النائب وليد جنبلاط في حوار شامل مع محطة "الجزيرة

نطالب بازاحة لحود لانه رمز يمثل الامتداد الامني والسياسي لسوريا نتمسك باتفاق الهدنة وكفى ان يبقى لبنان الحلقة الوحيدة للصراع لا نستطيع ان نبقى في حال يتعرض فيها الامن السوري للامن اللبناني خصمي يتسلح بالنظام السوري وبالبعد الايراني ونريده ان يرفض الوصاية

وطنية 11/3/2006 اجرى الزميل غسان بن جدو حوارا شاملا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في نيويورك تبثه محطة "الجزيرة" في برنامج "حوار مفتوح" التاسعة مساء اليوم. وهذا نص الحوار بدءا

سئل: 14آذار على الأبواب،عام، ما الذي حققتموه وما الذي تريدون استكماله، وهل بات 14 آذار امرأ واقعا؟ أم يمكن ان يكون في خطر؟

جواب: يبقى إننا استطعنا ان نصمد في سنة رهيبة في الأحداث والاغتيالات وفي الحصار، الحصار الأمني على القيادات. صمدنا ونجحنا، وعلى الرغم من الأحد الأسود في بيروت استطعناان نعيد 14آذار في 14 شباط، وتجمع اللبنانيون وقالو لا للارهاب، نعم للحرية.

سئل: ماالذي تحقق عمليا، وما الذي تريدون استكماله؟

اجاب : نريد استكمال إزالة الرئيس لحود الذي هو العقبة الأساس في مسيرة بناء الدولة و توسيع رقعة الدولة على طول الأراضي اللبنانية ومسيرة الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي.

سئل: أنت تعلم جيدا ان هناك من يقول في لبنان ان رئيس الجمهورية لا يمكن ان يكون عقبة طالما ان مجلس الوزراء هو ساحة القرار وانتم الأغلبية في مجلس الوزراء.

اجاب: نحن الأغلبية طبعا، لكن هناك القرارات وهناك المراسيم لا يمضيها ولا يوقع عليها رئيس الجمهورية، حتى قوانين تصدر من المجلس النيابي يردها بشكل غير دستوري. هو عقبة في كل شيء.

وسئل اذا كانت المطالبة بازاحة لحود لانه فعلا يعطل أم لأنه رمز سياسي لحقبة تريدون الانتهاء منها؟ فاجاب: لأنه رمز سياسي يمثل الامتداد الأمني والسياسي لسوريا وللاملاء السوري الفاشستي على لبنان. نعم نريد أن نتخلص منه، صحيح .

سئل: هل اتفقتم على بديل؟

اجاب:القضية ليست الاتفاق على بديل، سنرى مع القوى المختلفة من هو البديل الذي يؤمن اتفاق الطائف، وفي اتفاق الطائف أمور واضحة،العلاقة المميزة مع سوريا واعتراف الدولتين بسيادة واستقرار كل منهما، ولكن ليست العلاقة علاقة أحادية، الإملاء السوري مرفوض.

وعن رأيه في ما اذا كان على الرئيس البديل ان يكون من 14 اذار؟

قال: هذا أمر للمناقشة، اتفقنا ان يكون اسم الرئيس البديل مختار أو موافق عليه من قبل البطرك صفير.

لكن وليد جنبلاط يفضله ان يكون من 14 آذار؟

اجاب:أقول ان هذا الأمر يعود للبطريرك صفير، هو المرجعية الأساس في هذا الموضوع.

سئل: هناك حوار ألان في لبنان واتفق على شيء في اليوم الاول، واتهمت بأنه من خلال موقفك، عطل ممثلك الامر فماذا تقول؟

اجاب: الاتفاق والتأكيد مجددا على موضوع المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق استغرق نقاشا طويلا، لا أريد أن أعود اليه، ثم تحدثنا في موضوع الرئاسة، لم نتفق على الرئاسة، ثم اتى بند موضوع مزارع شبعا. كل الأمور ترابطت ببعضها، العلاقة مع سوريا ، موضوع شبعا، المقاومة، القرار 1559 والطائف. توافقنا على بعض المواضيع واختلفنا على أخرى، والمواضيع التي اختلفنا عليها كانت سببا، حددت موقفي منها قبل أن اتي إلى أميريكا.

