رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" اللبناني أكد لـ "السياسة" أن الاعتصامات لا علاقة لها بالواقع ولا بالحقيقة

 دوري شمعون: لن نستسلم  لحلفاء سورية ولايمكن أن نسلمهم رقابنا

 السياسة 23/12/2006

رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان مهرجان دير القمر الداعم للحكومة لن يؤدي الى استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود, لكنه خطوة في سلم تحقيق هذا الهدف, وان الفريق المعارض لا يعترف بالحكومة ليس بسبب خروج الوزراء الشيعة منها ولكن بهدف اسقاطها تنفيذا لمطلب خارجي..

كلام رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون اتى في سياق حوار مع »السياسة« طالب فيه المعارضة ان تقتنع بان الشارع لن يحل المشكلة وان لبنان ليس جورجيا ولا اوكرانيا. وان فريق الرابع عشر من اذار ليس بوارد الاستسلام للمعارضة تحت اية ضغوط..

شمعون راى ان تعرض السراي الحكومي للاقتحام سيترتب عليه نتائج وخيمة تخدم اسرائيل في الدرجة الاولى قبل ان تخدم سورية والمعارضين, مقللا من اهمية الوساطة العربية, وان الامور لا تحل الا بالعودة الى طاولة الحوار.

ومن جانب اخر راى شمعون عدم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة لمجلس النواب لاقرار قانون المحكمة يدفع بالاكثرية الى عقد جلسة من دونه, وان الرئيس اميل لحود ارتكب خطا دستوريا اخر لعدم توقيعه على انتخابات فرعية في المتن خلفا للنائب والوزير بيار الجميل, وان الاكثرية بصدد تقديم شكوى بحقه لمخالفته الدستور.

وفي معرض رده على كلام الرئيس السوري بشار الاسد بخصوص الصلح مع اسرائيل, راى شمعون ان سورية لا تريد مقاومة اسرائيل لاسترجاع الجولان ولو كانت تريد ذلك لما بقيت حتى اليوم, متسائلا ماذا يخدم سورية السلام مع اسرائيل من دون الجولان, وكيف يسمح الموفد الايراني لنفسه ان يطلب من الرئيس السنيورة نسيان مزارع شبعا في الوقت الحاضر ولمصلحة من يطلب ذلك. وفي نهاية الحوار توقع شمعون سقوط المعارضة لان الحقائق بدات تتكشف ولا يصح الا الصحيح.

وفي ما يلي نص الحوار:

بيروت - من صبحي الدبيسي:

* ما خصوصية اقامة مهرجان في دير القمر لفريق الرابع عشر من اذار دعما لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة?

لا نستطيع اليوم ان نتكلم عن سياسة جبل, في وقت تعمم فيه مهرجانات دعم للحكومة ودعم للشرعية وتستثني دير القمر, ولا ننسى ان دير القمر تاريخ لا ينتهي كما ذكرت في كلمتي دير القمر عاصمة الامراء المعنيين والامراء الشهابيين من بعدهم, عندما قرروا مقاومة الهيمنة العثمانية وتمكنوا من فرض نوع من الاستقلالية الذاتية في جبل لبنان وما ورثناه عنهم ما زلنا نعتبره امانة في رقابنا وعلينا الاستمرار به. عندما قاوم كميل شمعون الانتداب الفرنسي كان لابناء الجبل وابناء دير القمر دور اساسي في الموضوع. وفي معركة الاستقلال لقد شارك العديد من ابناء الدير في ثورة بشامون. وفي العام 1952 عندما اخطا الرئيس بشارة الخوري ومددت ولايته, عقدت المعارضة انذاك اجتماعا كبيرا في دير القمر بقيادة كمال جنبلاط وكميل شمعون وريمون اده وغسان تويني واميل البستاني دفاعا عن الدستور وعن التجاوزات التي حصلت في عهده, ما ادى الى اعتزاله الحكم. واخيرا في حرب الجبل استثنيت دير القمر لان الجميع يعترف بمكانتها ومركزها في لبنان. حتى ان المصالحات التي تمت في الجبل كان لدير القمر دور اساسي فيها, كما ان البلدة غنية بالتنوع الثقافي والتعليمي ولا يمكن اليوم ان يقام مهرجان دعم للحكومة بمناى عن دير القمر..

