وزير الداخلية اللبناني بالوكالة انتقد بشدة حملة التخوين ضد "تيار المستقبل"

 أحمد فتفت لـ"السياسة": الوضع اللبناني خطير جداً مع تصاعد حدة الشحن المذهبي والطائفي

 بيروت - »السياسة«:

حذر وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت من خطورة الوضع السياسي الداخلي مع تصاعد نبرة التخوين والهجوم على »تيار المستقبل«, موكدا ان الشحن المذهبي والطائفي سيؤدي الى مزيد من الاحتقان وهذا ما نتخوف منه.  وانتقد فتفت في حديث ل¯»السياسة« عدم تعامل »حزب الله« مع وزارة الداخلية كمؤسسة رسمية واستشهد على ذلك بعدم ابلاغ الحزب الوزارة بالاحتفال الذي سيقام اليوم في ضاحية بيروت الجنوبية, مشددا على ان لبنان بلد توافقي ولا احد يستطيع ان يحكمه من الشارع او الضغوطات. وأعرب الوزير عن اعتقاده ان طاولة الحوار لم تؤد الى اي نتيجة فعلية واقترح ان يتم الحوار داخل مجلس النواب.

من جانب آخر حذر فتفت من مغبة اي اعتداء على قوة الامم المتحدة الموقتة في الجنوب »يونيفيل«, مؤكدا ان عمل كهذا سيؤدي الى اشعال حرب جديدة تكلف لبنان الكثير. وحول ملف العميد داود القائد السابق للقوى المشتركة في الجنوب اوضح فتفت ان هذا الملف اصبح في عهدة لجنة الدفاع الوطني, وجدد مطالبته بتأليف لجنة تحقيق برلمانية. ونفى وزير الداخلية اللبناني وجود اي علاقة بين ملف الموقوفين بتهمة الانتماء الى تنظيم »القاعدة« وملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وانتقد بعض الجهات التي تعرقل موضوع الاستعانة بكاميرات امنية في الشوارع في بعض مناطق بيروت وقال ان هناك من يحاول ان يستغل هذا الموضوع من اجل منافع وشعارات سياسية على حساب الامن وطالب ان يتم تحييد الامن عن الصراع السياسي.

وفيما يلي نص المقابلة:

كيف تقيمون الوضع الامني في ظل الخروقات الاسرائيلية المتكررة في الاجواء اللبنانية, خصوصا في الضاحية الجنوبية فوق المكان المخصص لإقامة احتفال »حزب الله«?

الممارسات الاسرائيلية يدفع ثمنها لبنان وهي موجهة للتحدي ليس الى لبنان فقط بل موجهة كتحد الى المجتمع الدولي, لأنه هو المسؤول عن تنفيذ القرار 1701 وهو قرار دولي. كما ان هذا الموضوع من مسؤولية الامم المتحدة ومسؤولية المجتمع الدولي وهذا امر واضح وعلى كل دول العالم ان تتخذ الموقف المناسب في هذه القضية ليس فقط من الخروقات الجوية بل خصوصا مما يجري على الارض لجهة محاولة التعديل في الخط الازرق وبالحدود الحدودية الدولية. كذلك فيما يتعلق بموضوع الاسرى يعني ان اسرائيل تحاول من خلال بعض الممارسات التي تقوم بها ان تسجل لها نقاطا في الداخل الاسرائيلي لمصلحة الحكومة ولمصلحة رئيسها ايهود أولمرت بانتظار تطور الاوضاع السياسية الداخلية.

هل تتخوفون من خرق اسرائيلي على الارض اثناء قيام »حزب الله« بالاحتفال »بالنصر«?

لا احد يستطيع ان يؤمن للاسرائيليين ماذا يمكن ان يفعلوا, انا أتوقع ان تؤخذ كل الاحتياطات اللازمة من اجل التصدي لأي خرق قد يحصل لا سمح الله.

