جنبلاط يشنّ هجوماً عنيفاً على "حزب الله" وأمينه العام: شركاء في "بعض" الاغتيالات وحصلوا على أسلحة من "ايران كونترا"

 المستقبل - 2006 / 12 / 29

 شنّ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "حزب الله" هجوما على "حزب الله" وأمينه العام السيّد حسن نصر الله، الذي أكد أنه "ليس لبنانيا وهو يتلقى أوامره من النظام السوري وجمهورية ايران"، مضيفا: "عندما يكون لبنانيا، ينضم تحت لواء الشرعية اللبنانية".

واتهم الحزب بأنه "وراء بعض" الاغتيالات إن لم أقل كلها"، وبتورطه بالحصول على أسلحة من اسرائيل مقابل اطلاق رهائن غربيين في ما يعرف بقضية "ايران كونترا". كما اتهمه بمصادرة الطائفة الشيعية "وأخذها إلى مكان آخر خارج عروبتها ولبنانيتها، ثم يهددها ويؤذيها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً. وقال: "كنت اخالف بعض الحلفاء الرأي بالحزب، لكن الغشاوة سقطت عن عيني نهائيا يوم 12/12/2005". مشيرا الى "حلقة ترابط أمنية مخابراتية سياسية بين الحزب والنظام السوري".

وأبدى تخوفه من أن "تدفع الجهات التي تتحكم بقرار حزب الله الحزب باتجاه حرب أهلية في لبنان"، وأكد انه "أمام اصرار النظام السوري على اجهاض ثورة الاستقلال، فان المحكمة الدولية وحدها قد تعطينا توازن رعب سلميا".

ولفت الى تواصل مساعي قوى التحالف السوري ـ الايراني لاجهاض مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة في لبنان بقيادة أمينها العام عمرو موسى، كاشفا أن "أولوية هؤلاء حكومة مع أقلية معطلة، أي مقررة، أما المحكمة فعلى الوعد يا كمون". واكد "القرار ليس بيد المعارضة بل في دمشق"، لكنه أشار الى ان "أي قوة، اقليمية أو دولية، لا تستطيع أخذ التزام أو وعد صادق من الرئيس السوري بشار الاسد"، الذي وصفه بـ "الكذاب الذي لا يفهم إلا بالقتل والاغتيال والسيارات المفخخة والتخريب".

كلام جنبلاط جاء في خلال حوار أجرته معه الزميلة جيزيل خوري ضمن برنامج "بالعربي" عبر قناة "العربية"، الآتي نصه:

أقل ما يقال في تصريحك قبل يومين انه ناري، وقد اعتبره السوريون تهديد مباشر بقتل الرئيس بشار الأسد؟

ـ صحيح، لكن هذه أصول اللياقة والمعاملة. يجب أن نعامل النظام السوري كما يعاملنا. هو يعاملنا بالسيارات المفخخة، بالاغتيالات والتخريب وإرسال المخرّبين، وآخرهم كان فتح الإسلام والتهديد بالقاعدة. عانينا وطبيعي ومنطقي ان نعاملهم بالمثل. عندما يشعر النظام السوري انه لا بد من فتح صفحة جديدة في علاقات طبيعية بين دولتين وبين شعبين، عندها ربما نرى. الآن لست أدري لماذا تصريحي هو تهديد، بالعكس هو معاملة بالمثل وأصول اللياقة، بما ان لياقته (الأسد) انه لا يفهم إلا بالقتل والاغتيال والسيارات المفخخة والتخريب، يجب ان نعامله بالمثل هو ونظامه.

هل يفهم من تصريحك انه إذا لم تكن هناك محكمة دولية لمحاكمتهم فانكم تريدون البدء بالقتل؟

ـ لا، ما أقوله هو ان هذا النظام في النهاية، على أي أحد عربي أو دولي أن لا ينخدع، فليس هناك من امكانية للحل مع هذا النظام.

هل أنتم قادرون على إسقاط هذا النظام، وهل يحق لكم اسقاطه؟

ـ هل يحق له أن يسقط ثورة الاستقلال في لبنان؟، وهل يحق له ان يعتدي على حريتنا وكرامتنا؟، هل يحق له من خلال أزلامه، حسن نصر الله وغيره، أن يفتح حرباً متى يشاء ويسلّح نصف البلد، ويعمل دولة ضمن دولة؟ من يحق له ذلك؟.

