الرائد السوري محمد زهير الصديق لـ «الرأي العام»: لم أتراجع عن إفادتي والحقيقة واضحة كالشمس..

من اغتالوا الحريري قابعون في السجن والباقون في سورية

الرأي العام الكويتية/ كتب ربيع كلاس: نفى أمس «الشاهد الملك» في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري، الرائد السوري محمد زهير الصديق، ما نقلته عنه صحيفة «الديار» اللبنانية، مؤكداً أن «كل ما نشر في الصحيفة منذ بداية التحقيق حتى الآن غير صحيح، وكل الاتهامات التي وُجِّهت ضدي غير صحيحة».

وفي اتصال خاص أجرته أمس «الرأي العام» مع الصديق في مقر إقامته في باريس، قال الصديق: « أنا لم أتراجع عن إفادتي أمام لجنة التحقيق الدولية (في جريمة اغتيال الحريري) ولا أمام القضاء الفرنسي,,, إفادتي منذ البداية لم تتغير ولن تتغير وكل الهدف هو كشف الحقيقة والجريمة وتقديم المجرمين الحقيقيين إلى العدالة بمن فيهم الضباط اللبنانيون الأربعة الموقوفون والضباط الذين ذكرهم قاضي التحقيق (ديتليف) ميليس في تقريره ولن أغير شهادتي».

وإذ نفى صحة ما يقال عن انه قال لشارل أيوب (رئيس تحرير الديار) انه لم يدلِ بإفادة تتهم الضباط اللبنانيين الموقوفين، أكد الصديق أن «أيوب قال لي أنت سوري وأنت بطل قومي، اذا غيرت افادتك، سأحمل لك عرضا من القيادة السورية، ولكن قلت له عندي معلومات وأنا كنت موجودا مع هؤلاء الناس ولا أعرف ماذا يخططون (,,,) إذا كان هناك ضباط سوريون متورطون فليَقدَّموا الى العدالة، يجب أن يحاكموا لا أن يحاكم الشعب السوري، هذا ما قلته له حرفياً».

أضاف: «يريدون التشويش على الرأي العام، فيما الحقيقة واضحة كالشمس, من اغتال الشهيد رفيق الحريري قابعون في السجن والباقون موجودون في سورية، وأنا اتحمل كامل المسؤولية عن كلامي، وقد نقلت هذا إلى لجنة التحقيق بكل مصداقية وبكل أمانة».

ونفى «الشاهد الملك» ما قاله الرئيس اللبناني إميل لحود أخيراً، وطالب في المقابل من لحود «أن يقدم ابنه رالف الذي يتعاطى العمل الامني من خلال شركة أمنية يملكها إلى التحقيق، ليقول ماذا كانت تفعل سيارته مع مصطفى حمدان (قائد الحرس الجمهوري السابق ومعتقل حالياً) يوم الجريمة».

وطالب الصديق توجيه سؤال عبر «الرأي العام» «إلى وئام وهاب(الوزير السابق) فليقل ويجيب الأستاذ مروان حمادة (وزير الاتصالات) ماذا فعل للمخابرات السورية أو ما هي المعلومات التي قدَّمها عن تحرك مروان حمادة في كل ساعة قبل محاولة اغتياله، وعندي إثبات حول هذا الكلام ولم أقدمه إلى لجنة التحقيق لأنها لم تسألني عنه».

وتحدث الصديق عن «مفاجآت في التحقيق لن تظهر إلا مع انتهاء التحقيق، وكل ما نشر لا أساس له من الصحة, الحقيقة على قاب قوسين أو أدنى من الشعب اللبناني», وقال: «ليس هناك ما يمنعني من مواجهة الضباط الأربعة، أمام محكمة دولية أو محكمة مختصة أو أمام القضاء اللبناني، بعد أن يتمَّ تسوية وضعي القانوني، كوني شاهداً ولست متهماً».

