الشيخ قاسم أكد في حديث إلى الBBC أن المشكلة ليست في الرئاسة

وطنية - 21/3/2006 (سياسة) رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حديث إلى إذاعة الBBC العربية أن "المشكلة ليست في الرئاسة"، داعيا إلى "وضع استراتيجية لحماية لبنان سواء أكانت مزارع شبعا محتلة أم لا". وأشار إلى "أن المسألة ليست مصير "حزب الله"،

وسأل: "كيف يكون المقاومون مطمئنون؟ وأهل الجنوب غير خائفين من احتمالات غزو وقتل؟ ومن يقول أن الضمانات الدولية تنفع؟".

وجاء في الحوار: قيل له: تبدو الأجواء ،عشية استئناف مؤتمر الحوار للبحث في عنوانين بارزين الإستحقاق الرئاسي وسلاح "حزب الله"، أنها لن تذهب إلى حل في ضوء موقف الحزب الذي لا يرغب في السير في تغيير الرئيس. أجاب: "عندما نتحدث عن حوار فهذا يعني ألا تكون الاجابات مسبقة، وبالتالي، لا يمكن افتراض دخول المؤتمر من اجل ان يسأل البعض اسئلة محددة ويتلقى اجابات محددة، انما قد ينتج هذا الحوار مجموعة حوارات ونقاشات وقد يتوسع، ويمكن أن يشمل قضايا متعددة. لم يقل أحد أن الحوار محصور بنقطتين فقط، نقطة رئيس الجمهورية ونقطة المقاومة.

تم تحديد هاتين النقطتين للنقاش في جلسة الاربعاء، ولكن قد ينتج داخل الجلسة أو في جلسات أخرى مجموعة أخرى من النقاط. من هنا، أن يقال أن المطلوب من جلسة الاربعاء أن تنتج نتيجة معينة فهذا استباق للحوار، وفرض شروط مسبقة.

"حزب الله" لم يقل شيئا، وسمعنا ممن يشترط أن الحوار يجب أن يصل الى نتيجة كما يريد بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية. أما نحن فنقول أنه في المسألة الاعلامية لكل فريق أن يتحدث ما يشاء، لكن على طاولة المفاوضات ستناقش الامور بحسب القناعات، وعندها يمكن أن نتوصل الى قاسم مشترك في امور متعددة، ويمكن ألا نصل".

سئل: دخلتم حتى في الأسماء في موضوع الرئاسة الاولى مع النائب سعد الحريري، ووافقتم كما قيل على مبدأ تغيير رئيس الجمهورية، وبدأتم ببحث الاسماء، ولكن قيل انه أتى الايعاز السوري فقلب الطاولة؟ أجاب: "لم نناقش مع أحد الاسماء على قاعدة أننا وافقنا على تغيير رئاسة الجمهورية، هنالك من طرح علينا أفكارا متعددة واستمعنا إليها".

سئل: اقترح عليكم أسماء؟ أجاب: "سمعنا أفكارا وأسماء، لكن قلنا منذ البداية وجهة نظرنا أن اللحظة الحالية لا تستدعي تغييرا في رئاسة الجمهورية، وقناعتنا التى نعلنها في شكل واضح أن المشكلة ليست في الرئاسة إنما في طريقة إدارة البلاد في شكل عام، وهذا يتطلب أسلوبا مختلفا، إذ لا يجوز أن يكون هنالك تناحر وتنافر طالما أن هنالك مؤسسات دستورية ورئيسا منتخبا، وعلى هذه المؤسسات أن تعمل بحسب صلاحياتها. قناعتنا ان الفترة الزمنية الفاصلة للوصول الى انتخابات رئاسية ما زالت مبكرة، إذا ليس من ضرورة للاستعجال".

