت الذي يريد فيه موقع المعارضة يقول بوركت لكم السلطة وغنائمها، وعندما يرى أنّ المعارضة لم تمنحه شيئاً يطالب بالسلطة، هذا أمر غير سليم. وسؤال برسم الفريق الشّيعي الموجود في الحكومة ويطالب بتغييرها، هذه الحكومة عندما شكّلت هل كانت تتّصف بالوطنيّة؟

  المطالبون بالتغيير الحكومي يستندون إلى تغيّر مواقف الحكومة من سلاح المقاومة، الذي منحوا الثّقة على أساسه؟

أصبح لدينا مستجدات وقرارات دوليّة، والدولة اتخذت قرارات ببسط سلطتها على الجنوب اللبناني وهم كانوا متواجدين، ثمّة أمور تغيرت واستجدّت، وهم وافقوا على البنود السبعة للحكومة اللبنانيّة، وافقوا على بنود القرار 1701 الذي يتضمّن تأكيداً على القرارات الدوليّة السابقة، فما الذي استجدّ اليوم؟ حكومة السنيورة أثناء الحرب أثبتت باعتراف الجميع في الدّاخل والخارج أنّها حكيمة بأدائها وإدارتها لملفّ الحرب آنذاك، حتّى أنّ الرّئيس برّي قال إنّها كانت مقاومة سياسيّة. لا مانع لدينا من توسيع أو تغيير الحكومة بشكل ديمقراطي، لكن فليقولوا لنا ماذا يريدون؟ اليوم ثمّة فريق يطالب بالمشاركة في الحكم، ومن المتعارف عليه في كل دول العالم أنّ الفريق الذي يطالب بالحكم يكون مسلّماً بمؤسسات الدولة وخاضعاً لها ولقوانينها، وفي كل أراضيها، أمّا أنّه يشارك في الحكم، ولا يسلّم بولاية السّلطة ومرجعيّتها الحكوميّة على أراضي الوطن، لذلك أعتقد أنّه قبل أن يشاركوا في حكومة الاتحاد الوطني يجب أن يكونوا خاضعين للسلطة اللبنانيّة.

بعد المستجدات التي طرأت على السّاحة اللبنانيّة، كيف تنظرون إلى تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر؟

التفاهم بين الحزب والتيار حركة ينبغي أن تتّسع لتشمل مختلف الأفرقاء، لبنان لا يمكن أن يزدهر ويستقر ما لم يكن هناك تحالف وتفاهم بين مختلف الأفرقاء.

بغض النّظر عن موقفكم من هذا التّفاهم، لكن ألا تعتقدون أنّه أخرج الطّائفة الشيعيّة من عزلتها السّياسيّة؟

لم يخرجها بشكل كلّي لأنّ عزلة الطائفة الشيعيّة استمرت بعد التفاهم بدليل اختيار النواب الشيعة مقاطعة الحكومة بعد حدوث التفاهم، العزلة الشيعيّة تنشا من النّهج السّياسي المعتمد، الذي لم يكن نهجاً سياسياً ومشروعاً سياسياً يشارك فيه جميع اللبنانيين، بل ثمّة وجهة نظر أحاديّة في هذا الفريق تساهم في عمليّة العزلة، هذا الفريق ببعض قياداته يقول إنّه يريد الدولة، لكنّي أرى أنّهم يطرحون مشروع دولة يريدون تحديد سياستها الخارجيّة وسياستها الدّاخليّة فأين هو الشريك؟ العزلة تنشأ من النّهج السياسي المعتمد والمشروع السياسي الضيّق الذي لا يأخذ في الاعتبار الفريق الآخر، الذي هو الفريق الأكبر من اللبنانيين، ومن بينهم الشّيعة الذين يريدون الانصهار الوطني. نعم ثمّة فائدة مهمّة من تحالف الحزب والتيار أنّه جعل من الصراع في لبنان صراعاًَ سياسياً وأبعد الصراعات الطّائفيّة ويجعلها في الإطار السّياسي. هذه الحالة من الاندماج الموجودة بين فريقين ينتمي كل منهما إلى طائفة معيّنة، هذا الاندماج يخفّف الاحتقان الشعبي، ويعطّل مشروع الفتنة الطّائفيّة.

