أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية أكدت أن التوتر والسجال في الداخل له علاقة بالمحكمة الدولية

 د. منى فياض لـ "السياسة": شيعة لبنان في مأزق كبير ويعيشون "صراع ولاء" بين "حزب الله" والدولة

  بيروت - من صبحي الدبيسي:

رأت أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية د. منى فياض, أن الشيعة في لبنان يعيشون في مأزق كبير قد لا يخرجون منه بسهولة, متسائلة إذا كانت الحرب داوت جروح العرب فهل من الضروري أن ندمر لبنان كل خمس سنوات, وطالبت »حزب الله« الانخراط في مشروع الدولة.  كلام الدكتورة فياض جاء في سياق حوار أجرته معها »السياسة«, تمنت فيه على »حزب الله« مراجعة حساباته وإجراء عملية نقد ذاتي, وقالت: إن الهجوم على الرئيس السنيورة هو نوع من الضعف بعد أن أثبت بأنه رجل مسؤول وسلاح الديبلوماسية الذي استخدمه كان أمضى من سلاح »حزب الله«. الدكتورة فياض ربطت كل الأمور باستحقاق المحكمة الدولية, وكلما استعجل القاضي سيرج براميرتس في تقديم تقريره, كلما أصبحت مواجهة المشكلة أفضل, وقالت أن الجنوب تحرر سنة 2000 من دون قدرات إلهية وهذه المرة تحطم لبنان.

 

وفيما يلي نص الحوار:

لماذا برأيك يكثر الحديث عن مأزق تمر به الطائفة الشيعية, وما هو السبيل للخروج منه?

هناك نوع من نكبة ألمت بالشيعة, حرب قوية جداً طاولتهم في أرضهم, ممتلكاتهم, مستقبلهم. وطبعاً طالت لبنان أيضاً. فالأضرار الجانبية كبيرة. وهم بالتصاقهم التاريخي ب¯»حزب الله« الذي يعتبرونه ممثلهم عندما ينظرون إلى ما جرى على الأرض, هناك خسارة فادحة لكن الشعار المرفوع هو »انتصار«... وهذا بحد ذاته يؤدي إلى مأزق, هم يشعرون بالضرر ويعترفون به. وفي المقابل يعلنون عن هذا الضرر بأنه »انتصار وبطولة«. وهذا صحيح, كان هناك بطولة وليس انتصاراً.

البطولات الفردية مشهود لهم بها, ولكن على حساب من, هذا من ناحية, من ناحية أخرى, هم في مأزق لأن الأطراف الأخرى تتعامل معهم على أنهم منضوون تحت راية »حزب الله«, وفي نفس الوقت يعرفون أن مصلحتهم هي الدولة اللبنانية.

 

برأيك هل كانت هذه الحرب ضرورية كي ندخل في هذا المأزق?

بالنسبة لي من اليوم الأول أعلنت وصرحت بأنها غير ضرورية, وعندما سمعت بالحرب شعرت بأسى عميق في داخلي خاصة بعدما شاهدت الناس في الضاحية تقدم الحلوى احتفاءً بخطف الجنديين في الضاحية وفي شارع مار إلياس, في الحقيقة توقعت مشكلة كبيرة سنواجهها خاصة وأننا على أبواب الصيف ولبنان بانتظار موسم السياحة والأجواء كانت مقبولة والحوار قائم بين الأفرقاء السياسيين وشعرت بوجوم. وكان شعوري أننا سندخل في حرب كبيرة لا نقدر أن نتوقع حجمها, وهي برأيي حرب لا لزوم لها, لأننا حررنا وطننا سنة الألفين لكن مع الأسف لم يسمح لنا بالفرحة ولا بالاحتفال واستمرينا شهراً نقول هذا انتصار أو غير انتصار... أصلاً عندما أعلنت إسرائيل عن الانسحاب من جانب واحد اعترض الرئيس حافظ الأسد وتساءل كيف حصل ذلك وكأنه ممنوع على إسرايئل أن تنسحب من لبنان, لأن الأسد كان مرتاحاً لواقع الاحتلال... هذا الاحتفال الذي لم يتم سنة 2000 وسرعان ما تحدثوا عن شبعا. حصل تباين في وجهات النظر بين اللبنانيين الذين اعتقدوا أن التحرير تم والمطالب الباقية قد تحل بالطرق الديبلوماسية أو بطرق أخرى. هذه الحرب ربما كان لها إيجابية بالنسبة للشعوب العربية بأنها داوت جروح نفسية بأنهم شعوب مهزومة. ودائماً إسرائيل تتفوق عليهم بطريقة أو بأخرى ولم يتذوقوا معها نشوة الانتصار. هذه الحرب شكلت لهم دعماً نفسياً, وأنا كاختصاصية في علم النفس أسمي ذلك علاجاً نفسياً. فإذا كان كل خمس أو ست سنوات سنعطيهم صدمة نفسية على حساب لبنان وتدمير لبنان فهذا مكلف جداً, هذا الدرس كان ممكناً أن يستفيدوا منه من سنة 2000 ولم نكن بحاجة أبداً لكل هذا التمرين.

