عدد 5 كانون الأول - الشراع

وليد جنبلاط لـ((الشراع)):لا خوف على سوريا اذا سقط النظام

*القطيعة بيننا وبين النظام السوري وصلت الى نقطة اللاعودة

*لا أصدق أنه لم يعد هناك أحزاب ورجالات في سوريا اذا سقط النظام

*سوريا ليست العراق وستبقى بكل مكوناتها ومقوماتها الوطنية والقومية ولن تحكمها اصوليات أو سلفيات اذا تعرض نظامها للخطر

*أشك بما قاله الشرع حول مزارع شبعا الى أن نذهب الى الأمم المتحدة سوياً لاثبات لبنانيتها

*النظام السوري أقفل كل أبواب المصالحة معه.. وبعد جلاء الحقيقة يمكن أن نجلس مع آل الحريري والسعودية ومصر للبحث بتسوية معه

*ما تبقى من الجبهة الشرقية سيبقى وفي لبنان نحافظ على جهوزيتنا بحماية المقاومة للدفاع عن لبنان والخاصرة السورية

*حاولنا مع رفيق الحريري تحصين موقع سوريا مع بشار الاسد ونظامه لكننا لم نستطع

*نستفيد من جو دولي ولكن لنا ملاحظات وفرنسا والسعودية تلطفان الجموح الاميركي

*بعض الوزراء في الحكومة هم على يمين البنك الدولي

*شيء ما يتم تركيبه بعد مسرحية الشاهد السوري

*لا بد من حفلة تطهير في جهاز الامن اللبناني تميز بين المرتزق والآدمي وتخرج من كانوا يعملون بإمرة رستم غزالة

*تحضيرات تجري للقائي بعون ولقائي بنصر الله قريب

*لا مهرب من طلب التمديد لميليس في مجلس الوزراء ولا مصلحة لأحد بالانسحاب من الحكومة

*نصر الله ضمانة للوحدة الوطنية وعروبة لبنان وإزالة أية شائبة مذهبية

*كلام جبران تويني عن عمليات المقاومة سخيف

*السياسة الاميركية في العراق فشلت والدليل اتصالات سفيرها مع ايران

*النظام السوري أفقد نفسه كل عناصر القوة داخل سوريا وفي لبنان ويحاول الاستفادة من معطيات للاستمرار ولكنني اشك بذلك

*لحود وبعض السياسيين يذهبون خلسة الى دمشق لإنشاء جبهة تنقض على منجزات 14 آذار

*لا أحسد صفير على موقعه ولا أقبل التشهير ببري

*السنيورة رجل دولة وبهية الحريري لم تضيع البوصلة في أوج حزنها

*ظروف استلام سعد الدين الحريري هائلة التعقيد وهو يبني طريقه شيئاً فشيئاً

أجرى الحوار: زين حمود

مرحلة جديدة من الهجوم على النظام السوري يبدو أن زعيم ((اللقاء الديموقراطي)) وليد جنبلاط بدأها وتتناول مرحلة ما بعده.

جنبلاط يناقش الاحتمالات ويدعو للابتعاد عن التهويل ليعرب عن اعتقاده بأن سوريا ليست العراق ولا ينتظرها اذا سقط نظامها ما شهده من فوضى وتقاتل، لأنه لا يريد أن يصدق كما أضاف أنه لم يعد في سوريا أحزاب ورجالات..

جنبلاط يتحدث بلغة ممزوجة بالمرارة عن الفارق بين سوريا حافظ الاسد وحكمت الشهابي وعبد الحليم خدام وغازي كنعان وبين سوريا اليوم، وعدم تمكنه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من مساعدتها على تحصين موقعها في عهد الرئيس بشار الاسد بسبب اقفال أبواب دمشق أمامهما.

وبين واقعة حدثت في الماضي يستشهد بها زعيم المختارة لتأكيد فكرة ما تتعلق بمسألة مطروحة حالياً، وبين استعادة عبرة من زمن مضى اثباتاً لخلل ما في حاضر صعب يبدو وليد جنبلاط وكأنه يقف على شرفة تاريخ خاصة عندما يقرأ مسار مرحلة كاملة أو يحاول استطلاع ملامح ما هو منتظر في غد قريب أو ما قد يفاجئه والجميع في مستقبل أبعد.

ولهذا السبب تتعدد مواضيع الحوار مع جنبلاط وتتفرع زماناً ومكاناً بكل ما يضجا به من قضايا ومسائل شائكة ومعقدة في لبنان والمنطقة والعالم.

 ((الشراع)) التقت وليد جنبلاط في ذكرى ميلاد والده كمال جنبلاط وكان لها معه هذا الحوار:

# نعيش الآن في رحاب ذكرى ميلاد كمال جنبلاط، هل تشعر اذا وقفت اليوم أمام ضريحه اننا نشهد حالياً عملية إعادة اعتبار لأحد أهم المرتكزات والجوانب في شخصيته، عنيت الجانب المتصل بحق لبنان واللبنانيين بالقرار المستقل والحر بعيداً عن أية وصاية؟

-  آنذاك عندما أغتيل كمال جنبلاط كان يدافع مع الحركة الوطنية عن عروبة لبنان التي كانت في خطر بسبب الهجمة اليمينية – الغربية ولاحقاً بدأت ملامح الترابط اليميني – الانعزالي – الإسرائيلي. وعلى مدى سنوات بعد اغتياله اسسنا تحالفاً وطنياً عريضاً مع سوريا والاتحاد السوفياتي. ونجح هذا التحالف برد الهجمة اليمينية ومنع تقسيم لبنان وتحرير الجنوب في عام ألفين. وكل ذلك كان مترابطاً ببعضه بعضاً. طبعاً كان هناك ضحايا على الطريق من العام 1976 أو العام 1975.

