علي حسن خليل لصدى البلد

"برّي سيكون مع خيار صفير والاختراق على الجبهة الرئاسيّة يحتاج "مساعدة"

حاورته/ حسانة زبيب- الجمعة, 07 أبريل, 2006

صدى البلد

يرى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل ان ما توصل اليه المتحاورون من توافق يشكل "نجاحاً كبيراً لمؤتمر الحوار الوطني" بعد الانقسام السياسي الكبير الذي شهدته خطابات العام الماضي. مؤكداً ان أساس النقاش في الموضوع الرئاسي هو ما يجري على طاولة الحوار علماً أن "الكل يجمع على الحاجة الى مساعدة ما".

ويقول خليل في حوار مع "صدى البلد" ان انطلاق المبادرة العربية رهن بتطورات ما يجري خلال فترة الاستراحة "بعد كلام متكرر، سعودي ومصري، عن الاستعداد لمساعدة اللبنانيين والمساهمة في اعادة تنقية العلاقات اللبنانية ـ السورية". معتبراً ان أمام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تحديات كبرى بدءاً من اعادة بناء العلاقات بين لبنان وسورية، والتي تستوجب "تحضيرات مسبقة وانضاج لكل الملفات حتى لا نصطدم بمطبات غير محسوبة".

وعن جلسة الحوار المقبلة، يقول خليل "ان الباب لا يزال مفتوحاً في الملف الرئاسي وفي 28 نيسان سنقول للرأي العام اما أننا اتفقنا على آلية للحل واما اننا لم نصل الى نتيجة".

أما في موضوع المقاومة "فهي باقية وستستكمل عملها بمعزل عن الحركة السياسية، وما يتبقى على طاولة الحوار، هو المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية للبنان".

وينقل خليل ارتياح الرئيس نبيه بري لمواقف الشيخ سعد الحريري على طاولة الحوار، معتبراً أن اللقاءات التي يجريها الأخير مع الجانب الفلسطيني تصب في خانة "التحضير لمناخات أفضل لحل هذا الملف".

ويصف علاقة "حركة أمل" مع باقي الأطراف اللبنانية فيعترف بوجود تباين بينها وبين "الحزب التقدمي الاشتراكي"، "لكن الخطوط بيننا مفتوحة"، ويقول ان هناك تفاهماً مع "التيار الوطني الحر" على مجموعة ملفات لكن خارج اطار الوثائق، أما الدكتور سمير جعجع فالعلاقة معه "طبيعية" في حين ان اللقاءات مع قيادة حزب الكتائب الجديدة "مفتوحة ومستمرة وامكانات التلاقي كبيرة".

 يقول الرئيس بري ان ملف رئاسة الجمهورية "كله عقد" فأين تكمن العقدة الكبرى بالتحديد؟

يبدو أن التوافق في الملف الرئاسي يحتاج الى مسألتين، أولاً: حدوث اختراق يؤدي الى اقناع الرئيس بالاستقالة وثانياً: التفاهم على رئيس جديد وهذا ما يبدو صعباً، سواء على مستوى قوى 14 آذار التي تطرح هذه العملية، أو على مستوى التفاهم بينها وبين القوى الأخرى. بالنسبة لنا كحركة سياسية وككتلة نيابية، فقد عبر الرئيس بري منذ البداية أنه خلف البطريرك صفير في هذا الموضوع، وما زلنا على قناعتنا بذلك.

 هل هذا يعني أن الرئيس بري ملتزم بأي اسم يطرحه البطريرك، في حال قبل الأخير بطرح اسم معين؟

اذا وصلنا الى مرحلة عبر فيها البطريرك بشكل واضح وصريح عن رأيه في المخرج، أولاً لجهة شغور منصب الرئاسة، استقالة أو اقالة، وثانياً في ما يتعلق باختيار الأسماء، بالتأكيد سنكون خلف هذا الخيار.

 

 تحدثت عن امكانية حدوث اختراق... أين يمكن أن يحصل مثل هذا الاختراق؟

خلال جلسات النقاش الأولى على طاولة الحوار، كان هناك شبه اجماع بأننا بحاجة الى مساعدة عربية ما لحدوث مثل هذا الاختراق، وخلال الفترة الماضية، لم يتبين تقدم حقيقي على صعيد هذه المبادرة العربية التي ما زلنا نأمل أن تتسع حركتها لمساندة فرقاء الحوار ومواكبة النقاش الجاري بينهم للوصول الى حل للأزمة.