كوزارة داخلية هل من احتياطات امنية لوجيستية تتخذ على الارض في هذه المناسبة?

في الحقيقة, انا استغرب ان يقوم »حزب الله« بهذا المهرجان ونحن نحترمه ولكن للأسف لم يتعامل معنا »حزب الله« كمؤسسة رسمية ويعلمنا عن مناسبات احتفالاته التي تحصل, بينما باقي التنظيمات والوزارات تخبرنا بمناسباتها. نحن لم نتلق اي علم بهذا الاحتفال.

الرئيس نبيه بري متخوف من الوضع المتشنج السياسي?

ان الرئيس بري هو محق بهذا التخوف, لأن الوضع السياسي خطير جدا. خصوصا عندما سمعنا الخطابات السياسية بالتهم والتخوين, خصوصا وانها موجة مباشرة ل¯»تيار المستقبل« وليس للأكثرية النيابية وهذا يؤدي وبكلام مذهبي الى بعض الاجراءات والقرارات الادارية حتى البعض يعطيها تفسيرا مذهبيا, كل هذا هو شحن مذهبي وطائفي يؤدي الى احتقان للجبهة الداخلية وهذا ما نتخوف منه حاليا.

رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يتخوف من عملية اغتيال كبيرة قد تحصل في بيروت او من عملية واسعة النطاق قد تحصل للقوات الدولية »يونيفيل«?

ان الاعتداء على »يونيفيل« هو موضوع لا يمس فقط الامن داخل لبنان بل يؤدي الى اعادة اشعال حرب في المنطقة, لأن »يونيفيل« هي قوات دولية وهي موجودة من اجل تنفيذ القرار 1701 من اجل حماية الحدود اللبنانية. ونحن نفضل ان ندفع قوات »يونيفيل« ان تلعب دورها من اجل حماية الحدود اللبنانية وتنفيذ 1701 وفق قراءتنا لهذا القرار, لأن هناك نقاطا ايجابية في هذا القرار للبنان ويجب ان نستفيد منها ونفعلها حتى لا ندخل في اللعبة المعاكسة, وقد يكون هناك اطراف بطريقة غير مباشرة تحاول ان تعتدي على »يونيفيل« وتحاول اخراج »يونيفيل« من لبنان. من هنا انا اعتقد ان الاعتداء على قوات »يونيفيل« في الجنوب هو لمصلحة اسرائيل. اما على الصعيد الداخلي فكل يوم هناك اجراءات امنية جديدة تتخذ ولم نعلن عنها. وكل يوم يوجد تطوير جديد لقوات الامن الداخلي ان من ناحية العدد او من ناحية العدة, او التجهيزات ونحن ننتظر خلال الاسبوعين المقبلين تجهيزات مهمة جدا على صعيد السيارات والاسلحة التي ستصل الى قوى الامن الداخلي وهذا كان مخططا له قبل الحرب اي ان تصل هذه المساعدات خلال شهر سبتمبر وقد وصل قسم منها. وما أود ان أقوله للرأي العام اننا كقوى امن داخلي نعمل ضمن الامكانات المتوفرة لدينا من اجل ضبط الامن مئة في المئة, وقد لمست الناس ذلك عبر مناسبات عدة جرت وكانت القوى الامنية جاهزة ولكن بعض الناس تخوفت من قوى الامن بعد الاعتداء الذي تعرضت له اثناء محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة.

كيف تقرأ هذه الرسالة?

أنا أرى أن الاعتداء على قوى الأمن الداخلي هي رسالة إيجابية وليست سلبية.

من أي ناحية?