وسئل: دائما تقول ان الحوار هو بين المختلفين، على ماذا تختلفون وما الذي يطرحه وليد جنبلاط من مواقف أساسية و يختلف بها مع الآخرين؟

اجاب: لي وجهة نظر في موضوع سيادة لبنان على مزارع شبعا. ليس هناك سيادة لبنانية على مزارع شبعا، هناك ربما ملكيات محددة معينة لقسم من المزارع في منطقة ما يسمى مزارع شبعا، لكن مزارع شبعا، منطقة شبعا، حسب ما رأيت في بعض الخرائط كبيرة جدا قد تطال كل الجولان، هناك خلاف .

سئل: هل تختلفون فقط حول مزارع شبعا؟

اجاب: هذا هو الأساس .

وكيف هو الأساس ؟

اجاب: لأنه عندما لا تقر بان الخط الأزرق بين لبنان وبين سوريا هو الحدود المعترف بها، الخط الأزرق اعترف به مجلس الأمن، وفي مرات عدة المندوب السوري الذي كان عضوا في مجلس الأمن واتفق على الخط الأزرق. لماذا المندوب السوري يوافق هنا في مجلس الأمن وسوريا تعرض مشاكل ووجهة نظر أخرى في لبنان.

سئل: قيل في بيروت ان الشيخ سعد الحريري اتصل بك هاتفيا وحول هذه النقطة بالتحديد، حول مزارع شبعا، وقلت له ربما أوافق على قضية مزارع شبعا ولكن في نهاية الحوار وليس ألان، وكأن قضية مزارع شبعا هي للمقايضة؟

اجاب: لم اقل هذا ولا أريد أن تستطرد. وعدت الشيخ سعد الحريري بأن أعود ونناقش بهدوء قضية المزارع ولي موقفي الثابت ويوم الاثنين سأؤكد على موقفي لا أكثر ولا اقل، بناء على معطيات وقرارات للأمم المتحدة وخرائط جديدة تضاف على الخرائط القديمة.

سئل: ماذا في ما يتعلق بحزب الله وسلاحه، وما الذي تطالب به تحديدا؟

اجاب: عندما تحل قضية مزارع شبعا، نتفق على موضوع مزارع شبعا، يكون الحل الطبيعي لسلاح حزب الله.

سئل: الطرف الأخر يقول ان هناك ثلاثة عناصر رئيسية: مزارع شبعا والاسرى وتحديد إستراتيجية دفاع للبنان، ما الذي تقوله في هذا الأمر؟

اجاب: في ما يتعلق بتحديد إستراتيجية دفاع هناك اتفاق هدنة واضح وقعه لبنان وإسرائيل عام 1949. نتمسك بهذا الاتفاق وهذا وارد في الطائف. في ما يتعلق بالأسرى والمعتقلين لا نستطيع أن نبقي لبنان معلقا إلى أن تنتهي هذه القضية، واعتقد ان لحزب الله وسائل لاستعادة هؤلاء الأسرى غير قضية السلاح، لا نستطيع ان نحتل فلسطين كل فلسطين لاستعادتهم. في ما يتعلق بموضوع مزارع شبعا نحله بالمناقشة.

سئل: في ما يتعلق باتفاقية الهدنة، هناك من يقول ان الإسرائيليين دائما يخترقون. كان هناك حوار في مجلس النواب اللبناني والطائرات الإسرائيلية كانت تحلق فوق بيروت ؟

اجاب:الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق كل أجواء الشرق الأوسط، إذا كان المطلوب أن يبقى لبنان فقط الجبهة مع إسرائيل، فهذا نرفضه. لقد قام لبنان بكل واجباته في الصراع العربي الإسرائيلي، وقام بكل واجباته في حماية الخاصرة السورية عندما دمرنا سويا اتفاق 17 أيار. كفى ان يبقى لبنان الحلقة الوحيدة للصراع. إذا كانت سوريا تريد أن تستعيد الجولان فلنذهب سويا إلى الجولان للامتحان ونفتح مكاتب هناك للمقاومة من خلال المناطق على الجولان المحتل، لماذا فقط الحدود السورية هادئة منذ العام 1974؟ ليس هناك طلقة نار، من خلال الاتفاق الذي وقعه آنذاك وكان راعيه الدكتور كيسنجر، وفقط لبنان يبقى محور الصراع، لماذا هذه المفارقة؟

سئل: التقيت كيسنجر في نيويورك، ماذا دار بينكما وهو صاحب استراتيجيات كبرى؟

اجاب: دارت أمور أخرى، لكن لا بد ربما نطبق اتفاق الاندوف undof في لبنان حيث ورد أن المدفعية السورية ليست على الحدود، انها وراء الشام وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه بين إسرائيل وسوريا عبر الدكتور كيسنجر والأمم المتحدة. المدفعية السورية ليست على الحدود، لا بد من تطبيق هذا الأمر في لبنان.

