مقابلة مع الزعيم الشيعي اللبناني أحمد الأسد من جريدة السياسة/11 تموز/أضغط هنا

الأسعد: سنعلنن "قريبا جدا" ولادة "لقاء الانتماء اللبناني" الذي سيضم مروحة واسعة من الشخصيات والحيثيات الشيعية/نحتاج إلى "عناصر صلبة" تبدّد خوف الشيعة من "حزب الله" و"حركة أمل"

بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة 11 تموز 2007

اللقاء الشيعي, الذي انعقد اخيرا في فندق »كومودور« لدعم الجيش اللبناني في حربه ضد ما يسمى »فتح الاسلام«, كانت له ارتدادات سياسية لافتة داخل الطائفة الشيعية وتحديدا لدى »حزب الله« وحركة »أمل« اللذين يستاثران بالقرار الشيعي السياسي والديني والعسكري, لا سيما بعد تفرد »حزب الله« بقرار مقاومة العدو الاسرائيلي واستئثاره بملف المقاومة وتحويلها الى »مقاومة اسلامية« في محاولة مكشوفة لابعاد كل المناضلين الوطنيين من ساحة القتال ضد اسرائيل بعد ان جرى استهدافهم الفريق تلو الاخر والحاقهم اما بمستتبعات المقاومة الاسلامية, او بانهاء دورهم النضالي الممتد لعقود, بعد ان اصبح »حزب الله« جزءا لا يتجزا من »الحرس الثوري« الايراني, ما جعل العديد من القيادات الشيعية والفعاليات السياسية والدينية المجاهرة بموقفها المعترض على سياسة الامر الواقع التي مكنت الثنائي »أمل« و»حزب الله« من حمل لواء الطائفة بمعزل عن بقية القوى السياسية الاخرى.

واذا كانت الانتخابات الاخيرة, التي جرت بموجب القانون المعتمد في العام 2000 والذي اصطلح ان يطلق عليه اسم »قانون غازي كنعان« قد حرمت الشخصيات الشيعية المستقلة من اخذ دورها على الساحة, فهذا لا يعني بان هذه القوى قد جيرت نضالاتها ضد اسرائيل لقوى اخرى حتى ولو اعتبرت نفسها انها هي التي حققت الانتصار على اسرائيل واجبرتها على الانسحاب الكامل من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي في 25 مايو  2000. بل ان كثيرا من القوى الشيعية ابدت ملاحظات على تفرد »حزب الله« بقرار الحرب ضد اسرائيل على خلفية خطف الجنديين في 12 يوليو الماضي الذي سمح لاسرائيل بشن حرب مدمرة على لبنان.

واذا كان »حزب الله« نجح بالصمود في وجه الة الحرب الاسرائيلية فان المستقلين الشيعة يعتبرون ان هذا الصمود ما كان ليحصل لولا ثقافة المقاومة التي تفجرت عند المواطن الشيعي نتيجة رعونة اسرائيل واعتداءاتها الظالمة ضد المواطنين الجنوبيين.

ومن هنا تعتبر التيارات الشيعية المستقلة نفسها معنية بما يجري في لبنان وقد عزمت على اخذ مكانها على الساحة الشيعية حتى لا يفسر غيابها وكانه تسليم لامر واقع هم غير معنيين به اطلاقا. وفي هذا السياق وبحسب معلومات مؤكدة فان بوادر تاسيس احزاب وقوى شيعية جديدة بدات تظهر الى العلن بعد ان اعلن احمد الاسعد عن تاسيس ما يسمى »لقاء الانتماء اللبناني« الذي سيضم مروحة واسعة من الشخصيات والحيثيات الشيعية وان اشهار هذا اللقاء سيتم في الثالث عشر من الجاري.

وفي هذه المناسبة التقت »السياسة« مؤسس اللقاء احمد الاسعد الذي شرح حيثيات اللقاء الشيعي الموسع في فندق ال¯»كومودور« وبدء العد العكسي للعمل على سحب البساط الشيعي من تحت »حزب الله« وحركة »أمل«. وفيما يلي نص الحوار:

* بعد تزايد الكلام عن ضرورة قيام تكتل شيعي بموازاة »حزب الله« وحركة »أمل«, عقد اخيرا لقاء جمع معظم القوى الشيعية المناوئة للتنظيمين. هل هذه الشخصيات التي التقت في ال¯»كومودور« هي نفسها التي ستتشكل منها القوة المرتقبة من الطائفة الشيعية?