كانت المعركة عنوانها اذا  صح التعبير القرار الفلسطيني المستقل لأنه كان هناك تناقض سياسي واستراتيجي بين نظرة حافظ الاسد ونظرة ياسر عرفات. حاولنا ولو بشكل ضئيل أن نوفق بينهما لكننا فشلنا كحركة وطنية لان الكماشة كانت أكبر..

وبعد اغتيال كمال جنبلاط وما شهده الجنوب وبيروت من حروب بين حركة أمل والفلسطينيين ومنظمة العمل الموالية لعرفات..الخ. لم نستطع التوفيق بينهما الى ان حصل الغزو الإسرائيلي للبنان.

كانت الأولويات بالنسبة لنا في مواجهة الغزو الإسرائيلي إعادة فتح طريق دمشق الى بيروت ونجحنا. ثم ومن خلالنا دخلت المقاومة. قبلنا وبعد بحمدون الباب كان عريضاً ودخلت المقاومة وعملت ما عملته من أعمال بطولية الى أن تم التحرير.

نعم، كان قرار كمال جنبلاط وكما كان يرى دوماً أن لبنان عربي وأن عروبة لبنان هي بالحفاظ على استقلاله وتنوعه وديموقراطيته. لكن قراره كان عربياً.

وبهذا الشق نستطيع أن نقول ان لبنان اليوم الى حد كبير عربي وهو طبعاً مستقل.

# من منظور تاريخي هل تعتقد اننا دخلنا حقبة جديدة كان يتمناها كمال جنبلاط.. وهي مغايرة لتلك الحقبة التي كان من طليعة وأبرز ضحاياها؟

- اعتقد أننا دخلنا في حقبة جديدة. طبعاً التضحيات والاثمان كانت هائلة. رفيق الحريري، جورج حاوي، سمير قصير مروراً بمحاولة اغتيال مي شدياق والياس المر والعديد من المواطنين، وأتمنى أن يكون المسلسل انتهى لكنني أعتقد أننا دخلنا في حقبة جديدة في لبنان وربما أيضاً في الشرق العربي.

# في الآونة الاخيرة برز بقوة حضور كمال جنبلاط في خطبك وبياناتك وتصريحاتك خاصة في سياق نقدك وهجومك على النظام الأمني، هل تفتقده كثيراً هذه الأيام؟

- استمدينا منه الذكرى. في أول العام 1977 اجتمعنا في المختارة وآنذاك أقسمنا القسم بالاستمرار ونجحنا. الضربة كان المقصود بها اغتيال كمال جنبلاط ومحاولة اغتيال الحزب التقدمي الاشتراكي معه. وقد فشلت المحاولة لأن كمال جنبلاط ترك رفاقاً وتنظيماً حزبياً منضبطاً ومعاونين كباراً داخل الحركة الوطنية.

محسن ابراهيم وجورج حاوي وغيرهما. ولاحقاً بعد أن طويت الصفحة في ذكرى الأربعين على غيابه، صفحة اغلاق الخلاف السياسي مع سوريا وأعلنت بأنني سامحت كان هناك أيضاً أصدقاء كبار في النظام السوري وبينهم حكمت الشهابي. ومن خلال هذا تم بناء منظومة تحالف: حركة وطنية لبنانية وحزب تقدمي اشتراكي وسوريا وسوفيات. وكان للسفير السوفياتي في لبنان آنذاك الكسندر سولداتوف دور كبير في فتح أبواب موسكو للمساعدات العسكرية والمنح الدراسية والتدريب. فتح أمامنا موسكو بأبوابها العريضة.

# هل مرت لحظات عليك سألت فيها: لو كان كمال جنبلاط حياً ماذا كان سيفعل إزاء هذه القضية أو تلك؟

-  إذا صح التعبير، ربما وفاته آنذاك وفّرت عليه ما شهدته في بعض المراحل من مضايقات أو من تسويات. ربما توفي في اللحظة المناسبة. وأنا أكملت على طريقتي. لكل رجل أسلوبه. لا أرى كمال جنبلاط يستطيع أن يقبل بالظروف التي أحاطتني.

بين حافظ الأسد.. وبشار

# لا أريد أن أقول انك تنفذ ثأراً شخصياً لكمال جنبلاط الإنسان والنهج والزعيم لأن معطيات هذه المرحلة تختلف كثيراً عن معطيات المراحل السابقة وفرضت عليك ربما اتخاذ ما اتخذته من مواقف أسهمت بقوة في فرض الانسحاب السوري من لبنان.. لكن المشهد العام لمواقفك في المرحلة الأخيرة يشير ربما إلى انك تقتص من قتلة والدك وليس فقط من قتلة رفيق الحريري الذي لم تنته التحقيقات الدولية بعد لكشف ومعاقبة قتلته؟

-أخالفك الرأي قليلاً في ذلك. لو كان يحكمني ثأر شخصي لما ذهبت إلى دمشق بعد الأربعين. ولربما ذهبت لأنه كان هناك قدر تاريخي للجبل والدروز والحركة الوطنية وهو الالتحاق والالتحام مع سوريا بمواجهة الانعزال والصهيونية. ثانياً وفي أحد اللقاءات مع (الرئيس) حافظ الأسد (لا أذكر الآن تاريخه) وبعدما كنت نبهته منذ اجتماعي الأول به من أركان اليمين اللبناني وكذبهم عليه، وتأخره آنذاك في التنبه لذلك وأخذت مسألة إقناعه بذلك وقتاً. قال لي حافظ الاسد في ذلك اللقاء ((يبدو ان كمال جنبلاط كان على حق)). وهذا أعطاني اطمئناناً نفسياً وسياسياً وكأن حافظ الأسد اعترف بحقي السياسي واعترف لكمال جنبلاط انه كان على صواب.

