رئيس "المنبر الديمقراطي" أكد أن لبنان بات دولة مدّولة

 حبيب صادق لـ "السياسة": لولا وجود طبقة سياسية استسلمت للإرادة السورية لما تمكنت هذه الوصاية من الاستمرار

 بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة 11/11/2006

اعتبر رئيس المنبر الديمقراطي النائب السابق حبيب صادق, ان ما جرى كان تطبيقا لمخطط قائم ولم يكن عملا عشوائيا بدليل ان لبنان باسره غدا ومن الايام الاولى للحرب مسرحا لهذا السعير الاسرائيلي المدعوم اميركيا, مبديا ملاحظات حول اختيار الزمان والمكان ومطالبا بان نكون نقديين وان ما يمكن اعتباره سببا للحرب لا يتلاءم مع حجم هذه الذريعة.

كلام صادق اتى في سياق حوار اجرته معه "السياسة" تناول فيه لاول مرة مسالة اعتكافه العمل السياسي منذ الانتخابات الاخيرة احتجاجا على ما سمي بالتحالف الرباعي الذي انتج هذه الطبقة من السياسيين, متهما الذين يطلقون الدعوات اليوم لاقامة الدولة هم انفسهم كانوا ممسكين بمقاليد الامور في البلد, فلماذا لم يقيموا الدولة? ولماذا تركوا الوصي السوري يمسك برقابهم جميعا ويقودهم الى ما يريد, وهل السيد يصنع نفسه, ام العبد يصنع السيد?! ولولا ان هناك طبقة سياسية استسلمت للارادة السورية ذلك الاستسلام المذل كيف يمكن لهذه الوصاية ان تستمر الى هذا الحد.

صادق ذكر الذين فقدوا ذاكرتهم ان اول من اسس حركة شعبية مناهضة لهذه الوصاية وان المعارضة الحقيقية بدات من خلال المنبر الديمقراطي الذي تاسس في العام 2000 وضم اليه مجموعة من القوى الوطنية و"قرنة شهوان".

وفيما يلي نص الحوار:

* بعد اعتكافك عن السياسة منذ الانتخابات النيابية الاخيرة وانت بما نشكل من تاريخ سياسي حافل بالمنجزات النضالية, حصلت اخيرا الحرب على الجنوب اللبناني, كيف عشت هذه المرحلة, ولو قيض لك اسداء نصيحة ما قبل الدخول في هذه الحرب ماذا كنت ستقول?

اولا, الاعتكاف, له اسباب ولا اعتقد الان اننا بصدد الدخول بتفاصيل هذا الاعتكاف, هناك ازمة نجمت بسبب الخلل الكبير الذي حصل في العلاقات التحالفية, تحديدا في الانتخابات النيابية الاخيرة, فرايت العجب ممن كنا نحسب في انهم حلفاء على مستوى لبنان سواء في الخطاب الاعتراضي البناء او في المعركة السياسية بكل ابعادها داخل لبنان وابرز بعدا سياسيا في لبنان او غير لبنان هو العملية الانتخابية وللاسف الشديد تساقطت الاقنعة عن هؤلاء وبالتالي رايت ان من الاسلم وبالتشاور مع كل اصدقائي واخواني ان اتجنب خوض المعركة الانتخابية واستمريت في حالة الاعتكاف عن العمل السياسي والقول السياسي. اما القول الثقافي الذي يميز منبر المجلس الثقافي لم يهدا ولن يهدا. كل اسبوع لدينا نشاط ثقافي ونستقبل ليس وجوها ثقافية وادبية وابداعية لبنانية فحسب, بل عربية ايضا واول امس كنا على موعد مع الوجه الفلسطيني البارز الشاعر وليد البرغوثي والصديقة الدكتورة زهوة عاشور الكاتبة والروائية والمناضلة وهي زوجة الاستاذ وليد وقبل ذلك استضفنا مفكرين من مصر ومن سورية ومن الكويت اذا, نحن على صعيد القول الادبي والفكري ان نتوقف اطلاقا ووصلنا العمل بايقاع عام ايضا.

اما في الشأن السياسي في هذه الفوضى التي ارادوها ان تكون خلاقة, هي بالفعل فوضى مدمرة, فوضى زلزالية, لم تترك بلدا في الشرق الاوسط الا واحدثت فيه زلزالا مدمرا على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ايضا, وهذا ما عزز لدينا التوجه الجديد في الناي عن العمل السياسي المتعارف عليه, اما العمل السياسي في جوهره الحقيقي فنحن نمارسه في مفردات عديدة جدا ثقافية وادبية واجتماعية.

