الرئيس السنيورة في حديث الى (سي بي سي )كندا

 قرار الحرب والسلم لا يجب ان يكون في يد مجموعة والسلاح يجب ان يحصر بيد الدولة الحرب برهنت ان تفوق اسرائيل مجرد فكرة وادت الى دمار لبنان واحتلال اجزاء من ارضنا لا نطرح نزع سلاح حزب الله والمسالة مرتبطة بالحوار والهدف دمج سلاح الحزب بالجيش اللبناني

وطنية-26/8/2006(سياسة) اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان :" قرار الحرب والسلم لا يجب ان يكون في يد مجموعة واحدة وهو درس تعلمناه من هذه التجربة، لذلك لا بد أن نعمل على تطبيق النقاط السبع التي وافقت عليها الحكومة ونتأكد أنه لا وجود لأي سلاح خارج نطاق الدولة ونطبق اتفاق الهدنة ".

وقال الرئيس السنيورة : " لقد برهنت هذه الحرب أن التفوق العسكري الإسرائيلي مجرد فكرة وهو استنتاج يجب أن يفهمه الجميع. كما بينت ان هذه الحرب ادت إلى احتلال أجزاء من بلدنا ودمار لبنان واعتماد القرار 1701" . واعلن انه "لا بد أن نحقق هدفنا عبر الحوار والتعاون حتى يصبح السلاح في يد الحكومة وحدها دون سواها. إذاً، نحن لا نطرح مسالة نزع سلاح حزب الله بل نعتبر ان المسالة مرتبطة بالحوار الذي سيوصلنا إلى هدفنا.

أظن أنه يمكن تحقيق ذلك عبر دمج أعضاء حزب الله الراغبين في ذلك ضمن الجيش اللبناني. ويمكن مناقشة هذه العملية وتطويرها اعتماداً على هذه النقطة".

كلام الرئيس السنيورة جاء في حديث اجراه معه راديو وتلفزيون( سي بي سي ) في كندا في ما يلي نصه :

سئل: دولة الرئيس، كما تعلم يتفق الجميع على ضرورة إرسال القوة الدولية لحفظ السلام إلى الجنوب. واحتاجت الدول الأوروبية إلى مدة طويلة لاتخاذ قرار بهذا الشأن، كما حصلت بعض الحوادث في الجنوب. أتظن أن القوة الدولية قد تأخرت في الوصول إلى لبنان؟

اجاب "المهم الآن هو أن القوة بدأت بالوصول، ولبنان ودول أخرى عبر العالم كانت تنتظر وصول القوة الدولية بفارغ الصبر. و لا ينبغي أن ننسى أن القرار 1701 ينص على إرسال قوة دولية إلى لبنان ويتم العمل حالياً على مسألة قواعد الاشتباك. وتلعب القوة الدولية دوراً مهماً للغاية لحفظ السلام في لبنان والتعاون مع الجيش اللبناني الذي انتشر حوالي 50% من جنوده الذين وعدنا بإرسالهم إلى الجنوب حتى الآن، بالإضافة إلى قوات الجيش التي انتشرت على الحدود مع سوريا. كان من المتوقع تشكيل القوة الدولية منذ أيام لكني واثق من أننا سنحصل على نتائج فعلية في هذا المجال وقد وصلت الفيالق الأولى بالفعل. فقد أرسلت فرنسا قوة إضافية وسترسل قوة أكبر خلال الأيام القادمة. كما أجريت محادثات اليوم مع الإيطاليين والأتراك، وحصلت على تطمينات من الأمين العام الذي أكد لي أن كل شيء في مساره الصحيح. وعرفت من خلال المحادثات واللقاءات التي أجريتها أن المشاركة في القوة الدولية ستكون مرضية".

