حوارهما جاء في لحظة سياسية ساخنة حتّمت التصعيد

مجدلاني والخوري تبادلا الانتقادات على خلفية ملف الرئاسة

 انطوان فرح - هلا بطرس - الأنوار 22 نيسان 2006

بين النائبين عاطف مجدلاني ووليد خوري، قواسم مشتركة عديدة. فهما طبيبان، ويتمتعان بشخصيتين متقاربتين من حيث الاعتدال، كل في موقعه السياسي، واعتمادهما المنطق العلمي في الكثير من القضايا. كما ان مجدلاني هو رئيس لجنة الصحة النيابية، والخوري هو أحد أعضاء هذه اللجنة الناشطين. مع هذه القواسم المشتركة كان هناك تخوّف مهني من ان يأتي الحوار بينهما، على طاولة (لقاء الأسبوع) باردا أو ناشفا اذا صحّ التعبير. لكن يبدو ان كل القواسم المشتركة بينهما لم تشفع، ولم تصمد أمام حماوة اللحظة السياسية التي التقيا فيها حول طاولة الحوار. فاللقاء جاء في أعقاب الانتقاد اللاذع الذي وجّهه العماد ميشال عون الى رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، ومن ثم الردّ الذي لا يقلّ سخونة، والذي أصدره تيار المستقبل... في هذه الأجواء، انقلبت مقاييس الحوار، ولم تصح التوقعات والتخوفات، ربما لحسن الحظ، لان الحوار بين الرجلين الهادئين بطبعيهما جاء حاميا ومشوّقا الى حدّ ما، وعكس بطبيعة الحال المشهد السياسي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر قبل أيام من استئناف الحوار الوطني المقرر في 28 الجاري لبحث ملف رئاسة الجمهورية. ويبدو ان هذا الملف هو الأكثر تعقيدا وبيت القصيد في كل الخلافات المستشرية... 

  هناك شبه توافق اليوم على بقاء الرئيس اميل لحود في موقعه حتى نهاية ولايته. لمَ برأيكم لم ينجح العماد ميشال عون بالوصول الى تفاهم حول تولّيه رئاسة الجمهورية?

- الخوري: كانت هناك حرب عليه. ليست القضية انه لم ينجح بالوصول، هو طرح نفسه، ونحن طرحنا اسمه ككتلة كمرشح كان من المفترض ان يكون توافقيا. وهو ليس مرشحا تصادميا، وكنّا نأمل من الناس الذين ناضلوا النضال نفسه خلال 15 عاما ان يقفوا معنا، وكذلك من الذين ناضلوا خلال السنتين الأخيرتين من أجل سيادة لبنان وحريته واستقلاله ان يجدوا في الجنرال عون منقذا للبنان في وضعه الحالي، غير ان هذا الأمر لم يحصل، ربما لاعتبارات سياسية هم يقدّرونها أكثر منّا، لكننا نعتبرها اعتبارات سياسية ضيّقة.

ما قراءتكم لرفضهم العماد عون?

- الخوري: بالنسبة لنا، عدم القبول بالجنرال عون كمرشح توافقي من قبل الكتل التي تحاورت، مردّه، (ربما)، الى عدم دبلوماسيته، أو عدم امكانية التوافق مع كل الأفرقاء برؤيتهم للبنان. لكن لم يتم بتّ كل هذه الأمور... كتلة الأكثرية حاولت مدّ جسور، لكن لم يجر في أي من المرات حوار حول كيف نريد لبنان المستقبل. هذا لم يحصل بالعمق كما حصل في الحوار حول ورقة التفاهم بين التيار وحزب الله. كنّا نود ان يكون أقرب الناس الينا السباقين في النقاش الجدّي.

هل من كتلة وافقت رسميا على ترشيح العماد عون?

 هل من كتلة وافقت رسميا على ترشيح العماد عون?

- الخوري: لم يتم البحث بالترشيح اساسا، او بالمرشح كمرشح، لان الموضوع الأساسي كان تنحية رئيس الجمهورية، لكن طبعا، حصلت استمالات أكان بالنسبة لحزب الله أو حركة (أمل)، أو بعض الأفرقاء المستقلين نوعا ما، القضية بسيطة، وهي البحث جديا باسم الرئيس، واسم العماد ميشال عون، أما مع تيار المستقبل، فحصل نوع من (الاحتكاكات) التي اعتبرها سياسية، ومنعت الأمور من ان تصل الى نتيجة، علما ان الطرف الأكثر تأهيلا للبنان الجديد الذي كلنا نتمناه، هو تكتل الاكثرية، لسنا نرى ان ما يقولونه بعيد عما نقوله، لمَ لم يتحقق هذا الأمر? هل ان شخص ميشال عون هو المشكلة?

توصيف المشكلة

لمَ لدى تكتل الاكثرية مشكلة مع العماد ميشال عون?