سئل: قلت في تصريحاتك هنا في واشنطن انه ينبغي على الإدارة الأمريكية ان تفرض عقوبات على دمشق، كيف ذلك ؟

اجاب: محددة نعم على بعض الأشخاص الذين نراهم هم العقبة.

سئل: قلت محددة؟

اجاب: نعم محددة على بعض الأشخاص الذين برأينا يشتركون في التامر على الأمن اللبناني.

وعن معنى عقوبات اقتصادية مثلا على الرئيس بشار الأسد او بعض المسئولين

قال: يعني هذا يعود للادارة الأمريكية لأننا لا نستطيع أن نبقى على هذه الحالة التي فيها الأمن السوري يتعرض للأمن اللبناني. في الطائف قلنا امن البلدين مشترك، هذا لا يعني أن الأمن السوري يعتدي على المواطنين اللبنانيين، لكنه يوصل السلاح والذخيرة بالقوافل ويعيث فسادا بلبنان .

سئل: هل هي قطيعة نهائية مع سوريا؟

اجاب: مع النظام، مع سوريا ليس هناك مشكلة.

وهل هي قطيعة نهائية؟

اجاب: نعم.

سئل: ذكر انك قلت انه طلب منا حل وسط الرئيس لحود مقابل مزارع شبعا ورفضنا هذا الموضوع؟.

اجاب: لم يطلب منا أي حل. اننا نناقش كل البنود بندا بندا.

سئل: لم يطرح هذا الحل الوسط عليكم؟.

اجاب: لم أسمعه لكنه نقل في الصحف؟ اجاب: طيب نقل في الصحف لم أسمع بهذا الحل

سئل: وانتم ترفضونه؟.

اجاب : نناقش بندا بندا.انا أعتبر أن لحود غير شرعي وفق الإملاء السوري كما يقول القرار 1559، وعندما نصل إلى موضوع مزارع شبعا فلنناقش، نختلف أو نتفق لكن فليفتح المجال للمناقشة، ليس هناك قرار بالإجماع.

سئل: التقيت رايس (وزيرة الخارجية الاميركية) قبل أسبوعين في بيروت واليوم التقيتها في واشنطن والتقيت أكثر من مسؤول أميركي، ما الذي سمعته بشكل أساس في السياسة الأميركية تجاه لبنان، ما الذي تريده أميريكا الان، وماالذي هي مصممة على فعله؟.

اجاب: أمريكا تريد لبنان مستقلا وتريد رئيسا للمستقبل كما قالت رايس وليس من الماضي، وتريد طبعا علاقات طبيعية بين الدولة اللبنانية والدولة السورية. لا تريد إملاء سوريا على لبنان.

سئل: عمليا كيف ستساعدكم. قلت هنا أنا أتيت الى هنا من أجل طلب المساعدة من الولايات المتحدة؟.

اجاب: طبعا مساعدة معنوية وسياسية. لم أطلب شيئا آخر. أعلم حدود المساعدة الأمريكية. طبعا هناك مساعدة في موضوع مهم جدا هو تسليح الجيش اللبناني وتقويته، وهذا مهم جدا وأساسي لتوسيع سيطرة الدولة على أراضيها والأمن الداخلي. هناك أفضل مساعدة أميريكية دولية في ما يتعلق بمؤتمر بيروت واحد. نسي البعض، الذين شكلوا ما يسمى الحوار، نسوا البند الاقتصادي واعتقد انه مهم جدا لكل اللبنانيين.

سئل: ألهذا التقيت ولفووفيتز؟

اجاب: نعم وجرت مصارحة ومصالحة.

سئل: مصارحة ومصالحة على ماذا؟

اجاب: على الماضي. آنذاك استخدمت عبارات نابية بحقه. تستطيع ان تختلف مع الشخص لكن غير ضروري أن تذهب الى الإساءة الشخصية.

سئل: والان تصالحتما؟

اجاب: تصالحنا نعم.

سئل: على ماذا؟.

اجاب: على الأقل تصالحنا التقينا.

وهل هي مصالحة شخصية أم سياسية؟

اجاب: مصالحة شخصية. فقط؟ اجاب: مصالحة سياسية موضوع آخر.أنت تريد أن تفتح بند موضوع العراق، هذا موضوع شائك؟.

