السيد علي الأمين: انضمام «حزب الله» إلى الدولة ليس فيه نقص أو عيب وأؤمن بان مشروع الدولة انطلق نتيجة اهتمام الحكومة والشعب به

 كانوا يقولون دائما وحتى بعضهم عندما وقعت خلافات في الجنوب: فليذهب الجنوب وتبق الجمهورية الاسلامية في ايران

وكالات - 2006 / 9 / 13

 اعتبر مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين، خلال ندوة صحافية عقدها في مقر دار الافتاء الجعفري في صور، ان "وجودنا وحدنا في الصراع العربي-الاسرائيلي أمر غير منطقي، لاننا جزء من أمة عربية وجزء من الكل. واذا اختار هذا الكل المواجهة فنحن جزء من هذه المواجهة"، مشيرا الى ان "الجزء لا يستطيع ان يتحمل واجبات الكل وهي ليست مقاومة حزب، او مقاومة للطائفة الشيعية كلها ولا للبنانين جميعا".

ورفض "المنطق الذي يقولونه في حماية بلدنا"، وقال: "البلد ليس لك وحدك، البلد لي ولك ويجب ان نتفق كيف نحمي بلدنا؟ البلد ليست لك وحدك، انت تختار وسيلة للدفاع عن بلدك اما انا اراها ضارة بك وببلدنا كلنا. فاذن، نحن جزء من الكل اللبناني ويجب ان يشترك جميع اللبنانيين في مثل هذا المشروع من خلال مؤسسات الدولة اللبنانية والرجوع اليها".

واضاف: "اذا سألت الناس هل انتم مع مشروع "حزب الله" الذي يعطل مشروع الدولة؟ يقولون لك: نحن في مشروع الدولة ومع "حزب الله" في مواجهة اسرائيل وليس مع "حزب الله" في عرقلة مشروع الدولة الداخلية. هذا رأي عموم الشيعة وليس رأي أقلية او افراد"، لافتا الى ان "الدولة لا تكون موجودة من خلال مخفر او مجموعة عسكرية قليلة ليس لها اي فاعلية".

وقال:"منذ اتفاق القاهرة كان وجودها (الدولة) شكليا ليس فاعلا ومؤثرا، وصلنا الى ما بعد اتفاق الطائف الذي نص على ان الدولة يجب ان تأخذ دورها بالكامل على كل التراب اللبناني، وبسطت سلطتها في مناطق عديدة سوى الجنوب، مع العلم ان الموجودين في الجنوب كانوا هم من اصحاب مشروع الدولة، هل نحن الذي منع الدولة من أخذ دورها في الجنوب؟ أليست قوى الامر الواقع وعلى اساس ان الذين يتولون شأن الجنوب هم جزء من الدولة؟ وبما انهم موجودون في الدولة اذن الدولة موجودة في الجنوب. نريد الدولة عبر مؤسساتها وادارتها ومسؤولياتها وحدها عن الامن والدفاع والاقتصاد والسياسة والثقافة، كما هي الحال في كل دول العالم التي تتولى شؤون في اراضيها".

وقال ردا على سؤال: "لا ارى انه اذا تعارضت ولاية الفقيه مع المصلحة الداخلية، لا يقدمون المصلحة الداخلية على رؤية القضية لانها حكم مطاع وليس امرا. نعم هناك هامش وطني يعطى بمقدار لا ينسجم مع مصلحة ولاية الفقيه. كانوا يقولون دائما وحتى بعضهم عندما وقعت خلافات في الجنوب: فليذهب الجنوب وتبق الجمهورية الاسلامية في ايران، والآن يمكن ان يقول البعض فليذهب لبنان ولتبق الجمهورية. وهذا التقدير ليس امرا جديدا".

واعطى "دليلا على ذلك حين شن النائب علي عمار هجوما شديدا على القوى السياسية الاخرى التي تعارضهم الرأي وارسل التحيات الى السيد الخامنئي". واضاف: "حزب الله" لا يرتبط بأي رئيس جمهورية اصلاحي اوغير اصلاحي، "حزب الله" ارتباطه بولاية الفقيه، ولذلك عندما كان (السيد محمد) خاتمي (رئيسا) لم يكونوا على علاقة جيدة معه، علاقتهم مباشرة بولاية الفقيه.

لست في صدد ايجاد حالة ثانية او ثالثة او رابعة داخل الطائفة الشيعية او الى غير ذلك، انا وجدت من خلال موقعي ومعايشتي لهذه الامور ان هناك اخطاء يجب التنبيه اليها حتى لا تتكرر، وان هناك مسارات تغيرت يجب تصويبها. اما الناس فهل تختار فريقا ثانيا او ثالثا او رابعا، الامر متروك لارادة الناس واختيارهم. هناك الآن رأيان: رأي يطالب بدولة مؤسسات قوية تبسط سلطتها على كامل التراب وآخر يقول: لا، نحن نريد ان نبقي جزءا كبيرا خارج مشروع الدولة. هذا خطأ نحن مع المشروع الكامل، لذلك انا مع الفكرة التي تفيد وطني وشعبي، ولست مع فكرة اضعاف الدولة التي لا يستفيد منها وطني وشعبي". وأبدى تفاؤله بأنه "سيكون هناك استقرار لمدة طويلة من الزمن على رغم الذي حصل، وانا مؤمن بان مشروع الدولة انطلق ومشى القطار على السكة نتيجة الاهتمام الذي نراه من الحكومة والشعب بمشروع الدولة وعبر المؤازرة الدولية التي نراها، حيث هناك اهتمام بمشروع الدولة الذي سينطلق الى الامام وبتنا نرى جدية اكثر من الماضي على مستوى موقف الحكومة وتصميمها وعزمها في انتشار الجيش في الجنوب بهذا العدد الكبير، في ظل مؤازرة دولية مما يعني ان المرحلة ستكون افضل بكثير".

وفي موضوع انخراط المقاومة بالجيش، قال:"لا ارى في ذلك انتقاصا ل"حزب الله". "حزب الله" اهدافه المعلنة انه يريد حماية لبنان، والجيش اللبناني الذي انتشر في الجنوب وبأعداد كبيرة وبمؤازرة دولية همه حماية لبنان، وعندما تنضم مجموعات الحزب العسكرية الى هذا الجيش يصبح الجيش اقوى، والسلاح الذي يملكه يسلمه الى الجيش يكون حينها منه واليه، لانه جزء من الدولة. وعندما يتحول الى حزب سياسي بالكامل ليس في ذلك نقص ولا عار ولا عيب، لانه لا ينضم الى مشروع الدولة والى الجيش من موقع المهزوم او الضعيف فهو لا يزال قويا، وعندها نناضل جميعا لاستكمال سائر الاهداف وتحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير النظام السياسي والوضع الاقتصادي والثقافي وكلها مصادر قوة"، مستغربا "تفكير البعض بأن السلاح هو مصدر القوة الوحيد"، لافتا أن "هناك الفكر، والعمل السياسي وتبني القضايا الاجتماعية للناس كلها من مصادر القوة". وختم: "اصبح الهم عند "حزب الله" الكم والعدد ولم يعد مهما رؤيته الثقافية او الدينية، المهم ان يجمع اعدادا واصبح ينظر الى الطائفة الشيعية والى المنتمين الى هذه الاحزاب بمقدار الاصوات التي تنزل في صناديق الاقتراع مهما كان فكرها وسلوكها".