يرفض الهيمنة على القرار الشيعي واحتكار الوكلاء الحصريين المفروضين صوت الطائفة

الحاج حسن لـ"المستقبل": "حزب الله"يعتبر النظام اللبناني فاسداً ومجرماً

المستقبل - الجمعة 1 كانون الأول 2006 - رولا الخطيب

يروي العالم الشيعي الشاب رئيس "التكتل الطلابي الإسلامي ـ المسيحي" الشيخ محمد الحاج حسن كيف اضطر الى مغادرة منزله في الضاحية الجنوبية والإنتقال الى النبعة، بعد أن تعرض وعائلته للإعتداء على يد عناصر من "حزب الله"، لمشاركته في إنتفاضة الحرية، وكما قالوا لزوجته الملتزمة دينياً وهم يجرونها من مخدعها الزوجي بلباس النوم الساعة الثانية فجراً "لأن لسانو طويل"، ويقول: "عندما عدت الى منزلي بعد أحد أيام إنتفاضة الحرية، وكنت نائماً، هاجم منزلي نحو 60 شخصاً، دخلوا غرفة النوم ونفضوا الغطاء عني وزوجتي، جروها الى المكتب، بينما عصبوا عيني وجروني الى الشارع وبدأوا بضربي بأعقاب البنادق. حاولوا أخذي الا ان أهالي الحي منعوهم، لكنهم صادروا ملفاتي وجهازي الحاسوب، وصورة للشهيد سمير قصير. وفي اليوم الثاني، نشرت وسائل الإعلام الخبر ووجهت كتاباً الى السيد حسن نصر الله وفيه 4 أسماء لرؤساء شعب في "حزب الله" وطالبته بفتح تحقيق لكن لم يحصل شيء. وعندها انتقلت الى النبعة وسافرت عائلتي الى اميركا".

حاول عناصر "حزب الله" كتم صوته لكنهم لم يتمكنوا، فأصرّ الشيخ الذي زاوج في منزله بين الهلال والصليب، بين القرآن الكريم وصورة مريم العذراء التي تربطه بها علاقة روحية كونه خسر والدته منذ الصغر، على عناده رافضاً المبدأ الذي يبثه "حزب الله" بأنه "إذا كنت لست معنا، فأنت ضدنا".

يرفض الشيخ الحاج حسن "الهيمنة على القرار الشيعي واحتكار صوت الطائفة من الوكلاء الحصريين المفروضين"، محذراً من "الفتوى الخطيرة جداً جداً جداً للخميني والتي يسير عليها الحزب بأن: النظام اللبناني فاسد ومجرم ولا يجوز التعامل معه".

يؤكد أنه إذا أعلنت الجمهورية الإسلامية في لبنان "سأكون أول المغادرين"، محذراً رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من أن "الحزب يراوغ معك للوصول الى النقطة التي يريدها، وسيضعك في بيت اليَكْ".

يرى أن "أمر حرب تموز جاء من طهران"، متسائلاً: "أين الإنتصار الذي تحقق؟". ويستغرب لأنه "للمرة الأولى يرى منتصراً يقول للناس "دخيلك أنا منتصر"".

ويعتبر أن "السلاح بيد الحزب سيجلب له الضربة القاضية وعليه أن يسلمه الى الدولة اللبنانية"، غير مستبعد أن يستخدم هذا السلاح داخلياً. ويرى "أن الدعوات لرئاسة الجمهورية والعصيان المدني توحي أن هناك إنقلاباً"، متسائلاً: "هل يتحقق هذا الإنقلاب من دون سلاح؟ ومن استخدم السلاح مرة في الداخل ضد حركة "أمل" ما الذي يردعه عن استخدامه مرة أخرى؟".

لا يقتنع بأن عرقلة الحزب لإنشاء المحكمة "صدفة، فهم إما مشاركون في الجريمة أو يعلمون أن حليفهم السوري مشارك فيها ولا يريدون أن يزعلوه ويشاركوا في إقرار المحكمة".