* برأيك هل سيؤدي مهرجان دير القمر الى استقالة الرئيس لحود كما ادى مهرجان 1952 الى استقالة الشيخ بشارة الخوري?

لا اظن ذلك, لكننا نعتبر مهرجان دير القمر درجة في سلم الضغط على رئيس الجمهورية للتنحي.

* هذه المهرجانات بالاضافة الى موقف 14 اذار بالاضافة الى الوفود الداعمة التي تؤم السراي الحكومي, ماذا تقدم وتؤخر في مجريات اللعبة السياسية, وماذا تؤثر على فريق 8 اذار بالتحديد?

فريق 8 اذار يدعي ان الحكومة ليس عندها دعم شعبي, نحن نريد ان نؤكد ان هذه الحكومة مدعومة شعبيا, ومن كل المناطق اللبنانية لانها ليست حكومة مستاثرة, انها حكومة الشرعية اللبنانية التي نحن جزء اساسي منها.

الفريق المعارض لا يعترف بالحكومة ليس بسبب خروج وزراء "حزب الله" و"امل" منها, الذين يتلقون اوامرهم من الخارج ولسوء الحظ انهم ينفذون سياسة غير لبنانية, اعتقادا منهم ان خروجهم من الحكومة يؤدي لاسقاطها.. او لان ميشال عون يريد ان يكون رئيسا للجمهورية ومن خلال 14 اذار لا يمكن ان يحقق مبتغاه ولهذا يريد خربطة الامور وفرط الاكثرية لياتي بحكومة على ذوقه ومجلس نيابي يؤمن انتخابه رئيسا للجمهورية.

وبالتالي لبنان غير متوقف على شخص ميشال عون ولا على شخص السيد حسن نصر الله او من يمثلهم من تيارات سياسية.

* نتيجة هذا التشنج القائم ما هو الحل برايك?

على المعارضة ان تقتنع ان الشارع لا يمكن ان يحل الامور. نحن لسنا اوكرانيا ولا جورجيا. اوكرانيا وجورجيا, ما كانتا تعلمان ما هي الديمقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ارادوا تحرير بلديهما نزلا الى الشارع ووجدا نفسيهما فيما بعد بنوع من الفراغ السياسي, احتل الشعب المقرات السياسية وما تبقى من الاتحاد السوفياتي بعدها حصلت احتكاكات في الشارع حتى استطاعوا ان يفرضوا نفسهم كمستقلين.. ما حصل في جورجيا وفي اوكرانيا قمنا به في الاربعينيات ايام الاستقلال. في لبنان الثورات لا يمكن ان تغير شيئا والشعب اللبناني اعتاد التغيير من خلال المؤسسات الدستورية, اليوم ماذا تفعل المعارضة تريد شل هذه المؤسسات.

* اذا لم تنجح الوساطات هل سيستمر الوضع على حاله?

نحن في كل الاحوال لسنا بوارد الاستسلام للشارع, وعلى الموجودين في الشارع ان يفهموا ذلك, ولو انهم يفهمون لما نزلوا الى الشارع.. هذا الاعتصام وهذا الخطاب السياسي الذي نسمعه كل يوم ليس له اية علاقة لا بالحقيقة ولا بالواقع. هدفهم فقط الوصول الى كراسي الحكم.. نحن لن نستسلم ابدا مهما فعلوا وعليهم ان يفهموا ذلك.

* هل تتوقع مهاجمة السراي الحكومي?

