حديث الرئيس الأسد الى صحيفة البايس الاسبانية

الأثنين, 02 تشرين الأول , 2006 - 02:35

 دمشق / سانا ..

 

اجمل السيد الرئيس /بشار الأسد / فى حديث لصحيفة البايس الاسبانية واسعة الانتشار يوم الأحد مواقف سورية من التطورات التى تشهدها المنطقة علىالساحتين الاقليمية والدولية وخاصة بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان اضافة الى عدد من المواضيع المتعلقة بالشأن الداخلى.

وقال الرئيس الأسد.. ان احد الاخطاء التى تقع فيها الدول الكبرى هى انها تتعامل مع الحدث بشكل زمنى قصير مؤكدا فى الوقت نفسه ان موقع سورية لم يتغير لا قبل الحرب ولا بعد الحرب وان احد الاسباب التى أدت الى الحرب هو عدم فهم دور سورية ومشاكل المنطقة اضافة الى عدم فهم دور اليونفيل السابق.

 

وقال الرئيس /الأسد/ .. انه بالنسبة لقرار مجلس الامن الدولى /1701/ الذى يتحدث عن قوات دولية اتت الان الى لبنان فان لسورية موقفا قديما مفاده انها تدعم اليونيفيل وانها حذرت فى العام /2000/ من تخفيضها فى ذلك الوقت.

واضاف الرئيس /الأسد/ ان موقف سورية المعلن من القرار /1701/ هو انه غير متوازن تماما ولكن علينا ان نتعامل مع ايجابياته مشيرا الى وجود جوانب غامضة فى القرار تأخذ تفسيرات ايجابية وسلبية مؤكدا ان الحل النهائى يكمن فى تحقيق السلام.

وحول المشاركة الاسبانية فى اليونيفيل قال الرئيس /الأسد/.. طالما اننا ندعم اليونيفيل فمن الطبيعى ان ندعم مشاركة اى دولة فيها وان اسبانيا بحد ذاتها دولة لديها مصداقية لدى العرب وانه اذا بقيت اليونيفيل ضمن صلاحياتها القانونية المعروفة اى تحت الفصل السادس وليس الفصل السابع وتنجح هذه القوات بدورها وهى بحاجة للاستقرار فى المنطقة وبالتوازى مع وجود هذه القوات للدول المختلفة فان العمل السياسى الموازى مهم جدا لنجاح اسبانيا وغيرها.

 

ورأى الرئيس الأسد ان دور اوروبا فى السلام مهم وان كان يبدو بعيدا مشيرا الى ان هذا الدور تراجع كثيرا فى العام الماضى خاصة بسبب انشغال الاوروبيين بالدستور الاوروبى او بسبب الانقسام قبل الحرب على العراق واسبانيا جزء من اوروبا لذلك نرى ان هذه المشاركة ايجابية بشرط ان توجد البيئة لكى تبقى ايجابية.

 

وحول عودة القوات الاسبانية المشاركة فى اليونيفيل الى بلدانها سالمة اوضح الرئيس /الأسد/ انه اذا اعتمد الاسبان او الدول الاخرى الالتزام بموقف اسبانيا الحيادى و ليس كموقف الالمان الذين قالوا انهم يأتون لحماية اسرائيل وقال.. يجب الا تأتى هذه القوات لكى تكون جزءا من المشكلة اللبنانية وهذا يعنى اذا صدر لاحقا قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع اصبحت هذه القوات جزءا من المشكلة فأهمية هذه القوات ليست بالسلاح.. وانما اهميتها بأن كل مجموعة تمثل دولة وهذا يشكل بحد ذاته رادعا حقيقيا على الارض مشيرا الى ان هذه النقاط تسمح للجنود الاسبان بأن يعودوا ناجحين فى مهمتهم وسالمين.

 

واضاف الرئيس /الأسد/.. اما اذا ارسلت القوات لكى تبقى فقد تبقى الى الابد.. فمشكلتنا مع قرارات الامم المتحدة بأنها تصدر وبعدها ينام

العالم.. اما اذا اعتبرنا ان القرار /1701/ هو حل مؤقت وعلينا ان نعود لعملية السلام.. فأعتقد بأن الموضوع قد يكون سنوات قليلة جدا.. مثلا كانت رؤيتنا لعملية السلام انها تستغرق سنتين لا أكثر.. منذ بداياتها فى مؤتمر مدريد ولو اردنا ان نبتدىء من حيث انتهينا فان المفاوضات تحتاج الى ستة اشهر.