-  المؤتمر انعقد ضمن سقف واضح, من اجل تاييد الجيش اللبناني, خاصة بعد الكلام الذي صدر عن السيد حسن نصر الله والذي لم يوضح تماما موقفه من الجيش, عندما قال: »الجيش خط احمر« وفي الوقت نفسه اعتبر المخيم خطا احمر«.

نحن كشيعة ننتمي الى لبنان, راينا من الضروري ان نوضح تضامننا وقناعتنا بالجيش مثلنا مثل اي مواطن لبناني. من هذا المنطلق حصل اللقاء الذي خصص دعما للمؤسسة العسكرية ضمن الدولة اللبنانية.

اما بالنسبة ل¯»التيار الشيعي» الذي سينشا فاحب ان اطمئن الجميع  الى انهم سيسمعون الاخبار الطيبة قريبا.

 

مؤمنون بالوطن

* من هي الجهة التي دعت لهذا المؤتمر وكيف اجتمعت كل الشخصيات من رجال دين ورجال سياسة ضمن اطار واحد?

-  المؤتمر كان الهدف منه التوقيع على البيان الذي صدر عن المجتمعين والذي تضمن دعما غير مشروط للجيش اللبناني في تصديه للاعتداء الاثم الذي تعرض له في مخيم نهر البارد. وكان هناك احساس لدى الجميع بضرورة دعم الجيش في هذه المرحلة الصعبة واعطاء صورة ان الشيعة في لبنان متمسكون بهذا الجيش, لانه بصراحة المؤسسة الوحيدة التي ما تزال محافظة على الكيان اللبناني... المؤسسة الوحيدة التي تعطي الامل للبنانيين باننا يوما ما سنصل الى  »دولة لبنانية«. فكان من الضروري اتخاذ هذا الموقف للتاكيد ان الطائفة الشيعية في مقدم الداعمين للجيش اللبناني.

*  هل سيؤسس اللقاء الى قيام تيار من المعتدلين في مواجهة حركة »أمل« و»حزب الله« اللذين اخذا الشيعة الى منحىً اخر خارج اطار الدولة اللبنانية?

- الى حد ما, فان معظم الذين التقوا في ال¯»كومودور« لا يماشون بطبيعة الحال السياسة التي ينتهجها »حزب الله« وحركة »أمل«. ولكن برايي هذا التحرك ليس كافيا لتاسيس ما اشرت اليه, لان هناك خوفا وفزعا اليوم لدى شريحة كبيرة من ابناء طائفتنا لمواجهة »حزب الله« بالتحديد. هذا البيان لا يواجه »حزب الله«... بل دعم للجيش.

ولهذا السبب كانت هناك مروحة واسعة من الشخصيات  مستعدة للتوقيع على هذا البيان..  الذي اعتبره موضوعا عابرا... كي نعطي في هذه المرحلة الحساسة رسالة للراي العام اللبناني والعالمي بان الشيعة جزء اساسي من الوطن مؤمنون بهذا الوطن... وبجيش هذا الوطن. اما في موضوع تاسيس "تيار شيعي" لمواجهة »حزب الله« وحركة »أمل« هذا الامر بحاجة لعناصر صلبة.. بحاجة لعناصر لديها الجراة والوضوح لتقول الكلام.. الذي يقوله كل الناس... ولكن للاسف لا تقولونه علنا بل في الغرف المغلقة. هذا الموضوع يتطلب غربلة للطاقات المستعدة لتحمل هذه المسؤولية التاريخية.

* من الملاحظ ان كل الذين التقوا في ال¯»كومودور« لا يماشون سياسة »حزب الله« وحركة »أمل«, فماذا يمنع لو انهم جميعهم التقوا في جبهة واحدة?

- هناك عدد منهم ليس لديه موقف واضح.... ولا اريد الدخول في موضوع الاسماء... ربما في اللقاءات الخاصة يكون لديهم موقف واضح. ولكن ما يهمنا الموقف العلني الاعلامي... نحن يهمنا قيام حركة شيعية تكون مستقلة مئة بالمئة. لا يهمنا اطلاقا حركة شيعية يكون عندها تبعية لاي فريق لبناني. واقصد هنا لفريق »14 آذار«. نحن نريد حركة شيعية مكونة من شخصيات شيعية مستقلة. هذه هي الحركة التي من الممكن ان يعول عليها.. وتكبر وتتطور وتستوعب الفراغ الموجود في الوسط الشيعي فثمة فراغ كبير لا يمكن ملؤه الا بجبهة من المستقلين.