نصر الله ليس لبنانياً

لكن نصر الله هو زعيم لبناني؟

ـ لا هو غير لبناني، انتهينا من هذا الموضوع. ليس لبنانيا هو يتلقى أوامره من النظام السوري وجمهورية ايران. عندما يكون لبنانيا، ينضم تحت لواء الشرعية اللبنانية. السيد حسن لديه دولته وسلاحه وجمهوره وماليته واقتصاده ولديه ثقافته التي تختلف كليا عن ثقافتنا، انها ثقافة الاستشهاد التي هي في النهاية ثقافة الحزن والموت والبؤس، وليس ثقافة الحب والأمل وثقافة الحياة عندنا.

لكنه زعيم طائفة كبيرة في لبنان وهي تشارك هذا الوطن واساسية فيه؟

ـ لا أحد يتكلم عن الشيعة، أنا أتكلم عن هذا الحزب الذي صادر هذه الطائفة، أخذها إلى مكان آخر خارج عروبتها ولبنانيتها، ثم يهددها ويؤذيها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً. ثم هل هذا حزب بالعقل، دولة ضمن دولة، ماليته مستقلة وسلاحه يأتي إلى أي مكان، هو اعترف انه في الحرب استهلك 4000 صاروخ وصار لديه (بعد الحرب) 20.000صاروخ، هل هذا زعيم عادي؟ كلنا في مرحلة معينة كنا نتمتع باستقلالية معينة في أيام الحرب الأهلية، ثم سلمنا سلاحنا للدولة، دولة الطائف.

كذبة "لو كنت أعلم"

هو كان لديه مقاومة وحقق انتصاراً في 2000؟

ـ حرر في الألفين. وبعد ذلك؟.. حررنا عام 2006 تحت شعار البيان الوزاري، "ملاّ كذبة"، البيان الوزاري الذي يقول انه يدعم المقاومة لم يقل للسيد حسن نصر الله ندعم المقاومة تحت شعار فتح حرب في أي لحظة تريد ومخالفا أصول الخط الأزرق، ليس في (مزارع) شبعا، يبدو ان السيد حسن شبع من شبعا. ثم هو اعترف بالخطأ، "لو كنت أعلم"، أكبر كذبة تاريخية "لو كنت أعلم"..، نعم "لو كنت أعلم" 800.000 مهجر، 100.000 منزل مهدم كليا أو جزئيا، 10 مليارات دولار خسارة، وطبعاً نوع من الزراعات الجديدة في الجنوب، إلى جانب الموز والليمون والتفاح، القنابل العنقودية.

لكن يمكننا القول ان هذا الانتصار رفع معنويات العرب، ويمكن أن نقول ان الاسرائيليين خافوا من الحرب في لبنان؟

ـ هذه الاسطورة انتهت في شوارع بيروت، عندما وقفنا جميعاً كلبنانيين وأشدنا بهذا الانتصار الذي كنا بغنى عنه، وكنا بغنى عن خطف هؤلاء الجنود من اجل تبادل الاسرى بهذه الكلفة، وفي النهاية كنا بغنى عن كل ذلك وكان يمكن أن نفلت الأسرى بشكل مختلف.

طفح الكيل

لكن السيد نصر الله يقول شيئا ثانيا، انتم تقولون انكم التفيتم حول المقاومة ولكن الحقيقة غير ذلك، وتلفزيون "المنار" اتهم الوزير مروان حمادة بأنه دل السفير الاميركي على المبنى الذي سقط فيه اطفال وعائلات، وفي النهاية بالنسبة اليهم أنتم خونة ومشيتم مع مشروع اميركي يريد تصفية "حزب الله" واخذ سلاحه؟

ـ أنا ماشي مع مشروع لبنان المستقل من الهيمنة السورية والهيمنة الفارسية. انا ضد ما يسمى جرّ البلد إلى أن يبقى ساحة حرب دائمة من أجل طموحات أو مآرب النظام السوري والامبريالية الفارسية. حقي كلبناني حرّ أن أستعين بكل الدول ما عدا إسرائيل من أجل تثبيت استقلالي وفي النهاية الغرب ماذا قدم لي؟ قدم لي قرارات دولية ولكن مقابل إرهاب هذه الشراذم، نحن إرهاب "المنار"، هناك عالم مختلف، يحترم حقوق الانسان وعالم ارهاب، ومروان حمادة معه حق، وأؤيده. صبرت كثيراً قبل ان أصل إلى هذه النتيجة. آنذاك كنت اختلف مع حمادة عندما أتت بعض المعلومات عن ان السيارة (التي استهدفت حمادة) فخخت في الضاحية وان شريط الذي يتضمن صور السيارة الكاميرا اختفى عند (اللواء) جميل السيّد، كنا حينها في أوج الوصاية السورية وأعوان السوريين. قلت له من أجل المقاومة انسى، لكن طفح الكيل وكلام "المنار" تهديد مجدد ومباشر، ورجعنا إلى الحلقة نفسها، لأن المخطط لديهم السوري واعوانه وعصابته.