 

المبادرة العربية رهن بالتطورات

هل صحيح ان موضوع رئاسة الجمهورية أصبح خارج لبنان وبالتحديد خارج طاولة الحوار؟

الأساس في هذا النقاش هو ما يجري على طاولة الحوار لكن الكل يجمع على الحاجة الى مساعدة ما، ومثل هذه المساعدة لا تعني على الاطلاق التسليم بفرض املاءات من الخارج حول هذا الملف أو غيره من الملفات، نأمل اطلاق عمل حقيقي وجاد يساعد على حدوث مثل هذا الاختراق الذي نتحدث عنه والخطوة الاولى في هذا الاختراق، هي الاتجاه نحو تصحيح واعادة بناء علاقات قوية وجدية ومميزة مع سورية.

 

 

السنيورة لن يبحث الرئاسة في دمشق

 في حال تحققت زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، التي اتفق عليها خلال جلسات الحوار، الى دمشق، هل سيبحث اسم رئيس الجمهورية العتيد هناك؟

لا أعتقد ان الرئيس السنيورة سيبحث موضوع رئاسة الجمهورية في دمشق، فهذا الموضوع سيكون بحثه الأساسي على طاولة الحوار لكن التطور الايجابي في اعادة تنظيم العلاقات اللبنانية ـ السورية يمكن أن يسهل نقاش مثل هذه المواضيع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهذا ما يضع الرئيس السنيورة أمام مجموعة من التحديات الكبرى.

 

 متى يمكن أن تتحقق مثل هذه الزيارة وهل تعتقد أن الطريق أصبحت معبدة أمام الرئيس السنيورة الى دمشق؟

المهم أن تأتي الزيارة بنتائج ايجابية وهذا ما يعمل عليه الرئيس السنيورة والجهات التي تعمل على التحضير لهذه الزيارة، وهذا أمر مفيد جداً أن تحصل تحضيرات مسبقة وانضاج للملفات ما يساعد على الوصول الى نتائج حتى لا نصطدم ببعض المطبات غير المحسوبة التي يمكن أن تؤثر على ما نطمح اليه من اعادة تنظيم لهذه العلاقات.

 

 هل صحيح انه تم طرح بعض أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية على طاولة الحوار؟

أجزم انه لم تطرح أسماء على طاولة الحوار كأسماء للنقاش، ما حدث انه في معرض استعراض الملف الرئاسي عموماً تطرق أحد الزملاء الى أن مقاربة هذا الملف لا علاقة لها بأن نطرح الأسماء على الطاولة أو لا نطرحها، لأن الأسماء المرشحة معروفة للجميع، وقد استعرض هذا الزميل هذه الأسماء المعروفة من الرأي العام ومنها اسم الشخص نفسه الذي يتحدث، لكن من دون أن يكون هذا الموضوع نقطة بحث على طاولة الحوار.

 

 كيف سيستفيد المتحاورون من "استراحة الحوار" حتى الثامن والعشرين من الجاري؟

هناك نقطتان لاستكمال الحوار: ملف رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة. وبالنسبة للموضوع الأول يبقى الباب مفتوحاً فيه وان بشكل ضيق، وكما قال الرئيس بري، "بين ساعة وساعة فرج يقال". ويمكن خلال هذه الفترة الفاصلة أن يحضر كل طرف وجهة نظره حول كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، وأن يطرح هذا الأمر على الطاولة وهذا الحديث قد جرى خلال الاتفاق على موعد انعقاد الجلسة المقبلة.

 

 وفي حال لم يتم التوافق في هذه الجلسة على حلحلة ما في الموضوع الرئاسي... ما ستكون الخطوات المقبلة؟

هذا أمر لم يتفق عليه، في 28 سنعبر بشكل واضح وصريح للرأي العام اللبناني، على أننا اما اتفقنا على آلية ما لحل هذا الموضوع، واما أننا لم نصل الى نتيجة وبالتالي كل طرف من الأطراف يتعاطى مع الملف وفقاً لرؤيته الخاصة، بمعنى آخر، تنظيم الاختلاف في ما بيننا حول ما يتعلق بهذا الموضوع.

 

 اذا تعذر التوافق حول موضوع الرئاسة، هل سينسحب ذلك على الموضوع الخلافي الآخر وهو سلاح المقاومة؟

نحن على استعداد لنقاش الاستراتيجية الدفاعية للبنان ومستقبل سلاح المقاومة بكل ايجابية كما كان هذا الموضوع مطروحاً منذ الجلسة الأولى، على العموم، ان مقررات مؤتمر الحوار واضحة، فطالما اعترفنا بلبنانية مزارع شبعا، فان المقاومة هي حق مشروع وستستكمل عملها حتى تحرير هذه الارض واطلاق الأسرى وبمعزل عن الحركة السياسية المطلوبة لتثبيت هذه المزارع. لكن الأمر الآخر المتبقي على طاولة الحوار، وكما أكد الرئيس بري في الجلسة النيابية الأخيرة، هو النقطة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية للبنان.

