تحدّث عن إدخال مئات من أفراد "القيادة العامة" الى المخيمات

جنبلاط: أي خلل أمني لن يكون لمصلحة المقاومة

متخوّف من الأبواق السورية التي جاءت من نهر البارد

المختارة – "النهار":16/11/2006:  دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الى "ان يدرك ان النظام السوري يستخدم الحزب الى للوصول الى طاولة الحوار مع اميركا واسرائيل"، وحذّر من "اي فعل امني في لبنان لن يكون لمصلحة المقاومة"، وابدى تخوفه من "الابواق السورية التي جاءت من (مخيم) نهر البارد في ما يسمى "القاعدة"، وتحدث عن دخول مئات الافراد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" بقيادة احمد جبريل الى المخيمات.

وفي حديث الى تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" سئل جنبلاط تعليقه اتهام السيد نصرالله الحكومة بان لا صدقية لها وان "حكومة نظيفة" ستأتي مكانها، فاجاب: "غريب هذا الرجل الذي اخذ صفة القائد العربي والاسلامي الذي خرج بالامس من انتصار، كما سبق ان ذكرنا، غريب عليه ان يستمر في هذا النهج من التهديد، ان ما يقوله لا يليق بسمعته العربية والاسلامية، غريب هذا الرجل الذي احتضنه كل الشعب اللبناني ومن خلال الحكومة حكومة المقاومة كما سماها الرئيس (نبيه) بري، استطعنا ان نثبت النقاط السبع، وان نوقف العدوان من دون قيد او شرط الا وفق شروط السيادة الوطنية واتفاق الطائف، الحكومة التي رفضت البند السابع والتي بصمت وجدّ تقوم باعمار الجنوب، وقد وضعت مقاييس محددة في الضاحية والجنوب وكل المناطق المتضررة من خلال المال العربي مال الخليج، والسعودية، غريب هذا الاستمرار في النهج نفسه، يبدو ان العزلة في مكان ما او نتيجة الظروف الامنية لا تسمح له بأن يجول ويرى ماذا يجري، يرى الهواء النقي".

• انه على ثقة بأن الهدف سيتحقق باسقاط الحكومة او توسيعها وقيام حكومة كما يقول، نظيفة، ما رأيك؟

- هذه ايضا تعابير غريبة عجيبة، المال النظيف، والحكومة النظيفة وكأننا نحن خارج كل هذا الاطار. لقد صنف الناس في مهرجان النصر "يا أشرف الناس" اذا بقية الناس من اللبنانيين خونة؟ ما هذا الكلام؟ ليس لائقاً، استغرب منه هذا الكلام الرجل العاقل كما عرفناه حول طاولة الحوار، استغرب منه هذا الانفصال والاستمرار في الانفعال، لا افهم لماذا.

• هناك تهديد بالتصعيد حتى قبل النزول الى الشارع، وحديث عن استقالة جماعية في مجلس النواب كما قال النائب الحاج حسن

– فيلفعلوا ما يشاؤون، ولكن هذا لا يبني بلداً، لانه في النهاية البناء يكون بالاقرار بمقررات الاجماع واولها المحكمة الدولية، انهم يتهربون من المحكمة الدولية للوصول الى شيء آخر. المحكمة الدولية هي حصانة لحسن نصرالله، هي حصانة للمقاومة، ومجدداً نكرر ان (ديتليف) ميليس (الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية) لم يتهم المقاومة في عملية التفجير، قال ان السيارة لم تأت من الضاحية. لماذا الخوف؟ ولماذا هذا الاصرار على الالتصاق بالنظام السوري الذي يريد عبر المقاومة التفاوض مع اميركا وقد يضحّي بالمقاومة للتفاوض مع اميركا ومع اسرائيل الا يعلم هذا؟ ألا يستطيع اخذ مسافة معينة على الاقل سياسية، هو حرّ بأن يؤيد القيادة والنظام السوري، نحن احرار لا نؤيد القيادة والنظام السوري لكن لماذا هذان الاصرار والتمسك؟

• لكنه يجاهر بتأييده للحلف الايراني – السوري، ويتهمكم بالتعامل مع اميركا المتحالفة مع اسرائيل؟

- الولايات المتحدة وفرنسا ساعدتنا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالضغط واخراج السوري من لبنان نعم، لكن الى جانب ذلك لا اعتقد اننا في 14 آذار نزوَّد السلاح والصواريخ والعتاد والمال من الولايات المتحدة. نريد دولة لبنان وفق الطائف، والطائف حدد العلاقات المميّزة مع سوريا، والحوار حدد هذا الموضوع ديبلوماسياً، وكذلك حدد مسألة ترسيم الحدود او تحديدها، هذا ما نريد، والطائف ايضا حدد هوية لبنان العربية، ونحن ندين سياسة اميركا في فلسطين، لكن في لبنان نعم القرارات الدولية كلها ساعدتنا فيها الولايات المتحدة، وفرنسا، والمجتمع الدولي، والاشتراكية الدولية وهي تصب في مصلحة بناء الدولة.

• نصرالله قال ان الحكومة كانت على علم بالعدوان وطلبت من اسرائيل اطالة أمده، الا يكون بذلك يتهم الحكومة بالخيانة؟

- غريب هذا، انه يخوّن حكومة كان موجوداً فيها ومشاركاً في قراراتها، وفي ذروة المعركة لماذا كان وزيراه يؤيدان الحكومة وكذلك كان تأييد بالاجماع لانتشار الجيش في الجنوب والنقاط السبع، غريب اليوم هذا الالتفاف، كل هذا لانه لا يستطيع اخذ مسافة بينه وبين النظام السوري. وسبق ان ذكرنا نظام المحكمة اعتبر جريمة اغتيال رفيق الحريري جريمة ضد الانسانية وقال انها ارهابية، اذكر ايضاً، حتى رئيس النظام السوري الذي يدافع عنه السيد حسن، قال بشار الاسد اذا كان احد في سوريا متورطاً فهو محكوم عليه بالخيانة العظمى، اذاً لماذا هذا الاصرار على الالتفاف بتعابير انشائية سياسية لا معنى ولا قيمة لها، والموضوع الاساس المحكمة، والمحكمة حصانة للمقاومة، وحصانة لسماحة السيد نصرالله، المحكمة عدل وحق وليست انتقاماً.

• ولكن "حزب الله" يشدد على عدم ربط الاستقالة بموضوع المحكمة؟

- كان من الافضل لهم لو كانوا صادقين مع انفسهم اولاً ان يشاركوا في التأييد واقرار المحكمة، ثم لاحقاً سيعود المشروع من الامم المتحدة ولا بد من مناقشته، وهم قالوا نحن نريد ان نناقش بالتفصيل، فليتفضلوا ويشاركوا، ما هي ملاحظاتهم؟ ولكن كل الضجيج الذي حدث منذ شهرين حول محاولة تعطيل المحكمة، المحكمة هي تثبيت لوحدة لبنان وللعدالة وردع العدوان وردع الاغتيال، ومع السيد نصرالله نطالب بمحكمة دولية بحق المجازر في فلسطين وآخرها بيت حانون.

• كيف تطلبون ان يثق فريق 8 آذار بكم انتم الاكثرية؟

- لقد شاركنا في كل القرارات باستثناء واحد عندما اعتكفوا. كل القرارات كانت بالاجماع.