ورداً على سؤال عما كان يفعل في لبنان، قال: «آخر مهمة لي كانت رئاسة قسم المخابرات السورية في مخيم عين الحلوة، وكنت برتبة رائد، وكنت سابقا ارسلت الى الجهات العليا في سورية تقارير عن سوء استغلال السلطة من قبل ضباط سوريين رفيعي المستوى في لبنان كانوا يرتشون ويقومون باعمال تسيء الى البلدين»، وجدد في الوقت نفسه تأكيده «أنا من حذر من عمليات الاغتيال في لبنان، نعم، وانا أول من حذر من محاولة لاغتيال جبران التويني، واجريت اتصالا باللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات في ابريل 2005 وابلغت اليه انني املك معلومات عن تورط ضباط لبنانيين وسوريين في اغتيال الحريري وطلبت منه ان ينقل هذا الكلام الى الرئيس بشار الاسد او يؤمن لي لقاء لاخبره بنفسي، فرد علي بأن هذا الكلام يؤذيني ويضرني وانه «حيوديني لورا الشمس» اذا كررته, لذلك قررت الهرب من سورية (,,,)».

وقال: «اتصلت برئيس الوزراء السوري ناجي العطري من غرناطة في إسبانيا وطلبت اليه ان يخبر الرئيس السوري ايضا ان ضباطاً سوريين تورطوا في عملية الاغتيال بالاشتراك مع ضباط لبنانيين، فرد علي بالقول: انه من الافضل لي الا اتحدث في الموضوع «لان اللي مات مات» ولان الضباط السوريين «ما حدا فيه يقرب ليهن» (,,,) بل اكثر من ذلك قال: الخائن اكل نصيبو، ويقصد الحريري».

وبينما جدد الصديق تأكيده أن «الضباط اللبنانيين الذين في السجن متورطون في اغتيال الحريري»، أشار إلى أنه «لايزال هناك رموز سياسية من المرحلة الماضية لم يتم اعتقالهم حتى الآن وهم متورطون (,,,) وهناك اسماء لسوريين متورطين غير الذين تناولتهم وسائل الاعلام والتقارير».

وقال رداً على سؤال: «الصديق لو تكلم,,, لكشف الجرائم السورية التي تمت منذ 1976 وإلى يومنا هذا وبأيدي أجهزة الإستخبارات السورية,,,».

وفي ما يلي نص الحوار:

ذكرت صحيفة «الديار» اللبنانية أمس، أنك منذ شهر تتصل بها وتريد إعطاءها تصريحاً صحافياً، بداية هل هذا الكلام صحيح؟

ـ هذا الكلام ليس صحيحاً على الإطلاق,,, نعم أنا اتصلت بالأستاذ شارل أيوب (رئيس التحرير)، لكنني تفاجأت بما كتبه في جريدته وبما نشره، والحقيقة أنني قلت له حرفياً: كل ما نشرته في صحيفتك منذ بداية التحقيق حتى الآن غير صحيح، وكل الاتهامات التي وُجِّهت ضدي غير صحيحة، أنا لم أتراجع عن إفادتي أمام لجنة التحقيق ولا أمام القضاء الفرنسي ولا أمام القاضي الفرنسي، إفادتي منذ البداية لم تتغير ولن تتغير وكل الهدف هو كشف الحقيقة والجريمة وتقديم المجرمين الحقيقيين إلى العدالة بمن فيهم الضباط الأربعة الموقوفون والضباط الذين ذكرهم القاضي(ديتليف) ميليس في تقريره ولن أغير شهادتي.

نقلت «الديار» عنك أنك لم تدلِ بإفادة تتهم الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين، وتقول في هذا الحديث أن لديك نسخة عن إفادتك وأنك مستعد أن تظهر الحقيقة كاملة أمام المحققين وغيرهم؟

ـ أولاً: أنا لم أتسلم نسخة من إفادتي من لجنة التحقيق,

ثانياً: أنا لم أقل هذا الكلام أبداً وقد صرَّح منذ أربعة أيام رئيس الجمهورية اللبنانية بهذا الكلام, يريدون التشويش على الرأي العام، فيما الحقيقة واضحة كالشمس, من اغتالوا الشهيد رفيق الحريري قابعون في السجن والباقون موجودون في سورية، وأنا اتحمل كامل المسؤولية عن كلامي، وقد نقلت هذا إلى لجنة التحقيق بكل مصداقية وبكل أمانة.

