رعد لـ"صدى البلد": المقاومة مستمرّة...

الأربعاء, 07 يونيو, 2006

"التحريض والكذب والشوفينيّة القائمة في "14 شباط" هي المسؤولة عن ردّ الفعل الذي حصل"

رعد لـ"صدى البلد": المقاومة مستمرّة... ولن نقبل باستراتيجيّة تعيدنا الى "اتفاقيّة هدنة"

حاورته حسانة زبيب

عشية انطلاق عجلة الحوار مجدداً غداً الخميس، حيث سيبحث في البند الأخير المتعلق بسلاح المقاومة، يؤكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن “حزب الله”، “ينتظر ما سيطرحه الآخرون حول الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان... من دون ان تكون لديه أي شروط على أحد”. وفي وقت يعلن ان حزب الله “منفتح على أي وجهة نظر قد تطرح”، يؤكد أنه “لا يؤمن بأي استراتيجية تعيدنا الى اتفاقية الهدنة التي لا تضمن الوقت”.

 

ويعلن رعد لـ “صدى البلد” وهو المشارك الدائم في جلسات الحوار، ان الحزب “لن يسأم من الحوار... وهو غير معني بما يسمى حفلة التكاذب... فنحن نطرح اقتناعاتنا بصدق وننفذ ما اتفقنا عليه”... أما إذا لم يصل المتحاورون الى تفاهم حول هذا الموضوع، فالمقاومة مستمرة رغم ما قد يصدر من مواقف تحريضية.

 

ويرى رعد “ان الوضع في لبنان ليس بألف خير”... ولأن “ليس كل ما يعرف يقال”، يتحدث عن شكوك لديه في نيات البعض بأنهم يلتزمون مشروع “الفوضى البناءة” بكل التفاصيل والمفردات المتعلقة بتنفيذ مقررات الحوار.

 

ويقول رعد، ان “التحريض والكذب و”الشوفينية” القائمة في فريق 14 شباط هي المسؤولة عن رد الفعل الشعبي إزاء التعرض لشخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله” وينتقد “عدم تجاوب” بعض الوزراء الذين “بدلاً من ان ينفثوا خصوماتهم السياسية كان الأجدر بهم أن يصمتوا”.

 

أما في العلاقة مع التيار الوطني الحر، فلا ينفي رعد ان هناك شارعين مختلفين “لكن أن يلتقي هذان الشارعان رغم كل محاولات التحريض... فهو القاعدة التي يبنى عليها في المستقبل”.

 

 

ب هل سيكون للأحداث الأخيرة تأثير سلبي على مجريات طاولة الحوار غداً الخميس؟

 

ـــ من جملة أهداف طاولة الحوار رفع الاحتقان الذي يسود الشارع لمعالجة القضايا التي تسببه لكن الأمر الخطير الذي لم يطرحه أحد تهرباً من المسؤولية، هو ان رد الفعل الشعبي الفوري الذي حصل يعكس مستوى الاحتقان الذي ينذر بالخروج عن ضبط القيادات، وسبب ذلك التحريض والكذب المستمران، كذلك الاتهام والشتائم و”الشوفينية” القائمة في فريق 14 شباط. نحن تعاطينا مع ما حصل بروح مسؤولية عالية، نزلنا لضبط الشارع واتهمنا بتحريض هذا الشارع حين ضبطناه. ولم يتجاوب معنا عملياً جميع الذين ضخموا ما حصل ليلة الجمعة الماضية بدءاً من وزير الداخلية الى وزير الاعلام الى نظرائهما في الحكومة من فريق 14 شباط.

 

ب ما هو “التجاوب” الذي انتظرتموه؟

 

ـــ أن “يصمتوا” على الأقل، ولا يمارسوا تهديداً ولا ينفثوا خصوماتهم السياسية من خلال تصديهم لمعالجة ما حصل.

 

ب هل كشف ما حصل مدى عمق الهوة بين طرفي الحوار والتي تحاول “التصريحات الوردية” ردمها؟

 

ـــ بالنسبة إلينا منذ البداية هذه الأمور مكشوفة لكننا نراهن على ان يرتدع البعض، أما نتيجة تبدل في الاقتناعات بفعل المنطق الذي يقدم لهم، وإما بفعل التبدل في موازين القوى التي يركنون الرهان عليها... هم يعتبرون أن المجتمع الدولي يقف الى جانبهم ونحن نقول ان شعبنا أقوى من المجتمع الدولي.