بعد مروان حمادة قمتم بحلف رباعي؟

ـ نعم، صحيح وحضرت في بنت جبيل مهرجان عيد القدس، لكن كانت لديّ غشاوة على عيوني، لكن سقطت نهائياً والحمد لله يوم اغتيال جبران تويني في 20051212، آنذاك عندما مجدداً في يوم القدس، سيادته (نصر الله) أعلن تضامنه، مع الشعب السوري ليس لديّ مشكلة، لكن مع النظام والقيادة السورية؟ قلت كفى، اذاً هناك حلقة ترابط أمنية، مخابراتية، سياسية، نفس الحلقة والأدوات والأعمال والنتائج. ومنذ ذلك الوقت نعم اتهمهم في مكان ما انهم وراء بعض الاغتيالات إن لم أقل كلها.

هذا اتهام خطير، هل لديك وثائق من التحقيقات تقول ذلك؟

ـ لماذا إذاً حزب الله في 12/12/2005 ترك (الحكومة) واعتكف وجرّ معاه نبيه برّي، اعتكفوا 6ـ 7 اسابيع على أساس تشكيل المحكمة وتوسيع التحقيق؛ يقولون تقية، نحن موافقين على المحكمة لكن ليس مع التوسيع، إذاً أنتم في مكان ما مشتركون في الجرائم التالية التي كان آنذاك آخرها كان جبران (تويني) وقبلها سمير وجورج ومي والجميّل والياس المرّ.

صفقة "ايران كونترا"

أيضاً السوريين يقولون ان هناك طلبا بأن لا يكون هناك علاقة بكل الاغتيالات، فقط أن يكون جريمة اغتيال الرئيس الحريري خوفاً من الماضي؟

ـ خوفا من الماضي؟ آنذاك ناقشنا وقلنا لن نقبل أن ينضم لبنان إلى محكمة الجنايات الدولية كي لا تشمل تلك المحكمة المآثر الكبيرة لحزب الله ضد المارينز والفرنسيين، وهذا الموضوع جانبي، والأجانب الذين خطفوا آنذاك وبودل قسم منهم عبر سلاح أرسل من إسرائيل إلى ايران مقابل مال ايراني، هذه الكذبة التاريخية لقداسة المقاومة آنذاك.

ايران كانت تموّل هذه المقاومة يمكن أن "حزب الله" لا يعلم؟

ـ المعلم الأساسي للسيد حسن المسمى عماد مغنية، هذا الاسم يعرفونه، فلتكشف كل الحقائق، هو "الأمن"، وهو "ايران كونترا" وهو لا يزال معلمه في مكان ما.

لكنهم يقولون ان معلمكم هم السفراء الأجانب؟

ـ معلمنا نحن هو لبنان فقط، نستعين بالأميركيين والفرنسيين وكل العالم من أجل استقلال لبنان والقرار الوطني الحرّ تحت ثوابت الطائف واتفاق الهدنة، ليس مصادفة ان بشار الأسد قابل عضوان في الكونغرس وهو قال عن القرار 1701 بأنه اتفاق هش، أي أنهم لم يكونوا متوقعين هذا القرار مع كل هذه القوات الدولية التي حدّت حركتهم في الجنوب.