إذاً الكلام المنشور في «الديار» امس لم تقله لها؟

ـ أنا لم أتكلم مع الأستاذ شارل أيوب بأي موضوع يخص لجنة التحقيق نهائياً، كل ما قيل هو أن كل ما تمَّ نشره سابقاً هو محض إفتراء وكل ما نشر لا أساس له من الصحة لجهة الاتهامات من الأدلة الجنائية ومن أنني كنت أدخل لبنان عن طريق غير شرعي, أنا ضابط في المخابرات السورية وعندي وثائق رسمية تثبت هذا، وقد تقدمت بها الى لجنة التحقيق، ولجنة التحقيق لجنة موضوعية ولا تنحاز لأي جهة كانت, قابلت لجنة التحقيق منذ 20 يوماً ولم أتراجع عن إفادتي, اللجنة تعمل في شكل سري، وفي شكل موضوعي ولا أساس لكل ما قيل وكل ما نشر، وسأعقد مؤتمراً صحافياً للرد على كل الغوغائيين في هذا الموضوع.

هل اتصلت فعلياً بشارل أيوب؟

ـ نعم اتصلت بشارل أيوب ولكن لأقول له: ان ما تنشره ليس صحيحاً، أنت كتبت في الماضي إذا كان الصديق صادقاً فإنه سيترك الكتابة، وأنا أقول له منذ الآن أترك الكتابة,

لماذا اتصلت به؟

ـ أنا لم أتصل به هو اتصل مرات عدة بالمحامي، واتصل بي بعدما أعطاه شقيقي رقمي.

يعني تنفي الكلام الوارد جملة وتفصيلاً؟

ـ نعم ولا أساس له من الصحة، كما أنفي ما قاله الرئيس اللبناني إميل لحود، وأقول للرئيس لحود أن يقدم ابنه إلى التحقيق، ليقول ماذا كانت تفعل سيارته مع مصطفى حمدان (قائد الحرس الجمهوري السابق ومعتقل حالياً) يوم الجريمة.

أي ابن؟

ـ رالف الذي يتعاطى العمل الامني من خلال شركة أمنية يملكها وشقيق حمدان.

ولكن لماذا اتصلت أو إتصل بك الزميل شارل أيوب؟

ـ أنا أخبرت لجنة التحقيق أن هناك عدة محاولات جرت في سورية لعدم إكمال إفادتي ولن أتراجع عنها، وكان هذا نقلاً عن أخي وعن الأستاذ شارل أيوب أيضاً.

ما هو الحوار الذي دار بينكما؟

ـ بدءاً قال لي أنت سوري وأنت بطل قومي، اذا غيرت افادتك وانا سأزور باريس قريبا وأحمل لك عرضا من القيادة السورية، ولكن قلت له عندي معلومات وأنا كنت موجودا مع هؤلاء الناس ولا أعرف ماذا يخططون، أنا قلت الحقيقة، إذا كان هناك ضباط سوريون متورطون فليَقدَّموا الى العدالة، يجب أن يحاكموا لا أن يحاكم الشعب السوري، هذا ما قلته له حرفياً.

لماذا لا تقول هذا الكلام عبر مؤتمر صحافي مباشر لكل وسائل الإعلام؟

والله يا سيدي أنا أتمنى ذلك وأنا مستعد للحديث مع تلفزيون «المستقبل» والأستاذ علي حمادة (صحافي) في برنامج «الاستحقاق» وأن أكون ضيفاً لأي حلقة أو على تلفزيون (ألـ, بي, سي) أو أي تلفزيون لبناني لتوضيح كل الملابسات، لكن لن أتدخل في موضوع التحقيق الدولي لتوضيح ملابسات طالتني شخصياً وطالت عائلتي وأساءت لي ولعائلتي في بعض الأمور، ولكن هناك أموراً أخرى يجب كشفها للرأي العام اللبناني ليعرف حقيقة ما يجري وحقيقة ما يدور، وأريد أن أوجه سؤالاً واحداً عبر صحيفتكم للسيد وئام وهاب(الوزير السابق) فليقل ويجيب الأستاذ مروان حمادة (وزير الاتصالات) ماذا فعل للمخابرات السورية أو ما هي المعلومات التي قدَّمها عن تحرك مروان حمادة في كل ساعة قبل محاولة اغتياله، وعندي إثبات حول هذا الكلام ولم أقدمه إلى لجنة التحقيق لأنها لم تسألني عنه، هذا أولاً، ثانياً: ما قيل أن لي علاقات مباشرة مع وليد جنبلاط أو مروان حمادة، فأنا لا أعرفهما لا من قريب ولا من بعيد ولا أعرف السيد سعد الحريري لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما نشر لا أساس له من الصحة، أنا اتصلت بلجنة التحقيق الدولية، وسافرت على نفقتي من السعودية الى غرناطة وليس الى ماربايا(اسبانيا)، وقابلت لجنة التحقيق في غرناطة وقدمت المعلومات إليها، وقد تمَّ نقلي عن طريق لجنة التحقيق والأمم المتحدة الى فرنسا وأنا طلبت الذهاب الى فرنسا.