لا.. وامل الا تصل الامور الى هذه الدرجة, واذا ما وصلت الى هذا الحد فليس هذا لبنان الذي نعرفه وقد يتاتى عن هذا التصرف نتائج وخيمة ولا يمكن ان يخدم مصلحة الاخرين وفي الدرجة الاولى يخدم مصلحة اسرائيل اكثر من مصلحة سورية. اسرائيل لا تريد رؤية لبنان مستقلا ومزدهرا, ولا اعرف لِمَ تقدم المعارضة لاسرائيل هذه الخدمة المجانية?.. لقد اضعفوا اقتصاد لبنان واضعفوا الشرعية اللبنانية وهذا ما تريده اسرائيل, حصول تفكك في بنية المجتمع اللبناني لتتداخل الطوائف ببعضها ولبنان ينتهي الى دويلات طائفية مصغرة كي تصل اسرائيل الى مبرر انشاء الدويلة اليهودية. هذه خدمة بالدرجة الاولى لاسرائيل وسورية تستفيد في الوقت نفسه لان طريقة الحكم في سورية غير صحيحة والاسلوب الديمقراطي اللبناني من الضروري ان يتمدد الى سورية. ومن هنا انبه الجميع عدم اللعب بالنار.

* اذا استمرت الامور بالمراوحة وكل فريق بقي متمسكا بموقفه, هل نحن ذاهبون الى التقسيم, الى حرب اهلية, الى كانتونات طائفية ومذهبية, كيف تقرا صورة المستقبل?

اذا لم تحل الامور على طاولة الحوار, نحن من جهتنا قدمنا تنازلات كثيرة والكلام عن حكومة 19-10-1 اعتبرها تنازلات. لكن في نهاية الامر لا يمكن ان نضع مصيرنا تحت رحمتهم قبل موافقتهم على المحكمة الدولية... لماذا يختبئون وراء اصبعهم? كل الكلام عن الديمقراطية والتمثيل العادل حكي بحكي, لانهم في النهاية لا يريدون المحكمة الدولية. لماذا يتخوفون المحكمة الدولية, على انفسهم لانهم ضالعون ببعض الامور, او انهم يتخوفون على سورية?.. الواضح ان المحكمة الدولية هي الامر المقلق والمزعج لهم اكثر من اي شيء اخر.. يطالبون بتنازلات من 14 اذار, ليس عندنا مانع بذلك لكن ضمن حدود, لا نريد ان نقدم تنازلات دون القبول بالشروط التي نطالب بها بدءا من تصحيح وضع رئاسة الجمهورية, ثم حكومة وحدة وطنية واقرار المحكمة الدولية, وصولا الى قانون انتخابات جديد مع رئيس جمهورية جديد مع حكومة وفاق وطني مصغرة تدير الانتخابات. ثم انتخابات نيابية ومن يفز بالاكثرية مبروك عليه.

* الرئيس نبيه بري يقول لا احد يبحث في موضوع المحكمة الدولية قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية, فما هو رايك بهذا الموقف?

اذا كان الرئيس بري يواجه ضغوطا تمنعه من الموافقة على المحكمة الدولية, ولا يريد ان يدعو المجلس للانعقاد, المجلس دستوريا بامكانه عقد جلسة من دونه, ولا يوجد رئيس في العالم يمكنه ان يستبد بالمؤسسة التشريعية التي يراسها. عند وجود الاكثرية النيابية تطلب من رئيس المجلس الدعوة لعقد جلسة واذا تمنع, عندها بامكان نائب الرئيس الدعوة لعقد جلسة نيابية. اذا كنا نتحدث بالقانون وبالدستور. اما اذا كنا نعالج الامور على طريقة (الفاجر ياكل مال التاجر) فليسمحوا لنا فيها.. نحن لدينا خبرة كافية لا تسمح بالانزلاق الى هذه الدرجة خارج الدستور.

* ايضا يقول الرئيس بري انه لا يوقع على قرار المحكمة الا من بعد توقيع رئيس الجمهورية ليس من باب التمسك برئيس الجمهورية بل لان الالية الدستورية تقضي بذلك?