من يدرس سيكولوجيّة المواطن اللبناني الشيعي، يلحظ جلياً نظريّة المؤامرة التي يعيشها نتيجة إحباطات سابقة وإهمال الدّولة على مدى عقود، فضلاً عن كونه ينتمي إلى أقليّة ضمن مجتمع عربي سنّي. ماذا تقولون للشيعة الذين يشعرون أن سحب السلاح من حزب الله يهدّد وجودهم السياسي في لبنان؟

هذه طبعاً لغة سمعناها قبل الانتخابات من أجل عمليّة الاصطفاف المذهبي. الفريق المهيمن يمتلك كل الوسائل لنشر هذه الأفكار، فلديه المال والإعلام والسلطة، المواطن الشيعي لا يسمع صوتي أو أي صوت مغاير، بل يسمع أصوات هذه الفئة المهيمنة، والدولة لا تقوم بدورها في توعية المواطن، لناحية أنّ الخطر لا يقع في لبنان على طائفة دون أخرى، بل يقع على لبنان ككل. هذه عناوين يحاول أن يطرحها البعض من أجل الحصول على المزيد من الأصوات والمزيد من المكان والسلطة لحزبه أو لشخصه. كانوا يقولون لنا إنّ الشيعة في خطر فتبيّن أن لبنان كلّه كان في خطر، وكل اللبنانيين دفعوا ثمن الحرب. الشيعة ليسوا أقليّة في لبنان ولا في العالم العربي، لدينا منطق اسمه الانصهار الوطني الذي لا يمكننا الحديث فيه عن أقليّة وأكثريّة، في الوطن لا وجود للغة الأرقام، الوطن رقم غير قابل للقسمة، كلنا شركاء في بناء هذا الوطن. من جهة أخرى لا وجود للهواجس مع اتفاق الطائف الذي ارتضاه الجميع ووقعوا عليه بأنفسهم، لذلك شكّلت حكومات بعده وأعلن كل الأفرقاء أنّه كان وراء إيقاف الحرب العبثيّة التي لم نجن منها سوى الدمار والخراب، أدركوا أن هذا الاتفاق أصبح جزءًا من الدستور وأسّس لقاعدة جديدة في الحكم والكل راضون، لذلك لا تشعر أي طائفة أنّها مهمّشة. ما يجري الآن من مساجلات واختلافات ليس لأنّ ثمّة من هو غير راض عن اتفاق الطّائف، علماً أنّه بإمكاننا من خلال دولة الطّائف أن ندخل في مؤسسات الدولة ونناضل للتطوير، فالاتفاق ليس نصاً منزلاً.

يحكى عن فتنة سنيّة شيعيّة تطلّ برأسها من العراق، وقد تصل إلى لبنان مع الخلاف السّياسي بين تيار المستقبل وحزب الله، هل أصبحت الأرض اللبنانيّة خصبة لمثل هذا النّزاع الطّائفي؟

الصّراع في العراق في جوهره ليس صراعاً مذهبياً بين السنّة والشيعة الذين يعيشون في العراق منذ عقود أسرة واحدة وعائلة واحدة، إنما هو صراع على السلطة، بين فريقين أراد أحدهما أن يستفيد من الاحتلال للوصول إلى السّلطة ومعظمه من الشّيعة، وهناك فريق رافض للاحتلال ويصارع على السلطة. فمنذ تشكيل ما يسمّى بمجلس الحكم في العراق، قلت للمرجعيّة الدينيّة في العراق أنّه لا يجوز أن يكون ثمّة رجال دين في المجلس، لأنّ وجودهم في هذه المواقع يعطي هذه الصّبغة المذهبيّة، رجل الدّين له آراؤه السياسيّة ولكن يفترض الا  يحكم، وعندما جرت الانتخابات لم أكن أحبّذ فكرة وجود علماء دين في هذه الانتخابات. مثلاُ في السلطة العراقيّة هناك الحزب الإسلامي الذي غالبيته من السنّة. أما في ما يتعلق بلبنان، فأنا لا أخشى من أي صراع مذهبي، نحن محصّنون من خلال الوعي، ومن خلال تجاربنا الطويلة، التي اكتسبناها من خلال عقود طويلة، بدليل أن أهالي الجنوب والبقاع انتشروا خلال الحرب في كل مكان من لبنان، في ظل احتقان صنعته بعض القيادات السياسية، ومع ذلك وجدنا احتضاناً كبيراً من قبل اللبنانيين لبعضهم على اختلاف طوائفهم.

