العريضي: 8 آذار اجهضت المبادرة السعودية – الايرانية

الشراع - 2007 / 2 / 11

 لا ينقص غازي العريضي ملكة الكلام، كما لا ينقصه وفر المعلومات، فهو من القليلين والمعدودين على اصابع اليد الذين يملكون الافكار ويستطيعون ايصالها الى السامعين وتحقيق الهدف السياسي منها.

 

والعريضي ايضاً من القليلين الذين يحسنون استخدام سلاح الكلمة، هجوماً ودفاعاً، وفي الحالين بهدوء اعصاب يندر ان يفقد السيطرة عليها، فلا يقطع شعرة معاوية من دون ان يكون ((ليناً فيعصر او قاسياً فيكسر)). لكنه في اللحظات الحاسمة لا يتردد في كشف الوقائع ومنها في هذه المقابلة ان ورقة الافكار التي طرحت بين طهران والرياض لقيت موافقة من رئيس كتلة ((المستقبل)) النيابية سعد الحريري ورئيس ((اللقاء الديموقراطي)) النائب وليد جنبلاط وكذلك الرئيس نبيه بري لكن ((حزب الله)) و((التيار الوطني الحر)) رفضاها فعطلا المساعي السعودية – الايرانية، ومنها ايضاً اعتقاده ان قيادة حزب الله تفقد الكفاءة اللازمة للتعاطي في الشأن الداخلي وادارة المعركة السياسية المحلية وان لا ثقة لديه بقيادة حزب الله لجهة لجوئه في أي لحظة في استخدام السلاح منبهاً الى ان السيد حسن نصرالله يشرِّع لغيره ما يقوم هو به.

 

لكن موقف العريضي من حزب الله وقيادته لا ينسحب على رأيه في قيادة الرئيس بري الذي يدعوه الى ان يكون اكثر إقداماً مشيراً الى ان عدم الوصول الى تسوية جدية سيبقي الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات.

 

عن هذه المواضيع وغيرها تحدث وزير الاعلام غازي العريضي لـ((الشراع)) في هذه المقابلة المطولة:

 

#على مسافة ايام قليلة من 14 شباط/فبراير عادت وتيرة السجال السياسي للارتفاع بعد ان هدأت ليومين، عمرو موسى لم يحضر الى لبنان وانما ارسل مساعده، لغة التهديد تتصاعد وكذلك لغة التخوين كيف تقرأ هذه المشهد السياسي بشكل عام؟

 

- عندما نتحدث عن شباط وعن ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فهذا يعني اننا نتكلم عن المحكمة الدولية.

 

فالمسألة لا تتعلق بالمناسبة وإحيائها وان يكون المهرجان او ان لا يكون، فهذه امور على اهميتها وعلى اهمية المشهد الكبير الذي يمكن ان يكون في مثل هذا اليوم تبقى تحت سقف الهدف من اغتيال الرئيس الحريري والتداعيات التي حصلت في البلد ورفض فريق في لبنان والمسؤولين السوريين قيام المحكمة الدولية. فإحياء ذكرى الرئيس الشهيد تعني تكرار طرح السؤال من قتل رفيق الحريري، ومن ارتكب مسلسل الجرائم الاخرى منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده حتى استشهاد بيار الجميل وهنا يطرح موضوع المحكمة الدولية الذي اصبح موضوعاً دولياً لأن القرار صدر عن مجلس الامن ولم يعد مسألة لبنانية. عندما تتحدث في الشأن اللبناني يكون الموضوع الاول هو موضوع المحكمة الدولية لذلك فحتى مهمة الامين العام للجامعة العربية وغيره، زيارة رئيس الوزراء التركي وزيارة الموفدين الدوليين والاقليميين العرب، المسلمين كل الذين جاؤوا الى بيروت او تدخلوا من مواقعهم ومن عواصمهم، فان العقبة الاساسية التي حالت دون الوصول الى حل وتسوية مسألة المحكمة الدولية بسبب الرفض الذي اشرت اليه.

 

# اين الحل انتم تتعنتون بمواقفكم وهم متعنتون ايضاً ألم يخطىء رئيس الحكومة بإرسال رسالة للأمم المتحدة وكأنها شكوى ضد الرئيس نبيه بري الذي كنتم تراهنون عليه؟

 

- وما نـزال نراهن، اولاً الرسالة ليست سرية وهي معلنة في كل الصحافة اللبنانية.