 

شعارات وممارسة

* لماذا لا تريدون التحالف مع »14 آذار«?

- في لبنان »الكلام حلو«... فلو استمعنا الى مواقف الطرفين سواء »14 آذار« او  8 اذار نجد ان كلامهم جيد... يتحدثون عن الدولة والقانون والمؤسسات... ولكن نحن يهمنا الممارسة والصدقية. للاسف.. هناك هوة كبيرة بين الشعار الذي تطلقه »14 آذار« وبين الممارسة.. وانا تهمني الممارسة وليس الشعارات... فالممارسة عند »14 آذار« لا تتطابق مع الشعارات. وهذا هو السبب الذي يجعلني لا اجد نفسي كما غيري ايضا في تجانس مع »14 آذار«, لاننا يجب ان نطبق الشعار على انفسنا قبل ان يطلب من الناس تطبيقه, ليست مهمتنا فقط الطلب من الناس التوقف عند الاشارة الحمراء, والانطلاق عند الاشارة الخضراء. يجب ان اطبق ذلك على نفسي قبل ان اقول للناس افعلوا ما اريد..

* ماذا يفيد قيام تكتل شيعي مستقل عن »14 آذار« وعن 8 اذار? ما اهدافه وما تاثيره على الساحة الداخلية?

- ليست المشكلة الاساسية في البلد هي الواقع الشيعي, او الطرف السياسي الذي يدعي انه يمثل الطائفة الشيعية لكن للاسف عدم وجود صدقية لدى فريق »14 آذار« يعطي هذا  الطرف هذه الصفة. وما زال جزء كبير من »»14 آذار«« يجري خلفه ويرجوه للمصالحة معه..

وبرايي لا يقوم اي تغيير في لبنان ما لم يتغير الواقع الشيعي. وطالما ان »حزب الله« يشعر بانه الوحيد الذي يتحدث باسم هذه الطائفة فلن يتغير شيء. لان »حزب الله« يقوم بالمستحيل لعرقلة مشروع قيام الدولة اللبنانية وبالتالي من الضروري كسر هذا الاحتكار.. انما بالمقابل لو سالنا »14 آذار« لماذا تتعاطون فقط مع »حزب الله«. من  الطائفة الشيعية, يكون جوابهم: لا يوجد احد في الواقع الشيعي غير »حزب الله«. وهذا الكلام يقال لاغراض خاصة لان كل فريق من »14 آذار« له حساباته الصغيرة والضيقة. وللاسف هذه الحسابات بنظرهم اهم من حسابات الوطن.. لذلك اقول بعدم وجود صدقية. وبالتالي نحن كمجموعة من الشيعة المستقلين سنعري هذه الحجة. كي لا يعود فريق »14 آذار« قادرا على استخدامها.

 وهذه وسيلة ضغط على فريق »14 آذار« كي يتصرف وفق الاصول... يجب الخروج من الحسابات الصغيرة والسير بالاتجاه المطلوب.

* ماذا باستطاعتكم ان تغيروا من واقع الحال على الارض في ظل المال والسلاح  والاستقلالية القائمة على تخويف الشيعة?

- سنغير الكثير والايام المقبلة ستثبت ذلك... من دون شك نحن ليس لدينا امكانيات »حزب الله«. عشرات ملايين الدولارات تاتيهم من ايران. نحن ليس لدينا امكانيات سوى الاعتماد على انفسنا. ولكن ما استطيع قوله, ان هناك واقعا على الارض متعطش لهكذا حركة. وهذا الواقع موجود في مناطق الطائفة الشيعية, في الجنوب او في البقاع او في الضاحية. وهذا الواقع لم يظهر بعد لانه يفتقر الى الامل.. ولا يرى الضوء في اخر النفق. وعندما سيرى تكتلا صلبا قويا له قاعدة وركيزة قوية, فهؤلاء الناس الذين يتكلمون بنطاق ضيق جدا,   سيتشجعون ويتفاعلون مع الحدث الجديد.

* متى سيتم الاعلان عن قيام هذا التكتل وهل تعتبرون انفسكم تاخرتم?

- قريبا جدا.. نعم هناك تاخير, وهذا التاخير ليس لاسباب غير عادية, فقبل قيام التكتل لا بد من التواصل مع كل الناس.. وكل الحيثيات الشيعية لا يوجد خط احمر ضد احد.. هذا التكتل ليس ملك شخص واحد.. انه للجميع... فطالما ان التكتل للجميع وطالما ان البعض كانت تنقصه الجراة, لهذا السبب تاخرنا بعض الوقت, ولم نكن نتصور ان عملية الغربلة ستتطلب هذا الوقت.