سئل: عبرت بعض الدول عن قلقها حيال تفويض القوة الدولية وخصوصاً في ما يتعلق بحزب الله. ما يجب أن يكون هذا التفويض برأيك وما صلته بحزب الله؟ وماذا يجب أن يكون حجم هذه القوة؟

اجاب:" بكل وضوح، ستتعاون القوة الدولية مع الجيش اللبناني ليتمكن من الدفاع عن نفسه ولحفظ السلام ولعب دور بنّاء في عملية إعادة الإعمار في تلك المنطقة التي تعاني من القصف الإسرائيلي الهمجي. لقد أوجدت هذه الحرب مدناً كثيرة تشبه هيروشيما بعد الدمار الذي لحق بها وهذه جريمة ضد الإنسانية ارتكبتها إسرائيل. لقد سببت هذه الجرائم خسائر بشرية ومعاناة كبيرة سببتها الإصابات في الأرواح إضافة إلى المعاناة الإنسانية التي لحقت بالمواطنين الذين اضطروا للهرب من منازلهم بسبب آلة الدمار الإسرائيلية.

أتساءل لو كان هناك محيطات كافية في العالم لمحو هذه الجريمة الإسرائيلية. هذا هو الغزو الإسرائيلي السابع في لبنان خلال 30 عاماً. ستنتشر القوة الدولية قريباً ونرحب بها وستنتشر بين أصدقائها إلى جانب الجيش اللبناني الذي انتشر في منطقة غاب عنها لأكثر من 35 سنة.

ما هو دور الجيش؟ فهذا هو المهم الآن خصوصاً وأن القوة الدولية ستتعاون مع الجيش.

أولاً، سيذهب الجيش اللبناني من جزء إلى آخر من وطنه أي أنه سيتواجد مع مواطنيه وهو أمر مهم للغاية. وثانياً، الجيش ذاهب إلى الجنوب ليبقى فهو لن ينفذ مهمة ليغادر بعدها. الجيش باقٍ في الجنوب وهذا يسهل دوره وطريقة اضطلاعه هذا الدور في الجنوب. أعطت الحكومة اللبنانية أوامرها للجيش بعدم وجود أي قاعدة عسكرية أو أي وجود عسكري ظاهر أو زيّ أو سلاح عسكري.

 ثالثاً، سيكون الجيش قادراً على دخول أي منطقة فلن يكون هناك أي منطقة يحظر دخولها على الجيش. رابعاً، يسمح للجيش مصادرة أي سلاح يجده بشكل مباشر أو غير مباشر. هذه هي الأوامر التي أعطيت للجيش الذي سيعامل سكان المنطقة بشكل جيد ويدافع عن البلاد ضد أي اعتداء إسرائيلي. هذه هي أوامر الجيش اللبناني وستكون القوة الدولية موجودة لدعم الجيش في هذه النطاق".

سئل: يتساءل الكثيرون إن كان سيُسمح للجيش اللبناني استعمال القوة لمصادرة الأسلحة التي تصل لبنان من دول أخرى؟ اجاب:" يحق للجيش استعمال القوة ولكنه ليس موجوداً لهذا السبب. لكن لو اضطر إلى استعمال القوة للدفاع عن نفسه ووضع حد لأي مخالفة للقانون، سيكون بإمكانه استعمال القوة. لكن الجيش مسؤول بالدرجة الأولى عن الحفاظ على النظام والقانون ووقف المخالفات".

سئل: لكن لو حصل شيء، أيمكن للجيش استعمال القوة؟

اجاب:" نعم".