• هناك من يقول ان السيارة التي فجّرت موكب الحريري خرجت من الضاحية؟

- ما من احد تحدث عن ذلك ولكن فليعلم السيد حسن هذا النظام السوري يستخدم ثم يرمي في البحر، فقط لمصالحه كي يبقى هو على قيد الحياة (النظام السوري) وما من احد اليوم يناقش اذا بقي ام لا، ليس شأننا بل شأن المعارضة، لكن بشار ومجموعته قد يستخدمان السيد حسن والمقاومة للوصول الى صفقة مع اميركا ومع اسرائيل على حساب المقاومة وتضحياتها وشهدائها، هذا تاريخ طويل وقديم نعرفه منذ زمن عن النظام السوري، فلذلك انبهه هو الرجل العاقل، البصير، الحريص على الوحدة الوطنية انبهه فقط من حلفائه.

• هناك موقف سوري يتحدث عن فريق وقوى تمارس سياسة الاستفراد والتهميش؟

- يحق لنا في لبنان ان نعيش كدولة مستقلة، كشعب حر، ولسنا بحاجة الى دروس من النظام السوري. تخلصنا من الوصاية، نبني لاحقاً علاقة ندية من دولة الى دولة مع الشعب السوري، مع الدولة السورية وفق علاقات ديبلوماسية، وترسيم الحدود، واحترام متبادل. هم يريدون فقط الوصاية او التهديد.

• وحول البيان الذي صدر باسم "القاعدة

- هم يصدرون ما يُسمى القاعدة الى لبنان كما صدّروها الى العراق شيعة واكراداً وسنة ومسيحيين من اجل الوصول الى طاولة الحوار مع اميركا هذا كل الهدف واللعبة الجهنمية نفسها يقومون بها في لبنان.

• هناك موقف ايراني يقول انه لا يتدخل في سيادة الدولة.

- عظيم! هذا اول تصريح اسمعه من ايران انها لا تتدخل الحمدلله صدر تصريح من ايران، اعتقد عقب استقبالهم للرئيس بري ليقولوا انهم لا يتدخلون. لكن بالامس القريب كان وزير خارجية ايران يأتي الى لبنان ويفرض علينا دروساً وبأنه لا بد من حكومة اتحاد وطني. هذا اول تصريح، جيد، لانه في النهاية لا بد من علاقة حسن جوار بين العرب وايران، لكن لا يجوز ايضاً للايرانيين ان يتدخلوا في شؤون البلاد العربية ويحاولوا زعزعة او استخدام ولاءات مذهبية او بالاحرى اقليات مذهبية لولاءات سياسية، واذا كان في بعض البلاد العربية من ظلم يلحق ببعض الاقليات المذهبية فهذا يعود الى الدول المعنية ان تصحح الامور اقتصادياً وسياسياً واعمارياً وانمائياً، واعتقد ان هذا ما بدأه منذ زمن طويل بالحوار الملك عبدالله بن عبد العزيز، ولا بد من ان تتوسع تلك الرقعة رقعة الخدمات والتصحيح. أما ان تأتي ايران وتجعل من مواطن ذات انتماء مذهبي معين يغير ولاءه السياسي فهذا مرفوض. واعتقد ان قادة ايران رغم كل شيء لهم مصلحة في هذا الموضوع.

• هل تتخوفون من تسوية ما من خلال زيارة الرئيس بري لايران؟

- المسألة الاساسية اننا لا نريد ان يُستخدم لبنان ورقة تفاوض او تسوية. كفانا، نحن قمنا بكل واجبنا، حررنا الجنوب عام 2000، ثم عدنا وحررناه عام 2006، بقيت شبعا، يريدون من خلالها استخدام لبنان للتسوية او للضغط على اميركا واسرائيل، لا نريد هذا الامر، ولذلك ليتذكر نصرالله اننا وافقنا بالاجماع على التحديد ثم الترسيم لمزارع شبعا، ماذا يريد بعد؟ ثم هل من احد يجرؤ ويناقش قضية السلاح، فليبق السلاح، ما هي المشكلة، هم انفسهم يقولون ان هذا السلاح لم يعد له قيمة، وآن الاوان لهذا السلاح ان يكون ضمن منظومة دفاعية، فليبق السلاح. اساساً لا نستطيع ان نفعل شيئاً، ولا نريد ان نفعل شيئاً.

• ولكن ثمة جهة وحيدة تحمل السلاح في لبنان؟

- ستبقى مسلحة ولن نرد على هذه الجهة الا بالطرح السلمي كما فعلنا يوم 14 آذار 2005 لا اكثر ولا اقل.

• اذاً لا تصعيد في مقابل التصعيد في الشارع؟

- سيكون جواباً سلمياً ديموقراطياً، جواب المجتمع الاهلي، نريد بلداً، دولة لها علاقات مميزة مع سوريا وفق اتفاق الطائف ويحق لهذه الدولة ان يكون لها علاقات ايضاً مع كل دول العالم وان تكون مستقلة.

• تتهم انت والدكتور جعجع بأنكما اطحتما التسويات بين الحريري ونصرالله؟

- اعتقد اننا صف واحد وليس هناك صفوف في 14 آذار وقد تجلى ذلك في الاجتماع الذي عقد في دارة آل الحريري، دارة لبنان اليوم، عندما اجتمعنا وذكّرني هذا الاجتماع بذاك الشهر في اليوم المشؤوم في 14 شباط 2005، جميعنا صف واحد نريد دولة نريد استقراراً، وتأمين المستقبل لاولادنا، ووقف الهجرة، وباريس 3.

من اجل أن ينعم الجميع دون استثناء بالاستقرار السياسي والاقتصادي لفتح صفحة جديدة للمستقبل، كفانا حروباً ومغامرات وتخويناً ومحاور، كفانا تهديداً، نحن صف واحد. المبادرة الوحيدة التي تمت كانت طاولة الحوار حيث اتفقنا على اربع نقاط اساسية: المحكمة الدولية، تحديد وترسيم الحدود، انهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، العلاقات الديبلوماسية، اختلقنا على ماذا؟ شخّصنا ان هناك ازمة حكم كي لا نقول ان هناك رئيساً غير دستوري لبنانياً وعالمياً. ولم نتفق على موضوع السلاح. وفي هذه اللحظة اقول فليبقَ السلاح وما هي المشكلة؟

• ماذا عن وساطة "الجماعة الاسلامية" بين "حزب الله" والحريري؟

- لم اسمع بهذا. ثقتي كبيرة بالشيخ سعد الحريري وكل مسعى من أجل الوصول إلى دولة واستقرار وتقوية المؤسسات الأمنية والجيش وتثبيت النقاط السبع والطائف اهلاً وسهلاً.

•ومتى وساطة السفير السعودي، ومثله وساطة السفير الاميركي؟

- مشكور كل جهد تقوم به السعودية تلك القيادة التي لم يأت منها في الماضي ولا الحاضر والمستقبل الا الخير.

• هل تتخوف من المستقبل؟

- اطلاقاً. كل فريق على مواقفه، ومن حق اي فريق ان يكون على موقفه، لكن قاعدة لبنان لا غالب ولا مغلوب، انما كانت قوة البعض بحسب قاعدة التسوية، لكن اتخوف فقط من الابواق السورية التي تتكلم من نهر البارد بما يسمى القاعدة، قيل لنا انه جرى تهريب عشرات ان لم نقل المئات من عناصر احمد جبريل الى المخيمات كـ"أنصار الشام" لماذا كل هذا؟ لماذا يريد النظام السوري التخريب؟ عندما يخرب النظام السوري في لبنان هذا يكون على حساب المقاومة. آن الآوان لحسن نصرالله ان يدرك مآرب النظام السوري هو حر في ان يدافع عن سوريا والنظام كما يريد، لكن آن الأوان ان يعرف ان اي خلل امني في لبنان لن يكون لمصلحة المقاومة – وتلك الهالة التي تميز بها السيد نصرالله عربياً وعالمياً".