اليوم، هل أنت ممنوع عن الكلام من قبل لجنة التحقيق الدولية ؟ هل يسمح لك بالإدلاء بهذه المواقف؟

ـ أنا أدلي بمواقف لا علاقة لها بالتحقيق ولست ممنوعاً من الكلام من أي جهة أخرى, هناك مفاجآت في التحقيق لن تظهر إلا مع انتهاء التحقيق، وكل ما نشر لا أساس له من الصحة, الحقيقة على قاب قوسين أو أدنى من الشعب اللبناني.

هل يسمح لك بالعودة الى لبنان؟

ـ عندما ترفع مذكرة التوقيف الصادرة بحقي والتي صدرت بغير وجه قانوني والتي تجري دراستها من قبل لجنة التحقيق والقضاء اللبناني، طبعاً سآتي الى لبنان، فليس هناك ما يمنعني من ذلك.

هل المعلومات التي لديك والتي قلتها للجنة التحقيق مستعد أن تواجه بها الضباط الأربعة؟

ـ نعم، لا شيء يمنعني من ذلك، وأنا مستعد لمواجهتهم، وكتبت هذا في تصريح رسمي للجنة التحقيق، أن أواجههم أمام محكمة دولية أو محكمة مختصة أو أمام القضاء اللبناني، بعد أن يتمَّ تسوية وضعي القانوني، كوني شاهداً ولست متهماً.

لماذا اسم محمد زهير الصديق مرتبط دائما بالالتباس؟

ـ أولا: أنا ما كنت أرد على أي كلام يتناولني في الماضي حرصاً على سلامة التحقيق، لأن المحققين طلبوا ان يبقى الموضوع سرا، اسم محمد زهير الصديق ظهر الى العلن بطريقة أو بأخرى من الموالين لسورية الموجودين في القضاء والآن تغيروا, انتشر الاسم وانتهى موضوع التحقيق في القضاء الفرنسي وتقدمت بإفادتي من لجنة التحقيق ,,, لم أنسحب أو اتراجع, ثانيا: قابلت لجنة التحقيق أخيراً وبقيت على إفادتي السابقة.

لماذا اذن اعتقلتك السلطات الفرنسية كمشتبه فيه وليس كشاهد؟

ـ بناءً على طلب السلطات اللبنانية، وعندما أزيل سوء التفاهم وفهمت حقيقة أقوالي، وتبين بأني الشاهد الملك تم الإفراج عني.

هل يعود الالتباس الى ان عددا ممن يسمون الشهود السوريين تراجعوا عن افاداتهم مثل هسام هسام، ام انك تعتقد ان قضية هؤلاء الشهود الهدف منها التشويش في النهاية عليك؟

ـ أنا لا أعرفهم شخصيا، اعرف أن هسام هسام مخبر في المخابرات السورية ويعمل بأمرة العميد جامع الجامع وحاولت السلطات السورية أخيراً ارسال شهود لتضييع أو تضليل التحقيق، لكن هذه المحاولات كشفت من قبل لجنة التحقيق.

في لقاء سابق لافراد من عائلتك مع «الرأي العام»، ورد كلام كثير ضدك من أهلك؟

ـ قرأت اللقاء وعندي تسجيلات بأصوات افراد من عائلتي يقولون لي انهم اجبروا على الادلاء بتصريحات كهذه من قبل الاستخبارات السورية,,, وانا سلمت هذه التسجيلات الى لجنة التحقيق.

انت غير متزوج قريبة مروان حمادة؟

ـ لا، أنا متزوج من آل الغصيني ووالدة زوجتي من آل حمادة، وهذا ليس دليلا على وجود ترابط, لا أعرف مروان حمادة ولم ألتقه في يوم من الأيام، لا في مناسبة خاصة ولا في مناسبة عائلية، ولم التق وليد جنبلاط لا في مناسبة خاصة ولا عامة وكذلك سعد الحريري,,, لم ألتق أي شخصية لبنانية أثناء التحقيق أو أثناء وجودي.