* لو قرر »حزب الله« وحركة »أمل« مواجهة هذا التكتل وانهاءه, كيف يمكن ان تثبتوا موقعكم على الساحة الشيعية?

- كما اثبت موقعي على الساحة... لا توجد مشكلة فليتفضلوا ويفعلوا ما يشاؤون.

* ألمحت لوجود مخطط لفتنة سنية-شيعية. برايك هل ما تقومون به قد يؤدي الى واد الفتنة?

- ما نقوم به سيكون اساسا للبنان. لاننا دائما كنا العامود الفقري للدولة اللبنانية. والمطلوب العودة للحضن اللبناني... ولكن هذا الموضوع ليس بالامر السهل, لاننا لا نواجه ايديولوجيا بقدر ما نواجه امكانيات مادية... هنا لب الموضوع. الناس للاسف في مجتمعاتنا تسير مع القوي مع الذي يملك الامكانيات. اما الناس الذين لديهم قناعات وثوابت فاصبحوا ثانويين خاصة في ظل عدم وجود البديل الذي يشكل نوعا من الضمانة او الامل, من هذا المنطلق لا ارى في المدى القريب ان امكانيات »حزب الله« ستخف... لكن من ناحية ثانية عزيمتنا قوية وبما اننا اصحاب حق نستطيع تحقيق ما نريد. لان ليس لنا مصلحة سوى سلامة طائفتنا وسلامة هذا البلد, ومقتنعون تماما ان مصلحة الطائفة الشيعية في لبنان مثل مصالح باقي الطوائف اللبنانية... ليس لدينا اية مصلحة اطلاقا ان نكون تابعين للنظام الايراني, الذي لا يمثل حتى الحقيقة للتشيع وللتراث الشيعي والتاريخ الشيعي.. نحن اصبحنا شيعة لان باب الاجتهاد واسع ولا يتحكم بنا راي واحد.. لقد واجهنا في الماضي الذين استاثروا بالنظام الاسلامي.. وهذا هو الفكر الشيعي. وما يطبق من قبل النظام الايراني ومن قبل »حزب الله« هو نقيض التشيع.. ونقيض الفكر الشيعي, مصلحتنا في لبنان ان نندمج بالدولة اللبنانية.. ونطلب من كل الشيعة في المنطقة العربية الاندماج باوطانهم وأن يكونوا جزءا منها.

* لماذا تغردون خارج السرب? فاذا كانت ايران تدعم »حزب الله« وحركة »أمل« وتقدم المساعدات المادية والاجتماعية, فلماذا لا تحاولون الاستفادة من هذه التقديمات?

- انا احمد الاسعد.. لدي قناعاتي والتشبث بالحق قبل اي شيء.. نحن من مئات السنين نتولى دورا قياديا في الطائفية الشيعية والناس لها ثقة ببيتنا وقيادتنا, لان هذا البيت متمسك بالحق مهما كانت الظروف فلو كان والدي كامل الاسعد متمسكا بالمصلحة الخاصة لكان استمر الى اليوم رئيسا للمجلس النيابي... لو ماشى السياسة السورية.

نحن هكذا... الحق حق.. والباطل باطل.. و»الاعور اعور بعينه«.. لا ننجر وراء المصالح الضيقة هذا الذي يحصل باسم الطائفة الشيعية باطل.. لا علاقة له بالشيعة ولا بمصلحة الشيعة ولا بقيم هذه الطائفة. هذا الامر سنواجهه بامكانياتنا المتواضعة مهما كانت الظروف.

فك الارتباط

* البعض يعتقد ان مشروع الدولة لن ينجح الا اذا انهزم المشروع الشيعي الذي يقوده »حزب الله« تماما كما انهزم مشروع »المارونية السياسية«. فهل هناك »شيعية سياسية« تعطل قيام الدولة?