وأوضح الشيخ الحاج حسن في حوار مع "المستقبل" أن "التكتل الإسلامي ـ المسيحي الذي تأسس في العام 2003، ليس جهة حزبية أو تنظيماً، بل تجمعا لشباب مثقفين، من معظم الطوائف اللبنانية، آمنوا بمشروع الدولة الحقيقية، وأرادوا أن يظهروا موقفهم بطريقة حضارية تتوافق مع قناعاتهم الأصلية"، لافتاً الى أن "مشروع الدولة الذي نراه هو الذي تحدث عنه الإمام المغيّب السيد موسى الصدر القائم على الديموقراطية التوافقية، وغير ذلك ليس لدينا حل".

وقال: "في العام 1999 كنت في ضيعتي شمسطار، ووجدت أن الشباب الشيعي منزعج من الحالة الحزبية المستشرية في المنطقة، ومن تصرفات "حزب الله" مع الناس وهيمنته على عقولهم، ومنعه الشباب من ممارسة قناعاتهم بحرية. اجتمعنا في خيمة على سطح المنزل عندي وقررنا إقامة نشاط ننطلق منه، لا يكون سياسياً بسبب خوف الشباب، وأطلقنا حينها على تجمعنا إسم "اللجنة الطلابية للشؤون الثقافية". رفض الشباب التمثل بطائفتهم فحسب، فهم يعتبرون أنفسهم لبنانيين ويريدون التحدث بقناعاتنا. وواجهنا تضييقاً، ولكن قررنا القيام بنشاط بسبب اقتراب عيد الاستقلال نستطيع من خلاله إظهار موقفنا، وأعددنا احتفالاً بالمناسبة ألقيت خلاله كلمات للنائب نايلة معوض والوزير السابق سليمان طرابلسي والمطران جورج اسكندر، وألقى الوزير غازي زعيتر كلمة رئيس الجمهورية".

أضاف: "لأول مرة بتاريخ شمسطار يقام احتفال بعيد الاستقلال وتزين القرية بالأعلام اللبنانية، ويحضر ممثل عن البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير. فقام عناصر "حزب الله" بإقفال المدرسة لغاية الساعة الواحدة والربع بعد الظهر، بينما كنا دعونا الى الاحتفال الساعة الثانية، ومنعونا من فتح المدرسة مع انه كان بحوزتنا تصريح من وزير التربية محمد يوسف بيضون. وبعد الاتصالات المكثّفة التي قمنا بها فتحت المدرسة، لكنهم قاموا بعملية ترهيب للناس إذا شاركوا في الاحتفال. ولكن بعد الاحتفال زادت رغبة الناس في التعاطي والتنسيق معنا".

وتابع: "كان معظم الشباب طلاب جامعات، يدرسون في الجامعة اللبنانية في زحلة، وبدأوا التحدث مع زملائهم في هذا الموضوع، ووجدوا رغبة عند الشباب من الطوائف الاخرى في التعرف اليّ، وتواصلنا فقررت توسيع النشاط وتوجهت إلى بيروت وبدأت بعقد ندوات وإقامة لقاءات مع الشباب في الجامعات، وقررنا بعدها تغيير الاسم إلى "التكتل الطلابي الإسلامي ـ المسيحي" وأعلنت ولادة التكتل من بكركي في ذكرى الميلاد".

وأشار الى أن "التكتل ساحة مفتوحة، فلا يوجد طلبات انتساب، لكن يبلغ عدد الناشطين على الأرض نحو 650 شخصاً إلى 800. الانتشار الأكبر لنا في الضاحية الجنوبية، والبقاع في بعلبك ـ الهرمل، وقد نفتح مكتباً مركزياً في البقاع. ليست لدينا مركزية كغيرنا، وعندما نضطر الى اقامة اجتماع عام نستأجر قاعة، وليست لدينا موارد أو جهة تمولنا، فعندما يمولنا أحد نعتبر أن تحركنا منقوص".