ماذا كنت تفعل في لبنان؟

ـ آخر مهمة لي كانت رئاسة قسم المخابرات السورية في مخيم عين الحلوة، وكنت سابقا ارسلت الى الجهات العليا في سورية تقارير عن سوء استغلال السلطة من قبل ضباط سوريين رفيعي المستوى في لبنان كانوا يرتشون ويقومون بأعمال تسيء الى البلدين.

تقصد جهاز الامن والاستطلاع السابق برئاسة العميد رستم غزالة؟

ـ لا، قبل رستم ايضا، حصلت تجاوزات وأمور تسيء للشعب السوري كما تسيء للشعب اللبناني، ولكن الجهات العليا في سورية عاقبتني بدل ان تستمع ان تتصرف كما يجب ضد المسيئين.

بما انك كنت تحاول دائما ارسال الرسائل الى «الجهات العليا»، هل حذرت من عمليات الاغتيال؟

 ـ سجل عندك هذه المعلومة، اجريت اتصالا باللواء حسن الخليل رئيس شعبة المخابرات في ابريل 2005 وابلغت اليه انني املك معلومات عن تورط ضباط لبنانيين وسوريين في اغتيال الحريري وطلبت منه ان ينقل هذا الكلام الى الرئيس بشار الاسد او يؤمن لي لقاء لاخبره بنفسي، فرد علي بأن هذا الكلام يؤذيني ويضرني وانه «حيوديني لورا الشمس» اذا كررته, لذلك قررت الهرب من سورية وتمكنت من ذلك بمساعدة اصدقاء، ثم اتصلت برئيس الوزراء السوري ناجي العطري وطلبت اليه ان يخبر الرئيس السوري ايضا ان ضباطاً سوريين تورطوا في عملية الاغتيال بالاشتراك مع ضباط لبنانيين.

من أين اجريت هذه المكالمة؟

ـ من غرناطة في إسبانيا.

غرناطة؟

ـ نعم، لم اذهب الى ماربيا كما نشروا وينشرون، ولجنة التحقيق تعرف هذا الكلام، انا ذهبت الى غرناطة بترتيب مع اللجنة لكنني وفي 26- 7 - 2005 تماما، واتصلت بالعطري في محاولة اخيرة لاجد مسؤولا في بلدي يأخذ المبادرة بدل اللجنة الدولية فأنا سوري ووطني ولست معارضا ولا مواليا.

ماذا رد عليك؟

ـ رد علي بأن من الافضل لي الا اتحدث في الموضوع «لان اللي مات مات» ولان الضباط السوريين «ما حدا فيه يقرب ليهن».

رئيس وزراء سورية يقول لك «اللي مات مات»؟

ـ اكثر من ذلك قال «الخائن اكل نصيبو».

من يقصد؟

ـ الحريري

هل هذا معقول؟ الم يعرف من انت حتى يتحدث بهذا الشكل هو رئيس وزراء؟

ـ عرفته بنفسي، وعموما، الحديث بيني وبين العطري مسجل كلمة كلمة وهناك نسخة من التسجيل صارت في عهدة اللجنة الدولية.

رتبتك العسكرية نقيب؟

ـ رائد

رائد، وما هي المعطيات التي جعلت رائدا يحصل على كل هذه المعلومات عن اغتيال الحريري؟

ـ هذا سر القضية كلها والسر موجود لدى المحكمة الدولية.

انت من تحدث عن لائحة الاغتيالات؟

ـ نعم، وانا أول من حذر من محاولة لاغتيال جبران التويني.

وهل اللائحة سارية المفعول، اي هل ستنفذ في شكل كامل؟

ـ الليسته ( اللائحة ) طلع قرارها، لكن متى تنفيذها لا ادري، نفذ قسم منها والباقي لا ادري مع العلم ان من وضع اللائحة وضعها لتنفذ,,, هذا لا تراجع فيه,الأوامر صدرت ومتى ما استطاعوا تنفيذ الاهداف سيفعلون.

