عضو كتلة تيار "المستقبل" النيابية أكد أن نصرالله رفض "الطائف" والنظام الديمقراطي

عاطف مجدلاني لـ "السياسة": "حزب الله" يسعى  إلى شرق أوسط إسلامي وصولا إلى "ولاية الفقيه"

 بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة 22/11/206

رأى عضو كتلة »تيار المستقبل« النائب د. عاطف مجدلاني ان فئة لا تريد المحكمة الدولية وخاصة الوزراء الذين استقالوا ومن يمثلون واضعين انفسهم في خانة المشتبه بهم لرفضهم المحكمة الدولية, متسائلا لماذا الخوف من المحكمة اذا كانوا يقولون ان اسرائيل قتلت الرئيس رفيق الحريري?

كلام النائب مجدلاني جاء في اطار حوار اجرته معه »السياسة« رأى فيه ان الفريق الموالي لسورية كان يعتقد بان التحقيق لن يصل الى اية نتيجة, معتبرا انه لو كان فريق »حزب الله«-»أمل«-عون يملك الثلث المعطل لكانت الحكومة غير موجودة الان.

مجدلاني رأى انه لا يمكن السماح للاقلية الاستئثار بالقرار وفرض الرأي, لافتا الى ان السيد حسن نصر الله يرفض النظام الديمقراطي اللبناني في خطاب النصر الالهي كما رفض دولة "الطائف" ساعيا الى تحقيق شرق اوسط اسلامي انقاذا لرغبة الرئيس الايراني احمدي نجاد.

مجدلاني استغرب مطالبة الوزير طراد حمادة برئاسة الجمهورية الذي كشف نوايا »حزب الله« بالوصول الى ولاية الفقيه, متسائلا ماذا سيكون موقف العماد عون بالنسبة للشرق الاوسط الاسلامي ومما قال الوزير طراد حمادة.

النائب مجدلاني لفت الى تهديد مسؤول »حزب الله« بلال نعيم الذي اعلن ان حزبه قادر ان يحتل لبنان, معتبرا هذا الكلام التهديدي لفئة مسلحة ستدفع بلبنان الى الكارثة, فالمسالة هي مسالة وجود او لا وجود بالنسبة لفريق الحرية والسيادة والاستقلال لانه من غير المسموح المساومة على دماء الشهداء الذين ماتوا في سبيل لبنان. فاذا ما وجه »حزب الله« سلاحه الى الداخل راى مجدلاني بان الحزب سيكون الخاسر, لانه يكون قد نفذ مخطط اسرائيل التي تسعى لتقسيم لبنان وضرب الوحدة اللبنانية. النائب مجدلاني ذكر بخطاب الاسد وكانه يقول ل¯»حزب الله«: "انتم انتصرتم على اسرائيل ويجب ان تنتصروا في الداخل", متسائلا هل نحن نريد الوصول الى دولة فيدرالية الطوائف? متوقعا ان يمثل الرئيس لحود امام المحكمة, لانه يتحمل مسؤولية حماية الضباط الاربعة لانهم مشتبه بهم لتورطهم في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

وفيما يلي نص الحديث:

* بعد خروج الوزراء الشيعة من الحكومة وتعطيل الحوار والتشاور يكثر الحديث عن تظاهرات, واستهداف لمرافق الدولة الحيوية, كالمطار والسوليدير والسراي الحكومي.. ما تقديرك لخطورة الوضع وكيف ستؤول الامور في نهاية الامر?