 

ب كيف تصفون العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بعد الأحداث الأخيرة؟

 

ـــ لقد أكدت هذه الأحداث الصدقية في الالتزام... ونحن نؤكد أيضاً ان هناك شارعين مختلفين في لبنان بل هناك شوارع مختلفة... ولكل شارع ثقافته وعقله وأمانيه ومخاوفه، لكن ان يلتقي شارعان مختلفان في لبنان الآن في ظل التحريض والتسويق للفوضى البناءة فهذا أمر مهم جداً برأينا يجب ان يشكل قاعدة نبني عليها في المستقبل. عندما تكون هناك صراحة متبادلة وتفهم قائم على وقائع ومعطيات بعيداً عن التشنج والانفعال والالتزامات المسبقة لتوظيف سياسي ما من الطبيعي ان نجد آذاناً مفتوحة وعقولاً واعية تساهم في معالجة الطوارئ.

 

ب لفت البعض حديث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس الأول عن دولة القانون والمؤسسات في وقت يتهم هذا البعض سلاح المقاومة بتعطيل قيام دولة القانون والمؤسسات؟

 

ـــ السيد حسن نصرالله قصد أن يرمي التبعة في ما حصل على من يدعي ان في لبنان اليوم دولة قانون ومؤسسات وقال نحن لا نطلب شيئاً لـ”حزب الله” ولا لأشخاصنا، وإنما لو كانت هناك دولة قانون ومؤسسات فعلاً فلتأخذ دورها... أما بالنسبة الى من يقول ان سلاح “حزب الله” يتناقض مع مبدأ دولة القانون والمؤسسات فهؤلاء يغفلون حقيقة أن لا امكانية لوجود دولة أيام الاجتياح الاسرائيلي لولا سلاح المقاومة. فإذا كان سلاح المقاومة تعطيلاً لقيام الدولة ما كان حصل ان قامت دولة في لبنان بعد ان استخدم هذا السلاح ضد الاحتلال الاسرائيلي.

 

ب وماذا قصد السيد نصرالله “بميثاق الشرف الإعلامي” الذي دعا إليه؟

 

ـــ السيد دعا الى ميثاق شرف إعلامي يلتزم أطرافه بعدم الشتم، لهم أن ينتقدوا ويتهموا ويقولوا ما يشاؤون من آراء تعارض بعضها بعضاً لكن أن يتحول الخطاب الى سباب وشتائم فهذا ما دعا السيد نصرالله الى تجنبه. لكن هذه الدعوة كان يفترض ان تلقى تجاوباً سريعاً لدى الأطراف السياسية في لبنان ولكن يبدو ان ليس ثمة حرص لدى الآخرين.

 

ب ما هي توقعاتكم حول أجواء طاولة الحوار غداً الخميس؟

 

ـ نحن طرحنا رؤيتنا الاستراتيجية حماية لبنان وننتظر أن يطرح الآخرون رؤيتهم، سنستمع الى أسئلتهم والى ملاحظاتهم لكن سؤالنا الأساسي الذي يجب أن يجيبوا عليه هو: ما هو طرحهم الاستراتيجي الشامل لتوفير الحماية اذا كان لديهم بديل عن الاستراتيجية التي طرحناها؟

 

ب قال رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط انكم تطرحون شروطاً سيتحدث عنها بهدوء غداً... ما هي هذه الشروط؟

 

ـ نحن لا نملي شروطاً على أحد لكن لا نقبل أن تنفذ التزامات البعض على كل لبنان من دون معرفة طبيعة هذه الالتزامات.

 

ب هل لديكم معلومات عن وجود مثل هذه الالتزامات؟

 

ـ اقرأوا تقرير لارسن.

 

ب الى أي مدى أنتم مستعدون لتقبل ما قد يطرحه الفريق الآخر غداً؟

 

ـ نحن منفتحون على أي وجهة نظر مقنعة وبديلة تحقق الحماية لشعبنا وللبنان، واذا كانوا عاجزين عن اقناعنا فلماذا يتهموننا بأننا نقفل آذاننا لسماع الاستراتيجية البديلة؟

 

ب هل لديكم خطوط حمراء؟

 

ـ ما ينبغي أن يكون واضحاً، اننا لا نؤمن بأي استراتيجية تعيدنا الى اتفاقية هدنة خرقها العدو الاسرائيلي منذ العام 1948 الى يومنا هذا، لأن هذه الاتفاقية لا تشكل أي ضمان وهي خرقة بالية، لا تضمن وطناً ولا تحقق أمناً. كذلك اذا كانت للبعض صداقات دولية فهذه الصداقات أيضاً لا تطمئننا ولا تطمئن شعبنا الذي لم ينتفع من هذه الصداقات في ادانة اسرائيل لمرة واحدة على عدوان انصب على المنازل وأحرق المزروعات ودمر القرى وهتك الأعراض وقتل النساء والأطفال في قراهم في الجنوب. فليسمحوا لنا نحن لن ننجر الى أوهام في عقول آخرين ليسوا مجربين للمواجهة مع الاحتلال.