لماذا تعتقد ان الناس ستصدقك؟

ـ معك حق في السؤال، لكن انا اسألك: هل لجنة التحقيق هي سيرج براميرتس او ديتليف ميليس فحسب؟ وهل ان كل شخص تحدث الى اللجنة تتصرف بموجب ما قاله من دون تدقيق؟ هناك قانونيون في اللجنة ومحققون بالعشرات هؤلاء يدققون في الافادات ويراجعون الاثباتات والادلة والقرائن ويتحققون من الشاردة والواردة ولا يتركون تفصيلا الا ويلاحقوه وفي ضوء الاجراءات القانونية وفق المعايير الاحترافية الدولية يأخذون القرار,,,

لكن السلطات السورية تشكك في افاداتك؟

ـ براميريتس راجع كل العمل الذي قام به ميليس ولو وجد خللا واحدا لاطلق سراح الضباط اللبنانيين الموقوفين,

انت لست من المشتبه فيهم؟

ـ القاضي الفرنسي الذي حقق معي اعلن انني «شاهد ملك» بنسبة كبيرة جدا، مشيرا الى ضعف كبير في فرضية الاتهام وعليه تم إخلاء سبيلي (,,,)

والاستخبارات الفرنسية ماذا صنفتك؟

ـ وهذه ايضا من افتراءات الاعلام، فانا لم التق أي شخص من الاستخبارات الفرنسية وأتحدى احدا ان يقدم دليلا على ذلك.

تعتقد شخصياً أن الضباط اللبنانيين الذين في السجن متورطون؟

ـ طبعا

وغيرهم متورط ,,,؟

ـ ما زالت هناك رموز سياسية من المرحلة الماضية لم يتم اعتقالهم حتى الآن وهم متورطون.

هل هناك اسماء لسوريين متورطين غير الذين تناولتهم وسائل الاعلام والتقارير؟

ـ أكيد

الموقف السوري يعتبر ما تقوم به جزءا من حملة على سورية ضمن المشروع الأميركي؟

ـ يا حبيبي إسمع,,, موضوع التحقيق واحد وكل من يقول الحقيقة يركبون له تهمة المشروع الاميركي,,, أنا لو بدي أحكي إللي عندي,,, الصديق لو تكلم,,, لكشف الجرائم السورية التي تمت منذ 1976 وإلى يومنا هذا وبأيدي أجهزة الاستخبارات السورية,,.

طالب رئيس الجمهورية اللبناني إميل لحود أن يقابلوك بالموقوفين الأربعة؟

ـ أنا اريد ان اسدي له نصيحة، إذا كان يخشى على الضباط اللبنانيين الأربعة يجب إقناعهم بالإعتراف بالحقيقة حتى تخف الاحكام عليهم، اي ان يقولوا «ان الاوامر صدرت من سورية ونحن كنا أداة للتنفيذ»، هذا الشيء الوحيد الذي يخفف عنهم، هذه نصيحتي له بأن يعترفوا، لأنه بعد صدور الحقيقة لا مجال للتخفيف,,, اعترافهم الآن يخفف عنهم,

ماذا كتبت «الديار»؟

في ما يلي ما نشرته صحيفة «الديار» اللبنانية أمس: «منذ شهر وزهير الصديق يتصل بـ «الديار» ويريد اعطاء تصريح صحافي، إلى ان كان مقررا في المرة الأخيرة اللقاء، ولكن تم منع زهير الصديق من الكلام، امس اتصل زهير الصديق بالهاتف على أرقام «الديار»، وتحدث طالبا تسجيل موقفه وقال التالي: أنا لم أدل بإفادة تتهم الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين، ولدي نسخة عن افادتي، وأنا مستعد أن أظهر الحقيقة كاملة امام المحققين وغيرهم.

أضاف زهير الصديق، ان السفارة اللبنانية في باريس تمنع عن عائلتي جوازات سفرها ولا يسمحون لها بتسلم الجوازات للعودة إلى لبنان، ثم أكمل زهير الصديق كلامه فقال: انهم يلفقون كلاماً غير صحيح عن لساني لأسباب سياسية، وأنا جاهز للادلاء بإفادة واضحة، والآن ظروفي غير طبيعية، وأتمنى على «الديار» أن تعلن الحقيقة للناس، لان ما ينسبونه إليّ ليس صحيحا فإذا كانوا يريدون تلفيق القصص وتوقيف الضباط اللبنانيين الأربعة من خلال رواية ينقلونها عني، فإن ذلك ليس صحيحا، لانني في افادتي لم أدل بهذه الاتهامات.

وكذلك بالنسبة لبلدي سورية، أنا افادتي واضحة، ولم أدل بالاتهامات التي نقلوها على لساني، وكل ما أتمناه أن يحصل التحقيق معي علنا لتوضيح الأمور، ولكي يعلم الناس الحقيقة عن ان هناك من ينقل تلفيقات عن لساني لم أقلها أبداً».