- مجدلاني: ليست لدينا مشكلة مع العماد عون، بل أعتقد ان العماد عون لديه مشكلة معنا، بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية، يمكننا القول ان الحوار انطلق بجدول أعمال يقوم على مناقشة ملف التحقيق الدولي ومتفرعاته، القرار 1559، على أسس العلاقات اللبنانية السورية، وقد حصل توافق حول موضوع التحقيق والمحكمة ذات الطابع الدولي. ثم تم التطرق الى موضوع القرار 1559 على أساس انه يرد فيه ان الأمم المتحدة تطالب بانتخابات رئاسية حرة دون تدخّل أي من الأطراف الخارجية. انما بدأ الحوار من لبنانية مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني والعلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، وكان هناك اجماع حول موضوع مزارع شبعا وضرورة اثبات لبنانيتها عبر وثيقة لبنانية سورية تؤكد لبنانية المزارع واظهارها أمام الأمم المتحدة التي تعطي موافقتها على لبنانية المزارع، ومن ثم شرعنة المقاومة وافساح المجال أمام لبنان للمطالبة بالانسحاب الاسرائيلي، وهنا نكون قد دخلنا الى بنود الطائف، على ان يكون لكل لبنان الحق بالمقاومة وباستعمال أي وسيلة لتحرير بقية الأرض المحتلة، بعد ان تم الاجماع على كل النقاط السابق ذكرها، جاء موضوع رئاسة الجمهورية، الذي أدرج تحت بند أزمة حكم، بمعنى انه حصل على طاولة الحوار نقاش حول رئاسة الجمهورية، وجرى اجماع على ان هناك أزمة حكم على صعيد الرئاسة، فقلنا انه بما ان هناك توافقا حول وجود ازمة رئاسة، يمكننا دستوريا، وضمن الوسائل الديموقراطية، تقصير ولاية رئيس الجمهورية الحالي، من ثم ننتقل الى المرحلة الثانية التي هي انتخاب رئيس جديد، وقعت هنا بعض التجاذبات والاشكاليات بحيث ان بعض الأفرقاء أرادوا الاتفاق على البديل قبل الاتفاق على الطريقة الدستورية لتقصير ولاية رئيس الجمهورية، وبالتالي، نحن ندعو الى الاتفاق على الآلية الدستورية لتقصير الولاية، بعدها ننتقل الى المرحلة الثانية، وهي انتخاب رئيس جديد والتوافق على بديل أو خوض الانتخابات، فلنمارس الديموقراطية بأعلى مستوياتها، اي بانتخاب رئيس الجمهورية، فأنا حقيقة لم أعد أفهم مواقف العماد عون، واللهجة العنيفة التي يرد بها على الشيخ سعد الحريري او على تيار المستقبل بشكل عام، ويرمي المسؤوليات علينا، بينما ان من يعرقل موضوع تقصير ولاية رئيس الجمهورية وتغييره هو العماد عون.

الآلية الدستورية

قلتم في بيانكم انه يتصرّف على أساس (هو أو لا أحد)، أين لاحظتم هذا الأمر?

- مجدلاني: لاحظنا هذا الأمر برفضه الدخول بالآلية الدستورية لتقصير ولاية رئيس الجمهورية قبل ان يتم التوافق عليه، فهو يشترط التفاهم المسبق على شخصه كرئيس للجمهورية أولا، وقد قال مرة بطريقة عفوية: (لن أجيِّر لكم القوة التي أحظى بها، دون ان تعطوني أي شيء في المقابل?). الموضوع أصبح اذاً مجرد مقايضة.

هل تعتبرون ان هناك نوعا من ابتزاز بالموضوع?

- مجدلاني: علامة الاستفهام الكبرى بعد الهجوم العنيف من قبل العماد عون، اننا كنّا، متفاهمين على 95% من البرنامج، وعلى سبيل المثال، واحد من المطالب الأساسية التي يرفعها العماد عون، التدقيق بالحسابات منذ العام 90 حتى اليوم... والحكومة قررت هذا الأمر. وقد أصبحت الورقة الاصلاحية جاهزة، وأقرّتها الحكومة، بعدما أقرّت موضوع جردة الحساب منذ العام 1990 حتى اليوم، فأنا حقيقة لست أرى اين يوجد خلاف أو اختلاف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر سوى على هذا الكرسي، ونحن لم نعط رأيا حاسما بعد، بالنسبة لنا، العماد عون هو مرشح جدّي لرئاسة الجمهورية، كما هو بالنسبة لحزب الله وأمل وكل الأفرقاء، لكن ليس لوحده، هناك مرشحون آخرون جدّيون، لنتفاهم على تقصير مدة الولاية، ومن ثم نتفاهم، أما على انتخاب رئيس جديد، او الاتفاق على البديل.

(هو أو لا أحد)

كيف تعلقون على قول العماد عون بأنه أما يتم التوافق عليه مسبقا، او يبقى الوضع كما هو عليه، ورفضه لسلّة الأسماء...