المحكمة الدولية

هناك مشكلة هي المحكمة الدولية وهي بحاجة لموافقة رئيس الجمهورية ومجلس النواب، وواضح ان ذلك لن يحصل، يعني البلد مقسوم اثنين أو ثلثان بثلث، إلى أين أنتم واصلين في المحكمة الدولية، هل ممكن أن نصبح في الفصل السابع هل هناك تعديلات معينة؟

ـ وكأن لنا خيار آخر إلا الاستمرار في الصمود. بالأساس نحن فريق سياسي 14 آذار حكومة السنيورة، فريق محكوم بالاعدام من قبل النظام السوري وأعوان النظام السوري في لبنان، الاعدام الجسدي، الاعدام الثقافي، لأن ثقافتهم غير ثقافتنا، الاعدام الاقتصادي لأنه بتدمير اقتصاد البلد يعني افقار البلد، يعني السيطرة على البلد، كيف بشار الأسد سيطر على سوريا شعب فقير هو معه مصاري وشوية برجوازية تختارها العائلة الحاكمة والباقي شعب فقير يفكر بالتموين آخر الشهر، شعب بدّو يموت مع جهاز الأمن، الشيء ذاته يريد أن يطبقه عندنا في لبنان، ثم إلحاق لبنان بالمحور السوري الايراني، ليس عندنا خيار، نحن محكومون بالاعدام، المحكمة قد تعطينا توازن رعب سلمي، سنطرق كل الأبواب الدولية والعربية من أجل الوصول إلى هذه المحكمة كي نردع عصابة دمشق واعوانها في لبنان.

تسوية بشروط

هل من تسوية للمحكمة بمعنى محاكمة بشروط سورية وشروط "حزب الله"؟

­ لا توجد أي ضمانة مع النظام السوري، مع أبيه الذي كان يتمتع أيضاً بدرجة عالية من الاتقان في الجريمة، لكنه كان على الأقل عند بعض كبار العرب وأولهم الملك عبدالله عندما يعطي كلمة يعطيها، هذا كذاب، هذا معروف عالمياً وعربياً انه كذاب، لا توجد ضمانة لا روسية ولا تركية ولا عربية انه على الأقل إذا وصلنا إلى الحد الأدنى بعد الحكمة طبعاً من التسوية لاحقاً يستقر الوضع في لبنان على قاعدة ان لبنان بلد ليس ساحة حرب من أجل ايران وسوريا.

انك تتكلم عن تسوية بعد المحاكمة معنى ذلك ان المبادرات لا معنى لها؟

ـ نحن مشينا على منطق إلحق الكذاب على باب الدار، من 12/12/2005 إلى 11/11/2006 كانت المشاورات العربية والدولية حول موضوع معاهدة المحكمة وجميعهم اطلعوا عليها وثم كلفوا روسيا، صديقتهم وصديقتنا، ازالوا من المحكمة بند ان جريمة الحريري جريمة ضد الإنسانية، أزالوها كي لا تطال الحصانات يعني بشار ولحود، طيّب ماذا بقي من المحكمة بقي بندان الرئيس والمرؤوس، يعني هنا بشار سيحمي آصف (شوكت) أو آصف سيحمي رستم (غزالة)، طيّب ماذا أفعل له، يعني الجريمة هذه الشاحنة من فخخها، إذا أزلنا هذا البند الثالث عدم مسؤولية الرئيس عن المرؤوس نكون نحاكم مَن؟ ثم البند الآخر ترابط الجرائم لأنه يبدو ان الجريمة الكبرى كانت فوق والجرائم التالية أو البعض منها كانت هنا، لا أريد أن أوضح أكثر، قلتها.

التنفيذ هنا لكن القرار؟

ـ كل القرار فوق (في دمشق)، لكن هناك يمكن تقنيات التنفيذ.

انهم يقولون ان هذه المحكمة أميركية، وسيفا مسلطا على رأس النظام السوري؟

ـ أميركية، شو حلو كلامهم. ليس أحلى من كلامهم بالكذب، يقول هيدا فيصل المقداد ان المحكمة أميركية لكن في نفس الوقت نحن نريد أن نفاوض إسرائيل، نفس الشيء قاله بشار لصحيفة "ريبوبليكا" فليجربنا اولمرت في السلم.. نحن ميّتين على السلم، ميتين عندما يفتحوا على أميركا، يركعون أمام أميركا فقط يدمروا لبنان.

ماذا يحصّلون من تدميرهم لبنان؟

ـ كيف تجرأ اللبناني وقال لا بعد 30 عاماً من الوصاية السورية، بعد 30 عاماً من الجزمة السورية كيف تجرأ اللبناني وقال لا، كيف تجرأنا نحن في 14 شباط و14 آذار وقبل ذلك عندما استدعى بشار الأسد رفيق الحريري، الله يرحمه، بكانون أول 2003 وآنذاك أمام ثلاث ضباط غازي كنعان الذي قتله لاحقاً ورستم غزالة وخلّوف قال له انا أقرر، يعني مش انت، ومش إذا جئت إلى الشام ورأيت عبدالحليم خدام أنت تقرر.