الرئيس بري يحاول ان يفصل البدلة كما يريد, بينما نحن اصبح لدينا استشارات عديدة من قانونيين مع احترامنا للرئيس بري ومعرفته بالقانون, لديهم معرفة واسعة ومطلعون على كيفية ادارة الامور من خارج الدول الديموقراطية, اذ لا يمكن لرئيس مجلس او لرئيس جمهورية ان يتشدد بموقفه. واليوم رئيس الجمهورية ارتكب مخالفة جديدة, سيقدم بحقه شكوى والمطالبة بجلسة خاصة لمحاكمته, لانه تمنع عن الدعوة في الوقت المحدد لاجراء انتخابات فرعية في المتن الشمالي لانتخاب خلف للنائب والوزير بيار امين الجميل. هناك مهلة قانونية رئيس الجمهورية تخطاها ولم يدعُ لها..

* هل تتعطل الانتخابات في مثل هذه الحالة?

بالعكس, تستطيع الحكومة اجراء انتخابات واذا لم تعجبهم للاسباب التي نعرفها عليهم مقاطعتها..

* ماذا تتوقع ان يحمل عمرو موسى من حلول في جعبته?

لا اعرف.. وليست لدي توقعات ولست متفائلا في التوصل الى حل.

* من يحمل الحل السحري اذا?

اتمنى التوصل الى التوافق على حل المشكلة, وتكون الدول العربية فاعلة في هذا الاطار, لكنني لا اتوقع ان الوساطة قادرة على اقناع المعارضة بضرورة العودة للحوار.

* ما هو رايك بالموقف السوري الجديد المطالب بالمصالحة مع اسرائيل في وقت يقول نائب الرئيس السوري (جربونا)?

الواضح ان الرئيس السوري لا يريد الحرب مع اسرائيل او حتى مقاومة اسرائيل او ان يجرب استرجاع اراضيه عن طريق المقاومة. هذا امر واضح. ولو ان سورية تريد ان تسترجع اراضيها بالمقاومة لفعلت ذلك منذ زمن. لكن اسرائيل ردت على سورية بانها مستعدة للمفاوضات شرط عدم البحث في موضوع الجولان, واذا سورية رسميا تخلت عن الجولان فمن الممكن قيام صلح مع اسرائيل.

* البعض يعتقد ان الامور في لبنان لا يمكن حلها الا من بعد التفاوض مع سورية?

مع اي سورية تتفاوض, مع سورية المستمرة بتهريب السلاح, سورية الداعمة للمعارضة لاقامة انقلاب وقلب الموازين في لبنان وتسهيل عودتها للبنان? وعلى اي اساس تقوم المفاوضات?

* ما رايك بكلام الرئيس الايراني الذي اعلن انه اقفل الملف النووي, هل يساعد هذا الموقف بحلحلة الامور?

ما دخل ايران بلبنان? ولماذا تريد ايران ان تهزم اميركا بلبنان? هذا الكلام لا قيمة له.. كيف يسمح لنفسه الموفد الايراني الى لبنان ان يطلب من الرئيس السنيورة تناسي مزارع شبعا في الوقت الحاضر? ما هي علاقته بهذا الموضوع? ولماذا يطلب الينا ان ننسى مزارع شبعا? هل اكراما لاسرائيل, ام اكراما لسورية ام للاثنين معا? هذا تدخل سافر في الشؤون اللبنانية, بالاضافة الى الاموال التي تدفع ل¯"حزب الله" وترسانة السلاح ل¯"حزب الله" كلها مصدرها ايراني.

* هل من الممكن حصول متغيرات في السياسة, مثلا كتلة نواب زحلة كان لها موقف متباين بعض الشيء مع فريق 8 اذار?

اظن في نهاية الامر(لا يصح الا الصحيح) احيانا يستطيع الانسان ان يكذب من وقت لوقت لكن الناس لا تصدقه طوال الوقت خطاب المعارضة اليوم مبني على الكذب. وكبار ابطال المعارضة واحد اقام حربا في العام 1989 خرب لبنان والثاني اقام حربا في تموز 2006 خرب لبنان, هؤلاء يريدان ان يمليا علينا السياسة الصحيحة.. حتى الذين يؤيدانهم سيكتشفون الحقيقة في النهاية.. الراي العام مدرك للامور ويعرف كل شيء.. هناك بعض القوى السياسية بدات تعيد النظر بمواقفها وما جرته عليهم هذه السياسة. هذه المعارضة لا يمكن ان تقدم الا النتيجة الوخيمة.