• الا تتحملون مسؤولية بذلك من خلال التحالف الرباعي وكلام بري اليوم؟

- انني ارفض كلمة اكثرية، نحن احد فرقاء في لبنان، عندما نقول كلمة اكثرية واقلية يعني هناك نوع من الاملاء والاجحاف. نحن هنا احدى القوى السياسية ولا نستطيع الا بالتسوية ان ندخل مع الغير، ولكن ايضاً لا يستطيع هذا الغير ان يهدد دائماً ويفرض املاءات.

• وبالنسبة الى الثلث الضامن؟

- انه ثلث معطل ومقرر، طلبوا ذلك لتعطيل المحكمة، عندما تقر المحكمة وعندما يكون لنا حكم – في النهاية بتحالفهم فرضوا على لبنان رئيساً لم يعد رئيساً. ولا يمثل شيئا الا بشار الاسد. عندما يكون عندنا هناك رئيس جمهورية وحكم لكل اللبنانيين عندئذ فلتأخذ اللعبة الديموقراطية مداها، وتكون هناك حكومة اتحاد وطني وحتى لو كانت من لون واحد لا مشكلة.

•ابرق جنبلاط الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئا بانتخابه قائداً عاماً لحركة فتح، وجاء في البرقية: أتقدم منكم بأحر التهاني لمناسبة انتخابكم قائداً عاماً لحركة فتح التي ناضلت مدى عقود طويلة لاسترجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة من الاحتلال الاسرائيلي، على امل التوصل قريباً الى انشاء دولة فلسطينية مستقلة تجسد طموحات الشعب الفلسطيني المقاوم وتتيح له العيش بطمأنينة وسلام.

ان هذه المناسبة تتزامن مع الذكرى الثانية لرحيل رمز الثورة الفلسطينية ياسر عرفات الذي ترك بصمات كبرى على مسار الاحداث في فلسطين والمنطقة. ونحن نجدد التزامنا القضية الفلسطينية وانحيازنا الدائم اليها في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وسياساته العدوانية والارهابية".

بيان

• في الذكرى الثانية لرحيل عرفات اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً جدد "التزامه القضية الفلسطينية وهي القضية الاساسية والمركزية في الصراع العربي – الاسرائيلي"، واكد "ضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية الكاملة والمشروعة والتي تتمثل بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ووقف السياسات العدوانية الاسرائيلية سواء اكانت اعمال القتل والاغتيال والارهاب في حق الشعب الفلسطيني الاعزل وقياداته السياسية ام السياسات الاستيطانية التوسعية التي تستهدف احداث التغييرات الديموغرافية والسكانية وتغيير الوقائع الميدانية على الارض".

=========================================================================================

 

جاهز لكل مبادرة بالتشاور مع حلفائي في 14 آذار على أساس ثوابت إجماع الحوار

جنبلاط: التجارب أثبتت أن ما من أحد يستطيع فرض إرادته وسلطته بالقوة في لبنان

المستقبل - الخميس 16 تشرين الثاني 2006 - العدد 2447 –

اكد رئيس "اللقاء الذيموقراطي " النائب وليد جنبلاط أنه جاهز لكل مبادرة بالتشاور مع حلفائه في 14 آذار "على أساس ثوابت إجماع الحوار".

وقال: "السؤال موجّه لنصرالله والأسد ونجاد وخامنئي، هل يقبلون بأن يعلق لبنان الحرب ام عليه أن يبقى في حالة حرب، ويستخدم عند الضرورة والطلب من أجل الحوار مع أميركا وإسرائيل". ورأى "انهم لا يريدون الهدنة، بل ان يبقى الجنوب مدخلا لمغامرات الى أن يتوصلوا إلى تسوية مع أميركا وإسرائيل".

وأشار إلى أنه كان هناك إجماع خلال التشاور من كل قوى 14 آذار على أن لا مشكلة في تشكيل حكومة اتحاد وطني من حيث المبدأ، وقلنا لهم تطلبون منّا تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولديكم رئيس اتفقنا معكم على أنه أزمة حكم، فهل تستطيعون التنازل عن هذا الرئيس وإقالته وانتخاب رئيس حكم ثم تأتي بطبيعة الحال حكومة اتحاد وطني".

وأيّد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط خيار الحوار "لأن لا شيء إلاّ بالتسوية". وقال في حديث إلى برنامج "الاستحقاق" على شاشة "المستقبل" مساء أمس: "استقالوا من الحكومة تهرّباً من المحكمة الدوليّة وكي نصل إلى استحقاق رئاسة الجمهوريّة وندخل في الشلل ويبقى اميل لحود".

وحيّد جنبلاط سلاح "حزب الله" جانباً "إلى أن يتوصّلوا هم إلى قناعة بأنه لم تعد له وظيفة". ودعا الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى "أن يخرج من القوقعة الأمنيّة وأن يسجّل أنّه مع قيام المحكمة الدوليّة ثمّ نفتح صفحة حكومة جديدة"، وطالبه بأن "يعطي المسلمين والدولة الإنصاف في المحكمة الدوليّة".

وأشار إلى أنّ "النظام السوري يريد التفاوض مع أميركا، ومن أجل هذا التفاوض يريدون الانقضاض على ثورة الأرز".

وقال "سنفكّر بكلّ هدوء وموضوعيّة في كيفيّة المواجهة وآخر الكيّ هو الشارع"، وركّز على "خطر الشارع". وإذ أكّد الانفتاح على التسوية، أوضح جنبلاط أنّ "ردّنا سيكون بحجم الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، سيكون هادئاً وسلمياً"، لكنه أضاف "لسنا لقمة سائغة(..)". وفي ما يأتي نص الحديث:

من مصلحة ايران ان تحافظ على سمعة السيد

كي يحترم رغبة اللبنانيين في المحكمة لأن سمعته مرتبطة بها

يتوسلون الادارة الأميركية للحوار

ويريدون ابقاء الجنوب مدخلا لمغامرات

توصلهم إلى تسوية مع أميركا وإسرائيل

ورقة التفاهم تتناقض مع "البرنامج البرتقالي"

الذي يذكرني بكتاب ماوتسي تونغ الأحمر

 

هل حقيقة دقّت ساعة المنازلة النهائية بين مشروعين في البلد أو أنه يمكن العودة إلى طاولة الحوار وتجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه؟