- الخوري: منطق التفكير لدينا مناقض لما يحصل لدى تيار المستقبل، نحن نعتبر ان الرئيس لحود كان ولا يزال موجودا كرئيس حتى الآن، نريد ان نبحث بموضوع تغيير الرئاسة كي تكون لدينا مرحلة جديدة في البلد، ولخلق أمل بعد 14 آذار بأن يكون هناك منحى آخر في لبنان الجديد الذي نطمح له، نحن بهذه الفكرة كنا جدا موافقين، أما الخلل الذي حصل، فهو اننا كنا بوضع الأقلية، وكلنا يعرف ما تقدر عليه الاكثرية، كنا ندعو الى التفاهم بين الأفرقاء اللبنانيين حول لبنان الجديد الذي نريده، وطرحنا العماد عون كرئيس جديد للبلاد، كونه ايضا يشاركهم التفكير نفسه السيادي والوطني والحر. ولا يمكن ان تطلب من شخص لديه تمثيل شعبي ضخم ان تتم أولا ازاحة الرئيس، ومن بعدها يجري البحث، حول ماذا يجري البحث? على أي خطة? بأي شروط? كيف نعمل من بعدها? كيف نكون معا في الحكم? لسنا معارضة وأكثرية في سويسرا، هناك معارضة تشمل قسما كبيرا من اللبنانيين غير الراضين بالاكثرية الموجودة، قد تقولون ان هذه الاكثرية قادرة على الحكم، عظيم، انما ليس في لبنان في هذه الفترة. لم تكن هناك مشكلة بالديموقراطية، انما هناك مشكلة بالنسبة للوضع الحالي بالطوائفية، هل يمكن القول ان الشارع المسيحي مرتاح، علما اننا لا نحب ان نسمّيه شارعا مسيحيا نظرا لتفكيرنا العلماني? هل هو مرتاح الى ما يجري? لا، والبرهان نتائج الانتخابات، اذا يجب طمأنة المسيحي، كما ينبغي طمأنة الشيعي والسني وكل الافرقاء، نحن نرى في هذه المرحلة الانتقالية انه يجب ان يكون الحكم سياديا، اي ان الرئيس يجب ان يكون غير اعتيادي. لذا طرحنا العماد عون، واذا كان هناك شخص في المقابل، يتمتّع بالقوة نفسها، فأهلا وسهلا به، ولتحصل معركة ديموقراطية، لكننا لسنا نرى أحدا، لذا نحاول ان نقول لهم اننا كلنا نريد لبنان الحر والمستقل، فلنضع أمامنا ورقة وقلما، ولندوّن أهداف كل منّا، وممكن للشخص المدعو ميشال عون ان يتعاون معهم جدا جدا، فهو لم يتهجّم ابدا على تيار المستقبل، ولا على الشيخ سعد الحريري...

- مجدلاني: كيف ذلك?

- الخوري: متى بدأ يهاجم? حين أنهكوه في الاعلام والتلفزيون، كل الاعلام هو ضدنا، (المستقبل) هو ضدنا نهائيا في كل شيء، حتى في البرامج الكاريكاتورية وكل التحاليل والانتقادات منذ 6 أشهر حتى اليوم تدور حول العماد عون، لست ألوم الصحافة، بل الصحافة الملتزمة التي تتحدث باسم المستقبل، كنا نسكت عن كل الأمور، ولم نهاجم ابدا مقالة أو صحافيا، غير ان النواب او الوزراء او رئيس الوزراء الذي يمثّل المستقبل كان متفهما جدا، والشيخ سعد الحريري كان ايجابيا جدا في الحوار الوطني اكثر من مرة، الى هذا الحين، لم يتهجّم العماد عون في اي مرة على أحد، ربما حين سئل مؤخرا على محطة الـ(ANB) اجاب بطريقة عفوية عما يفكّر به، هذا لا نعتبره تحديا، قبلها بيومين كان الأستاذ علي حمادة قد نشر مقالا (طويل عريض) ضد الجنرال، أنا لست اتحدث ضد الصحافة، بل أرد على الدكتور مجدلاني حول كيف جاءت المهاجمة متأخّرة جدا عما حصل، لسنا نهاجم، بل رأينا الوضع بأنكم تفضلون مليون مرة ان يبقى العماد لحود الذين لم تريدوه منذ اليوم الاول، بدلا من البحث بامكانية الاتفاق مع العماد عون.

حوار ساخن

هل فعلا لم يتهجّم العماد عون على تيار المستقبل إلاّ مؤخرا?

- مجدلاني: وهل تركت مناسبة ولم يتهجّم فيها علينا?

- الخوري: قل لي متى، وآتيك بملف اكبر بأربع مرات حول الهجومات على العماد عون...

- مجدلاني: بدأ العماد عون بهجومه على تيار المستقبل وعلى سعد الحريري منذ الانتخابات...

- الخوري: لحظة، لحظة، نحن لم نتهجّم عليكم في الانتخابات.

- مجدلاني: كيف ذلك?

- الخوري: لم يحصل أي تهجم شخصي...

- مجدلاني: الجنرال اتهم الشيخ سعد برستم غزالي، أي بالشخص المتهم بقتل والده، اتهمه بأنه أصبح مكان رستم غزالي، وكررها اكثر من مرة، حتى خلال الحوار، اتهم الشيخ سعد بأنه رستم غزالي المال، واتهم وليد جنبلاط بأنه رستم غزالي الاقطاع السياسي...

- الخوري: هذا بمعنى الهيمنة، وليس برستم غزالي...

- مجدلاني: لكن هذا اتهام بحد ذاته...

- الخوري: الهيمنة كانت لسوريا، وكان رستم غزالي البلد كله، من هذا المنطق...

- مجدلاني: هذا تهجّم شخصي...