وفي موضوع الوجود السوري تتذكر اني طالبت في العام ألفين بإعادة تموضع القوات السورية لتحسين شروط العلاقة بين لبنان وسوريا. آنذاك كان خطابي مختلفاً عن بيان المطارنة الموارنة الذي طالب بالانسحاب السوري. حتى هذا لم يلب أو لبي بشكل جزئي ومجتزأ وبقيت المخابرات. إلى ان تراكمت الأمور وتراكمت وبالتهديد في عهد نظام بشار. اعتقد انه كان ممكناً الحديث بشكل أفضل أيام حافظ الأسد. في عهد بشار تراكمت الأمور ووصلنا إلى أفق مسدود بعد محاولات عزل الحريري وإذلاله وعمليات تطويقنا في عهد لحود. قمة الموضوع كانت في التمديد للحود. آنذاك ماذا جرى؟ تمديد، توتر، محاولة اغتيال مروان حماده، ازدياد التوتر، ثم الضربة القاضية باغتيال الحريري.

إذاً الموضوع ليس موضوع اقتصاص من قتلة كمال جنبلاط. الموضوع هو رفض الاغتيال السياسي وعدم القبول بالخوف. لم نقبل ولم يقبل الشعب اللبناني بالخوف.

# ذكرت وليد بك ان الأمور تراكمت واستفحلت بعد وفاة حافظ الأسد وتسلم بشار الأسد الرئاسة في سوريا. ما هي مشكلتك بالضبط معه؟

-لم نستطع التوصل إلى تفاهم معه. من وقت إلى وقت كانت تجرى معه لقاءات ولكن يبدو انه كانت هناك تحفظات منه. ثم ان أركان حافظ الأسد أجبروا شيئاً فشيئاً على التقاعد أو الانزواء وأولهم كان العماد حكمت الشهابي الذي كان بالنسبة لنا ضمانة ثم بقي عبد الحليم خدام نائباً للرئيس لكننا كنا نرى ان عزلته كانت تزداد. وآخر حلقة كانت ضمانة بالنسبة لنا عندما أقصي الحريري عام 1998 عن رئاسة الحكومة هو اللواء غازي كنعان. ولاحقاً أقصي غازي كنعان أيضاً فلم يبق لنا إلا لحود أو رستم غزالة لنذهب إلى سوريا عبره وهذا كان مستحيلاً علي وعلى الحريري.

# إلى هذه الدرجة كان هناك إقفال كامل لأبواب دمشق أمامكم؟

 

-إقفال كامل للأبواب أمامنا ترافق مع حركة اصطفاف لجبهة الأحزاب مما يسمى أحزاباً وطنية: ((القومي)) وغير ((القومي)) وسليمان فرنجية.. الخ.

# كثر الحديث في تلك الفترة عن إملاءات أو محاولة إملاءات كنتم تتعرضون لضغوطها. هذا الأمر ألم يكن قائماً أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد؟

-حاولوا هزيمتنا في الانتخابات النيابية عام 2000، أليس كذلك؟ الحريري انتصر وأنا انتصرت في الجبل ولكن آنذاك كان هناك طوق كبير.

# قيل يومها ان قانون انتخابات العام ألفين هو قانون غازي كنعان وقد فصّل لمصلحتكم لإعادة التوازن في لبنان بينكم وبين لحود وللحد من أحاديته في الحكم؟

-حتى لو كان سمي قانون غازي كنعان، كانت الحملة السياسية والاعلامية والمخابراتية شعواء آنذاك وكانت تهدف إلى تحجيم الحريري في بيروت. وأذكر تماماً انه كان يقال في الشوف ربما أنال خمسة مقاعد من أصل ثمانية وفي منطقة عاليه – بعبدا عرض عليّ ان آخذ مقعداً واحداً فقط. ولكن حساباتهم ((طلعت غلط)).

نقطة اللاعودة مع النظام السوري

# هل وصلت القطيعة أو العلاقة بينكم وبين النظام السوري إلى نقطة اللاعودة؟

-  وصلت إلى نقطة اللاعودة، لأننا لا نستطيع أن نقوم بأية تسوية مع هذا النظام إلا بعد ان تكشف كل الحقائق أو الحقيقة حول اغتيال الحريري. عندها لاحقاً يجلس المرء بعد المحاكمة – محاكمة المتهمين – مع أصحاب العلاقة المباشرين أي آل الحريري ومع الدول التي تريد الحفاظ على الاستقرار وعلى سوريا وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومصر.

# قبل إزالة النظام السوري؟

- هناك مقولة ترددت وكدنا أن نصدق تلك المقولة وهي انه إذا ما تعرض هذا النظام للخطر أو زال ستأتي على سوريا أصوليات وسلفيات والخ. صراحة لا أصدق هذه المقولة ولا أريد أن يفهم من كلامي انني في مكان ما ((داخل)) في مؤامرة جهنمية ضد النظام. لا، لكن أيضاً لا أصدق ان في سوريا لم يعد هناك أحزاب ورجالات تستطيع أن تعطي لسوريا بعداً جديداً.