 

ماذا كان يمنع لو أن »حزب الله« تعاطى منذ العام 2000 على أن ما تحقق كان انتصاراً كبيراً للبنان وانخرط جدياً في بناء الدولة?

لو أن »حزب الله« فقط حزب لبناني ليس له امتدادات خارجية, كان يمكن أن يثمر انتصاره في العام 2000 لمصلحة الدولة. كان عملهم آنذاك قيم جداً وكانوا محترمين, ومحبوبين جداً وكانوا قادرين على الانخرط في الدولة فعلياً بدل البقاء على هامشها. إلى الفترة الأخيرة. هذه عقيدتهم فهم يعتبرون إيران مرجعيتهم وما زالوا في خطبهم يجاهرون بدعم النظام السوري, خياراتهم واضحة, وليست سرية, ولو أنهم اليوم يشعرون بمأزق كبير, اليوم تمتلكهم الحيرة, مرجعيتهم إيران وولاية الفقيه وخامنئي, والدفاع عن النظام السوري ولكنهم الآن يشعرون بنوع من الحرج, روزنامتهم كما أعلم لم تكن فقط لتحرير الجنوب, أحياناً يطالبون بتحرير القدس وفلسطين. هذا الأمر بالنسبة لي مبرر ومقبول شرط أن يكون جزءاً من ستراتيجية عربية, على الأقل كجزء من ستراتيجية سورية - لبنانية. إذا كان العرب الآخرين لديهم اتفاقياتهم ومصالحهم الخاصة... مزارع شبعا محتلة صحيح لكن الجولان أكبر بكثير من شبعا وهو محتل ومن العام 1974 حتى الآن لم تطلق رصاصة على الجولان.فقط نحن مسؤوليتنا التحرير. والجنوب أصغر حدود مع إسرائيل.

 

أثناء حواري مع أحد الشخصيات السياسية, أخبرني بأنه معترض على كل تصرفات »حزب الله«, لكنه عندما يذهب إلى البيت يجد الجو العام لدى العائلة كله مع »حزب الله« ولا يستطيع أن يتفوه بكلمة. ما تفسير هذه الظاهرة, ولماذا هذا التماهي مع »حزب الله« بهذه الطريقة? هل ما زالت الأعمال البطولية بذهنية الإنسان الشرقي أهم من العقل?

 

أعتقد أن هناك أسباباً عديدة جداً. منها الشعور بالبطولة. فالبطولات التي قدمها »حزب الله« جعلت كل الشارع العربي يعجب به ولديهم سلوك أخلاقي جيد, وهم موجودون على الساحة من الثمانينات يبنون بصمت مؤسسات ومدارس ولديهم إعلامهم: إذاعتان بالإضافة إلى تلفزيون »المنار«. وطريقة صياغتهم للأخبار إعطاء طريقة موضوعية, يقدمون الخبر بشكل مقولب, من خلال إعطاء الناس المعلومات بقالب معين يثير حفيظتهم, أخبارهم مغلفة برسائل وعقائد وأخبار وحماس وتعبئة من الإذاعة إلى المؤسسات والمدارس لديهم برامج خاصة بالتعليم ودروس دين, ولديهم نظام خاص يقدمون الخدمات للناس ويستفيدون من خدمات الدولة ويقدمونها للناس ولديهم قدرة مالية هائلة. من ناحية ثالثة أصبح عندهم نوع من نمط سوسيولوجي اجتماعي- طقوس وعادات. ما أطلق عليها السيد نصر الله ثقافة الحزب. ففي الأول من يونيو وعلى أثر برنامج تلفزيوني تعامل مع السيد نصر الله كقائد حزب وقدم عنه كاريكاتور, نزلت الجماهير إلى الشارع تستنكر ما حصل وبرأيي نستطيع أن نأخذ المسألة من وجهين. أحياناً يقولون بأنهم تنظيم حديدي, يعني إذا نزلوا إلى الشارع لا يتم ذلك إلا من خلال إذن رسمي من قيادتهم, السيد نصر الله يقول بأن الناس نزلت إلى الشارع من دون إذن. وهذه نقطة يجب أن تناقش لاحقاً من أجل سلاح »حزب الله«. هل يستطيع »حزب الله« ضبط هذه الجماهير إذا كان الحزب قادراً على ضبطها شيء جميل, أما إذا كان لا يقدر على ضبطها فتلك مشكلة كبيرة. السيد حسن شخص مهدد والآن يعيش بطريقة سرية, فإذا حصل له مكروه لا سمح الله ماذا نفعل نحن الذين لا نملك السلاح وماذا يمكننا أن نفعل مع الناس الذين يملكون السلاح? السلاح يعطي أصحابه نوعاً من الهيمنة ولو كانت تصرفاتهم لطيفة ولائقة.