* هؤلاء الحلفاء الذين تتحدث عنهم, هل تعذرهم على مواقفهم السياسية الجديدة, ام انك منقطع عنهم بشكل نهائي? وهل ما زلت تحمل على ذاك القانون الانتخابي الذي اوصل الى البلد هذه النوعية من الرجالات السياسية, هل تعتبرهم بانهم كانوا مرغمين على ذلك ان المصالح الخاصة الضيقة هي التي تحكمت بمفاصل العلم السياسي عندهم?

لا انطلق من محاكمة اخلاقية وان كنت اعتقد وامارس هذا الانسجام ما بين عمل سياسي وموقف اخلاقي بمعزل عن الواقع الذي رايت ان اتخذه في ضوء التجربة العملية في ان السكوت هو موقف سياسي. وما كنا نطلق عليه المعارضة الوطنية التي تاسست تحت سقف هذا المجلس. وان الشطر الواسع من حلفائنا عندما قرع جرس الانتخابات انشدوا الى مصالحهم الفردية والفئوية وعبر عن ذلك بما يسمى التحالف الرباعي وجرت الانتخابات وانتجت هذا النتاج الذي تعرفه المجلس النيابي الحالي فهذه الطبقة السياسية ما نشات الا نتيجة هذا التحالف الرباعي بين قوى ما كان يجمعها على الاطلاق اي قاسم مشترك بل بالعكس تماما كان هناك فجوات بين طروحات هؤلاء ومن تحالفوا معهم تشكيلا وتحالفا...

* هل اصبت باحباط سياسي نتيجة ما حصل?

عمري السياسي خمسون سنة امضيتها مناضلا في الحقل الوطني والقومي ولست واهما بعد بانني محبط, انما انتابتني حالة من الحزن من دون شك لانه كانت هناك اكثر من وشيجة تشدك الى مجموعة من القوى التي كنت اعتبرتها حليفة حقيقية. واذ بلحظة اقامة السوق السياسية واشدد على كلمة "السوق" تباع هذه القيم, اي قيمة التحالف بابخس الاثمان وانشدادا بتحقيق المصلحة الفردية والانفرادية. ولن اتوقف كثيرا عند ما حصل, وثق انها المرة الاولى التي اعبر فيها بقليل عما هو مشحون في صدري من تداعيات تلك التجربة وكانت تجربة لا اقول محبطة بل محزنة قد اعددت كتابا اوجزت في اوراق هذا الكتاب حكاية تلك التجربة وليس هناك من داع لاطلاق المزيد من المواقف والانتقادات لها.

* بعد كل الذي جرى هل انت على تواصل مع صديقك وليد جنبلاط?

ليس هناك من علاقة, انت تعلم ويعلم الجميع بانني كنت مع والده الشهيد الكبير كمال جنبلاط وتواصلت هذه العلاقة مع الاستاذ وليد الى تجربة الانتخابات التي اشرنا اليها كونه رمزا اساسيا من هذا التحالف الرباعي الذي احدث شرخا عميقا في العلاقة السياسية بيننا.

* لو اخذ برايك في تلك المرحلة ماذا كان تبدل من المواقف التي نشهدها اليوم?

المعارضة الوطنية انذاك لا اسميها فقط 14 اذار نحن بدانا قبل ذلك بكثير والمعروف لماذا سميت 14 اذار. نحن بدانا معارضتنا سنة 2000 عندما اسسنا المنبر الديمقراطي, هذا المنبر هو الذي شكل حجر الزاوية لما اطلقنا عليه المعارضة الوطنية في حين كانت قبل ذلك معارضة تقتصر على المعارضة المسيحية تحت عنوان "قرنة شهوان" وحين التقينا مع الاصدقاء المقربين في "قرنة شهوان" انضوت هذه المعارضة تحت عنوان المعارضة الوطنية, لانها جمعت المعارضين من كل القوى ومن كل الفئات الاجتماعية.

* هل اصبح المثقفون الشيعة اليوم في مواجهة ما يسمى الاصولية الشيعية وما تجمع من متشددين ومتدينين?

ارجوك ان تعفيني من الاجابة على هذا السؤال. ولن اقارب هذا الموضوع انطلاقا من ممارستي السياسية والثقافية منذ تحرك نبض الوعي لدي وانا ابعد خلق الله عن كل ما يتعلق بشان طائفي او مذهبي... لذلك ارجو ان تعفيني من هذا السؤال.

* على ذكر المذاهب والطوائف هناك كثيرون لا يعرفون طائفة حبيب صادق ان كان مسلما او مسيحيا, فما هو تعليقك على هذا الموضوع?

هذا امر يسرني جد جدا, ويسرني ان اسمع مثل هذا الكلام.

* كيف عشت تداعيات الحرب على لبنان وهل كانت ضرورية في توقيتها ومبرراتها?