 

# ولكن الآن انكشفت بعدما اعلن عنها الرئيس بري؟

 

- هذه الرسالة هي كناية عن عريضة النواب والعريضة معلنة ومنشورة ومعروفة، كل ما في الامر ان المحكمة الدولية هي قرار دولي وبالتالي يتابعه مجلس الامن، ورئيس مجلس الامن، والامين العام للامم المتحدة مثلما يتابع أي قرار آخر فمن واجبات أي جهة لها علاقة بقرار دولي من قرارات مجلس الامن ان تكون هي ايضاً مواكبة ومتابعة لهذه العملية وبالتالي تبلغ مجلس الامن بالمراحل التي قطعتها كمسألة مزارع شبعا مثلاً.

 

# اليست هي بمثابة شكوى ضد الرئيس بري لأنه لم يفتح دورة استثنائية لمجلس النواب؟

 

- لا، ابداً والموضوع هو التالي: بداية المطلوب هو ((التوقيع على هذه الاتفاقية بين لبنان وبين الامم المتحدة كخطوة اولى بعد اقرارها في الحكومة اللبنانية وبعد موافقة مجلس الامن على النص وهذه العملية أُنجزت، لكن حصل تعطيلها او تجميدها او مصادرتها في بعبدا وعدم التوقيع وبالتالي حصل تساؤل في مجلس الامن عما يجري. ومجلس الامن مطلع على المشكلة الدستورية في البلد لان هناك قراراً آخر هو القرار 1559 الذي يشكك في دستورية التمديد لإميل لحود، فالأمور مترابطة مع بعضها)).

 

وبالمتابعة بعد التوقيع للإعلان عن تشكيل المحكمة والموافقة النهائية في مجلس الامن حسب دستورنا لا بد من إقرار هذه المسألة في المجلس النيابي لتصبح اتفاقية بيننا وبين مجلس الامن.

 

وبمراجعة مجلس الامن، خاصة وان مندوب الامم المتحدة غير بيدرسون موجود في لبنان وهو يتابع هذا الامر ويعرف هذه القضية وطرح السؤال لماذا لم تقر في المجلس النيابي فكان الجواب بأننا حاولنا مرات عدة آخرها كانت الطلب من المجلس النيابي دعوة رئيس الجمهورية لأن يوقع مرسوم فتح دورة استثنائية وقبل نهاية العام. رئيس المجلس رفض ان يدعو المجلس الى جلسة لإقرار هذه المسائل بسبب المشكلة الدستورية القائمة في نظر الآخرين.

 

# يعني تعتبر الرسالة وكأنها رد على سؤال؟

 

- اذا وثقنا كل المراحل التي يمر بها هذا الملف يمكن القول ان ما حصل هو محطة من ضمن المحطات التي مر بها هذا الملف وقد وضعت ايضاً في اطاره.

 

# ألم تطالبوا بتحويلها الى البند السابع؟

 

- لم يطلب الفصل السابع والا كان اجتمع مجلس الوزراء وطلب ذلك او كان رئيس الحكومة قد عبّر عن ذلك رسمياً فهذا الامر لم يطلب، لكن طبعاً هناك مخاوف من هذه المسألة والسبب ان عدداً كبيراً من الناس في اوساط المعارضة وفي سوريا يرفضون المحكمة الدولية ويعطلون قراراً دولياً وبالتالي يستمر مسلسل القتل في لبنان والتوتر.

 

ولقد صدرت قرارات عن مجلس الامن ونداءات حول شرعية الحكومة ودعم الحكومة اللبنانية وعدم زعزعة الاستقرار وما الى هنالك وهذه الامور كلها مترابطة مع بعضها بعضاً وفي سياق المتابعات نضع هذه المعلومات بتصرف الامم المتحدة هذه هي كل القصة.

 

المحكمة ستقوم

 

# في ضوء معركة المحكمة وقضية الثلث والثلثين هل ترى اننا ذاهبون الى حرب؟

 

- المحكمة ستقوم بشكل أو بآخر وفي لحظة او اخرى.

 

# هل ستقوم على أجساد اللبنانيين الا ترى اننا سندخل في حرب اهلية قبل المحكمة؟

 

- الحرب اذا ذهبنا اليها لا سمح الله ليس بسبب قيام المحكمة وانما بسبب رفضها، كذلك محاولة الانقلاب على كل شيء في لبنان كما جرى في الايام العشرة الاخيرة، نحن لا نريد حرباً ولا فتنة ولا خلافاً بين اللبنانيين ولا مشاكل في الشوارع ولكن الغريب في الموضوع ان هناك من يقول: لبنان لا يحكم الا بالتوافق ويصر على رأيه فكيف يحكم بالتوافق في ظل الاصرار على الرأي.