قبل الكلام عن اي شيء, موضوع المحكمة الدولية جرت الموافقة عليه بالاجماع على طاولة الحوار, وكل الناس تطالب بالمحكمة الدولية... انما هذا يبقى في اطار الكلام... عمليا نلاحظ ان فئة لا تريد المحكمة الدولية, وخاصة الوزراء الذين استقالوا ومن يمثلون, وهذه ليست المرة الاولى التي يستقيلون فيها او يعتكفون عن متابعة مهامهم كوزراء وهم بالتحديد وزراء »حزب الله« و»أمل«. في المرة الاولى اعتكفوا على اثر اغتيال الشهيد جبران تويني عندما طرح من خارج جدول الاعمال التصويت على المحكمة الدولية, رفض وزراء »حزب الله« وحركة »أمل« البقاء والموافقة على المحكمة الدولية وخرجوا لمدة سبعة اسابيع مثلت فيها البلد وتغيرت كل المعطيات ثم عادوا, واليوم بعد احد عشر شهرا من الاخذ والرد في موضوع المحكمة الدولية وبعد ان كان مجلس الوزراء فوض وزير العدل واثنين من القضاة اللبنانيين لمتابعة هذا الموضوع مع مجلس الامن ومع المستشار القانوني لامين عام الامم المتحدة نقولا ميشال للتشاور في موضوع المحكمة الدولية حيث جرت اتصالات من قبل القاضيين رالف رياشي وشكري صادر, فوضعت اول مسودة للمحكمة وارسلت الى الجهات المعنية في لبنان لابداء الملاحظات عليها, ثم اعيدت الى نيويورك, وكل هذه الامور كانت تطرح في مجلس الوزراء وبحضور رئيس الجمهورية وبموافقته, عادت المسودة اخيرا بعد التشاور مع الحكومة اللبنانية والامم المتحدة, لاقرارها من قبل الحكومة, وعندما طرحت في جلسة مجلس الوزراء في 13 اكتوبر وبعد ان حدد موعدا لمناقشتها واقرارها استقال وزراء »حزب الله« و»أمل« والوزير التابع للرئيس لحود واضعين انفسهم في خانه المشتبه به لرفضهم المحكمة الدولية. نحن نسأل: لماذا الخوف من هذه المحكمة الدولية, اذا كنا حقيقة نريد العدالة, ونريد الحقيقة? واذا كانوا يقولون ان اسرائيل قتلت رفيق الحريري لماذا لا يريدون المحكمة الدولية? لماذا الهروب من المحكمة الدولية? ولماذا يرفضون المحكمة الدولية? ولو لم يكن هناك رفض للمحكمة لكانوا حضروا جلسة الاثنين وناقشوا موضوع المحكمة الدولية مع باقي الوزراء ثم قدموا استقالتهم... لكنا قلنا ان الاستقالة كانت بسبب الخلاف على موضوع حكومة الوحدة الوطنية والثلث المعطل.. الموضوع الاساس في الازمة الحالية وصول المحكمة الدولية الى اللحظات الحاسمة في موضوع اقرارها وتشكيلها, ثم البدء بمحاكمة المشتبه بهم في التحقيق الدولي الجاري..

* برأيك عندما كانوا يوهمون الناس بانهم مع المحكمة الدولية وهم ضمنا ضدها, هل كان هدفهم الاستفادة من عامل الوقت, وحصول متغيرات دولية قد تعيق انشاء محكمة ذات الطابع الدولي?

قبل كل ذلك, كانوا يعتقدون بان التحقيق لن يتوصل الى اي نتيجة, وتكون التقارير فارغة ايضا, كانوا ينتظرون حصول متغيرات في الوضع الدولي, وحصول متغيرات داخلية, ولكن للاسف لم يحصل شيء مما كانوا يعتقدون, فالتحقيق الدولي بحسب التقارير تبين بانه يتقدم ووصل الى مراحله النهائية, المتغيرات الدولية لم تأت بحسب رغبة من يريد منع هذه المحكمة من الوصول الى اهدافها, لذلك الاتكال اليوم على العامل الداخلي, على خربطة الوضع الداخلي, فرط الحكومة لمنع وجود قرار لبناني بانشاء هذه المحكمة الدولية. من هنا تتوضح صحة موقفنا برفض اعطائهم الثلث المعطل, اليوم لو كان فريق »حزب الله«-»أمل«-عون يملك الثلث المعطل لكانت الحكومة لم تعد موجودة وتكون بحكم الساقطة ولا تستطيع ان تتخذ اي قرار وكانت موضوع المحكمة الدولية توقف.

نحن نريد المحكمة الدولية وهذا مطلب غالبية اللبنانيين نريدها وصولا الى الحقيقة وليس للانتقام من احد, وللوصول الى العدالة عبر معاقبة المجرمين الذين خططوا ونفذوا وقرروا وساعدوا وتواطاوا في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وبعد المحكمة الدولية, كل الامور تطرح.. نحن كقوى 14 مارس همنا البلد ومصلحة لبنان, وبقاء لبنان.. لا نريد اية فوضى, اية حالة عدم استقرار, لذلك نحن حريصون على الانفتاح نحو الاخر ونحن نعرف ان لبنان لا يمكن ان يستمر الا عبر الحوار والتشاور والاعتدال في المواقف والانفتاح على الاخر.

.. بالنسبة الينا الحوار هو نمط حياة, لذلك نحن نريد حكومة وحدة وطنية, انما لا يمكن ان نسمح بان تفرض الاقلية رايها علينا وتستاثر بالقرار ويكون عندها حق "الفيتو" لخربطة الوضع ساعة تشاء عبر الثلث المعطل زائد واحد واستقالة هذا الثلث المعطل زائد واحد ليقيل الحكومة, لذلك نحن لا يمكن ان نسلم بهذا الامر...