صحيح انني لم اتكلم بكلمة خلال هذه الحرب العدوانية البالغة البشاعة والوحشية التي قام بها العدو الاسرائيلي ضد لبنان انسانا ونظاما وسيادة واستقلالا, هي ليست حربا اسرائيلية, هي حرب في الجوهر اميركية فاسرائيلية, المخطط والموجه وصاحب الايقاع هو الادارة الاميركية بالتحديد والساعي السعيري الجنهمي هي اسرائيل, واسرائيل ليست المرة الاولى التي تقطف بجحيمها المدعم باستمرار من الولايات المتحدة الاميركية, انما هذه الحرب السادسة او السابعة التي تشنها اسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان. اذا, وان اتسمت هذه الحرب بنمط من الحقد الاسود الذي قلما تعرفه الحروب, هناك قوانين للحروب, هناك قوانين ينبغي ان تحترم الى هذا الحد او ذاك نكتفي فقط بالاشارة الى التهديم المنهجي لمؤسسات تربوية واجتماعية وصحية, جسور تربط الناس ببعضها, تربط اوصال البلد. ما حدث يخرج عن اي مفردة من مفردات قوانين الحروب التي عرفتها البشرية, وحسبك ان تعلم بان في اليومين الاخيرين وعلى الرغم من صدور قرار مجلس الامن بايقاف هذه الحرب العدوانية الوحشية مع ذلك مارس الكيان الاسرائيلي افظع ما مارسه خلال الايام السابقة, ويكفي ان تعلم ان عشرات الالاف من القنابل العنقودية المحرمة دوليا قد قذفت بها اسرائيل في هذين اليومين زارعة بها مساحة الجنوب كلها.. ضد من. ضد اطفال الجنوب, ضد نساء الجنوب, ضد مزارعي الجنوب, ضد الرعاة في الجنوب وليس ضد المقاتلين, المقاتلون في حصونهم في اماكنهم البعيدة عن كل هذه الادوات المزهقة لارواع الناس بهذا الشكل وانت تعلم يوميا يتحدث الاعلام عن ضحايا هذه القنابل التي تاخذ احيانا اشكال علب شوكولا ولعب اطفال, اذا المقصود منها?.. الاطفال.. تصور اي قوة هي معادية للطفولة.. وانت تتذكر جيدا في بداية الحرب كيف حملوا بعض الاطفال في الكيان الاسرائيلي وذهبوا بهم وهم اطفال واخذوا يرسمون ويرسلون تحيات لاطفال الجنوب على ماذا رسموا ليس على الاوراق الملونة, على الصواريخ الموجهة الى الجنوب لازهاق ارواح الاطفال, هل هناك دولة في هذا العالم تحترم ذرة من ذرات الانسان ولو بحجم شعرة بالحضارة, تحمل اطفالها على العمل في ازهاق ارواح الاخرين. يتساءل الانسان من اعماق احاسيسه الجريحة عن هذا الغرب الذي يرى ما راينا, هل يهدا له من ضمير اذا كان له من ضمير يتحرك حيال هذا العدوان الذي يمس النبض الحي في الجسم الانساني وهي الطفولة, كيف?? انا لا اتحدث عن جسور ولا عن بنى تحتية, اتحدث عن الاطفال.

* برأيك اين مكمن الخطأ بعد ان كانت اسرائيل قد انسحبت في العام 2000 وتحرر الجنوب وجرى ترسيم الخط الازرق? هل كان من الضروري ان يحصل ما حصل? ولماذا لبنان لم يستطع الاستفادة من تلك اللحظة?

انت تعلم كما يعلم الكثرة من اللبنانيين, كيف انشطر الراي العام في لبنان وخارج لبنان حول كيفية ما حصل, وللاسف الشديد كيف ان بعض الناس ينشغلون برؤية الشجرة دون رؤية الغابة, وينشغلون بمن اشعل عود الثقاب في المبنى الضخم الذي شب فيه الحريق, اليس في عود الثقاب الذي شب فيه الحريق, لان الحريق كان مصمما له ومخططا له ومعروف جيدا ان الصحافة الاميركية قد تحدثت بان هناك خطة معدة ومحدد لها وقت هذا العام للقيام بهذه الحرب العدوانية الشنعاء. لنا ملاحظة نحن باختيار المكان واختيار الزمان وعلينا ان نكون نقديين انما هذا وان شكلت عند البعض ذريعة انما ما جاء في اعقاب حدوث هذه الذريعة لا يتلاءم اطلاقا مع حجم هذه الذريعة وظهر فيما بعد بان ما جرى كان تطبيقا لمخطط قائم ولم يكن عملا عشوائيا, بدليل ان في الساعات الاولى واذ لبنان بامله يغدو مسرحا لهذا السعير الاسرائيلي المدعم اميركيا.