وروى كيف انه كان ينظم احتفالاً تكريمياً لـ25 شخصية لبنانية في "الغولدن بلازا" بالتنسيق مع "التيار الوطني الحر" والشيخ سامي الجميل "وإذا بي أتلقى إتصالاً من الأمن العام يطلب مني الحضور إلى المديرية. وعندما ذهبت، حذروني وقالوا إنني أعمل مع أشخاص تحركاتهم مشبوهة. وبعد فترة نظمت حفل إفطار فاتصل بي الشيخ سامي الجميل ليبلغني أنه سيشارك في العشاء. وقبل ساعتين تلقيت اتصالاً من مسؤول الأمن السوري في بيروت العميد جامع جامع، وقال لي: "إذا أتى سامي الجميل الى طريق المطار "رح نكسر رجليه ورجليك". وبعد نقاش قال: "هذا (سامي) حرق العلم السوري وداسه، وإذا جاء إلى طريق المطار سندوس على رقبته". لم أكن أملك القدرة الأمنية لحمايته، فاتصلت به وطلبت منه عدم الحضور، فقدّر الظرف ولم يأتِ".

المشاركة في 14 آذار

وأكد أن التكتل شارك في تظاهرات 14 آذار، وقال: "كان هناك تنسيق بيننا وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده، وهذا ما عرضّنا للأذية، كان لدينا مكتب في الضاحية ألصقنا على أحد جدرانه صورة كبيرة له، فكان "حزب الله" يرسل لنا "دزات" الدرك وأمن الدولة وغيرهم، ووصلنا خبر أنه علينا إزالة الصورة لـ"يمشي حالنا"، كما اننا كنا نتسلم مساعدات من "جمعية بيروت للتنمية" وكان شبابنا يتعرضون للأذية عند توزيعها".

اضاف: "اعتبرنا أن استشهاد الرئيس رفيق الحريري يخص كل اللبنانيين، وان الشباب الشيعي يهمهم بالتأكيد أن يعرفوا أن رجلاً كرفيق الحريري لم يبخل على أحد في المجال التربوي والثقافي، وهو الذي تكفل بتعليم أولاد أعمامي إلى أن سافروا إلى فرنسا وأصبحوا أطباء، فرفيق الحريري خسارة وطنية كبيرة".

واشار الى ان التكتل "أقام ذكرى أسبوع استشهاده في برج البراجنة، وعندما طرحت مسألة الاعتصام في ساحة الشهداء تشاورنا، وساورنا الخوف من اعتبار الشباب شيعة خارجين عن طائفتهم. وقبل نزولنا إلى ساحة الشهداء وجهنا انتقاداً، لماذا غابت الكوادر والشخصيات الشيعية عن تشييع الرئيس الشهيد؟ هل كانت هناك مراعاة، ولم ينزل الشيعة للمشاركة في التشييع؟ وهل هناك شيء غامض؟".

وتابع: "شاركنا في التشييع ونزلنا الى الخيم في الساحة، أول خيمة دخلتها كانت لـ"حزب الوطنيين الأحرار"، وأول خيمة أقمت فيها الندوات هي خيمة "القوات اللبنانية"، واكتشفنا انه عندما يجلس الشباب اللبناني معاً يبدو التوافق قائما، وعدم التقائهم مع بعضهم يؤدي الى التناحر والبعد".

وقال: "انا ضد إلغاء الطائفية السياسية، لأن إلغاءها في مرحلة ما يشكل خطراً على كيان لبنان، وبدأنا نقرأ ظواهرها اليوم، في تصريحات البعض عن عصيان مدني وقد يفكرون في الوصول إلى رئاسة الجمهورية وهذه مؤشرات خطيرة".

ورأى "أننا نمر في لبنان بأدقّ المراحل وأصعبها، وليدرك الجميع أن هناك خطراً على كيان لبنان ونظامه".

واعتبر أن "من يقول انني لا أتوافق مع اتفاق الطائف أو ضده هو عميل لا يستحق أن يعيش على أرض لبنان، وهو مرهون لمشروع خارجي لا يستحق أن يكون ضمن القرار وسط الساحة اللبنانية، نحن مع اتفاق الطائف".