- الخوري: لن أكون حكما على ما يقوله الجنرال. فهو يدافع عن نفسه أفضل منّي... هذه هي السياسة، لا يجب ان نأخذ الكلمة كما هي...

- مجدلاني: هذه هي السياسة، لكن لا يجوز ان نتهجم على الشخص، لو أردت التهجم على العماد عون شخصيا، هناك عدة أمور يمكنني ان أتهجم عليه بها، لكننا لا نتهجم على شخص، نحن ننتقد برنامجا أو موقفا أو أسلوبا سياسيا، فاذا كان هناك مآخذ على تيار المستقبل واعلامه، فهذا ناتج عن مواقف العماد عون. فالعماد عون منذ عودته وهو يتعاون ومنفتح تماما على كل ما هو بقايا الوصاية السورية ورموزها، وبقدرة قادر بعد 15 عاما من النفي أصبح العماد عون مثالهم الأعلى، ومرشحهم الوحيد لرئاسة الجمهورية، هذا يخلق علامات استفهام من هذه الناحية، كما هناك نواح عديدة أخرى في مواقف الجنرال عون تجاه الحرب الارهابية التي يتعرّض لها لبنان منذ سنة حتى اليوم، منذ زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى اغتيال جبران تويني، مرورا بمحاولة اغتيال مروان حمادة والياس المر ومي شدياق، واغتيال سمير قصير وجورج حاوي... لم يكن للجنرال عون موقف واضح وصريح حول كل هذه الأمور، وقد سمعناه في حديث أخير بعد تقرير برامرتس يقول انه قد تكون هناك تيارات أصولية في سوريا خلف العملية، وهذا يطرح علامة استفهام خصوصا ان هناك تغييراً في مواقف العماد عون، فقد قال منذ سنتين في اميركا ان لبنان يتعرّض لحرب ارهابية، وان لا منظمات ارهابية بل أنظمة ارهابية، والنظام الاول الارهابي هو سوريا.

- الخوري: واضح، هذا كان في العام ...2002

- مجدلاني: أريد ان أسأل العماد عون اليوم كيف ينظر الى النظام السوري? هل لا يزال يعتبره نظاما ارهابيا أولا? هناك علامات استفهام عدة حول التوجه السياسي للعماد عون، ليس لدينا أي اشكال حول موضوع لبنان، فصورة لبنان الذي نريده واضحة، برنامجنا واضح واطلع عليه الجميع، والعماد عون موافق عليه بنسبة 95%. موضوع جردة الحسابات بدأنا بها وبالتالي اعتقد انه ليس من المفترض ان يكون هناك أي اختلاف في المبادىء حول لبنان الذي نطمح اليه، لبنان ما بعد الوصاية، لبنان السيد الحر الديموقراطي.

- الخوري: هذا ما بدأت شخصيا بقوله، حين أكّدت ان ما من شيء يفرّقنا في القضايا الجوهرية، انما أنتم لديكم مشكلة ربما مع شخص العماد عون...

- مجدلاني: ليس مع شخصه بل مع ممارساته...

- الخوري: أنتم لا تريدون هذا الشخص...

- مجدلاني: لم نقل اننا لا نريده، انما مواقفه غير واضحة، نتمنى عليه ان يوضحها.

تبرئة السوريين

قال العماد عون في حديثه الاخير على الـ(ANB) ان اللبنانيين يبدون وكأن معهم جهاز تحكّم عن بعد، يكبسون عليه لإخفاء زعرناتهم واتهام السوريين بها، ما الهدف من هذا القول? ألا يعتبر ذلك تبرئة للسوريين?

- الخوري: اعتقد ان العماد عون هو آخر من يُسأل عن علاقته بالسوريين. يجب الا نبالغ بالديماغوجية السياسية. بالنسبة للعماد عون، لا يمكن لأحد ان يقول كيف يفكر الجنرال بسوريا. انا اعرف كيف يفكر، وهو يقولها. لكن بالنسبة له، بعد خروج سوريا من لبنان، اصبحنا نتعامل مع بلد عربي متاخم لحدودنا. لدينا تاريخ ومستقبل معهم. انا اؤكد لكم ان الجنرال عون لديه رأي بالنظام بسوريا...

- مجدلاني: وما هو? هذا ما نريد معرفته.

- الخوري: نظام دكتاتوري...

- مجدلاني: فقط? ام انه ارهابي ايضاً?

- الخوري: هنا الخلاف...

- مجدلاني: لا نريد ان نتعرض للنظام السوري، هو حر...

- الخوري: هل تسمي حزب الله ارهابياً ام لا?

- مجدلاني: لا، حزب الله لا...

- الخوري: النعوت التي تستخدمها لنظام...

- مجدلاني: لست انا من استخدمها، بل العماد عون عام .2002

- الخوري: استخدمها سابقاً لأنه كان نظاماً ارهابياً في لبنان حين كان في داخله...

- مجدلاني: هل تغيّر اليوم?

- الخوري: لا اعرف اذا كان قد تغيّر. لكن ما دخلنا به اليوم?

- مجدلاني: نحن نتعرض لحرب ارهابية في البلد، خسرنا فيها شهداء من كبار رجال لبنان...

- الخوري: ما نقوله هو، لم استباق التحقيق?