ـ لا شيء نهائي.المنازلة في الأساس ابتدأت عندما أمر بشار الأسد رفيق الحريري ووافق رفيق الحريري، رحمة الله عليه، على مضض، وكنت أنا الذي نصحته أن يقبل بالتمديد تفادياً للشر، لكن الشر أتى، المنازلة بدأت في آب 2004 واستمرت، وهذه سلسلة من المنازلات استمرت لاحقاً عندما حاولوا اغتيال مروان (حمادة) ثم اغتالوا الرئيس الحريري، ظنوا ان الشعب اللبناني سيركع، لم يركع، أسقط الحكومة، أسقط الوصاية، أسقط نظام الوصاية. نزل الشعب اللبناني إلى الشارع سلمياً بأوج الوجود السوري الاستخباراتي والعسكري وقال لا للاغتيال لا للوصاية لا للوجود السوري، انسحب السوري، استمروا في الاغتيال، الأبرياء، رجال السياسة، المقاومين المقاوم الأول الشريف ذا القرار المقاوم المستقل جورج حاوي، سمير قصير الصحافي اللامع، مي شدياق، الياس المرّ وانتهت في 12/12/2005 بجبران (تويني). انتهت، إن شاءالله تكون انتهت، المنازلة مستمرة، كيف بالأساس عندما يكون عندك جار من نوع بشار الأسد، لا تنتهي المنازلة، وأريد أن أخرج قليلاً عن الموضوع، أتمنى لو أستطيع أنا ومروان حمادة والجمهور العربي في لبنان أو كل اللبنانيين أن أذهب إلى السويداء للتعزية بمنصور الأطرش، لكن أتتنا، إلى مروان وأتت لي أنا مذكرة جديدة للجلب وأتت قالوا لي ولفارس خشان وسيأتي إلى الغير، كيف يكون ممكن انك ترتاح ويكون عندك استقرار وعندك جار من هذا النوع اسمه بشار الأسد، كتلة أحقاد، لا مسؤول ومعركة وجودية نعم، نكون أو لا نكون، وصدق من قال وهو سمير قصير انه لن يرتاح لبنان طالما ان ليس هناك ديموقراطية في سوريا ولن نرتاح.

ملاك الموت

في موضوع النظام السوري، إذا كانت المسألة وجودية إما أنتم وإما النظام السوري وبالتالي هذه مشكلة كبيرة؟

ـ لا، أبداً، ليس هنا الموضوع وجودية، هناك واحد لا يرى في الدنيا لا لشعبه وللشعوب المحيطة إلا الحكم، طيب هذه الاعتقالات، المثقفين وأعضاء المجتمع المدني اعتقلهم ولم يبق أحد، أمس، وجدوا شقيق غازي كنعان مقتولاً في ظروف غامضة لماذا، يصدر إلى العراق مئات وآلاف مما يسمّى الاستشهاديين أو الانتحاريين من أجل قتل الشيعة والسنّة أكثريتهم شيعة الذين يقتلون لماذا؟ لتقسيم العراق؟ وأخيراً صدّر إلينا يقال بيان القاعدة في نهرالبارد صدّر إلينا بشار أيضاً مجموعات موت، مع هؤلاء ما يسمّى الاستشهاديين وصدّر إلينا ايضاً مئات أو عشرات من جماعة أحمد جبريل للمخيمات في برج البراجنة، وربما ذهبوا إلى الجنوب إلى عين الحلوة، لماذا؟ لأنه لم نستطع ولن نستطيع طالما عنده هذا العقل مع صهره "ملاك الموت"، ان نتوصل إلى علاقات متوازنة بين دولتين. المبادئ التي طرحت في الحوار، علاقات ديبلوماسية، إخراج الفلسطينيين المسلحين خارج المخيمات، هم عناصر مخرّبة، تحديد وترسيم مزارع شبعا، المحكمة الدولية هي الأساس، لم نحقق من تلك الامور شيئاً عدنا إلى حيث انطلقنا قبل الحرب، ما زلنا مكاننا.

ننازل واحداً مريضاً

في مذكرة التوقيف ماذا ستفعلون فيها؟

ـ هذه لا قيمة لها، لأن مجلس النواب في المرة الأخيرة رفضها، لكن أعطيك اشارة من هذا الرجل المريض، نحن ننازل كشعب لبناني، ننازل واحداً مريضاً، لا ننازل الشعب السوري، الشعب السوري مغلوب على أمره، ننازل واحداً مريضاً، وننازل من ورائه دولة كبرى، دولة كبرى، نقدر طموحاتها ومشروعية بعض من طموحاتها في العالم ، ايران، لكن أيضاً فليسمح لنا السيد خامنئي، يعني لا يرى في العالم كله هزيمة إسرائيل إلا من لبنان، اريد أن أذكره ، ربما ذاكرته ضعيفة قليلاً، شعب لبنان هزم اسرائيل عام 82 وهزم اسرائيل عام 2000 وهزمها عام 1996 وعندما حررنا مجدداً الجنوب عام 2000، هل نبقى في هذه الدوامة، نحن فقط ساحة المواجهة، نحن قمنا بكل واجباتنا وحررنا بلادنا ونريد العيش الكريم المستقل، نريد الازدهار والتنوّع والاستثمار، لا نريد صواريخ مجدداً، يريد ان ينازل فلينازل أميركا في الخليج، "ما خصنا فيه".

أنت تفترض وتقول أنتم تنازلون بشار الأسد ومن وراء بشار الأسد دولة كبرى لها طموحاتها لكن ماذا عن العنصر اللبناني، في النتيجة هذا تغييب للمشكلة الداخلية اللبنانية في الموضوع؟

ـ ليس تغييباً، لا نقول بالتغييب نقول في كل لحظة للسيد حسن نصرالله أينما كان ماذا يريد، اتفقنا وأجمعنا معاً على في الحوار على المبادئ الأربعة، كان البند الأول المحكمة الدولية، بالإجماع، ثم العلاقات الديبلوماسية ثم التحديد والترسيم لمزارع شبعا ثم اخراج السلاح من خارج المخيمات، اختلفنا بإيجابية على موضوع سلاح المقاومة، واتفقنا على ان هناك أزمة حكم أي أن هناك أزمة دستورية فيما يتعلق بوجود لحود، عندما أتينا إلى المتابعة ذهب إلى الحرب هو نفسه قال انه كان يعلم ان هناك عدواناً اسرائيلياً سيحدث على لبنان في تشرين، استبق الأمور، ثم قال لو كنت أعلم لما فعلت هذا، هذا الكلام غير مسؤول، ذهب الى الحرب وقبل ان تنتهي الحرب أوعلى مراحل نهاية الحرب طرح شعار حكومة الاتحاد الوطني والحكومة الحالية التي هو مشارك فيها مع حركة أمل خلاصة المقاومة هي التي بالاجماع أرسلت الجيش الى الجنوب وبالاجماع أقرت النقاط السبع وبالاجماع طالبت بالـ1701 تحت البند السادس ورفضت بالاجماع البند السابع. ماذا يريد بعد؟ لماذا أيضاً حكومة الاتحاد الوطني لماذا؟