وإذ رأى أن "حركة "أمل" و"حزب الله" يعتبرون أنفسهم أصحاب الوكالة الحصرية في الطائفة الشيعية"، أكد أن "أي طائفة في لبنان يكون لديها مشروع خاص بها لا يمكنك بناء بلد معها"، رافضاً "الهيمنة على القرار الشيعي واحتكار الوكلاء الحصريين المفروضين صوت الطائفة. فحركة أمل أخذت الوكالة من "الزمرة الدمشقية" و"حزب الله" أخذها من "الزمرة الطهرانية"، وقالوا لهم تفضلوا تصرفوا بالساحة الشيعية في لبنان".

وأسف لأن "فريق "14 آذار" يعترف بهاتين الوكالتين ولا يقول إن هناك شيعة غيرهما، وهذا ما يوصل لهذه النتائج السلبية في ساحتنا"، معرباً عن قناعته بأن خروج "حزب الله" و"أمل" من الحكومة "ليس خروجا للشيعة".

وقال: "هناك ما هو أخطر، وعليّ أن أنظر من هم أرباب هذه الوكالة على أي قواعد يستخدمون وكالتهم. فحزب الله يقوم على قاعدة خطيرة جداً جداً جداً، وهي فتوى للإمام الخميني تقول: النظام اللبناني نظام فاسد ومجرم ولا يجوز التعامل معه. الحزب وضع هذه الفتوى أمامه ومعناها أن عنده البديل وهو مشروع إقامة الجمهورية الإسلامية أي تكريس واقع الهلال الشيعي الممتد من إيران الى العراق الى فلسطين ولبنان الذي تحدث عنه الملك (الاردني) عبد الله. كما أن تصرفات "حزب الله" في المجتمع تدل على أنهم دولة قائمة على نظام اللانظام، وقانون اللاقانون، ودولة اللادولة، وربوا مجتمعنا الشيعي على النظر الى الدولة أنها ليست بدولة، وكذلك مؤسساتها ليست مؤسساتنا، وأن مخالفة النظام فيها بركة".

التكليف الشرعي

وعن التكليف الشرعي، أكد أنه "أبتدع في زمن نشأة "حزب الله". هناك تكليف شرعي ديني من الله، أما هم يعتبرون أن هذا التكليف الصادر عنهم لا تجوز مناقشته، وهذا تزوير لقناعات الناس باسم الله. فالتكليف الشرعي يربطه "حزب الله" بولاية الفقيه، ويعتبرون أن إيران صاحبة الولاية المطلقة، أي الإمام علي الخامنئي هو ولي أمر المسلمين المطلق، أي إذا قال للناس تصرفوا هكذا فعلى الناس أن تنفّذ من دون أن تناقش ووكيله في لبنان حسن نصر الله".

ورأى أن "هذا يعني أننا عطّلنا العقول، وجيّرنا أنفسنا، وأصبحنا مسيّرين ولم نعد مخيّرين لا بتفكيرنا ولا انتماءاتنا، وطبعاً من يتأثر بالتكليف الشرعي هم جماعة "حزب الله"".

أضاف: "كما أن "حزب الله" في تعاطيه مع الناس، يربي الناس على معاداة الدولة وكسر هيبة مؤسساتها، فالدولة في الضاحية ليست الدولة بل الدولة والمرجعية هي "حزب الله" وهذا لا يتوافق مع الدستور والطائف. وعندما أقرأ ممارساتهم أكتشف أنهم لا يؤمنون بالطائف، بل يهمهم أن تكون الدولة غائبة عن المناطق الشيعية والحرمان والإهمال قائمين في مناطقهم، ليبقوا الملجأ للمواطن الشيعي. هو يريد من كل اللبنانيين أن يقولوا أمرك مطاعٍ يا مولاي ليمشي البلد".

وتوجه الحاج حسن لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "عله يسمعني"، بالقول: "إن حزب الله يراوغ معك للوصول الى النقطة التي يريدها وسيضعك في "بيت اليَكْ". وللأسف الشديد "حزب الله" يتحرك ويحاول الوصول الى ما يريده من خلالك".