سئل: ماذا عن حزب الله؟ يعتبر الكثير من اللبنانيين والدول الغربية أن حزب الله هو من يحكم لبنان إلى حد ما. أهذا صحيح؟

اجاب:" لا بد أن تكون أهدافنا واضحة. في الواقع، لقد أضعفت التطورات التي حصلت خلال العقود الماضية الدولة اللبنانية وقوضت سلطتها على مختلف المناطق والنشاطات في البلاد. لذلك، هناك يتوق اللبنانيون اليوم إلى دولة تقوم بدورها بشكل فعال. وهذا أمر جيد وهو درس مفيد تعلمناه من تجارب الثلاثين سنة الماضية وخصوصاً تجربة حرب الثاني عشر من تموز. من المهم أن نستفيد من هذه التجارب ونحاول التشديد على ما جاء في النقاط السبع التي طرحتها والتي اعتمدها مجلس الوزراء اللبناني بالإجماع وحصلت على دعم مختلف الأطراف، أي أن الدولة هي السلطة الوحيدة وهي تملك السلاح وحدها دون سواها أي سلاح الجيش والأمن الداخلي إلى جانب سلاح القوة الدولية فقط.

أعترف أن سلطة الدولة اللبنانية كانت ضعيفة وهذا سبب إضافي للعمل بجهد على تعزيز هذه السلطة وفقاً لمفهوم الدولة الفعالة والمتحررة والمنفتحة والديمقراطية، وليس الدولة المنغلقة على نفسها. نريد دولة قوية وفعالة وفي الوقت نفسه دولة ديمقراطية وحرة ومنفتحة.

وكما قلت هذا سبب إضافي للعمل بجد لتحقيق ذلك بدلاً من تقويض فعالية الدولة وإضعافها لأن ذلك سيؤدي إلى انهيار الدولة وسيخضعها للتدخلات من مختلف الجوانب وستحاول كل مجموعة التفوق على المجموعات الأخرى فتكون النتيجة تفكك البلاد بأكملها. وهو درس استنتجه اللبنانيون من هذه الحرب ومن الحروب التي عشناها سابقاً أي أنه حان الوقت لتعزيز دور الدولة الديمقراطية والمنفتحة والمتحررة.

هذا هو رأيي. صحيح أن حزب الله لعب دوراً وأدت عملية الثاني عشر من تموز إلى هذا التصرف الذي أشار إلى أنه على الأرجح كانت إسرائيل تحضر لهذه العملية منذ مدة وظهر ذلك بوضوح في نوع الرد الإسرائيلي الذي يوحي بأن الإسرائيليين توقعوا هذه العملية أو أوقعوا حزب الله في الفخ، وهذا ما حصل. فكان الرد الإسرائيلي. قرار الحرب والسلم ليس في يد مجموعة واحدة وهو درس تعلمناه من هذه التجربة، لذلك لا بد أن نعمل على تطبيق النقاط السبع التي وافقت عليها الحكومة ونتأكد أنه لا وجود لأي سلاح خارج نطاق الدولة ونطبق اتفاق الهدنة.

وهذا أمر مهم للغاية سيضع لبنان في وضع حيث يمكن تطبيق هذا اتفاق الهدنة لعام 1949 حتى يحين وقت السلام الفعلي، ويعتمد ذلك على موقف الإسرائيليين. والاستنتاج الثاني الذي يجب أن نستخلصه من هذه الحرب هو أنه ينبغي أن يكون الإسرائيليون صادقين مع أنفسهم وان تكون القيادة الإسرائيلية أيضاً صادقة مع نفسها وسيجدون أن الحروب التي شنوها في لبنان والمنطقة لم تضمن أمن إسرائيل وأن الترسانة والأسلحة التي جمعوها خلال السنوات الماضية لم تجعلهم أكثر أمناً.

سرائيل دولة موجودة في المنطقة واستمراريتها تعتمد على موافقة المنطقة وقدرتها على بناء علاقات ودية مع جيرانها. إذا أرادت إسرائيل أن تكون دولة مبنية على الهيمنة والتفوق العسكري، سيكون ذلك بمثابة دعوة لحقد أكثر ودعوة للانتقام. دخلت إسرائيل إلى لبنان عام 1982 بحجة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وأدت الحرب الدموية التي شنتها إلى إضعاف المنظمة لكن لم تقضِ عليها. فما كانت النتيجة؟ زرعت إسرائيل بذور مجموعة أخرى هي حزب الله. هذا التصرف وهذه الذهنية وهذا التفكير سيؤدي إلى دمار أكثر".