ثمن النصر باهظ

هل أهدى السيد حسن نصرالله النصر الى اللبنانيين كما كنت تشتهي؟

ـ أهدى هذا الانتصار ربما الى قسم من اللبنانيين ولكن كان الثمن باهظا، لم يكن بحاجة الجنوب المزدهر نسبياً من خلال الاغتراب من خلال كل ما قام به الرئيس نبيه بري على مدى 25 عاماً لم يكن بحاجة الى هذا الكم من الدمار، لا أحمّل نصرالله الدمار، اسرائيل التي دمرت وأميركا التي أعطت فرصة لاسرائيل كي تستطيع أن تهزم حزب الله ولم تستطع ،لكن لم نكن بحاجة الى هذه التجربة، وان ينزح من الجنوب أكثر من 800 ألف نسمة خارج بيوتهم، وقد حرّرنا كل الجنوب عام 2000، ويبدو، حسب ما يقول، انه كان يمتلك 12 ألف صاروخ، اليوم يمتلك 20 ألف صاروخ، اذاً نحن على مشارف حرب جديدة، اذا كان هذا الأمر لا حول ولا، ماذا نستطيع ان نفعل، لكن النقطة الأساس كي لا تغدرنا الذاكرة في 12/12/2005 خرجوا محتجين بأن موضوع المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق لم يكن على جدول الأعمال، مجدداً عندما اصبحنا على مشارف اقرار المحكمة الدولية وقد أقرّت الوثيقة الأولية بالأمس خرجوا واستقالوا، عدنا الى النقطة الأساس المحكمة الدولية وأعود وأقول أكبر حصانة ودفاع وأكثر قوة معنوية ممكن أن تعطى للمقاومة ولحسن نصرالله بالتحديد هو ان يوافق، هو أن يشارك مجدداً، بالاقرار النهائي بالتصويت في المجلس النيابي على المحكمة الدولية، أما ان بحجج اتحاد وطني وبحجج ثانية يتهمنا، يتهم كل فريق 14 آذار بالخيانة وغير الخيانة هذه حجج واهية.

اذاً، لا يستطيع السيد حسن نصرالله ان يتخذ مسافة معيّنة محدودة بينه وبين بشار الأسد مع الأسف أقول يعني من اجل سمعته ومقامه الكبيرمن أندونيسيا الى المغرب هذا شيء عاطل. ماذا يريد ان يخرج سعد الحريري ويقول طيب سامحت؟ عندما يأخذ سعد الحريري ومعه نحن المحكمة الدولية التي يجب أن تحاكم من محاولة قتل مروان الى جبران ربما نحن نقول من أجل الوحدة الوطنية من أجل المشاركة الحقيقية ربما نحن نتخذ القرار نسقط الحق، ربما، لكن قبل لا نستطيع، لا نستطيع، لا نستطيع أبداً، مجدداً هذا هو نداء، نداء من أجل الوحدة الوطنية، من أجل سمعته، وإلا.. هذه المحكمة الدولية. المحكمة الدولية اسقط منها البند (جريمة ضد الانسانية)، أسقطنا هذا الأمر، وفي أول لحظة عندما ذهبت في العام الماضي الى فرنسا ثم ذهبت الى موسكو ثم أعود من الولايات المتحدة كان البند الأساس في المحادثات المحكمة الدولية روسيا وفرنسا وأميركا وكل المجتمع الدولي وافق على المحكمة الدولية، اسقط قضية انها جريمة ضد الانسانية لأن بعض الدول عندها مشاكلها وحصر الموضوع ببعض من المرؤوسين وحتى في النص يقول قسم في النص، الرئيس ان عرف أو تجاهل عن معرفة معلومات أشارت بوضوح ان العاملين تحت سلطته كانوا يرتكبون او كانوا على وشك ارتكاب مثل هذه الجرائم، لست قانونياً، لكن كمحلل سياسي اقول الرئيس اما عرف أو تجاهل عن معرفة معلومات هنا في مكان اما هناك مخرج ماذا يريد بعد؟.

برأيي المحكمة هي الأساس لأن المحكمة فكرة المحكمة في الأساس عند بعض من جمهورهم مع الأسف وعند القيادة السورية، عند بشار الأسد، فكرة المحكمة ممنوعة، هنا لست ادري بالتحديد ما هو البعد الايراني لا استطيع أن أعلم ما هو البعد الايراني، لكن أتصور أحاول أن أتخيّل ان البعد الايراني كما كنت أعلم ايران الجمهورية الاسلامية أيام الخاتمي كان يحترم خاتمي هذا التنوع اللبناني، هذه الديموقراطية تنوع الثقافات والحضارات مع هؤلاء الجدد لست أعلم، لكن اعتقد ان من مصلحة ايران ان تحافظ على هذا البلد أو بالأحرى تحافظ على سمعة السيد حسن كي يحترم رغبة اللبنانيين في المحكمة لأن سمعة السيد حسن مرتبطة بالمحكمة، يوافق معنا ماذا يريد في المقابل؟ نستطيع أن نقدم له كل شيء.

عندما وافقنا بالإجماع على البنود التي تحدثنا عنها وفي طليعتها قضية المحكمة، وعندما بدأنا نناقش موضوع السلاح بشكل مرن، أتت الحرب وإحدى أسبابها كانت إلى جانب انها كانت حربا استباقية من ايران على أميركا وكانت حربا أميركية على حزب الله، لكن احد أسباب الحرب كانت من أجل أن تنسينا قضايا الاجماع وعلى رأسها موضوع المحكمة، لذلك، ربما ظن السيد حسن، أو ربما المنظومة السياسية والأمنية التي ينتمي إليها من هنا إلى طهران، ان جدول أعمال الحوار انطوى، فلنفتح جدول أعمال جديدا، فتحوا قضية حكومة الاتحاد الوطني، لكن نعود أيضاً إلى المادة 3 البند 3 في موضوع المحكمة التي تقول ان ارتكاب أحدهم الجريمة تنفيذاً لأوامر المسؤول لا يرفع عنه المسؤولية الجنائية، لكن ذلك، قد يخفف عنه العقاب في حال قررت المحكمة الخاصة ان العدالة تقتضي ذلك، فأكثر من هيك ماذا تريد يا سيد حسن! إلا إذا كنت مصرّا الدفاع عن رستم غزالي كما أهديته "كلاشن" عندما كنت تودعه، فهذا أمر مخجل.

مستعد لزيارة نصرالله

هذا يعني انه ردّ بشكل ملطف على سؤالي انه لا يوجد مبادرة منك تجاه حسن نصرالله؟

ـ انا جاهز لكل مبادرة بالتشاور مع حلفائي في 14 آذار على الثوابت، ثوابت إجماع الحوار لكن أيضاً مثلما أنا أريد أن أعمل مبادرة وإذا يقبل زيارتي قلت انني أذهب إليه أو جميعنا وحلفائي نذهب إليه، ربما إذا ذهبنا جميعنا إليه بموكب يرفض، اذهب إليه لوحدي، نحن نتكلم بين مفهومين، دولتين، الدولة اللبنانية الشرعية ودولة حزب الله. امتداد حزب الله من خلال هذه الدولة على النظام السوري وايران، ومشروع معين ايراني ـ سوري يتعارض والدولة اللبنانية، وحتى يتعارض والطائف. أو نستطيع أن نوفق بين تلك الدولتين تدريجياً ندمج وفق الثوابت (الحوار) أو بند في الحوار هو الطائف وفي الطائف هناك بند أساسي هو إرسال الجيش إلى الجنوب وتطبيق اتفاق الهدنة الذي يعني اننا نحن لسنا في حرب، لسنا في حالة لا حرب ولا سلم، تعليق الحرب، السؤال موجّه لنصرالله والأسد ونجاد وخامنئي، هل يقبلون بأن لبنان يعلق الحرب ام عليه أن يبقى في حالة حرب، عند الضرورة والطلب يستخدم لبنان من أجل الحوار مع أميركا وإسرائيل. برأيي لا يريدون الهدنة، بل ان يبقى الجنوب مدخل لمغامرات الى أن يتوصلوا إلى تسوية مع أميركا وإسرائيل، وهذا ما يفعلونه في العراق. وهم يتوسلون الادارة الأميركية للحوار، حتى هذه اللحظة الادارة لا تريد حوارا لكن كل هدفهم النظام السوري وايران الحوار مع اميركا على حساب وحدة العراق واستقرار وازدهار لبنان.