سئل: يعني أنتم مع إكمال رئيس الجمهورية لولايته؟ أجاب: "نحن مع إكمال ولاية رئيس الجمهورية، وإذا كان هناك أي نقاش عند الآخرين، فمن حقهم أن يطرحوا ويقترحوا ما يشاؤون، وأن يقدموا مبرراتهم ونحن سنناقش مبرراتنا، ويمكن أن نصل أو ألا نصل إلى حل، فلهذا الأمر علاقة بالحوار. نحن لم نقفل اي باب، لكن قلنا قناعتنا بالنسبة إلى الرئاسة".

سئل: القناعة هي أن الرئيس إميل لحود يجب أن يبقى حتى نهاية ولايته؟ أجاب: "في اعتقادنا ان المشكلة ليست في رئيس الجمهورية، إنما في استعجال الاغلبية النيابية التي تريد أن ترتب صيغة في الحكم متجانسة بالنسبة إليها ومغفلة للحقائق الموضوعية في وجود شركاء في الوطن. نحن مقتنعون بأن إكمال ولاية رئيس الجمهورية أمر طبيعي عادي، المشكلة ليست هنا، إنما في النظرة للامور، وهذا ما يحتاج إلى تعديل".

سئل: لكن أنتم متهمون من فريق الاكثرية أنكم تلتزمون قرار سوريا، وسوريا أبلغت أنها لا تريد تغيير رئيس الجمهورية؟ أجاب: "إذا كانوا على هذه الدرجة من الاطلاع على الاسرار والخفايا عليهم أن يكشفوا كل الاسرار والخفايا التي لم تنكشف حتى الآن. ليس مقبولا طالما أن هنالك امرا لا يعجبهم أن ينسبونه إلى سوريا، وأن يعطلوا لبنانية اللبنانيين وحركتهم المستقلة".

سئل: لكنكم أقريتم وجود أزمة حكم في جلسات الحوار الثانية؟ أجاب: "نعم، المقصود بها أزمة ادارة عامة داخل البلاد، وطريقة التعاطي مع المؤسسات وطريقة التعاطي من قبل الافرقاء بإدارة شؤون البلاد. أما أن ينسب كل تحرك إلى اوامر سورية فهذا نوع من الهروب من المسؤولية من قبل الاخرين، ونحن ايضا نتهمهم بأن أميركا توجههم، ويخضعون إلى المطالب الاميركية، وعليهم أن يبرهنوا أنهم ليسوا ضمن هذه الاجندة. المسألة ليست من يتهم وكيف يتهم، المسألة انه توجد قناعات يجب ان تحترم".

سئل: في النقطة الثانية التي ستبحث هي مصير سلاح "حزب الله"، ما هو موقفكم؟ أجاب: "قلنا مرارا أن المسألة ليست مصير سلاح "حزب الله" إنما كيف نحمي لبنان. ندعو إلى استراتيجية لحماية لبنان، سواء أكانت مزارع شبعا محتلة أم لا. هنالك قضيتان: تحرير مزارع شبعا وما يرتبط بها من تحرير الاسرى وحل مشكلة الالغام وما شابه، والقضية الثانية حماية لبنان من الاطماع الاسرائيلية والتهديدات التي لا تتوقف. تبقى بعد تحرير مزارع شبعا حماية لبنان، كيف نحمي لبنان، كيف يكون المقاومون مطمئنون وأهل الجنوب غير خائفين من احتمالات غزو وقتل؟ من يقول أن الضمانات الدولية تنفع؟ نحن نقول لهم هذه تجربة أريحا ـ اذا استطاع المتحاورون أن يصلوا الى حلول بالنسبة إلى حماية لبنان عن غير طريق المقاومة أو بعلاقة ما مع المقاومة، عندها يندرج السلاح في إطار هذه الحماية التي يحدد المجتمعون شكلها".

سئل: هل تقوم الاستراتيجية الدفاعية من وجهة نظركم على إبقاء هذا السلاح؟ أجاب: "على المجتمعين أن يقترحوا الاليات المناسبة لحماية لبنان، لكن أن يقال لنا اتركوا سلاحكم والحماية بالضمانة الدولية، فهذا مرفوض او يقولوا اتركوا سلاحكم ولن تقترب اسرائيل فهذا ايضا مرفوض، او ان اتفاق الهدنة هو الذي يكون صالحا، هذا الاتفاق لا يمكن ان يكون ضمانة لانه انتهك آلاف المرات، وهنا يتحدد مصير المقاومة وسلاحها".