 

وبشأن ضبط الحدود السورية اللبنانية قال الرئيس /الأسد/..قمنا بتعزيز الحدود مع لبنان ولكن طبعا هذا الشىء أدى لان ننقل جزءا من قوات حراسة الحدود من حدود العراق الى حدود لبنان وربما يصدر القرار /1800/ لاعادة قواتنا من لبنان الى العراق.

 

واشار الرئيس الأسد الى تعاون سورية مع مسالة وجود تجهيزات تقنية لمراقبة الحدود التى طرحها كوفى انان والايطاليون موضحا فى الوقت نفسه ان هذه الاجراءات كلها مضيعة للوقت لانها هروب من الحل الكبير وقال ان التجربة أثبتت لدينا فى منطقتنا عبر العقود أن المقاومة اذا كان لديها دعم شعبى ستستطيع ان تحصل على ما تريد لذلك يجب عدم اضاعة الوقت فى أشياء بسيطة مثل هذا الموضوع لافتا الى انه لا خيار للدول المهتمة الا ان يثقوا بسورية لانه اذا كان هناك رغبة حقيقة بالتهريب . لا قرارات مجلس الامن ولا كل تقنيات ولا جيوش العالم تستطيع أن تمنع هذه العملية مؤكدا انه لابد من العودة للسلام.

 

وجدد الرئيس /الأسد/ دعم سورية للمقاومة طالما ان هناك احتلالا للاراضى خاصة أن أراضينا محتلة ايضا لافتا الى ان قوة حزب الله بالدرجة الاولى ليست قوة عسكرية بل هى قوة شعبية وليست محصورة بطائفة كما يصور البعض ولا يمكن أن تكون بهذه القوة لو لم يكن لديه دعم شعبى واسع فى لبنان.

 

واشار الى ان سورية تساعد الان فى عملية اعادة اعمار القرى التى تهدمت وهناك جوانب أخرى من التعاون ولكن اهمها الدعم السياسى.. وهذا اهم دعم لاننا مقتنعون بأنهم يدافعون عن قضية عادلة لاننا كما قلت نعانى من الوضع نفسه.

 

وحول الشروط التى تجعل الدولة اللبنانية تسيطر على البلد وحل مسالة حزب الله ضمن الدولة اشار الرئيس /الأسد/..الى الحوار الذى جرى فى لبنان قبل الحرب بعدة اشهر.. وقال ان هذا الحوار لم تكن ترعاه الدولة بل كانت الدولة مقسمة الى اطراف.

 

وأوضح الرئيس /الأسد/.. أن الدولة هى التى من المفترض ان تمتلك قوة البلد وان الدولة هى التى تملك قوة الردع وعندما تتوفر هذه الشروط وتكون هناك دولة تمثل كل اللبنانيين فان الامور تذهب بهذا الاتجاه. وحول مساندة سورية للسيد /حسن نصر الله/ وللمقاومة اللبنانية التى توصف بأنها اسلامية وما يمكن ان يؤدى ذلك من اشكالات داخل نظام علمانى اكد الرئيس /الأسد/ ان السيد / حسن نصر الله/الامين العام لحزب الله بخطابه السياسى وبالممارسة وكذلك اغلب القوى المتحالفة معه هى قوى علمانية ومنها قوى مسيحية ولو لم يكن لديه هذا الدعم لايمكن ان يكون قويا وهو يدافع عن قضية وطنية وليست قضية اسلامية فقط لذلك هناك اجماع من قبل الطوائف المختلفة فى الدول العربية وليس فقط فى لبنان حول سياسته مشددا على انه لا يوجد قلق اطلاقا من هذه النقطة.

 

وحول دور سورية فى منع ايصال القوى اللبنانية الوضع فى لبنان الى حافة الهاوية قال الرئيس /الأسد/.. لابد فى البداية من ان نحدد السبب لكل ما حصل.. البداية كانت القرار /1559/ فى مجلس الامن وعندما يصدر قرار من مجلس الامن يتدخل فى الشؤون الداخلية لبلد ما ينقسم البلد او يدمر وتحديدا عندما يكون البلد فيه مشكلة بالاساس انقسام طائفى أو سياسى بالاضافة للدور الدولى الخاطىء قبل اغتيال الحريرى وبعد اغتياله.