عندما ذهبتم إلى طاولة التشاور عندما اندلعت قصة المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية، وأخذ حزب الله عليكم انكم لم تكونوا جديين، وعملياً ذهبتم في المناورة كي تنزلوا على الطاولة وأوساط برّي سرّبت لعدة جهات انكم غدرتم به على طاولة التشاور، وبالنتيجة ذهبتم إلى مجلس الوزراء لإقرار المسودة ضاربين بعرض الحائط برأيه ورأي الآخرين...

ـ كان هناك إجماع من قبل كل قوى 14 آذار ان لا هناك من مشكل في تشكيل حكومة اتحاد وطنية من حيث المبدأ، ليس هناك من مشكلة قلنا لهم، تطلبون منّا تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولديكم رئيس اتفقنا معكم على أنه أزمة حكم، فهل تستطيعون التنازل عن هذا الرئيس وإقالته وانتخاب رئيس حكم ثم تأتي بطبيعة الحال حكومة اتحاد وطني.

الثلث الضامن بدعة

طبعاً مع الثلث الضامن؟

ـ هذه بدعة الثلث الضامن، في الأزمات الكبرى بالسياسة في لبنان لم يكن ثلث ضامن في 53 عندما اندلعت الحرب الأهلية وعندما أخذ شمعون البلد إلى محور، جوبه بمحور آخر فحصلت الحرب الأهلية ثم التسوية لا غالب ولا مغلوب، في 82 أمين الجميّل ظن يمكن عن حسن نيّة ان 17 أيار ينقذ لبنان من المحاور، ولم يوقع لاحقاً على 17 أيار. رأى ان الموازين لا تسمح وقبله من بشير الجميل الذي كنا نعتبره ألد أعدائنا عندما ذهب إلى ناتانيا والتقى بيغن وفرض عليه شروطا مستحيلة، رفض واستدعي إلى السعودية وذهب وقيل له انك يجب أن تكون رئيس كل لبنان، فالتقاليد والأعراف أقوى من النصوص، أما التحجج الشكلي بالثلث الضامن أو الثلث المعطل أو المقرر كل هذا تهرّب من المحكمة، أو ثلث ضامن أو مقرر أو معطل من أجل أنه عندما نصل الى الاستحقاق الرئاسي يستقيلون وندخل في أزمة حكم ويبقى لحود.

الرئيس برّي يقول بحصول طلاق والعودة عنه تحتاج إلى عقد سياسي جديد..

ـ صح، فليكن العقد السياسي مبنيا على نقاط إجماع الحوار، فلنبن معاً برنامجا معينا. المحكمة، 1701، النقاط السبع، باريس 3، موضوع السلاح وكيفية حله، وإذا اليوم لا يمكن حله فلنتركه ليس من مشكل، راجمة في الناقص أو في الزائد.اذا ارادوا تركيب راجمات في المختارة فأهلاً وسهلاً بهم، نراهم يركبون الراجمات يميناً ويساراً فما المشكل، نتركها إلى الوقت، لكن عندما يتوصلون هم إلى قناعة ان هذا السلاح لم يعد له وظيفة فأهلاً وسهلاً ينضمون إلى الجيش.

لم نخسر بري

شعورك بهذه المناورة هل خسرتم نبيه برّي كطرف آخر؟

ـ بالعكس، وفي التشاور وسّعنا وخرجنا عن النقاط التي حاولوا أن "يزركونا" فيها، الحكومة وقانون الانتخاب، كأن البلد كله مشكلته قانون انتخاب، تحدثنا بالسلاح ورئاسة الجمهورية والمحكمة وباريس 3 وأهميته كي لا ينهار الاقتصاد اللبناني. سؤال موجّه إلى السيد حسن مَن يستفيد إذا إنهار الاقتصاد اللبناني، إذا كان لديه هو ماليته الخاصة من خلال "المال النظيف" وهذا التدفق من المال على طريقته فإذا هو يتناقض مع مالية الدولة، مع مشروعنا. همساً نسمع ان بعضا من أوساطهم لا يريدون ازدهار لبنان ولا أتكلم عنه لكن بعض من الأوساط يمكن المخربة السورية تريد حرق السوليدير. مَن المستفيد؟ نكسر لبنان كي نعود ونبنيه على خراب. كما حسن نصرالله شريك أساسي على قاعدة انه لبناني، لبنان أهم من كل محور في العالم فليتذكر حسن نصرالله وغيره انه ما من أحد يستطيع فرض ارادته وسلطته بالقوة في لبنان، والحروب والتجارب الماضية أثبتت. انا مستعد مع نبيه برّي أن نترافق إلى السيد حسن وأنسب لو يقبل اننا نزوره كلنا في 14 آذار، نحن جمهورنا بشكل سلمي وديموقراطي وحضاري استطاع أن يقول لنظام أو "العصابة" في سوريا اخرج من لبنان وأخرجناه بشكل سلمي وهادئ، وهذا الشعب اللبناني لديه الارادة القوية.

أوساط برّي تقول ان الثلث المعطل بات مطلبا ثانويا، يريد التحدث ربما عن حكومة انتقالية؟

ـ كل موضوع يبحث بشكل رصين وهادئ وأنصح هذه الشريحة أن تأخذ مسافة مع أسيادها هو سيد ليس بحاجة لسيد يأمره. عليه أن يخرج من هذا الجو، يمكن من بعض من القوقعة الأمنية قادة كبار في التاريخ عندما سجنوا من قبل الأمن قتلهم الأمن ونحرهم. قائد كبير مثل جمال عبدالناصر عندما امتلك معلومات خاطئة من قبل المخابرات انهزم لكن كان لديه الجرأة كي يخرج ويستقيل. نصرالله لم نقل انه هزم لكن ثمن الانتصار كان باهظاً والمطلوب له ان يخرج من هذا الجو وأن يرى الحقيقة وأن يسجل للتاريخ كما سجل مراراً نقاطا كبيرة في المقاومة والصمود من أجل لبنان، أن يقول للبنانيين أنا مع المحكمة لآخر لحظة ثم فلنفتح صفحة حكومة جديدة.

حزب الله ينفي أن تكون المشكلة في المحكمة الدولية..