* من خلال حدة المواقف والتصريحات المتشنجة يبدو وكان هناك محاولة استدراج نحو تأزم داخلي, هل انتم جاهزون للمنازلة شارع ضد شارع واذا ما تطورت الامور نحو الاسوأ كيف سيتم احتواء المشكلة?

نحن نعيش في نظام ديمقراطي رغم ان السيد حسن نصر الله رفض هذا النظام في خطاب النصر الالهي, رفض هذه الدولة دولة "الطائف" وجاء موقفه هذا بعد تصريح الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي قال بانه يريد شرق اوسطي اسلامي جديد ليزيد الهواجس عن النوايا الموجودة عند بعض الفئات من اللبنانيين من تغير الدولة دولة "الطائف" الى دولة ولاية الفقيه وما يستتبعها خاصة بعد تصريح الوزير طراد حمادة بالامس بقوله: "اذا لم تتدارك الحكومة امر استقالة وزراء »حزب الله« و»أمل« فهم يريدون رئاسة الجمهورية". علما ان رئيس الجمهورية يعتبر من فريقهم وهم يدافعون عن موقعه بكافة الوسائل... وبهذا التصريح ظهرت نواياهم على حقيقتها, فهم يريدون رئاسة الجمهورية للوصول الى ولاية الفقيه وهنا مكمن الخطر الكبير الذي يرسم اكثر من علامة استفهام على مستقبل هذا البلد وعلى هذه الصيغة الفريدة الموجودة في لبنان, صيغة العيش المشترك والتعددية, من هنا الخطر على لبنان الرسالة..

* ماذا سيكون موقف العماد عون من مطالبة »حزب الله« بان يكون رئيس الجمهورية مسلما?

هذا سؤال يطرح على العماد ميشال عون, وانا اسال العماد ميشال عون عن رايه بهذه الامور بدءا من خطاب السيد حسن نصر الله الرافض لهذا النظام وبموقف ايران من التدخل في الشؤون اللبنانية, ومن طرح شرق اوسط اسلامي جديد ومن ثم مطالبة الوزير حمادة برئاسة الجمهورية.

المطالبة برئاسة الجمهورية اتت متلازمة مع تهديد احد مسؤولي »حزب الله« بلال نعيم الذي اعلن بان »حزب الله« قادر ان يحتل لبنان لكنهم الان لا يريدون ذلك. هذا تهديد اخر لهذا البلد ولكل اهله.. من فئة مسلحة وهنا يطرح سؤال اخر ماذا سيكون مصير سلاح »حزب الله«?... كل هذه الامور نتوجس منها لانها ستدفع بلبنان الى الهاوية.. لذلك نحن حريصون بالمحافظة على لبنان, وحريصون على الانفتاح والاعتدال بالمواقف والعودة الى طاولة الحوار وطاولة التشاور للتوصل الى حالة تسوية بين قوى 14 اذا وقوى 8 مارس ولكن هناك شيئا اساسيا لا يمكن ان نتخلى عنه وهو موضوع المحكمة الدولية, لانها مسالة وجود او عدم وجود لقوى الحرية والسيادة والاستقلال, فالشهداء الذين سقطوا وعلى راسهم الشهيد رفيق الحريري من غير المسموح لنا ان نهدر دمهم بهذه الخفة... من غير المسموح ان نساوم على دماء هؤلاء الشهداء, هؤلاء الشهداء ماتوا في سبيل استقلال لبنان وحريته وسيادته. لذلك هذا الموضوع خارج اطار البحث, ولا يمكن ان نتخلى عنه قبل الوصول الى المحكمة الدولية والوصول الى العدالة.

* عندما يتكلم النائب حسين الحاج حسن بانهم سيقومون باعمال قد لا يتوقع احد حصولها وستفاجئ الجميع, وهناك كلام في الشارع حول استهداف الوسط التجاري وتحديدا ساحة الحرية والسوليدير, اذا ما حصلت هذه الامور لا سمح الله فكيف ستكون ردة الفعل من قبلكم?