 

وتابع الرئيس/ الأسد/ موقفنا فى سورية من الوضع القائم فى لبنان هو تشجيع الحوار اللبنانى لكن بكل تأكيد نحن نقف مع التوجهات التى نعتبرها توجهات وطنية لبنانية محددا التوجه الوطنى بكل بساطة بمن لا يقبل التدخل الخارجى لان الانقسام الان هو بين قوى لبنانية تعمل مع القوى الدولية وقوى لبنانية لا تعمل مع هذه القوى.

 

وحول وضع بعض المعتقلين فى سورية أشار الرئيس /الأسد/ الى أن أحدا لم يتدخل فى السابق مع المجموعات التى تنتقد الدولة فى سورية بشكل مستمر واوضح الرئيس/ الأسد/ ان الموضوع مختلف تماما لان هناك مجموعات من لبنان دعت بشكل علنى ورسمى الولايات المتحدة لاحتلال دمشق وضرب سورية وهذه بالقانون السورى اصبحت فى موقع العدو وان أى دولة وأى شخص يدعو لاحتلال بلدك هو عدو. وهذه المجموعات تعاملت مع هذه القوى مباشرة واصبح هناك لقاء رسمى وتنسيق مباشر معها وهذا بالقانون يدخل الى السجن فورا لانه تعامل مع عدو مشيرا الى ان عدد هؤلاء هو اكثر من مئتى شخص دخل منهم الذين اعتبروا مسؤولين وعددهم عشرة فى البداية وبالتحقيقات خرج منهم ستة وعملية المحاكمة مستمرة كأى محاكمة أخرى هناك محامون ربما يخرج أشخاص اخرون لا نتدخل فى هذا الموضوع فالقضية ليس لها علاقة بالرأى أو بشىء من هذا القبيل بل هى قضية علاقة مع شخص يعتبر عدوا.

 

وعما يقلق سورية بشأن تقرير براميرتس قال الرئيس /الأسد/ يقلقنا اذا كان لاهداف سياسية اما اذا كان التوجه هو لمعرفة الجريمة فهذا شىء يخدمنا مباشرة ولمصلحتنا.. والشىء المهم فى التقرير هو أنه أظهر أن سورية كانت متعاونة كما فى التقرير الماضى.. أما المحكمة الدولية فهناك سؤال بسيط.. ما هى المعطيات الموجودة لكى تبنى عليها المحكمة الدولية.. علينا أن ننتظر نتائج التحقيق وعلى ضوء هذه النتائج نحدد اذا كان هناك من حاجة الى محكمة دولية أم لا.

 

وبشأن رؤية الرئيس /الأسد/ لدور الولايات المتحدة فى عملية السلام الشامل قال ان الولايات المتحدة لم تلعب دور الراعى النزيه ولكن مع كل أسف لا يوجد أى قوى دولية تستطيع أن تحل محلها وفى الوقت نفسه لا تستطيع الولايات المتحدة أن تكون لوحدها وهنا يأتى دور أوروبا مشيرا الى ان أحد الاخطاء التى وقع فيها بعض الاوروبيين فى السابق انهم لعبوا دور المسوق لفكرة أميركية.

 

وأوضح الرئيس /الأسد/ ان أميركا بعيدة عن المنطقة جغرافيا وسياسيا وهى بحاجة لحوار معنا أى مع المنطقة لكى تفهم المشكلة وهى بحاجة للدور الاوروبى لفهم المنطقة أكثر وقال ان ثقتنا بأوروبا تاريخيا أكثر من الولايات المتحدة ونستطيع أن نقول ان الولايات المتحدة اساسية.. وأوروبا مساعدة أساسية لها وكذلك الامم المتحدة لكى تتوازن المعادلة. اذا كانت أوروبا أكثر قوة. بمعنى أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة ومتكاملة معها واذا كان هناك توازن فى دور الامم المتحدة فهذا سيجعل الدور الاميركى أكثر توازنا وعندها يتحقق السلام.

 

ودعا الرئيس /الأسد/ الادارة الاميركية الى سماع الاخرين وان تكون البداية بأصحاب المشكلة انفسهم ولكن المشكلة انهم لا يستمعون لحلفائهم الاوروبيين.. وقال عليهم ان يستمعوا الينا ويجب ان يعترفوا بأنهم وقعوا فى اخطاء كبيرة..