سئل: يعتبر أغلب الناس أن حزب الله قرر خطف الجنود من دون استشارة أحد. لو كنتم تعرفون أن ذلك سيحصل، ماذا كنتم ستفعلون؟ بم كنتم ستنصحون حزب الله؟

اجاب:" قلنا منذ اليوم الأول أننا لم نعلم بالعملية ونرفضها ولا نتحمل مسؤوليتها. هذا كان موقف الحكومة اللبنانية. لو كنا نعلم بأمر العملية، كنا سنحاول أن نثني الحزب عن القيام بها".

سئل: لكن السيد حسن نصر الله قال بأنه نصر للبنان وأنها أفضل طريقة للتفاوض مع إسرائيل. ما رأيك؟

اجاب:" نحن لا نتفق مع حزب الله حول عدة نقاط ومنها هذه الحادثة. بكل صراحة، هذه طريقة تعاملنا مع هذه الحادثة لكن يجب أن نتذكر أنها عملية نفذها حزب في لبنان. أنظري إلى ما تقوم به إسرائيل. إنها تخطف الوزراء والنواب ورئيس السلطة التشريعية ونائبه ونحن نتحدث هنا عن دولة وليس عن حزب. لقد شجبنا ما حصل، لكن أن تقوم دولة بعمليات خطف؟".

سئل: لو كنت مكان رئيس الحكومة الإسرائيلية وقامت مجموعة في دولة مجاورة بخطف جنودك، ماذا كان سيكون ردك؟

اجاب:" هذا الأسلوب يتطرق فقط إلى أعراض المشكلة. لو كنت مكانه لواجهت جذور المشكلة مع لبنان أي استمرار الاحتلال. فإسرائيل تحتل أرض ليست ملكها بل هي ملك لبنان وهي تدعي أنها أرض سورية، لكن سواء أكانت أرض لبنانية أم سورية ينبغي أن تنسحب منها وقد أعلنت سوريا على الملأ أنها أرض لبنانية.

يجب أن تنسحب إسرائيل من هذه الأرض. وإسرائيل تحتجز لبنانيين في سجونها وترفض حتى الآن تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في لبنان. ها هي دولة ترفض تسليم خرائط الألغام إلى دولة مجاورة وهي تعلم أن كل شهر يلقى الكثير من اللبنانيين حتفهم أو تبتر أعضاؤهم بسبب هذه الألغام. عرفت منذ أيام أن أحد الجنود الإسرائيليين قُتل بسبب هذه الألغام".

سئل: لو كنت مكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أكنت ستسلم هذه الخرائط؟

اجاب:" بداية، الجنديان المخطوفان ليسا في عهدة الحكومة اللبنانية. وإسرائيل كدولة يجب أن تسلم هذه الخرائط. صحيح أنه هناك جنديان مخطوفان كما هناك أسرى لبنانيين وإسرائيل قادرة على تسريع عملية إعادة الجنود والأسرى".

سئل: أتعتبر أنه يجب نزع سلاح حزب الله؟

اجاب:" عبارة نزع سلاح حزب الله عبارة غير مناسبة. حزب الله حزب لبناني في لبنان. ونحن نعتبر أنه علينا إكمال هذه العملية أي وضع تلك المنطقة تحت سيطرة الجيش اللبناني فلا يكون فيها أي سلاح سوى سلاح الدولة اللبنانية أي الجيش والأمن الداخلي إضافة إلى سلاح اليونيفيل. هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح وتصب في نطاق تطبيق النقاط السبع التي تنص بوضوح على عدم وجود أي سلاح في لبنان ما عدا سلاح الجيش اللبناني والأمن الداخلي. لا بد أن نحقق هدفنا عبر الحوار والتعاون حتى يصبح السلاح في يد الحكومة وحدها دون سواها. إذاً، هذه ليست مسألة نزع سلاح حزب الله بل هي مرتبطة بالحوار الذي سيوصلنا إلى هدفنا.