 

عندما تعرف أن »حزب الله« يملك هذه الترسانة من السلاح تشعر بأنك ضعيف أمامه... وبرأيي »حزب الله« يستطيع أن يكون حزباً طبيعياً جداً ويكون تابعاً لإيران ولكن يجب أن يكون حزباً سياسياً لا أن يكون حزباً مسلحاً وكل الوقت يقول لي لن أستخدمه ضدك في الداخل, عظيم أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً, ولكن عندما ينطق بهذا الكلام كأنه يربحنا جميلة وكأنه يقول لنا "أنا أملك السلاح وقادر على استعماله في الداخل ولكنني لن أستخدمه ضدكم". هذا يؤسس إلى خوف ضمني عند كل اللبنانيين, هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الشيعة بشكل عام يشعرون بإجحاف تاريخي ضدهم من خلال الخدمات, لأننا ليس عندنا دولة مواطنين ابن بيروت عنده خدمات أفضل من ابن البقاع وابن عكار وما زال الوضع في عكار سيئ جداً. الشيعة يشعرون بأنهم مهمشون عندما استباح الفلسطينيون أرض الجنوب وبدأت الاعتداءات الإسرائيلية عليه شعروا بالعزلة والتهميش, لأن الدولة لم تسأل عنهم حتى جاء السيد موسى الصدر وأعلن أننا لبنانيون وتابعون للبنان. ومطلوب من الدولة إنصاف الجنوب وأن تقدم له ما يلزم من الخدمات... فالشيعة بعد نشوء »حزب الله« والمقاومة بدعم من النظام السوري شعوري بأنهم حصلوا على مكاسب لم يحصلوا عليها من قبل, خاصة في مجلس الجنوب وهذه الأموال التي صرفت في الجنوب كانت من الدولة ومن المساعدات لأهل الجنوب الذين تماهوا بالولاء لمكن قدم له المال والخدمات, فالذي أعطاهم المال هو نبيه بري. اليوم بعض الناس في الشيعة يشعرون بالخوف أحدهم قال: »الدولة ستسحب السلاح بالقوة ونعود زبالين«. فقيل له: وكيف ذلك وأنت أب لأولاد أطباء ومهندسين ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون زبالاً.. هناك إشاعات تبث بين أهل الجنوب من عودة المواطن الشيعي درجة ثانية أو درجة ثالثة. وهذا كله لا يحل إلا بدولة قوية وعادلة وتعامل المواطنين بالتساوي أمام القانون.

 

كيف نطالب بدولة وطنية وعادلة في وقت نجد أن شريحة من اللبنانيين يعملون على إضعافها?