 

وتساءل الرئيس/ الأسد/ اذا كانت هذه الدولة مهمة واساسية فى عملية السلام.. فهل هناك ارادة اميركية لهذه العملية... وماهى الرؤية ايضا... واشار الرئيس/ الأسد/ الى ان عملية مكافحة الارهاب لم تفشل فقط بل ساهمت ايضا فى زيادته اذ ان الارهاب اليوم هو اقوى من /11/ ايلول وعلينا ان نتحرك نحن والاوروبيون لكى نقنع الادارة الاميركية بأن مذهب الحرب الاستباقية اضر بالولايات المتحدة وبالعالم.

 

وحول الوضع القائم بين سورية واسرائيل اوضح الرئيس /الأسد/ ان المشكلة مرتبطة بطرفين وليس بطرف واحد.. وان هذا الوضع يربطه شىء واحد هو السلام.. او ربما الحرب اذا لم يكن هناك عملية سلام..

 

وقال الرئيس/ الأسد/ نحن لدينا رؤية واضحة واثبتت الاحداث اننا نفكر بالاتجاه الصحيح للمستقبل وان رؤيتنا لم تعتمد على مبدأ القوة والضعف.. وانما اعتمدت على المبادىء والتاريخ ورغبات الشعب.. بينما الرؤية الاسرائيلية تعتمد ومع الاسف على مبدأ بأن هناك جيشا قويا حيث اثبتت احداث العراق وافغانستان والحرب الاخيرة ان مبدأ القوة العسكرية لا يحقق اى شىء.

 

واكد الرئيس/ الأسد/ انه لا يوجد حاليا رؤية لدى اسرائيل.. وهذه مشكلة أخرى.. لان مبدأ القوة قد نسف وان الرؤية الاسرائيلية قد فشلت وبقيت رؤيتنا. وعن دور سورية فى تخفيف القلق العربى بشأن الملف النووى الايرانى ومساهمتها فى حل هذه المشكلة قال الرئيس /الأسد/.. انه من الواضح ان التصريحات الايرانية وبحكم علاقتنا مع ايران فانها تهدف الى شىء هو حق لها فى القانون الدولى وايران الان هى قوة نووية شئنا أم أبينا ونحن نقوم بشرح هذه الفكرة للدول العربية مباشرة وايران تقوم بذلك ايضا.. هذا من جانب ومن جانب اخر اذا كان القلق من القدرة النووية او من قنبلة نووية مفترضة فلماذا لا نناقش القنابل النووية الاسرائيلية.

 

واكد الرئيس/ الأسد/ انه من غير المعقول ان نقلق من ايران ولا نقلق من اسرائيل واصفا ذلك بأنه غير منطقى فى الوقت الذى تقوم فيه اسرائيل بالاعتداء علينا وليس ايران. وذكر الرئيس/ الأسد/ بالمبادرة التى قدمتها سورية الى مجلس الامن عام /2003/والتى تؤكد ضرورة نزع اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط موضحا ان من وقف بوجه هذه المبادرة هى الولايات المتحدة متسائلا اذا كانوا صادقين لماذا لم يوافقوا على المبادرة السورية معربا عن اعتقاده أن قضية الملف النووى الايرانى لا تدار بطريقة جيدة من قبل القوى الدولية المعنية المهتمة ولا يوجد فيها توازن بل توجد فيها معايير مزدوجة وفيها تناقض بالمواقف هذا هو الشىء المقلق فى الموضوع.

 

وحول تصريحات الرئيس الايرانى /محمود احمدى نجاد/ ازاء اسرائيل اشار الرئيس /الأسد/.. الى أن هناك حاخاما اسرائيليا صرح بشكل رسمى ومعلن أن العرب هم أفاع يجب أن نبيدهم وهناك مسؤول اسرائيلى صرح بأنه يجب ابادة العرب بقنابل ذرية ولا نستطيع أن نتوقف فى الاداء السياسى عند التصريحات فقط ربما يكون التصور يختلف من دولة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى علينا أن نأخذ على الواقع والعمل لذلك نحن لا نتوقف كثيرا عند هذه النقاط.

 

وبشأن خطر ضرب سورية وايران قال الرئيس /الأسد/.. طالما ان مذهب الحرب الاستباقية موجود فكل العالم يجب أن يكون قلقا ونحن جزء من هذا العالم وقلقون من هذا المذهب بشكل عام.. واضاف الرئيس/ الأسد/ فى الحرب العسكرية تدافع الدولة بقدر ما تستطيع عن نفسها ولا يوجد خيار اخر ولكن ربما ما يهم هنا هو ما هى تداعيات مثل هذه الحرب على ايران كما يطرح الان أنا اعتقد بأنه الخطأ الذى لن يتحمله العالم كله وسيخلق فوضى كبيرة جدا فى المنطقة خاصة ان ايران الان هى دولة نووية متسائلا ماهى تداعيات ضرب دولة بهذه القوة والامكانيات العسكرية والسياسية والاقتصادية.. اعتقد انها حرب ليست لها نهاية فى المدى الذى يمكن ان نراه ومن الصعب حساب تداعياتها.