* شهدنا بالامس قسم يمين لبضعة الاف من الكتائبيين (4362 كتائبيا) برايك هذا التعاطف ياتي نتيجة لاغتيال الشهيد بيار الجميل الذي حاول جمع الكتائبيين لاعادة انطلاقة هذا الحزب?

لا ننسى ان حزب الكتائب مر بفترة صعبة جدا, والكتائبي لم يعد يعرف موقفه لا في هذه الجهة ولا بتلك, وهذا ادى الى نوع من الشلل في القاعدة الكتائبية. بيار رحمه الله هو من قام بجمع الشمل, زار كل المناطق وكل الاقسام واجرى عملية نفض للقاعدة بغية الانطلاق من جديد. ثم كان لاستشهاده بهذه الطريقة عطف كبير من قبل انصار الحزب الذي عرف كيف يتلقف هذا التعاطف ويوظفه لمصلحة الحزب ومصلحة ال الجميل بالتحديد.

* هذه الظاهرة الكتائبية هل انعكست على حزب الوطنيين الاحرار الذي تراسه? وهل هناك دم جديد في صفوف حزبكم?

نعم, في حزب الوطنيين الاحرار دم جديد ونحن نتحرك اليوم في كل لبنان, خاصة في المناطق التي جمدنا العمل الحزبي فيها في فترة الوصاية, لاننا الحزب الوحيد المعارض حفاظا على سلامة كوادرنا. ففي وقت كانت الكتائب مقسمة و"التيار" غير موجود و"القوات اللبنانية" منحلة كان حزب الاحرار الحزب الوحيد على الساحة معارضا للاحتلال السوري ولهذا جمد العمل في بعض المناطق ليعود اليوم وينطلق من جديد وبدم جديد ومن كل الطوائف.

* نلاحظ ان نجلكم كميل مهتم بالسياسة وبالحزب, هل يعني انك ستتقاعد من العمل السياسي?

يبدو ان كميل يحب السياسة اكثر مما كانت تعجبني ويظهر انه متحمس جدا للموضوع فلا باس من ذلك.

* لماذا لم تعجبك السياسة في بداية الامر, هل كنت تنفذ وصية السيدة الوالدة (الست زلفا) التي اوصت الرئيس شمعون عدم السماح لك ولشقيقك داني التعلق بالسياسة?

انا بالاساس ولدت بالسياسة وتربيت بجو السياسة وفي انكلترا كنت اعيش في منطقة نفوذ حزب المحافظين وكانت تنتشر انذاك حركة المحافظين الشباب وكنت واحدا منهم, وهناك فرق كبير بين السياسة في انكلترا ولبنان وبعد عودتي الى الوطن كنت بعمر يقرا فيه الشباب الكتب السميكة.. وكنت يومها شبه شيوعي وكنت على وشك الانتساب لهذا الحزب. ومع الوقت اكتشفت انه ليس هذا هو الاسلوب الذي يتم التغيير من خلاله وعندما وجدت التصرف السياسي المغلوط في البلد, فكرت بتاسيس حزب, وطرحت الموضوع على الرئيس شمعون سنة 1958 وقلت له: انت كنت زعيم الشوف وجبل لبنان, اليوم اصبحت زعيما في كل لبنان ولك انصار كثر ومن الضروري تاسيس حزب نطلق عليه اسم حزب الاحرار. اجابني: نسميه (حزب الوطنيون الاحرار) قلت له كلمة (الوطنيون) فيها نوع من النازية. اجابني: بان معنى الوطن ليس واضحا بالنسبة لكثير من اللبنانيين ونريد ان نجعل اللبناني يتعلق بوطنه وهكذا وبقيت في الحزب ومارست مهام ادارية, لان الممارسة السياسية واسلوب السياسيين في لبنان لا يعجبني ولكن للضرورة احكام ولا نستطيع ان نوقف عجلة الزمن ونراقب الامور من بعيد... واليوم بعد هذا التاريخ اقول لك ربما احب السياسة ولكن لا احب السياسيين.