من الخطأ التكلم عن الشيعة ك¯»بلوك«. الدروز هكذا والموارنة هكذا والسنة هكذا, وكل المجموعات تعمل من خلال طوائفها وخوفها من بعضها. فالأفضل ألا نشجع هذا التوجه. الشيعة مواطنون مثلهم مثل غيرهم, يجب أن تعطيهم الدولة والطوائف الباقية ضمانات, فالسلاح يجب أن يكون في يد الدولة, ولا يعود باسم طرف يتصرف به كما يريد ويتخذ قرارات مصيرية توصل البلاد إلى نتائج غير محمودة. الشيعة ليسوا طرفاً ومن يملك السلاح »حزب الله« فإذا تماهى الشيعة مع »حزب الله« فهذه الظاهرة قيد التغيير. والأمور لن تبقى ثابتة ولا جامدة. »حزب الله« أيضاً أصبح يبرهن للشيعة أنه حزب لبناني... وهذا لمصلحته, لأن الخطاب التصعيدي مضر بالحزب كونه أخاف الناس وأخاف الشيعة من حوله... إلى أين بعد حرب مدمرة... يجب أن نراجع حساباتنا وننظر إلى مصلحة البلد الدولة كيف تصبح قوية. هذا عقد بين المواطنين عندما يسلمون أمرهم للدولة. ونراقبها ونحاسبها لتكون عادلة... لذلك لا أرى أن الشيعة فقط هم من يحاول إضعاف الدولة. معظم الطوائف الأخرى تتصرف بنفس الطريقة بفارق أن في الشيعة طرفاً إسمه »حزب الله« يملك السلاح. مثلاً يتكلمون عن الفساد وعن بيع الحصص التموينية, لماذا سوء التوزيع من المسؤول? عندما ذهبت إلى الجنوب وجدته فارغاً حتى السيارات التي توزع المواد التموينية لا تذهب إلى هناك, لأن الطرقات صعبة والمسألة تتطلب وقتاً, وهذه من الأشياء التي تتطلب رقابة عندما نوجه نقداً أو مساءلة ليس من أجل وضع العصي بالدواليب. لا يجوز أن توزع الحصص التموينية في الأماكن التي من السهل الدخول إليها وفي الأماكن البعيدة لا تقدم شيئاً, يجب أن نشجعهم على الذهاب إلى الجنوب, لأن هناك مواطنين يعيشون في خيم أمام منازلهم, هؤلاء لهم الحق بالمساعدات.

 

بعد أن توقف القصف المدفعي لماذا بدأ القصف السياسي?

في حالات السلم تكثر نسبة الانتحار وفي الحروب تخف حالات الانتحار. لأن الخطر الخارجي يجعلك مهدداً ومعرضاً للموت, فلا يعود من مبرر للانتحار. وفي الحروب طاقة الناس تكون متوثبة, للمواجهة والصمود. وبالتالي عندما يكون هناك خطر داهم يحصل تعاون داخلي, وعندما ينتهي الخطر الخارجي يتحول الصراع إلى الداخل. وسلاح »حزب الله« كان موضوع الحوار قبل الحرب وحصلت هذه الحرب بسبب استخدام منفرد بطريقة إرادية من هذا الطرف للسلاح أدى إلى الحرب. كان عليهم أن يدعوا إسرائيل تعتدي وهم يقومون بالدفاع عن لبنان, كان العالم كله ضد إسرائيل, خطف الجنديين جعل العالم يتعاطف مع إسرائيل ويعتبرون أنه اعتدي عليها.. بعد الحرب كان يجب أن تحصل مساءلة ونتفق على خطة عمل وعقد اجتماعي إذا كنا قبل الحرب نناقش موضوع سلاح »حزب الله«, وحصلت الحرب بسبب هذا السلاح, كيف لا يطرح موضوع السلاح وما هي المشكلة في ذلك? أيضاً موضوع علاقة »حزب الله«, انتماؤه لمن? إذا كان انتماؤه لبنانياً لماذا عليه وحده أن يحمل هم الأرض... إنه هم اللبنانيين جميعهم, نقرر سوياً كيف ندافع عن الأرض بحوار جدي وانفتاح, المحاسبة طبيعية, لكن »حزب الله« الذي يعرف ضمناً أنه مسؤول عن كل ما جرى تصدر عنه هذه العصبية, وهذه لن تصدر عن حزب يشعر أن ضميره مرتاح. إنه شعور المسؤولية قبل أن تبدأ جماهيره بالتذمر. بدأ هو بالتذمر وهذا هروب إلى الأمام. على »حزب الله« مواجهة الوقائع واتخاذ موقف مطمئن للجميع. بعضهم عنده أدوار هجومية اعتدنا عليها, ولكن هناك أطرافاً عاقلة وزراء »حزب الله« في مجلس الوزراء يتصرفون بعقلانية... لا يوجد أمامنا إلا الفعل والتفاهم ضمن خيارات لبنانية حقيقية, هذا ما يتحدثون عنه من جهة, ومن جهة ثانية نجدهم قلقين يريدون ضمانات لسلاحهم لمستقبلهم.