 

انا اعرف ان التوافق يعني ان نتفق جميعاً فيما هناك من يختار قضايا موضع خلاف ليتهم الحكومة او يتهم فريق الاكثرية بهذا الامر.

 

دعونا نتفق على قاعدة الجميع قال محكمة دولية وعلى طاولة الحوار بالاجماع قلنا محكمة دولية فلماذا تعطيل المحكمة.

 

لا يمكن لأحد أن يصدّق ان المسألة مسألة يومين للنقاش، فحتى هذه اللحظة ما نزال نقول تعالوا إلى النقاش وإبداء الملاحظات والغريب في الموضوع ان الرئيس السوري أرسل ملاحظاته لرئيس الحكومة التركية أردوغان بينما الفريق اللبناني لا يعلن ملاحظاته على المحكمة وكأننا في محفل سري وقال البعض لسفراء ولمسؤولين نحن لم نطّلع عليها بعد.

 

نحن لا نريد للمحكمة لا أن تكون محكمة انتقام أو محكمة ثأر أو تصفية حساب دون الاستناد إلى حقيقة ما جرى.

 

# كيف يمكن إقناع الطرف الآخر بهذا الكلام؟

 

- قلنا منذ البداية لا نريد استهداف أحد المسألة محصورة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الأربعة عشر التي حصلت. إذا كان ثمة أحد يطالب بهذه الجرائم ماذا نفعل أليس من الضروري أن يكون ثمة محكمة للمحاكمة.

 

# لماذا بدأت الإشارة إلى حزب الله بعد ان أكدتم ان لا علاقة له بالجرائم التي حصلت؟

 

- شنوا علينا حملة سياسية وبدأوا بعملية تخوين أنتم أميركان وإسرائيليون.

 

# وأنتم وجدتم لهم تهمة؟

 

- القضية طرحت في إطار التساؤل حول الإصرار على رفض المحكمة ان كان في لبنان أو في سوريا، أي شخص يرفض المحكمة يعني انه يشعر بشيء من القلق والخوف وبالتالي بتفسير الأمور هو ليس بريئاً.

 

أما إذا قال نعم للمحكمة وتعالوا للمحكمة وبالمواصفات التي اتفقنا عليها أي ان المحكمة محصورة أعود وأقول بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد والجرائم الـ14 المتصلة لاحقاً كعمليات حصلت في لبنان فهذا يزيل الشكوك به.

 

الكأس المرة

 

# ألم تخافوا مما رأيتموه كسياسيين من يوم الثلاثاء الأسود والخميس على البلد، ألا يمكنكم أن تمنعوا عن البلد الكأس المرة؟

 

- طبعاً شعرنا بالخوف ولكن وأنا هنا ومن دون الدخول في اتهامات أسأل كيف نعالج هذا الموضوع؟ الجواب هو ان نعالج السبب والذين أصرّوا على الشارع والاحتكام إلى الشارع والذين أطلقوا تصريحات وهددوا الناس بذلك اليوم وقالوا سترون أشياء لم تروها في حياتكم خلقوا حالة من الرعب والقلق والاستفزاز والتهديد في البلد.

 

وعندما لوّحوا بكلام واضح بأن انتبهوا أيها المواطنون إلزموا منازلكم وربما تذهبون إلى أعمالكم ولكن لن تعودوا. هذا نوع من الإرهاب النفسي والفكري الذي مورس على الناس كانت نتائجه على الأرض كما جرى.

 

# لكن أنتم اتهمتم بالقتل وبالقنص من على أسطح الأبنية؟

 

- في مثل هذه الأيام منذ سنة وتحديداً في 5 شباط/فبراير شهدت منطقة الأشرفية تحركات بسبب الكاريكاتور الذي أساء للنبـي والجميع قال آنذاك العناية الإلهية أنقذت لبنان، لأن الذين نظموا وحرّضوا وعمموا ثقافة تكسير السيارات منذ ذلك الوقت والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة بطبيعة الحال استفزوا الناس.

 

عندما نقول العناية الإلهية أنقذت لبنان كنا ننطلق من سؤال ماذا لو أقدم مواطن على إطلاق نار لحماية نفسه أو زوجه أو ابنته أو عائلته لكانت وقعت كارثة.

 

للأسف لم يتعلموا من تلك التجربة عندما شاهد الناس المئات من المواطنين يهاجمون السيارات والمنازل والمدارس والمتاجر وليس ثمة أي حماية للمواطنين أو لأملاكهم نعم اندفع بعض الناس وأطلقوا النار.