إن الجهة التي قامت بسلسلة الاغتيالات في السابق كانت توجه تفجيراتها للسياسيين أو للمدنيين, أما اليوم فكانت الرسالة أمنية وهذا يعني أن قوى الأمن الداخلي بدأت ترعب بعض الجهات لأنها لو لم تكن فاعلة فلا أحد يستطيع أن يعتدي عليه. أما الإشارة الثانية فإن عناصر قوى الأمن اليوم تتصدى بصدرها لكي تدافع عن أمن المواطنين. وهذا يعني أن قوى الأمن بدأت تصبح فاعلة وتلعب دورها وهي بحد ذاتها رسالة طمأنينة للشعب اللبناني.

لماذا لا تستعين قوى الأمن الداخلي بكاميرات على مداخل بيروت الرئيسية?

نحن حاولنا ذلك, وأنت تعلمين أن هذا الموضوع طرح في السابق ولقي اعتراضاً. ونحن نحاول أن طرحه من جديد وهذا أمر ضروري. ولكن للأسف إن البعض في هذا البلد يحاول أن يستغل أي موضوع من أجل منافع سياسية وشعارات سياسية ولو كان على مصلحة أمن البلد. والذين اعترضوا على موضوع الكاميرات فإنهم اعترضوا بالأحرى على أمن البلد.

من الجهة التي اعترضت على ذلك?

الناس تعلم من هي الجهة التي اعترضت على هذا الموضوع المهم. ونحن سنحاول أن نتحدث بها لأنها ضرورية جداً لأمن المواطن وهي موجودة في كل بلاد العالم, وللأسف فإن البعض قرر أن يعرقل بأي شكل ولو كانت هذه العرقلة على حساب الأمن. وأنا أوجه نداء أن يتم تحييد الأمن عن الصراع السياسي. تريدون مهاجمة وزير الداخلية, تفضلوا "هاجموا" ولكن الأمن موضوع آخر. فلا نسمح لأحد أن يهاجم الجيش أو قوى الأمن, والأمن العام. هناك مسؤولون سياسيون يتحملون المسؤولية. من هنا المسؤول السياسي موجود للرد عن القوى الأمنية حتى لا تكون عرضة للتجاذبات السياسية, لأن الأمر هو لكل الناس ولكل الأطراف, فالأمن ليس سياسياً ولا يجب أن تكون السياسة طرفاً في الأمن.

أين أصبح ملف اغتيال المقدم سمير شحادة, وهل صحيح أن العملية كانت من أجل تصفية حسابات شخصية ولا يتعلق بقضية اغتيال الرئيس الحريري?

أسمع هذا الكلام, وكل من يوجد في حوزته دليل على هذا الكلام يتفضل ويعطيني إياه. وإلا يكون الهدف من هذا الكلام هو تشويه الحقيقة.

يُشاع أن الموقوفين في بعض أحداث الضنية لهم علاقة في اغتيال الرئيس الحريري?

لا يوجد موقوفون من الضنية.

ألا توجد أطراف أصولية لها علاقة بملف الإغتيال?

ليس لدي معلومات, فهل أنت تتحدثين عن موقوفين في أحداث الضنية سابقاً?

نعم.

ليس لدي أي معلومة تربط هذه المواضيع مع بعضها, ولو وجدت لدينا معلومات لكنا أعلناها ولا توجد لدينا مشكلة.

يُشاع أن الموقوفين 13 من تنظيم "القاعدة" مرتبطون في عملية الإغتيال?

يوجد موقوفون بملف "القاعدة" ولكن ليس لهم علاقة بملف الرئيس الحريري.

ننتقل إلى الوضع الداخلي والوضع الحكومي بشكل خاص, هل ترى حكومة جديدة تلوح في الأفق?

أنا أرى حكومة جديدة, وسريعة جداً بعد استقالة الرئيس لحود.

برأيكم كيف ستكون استقالة الرئيس لحود?

عندما يدرك أن المصلحة الوطنية توجب استقالته.

هل تقرير براميرتس ستكون له علاقة بذلك?

لا أعرف...

هناك دعوات تدعو لتحريك الشارع, ما تعليقكم على هذا الأمر?