وهذا التهويل: ((إما أن نبقى وإما أن تأتي الفوضى)) لا أصدقه ولم أعد أصدقه. كدت أن أصدقه في مرحلة معينة ولم أعد أصدقه. فسوريا ليست العراق.

# سوريا ليست العراق بأي معنى، بمعنى انها لن تشهد الفوضى التي يشهدها العراق؟

- نعم ليست العراق بمعنى الفوضى التي حصلت فيه. سوريا ليست العراق ولن تكون كذلك. سوريا ستبقى سوريا بكل مكونها ومقوماتها الوطنية والقومية. يوجد في سوريا طاقات كبيرة جداً ولا خوف على سوريا.

# كأنك تقول لا خوف على سوريا إذا سقط النظام والخوف عليها قائم إذا استمر؟

- النظام الحالي أقفل كل أبواب المصالحة. والمصالحة معه غير ممكنة لأن ثمناً كبيراً دفعناه.

# كأن هناك محاولات اليوم بعد المفاوضات لتحديد مكان استجواب الضباط السوريين في فيينا ان باب التسويات الجزئية قد فتح وربما باب صفقة شاملة؟

-  سمعنا هذا الكلام عن تلك التسويات منذ أشهر. وهذا فاروق الشرع قال إن مزارع شبعا لبنانية.. ثم لم يسلم لبنان الأوراق القانونية لتثبيت لبنانية مزارع شبعا. انني حذر كثيراً ويتملكني الشك إلى ان نذهب سوياً إلى الأمم المتحدة ونقول ان مزارع شبعا لبنانية وتتثبت لبنانية تلك المزارع فالأمر يحتاج إلى وقت وبانتظار ذلك أنا متحفظ.

# هل اطلعت على وقائع لقاء الرئيس فؤاد السنيورة مع الوزير فاروق الشرع خاصة وانك كنت قد طالبت الاسبوع الماضي باعتذار رسمي سوري عن الكلام الذي وجهه الرئيس الأسد للسنيورة وسعد الحريري قبل عقد أي لقاء؟

- (مبتسماً) تقريباً اعتذر السوري بشكل غير مباشر عندما قال السنيورة انه اطلع على خطاب الشرع قبل إلقائه (في برشلونة).

وساطات متعثرة

# إلى ماذا ترد التعثر في الوساطات بينكم وبين دمشق. كان هناك كما هو معروف وساطة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة الذي سيزور بيروت الأسبوع المقبل، هل سيعاود وساطته؟

- لا لم يقم بشارة بأية وساطة. عزمي بشارة صديق وقد أعطيته وجهة نظري. ولم يقم بأية وساطة. اعطيته وجهة نظري والتقينا في نصف الطريق.

# حكي أيضاً عن وساطة قام بها السيد حسن نصرالله بينكم وبين سوريا؟

 

- السيد حسن حاول منذ أشهر. نعم حاول لكنه قال لي في الوقت الحاضر الجو غير مهيأ. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر لأنني أثق كثيراً وبشكل مطلق بالسيد حسن ولا اريد أن أسترسل في ما سمي آنذاك وساطة وهي ليست كذلك بل هي محاولة من السيد حسن وهو مشكور عليها من أجل تلطيف الجو.

# إذا قيض للنظام السوري أن يطلق مبادرة ما تجاه لبنان وزعاماته الوطنية على اساس التعاون مع لجنة ميليس وتسليم كل ما هو مشتبه به ومحاكمتهم..

-  هذا يندرج في موضوع التحقيق. إذا أطلق مثل هذه المبادرة ووصلنا إلى الاقتصاص من الذين قتلوا رفيق الحريري فما من أحد منا له حسابات ثأرية أو شخصية. ونحن أيضاً نحرص على سوريا وأكثر من النظام السوري.

# لكن في السياق الإجمالي للتطورات يبدو ان الأمور ذاهبة باتجاه انهيار ما تبقى من الجهة الشرقية للعدو الإسرائيلي بعد العراق لبنان والآن سوريا عن طريق استهدافها..

- ما تبقى من الجهة الشرقية سيبقى. سوريا موجودة وصامدة وستبقى، ولست أخشى على سوريا. ولبنان أيضاً. وعندما تقول ان حماية المقاومة وان حزب الله هو جزء من المنظومة الدفاعية في مواجهة إسرائيل خلافاً للكلام الذي يتحدث عنه بعض الناس مثل جبران تويني الذي لا أوافقه في ما يقوله، فإنك تحافظ على جهوزية معينة في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي. وحتى بعد تحرير مزارع شبعا عند حصول أي اعتداء إسرائيلي تحافظ أيضاً بالمقاومة على دفاعك في لبنان والدفاع عن الخاصرة السورية.