حكموا البلد 30 سنة ولم تكن هناك مشكلة؟

ـ لم تكن هناك مشكلة لكن تجرأنا في الـ2000 وقلنا لا، تذكري، وتجرأ الحريري في الـ2004 وقال على مضض لا، عندما استدعاه إلى الشام وقال له: "لحود أنا وإذا شيراك بدّو يشيلني من البلد ـ هذه الجملة يجب أن لا ينساها أحد ـ بدّي كسّر البلد ـ وقد كسّره ـ وجنبلاط نعرفه، مثل ماهو عنده دروز انا عندي دروز وأستطيع أن أضرب له الجبل"، لم يتغيّر شيء.. هذه الكلمة مفصلية، عندما عاد الحريري كئيباً قلت له مدّد، هؤلاء أشرار انتبه، أنا لن أمدد. كانت الرسالة الأولى مروان، ثم تبعها ان الحريري ارتاح لأنه جاء انذار أميركي ـ فرنسي إلى النظام السوري، هذا نظام قتلة، وقالوا لهم احذروا الاغتيال السياسي في لبنان، قال لي الحريري رح يطلعوا، مسكين اعدموه.

من أقوى الآن؟

ـ الموضوع ليس موضوع قوى باجرامها وهي كثيرة، هم وحلفاؤهم، اختصاصهم الاجرام، هذا نظام الحشاشين، بكلمة القول سنقول لا، في النهاية لا بد لهذا الشعب اللبناني أن ينتصر على الطغاة في الداخل وفي سوريا.

بري والمجلس مخطوفان

ان الشعب اللبناني الذي تقول ان السوريين هم الذين اجهضوا ما سمّي بثورة الأرز أو بانتفاضة الاستقلال ولكن أيضاً يقولون ان سعد الحريري ووليد جنبلاط هما اللذين اجهضا هذه الانتفاضة لأنهم عقدوا حلفا رباعيا وعادوا فانتخبوا نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي؟

ـ غلطنا، غلطنا غلطة كبيرة، فلنترك موضوع الأستاذ نبيه برّي جانباً ولو للحظة، مع انه الآن أصبح أسيراً، خطفوه، حزب الله خطفه وخطف المجلس معه. لكن في حينه كان لدينا، انا كان عندي على الأقل، سعد الحريري لا، أنا كان عندي وهم رومانسي بما يسمى قداسة المقاومة، لا لم يعد عندي، سعد الحريري كان متحفظاً، أنا قلت له لا، قداسة المقاومة، ثم انقلبت الأمور، أصبحت عند سعد، أصبح لديه رومانسية، أنا كنت متحفظ، كنت خائاً، التقينا سوا.

لكن أخفتم ميشال عون؟

ـ موضوع آخر ميشال عون، "مش حابب احكي عنه" لأنه يفتش عن مشكلة مع سعد ومعي فقط حتى يوجد توتراً مذهبياً سني أو درزي لن أتكلم معه، فليبقى مكانه، مرتاح مكانه في احضان عماد مغنية.

مبادرة بري

الرئيس برّي يتحدث عن مبادرة اليوم، هل لديك بعض نقاطها؟

ـ ثلاثة، هذه بدعة جديدة، ثلاث وزراء للموالاة وثلاث وزراء للمعارضة، فظيعة هذه الشغلة، واربعة وزراء محايدين حكومة ثم محكمة، هذه مثل كذبة الوزارة 19+1+10 بدأنا مع عمرو موسى، بدأنا ضمان المحكمة، فتح دورة استثنائية، انتخابات رئاسة الجمهورية، يبقى الرئيس وينتخب رئيس جديد في شباط، ثم مناقشة قانون الانتخاب، انتهينا بعد ذلك ولا ألومه اخترعنا ما يسمى 19+1+10، الوزير الملك، ثم بقيت غامضة أين تكون المحكمة قبل 19+10+1 أو بعدها، طبعاً عند الخصم، حزب الله وجماعته والنظام السوري، الموضوع الأساس حكومة مع اقلية ضامنة أي معطلة أي مقررة أي لا محمكة ثم بعد ذلك وعد الكمّون، يعني المحكمة، لا شيء، لا يريدون محكمة، أحدهم قال لي اياك ان تغلط النظام السوري لايريد أن يسمع بالمحكمة، شتاينماير تكلم مع بشار، أردوغان تكلم مع بشار، وكان لطيفاً مع اردوغان وقال له البند الثالث والترابط.