 

ب لكن هذا البعض يقول ان لديكم أيضاً صداقات مع ايران وسورية تعترفون بها وتعتزون فلماذا لا يكون لهم الحق بصداقاتهم؟

 

ـ نحن لا ننكر صداقاتنا الدولية ولكننا وظفناها لحماية شعبنا ولولا هذه الصداقات لما تمكنا من الصمود في وجه صداقاتهم التي ترعى العدوان الاسرائيلي.

 

ب كيف تقنعون الفريق الآخر بأن يستمر عمل المقاومة بمؤازرة الجيش اللبناني لا بالاندماج معه كما يطرح هو؟

 

ـ كما حصل منذ العام 1996 في الحد الأدنى، الى يومنا هذا، هناك تفاهم وتبادل أدوار وتنسيق وتعاون ميداني تحت سقف الاقرار بحق مقاومة الشعب اللبناني في التصدي للاحتلال الاسرائيلي... وليس هناك خلل... الخلل بدأ يحصل عندما بدأت أصوات تحريضية تنكر على هذا التنسيق دوره في مواجهة الاحتلال.

 

ب البعض يرى ان اطلاق الصواريخ التي لم يعرف حتى اليوم من أطلقها يتناقض مع ما تقوله المقاومة انها تضبط الحدود الجنوبية مع اسرائيل؟

 

ـ المقاومة لم تدع في أي وقت أنها تمسك بالأمن على الحدود ودائماً كانت تقول انها ليست سلطة أمنية، بل القوى الأمنية الرسمية المنتشرة في المناطق اللبنانية، هي السلطة الأمنية الوحيدة المخولة حفظ الأمن في المناطق الحدودية، أما المقاومة فمهمتها التصدي للعدوان الاسرائيلي.

 

 

لسنا مستعجلين

 

ب هل سيستحوذ موضوع سلاح المقاومة على مزيد من جلسات الحوار؟

 

ـ نحن نرى أن هذا الموضوع يستأهل مزيداً من الوقت ولسنا مستعجلين (....)

 

ـ من في رأيك يخرب المناخات التي تسمح بتسوية علاقات لبنانية ـ سورية؟ أليس الذي يذهب الى مجلس الأمن ليطلب منه اصدار قرار من أجل اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية في الوقت الذي فتحت فيه أبواب دمشق أمام المسؤولين اللبنانيين. بكل صراحة نحن نشك في نيات البعض في قوى 14 شباط في أنهم يريدون تسوية أمور هذا البلد، هم يلتزمون مشروع “الفوضى البناءة”.

 

ب رئيس مجلس النواب نبيه بري أعرب عن تفاؤله بالوصول الى “حل ما” في موضوع سلاح المقاومة على طاولة الحوار... هل تشاركونه هذا التفاؤل؟

 

ـ الرئيس بري يرى الأمور من زاوية الأمل وليس كل ما يعرف يقال، لكن نحن نريد أن نقول ان الوضع في لبنان ليس في ألف خير.

 

ب ماذا لو لاقى بند سلاح المقاومة المصير نفسه الذي وصل اليه البند المتعلق برئاسة الجمهورية بالاتفاق على “اللاتفاهم”؟

 

ـ ربما يحصل ذلك لكن عدم الوصول الى حل حول هذا البند معناه عدم توصل أطراف طاولة الحوار الى تبني استراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وسيبقى الوضع على ما هو عليه وستبقى المقاومة مستمرة.

 

ب ما هو تعليقكم على ما نشرته صحيفة “معاريفالاسرائيلية عن مبادرة تقود الى انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا؟

 

ـ نحن نكتفي بما نفاه الرئيس السنيورة... لكن بغض النظر عما نشر في “معاريف” ومدى صدقيته التي نشكك بها، فان مضمون هذه الصفقة طرحته سابقاً الادارة الأميركية وعبر قنوات معينة وربما أشار الأمين العام الى مثلها في السابق.