وأوضح أن "مشروع "حزب الله" مرتبط بإيران، وليس كل الشيعة يتبنون مشروعه. أنا شيعي وأقول لك إذا أعلن في لبنان نظام الجمهورية الإسلامية سأكون أول المغادرين. لن أقبل بنظام جمهورية إسلامية في لبنان، لن أقبل إلا بنظام ديموقراطي يحكم بالتوافق"، كاشفاً أن "الشيعة الذين لا ينتمون لـ"حزب الله" و"أمل" ينسقون في ما بينهم، وهم كما قال مفتي صور السيد علي الأمين يشكلون أكثر من نصف الطائفة الشيعية لكنهم يعانون الخوف، وهم كقوى "14 آذار" يريدون السيادة والحرية والاستقلال والمحكمة الدولية".

المحكمة الدولية

ورفض اعتبار عرقلة "حزب الله" إنشاء المحكمة الدولية "صدفة"، وقال: "المرة السابقة عندما استشهد الصديق والحبيب والمفكر والأخ جبران تويني الذي هو خسارة للشباب الشيعي كما اللبناني، إعتكفوا من مجلس الوزراء، واليوم عندما طرحت هذه المسألة استقالوا. لا يمكنني أن أقرأ في هذا الأمر إلا أنهم شركاء في هذه الجرائم وخائفون من أن تشدهم المحكمة الدولية إلى المحاكمة، أو أنهم يعلمون أن أحد حلفائهم أو أحد الأنظمة المتحالفين معها أي السوري، متورط في جرائم الاغتيال، ولا يريدون المشاركة في إقرار المحكمة كي لا يُزعلوا هذا النظام منهم. ولا يمكن قراءة موقفهم خارج هذين السببين".

وسأل "حزب الله" الذي "نظّم تظاهرة الشكر لسوريا: هل نشكرها على إقامة مجزرة (شارع) "فتح الله" بحق شباب "حزب الله" والشيعة في لبنان في البسطة في شهر رمضان عندما ذبحوا 17 شخصاً؟".

ورأى أن "تقصير الدولة في بعض المناطق يستغله "حزب الله" فيقدم الخدمات ويجعل الناس ملحقين به، وهذا يسهّل عليه عملية الإنقضاض على الدولة"، محذراً قوى "14 آذار" من "أنكم قادمون على مرحلة سترون بأعينكم عملية انقضاض على الكيان والنظام اللبناني".

وحمّل "حزب الله" مسؤولية حرب 12 تموز "لأنه نفذ الاوامر فجاءت الاشارة من طهران ونفذها هو، والرئيس نبيه بري اصبح للاسف لاجئاً سياسياً بامتياز عنده غير قادر على اتخاذ موقف مستقل. فـ"حزب الله" يطوّقه ويحكم السيطرة عليه".

وقال: "يدّعي "حزب الله" ان جماعة "14 آذار" ومن يسميهم شباطيين وسلطويين، ويستخدم عبارات مستفزة، يستفردون بالقرار، اسأله: "انت عندما اخذت البلد بأكمله الى حرب مع اسرائيل، هل تشاورت مع قوى "14 اذار"؟ خضت معركة منفردة وما زلت تصر على انك المالك الحصري لقراري السلم والحرب في لبنان، نحن نقول لك انت جئت لنا بالحرب على لبنان، والحكومة اللبنانية غير معنية بتحمّل تداعيات هذه الحرب. انا ضد قرار تتخذه الحكومة بإعادة اعمار اي منطقة قبل ان يتحمّل "حزب الله" المسؤولية. اولاً ليتحمل "حزب الله" مسؤوليته وبعدها تأخذ الحكومة مواقفها. الآن يجيّشون جماعتهم في الضاحية الجنوبية ويقولون لهم الحكومة لا تريد ان تبني لكم وتعمل مؤامرة عليكم لتحويل الضاحية الجنوبية الى سوليدير جديدة. اذا حوّلت الحكومة الضاحية الجنوبية إلى سوليدير فهذا فخر لكم، اما انتم فقد حولتم البلد إلى جحيم ودمار هائل. هل تعتقدون انكم بهذه الحفنة من الدولارات التي اعطيتموها للناس تكسبون الشارع؟ انتم هكذا طعنتم كرامة المواطن اللبناني واشعرتموه انكم اصبحتم تعلمون كم رأسمال الانسان عندكم. هذا لا يجوز. وهذا كله يضر بمشروع قيام الدولة".