من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري

# الشهيد الكبير كمال جنبلاط، وليد بك، دفع ثمن التفويض الأميركي الذي أعطي لدمشق للدخول إلى لبنان وإدارته وفرض الوصاية عليه، بينما دفع الرئيس رفيق الحريري ثمن نزع أو سحب هذا التفويض من دمشق. ألا تعتقد ان ثمة مفارقة هنا تتمثل في ان وليد جنبلاط يستقوي بالولايات المتحدة التي واجهها كمال جنبلاط حتى الرمق الأخير؟

-  آنذاك دخلت سوريا إلى لبنان بعد ان كانت ابتدأت مفاوضات الكيلومتر 101 والتي أوصلت لاحقاً إلى كمب ديفيد وإلى فصل مصر عن العالم العربي. آنذاك ظن بعض الساسة في أميركا وعلى رأسهم كيسنجر انه يمكن أن يدخل سوريا في صفقة منفردة مع إسرائيل بغض النظر عن الحق الفلسطيني. طبعاً سوريا دخلت وكان مشروعها في تناقضها التاريخي مع ياسر عرفات حصل تحجيم لياسر عرفات في لبنان. وعندما تغيرت التحالفات وانكشفت لعبة أنور السادات وذهب إلى القدس توتر الجو في لبنان. واليمين اللبناني الذي كان يخبىء علاقته بإسرائيل كشفها بالمطلق. فأعيد ترتيب التحالفات في لبنان: حركة وطنية وسوريا بشكل قوي سياسياً وعسكرياً. وعرفات كان طبعاً يراهن مع الأسف على شيء آخر لأنه كان مصراً على القرار الوطني الفلسطيني المستقل. وهذا بحث طويل، ولكن لم يقبل حافظ الأسد آنذاك أن يدخل في تسوية ويلغي الجبهة الشرقية كما فعل السادات وألغى موقع مصر في الصراع بتوقيعه لكامب ديفيد. اتفاقية كامب ديفيد كانت محطة مفصلية.

نعم كمال جنبلاط رفض المشروع الأميركي. هذا صحيح، رفضه ونبه في آخر رسالة له من مخاطر هذا المشروع في لبنان. مشروع اليمين اللبناني وجيب سعد حداد الذي بدأ يتوسع.

حاولنا مع رفيق الحريري تحصين موقع سوريا مع نظام بشار الأسد ومع بشار الأسد، لكننا لم نستطع. ورفيق الحريري كان تقريباً وزير خارجية سوريا في مراحل معينة. لم نستطع. اليوم أميركا قوية نعم، لكن هل ان قوة أميركا يعني انها تنجح في كل مكان؟ أبداً، نحاول مع تيار المستقبل ومع الحلفاء في لبنان أولاً ان نثبت اتفاق الطائف وعروبة لبنان ولاحقاً بعد التحقيق في جريمة اغتيال الحريري نبني العلاقة المميزة مع سوريا.

طبعاً نحن نستفيد من جو دولي، إذا كان أحد يقول لك اننا لا نستفيد من جو دولي أقول لك اننا نستفيد ولنا ملاحظات. والذي يلطف هنا إذا صح التعبير جموح السياسة الأميركية في لبنان هو فرنسا والمملكة العربية السعودية.

# ألا تخافون من وصاية جديدة بعد ان كثر الحديث عن تدخلات السفراء الأجانب؟

 

-طالما ان هناك حلفاً عريضاً موضوعياً بين تيار المستقبل وبيننا وحزب الله تحت شعار حماية المقاومة وحماية عروبة لبنان والاستفادة من الحالة العسكرية للمقاومة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، أتصور ان هذه ثوابت تؤسس وتثبت لبنان في عروبته وفي ممانعته لأية تسوية مع إسرائيل.

# وزراؤكم في الحكومة، هل يمكن القول ان تجربتهم الآن بعد الانسحاب السوري أفضل من التجربة السابقة خصوصاً وانهم أمام تجربة جديدة؟

- توجد تجربة جديدة ولكن هناك عقبات كبيرة أيضاً. وإحدى العقبات الكبيرة التي تواجه لبنان هي الاصلاح الإداري، فبدون الإصلاح الإداري في ظل الوصاية السورية أو في غيابها لا تستطيع أن تنطلق بتحسين الأداء الوزاري. ولا تنسى المشاكل الاجتماعية الضخمة. فبالأمس عالجنا بشكل استثنائي قضية المازوت لكن هذا لا يمنع تفعيل النقل العام وشراء المزيد من الحافلات لأن أسطول الحافلات الحالي للقطاع العام مهترىء. عندك على الباب موضوع تثبيت المتعاقدين. توجد عقبة مع بعض الوزراء، لأن بعض الوزراء في الحكومة هم على يمين البنك الدولي.

عندك مكننة الضمان وهذه مشكلة مزمنة تعود إلى العام 1975. فمن غير الجائز أن يبقى الضمان حتى هذه اللحظة غير ممكنن. وهذا مثل من العقبات الكبيرة التي تواجهنا.

# هذه المشاكل وغيرها قد تتراكم في ظل المرحلة الانتقالية التي يشهدها لبنان حالياً هل تشعر بأن هذه المرحلة قد تطول؟

- المشاكل التي نطرحها اليوم مطروحة من وقت سابق. اعطيتك مثل مكننة الضمان وكذلك توحيد صناديق الاستشفاء.

# لكن هناك أولويات اليوم في السياسة والأمن..

-كلها أولويات، المواطن في الشارع لا ينتظر. في موضوع المازوت لا تستطيع أن تنتظر. وكل المشاكل جاءت سوية من الوضع الأمني إلى التحقيق إلى ترسيم الحدود إلى المازوت..

الأمن والأجهزة

# تخوفت بالأمس من عمليات أمنية تخريبية هل لديك معلومات معينة؟

-  يعني مسرحية هذا الشاهد السوري الذي أعطى أقاويل كاذبة لم تعجبني. هناك شيء ما يتم تركيبه. وبرأيي اننا حتى هذه اللحظة لم نستطع بعد أن نفعّل بشكل كاف جهاز الأمن اللبناني. لا بد  من حفلة تطهير.