اريد ان أكمل فكرتي الأساسية. ما اقوله ان العماد عون اعتبر سوريا بعد خروجها من لبنان بلداً متاخماً لنا، تماماً كما يدعو الرئيس السنيورة وكل الأطراف الى افضل العلاقات مع سوريا. كيف نقيم افضل العلاقات معها اذا كنا سنهاجمها يومياً من الصباح حتى المساء.

- مجدلاني: انا أتفهم ان يُقال ان المطلوب هو ان نسامح سوريا...

- الخوري: لا، لم تفهم ما أعنيه... هذا لا يعني اننا سامحناها. لكن أقله ان نبدأ بإقامة علاقات معها. كل البلدان معنا وتساعدنا على التقدم، ونحن نعي هذا الموضوع ونعرف تماماً انه لولا الحكم الدولي لما كان بامكاننا التحدث الى سوريا او التحاور بهذه الأمور. نحن نتحدث بمنطق. هناك اليوم من يساعدنا، ويضغط على سوريا لترسيم الحدود. لنستمر بهذا الأمر. لقد تقرر ان يذهب الرئيس السنيورة اليهم. لا زالوا حتى الآن يرفضون. لكن لا يمكن اشعال حرب. وهذا هو منطق العماد عون. لهذا قال (الله يسعدك ويبعدك يا سوريا). هناك من يحارب غيرنا. (كتّر خير) المجتمع الدولي الذي يعمل اليوم...

الموقف من سوريا

برأيكم ما الموقف السوري من النقاط التي تم التفاهم حولها على طاولة الحوار?

- الخوري: لا دخل لنا بهم، مهما كان موقفهم...

لا بل اسألكم عن موقفكم من عدم تطبيق النقاط التي تم التوافق عليها على طاولة الحوار. كيف تنظرون الى الموقف السوري من عدم استقبال السنيورة، وما قاله المعلم حول ترسيم الحدود...

- الخوري: موقفنا هو الموقف الذي اتفقنا عليه في الحوار كلبنانيين. لن أتهجم على سوريا واصرخ بوجهها لعدم استقبالها للسنيورة. لم تقبل. وهذا امر بين دولة ودولة. سألوه للعماد عون اذا كان يذهب الى سوريا، فأجاب بأنه مستعد لذلك اذا كان مؤتمر الحوار سيرسله، واذا كان بإمكانه ان يقدم شيئاً ما للبنان، فلمَ لا? غير ان الرئيس السنيورة محرج اليوم، وهو بانتظار ما سينتج عن الضغط الدولي على سوريا لتقبل بأن تتحاور معه. هذه سياسة بين دول. لا يمكننا ان نفرض على سوريا ما عليها فعله، وطبعاً ليست الأحاديث الإعلامية هي التي ستفرض على سوريا تغيير موقفها.

- مجدلاني: هناك امر هام، وهو انه عندما يكون هناك تيار سياسي معين، من واجبه ان يكون لديه موقف بأي موضوع يظهر على الساحة السياسية. أجمع اللبنانيون في هيئة الحوار على العناوين الثلاثة: مزارع شبعا، السلاح الفلسطيني، العلاقات الدبلوماسية. بعد ان اجمعنا على هذه المواضيع، صدرت عن سوريا مواقف ترفض ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية... نحن نقول ان هذا الموقف هو عدائي من سوريا تجاه لبنان. نحن نعرف انه حصل إجماع لبناني مدعوم من القانون الدولي الذي يقضي بترسيم الحدود بالتفاهم مع البلد الآخر. بالرغم من ان سوريا تقول ان المزارع لبنانية، ويحصل تراجع من بعدها في هذا الموضوع، هنا علامة استفهام كبرى. وفي موقف أخير لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال ان هذه الأرض هي تحت الاحتلال الاسرائيلي، وبعد خروج الاحتلال نرى اذا كانت الأرض لبنانية او سورية. الملفت انه كان للعماد عون في حديثه لمحطة الـ(ANB) موقف شبيه الى حد ما لموقف المعلم، بحيث قال ان الأرض محتلة من الاسرائيليين. فلتنسحب اسرائيل، وتصبح الأرض تحت سلطة الأمم المتحدة، ثم نبحث بما تبقى...

- الخوري: لا، لم يقل ابداً هذا الأمر...

- مجدلاني: سأقرأها لكم تماماً كما قالها، والنص مأخوذ عن موقع التيار...

- الخوري: قالها في سياق آخر...

- مجدلاني: اقرأ لكم النص: (... ودعا عون الى وضع مزارع شبعا تحت سلطة الأمم المتحدة...

- الخوري: هذا حلّ محتمل...

- مجدلاني: لحظة، لأكمل لكم: (... يرحل الاسرائيليون ويعود الأهالي الى اراضيهم، حتى يتأمن الحل بشأنها). ما معنى هذا الكلام?

- الخوري: هو يقول...

- مجدلاني: لحظة... على كل طرف سياسي يتخذ موقفاً ما، ان يتحاسب عليه. لذلك نقول اننا كلبنانيين، بعد ان أجمعنا في الحوار على نقاط معينة، ولمسنا التلكؤ او التراجع السوري في هذا الموضوع، يجب ان يكون لدينا موقف موحد نطالب فيه سوريا ان تساهم بتثبيت لبنانية مزارع شبعا، وتساعدنا بموضوع السلاح الفلسطيني خصوصاً ان الكل يعرف ان المرجع والقرار في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو سوريا... لمَ لا تتخذون موقفاً?