"الذي يلعب بالنار يحرق أصابعه" إن الشارع ليس ملك أحد في لبنان, فهذا بلد توافقي وليس لأحد أن يحكمه لا في الشارع ولا في الضغط ولكل طرف سياسي مهم شارع يستطيع أن يستعمله وأثبت كل طرف أنه قادر أن يجمع مئات الآلاف فهذا الأسلوب أتمنى من بعض الأطراف أن يدركوا أنهم ليسوا الوحيدين الذين يملكون الشارع.

هل أنتم مع عودة طاولة الحوار إلى الواجهة مرة أخرى?

أنا أعتقد أن مبدأ الحوار هو مبدأ مهم جداً ويجب أن لا نتخلى عنه أبداً ولكن طاولة الحوار لم تؤد إلى أي نتيجة فعلية وأنا أفضل شخصياً أن يجري الحوار حيث يجب الحوار الوطني أي ضمن المؤسسات في المجلس النيابي.

ما حدود صلاحيات الجيش وقوى الأمن الداخلي في الجنوب بالنسبة لكل ظهور مسلح?

إن صلاحيات قوى الأمن الداخلي محدودة جداً ضمن عملها في "المخافر". أما الجيش اللبناني فلديه كامل الصلاحية وعليه أن يقمع أي ظهور مسلح. وقرار مجلس الوزراء واضح لدى جميع الأطراف بمن فيهم "حزب الله" وعلى الجيش اللبناني أن يواجه أي ظهور مسلح ويوقف أي مسلح.

أين أصبح ملف العميد داود القائد السابق للقوى المشتركة في الجنوب?

هذا الملف أصبح في عهدة لجنة الدفاع الوطني, وأنا قلت عبر الإعلام في الجلسة السابقة للجنة أنني أؤيد تأليف لجنة تحقيق برلمانية.

كوزير داخلية هل تعتقد أن العميد داود اتخذ القرار الخطأ?

أنا أحلت الموضوع إلى المفتش, والمفتش أجابني نعم. وبناء عليه توقف الموضوع هنا ويمكن أن يكون هناك آراء مختلفة عن آراء المفتش ولكن مرجعيتي والتي أطلب منها رأيي في هذا الموضوع هو المفتش, أي مديرية التفتيش في قوى الأمن الداخلي وهي تابعة للوزير وليس للأمن الداخلي فكان جوابها واضحاً ولا توجد مسؤوليات أكثر من الذي حصل والعقوبة التي اتخذها 3 أيام توقيف فوري . فهل كان يجب أن نذهب أبعد من ذلك. المفتش لا يرى ذلك أما إذا صدرت توصية من المجلس النيابي أن نذهب إلى القضاء العسكري هذا الموضوع يعود للمجلس النيابي.

أين العميد داوود اليوم?

لقد أعيد إلحاقه بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

كيف ترون مستقبل لبنان?

في طبيعتي أنا متفائل جداً وإن التفاؤل دائماً أنقذ اللبنانيين. لبنان رغم كل التجاذبات السياسية أثبت الشعب اللبناني إرادته للحفاظ على هذا البلد عندما كرست هذه الوحدة الوطنية القوية جداً, خصوصاً أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان فبالتالي فهذا يعطي مجالاً للتفاؤل. كما أن الاهتمام العالمي بلبنان أثناء وبعد الحرب هو إشارة مهمة جداً على التفاؤل, ولبنان لا يزال له الدور الفعال في هذه المنطقة بعد أن سقطت كل الأنظمة. لذلك يبقى لبنان حاجة ليس للبنانيين وليس للتفاعل فقط كما يقال بين الشرق والغرب بل هو حاجة سياسية في محيطه المتوسطي. وإن الاهتمام الكبير الذي لعبته أوروبا والعالم بالوضع اللبناني يجب أن يقرأ ضمن هذا النطاق.

  _________________________________________________________________________________________________