وسبق ان ذكرت ان بعضاً من الأمنيين الذين كانوا يتعاونون مع النظام الأمني السوري كان عندهم صدقية وكانوا يتمتعون بصدقية أخلاقية والبعض الآخر كان مرتزقاً. ويجب أن نميز بين المرتزق والآدمي، لأنني سمعت ان البعض منهم (المرتزقة) كان في مكان ما والتحق بصفنا وهذا يحدث برأيي اختراقاً.

# مخاوفك من عمليات أمنية مبنية فقط على قراءتك للأوضاع بعد قصة الشاهد السوري أم لديك معلومات؟

-ليست معلومات ولكن هناك هواجس بعد موضوع هذا الشاهد. وحتى هذه اللحظة لم نستطع أيضاً أن نكتشف من وضع تلك القنابل القاتلة لجورج حاوي وسمير قصير ومي شدياق والياس المر.

# عاد الحديث من جديد عن لائحة سوداء.

- لم أسمع بها، ولكن بعض هذا الكلام عن لائحة سوداء أشيع ليكون حجة للسفر والإقامة في باريس. ولا أقصد سعد الحريري بل أقصد بعض النواب.

# غياب أو سفر سعد الحريري طال ربما؟

-عنده أسبابه. وأيضاً هذا الهجوم العصبي لجريدة ((الثورة)) ضده غير مبرر.

# هل تلقيت تهديدات ما؟

-لا، أقوم بعملي وأتجول و((ماشي الحال))، وأتخذ الحد الأدنى من الاحتياطات.

# بالأمس اشرت إلى دور للحزب القومي في بتغرين؟

- لم أقل الحزب ((القومي)) قلت منطقة فيها نفوذ معين ولم أحدد، توجد أحزاب كثيرة هناك.

# كأن هناك هجوماً مضاداً ضدكم من مؤشراته قصة الشاهد السوري، بعض الحملات، ومقتل صاحب محل الخلوي في طرابلس في ((حادث سير)).

-هذه القصة غريبة.

# هل تتوقعون هجوماً مضاداً؟

-لذلك لا بد من تفعيل جهاز الأمن المركزي، كان هناك من السنيورة اقتراح أن يكون الأمن بما يسمى مجلس الدفاع الأعلى. أنا أرفض هذه الفكرة لأن لا معنى لها. جهاز الأمن المركزي أفضل، يعني الأجهزة الأربعة برئاسة رئيس مجلس الوزراء تكفي مع تطهير وأشدد على هذا الموضوع تطهير بعض الرموز في قوى الأمن الداخلي أو في غيرها الذين كانوا بإمرة رستم غزالة. وإذا كان البعض يظن ان هؤلاء كانوا يخترقون رستم غزالة فأنا أقول ان هذا العقل غبي لم يكونوا يخترقون رستم غزالة، بل رستم غزالة استخدمهم.

# من هم هؤلاء؟ هل تسميهم؟

- لن أعطي أسماء. رسالتي واضحة والذي يقرأها يعرف.

# بالأمس سمعنا الوزير مروان حماده يطالب بمحكمة دولية للمتهمين باغتيال الرئيس الحريري أو بمحكمة لبنانية مدولة خارج لبنان. هل توافق؟

-  صحيح وكان موقفي واضحاً. إذا كان مطلب محكمة دولية ضرورياً فأنا أوافق.

# يستتبع هذا السؤال سؤال آخر يتصل بالسلطة التنفيذية ومجلس الوزراء تحديداً الذي سيكون ربما قريباً أمام استحقاقي طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية وطلب إنشاء محكمة دولية، وهذان الطلبان يحتاجان لتنفيذهما دولياً إلى قرار من مجلس الوزراء. هل هذا الأمر محسوم في اتفاق بينكم وبين حلفائكم في حزب الله وحركة ((أمل))؟

-  حسب معلوماتي ان هذا الأمر يبحث. ولا أخبار إضافية عندي حوله اليوم.

العلاقة مع حزب الله

# ماذا لو وصلنا إلى لحظة معينة تصبح فيها الحكومة أو وحدتها مهددة، إذا قرر مثلاً الوزراء الشيعة الاستقالة أو الانسحاب على غرار ما جرى لدى طرح موضوع خطاب الرئيس بشار الاسد للنقاش في مجلس الوزراء؟

- لا اعتقد انه سيجري انسحاب الوزراء الشيعة. ولا أملك معلومات جديدة كما قلت حول البحث الدائر. وليس من صالح أحد الانسحاب. يستطيع الوزراء الشيعة أو غير الشيعة أن يعطوا رأيهم. وآنذاك كما سمعت التبرير كان له علاقة بالشكل لأن خطاب بشار الأسد لم يكن على جدول الأعمال ولنأخذ هذا الانسحاب ببعده الشكلي وليس ببعده غير الشكلي.

# قد نصل إلى مرحلة تستهدف معها الحكومة بالانفراط؟

- أهم شيء في هذا الموضوع هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وإزالة كل الشوائب الطائفية أو المذهبية.

# قد يتحول موضوع الحكومة ووحدتها ومصيرها إلى هدف يمكن أن يتم العمل لتحقيقه عبر الشارع أو عبر القضايا المطلبية.

-كلنا نتحرك عند الضرورة مطلبياً وهذا ليس حكراً على أحد. ولا مشكلة.

# ألم تبحث هذا الموضوع مع حزب الله؟

-  يوجد بحث وكان هناك تنسيق كامل بما يتعلق بموضوع المحروقات.