- الخوري: الموقف واضح جداً في الحوار الوطني الذي اثبت...

- مجدلاني: نحن نتحدث عن ما بعد الحوار...

- الخوري: اصبر قليلاً... نحن تفاهمنا في الحوار على النقاط، ولن نساوم على لبنانية شبعا، ويجب ترسيم الحدود مع سوريا. ما يقوله العماد عون ان السوريين يرفضون ترسيم الحدود. هو يعتبر ان السنيورة بذهابه الى سوريا موفداً من كل اللبنانيين، سيتوصل الى وضع معين مع الضغط الدولي بترسيم الحدود في شبعا. في حال لم يتم هذا الامر، فهو يقول: للأمم المتحدة، بأن تأخذ الأمر على عاتقها. فهي من وضع القرار .1559

- مجدلاني: والعماد عون دعم. فهو أب القرار ...1559

- الخوري: نعم طبعاً، أبوه وأمه ايضاً. اذا وصلنا الى مرحلة لا حوار فيها مع السوريين، على الأمم المتحدة ان تقود العملية. واعطاهم حلاً محتملاً، يقضي بسحب الاسرائيليين، وهذا ما يحاول التوصل اليه الرئيس السنيورة، في توجهه الى الأميركيين لسحب الاسرائيليين.

ما الفائدة من المواقف?

- السؤال هو: انتم كطرف سياسي فاعل، لمَ لا تتخذون موقفاً من سوريا لرفضها تطبيق ما تم التفاهم عليه على طاولة الحوار?

- الخوري: لسنا نرى ماذا سيستفيد الشعب اللبناني اذا اتخذنا موقفاً عدائياً...

- مجدلاني: لا ضرورة ان يكون عدائياً، بل فقط موقف...

- الخوري: لا يمكن ان تكون الا عدائياً... الموقف اخذناه في الحوار الوطني، ونحن نطالب بالترسيم...

- مجدلاني: لمَ لا تتم المطالبة...

- الخوري: انتم تتصرفون مثلنا اليوم... او حتى ربما انكم ترمون الزهور لسوريا...

- مجدلاني: لا، لا، لا نرمي زهوراً...

- الخوري: كل ما قلناه، توصلتم اليه اليوم...

- مجدلاني: ليس هذا هو الموضوع. انا لدي سؤال. هناك ورقة تفاهم مع حزب الله الذي هو معروف عنه انه حليف لسوريا.

- الخوري: نحن لم نقل هذا.

- مجدلاني: الحزب قالها. لمَ لا نطالب اللبنانيين المقربين من سوريا بمواقف ضغط اخوي...

- الخوري: الخلاصة هي الأهم، وهي اننا سنطالب بكل شيء، من ترسيم الحدود، ووجود سفارات في ما بيننا... لمَ تريدون منا تهييج كل الناس ضد سوريا?

- مجدلاني: لا نحن لا نريد ذلك. نحن انطلقنا من موضوع رئاسة الجمهورية والجنرال عون. ما نطالب به هو مواقف واضحة لمواضيع شائكة في لبنان. هل موقف العماد عون موقف واضح?

- الخوري: انا اقول لكم ان هذا الحل هو من الحلول المحتملة، والبرهان ان الرئيس السنيورة بنفسه يطلب من اميركا ان تضغط على اسرائيل لتنسحب من شبعا...

- مجدلاني: المنطلق مختلف. الرئيس السنيورة ينطلق من ان مزارع شبعا لبنانية، ونحاول بكل الوسائل الممكنة تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي، في حين ان العماد عون يطلب من الأمم المتحدة ان تضع يدها على هذه المزارع ومن بعد ذلك نبحث بما تبقى. انا متعجب من هذا الأمر.

- الخوري: يبدو من حديثكم وكأن العماد عون يقول ان الأراضي غير لبنانية. هل انت مقتنع بما تقوله?

- مجدلاني: انا أردد ما قاله العماد عون...

- الخوري: انا اعطيك التفسير لما قاله. فأنا عضو في الكتلة، وليس انت. وانا أعرف ما قيل وما حصل، ولكل شيء تفسيره وندقق به. فهو يعطي حلاً من الحلول اذا تعذّر ترسيم الحدود، لأنه يحسب سير الأمور حتى الآن، يبدو ان لا اميركا، ولا الأمم المتحدة، ولا تيري رود لارسن ينجحون في التأثير على السوري ليفرضوا عليه ترسيم الحدود. نحن لم نستفد من فرصة كانت متاحة امامنا. فحين اعلن الشرع عن استعدادهم لترسيم كل الحدود وإبقاء شبعا الى الآخر، كان علينا ان نوافق، لأن هناك مناطق اخرى في البقاع مثلاً حيث تدخل سوريا في لبنان... كان بامكاننا القبول بهذا الأمر، لأنهم لن يوافقوا على ترسيم مزارع شبعا الا بالقوة، وليس بقوتنا. والاولى لا تعارض الثانية.