لماذا كان لطيفاً؟

ـ "ما بيسترجي"، فالتركي أقوى منه، يا ليت التركي يبعث جيشا ويخلصنا منه.

هل سيحمل أردوغان مبادرة ما الى بيروت خلال زيارته بيروت بعد يومين؟

ـ مجرد مجيئه الى لبنان، واهتمامه بهذا لابلد أمر ايجابي. فتركيا دولة كبيرة، اسلامية وعلمانية وهي مرشحة ان توجد مناخاً على المدى الطويل من التوازن مع النظام السوري، فهذا النظام لا يفهم الا بـ"الجزمة"، عندما كان حافظ الأسد يحاول تخريب أمنهم من خلال (رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله) أوجلان هددوه بارسال الجيش وقد أرسلوه الى الحدود مع حلب.

الامبريالية الايرانية

لكن المطلوب من تركيا ايجاد توازن مع ايران وليس مع سوريا؟

­ ايران قصة أخرى، وعالم آخر. وفي النهاية اذا أردات ممارسة امبريالية معينة ضد العالم العربي، فعندها ندخل في حرب كبيرة، سياسية وغير سياسية، ولينتبهوا جيداً حينها. وهنا أتمنى أن يكون صادقاً، ولا أدري ان كان صادقاً، نصرالله في رسالته للحجاج ودعوته لهم باجتناب الفتن المذهبية احتراماً للحج. هذه الرسالة تذكّرني بآخر جلسة من مؤتمر الحوار حيث قال الرئيس السنيورة سيزورنا هذا العام مليونا سائح، فعندها قال له نصر الله: أرأيت، ان سلاحي لا يخيف. ثم ذهب الى الحرب وضرب السياحة وكل شيء.

تتخوف من النفوذ الفارسي في المنطقة، وهل مصلحة اسرائيل في نفوذ ايراني واسع ضد النفوذ العربي؟

ـ ايران تعاونت مع أميركا في ازاحة طالبان في أفغانستان، ووفقاً لكذبة "ايران كونترا" أعتقد اننا سنشهد تعاوناً في مكان ما ايراني ـ اسرائيلي حول العراق. والايرانيون حتى لو امتلكوا سلاحاً نووياً فلن يستطيعوا استخدامه، هل سيمحون كل شيء؟.

الحرب الأهلية

ماذا سيحصل في لبنان، هل من توجه لدى حزب الله نحو حرب أهلية في لبنان؟

ـ لا شيء يردع النظام السوري، هل بقي في مكان ما لشيء من الحكمة؟ لقد تخاصمنا بالمطلق وفي حديث هذه الليلة وضعنا كل الأوراق مكشوفة، ولا مجال للمجاملات مع حزب الله في السياسة، لكن هل من عقل أو حكمة عند نصرالله أو عند الذين يتحكمون به؟ لست أدري.

لكن الحرب الأهلية تخسرهم كثيراً في ايران وسوريا والحزب؟

ـ من الذي افتعل الحرب الأهلية في العراق بين السنة والشيعة الا التعاون بين الايراني والسوري؟.

الى أي مدى تستطيع المعارضة التصعيد؟

ـ المعارضة أداة عند القرار الالهي لنصر الله، ولا أدري أني هي حدود هذا القرار، لا أدري، ما نعلمه حالياً هو خسارة بقيمة 70 مليون دولار يومياً في لبنان ووسط بيروت معطّل، هم وضعوا في رؤوسهم ان كل انجازات الحريرير من مطار وطرقات ووسط بيروت يجب أن يدمر. هناك تعبئة مخيفة. هذه التعبئة لم يردعها الا قول سعد الحريري وقد فلنا معه: تمهلوا قليلاً، عندكم جمهوركم وعندنا جمهورنا، مهرجانات طرابلس والمناطق. واذا كنتم تريدون تسوية، فنريد تسوية، المحكمة أولاً. وعندما حاولوا تطويق السرايا جاء من يقول لهم: كفى من المفتي وكبار السفراء، انتبهوا انكم تلعبون بالنار.