# السؤال يتعلق بما هو مطلوب من الحكومة في وقت قريب، عندما يقدم ديتليف ميليس تقريره، كيف سيتم التعاطي داخل الحكومة مع طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية وإنشاء محكمة دولية؟

-لا مهرب من طلب التمديد لميليس. والذي يعتقد ان موضوع ميليس ينتهي في أسبوع أو أسبوعين يكون مخطئاً. حتى هذه اللحظة لم تنته بعد محاكمة ميلوسوفيتش ويوغوسلافيا أو البوسنة محتلة من قبل الحلف الأطلسي.

# لكن إذا تحدثنا بصراحة فإن تعاطي حزب الله السياسي والاعلامي مع قصة الشاهد السوري ((المقنّع)) يوحي لا بل يؤكد انه بدأ يشكك في عمل لجنة التحقيق الدولية، وقد يترجم هذا التشكيك مع حركة ((أمل)) في مجلس الوزراء. ألا تستدعي هذه المسألة تكثيف أو تطوير البحث مع القيادات المعنية؟

-لم تنقطع العلاقة بيني وبين حزب الله في أية لحظة، ولا التنسيق. وفي الوقت نفسه هذا الأمر جارٍ بين النائب سعد الحريري والرئيس السنيورة والسيد حسن نصرالله.

والسيد حسن نصرالله هو ضمانة الوحدة الوطنية وإزالة أية شائبة مذهبية وهو ضمانة عروبة لبنان في مواجهة إسرائيل. والذين يتفلسفون ويتمنطقون بأن العمليات كما قال النائب جبران تويني يجب أن تكون بقرار من مجلس الوزراء فإن هذا الأمر سخيف.

صبرت المقاومة بعد ان حلّقت الطوافات الإسرائيلية فوق الجنوب وقامت الطائرات الحربية باختراق الأجواء اللبنانية. نعم المقاومة أعادت الاعتبار وأكدت وذكّرت إسرائيل بأن لبنان جاهز.

# ولكن هناك أجواء في البلاد برزت من خلال بعض التصريحات أوحت وكأن هناك مناخاً يستهدف المقاومة وهذه التصريحات ليست فقط من النائب جبران تويني بل هناك اصوات اخرى مثل السيدة نائلة معوض و..

- انا اجيب جبران تويني، والست نائلة على سلامتها، ولكن لو نستطيع ان نقيل لحود في هذه اللحظة لفعلنا لكننا لا نستطيع. لا تستطيع ان تقيل لحود اذا لم يدن عملياً بالجريمة، اما دستورياً فلا تستطيع ان تدينه، ولا اريد ان اعلّق اكثر من ذلك.

# هل من لقاء قريب بينك وبين السيد نصرالله خاصة بعد لقائه الاخير مع الوزير غازي العريضي؟

-نعم هناك لقاء قريب معه.

العلاقة مع عون

# وبالنسبة للعماد ميشال عون بعد مواقفه بالأمس..

- ماذا يريد؟ خارج اطار رئاسة الجمهورية، وعندما يأتي بحث رئاسة الجمهورية لكل حادث حديث، وخارج اطار رئاسة الجمهورية هل يريد محاربة الفساد؟ سوياً نعمل برنامجاً للفساد. نبدأ بمكننة الضمان اذا اراد، نبدأ بملف الكهرباء ولا احسد الوزير فنيش على هذا الإرث الهائل الذي ورثه بوزارة الطاقة، إرث ايلي حبيقة والمجموعات التي تسيطر على الكهرباء.

# هل صرفت النظر عن اللقاء مع العماد عون؟

-  لا، ما زلنا نبحث زمان ومكان اللقاء.

# يوجد اتصالات تمهيدية؟

نعم.

# هل سيكون اللقاء على غرار لقاء باريس..

- ((إذا في الشكل)) انا زرته في باريس، وعندما عاد الى لبنان زاره مرات عدة مروان حماده ووائل ابو فاعور وغطاس خوري، اعتقد اننا لم نقصر معه. واذا كانت لدية ملاحظات فنحن جاهزون للاستماع الى كل هذه الملاحظات.

# هناك حديث عن لقاء قريب بين السيد نصرالله والعماد عون، وربما يتطور الى تحالف هل تتخوفون من هذا التقارب؟

-لا مشكلة في ذلك اذا كان الامر يؤدي الى تحصين الساحة الوطنية وحماية المقاومة ضمن الحدود التي رسمناها سوياً وهي تحرير مزارع شبعا والأسرى والمعتقلين واعتبار حزب الله في المنظومة الدفاعية العسكرية والسياسية.

القرار 1559 نفذ بالشق السوري وسوريا آنذاك وافقت، والشق اللبناني اذا نفذ ماذا يعني؟ يعني إزالة كل مناعة للبنان في مواجهة اسرائيل ويستفرد لبنان لأول مرة في تاريخه في مواجهة اسرائيل، في الماضي كان هناك حماية عربية، سوريا اليوم متراجعة، مصر مجدداً تطل والسعودية تحاول والظرف العربي مختلف.

# رغم وجاهة هذا الرأي هناك رأي آخر ينظر الى الامر باعتبار حزب الله طرفاً من الاطراف يملك سلاحاً بينما لا يملك الآخرون مثل هذا السلاح.. وأنت تتحدث عن السيد نصرالله كضمانة.. ولكن ماذا لو تغيرت الظروف..