سئل: ما هو رأي لفوويتز بما يحصل ألان في لبنان؟

اجاب: طرحنا معه قضية بيروت واحد، ويجب ان يكون هذا الامر مطروحا على الحوار كون كل الأفرقاء الأساسيين في الحوار يعتبرون هذا الموضوع أساسيا.

سئل: قلت أن ما وصفته بخصمك هو خصم قوي ألان في لبنان خصوصا في طاولة الحوار. قوي بماذا؟ اجاب: يتسلح بالنظام السوري والبعد الإيراني طبعا. نريد هذا الخصم أن يعترف بالحقيقة اللبنانية وباستقلال لبنان، بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا نعم، لكن باستقلال لبنان، وان يرفض وصاية النظام السوري على لبنان.

سئل: من هو خصمك. اجاب:

الفريق الأخر على الطاولة التي سميناها طاولة الحوار.

سئل: من هو الفريق الأخر؟.

اجاب: عليك أن تحزر

سئل: هل هو حزب الله ومعه نبيه بري والجنرال عون؟.

اجاب: عليك أن يكون لك مخيلة وتحزر من هو؟

سئل: أكثر رجل صراحة في لبنان على الإطلاق هو وليد جنبلاط؟.

اجاب: نختلف مع حزب الله حول موضوع تضامنه المطلق مع النظام السوري، نختلف مع حزب الله حول موضوع السياسة التي ربما تمليها طهران على المنطقة وعلى لبنان بالتحديد. لا نريد أن يكون لبنان محور صراع من أجل السياسة الايرانية. نعم نختلف

سئل: هل أنت متفائل بنهاية الحوار بكل وضوح؟.

اجاب: متفائل نعم. نحن نملك الصبر الطويل، الطويل. متفائل.

سئل: غير الصبر ما هي الإمكانات؟.

اجاب: متفائل جدا ولن ينجحوا، لن ينجحوا في قهر إرادة الشعب اللبناني في الحياة الكريمة والاستقلال والديمقراطية. لن ينجحوا، لن يمروا.

سئل:أنتم متهمون بتعطيل الحوار وبأنكم لا تريدون استكماله؟.

اجاب: لم أعطل، هم باختيارهم مجلس النواب عطلوا وسط المدينة، على الأقل ارتاح الناس في هذه الفترة وعادوا إلى وسط المدينة وعادت المقاهي والمتاجر، وسنعطله مجددا نهار الاثنين. إذا استمر الحوار أتمنى أن نلتقي في مكان أخر بعيدا عن مصالح الناس.

سئل: في ذكرى عام على 14 آذار ما الذي تقوله لأنصارك وللبنانيين وللطرف الآخر؟.

اجاب: اعتقد اننا تخطينا جميعا الحواجز المذهبية والطائفية، وأننا ننشئ رويدا رويدا، في لبنان وفي المهجر، لبنان جديدا موحدا.

سئل: وللطرف الآخر ماذا تقول؟

اجاب: أتمنى له أن يشاركنا في شؤوننا وشجوننا على ان لبنان يستحق أن يكون مستقلا وبعيدا عن النظام السوري، وإذا كان لهم كلمة مع الجمهورية الإسلامية. الجمهورية الإسلامية جمهورية كبيرة، إمبراطورية ولا اعتقد أن لبنان يجب أن يكون ضحية مطامع أو سياسات الجمهورية الإسلامية في آفاقها الواسعة من أفغانستان إلى العراق.

سئل: هل استنتجت ان السياسية الأمريكية تتعاطى مع لبنان كملف مستقل عن المعطيات الإقليمية الأخرى، سواء في سوريا أو العراق أو إيران أو فلسطين أو إسرائيل؟

اجاب: نحن نحاول أن يكون هذا الملف مستقلا، لا نريد ان ندخل لبنان في صراعات أخرى محلية أو إقليمية قد تؤخر مسيرة الاستقلال.

سئل: هذا بالنسبة اليكم، لكن ما الذي فهمته من الإدارة الأمريكية؟

اجاب: عليك ان تسأل الإدارة الأمريكية، أنا شرحت وجهة نظري و تمسكت بشكل أساسي باتفاق الطائف الذي فيه العلاقات المميزة بين لبنان و سوريا و فيه اتفاق الهدنة الذي ارسي عام 1949 وهو مهم جدا كأساس للانطلاق.