ألا تعتبرون ككتلة الإصلاح والتغيير انكم، عندما تمتنعون عن اتخاذ موقف من رفض سوريا تلبية الاتفاقات التي تمت على طاولة الحوار، تشجعون السوريين بطريقة او باخرى على الاستمرار بالرفض?

- مجدلاني: قبل ان يجيب زميلي، لدي سؤال: الرئيس السنيورة مكلّف من طاولة الحوار، اي انه يمثل كل اللبنانيين. ما الذي يطلبه السوريون? انهم يطلبون، وقبل زيارة السنيورة، موافقة مجلس الوزراء على جدول الأعمال. أليس هذا الامر تدخلاً بالشؤون الداخلية في لبنان? كل الأفرقاء الذين كانوا موجودين على طاولة الحوار، وبعضهم ليس عضواً في الحكومة وافقوا.

اذاً ألا يمكن تفسير عدم اتخاذ موقف من طرف ما على انه لا يوجد توافق فعلي?

- الخوري: السوريون يعرفون تماماً ما هو الوضع في لبنان، كما يعرفون صغائر الأمور. حتى لو خرجت سوريا، فهي تريد ان تعرف كل شيء. وقد قالها الجنرال عون، فالاستخبارات موجودة في لبنان، من سورية وايرانية واميركية وفرنسية...

زيارة السنيورة الى اميركا

كيف تقرأون زيارة الرئيس السنيورة الى اميركا خصوصاً ان الانتقادات حولها كانت كثيرة، من جهة التوقيت، والأهداف...?

- مجدلاني: الرئيس السنيورة يكمل النهج نفسه وبالهاجس نفسه الذي كان قد بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فهو يحاول ايجاد الحلول للمشاكل التي تعترض نهوض لبنان من الكبوة التي هو فيها. وهو يحاول انقاذ لبنان من الأزمة الحادة التي يمر فيها، أكانت سياسية، او اجتماعية، اقتصادية، مالية، ادارية... لذلك، فان الرئيس السنيورة يطرق كل ابواب الدول الصديقة ليحصل على المساعدات، فكيف بالأحرى اذا كان الباب الذي طرقه، وفُتح امامه، هو باب الولايات المتحدة الاميركية، التي هي احدى دول القرار? من هنا، يحاول الرئيس السنيورة من خلال هذه الزيارة اولاً الحصول على مساعدة الولايات المتحدة الاميركية في موضوع مؤتمر بيروت (1) الذي نعوّل عليه كثيراً للخروج من ازمتنا الاقتصادية، كما عوّل الرئيس الشهيد رفيق الحريري على موضوع مؤتمر باريس (2)، ونقول هنا بين هلالين ان لدينا تخوفاً كبيراً في حال عقد بيروت (1) في هذه الظروف وبوجود رئيس الجمهورية الحالي، من ان يصبح مصير المؤتمر كما كان مصير باريس (2)، اي ان تتم عرقلته، ووضع العصي في الدواليب لتنفيذ هذا البرنامج الاصلاحي. من ناحية ثانية، يحاول الرئيس السنيورة جاهداً ايجاد حلول لكل الأزمات، ومنها موضوع مزارع شبعا والاحتلال الاسرائيلي، كما يحاول النضال والمقاومة للوصول الى انسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا لحل هذه القضية التي هي اساسية، لأن هناك ارضاً لبنانية محتلة. من ناحية ثالثة، يحاول الرئيس السنيورة جلب الدعم لموقف لبنان ولمسيرة الحرية والديمقراطية فيه، كي ننجح في ترسيخ الديمقراطية في هذا البلد العربي الفريد في نظامه الحر الديمقراطي، وبنسيجه الاجتماعي.

الموقف الاميركي

هل تثقون بالكلام الأميركي?

- مجدلاني: علينا ان نظهر لكل العالم وضعنا ورأينا، ووضع لبنان وحالته والأزمة التي يعيشها هذا البلد الصغير الموجود في منطقة تغلي، وفيها الكثير من التعقيدات السياسية والعسكرية. واجبنا ان نطرق باب كل الدول التي تعتبر نفسها صديقة للبنان، لنتمكن من توضيح موقفنا ووجهة نظرنا، وان نقول ان لدينا نظاماً ديمقراطياً في خطر، يجب المحافظة عليه. ولدينا مشاكل مع الجيران، نحتاج لمساعدة لتثبيت سيادتنا واستقلالنا في هذا البلد الصغير. الرئيس السنيورة موجود اليوم في الولايات المتحدة الاميركية. ونحن ذهبنا ضمن وفد يمثل الأكثرية النيابية الى موسكو حاملين الهاجس نفسه، وهو شرح وضع لبنان والأزمة التي يعيشها، داخلياً وفي العلاقات مع سوريا ومع دول الجوار. من هنا، نعتبر ان الجولة التي يقوم بها السنيورة شبيهة كثيراً بالجولة التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد عناقيد الغضب للحصول من دول القرار على تفاهم نيسان الذي شرّع عمل المقاومة في الجنوب اللبناني المحتل. وهذا العمل هام جداً واساسي على الصعيد العالمي، خاصة في واشنطن لدعم موقف لبنان ولتثبيت وترسيخ مناخ الحريات والديمقراطية في لبنان، وترسيخ السيادة والاستقلال، وتأمين النهضة الاقتصادية.