 

 لكن حتى هذا الأمر هناك وجهات نظر مختلفة في التعاطي معه؟

نعم، وقد قدمت وجهات النظر هذه في الجلسات الأولى للحوار، وجهة نظر تقول باعتماد استراتيجية دفاعية يكون للمقاومة دور أساسي فيها لتأمين توازن مع هذا العدو الاسرائيلي، وهناك وجهة نظر أخرى تقول باعتماد استراتيجية دفاعية قائمة على الحركة السياسية والدبلوماسية، وعلى تحديث اتفاقية الهدنة وامكانية دعمها بقوات دولية في المنطقة الفاصلة بيننا وبين الكيان الاسرائيلي. هاتان النظريتان طرحتا وهما بحاجة الى نقاش معمق ودقيق، ونحن لدينا ملف كامل بهذا الموضوع سيكون بخدمة فرقاء الحوار لدى مناقشته.

 

 بعد خمس جولات من مؤتمر الحوار كيف تقيم النتائج حتى الآن؟

أولاً، لا نستطيع أن نتكلم عن حوار يؤسس لمستقبل حياة سياسية في البلد في مدة شهر على الطاولة، فهذا الأمر يحتاج الى جهد كبير، خصوصاً بعد أن انقطع اللبنانيون وبعض القادة السياسيين عن التعاطي المباشر في ما بينهم ولفترة طويلة من الزمن.

 

ومن جهة أخرى، فان حجم التطورات السياسية التي حصلت في السنة الماضية اثر اغتيال الرئيس الحريري ومستوى الانقسام السياسي الكبير الحاصل في الخطاب، والذي أشعر اللبنانيين في لحظة من اللحظات أنهم على أبواب حرب، كل ذلك، يجعل ما توصلنا اليه من توافق حول نقاط خلافية أساسية، يشكل نجاحاً كبيراً لمؤتمر الحوار خصوصاً اذا ما عرفنا مستوى النقاش وعمقه والصراحة التي سادته وملامسته لقضايا كانت تعتبر من المقدسات.

 

 ما هي وضعية العلاقة بين حركة "أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" في ظل شبه القطيعة بينه وبين حليفكم الأول "حزب الله"؟

هناك تباين في المواقف بين "الحركة" و"التقدمي الاشتراكي" حول قضايا عديدة، وهناك اختلاف جذري في وجهات النظر حول أكثر من نقطة بيننا، لكن نحن كنا دوماً نحرص على أن تبقى الخطوط مفتوحة وأن نبني على المشترك مهما كان ضيقاً لامكانية توسيعه، وهذا ما نعتمده مع كل الفرقاء اللبنانيين.

 

 أين هي العلاقة بينكم وبين النائب العماد ميشال عون بعد "وثيقة التفاهم" التي وقعها مع حزب الله، وهل من الممكن أن تنضم الحركة الى هذه الوثيقة؟

الحوار بين قيادة الحركة والتيار الوطني الحر مفتوح ومتقدم قبل انعقاد طاولة الحوار وخلالها وهو مستمر ...

 

 أين أنتم أيضاً من العلاقة مع القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع تحديداً؟

علاقة طبيعية وهناك لقاءات مستمرة.

 

 هل صحيح ان هناك انفتاحاً جديداً بين "الحركة" وحزب الكتائب؟

العلاقة مع حزب الكتائب ليست جديدة، علاقة قديمة كلها تعاون... ومع القيادة الجديدة جرى أكثر من لقاء وهذا أمر مستمر ومفتوح وامكانات التلاقي كبيرة بيننا وبين الكتائب.

 

أخيراً أعرب الرئيس بري عن طموحه في أن يتحول مؤتمر الحوار الوطني الى مؤسسة دائمة... ألا يلغي ذلك دور المؤسسات القائمة؟

حتى لا يلتبس الأمر، نحن نؤمن بانتظام عمل المؤسسات الدستورية وفقاً لما هو قائم، ما قصده الرئيس بري في هذا الموضوع هو ألا نقفل أبواب التلاقي بين بعضنا البعض كلبنانيين وكقادة سياسيين، عندما يكون هناك نقاط خلافية بحاجة الى حل، وتحويل الأمر الى مؤسسة دائمة لا يعني ايجاد اطار دستوري جديد بقدر ما يبقي الباب مفتوحاً لالتقاء كل القادة اللبنانيين عند الحاجة.