اعتقد ان هذا الكلام هو كلام تهويلي, واذا لا سمح الله كان هذا الكلام جديا وسيقوم »حزب الله« والمقاومة بشن حرب على اللبنانيين ستكون نهاية المقاومة ونهاية »حزب الله« كفريق مقاومة مسلح في لبنان, وبرأيي سيجرون لبنان الى حرب اهلية لا يمكن ان يربحها اي فريق والخاسر الاكبر فيها سيكون »حزب الله«. لانه وجه سلاحه الى الداخل... وينفذ اهداف اسرائيل في لبنان.. اسرائيل هدفها تقسيم اللبنانيين والقضاء على الوحدة اللبنانية التي تجلت خلال الحرب ورغم كل الماسي والدمار الذي حصل لم تستطع اسرائيل ان تنال من الوحدة اللبنانية, لا بل الوحدة الوطنية ترسخت اكثر واكثر خلال الحرب. اذا اراد »حزب الله« تحويل سلاحه الى الداخل ويقوم باعمال تؤدي الى فوضى وخراب في البلد, فانه ينفذ اهداف اسرائيل في لبنان.. وباعتقادي لا احد يقبل بذلك.. ونحن قوى السيادة والحرية سنكون بالمرصاد لكل مخطط يريد النيل من لبنان ومن وحدة هذا البلد ومن صيغة العيش المشترك.

* هل تعتقد ان الحرب قامت لتعطيل الحوار وابطال مفاعيل البنود التي جرى التوافق عليها.. عن طريق ردة الفعل الاسرائيلية المدمرة اثر خطف الجنديين لتيئيس الشعب الجنوبي وخلق حالة من الحقد والكراهية ودفعه باتجاه الداخل لتنفيذ مخطط الانقلاب ضد الحكومة وضد فريق 14 مارس?

الرئيس بري اعطى الحكومة خلال الحرب وصفا مهما فاعتبرها حكومة المقاومة, لا شك خلال الحرب كان هناك مقاومة على الجبهة تجلت بصمود بطولي من ابطال المقاومة, وعلى نفس الخط وبشكل متوازن كان هناك مقاومة سياسية لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولشخص الرئيس السنيورة بالتنسيق مع الرئيس بري الذي كان يمثل المقاومة. هذه المقاومة السياسية هي التي ادت الى القرار 1701 وكلنا نعلم كيف تغير القانون اللبناني الفرنسي. وكان هناك تكامل بين المقاومة على الارض والصمود في الجبهة. من هنا الكلام فيما بعد عن غرف مغلقة والكلام التخويني الذي صدر والذي ما زال يصدر لا يقبله المنطق وليس له اي اساس الا اساس واحد.. خطاب 15 اغسطس للرئيس السوري الذي قال: "هذا انتصار عسكري لكن يجب تحويله الى ربح سياسي في لبنان فيزيل هذه الطبقة السياسية الموجودة التي هي منتج اسرائيلي والعودة الى ما كان عليه", يعني العودة بلبنان الى زمن الوصاية. نعم كان هناك امر عمليات بتغيير سياسي في لبنان واجراء انقلاب سياسي, وهذا ما نشهده اليوم. هناك محاولات لانقلاب سياسي ضد الاغلبية من اللبنانيين التي تشكل الاكثرية في المجلس النيابي, هناك محاولة لانقلاب سياسي على المؤسسات الدستورية.. لماذا هذه الخطوات السلبية, التي لا يمكن ان تؤدي الا الى السلبية? لذلك نحن نعتقد ان كل المشاكل لا يمكن ان تحل الا بالحوار, والشارع لن يحل المشكلة لان الشارع خطر على لبنان.

* هل تعتقد انه بعد سكوت المدفع هناك امر عمليات بتوجيه المعركة الى الداخل?

تماما, هذا محور خطاب الرئيس السوري في 15 اب, وكانه يقول ل¯»حزب الله« انتم انتصرتم على اسرائيل يجب ان تنتصروا بالداخل وقلب المعادلة السياسية لتكونوا الاساس فيها ونعود الى ما كنا عليه من علاقات سيطرة على القرار السياسي في لبنان..

* ما هو رايك بتصريحات الرئيس بري المتناقضة التي صدرت على خلفية استقالة الوزراء الشيعة عندما تحدث عن اكثرية واقلية مطالبا الاكثرية بان تحكم وتعين وزراء مكان المستقيلين وفي اليوم الثاني اعتبر الاكثرية مجلس ثورة وقراراتها غير نافذة وغير دستورية?