- الخوري: ليست لدينا اي مشكلة بما يقوم به الرئيس السنيورة، بل على العكس، هو مشكور بايصاله لبنان الى هذه المراكز العالية. لكننانتحدث عن دول ليست لديها عواطف. نحن نقرأ هذا الموضوع ايضاً في نطاق الشرق الأوسط الكبير الذي تريده اميركا، والذي انطلق من المنطقة الوحيدة التي استطاعت اميركا ان تستفيد منها اعلامياً، وتحاول الاستفادة منها سياسياً، وهي لبنان. ففي كل الشرق الأوسط، لم يكن هناك من منطقة تبرز فيها اميركا وجهها الحضاري، ونجاحها - هم يعتبرونه نجاحاً - الا في لبنان. بمعنى ان الشعب اللبناني انتفض على ظلم (طويل عريض) اسمه الاحتلال السوري. حين خرج الاحتلال، دخل الاميركيون على الخط ويرون في لبنان مركزاً للوجه الجديد للشرق الأوسط الذي يبحثون عنه. لهذا يضعون زخماً في الموضوع، لا محبة بالرئيس السنيورة... اي ان لا عواطف. ما حصل يعني ان هناك (أجندا) اميركية واضحة تريد تطبيقها. الدعوة الى الغداء، والاهتمام الزائد... هذا ينطبق على الكثير من الجهات بالنسبة لهم كأميركيين. تاريخ الاميركيين معروف، فهم براغماتيون، يعرفون هدفهم، ويستخدمون كل الطرق للوصول. الخطورة تكمن في ان ليس كل الأفرقاء السياسيين في لبنان موافقون على المساعدة الاميركية بوضعنا. فليس لبنان فقط تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. هناك حزب الله، واطراف لديها علامات استفهام كبيرة جداً. هناك امور دقيقة جداً وخطيرة في لبنان. اذا استاء فريق واحد، يمكنه ان يخربط كل اللعبة، وعندها يعجز الاميركيون عن الوصول الى نتيجة ما لم يتوافق كل اللبنانيين على النهوض بلبنان. اقتصادياً، نحن معهم طبعاً اذا كانوا يساعدوننا، لكن دون شروط. نكرر ونؤكد ان ما من احد يمكنه ان يقوم بلبنان إلا اتحاد اللبنانيين في ما بينهم. ولا يمكن لأحد ازاحة فريق من اللبنانيين والحكم بمفرده لأن العراقيل ستكثر. والكل يعرقل: السوري، الاميركي، الايراني... هذه المرحلة التي نمر بها تحتاج لتضافر كل القوى وتوحيد الجهود من اجل حكومة واحدة، رئيس واحد، مجلس نيابي متحد، ونحدد ما نريده من لبنان الجديد. عندها ليساعدنا من يرغب بالمساعدة. لكننا للأسف لم نحقق هذا الوضع بعد، ربما لأن هناك تدخلات سياسية كبرى، من اطراف عربية واجنبية. هذه هي مشكلة لبنان الجغرافية. ليست لدينا توقعات كبرى من زيارة السنيورة. نتمنى ان تكون مفصلاً كعناقيد الغضب، لأن ما حققه الرئيس الحريري في حينها يعتبر انجازاً في كل العالم. نحن لا نريد إلا هذا. غير ان في الوضع الحالي في المنطقة، لست ارى الأمور على هذا النحو. انا ارى الكثير من الخطورة. ولبنان يمرّ في حقل ألغام، و(الله يستر) من الآتي، ما لم تكن هناك وحدة وطنية. الأمور كما نراها اليوم هي كالتالي: هناك حوار، نتمنى ان يستمر، وان يكون هناك وعي لدى كل الأفرقاء لتوحيد الخيار.

ختاما...

- مجدلاني: بالنسبة لموضوع زيارة الرئيس السنيورة، نحن طبعاً ليست لدينا احلام. كل الدول تتعامل على اساس مصالح مشتركة. نحن حريصون دون شك على ديمقراطيتنا وعلى نظامنا الحر. هذا النظام الديمقراطي لا يزعج اميركا، بل على العكس...

- الخوري: ليت اميركا تذكرتنا من 30 سنة...

- مجدلاني: ما اريد قوله ان تركيبة الوفد اللبناني كانت مدروسة من قبل الرئيس السنيورة، وتمثل كل الأفرقاء المشاركين في مجلس الوزراء. الوزير صلوخ اصدر تصريحاً يؤكد ان ليست هناك اي مقايضة، وهذا هام جداً بعد ان حصل تشكيك من قبل البعض... ما نريده هو الانطلاق بلبنان الى مستقبل افضل، الى رحاب الحرية الحقيقية، والنهضة الاقتصادية، وان يعود لبنان منارة للشرق كما كان، والبلد الحضاري العصري المتطور، ولا يمكن تحقيق هذا الوضع إلا بتكاتف كل الأبناء، والاعتدال والانفتاح والتوافق السياسي، والابتعاد عن الأنانيات الشخصية، والنظر الى مصلحة البلد العامة ولو على حساب مصالحنا الفردية.