الادارة الاميركية لن تتردد في التعبير عن موقفها مما يجري وما يجري مشهديا امام اعين البشر وليس فقط اعين اللبنانيين واعين العرب على الرغم من الموقف الاميركي الحاد جدا في إرجاء ايقاف النار, في حين ان الراي العام العالمي من خلال المسيرات والتظاهرات والاستنكارات, كل هذا الصوت الجميل في هذا العالم الذي ارتفع وطالب بايقاف النار. من ضغط على مجلس الامن كي لا يصغي لهذه الاصوات الشريفة? الادارة الاميركية وقد ارسلت الانسة رايس الى المنطقة وتتذكر جيدا حين قالت بان هذه الحرب ستؤسس لشرق اوسط جديد. في حين ان معلمها سيد البيت الابيض قد اطلق مشروع الشرق الاوسط الكبير او الواسع فهي اختارت الجديد. لماذا فقط ضمانا للمصالح الاميركية المشدودة العلاقة مع المصلحة الاسرائيلية والغاية النفط في الشرق الاوسط, الاحتياط النفطي في الشرق الاوسط, تحديد المساحة الشرق اوسطية في الهجمة الاميركية على هذا العالم لوضع خطتها الحديدية عليه ولتامين مصالح الكيان الاسرائيلي الستراتيجي للولايات المتحدة الاميركية.

* بعد دخول الجيش الى الجنوب وانتشار قوات "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني, ما هي قراءتك لواقع الحال اليوم?

المؤسف بانني اميل الى القول بان لبنان بات دولة مدولة, ما نشاهده على ارض الجنوب وخصوصا التصريحات التي صدرت اخيرا من قبل قوات الطوارئ التي جاءت تنفيذا للقرار 1701 واذ تمارس هذه القوات في قولها وفي تصاريحها ان لها اهدافا اخرى غير الاهداف المعلن عنها وان التصريح الاخير الذي جاء نقلا عن ما جاء لها من نيويورك انها ستوسع نطاق عملها الذي يتجاوز ساحة الدفاع عن النفس وهذا امر يبعث على مشاعر القلق بيننا جميعا, وبالتالي نامل بان لا تتورط هذه القوات في ما هو من صلاحيتها بما نفهمه ونقراه في الخطابات الدولية والا هناك عواقب وخيمة اذا ما حدث تخطٍ في مفهوم هذا القرار الدولي في ممارسة عملها.

نتمنى ان لا تكون هذه القوات حصنا او درعا واقيا للكيان الاسرائيلي, بل ان تمارس اعادة الاستقرار في منطقة الجنوب تحديدا الذي عانى منذ العام 1948 السياسات العدوانية الاسرائيلية, اما اذا خرجت ممارسة القوات الدولية عن هذا النطاق فاحسب بان النتائج ستكون وخيمة جدا.

* في موضوع الخطاب الداخلي والتجاذب السياسي الحاصل, هل ترى انه يؤسس الى دولة قوية ومتماسكة ام ان هناك قلقا من مزيد من التشرذم والانقسام?

كثر الحديث عن الدولة, والمدهش بان كل القوى تتبارى بالدعوة الى قيام الدولة بمن فيهم تلك الاطراف التي كانت ممسكة ما يسمى دولة خصوصا في مرحلة ما بعد "الطائف" الذين يطلقون اليوم الدعوة لاقامة الدولة هم انفسهم كانوا ممسكين بمقاليد الامور في هذا البلد, فلماذا لم يقيموا هذه الدولة, الان بداوا يتحدثون ويدعون بان اتفاق "الطائف" لم يطبق لماذا لم يطبقوا "الطائف" فهؤلاء كان هم كما سبقت الاشارة بادارة هذا البلد. لماذا لم يطبقوا "الطائف"? لماذا تركوا الوصي السوري ان يمسك برقابهم جميعا ويقودهم الى ما يريد, لماذا? السيد لا يصنع نفسه العبد يصنع السيد وليس العكس لو لم يكن هناك طبقة سياسية في هذا البلد قد استسلمت للارادة السورية, لذلك الاستسلام المذل كيف يمكن لهذه الوصاية ان تستمر الى هذا الحد? تلك الممارسة الفظة المسيئة ليس فقط لسيادة هذا البلد, لمعنى العروبة, لجوهر العلاقة العربية بين قطر عربي واخر. اذا, علينا ونحن فعلا نضع على مشرحة النقد تلك المرحلة. ينبغي علينا ونحن نشدد النكير على ممارسة الوصاية السورية على لبنان ونحن اول من اشار الى ذلك سنة 1996 عندما انشانا حركة شعبية ديمقراطية عد الى وثيقتنا نحن اول من اشار الى ذلك قبل ان تشير اول هيئة سياسية في لبنان ومع ذلك تقول هم الطرف الاخر الذي يحمل مسؤولية ما جرى في لبنان خلال سنوات هذه الوصاية هذه الطبقة السياسية هي التي كانت تحكم هذا البلد وما زالت تحكمه الى وقتنا الحالي انما باسماء ثانية بالقاب ثانية.