أظن أنه يمكن تحقيق ذلك عبر دمج أعضاء حزب الله الراغبين في ذلك ضمن الجيش اللبناني. ويمكن مناقشة هذه العملية وتطويرها اعتماداً على هذه النقطة. بالتالي، هدفنا واضح في النقاط السبع التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية ودعمتها دول كثيرة في العالم".

سئل: دولة الرئيس، كان هناك حوار داخلي حول هذه القضية لكن من دون نتيجة فعلية، ألا تظن أن الحكومة لم تكن قادرة على حل هذه المشكلة؟ ألا تعتبر أنه لولا هذه الحرب لما وصل الجيش اللبناني إلى الجنوب؟

اجاب:" حققنا تقدماً كبيراً خلال جلسات الحوار الداخلي حول أمور لم يكن من الممكن مناقشتها بحرية ووضوح من قبل على غرار علاقتنا مع الفلسطينيين ومع سوريا وسلاح حزب الله. كلها أمور وُضعت على طاولة الحوار وتوصلنا إلى نتائج مهمة للغاية.

صحيح أنها لم تُطبق لكن هذه أمور لم يجرؤ أحد على الهمس بها في الماضي القريب وها هي الآن على طاولة الحوار وحصلنا على نتائج مهمة خلال الجلسات. قد يكون صحيح أنه لولا الحرب لما أرسلنا الجيش إلى الجنوب لكننا لم نكن نريد هذه الحرب وما خلفته من ويلات.

لقد برهنت هذه الحرب أن التفوق العسكري الإسرائيلي مجرد فكرة وهو استنتاج يجب أن يفهمه الجميع. كما ان هذه الحرب ادت إلى احتلال أجزاء من بلدنا ودمار لبنان واعتماد القرار 1701".

سئل: هل أنت راض عن القرار 1701؟

اجاب:" لا بد أن نقول بكل وضوح أننا لم نكن نريد قراراً من مجلس الأمن لولا هذه الحرب. لكن علينا أن ننظر إلى إيجابيات وسلبيات القرار 1701 الذي اعتمد أغلبية النقاط السبع ولكنه فرض شروطاً على لبنان. يجب أن نستخلص من هذه الحرب الاستنتاجات الصحيحة. لم نكن نريد أن تحصل هذه الحرب كي نرسل الجيش إلى الجنوب، لكن يجب الاستفادة من الفرصة التي نتجت عن هذه الكارثة التي سببتها إسرائيل".

سئل: أعلنت سوريا أنها ستقفل الحدود مع لبنان إن قرر نشر قوات دولية على الحدود مع سوريا. وفي الوقت نفسه، صرح الأسد أنه مهتم بإجراء مفاوضات مع إسرائيل. ما رأيك بإستراتيجية بشار الأسد؟

اجاب:" لا أحب التدخل في شؤون الغير كما لا أحب أن يتدخل أحد في شؤوننا. نحن دولتان شقيقتان ونريد علاقات ودية مع بعضنا. لكننا نريد أيضاً احترام سيادتنا واستقلالنا والسيطرة على حدودنا. لذا من المهم إيجاد منهجية ملائمة وآلية مناسبة للسيطرة على حدودنا. وفي الوقت نفسه، لا نريد القيام بأي عمل قد يُعتبر عدائياً بحق سوريا. نحن حذرون ونريد بكل صدق بناء علاقات جيدة مع سوريا، فلا يمكن أن تكون أي دولة بخير إن كانت الدولة المجاورة في وضع سيء وهذا ينطبق على كل دول العالم. لم تعلن الحكومة اللبنانية أنها تريد نشر اليونيفيل على الحدود اللبنانية السورية. لم يكن ذلك قرارنا. قلنا إننا نريد السيطرة على حدودنا ووقف أي تهريب للسلاح والبضائع والذخيرة عبر الحدود. هذا هو هدفنا وهو منصوص عليه أيضاً في القرار 1701".