عندما يقرّر الزعماء، ألا تعتقدون أنّ هذه الأمور تصبح من التفاصيل؟

الزعماء لن ينجحوا فهم يقررون ليحموا مواقعهم، وقد قلت وأقول إنّ ثمّة أمرًا ثابتًا في لبنان وهو العيش المشترك، وثمّة أمر متغيّر وهو الخلافات السياسيّة، يختلفون اليوم ويتفقون غداً. أنا مطمئن أن اللبنانيين قد أخذوا العبر من الماضي القريب ولن تتكرر هذه الفتن. الزعيم وليد بك جنبلاط يختلف مع سماحة السيد حس نصر الله أو الرئيس بري، يختلفون اليوم ويتفقون غداً، السياسيون لا يختلفون على حقوقنا، فلو كانوا على حقوقنا يختلفون، لعادت إلينا حقوقنا حين يتفقون.

 

ندرس إمكانيّة تشريع زواج المسلمة بمسيحي

بما أنّنا نتحدّث عن العيش المشترك، لفتني في اجتهاداتكم الدّينية تشريعكم لزواج المسلم من مسيحيّة تحت حجّة احترامها لعقيدته التي ترونها شرطاً أساسياً في الزّواج، فلماذا لا ينطبق الأمر عينه على زواج المسلمة من مسيحي مع مراعاة الشروط نفسها؟

هذا البحث طرح منذ أكثر من خمسة عشرعاماً، كنت في أستراليا وطرح هذا الأمر، وتقدّمت بسؤال إلى المرجعيّة الدينيّة لأنّ هذه المسألة ليست مسألة مغلقة، وليست من المقدّسات التي لا يجوز اقتحامها اجتهادياً وفقهياً، لذا قلت إن مسألة زواج المسلم من مسيحيّة أمر موجود في النّصوص الفقهيّة، أما مسألة زواج المسلمة من مسيحي الذي يعتقد بالإسلام ديناً ويحترم هذا الدين والعقيدة، فقد أجمع الفقهاء عندنا على عدم جواز هذا الزواج، ولم ينظروا إلى هذه الخصوصيّة، وهي خصوصيّة الاحترام المتبادل للعقيدة، فيمكن إذاً لحركة الاجتهاد أن تطرح هذه المسألة، وممكن أن نصل فيها إلى رأي فقهي من خلال مدرسة النجف. أنا قلت إنّه سؤال برسم المدرسة الفقهيّة في النجف، من أجل أن يعاد النّظر في هذه المسألة لأنها ليست مسألة مغلقة.

هل وجدتم تجاوباً من قبل علماء الدّين تجاه هذه المسألة؟

 أنا طرحت هذه المسألة وأرسلتها، ولمست في السّر تجاوباً منهم حولها، وقد سمعت منهم أنها من الممكن أن تدرس.

مسألة الحجاب، هل هي أيضاً من الأمور التي قد تخضع للاجتهاد، خصوصاً مع ما تتعرّض له المحجّبات في الدّول الغربيّة من مضايقات بعد أحداث 11 سبتمبر، وارتباط الإرهاب بالإسلام؟

لا شك أن الاجتهاد يجب أن يكون في فهم النصوص الدينية، إذاً قطعاُ النصوص الموجودة في القرآن والسنّة تتحدّث بوضوح عن هذه المسألة، فأن ينظر الإنسان في كيفيتها وفي أنها تخضع لموازين أن الضرورات قد تبيح المحظورات، إنما أصل المسألة هي من الثوابت.