أضاف: "كنا ندعو لتطبيق اتفاق الطائف وارسال الجيش للجنوب، كان يقال إن هذا مطلب اسرائيلي، الا ينفع ارسال الجيش الى الجنوب الا بعد تدمير البلد والقرى وتهجير اهلنا وتدفيعهم الدم؟. أين هو هذا الانتصار الذي حققناه؟، كان هناك ثلاثة اسرى عند الاسرائيليين اصبحوا تسعة؟ وكان عندنا مزارع شبعا واذ بالجيش الاسرائيلي يصل الى نهر الليطاني؟ كيف نفسر تدمير 77 جسراً، وإبادة قرى بأكلمها و2000 شهيد مع انني مقتنع بأن هناك 4000 شهيد تحت التراب؟ لأننا نزلنا ميدانياً على الارض ونعلم اذا كان هناك شهداء ام لا؟ كل هذه الخسارة الاقتصادية، ومع كل هذا هل نعتبر اننا انتصرنا؟".

واستغرب "لأنها المرة الأولى التي أرى منتصراً يعمل على اقناع الناس انه منتصر، فالمنتصر لا يرجو الناس ويقول "دخيلكم" انا منتصر". وذكّر أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "قال مرة: إن معركتنا مع اسرائيل معركة مقدسات وليست معركة ترسيمات"، وتساءل: "اذا كانت عملية الاسر من المقدسات، الا يحق لنا كشباب "14 آذار" وفي انتفاضة الاستقلال ان نقاوم النظام السوري لاسترداد 780 اسيراً موجود عندهم؟ هل هناك شرعية لمقاومتنا ضد النظام السوري؟".

سلاح "حزب الله"

وعن امكانية توجيه سلاح "حزب الله" الى الداخل، اجاب: "سلاح حزب الله بالنسبة له سلاح مقدس، وامانة بيده لتسليمه للامام المهدي المنتظر، وانه لا يمكن لاي قوة في العالم ان تنتزع منه هذا السلاح. لا آخذ بالتطمين الذي يقدموه، ولا اثق بهم كثيراً، لأن من يأخذ البلد في لحظة من اللحظات الى "مهوار" ويغامر بوطن طويل عريض اكيد لا اثق به".

واعتبر أن "السلاح بيد "حزب الله" سيجلب له ضربة قاضية، هذا السلاح يجب ان يسلم للدولة اللبنانية".

وعن اشتراط الحزب تسليم سلاحه إلى الدولة القادرة القوية، قال الحاج حسن: "هو لا يجعل الدولة تصبح قوية، فأزيحوا "عناتركم" محمد رعد ونواف الموسوي وغيرهم عن شاشات التلفزة لاتمكن من بناء دولة. وهذا السلاح لم يعد سلاحاً شرعياً لانه لم يعد هناك التفاف وطني حوله، واي قضية تطرح وعليها علامات استفهام لا تعود قضية وطنية جامعة. ومن استخدم هذا السلاح في مرحلة من المراحل ضد جهة لبنانية اياً تكن الظروف، اي ضد حركة "امل" ليس هناك من رادع له عن استخدامه في مرحلة من المراحل، وفي ظرف من الظروف، وفي حيثية من الحيثيات، داخلياً مرة أخرى".

واعتبر أن "الدعوات التي يطلقونها للوصول الى رئاسة الجمهورية، والعصيان المدني، يوحي بأن هناك انقلابًا حقيقيًا"، متسائلاً: "هل يتحقق هذا الانقلاب ان لم يكن مدعماً بالسلاح؟".