ـ ما كانت ان تنتهي الحرب وبعدما بدأنا في مرحلة الاعمار الطويلة والترميم، وما أدراك والخسائر الاقتصادية والموسم السياحي الذي انتهى والنمو الذي كان ستة في المئة صار خمسة في المئة، صدر شعار حكومة الوحدة الوطنية ثم أتت الترجمة اننا نحن تآمرنا مع رايس في السفارة الأميركية ثم التخوين للسنيورة ولسعد الحريري ووليد جنبلاط، لذلك أقول للسيد وأتمنى أن يكون بمستوى السيادة أن يعطي للبنانيين وللصف الوطني، للهيبة، للدولة، لآل الحريري وللمسلمين السنّة في لبنان والعالم العربي يعطيهم الانصاف للمحكمة الدولية ثم نقرر نحن إذا كنا نريد أن نصفح أو لا نصفح. قبل آخر جلسة من الحوار قلنا لمحمد رعد ماذا تريد، لا تريد 1701 فليكن، لا تريد الأمم المتحدة فزل لسانه قال انتم تريدون القوات المتعددة الجنسيات، قلنا له هذه قوات الأمم المتحدة تحت الفصل السادس وليست متعددة الجنسيات ونحن والسنيورة وبرّي رفضنا الفصل السابع كي لا ندخل البلاد في الدمار، طبعاً ليس من جواب، تحدثنا تريدون حكومة اتحاد وطني، نعمل لها برنامجا نبدأ من الرئيس وبالنازل، لن يتخلى بشار الأسد عن لحود ولا يستطيعون إقناعه بالأمر، فلنتفق على برنامج بالحد الأدنى أول بند فيه المحكمة، فلماذا تركوا عند الاستحقاق والموافقة على مشروع المحكمة، لماذا أنا لا يحق لي أن أخشى ويكون لديّ هواجس، قلنا لمحمد رعد تريد أن تحتل لبنان بجيشك ما المشكل لن ننفعل، سوف نشاهدك، ما من شيء يتم إلا بتسوية أياً كانت المحاور الخارجية، محور التسوية أهم.

المحكمة روح للنظام السوري

قال عون ان الحكومة فقدت شرعيتها وقرارها عن المسودة لا معنى له؟

ـ هل أفهم ان المحكمة تهدد وحدة العيش المشترك أرى العكس المحكمة ليست انتقاما بل عدالة. انها روح للنظام السوري. سعد الحريري قال قد تكون اسرائيل قتلت رفيق الحريري. فلتأخذ المحكمة ابعادها. المشكلة مع عون ان يُكلّف بالكلام عن حزب الله، لأن ورقة التفاهم تتناقض مع "البرنامج البرتقالي".الذي يذكرني بكتاب ماوتسي تونغ الأحمر. لكن الجماهير فلتت منه فاضطر الى لجمها. وكانت خسارة وجوع وموت.

بيان رؤساء الحكومة السابقين طرح غياب الشريك الفاعل من الحكومة؟

ـ نحن في أي ديموقراطية. اذا كانت توافقية غداً يستقيل غازي العريض ومروان حمادة فنقول الحكومة غير دستورية، في الدستور التصويت وارد، فلنتفق على تغيير الدستور أنا لست خبيراً "بالسفسطة الدستورية".أقول للجميع هذا ليس بالتصرف السليم عودوا الى رشدكم ننجز المحكمة بالتصويت في المجلس النيابي ثم تأتي حكومة لا يهم تفاصيلها.

حتى سمير جعجع قال بإدخال شركاء جدد لكن لا ثلث معطل؟

ـ لا تراجع في مواقفنا ولن أدخل بتفاصيل دستورية. في موضوع المحكمة وبعد ستة أشهر هناك الموضوع الرئاسي وتعطيل الأولى ثم الثاني يأخذنا الى المجهول. نحن نسلم عن قناعة الى أن يعودوا الى رشدهم ويكون جدول أعمالهم لبناني، وكما قال سعد الحريري لبنان أولاً.

بعد خروج الوزراء الشيعة، أنجزت المرحلة الأولى من المحكمة، هل تعتقد بحكم هذه البلاد من دون وجود الشراكة معكم؟

ـ كلا. قال الرئيس برّي "عيّنوا" وقال الحكومة دستورية ثم تراجع وفقاً لجوّ طهران حيث التلوث هائل وقد يكون دخل على الخط. نعم "نعيّن" لكن يطلع الشيخ النابلسي و"يحرم" هل يسمح لنا أو لأحد من الشيعة أن يكون شريكاً؟

لن نستقيل من واجباتنا

في حال بقاء الوزراء الشيعة خارج الحكومة هناك استحقاقات مالية والقرار 1701؟

ـ أنت تؤكد لي بعض الهواجس هل المطلوب تخفيف وطأة 1701 بحيث عندما لا ترى الدول الغربية وجود دولة مركزية تنسحب أو تتحول الى احصاء القذائف كما اننا نكون نعرّض جيشنا للخطر. ونقول للبنانيين لا يوجد 1701 ولا جيش لبناني ولا باريس ـ3 وهناك خطر على الليرة الهجرة تزداد. قلنا السلاح اذا كان متوافقا عليه لا يشكل خطراً، لكن الحرب دمّرت هذه النظرية والمال النظيف ومال الدولة الخليجي يذهب هدراً. هل المطلوب الاستقالة من واجباتنا بالبناء والمحكمة والقرار 1701، اننا بذلك نكون قد دخلنا في المجهول.

يقولون انكم طعنتم المقاومة من الخلف؟

ـ هذه أكاذيب، اجتمعنا في السفارة الأميركية نحن قوى 14 آذار وبصوت واحد قلنا نعم للطائف وبالاجماع ورفضنا الفصل السابع. وقلت يومها وحدي لا بد من سيطرة فعلية على الحدود مع سوريا من قبل الجيش اللبناني وإلا لا استقرار في الداخل. فيما الآخرون كانوا مع الطائف وارسال الجيش الى الجنوب واتفاقية الهدنة. أنا لن أدخل في سجالات فلنتحدث كلبنانيين، أياً كانت قوة المحور لا تترجم في لبنان الا بتسوية، لا غالب ولا مغلوب.

قال "نصرالله" هناك حكومة نظيفة ستأتي ولا رابط لنا بهذه الحكومة؟

ـ هل حكومة السنيورة أصبحت رديئة ونجسة. السنيورة الذي وضع مع السعودية وبرّي مقاييس لبناء الجنوب والضاحية. ونفسه السيد حسن قال "اذا كان المال ناقص أنا أكمل". لقد نزل لبنان من المرتبة 83 الى المرتبة 63 في الشفافية وهذا ناتج عن مقاييس السنيورة.

تعليمة الحقد

لماذا هذا الهجوم على السنيورة؟

ـ فجأة جاءت "تعليمة" بالكره والحقد لفؤاد السنيورة "فملاك الموت" حاقد على السنيورة. وأطلق "التعليمة" التي تدرجت نزولاً. الرئيس برّي في مهرجان الصدر الذي ضم عشرات الآلاف قال في صور نحن لبنانيون ونحن عرب. اذا كان هناك من يرتبط بولاية الفقيه فهو حرّ نحن لا نريد ان يكون لبنان محور لأحد نحن 4.5 مليون نسمة وهم 70 مليون لدى ايران ساحات في العراق وغيره في مرحلة معينة استفادت ايران من غزو العراق وأفغانستان. واذا كان البعض مرتبط فهو حرّ لكن لا يمكن فرض محاور سياسية علينا، موضحاً لقد عدنا جميعاً الى لبنانيتنا ما هو المطلوب؟ ليجعل نصرالله لبنان أولاً إن هالته ستكبر أكثر.

الرئيس لحود يدعو الى حكومة جديدة والحص يدعو الى طاولة الحوار وكرامي يسأل هل سيكتفي حزب الله وعون بالثلث المعطّل؟

ـ ليست قضية سيناريو اذا كان الموضوع بدءاً من المحكمة الى القضايا الأخرى انقلابا سياسيا على (باريس ـ 3) و(1701) والمحكمة فهمنا وقرأنا المكتوب من عنوانه. نحن مع الحص في دعوته للحوار لكن على الآخرين أن يفهمونا نحن لسنا لقمة سائغة لنؤكل بهذه الطريقة سنفكر بكيفية المواجهة وآخر الدواء سيكون الشارع، لأننا نعرف خطره، وهنا أسأل: كيف يسمح نصرالله بوجود القاعدة في نهر البارد التي صدّرها الأسد الى لبنان؟. ألا يخشى أن يدخل الأسد لبنان في دوامة عنف على حساب المقاومة ليقول لاحقاً لاسرائيل وأميركا أنا أستطيع بيع المقاومة مقابل نظامي أولاً؟.