- عندها بالحوار مع السيد نصرالله وبالحوار مع غير السيد نصرالله. السيد نصرالله موجود والتمسك بالثوابت موجود. ولكن يجب ان تقيم حواراً مع كل المكونات السياسية وان تقول اقصى الدرجات التي يتحملها لبنان هو اتفاق الهدنة. وهذا وارد في اتفاق الطائف، نعمل على ترسيخ اتفاق الهدنة اما الخروج عن الهدنة تكون قد دخلت في المجهول.

تغييرات كثيرة في المنطقة

# هناك مشروع فرنسي – دولي يتردد الحديث عنه لتحقيق انسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا رغم ان الاسرائيليين غير جاهزين كما يبدو للقبول به..

-  لم اسمع بذلك ولكن المنطقة ستشهد تغييرات كثيرة، ومخططات الدول الكبرى لا تنجح دوماً، والدليل ان سفيرهم في بغداد يقوم باتصالات على مستوى عال مع القيادة الايرانية، هذا دليل على ماذا؟ دليل على فشل السياسة الاميركية في العراق، وربما سيتهم ديك تشيني بتحريف الحقائق حول غزو العراق. والادارة الاميركية بذلك امام مأزق كبير.

# أليس من المحتمل ان تشكل هذه المعطيات التي تتحدث عنها عناصر قوة للنظام السوري..

-على كل حال لا اتصور ان هذه عناصر قوة، في الاساس هو افقد نفسه كل عناصر القوة داخلياً في سوريا وفي لبنان، ربما يستفيد في محاولة منه ليستمر ولكنني اشك بذلك.

# ماذا عن قانون الانتخاب الجديد، سمعنا بالامس الوزير السابق سليمان فرنجية يتخوف من قانون لاستهدافه هل مشروع القانون على نار حامية؟

- تقدم الحزب التقدمي الاشتراكي بمشروعه وهو من خلال اتفاق الطائف ويتضمن انشاء مجلس شيوخ تتمثل فيه الطوائف بشكل متساو لدراسة حقوق الاقليات والاوضاع الشخصية الخ، كما يتضمن الدعوة الى مجلس نيابي لاطائفي ربما تعتمد فيه النسبية، عندها تطل وجوه جديدة على البلد غير الوجوه التقليدية ويطلق حركة سياسية جديدة.

# انتخابات رئاسة الجمهورية الى متى ستبقى معلقة؟

- لا علم لدي.

# الا تقارب هذا الموضوع من قريب او من بعيد؟

-في الوقت الحاضر الظروف لم تعطنا نتائج معينة.

# ماذا لو تحدث ميليس عن الرئيس لحود في تقريره الجديد كمشتبه به بعد جلسة الاستجواب التي امتدت لست ساعات؟

-على كل حال هذا الموضوع نحن نحكي فيه عن شكليات، عندما يذهب بعض اركان السياسة في لبنان سراً وخلسة الى دمشق ومنهم رئيس الجمهورية فانهم يستمدون قوتهم من النظام السوري لا اكثر ولا اقل.. وفي محاولة لانشاء جبهة مجدداً للانقضاض على منجزات 14 آذار، هذه هي القصة كلها.

# ما هي الرسائل التي توجهها للشخصيات التي سأذكرها لك، وبماذا تخاطبهم.. اولاً روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

-لن تذهب جريمة اغتيالك هدراً. هذه الجريمة كان يراد منها تخويف لبنان وارتدت على فاعليها وبنت وتبني استقلال لبنان جديد.

# ماذا تقول للرئيس بشار الاسد؟

 

-  التعاون مع لجنة التحقيق الدولية من اجل سوريا.

# العميد رستم غزالة؟

-  لا اعتقد بأنني استطيع لا نفسياً ولا سياسياً ان اوجه كلاماً لهذا الشخص.

# الرئيس نبيه بري الذي دافعت عنه بعد حكاية المستر   x.

-  لا اقبل التشهير بنبيه بري، الاستاذ نبيه بري عنصر من عناصر بناء الطائف وايضاً انتفاضة 6 شباط وترسيخ الخط العربي عبر الطائف.

# البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير؟

- لا احسده على موقعه، فهو يعاني ما يعانيه في الصف الماروني من تعدد المرشحين.

# صديقك او مرشحك للرئاسة الاستاذ نسيب لحود.

- احترم الاستاذ نسيب لحود واتمنى له كل النجاح.

# السيد حسن نصرالله؟

-  السيد نصرالله ضمانة عربية اسلامية ولبنانية وضمانة ايضاً لمنع أي توتر مذهبي.

# الزعامة الواعدة سعد الحريري.

-الظروف التي استلم فيها سعد الحريري هائلة التعقيد والصعوبة. استلم وشيئاً فشيئاً يبني طريقه.

# هل توجه له نصيحة ما؟

-  عند الضرورة أنصحه، وهو ايضاً يسمع، المهم ان الشخص يسمع.

# ماذا بالنسبة للرئيس السنيورة؟

-  في تيار المستقبل برز اثنان رجل دولة هو فؤاد السنيورة وبرزت بهية الحريري ومن اول لحظة على كل حال ظهرت بهية الحريري في خطابها في 14 آذار وأكدت آنذاك الثوابت الوطنية ولم تضع البوصلة في أوج الحزن وأصعب لحظات الجريمة.

# هل من كلمة اخيرة؟

-  ربما في يوم ما بدأنا الحديث عن 6 كانون الاول (ذكرى ميلاد كمال جنبلاط) ربما في يوم ما نستطيع ان نصل الى حلم كمال جنبلاط وهو لبنان أخف طائفية وأكثر وطنية.