- لا اريد ان اسميه »الشيعية السياسية«, لانه كما ذكرت لا يعكس الواقع الشيعي, ولا المفاهيم. لا نريد لهذا المشروع ان ينهزم. وليس لنا مصلحة بان ينهزم. ولكن نريد ان نكسر احتكاره, من خلال الضغط على »حزب الله« ليدخل في الدولة اللبنانية. يعني لا احد في العالم يتنازل عن شيء اذا لم يجبر على التنازل عنه. فاذا لم يكن هناك ضغط فلا تنازل.. ليس هناك ملائكة. يطالبون »حزب الله« فك ارتباطه بايران, بما يعني وقف التمويل المالي وعدم جلب السلاح, والتخفيف من هذا النفوذ وهذه الصلاحيات التي اكتسبها تحت عنوان المقاومة..

كيف سيتخلى عنها وعلى اي اساس? وفي المقابل لا نقدم له شيئا, فقط نطالبه بالعودة الى الدولة اللبنانية... لكن »حزب الله« ليس له مصلحة بالدولة اللبنانية.. فهو لا يمكن ان يقارن مصلحته بالدولة اللبنانية, مع مصلحته التي تدور في الفلك الايراني.. ولكن عندما توجد وسيلة الضغط ويشعر انه ليس وحده في الطائفة الشيعية ويشعر بالمنافسة والضغط عليه ولم يعد مرتاحا كما كان في البداية, ... حينئذ يتنازل عن الارتباط الايراني, الموجود حاليا.. من المهم وجود ضغط على »حزب الله« داخل الطائفة الشيعية تجبره على الدخول في اللعبة اللبنانية, وهذا الامر نأخذه على عاتقنا في المرحلة المقبلة.

* اين تلتقي مع المرجعيات الشيعية امثال السيد علي الامين والشيخ صبحي الطفيلي والشيخ ابراهيم شمس الدين وغيرهم?

- هناك قضايا كثيرة نتلاقى فيها ونقاط نتفق عليها, وان شاء الله يكون لنا تعاون مع الجميع في المستقبل.

* البلد يعيش اجواء قلقة جدا. هل تعتقد ان لبنان مقبل على خضات امنية على غرار ما يحصل في البارد?

- لست مرتاحا للواقع الذي نحن فيه.. ولبنان يمر بمرحلة صعبة..  ستبقى مستمرة للاسف.. ولا اجد حلا للواقع اللبناني على المدى القريب... وليس هناك تحسن. وهذه المرحلة التي نمر بها فيها مصلحة مشتركة ما بين المد الاصولي النظام السوري لجعل لبنان مكانا غير مستقر وغير امن.. لان النظام السوري يرى ان المسالة الوحيدة التي يستطيع من خلالها الضغط على المجتمع الدولي لوقف المحكمة الدولية, هي قصة الاستقرار في لبنان وعدم وجود اي امان فيه وهو يقول للمجتمع الدولي بشكل اوضح اذا كنتم تريدون الاستقرار في لبنان عليكم ان تجدوا حلا للمحكمة الدولية. وهذا النظام لم يفهم بعد ان هذا الطلب غير مقبول ولن يتحقق. لان المجتمع الدولي لن يجد له حلا, فالامور وضعت على السكة ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء. ومن جهة ثانية اعتبر ان المد الاصولي في المنطقة خطره على لبنان يوازي الخطر الاسرائيلي, لان هذه الانظمة اذا تولت الحكم ستعيدنا الى القرون الوسطى والى عصر الجاهلية. وهي اكبر هدية لاسرائيل.. تقول بانها محاطة بحركات اصولية وتطلب من الغرب مساعدتها ماديا وعسكريا. وهي تبتز الغرب بحجة هذه الحركات... من مصلحة اسرائيل استمرار الحركات الاصولية ليستمر الدعم الغربي لها على الرغم من انها تعلم جيدا ان هذه الحركات الاصولية لا تشكل اي خطر عليها..

ونحن كمجتمع عربي اذا كنا نعتقد ان صراعنا مع اسرائيل صراع عسكري فهذه نظرة ساذجة جدا, اليوم اصبحنا في القرن الواحد والعشرين وهناك صراعات اهم بكثير من الصراع العسكري مع اسرائيل, الصراع الاقتصادي, صراع العلم والتكنولوجيا والجامعات والسياسة والعولمة, واذا لم نبنِ دولا ديمقراطية محكومة بقوانين عادلة وشفافة تكون جزءا من القرن الذي نحن فيه لا يمكن للطاقات العربية ان تبدع وتكون خلاقة.. وابداع الطاقات العربية مع الوقت سيجعلنا ننافس اسرائيل ونتغلب عليها. اما الحركات الاصولية والحزب الواحد فيؤديان الى قمع كل الطاقات  وتكريس الكسل والفشل, وهذه اكبر هدية لاسرائيل