 

ما مبرر المهرجان الضخم الذي أقامه »حزب الله« في الضاحية?

إنه نتيجة قلق جماهير »حزب الله«, ونوع من التذمرات وهناك مسؤولية مهما أعطى »حزب الله« من تبريرات ومهما اتهم الشيطان الأكبر إسرائيل وأميركا.. إسرائيل دولة عدوة لا أحد ينكر ذلك, لكن »حزب الله« هذه المرة أوجد لها ذريعة الاعتداء علينا. في الماضي عند كل إطلالة للسيد حسن نصر الله كنت أتخوف, ولكن عندما كثرت إطلالاته أصبح احتمال الخطأ أكبر. وأصبح متوتراً ويعطي دلالات خوف لمحازبيه... القاعدة الشعبية لدى »حزب الله« لا توافق على ما يقوله بشار الأسد ولا على مصادرة انتصارهم كما جاء في خطابه الأخير.

 

الادعاء ب¯»النصر الإلهي« ما هو مدلولاته وهل تعتبرينه حقيقة واقعة يمكن الاعتماد عليها في مثل هذه الظروف?

هذه ظاهرة موجودة والمتدنيون الإسرائيليون يتصرفون بنفس الطريقة, وكل الطوائف تعتمد هذه الأساليب في ظروف مماثلة. لأن ذلك يخلق تجيشاً للنفوس ويسيطر شبه الوعي عند الناس ويشعرون بجامع مشترك وهو الإيمان وأن الله معهم وهناك أخبار كثيرة وحكايات أن الملائكة حاربت معهم ورؤى وأساطير هذا يطمئن الناس ولكن الاعتماد عليه ليس لمصلحة أحد, لأنه تقديس لأمور غير مقدسة... إنها حرب عادية خاضوها ناس عاديين... والصمود الذي حصل ليس بالصمود الأسطوري فهذا كله للاستيعاب, إنه نوع من تبرير إضافي... وهذه أول مرة تستعمل فيها هذه الأساليب, سنة 2000 تحرر الجنوب من دون قدرات إلهية وهذه المرة تحطم لبنان. وهذا سيف ذو حدين.. والمطلوب من قيادات »حزب الله« أن تنظر للمستقبل لاتخاذ خيارات لاستيعاب المشاعر فالتصعيد ليس لمصلحة »حزب الله« بل لخراب البلد وإذا قبلوا فكرة الدولة لتكون مسؤولة عن السلاح أفضل بكثير من تسليمه بطريقة الفرض.

هل أنت مرتاحة للوضع المستقبلي للبنان?

 

هناك استحقاق المحكمة الدولية, وكل ما سرع القاضي سيرج براميرتس في تقديم تقريره وتشكيل المحكمة, كلما حصل نوع من الإستقرار. ولا أحد منا يستطيع العيش من دون زاوية أمل, عندما يسألونني كيف عشنا الحرب اللبنانية? أجيب بأننا عشناها خطوة خطوة. وفي كل جولة نقول أنها النهاية. رغم كل المخاطر يبقى الأمل موجوداً وتبقى الأرض ويبقى الناس. وكل قدرة إسرائيل هدمت الجزء اليسير حتى القنبلة الذرية التي أطلقت على هيروشيما لم تطل الأذية كل الناس. هناك قلق مسؤولية عنه قيادة »حزب الله« والآخرون تصرفوا دون حصول نقد ذاتي. مطلوب نقد ذاتي لنكون لبنانيين بالدرجة الأولى... ولاؤنا الأول يجب أن يكون للوطن.. مثلاً وليد جنبلاط يقوم بعمل جيد لحل قضية المهجرين.. ظاهرة عون كانت ردة فعل عند المسيحيين ضد التكتل الموجود عند الشيعة وعند الدروز وعند السنة, فإذا حصلت الانتخابات هل سيكون اختيارهم له بوعي... لنترك صناديق الإقتراع أن تقرر.

 

لماذا الهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة? هل لأنه الحلقة الأضعف?

الرئيس السنيورة وقبل هذه الأزمة أعتبره رجل دولة وأداؤه جيد كرجل مسؤول بشخصيته وهدوئه وحزمه.. وهو الرجل الملائم للمرحلة التي مررنا بها. ولو كان غيره لتدهورت الأمور فاستخدامه للسلاح الديبلوماسي كان أفضل من السلاح الذي استخدمه »حزب الله«... وكل الكلام ضده نوع من الضعف.