اقتحام السرايا

يتردد سيناريو مخيف عن امكانية اقتحام السرايا والقيام بانقلاب على الحكم، فهل هذا ممكن؟

ـ لا، لأن نصرالله يكون عندها قد جُنَّ تماماً وفقدَ أعصابه، وهو عندها لن يكون كما يسمى "القائد" بل مجرد أداة في منظومة أمنية سياسية أمنية عسكرية وهو حلقة صغرى فيها.

ما رأيك بأداء الجيش اللبناني؟

ـ بدور الجيش اللبناني ممتاز ازاء ما يجري. ونسأل أين أصبحت مزارع شبعا؟، وأجمل شيء ما اشيع عن أن أهل الغجر لا يريدون الانضمام الينا، يريدون الوطن الأم.

هل يمكن أن تعطي اسرائيل مزارع شبعا للحكومة؟

ـ الرئيس السنيورة يحاول، لكنهم لن يعطوها.

ما هي الأجهزة التي بيد 14 آذار للحكم؟

ـ لا أجهزة لدينا، هناك بداية جهاز هو شعبة المعلومات، وهو عندما بدأ يتعاطى بجدية مع الأمور واكتشف بعضها كانت الرسالة بمحاولة اغتيال المقدم سمير شحادة. وعندما صادر الجيش اللبناني شاحنة تحمل طن متفجرات في بعلبك وشاحنة أخرى محملة بـ15 صاروخ من أصل 30 ألفاً بعدها لم نيسمع شيئاً، فالظاهر انهم هددوه. لكن من الجيد ان الجيش لا يزال متماسكاً. وعمل العماد سليمان مع قيادة الأركان عمل ممتاز. للأسف بدل أن يكون الجيش في الجنوب لمساعدة أهله وتقحيق الاستقرار ان ثلث الجيش في وسط بيروت، ما هذه المفارق".

هل تخشى من تطيير باريس ـ 3 وانهيار الاقتصاد؟

­ لن ينهار الاقتصاد لكن يزداد البلد فقراً، هناك خطة مدروسة للافقار، تعطيل البلد، تسكير المؤسسات والمصانع، رويداً رويداً، عندها النخبة من كل الطوائف تهاجر وتترك البلاد، وماذا يبقى، يبقى من يريد لقمة العيش فقط، والتي يؤمنها "المال الحلال" أي السيطرة المطلقة وامكانية الحكم لنصرالله، الجنوب كان مزدهراً نسبياً، الا ان حصلت العملية و"لو كنت أعلم" وكل ما أنجزه نبيه بري تدمّر، وقد أصبح مجبوراً على "لائحة الموظفين" lloR yaP في نهاية كل شهر.

لا تزال تدافع عن الرئيس بري؟

ـ هو أسير، وحتماً هو مهدد، هو كان صادقاً معي في موضوعين أساسيين، ووقت الافصاح عنهما ليس الآن، عندما زرته قبل آخر زيارة للتشاور.

ما هو مخرج المأزق القائم؟

ـ لا مخرج داخلياً، هناك مخرج اقليمي، في النهاية لا بد من القول لبشار الى أين أنت ذاهب، لكن المشكلة هو عدم الوثوق بكلامه أو وعوده. اليوم يذهب الى موسكو ويتحدث عن علاقات استراتيجية ويعود الى سوريا ليرجو أولمرت المفاوضات.

سئل عن علاقته بالدول العربية فقال: "ممتازة، مع المملكة السعودية ومصر وهما الحصنان العربيان الأساسيان، ومع كافة الدول الخليجية التي وقفت مع لبنان ومع حكومة فؤاد السنيورة، حكومة المقاومة التي يريد نصرالله اسقاطها بعد أن سحب كل عسكره من الجنوب الى وسط بيروت.

هل الكلمة الأخيرة هي للصمود؟

ـ لا مهرب من ذلك، لكن صمودنا مختلف عن صمودهم، هم لديهم مرتزقة قتل، وعندنا صمود سياسي ولا بد أن ننتصر فلسنا وحدنا في هذا العالم، هكذا قال كمال جنبلاط، و"الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء" وهم ضعاف.

هل تتوقع اغتيالات جديدة؟

ـ مع حاكم دمشق كل شيء ممكن، فمن تجرّأ وقتل رفيق الحريري فلن يتوانَ عن اغتيال أي كان.