 

ووصف الرئيس /الأسد/ العلاقة بين سورية واميركا بأنها شبه مقطوعة الان على الاقل على المستوى السياسى والامنى وقال.. ان المشكلة مع الادارة الاميركية هى أنهم لا يريدون أن يسمعوا الحقيقة.. كل ما قلناه لهم قبل حرب أفغانستان وقبل حرب العراق وحول الارهاب يحصل بالتفصيل واكتشفنا بعد فترة من التعاون معهم بأننا نخسر حتى فى التعاون السياسى والامنى ولا نربح وهم يخسرون أيضا.

 

واضاف الرئيس /الأسد/ انه يمكن لهذه العلاقة أن تتغير عندما يتقبلون الواقع كما هو ويعترفون به وعندما يعرفون أننا دولة لنا مصالح أيضا

واننا يمكن أن نعمل من أجل مصالح مشتركة ولا يمكن أن نعمل لخدمة مصالحهم وخاصة عندما تكون ضد مصالحنا.

 

وحول عملية التطوير والتحديث التى تشهدها سورية والاسباب التى ادت الى شىء من البطء فى بعض المراحل اوضح الرئيس /الأسد/ ان هناك عدة عوامل مرتبطة بهذا الموضوع وان ما يتم حاليا هو تطوير للدولة التى يرتبط بها البلد بكامله.

 

ولفت الرئيس /الأسد/ الى المشاكل التى تعترض هذه العملية والمرتبطة فى احد جوانبها بالطابع التقنى وايضا بطبيعتنا الاجتماعية وكذلك بمقدار الدعم الذى يأتينا من الخارج حيث فشلت كل المحاولات فى الاعوام الماضية فى تلقى الدعم الحقيقى من الدول المتطورة اضافة الى اننا نقوم بمراجعة اخطائنا ونصلحها.

 

واشار الرئيس /الأسد/ الى ان الجانب الاخر يرتبط بالظروف السياسية الداخلية والخارجية التى تتداخل بشكل كبير فيما بينها وتؤثر فى التطوير والتحديث وبين الرئيس /الأسد/ اننا فى منطقة تعيش على الايديولوجيات ونتأثر بما يحصل حولنا من حرب فى العراق والحرب على الارهاب والسياسة الدولية الخاطئة خاصة سياسة الولايات المتحدة التى خلقت رد فعل سلبيا جدا داخليا زاد الانغلاق ولم يزد الانفتاح وزاد التوتر لدى الانسان العادى.

 

وقال الرئيس /الأسد/.. ان لذلك عدة تأثيرات.. أولا يؤخر التطور الاقتصادى وثانيا لا يمكن ان يكون هناك انفتاح سياسى مع انغلاق اجتماعى

لان الانفتاح السياسى يعتمد على قبول الاخر وعندما يزداد التعصب والانغلاق يزداد رفض الاخر لذلك عدنا نرى العمليات الارهابية منذ عام /2004/ فى سورية بعد ان نسيناها منذ منتصف الثمانينيات وأهم شىء ان تعرفوا ان هذه العمليات ليست مرتبطة بمنظمات ارهابية وليست مرتبطة بما يحصل لدينا او مرتبطة بدول.. وهنا الخطر.. هى تشكل حالة اجتماعية محلية تتحرك لوحدها.. وهذه الحالة تحيط بها حالة تعصب كبيرة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ان الاحباط السياسى فى منطقتنا اضر بعملية التطوير.. نموذج الديمقراطية الاميركى العظيم فى العراق اضر بالديمقراطية على سبيل المثال.. وحتى من كان متحمسا للديمقراطية بدأ يتخوف هل هذه ديمقراطية.. سجن ابو غريب.. المجازر المختلفة.. وغيرها من الاوضاع التى تعرفونها.. فكما قلت فى البداية نعم تأخرت عملية التطوير فى سورية.. وطالما بقيت الظروف كذلك ستبقى هنالك معوقات كبيرة.