سئل: لكن السوريين ليسوا متعاونين في هذا المجال؟

اجاب:" كما قلت هذا هو هدفنا ويجب العمل على تحقيقه وعلى إقناع الآخرين بحسنات التعاون لصالح الجميع. نحن نحاول الحصول على دعم الدول الصديقة الأخرى، ووفقاً لتوصيات الأمين العام اتصلنا بالحكومة الألمانية للحصول على الأجهزة والمساعدة الفنية والتدريب.

ونود أن نحسن قدرتنا على السيطرة على حدودنا عبر الجيش اللبناني وقوات الأمن. ولا ينطبق ذلك على الحدود اللبنانية السورية ولكن أيضاً على كافة المداخل إلى لبنان أي المطارات والموانئ. نحن نريد التعاون مع الدول الصديقة لأننا نريد تحقيق هدفنا ونريد الاستقرار لصالح لبنان وسوريا".

سئل: قام ثلاث نواب كنديين بزيارتكم مؤخراً وقال أحدهم إنه يود سحب حزب الله من لائحة المنظمات الإرهابية فاضطر إلى الاستقالة. ما رأيك بذلك؟

اجاب:" لا أريد التدخل في هذه المسألة. لا أظن أن وضع حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية أمر مفيد. لكن لكل بلد قواعده وسياساته. لكني أعتقد أن ذلك غير مفيد على الإطلاق، ولا بد من التحاور للحصول على النتائج المرجوة. وذلك يعيدني إلى الاستنتاجات التي استخلصناها من هذه الحرب ومن غيرها من الحروب أي أن السلام هو الطريق الصحيح والمقاربة المناسبة، السلام المبني على العدالة، السلام الشامل والدائم المبني على قرارات مجلس الأمن التي لطالما تجاهلتها إسرائيل. ظن الإسرائيليون أنهم يمكنهم السيطرة على هذا الجزء من العالم عبر الهيمنة العسكرية لكن ذلك غير صحيح على الإطلاق. حانت اللحظة المصيرية، يوجد اليوم فرصة سانحة لتمهيد الطريق من أجل حل المشاكل وتعزيز الديمقراطية في هذا الجزء من العالم.

وإن لم نقتنص هذه الفرصة سيزداد التعصب في العالمين العربي والإسلامي مما يقود إلى التطرف واليأس. لا بد من تقييم الوضع لأن العالم يصبح أصغر يوماً بعد يوم ولا أحد منيع ضد ما يحصل في بقية العالم. حانت اللحظة المناسبة وأنا أظن أنها تتطلب رجالاً شجعاناً في إسرائيل وفي دول أخرى عبر العالم. لا بد من التوجه نحو هذه اللحظة لننقذ الإنسانية ونبرهن أن العالم مبني على تفاعل الحضارات وليس على صدام الحضارات. أنا اخترت السلام".

سئل: أتظن أنه يمكن تحقيق السلام مع إسرائيل في أحد الأيام؟

اجاب:" نعم آمل ذلك لكن لا يمكن حصول ذلك إلا عبر تحقيق السلام مع كل العالم العربي. لا يمكن أن يتخذ لبنان أي خطوة لوحده.

 لم؟

بسبب تركيبة مجتمعنا. هذا بلد التنوع الذي يعتبره العالم بلد التعايش. لذلك، لا يمكن أن يتخذ هذا القرار لوحده. يجب تحقيق السلام الشامل مع كل الدول العربية ولبنان أحدها. حالياً، نريد تطبيق اتفاقية الهدنة ونأمل تحقيقي السلام في عالمنا".