في الحقيقة لا اعرف ماذا حصل بين اول تصريح وثاني تصريح. الرئيس بري برهن خلال الحوار وخلال التشاور ان لديه اعتدالا في المواقف رغم انه طرف وعنده انفتاح وقدرة على الحوار والمحاورة وهذه كلها امور ايجابية انما بموضوع دستورية جلسة مجلس الوزراء المشرع اللبناني في تشكيل الحكومة وضع عدة بنود ولكنه لم يضع اي بند في حالة استقالة وزراء من طائفة واحدة تعتبر الحكومة مستقيلة, هل نحن نريد ان نصل الى دولة فيدرالية الطوائف وكل طائفة لديها "فيتو" من خلال ممثليها السياسيين? اذا كان هذا ما نطمح اليه فلنعدل الدستور ونزيد عليه هذا البند.. يجب ان نعود الى طاولة الحوار لنتناقش في الموضوع...

اذا استقال ممثل الطائفة الارثوذكسية او الكاثوليكية او ممثل الاقليات, هل تصبح الحكومة غير ميثاقية وغير دستورية.. نحن لا نريد ان تهمش الطائفية الشيعية.. اننا نسعى لايجاد حلول انما ضمن الدستور وضمن الميثاق, ثم لا ننسى انه خلال 15 سنة القوى المسيحية في البلد كانت مهمشة, وفي انتخابات 1992 كان 92 في المئة من المسيحين مقاطعين للانتخابات.. نحن لسنا دولة فيدرالية طوائف. نحن دولة دستورنا "الطائف" ونظامنا ديمقراطي يؤمن حرية الراي وطرق حل الاختلافات..

* هل تجد ان تطمينات الشيخ سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط كافية لواد الفتنة والعودة الى الحوار?

الشيخ سعد ووليد بك وكل افرقاء 14 مارس والرئيس الجميل والدكتور سمير جعجع جميعهم يسعون جاهدين لواد الفتنة وعدم السماح باي موقف يمكن ان يتحول الى سبب للمشاكل واكبر شاهد الانتخابات الطلابية في الجامعة الاميركية, عندما شعروا بالفتنة تدخلوا لوقف هذه الانتخابات. انما التطمينات من جهة واحدة لا تكفي, مطلوب تطمينات اخرى من الجهة المقابلة, النزول الى الشارع حق ديمقراطي, انما بهذه الاجواء المتشنجة يظل هذا الانقسام شارع يريد اسقاط هذه الحكومة وشارع اخر يريد حماية هذه الحكومة, يعني هناك جو غير مستقر وقد تصل الامور الى فتنة لا سمح الله لا يعرف احد كيف ستنتهي.. قوى 14 مارس طالبت في العام 2005 باسقاط الرئيس اميل لحود وهددنا بالنزول الى الشارع ومحاصرة قصر بعبدا لكي يستقيل. انما جاء شخص عنده من الحكمة ما يكفي ان ناخذ بحكمته ونصيحته وهو غبطة البطريرك صفير وحذرنا من الشارع.. اخذنا بعين الاعتبار نصيحة غبطة البطريرك وانكفانا عن النزول الى الشارع للحصول على استقالة رئيس الجمهورية اتمنى ان يكون لدي الطرف الاخر من يدعو بحكمته الى عدم النزول الى الشارع ويقول لهم حذار من الشارع..

* ما هو تعليقك على المذكرة التي ارسلها رئيس الجمهورية الى مجلس الامن للطعن بجلسة مجلس الوزراء واعتبارها غير دستورية بعد استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة?

الامم المتحدة ردت على هذا الموضوع على اعتباره شانا داخليا لا يخص الامم المتحدة هذا من جهة ومن جهة ثانية الامم المتحدة تعتبر رئيس الجمهورية غير شرعي بحسب القرار 1559.

* لماذا يحاول الرئيس لحود ان يصور نفسه انه فريق?

لانه فريق, وهناك بند في المحكمة يقول الرئيس مسؤول عن مرؤوسيه, ويوجد اربعة ضباط وهو رئيسهم واحدهم هو رئيسه المباشر, هؤلاء موجودون في السجن لانه مشتبه بهم لتورطهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري, فهو يتحمل مسؤولية وسيمثل امام المحكمة, فكيف له الحق ان ينتقد المحكمة.. انه ليس انسان غير معني بهذا الجريمة..

* هل تخشى من محاولة اقتحام سجن رومية ومحاولة الافراج عن الضباط الاربعة?

كل شيء وارد وهذا يدل على شيء واحد هناك خوف من المحكمة الدولية لانها ستطالهم بنسبة عشرة في المئة او مئة في المئة لا اعرف, انما بتصرفهم هكذا يضعون انفسهم في دائرة الشكوك سواء وزراء »حزب الله« وحركة »أمل« او وزير الرئيس لحود الذي قدم استقالته.