لسنا لقمة سائغة

هناك كلام عن تغيير في البيئة السياسية اللبنانية. يتحدثون عن استقالة جماعية في مجلس النواب أثناء طرح المحكمة الدولية؟

ـ فكّرنا بالأمر وهناك مشروع انقلاب أساسه رفض الحقيقة وتأييد نظام الشر. ولا بد من التشاور مع سعد الحريري وحلفائي على أساس مصلحة الوحدة الوطنية والاستقرار. ألم يفكّروا بالأمر؟، يقولون بالثلث المعطل كيف يحكمون ضد الثلثين؟. أقول التسوية بالحد الأدنى على قاعدة المحكمة نترك السلاح تنتاقش حول القرار 1701 وباريس ـ3، وندخل لاحقاً الى حوار أوسع. العلاقة مع سوريا هل تراجعوا عن تحديد مزارع شبعا! هناك أمور أساسية اذا كان ممنوعاً الحوار عليها ندخل في المجهول. نحن لن نتهّور. أُبلغت عن توتر هذا المساء في انتخابات الجامعة الأميركية حول موضوع الانتخابات. أرسلت الى الحزبيين وتيار المستقبل اننا نقبل بأن تعلّب ادارة الجامعة النتائج كي لا يكون هناك توتر لا نريد انتخابات.

احكي مع حائط

لكن حكومة الوحدة الوطنية اذا سلّمت بالثلث. قد يطيرون الحكومة؟

ـ اذا وجد الصدق والحوار الجدّي بين الرجال على ثوابت بدءاً من حُسن النية والمشاركة بغض النظر عن الانتماء في المحكمة لأن الشيعي كما كل اللبنانيين يريد الحقيقة من مروان مروراً برفيق الحريري صاحب البعد الاسلامي الكبير الى جبران. قلت (لرعد) ألا تلاحظ وجود هتافات تأييد لصدام حسين بعد الحكم عليه بالاعدام. لكن "كأنني أحكي مع حائط" معلمه لديه ليونة هو لا قدرة له على الجواب.

فهمنا انكم لن تتركوا الشارع لحزب الله وقال سعد الحريري عن خطة موضوعة للنزول الى الشارع؟

ـ الشارع لغم على الطرفين فعناصر التخريب بدأت بإعلان وجودها في لبنان تأكيداً لكلام بشار الذي قال لبنان سيصبح مركزاً للقاعدة، وكلام وليد المعلم ان لبنان سيصبح عراقاً ثانياً. أقول الشارع "ليس لمصلحة أحد" فلنعد الى الحوار بهدوء لقد وضعنا أفقا وثوابت وما هو ممكن وغير ممكن لإنهاض لبنان والعجلة الاقتصادية فيه. أما اذا لم يعيروا الأمر اهتماماً فلا حول ولا قوة.

طراد حمادة يقول بالسعي لرئاسة الجمهورية اذا لم نحصل على الثلث المعطل؟

ـ انه يأخذنا الى تغيير كل بنى الطائف. لقد وضع الطائف ميزانا دقيقا بالسياسة نصف مسلمين ونصف مسيحيين بغضّ النظر عن التعداد لكي يبقى لبنان انموذجا ضد المثال الصهيوني فهل ندمر لبنان؟

انقلاب

يتحدثون عن احتلال وسط بيروت واقفال طريق المطار وسحب الاعتراف بالحكومة؟

ـ كل هذا يؤدي الى الانقلاب وعلى أصحاب هذا الانقلاب أن يدركوا أن النتائج صعبة فمن السهل بدء الانقلاب لكن النتائج ستكون صعبة.

ماذا تقول لجمهورك؟

ـ في اقصى درجات المشكلة انا مع الحوار وان نقول لهذا الرجل (نصرالله) نمد يدنا لك.

ماذا عن الانتخابات الأميركية وتوصيات لجنة بيكر ـ هاملتون وأثرها على المنطقة؟

ـ هذا يفسر الكلام التصعيدي والانقضاض على "ثورة الأرز" بعد ان تتعثر أميركا في العراق، المقصود السيطرة على لبنان ثم التفاوض. أما فلسطين فقد صدر كلام إيجابي من طوني بلير وأتمنى على بوش أن يترجم مقولة وجود الدولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس، لكن أشك بذلك.

حدث جدل حول كلامك عن تقدم أو تأخر محور؟

ـ هناك سوء إدارة أميركا لملف العراق، لقد رحبوا بالغزو الأميركي في العراق وايران من مقتدى الصدر إلى غيره، وكان لا بد من سقوط صدام، لكن رامسفيلد أخطأ بحلّ الجيش العراقي والآن لا بد من طائف عراقي ليبقى العراق موحداً، النظام السوري قسّم العراق ولا بد من توازنات للوصول إلى تسوية عراقية فيها شيء من الفيدرالية وهنا أهمية دخول السعودية وتركيا.

هناك بدايات لفك عزلة النظام السوري دولياً؟

ـ سأبدأ بنفسي أنا مع احترام المصالح الاستراتيجية السورية وفق اتفاق الطائف ألا نكون مقرا للتآمر على سوريا، لكن لا أريد أن يكون النظام السوري متآمرا علينا عبر عصابات التخريب وعودة الوصاية، نريد المصالح وقلت سابقاً ان الفرق بين بشار وحافظ ان الأب لعب دوراً كبيراً ويتمتع بجوانب من الصدق رغم تجربته الدامية مع اللبنانيين لكن كان في بعض المفاصل يقول نعم أو لا، أما الابن فشخصيته مضطربة وهنا أنصح الغرب انه لا يستطيع أن يفي بوعده، هناك مشكلة في شخص هاجسه الحقد، إذ كيف تجرأ لبنان أن يقول لا للوصاية هنا مشكلته.

هل أنت مقتنع بتسوية تاريخية مع النظام السوري أم مع دعم المعارضة السورية؟

ـ أعتقد بكل صراحة مع هذا النظام الذي لم يطوّر سوريا وحجز ما تبقى من الحريات أعتقد انه لا أفق لمصالحة تاريخية بين الشعب اللبناني والنظام السوري، لا بد من صيغة جديدة قالتها جبهة الخلاص الوطني نحن مع صيغة تعددية في سوريا تحترم كل الآراء وكل المقومات الطائفية والمذهبية وقال البيانوني "نحن كإخوان مسلمين جزء من هذا النسيج العريض الوطني السوري"، لا خوف على سوريا بل خوف عليها من هذا النظام، سيكون هناك تغيير تدريجي بطيء، إذ لا يمكن بقاء نظام 45 عاماً وصياً على الشعب السوري.

أخيراً، هل نقول لا نزول إلى الشارع وأن الردّ سيكون هادئاً؟

ـ هذه رسالتي إلى اللبنانيين عندما نرى اللهجة العنفية والتخوين لن ننزل إلى هذا المستوى، سيكون ردنا هادئاً وسلمياً وربما عند الضرورة ننزل إلى الشارع لكن أنصح ما من أحد يسيطر على الشارع