قيل له: استثنيت من احتمالات الضمانات المطروحة الجيش اللبناني، وهنالك من يقول أنكم لا يجب أن تمسكوا بيدكم قرار السلم والحرب لان هنالك جيشا لبنانيا معنيا بحماية لبنان. أجاب: "لم استثن الجيش اللبناني لانه اساس في مسؤولية حماية لبنان، ولكن عندما يكون هنالك نقص او عجز او عدم وجود قدرة كافية لحماية لبنان بسبب قلة الامكانات او العديد، لا يصح ان نترك الجيش اللبناني وحده، طالما عندنا مقاومة اثبتت جدواها، واذا تبين ان التنسيق بين المقاومة والجيش يؤمن الحماية يكون هذا حلا من الحلول. واذا تبين ان للجيش اللبناني حلا يقوم به منفردا فهذا امر يسير فيه الجميع، الا ان الحديث اليوم عن قرار السلم والحرب هو في غير محله، المقاومة لا تخوض قرار الحرب ولا السلم، هي تقوم بعملية دفاع فقط، وهذا امر مشروع لان قرار الحرب والسلم هو بيد السلطة".

سئل: منذ انسحبت اسرائيل وصف الحزب بأنه ورقة في يد سوريا، فهي تخاطب المجتمع الدولي عبركم، وترفض نزع سلاحكم لانها ستفقد ورقة اساسية عبر هذه الجبهة المفتوحة؟ أجاب: "الجبهة اللبنانية مفتوحة من اجل لبنان وبسبب احتلال اسرائيل للبنان وليست مفتوحة لا من اجل سوريا ولا من اجل غيرها، اما ان تستفيد سوريا من هذا الامر فهذا الامر يعني سوريا لاننا لا نعمل من اجل اجندة سوريا، لا يصح ان نقدم شهداء ويقال اننا نعمل لصالح الاخرين، نعم هنالك ازمة لبنانية مع اسرائيل كما ان هنالك ازمة لسوريا مع اسرائيل وللفلسطنيين، هذا لا يعني ان البعض يعمل لمصلحة الاخر. قرار "حزب الله" في يده، ونعمل بكل حرية وبقرار ذاتي".

سئل: تعطون عنوان الدفاع عن لبنان عنوانا رئيسيا لمهمتكم كتنظيم مسلح خارج الشرعية اللبنانية، وهنالك اطراف اخرى ربما تقول سنتسلح للدفاع عن لبنان، ماذا يحصل في هذه الحال؟ أجاب: "المقاومة ليست خارج الشرعية لانها مؤيدة في البيان الوزاري، وكانت مؤيدة في كل البيانات السابقة، وكان حولها شبه الاجماع اللبناني، وهنالك تنسيق كامل مع الجيش حتى هذه اللحظة، وفي كل المواقع التى تعمل فيها المقاومة. أما أن يطلب الاخرون التسلح، فهذا الاتجاه مخالف لبناء الدولة، بينما المقاومة ليست مخالفة لبناء الدولة لان لها وظيفة واحدة هي مواجهة الاحتلال الاسرائيل بالتنسيق مع الدولة، وهذا ما يحصل. فاذا اراد الاخرون ان يقوموا بواجب المقاومة فلينتظروا اذا رأت الدولة حاجة فستستدعيهم للقيام بمثل هذه المقاومة لانهم لم يبذلوا الجهد المناسب في الوقت المناسب. وهنا، لا يجب ان يقاربوا موضوع السلاح من جهة التوازن الطائفي بل من جهة المقاومة. وكما لا نقبل ان نكون ميليشيا لا نقبل ان تكون هنالك ميليشيات اخرى".