 

أنا لا أبرّر هذا العمل على الإطلاق ولكن المشهد كان بشعاً وكان مؤلماً بسبب الاحتكام إلى الشارع في مثل هذه الأجواء المحتقنة المشحونة من قبل القيادات السياسية ومن خلال الاعلام والتحدي المستمر وحرص البعض على أن يكون ثمة فتنة في لبنان، هذه الأمور لا يمكن أن تؤدي إلى وئام وإلى سلام ومحبة وعناق في الشارع إنما ستؤدي إلى هذا المشهد.

 

أما مسألة القنص ومسألة القتل فأنا قلت وأكرر هذا الموضوع يجب عدم المتاجرة به. ان الذين أصيبوا وقُتلوا ليسوا من فريق واحد وأنا مرة جديدة أتوجه بالتعزية إلى أهالي كل الذين قُتلوا والتمنيات بشفاء عاجل لكل الذين أصيبوا. دم هؤلاء غالٍ علينا جميعاً وكل هؤلاء هم مواطنون لبنانيون أنا لا أستطيع أن أميّز بين ابن شمص وابن شومان وابن مرتضى وابن غازي وابن مطر من عرب المسلخ وثلاثة من طرابلس فلا يمكن إثارة المسألة من زاوية ان السلطة اعتدت من خلال فريقها على فريق آخر وهذا الفريق الذي يدعم السلطة سقط له أربعة أو خمسة شهداء من اعتدى على هؤلاء هل السلطة قتلتهم؟ الفلتان في الشارع لا يمكن أن يؤدي إلا إلى هذه النتائج لذلك هذه المسألة يجب إخراجها من دائرة المزايدات ومن التحريض والشحن والتعبئة والتوجيه نحو القتل ونحو الثأر وما شابه فلتأخذ العدالة مجراها ولنوقف ما سميته ثقافة تكسير السيارات والفلتان في الشوارع والتحريض والتعبئة والتخوين والتهديد وما إلى ذلك.

 

رفعنا الغطاء

 

# لماذا لا تعملون على كشف الأسماء والمتورطين؟

 

- نحن رفعنا الغطاء عن كل الناس وقد سلمنا للدولة شخصاً أطلق النار.

 

# هل الذين كانوا على أسطح الأبنية هم من الحزب الاشتراكي؟

 

- جاء الجيش وطلب إجراء مداهمات فكان موقفنا واضحاً لكل الذين اتصلوا بنا ان أدخلوا إلى كل المواقع وإلى كل البيوت وقيادة الجيش تعرف ذلك وكذلك القوى الأمنية والأجهزة القضائية وأنا لا أبرر ما جرى أنا أرفض هذه الممارسة ان كان من الحزب الاشتراكي أو من غير الحزب الاشتراكي لكن في الوقت ذاته أرفض استغلال مثل هذه المسائل بشكل فئوي بمعنى الحديث عن مشكلة في مكان وتناسي أو تجاهل مشاكل في أمكنة أخرى تماماً كما حصل في الاعتداءات على الاعلاميين سُجّلت عشرات الاعتداءات على الاعلاميين صحافيين أو مصورين أو مراسلين البعض يكتفي بالإشارة إلى إعلاميين معينين لأنهم ينتمون إلى جهة سياسية معينة وكأن الاستهداف لحقيقتهم أو لشاشاتهم أو لمحطاتهم أو لأحزابهم أو لقواهم السياسية.

 

تعطيل المبادرات

 

# بمعزل عن هذه الحادثة أيضاً أنتم متهمون بمحاولة تعطيل أي مبادرة للحل منذ المبادرة السعودية الأولى مروراً بنتائج زيارة وفد حزب الله للسعودية وصولاً الى مبادرة عمرو موسى؟

 

- جوابي بسيط، الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى منذ اسبوعين اعطى حديثاً لجريدة ((الشرق الاوسط)) وأعلن فيه مبادرته بالتفصيل وماذا جرى معه اذا عدنا الى هذه القراءة لوجدنا انها تتطابق مع كل ما اعلناه بالكامل وبالتالي وافقنا عليه وعندما غادر موسى لبنان وأطلق تصريحه الشهير حول المخاوف من التصعيد نذكر تماماً في اليوم ذاته من هو الذي كان يهدد بالتصعيد وبالنـزول الى الشارع وقطع الطرقات، اصوات صدرت من المعارضة وكان هناك استياء حتى من بعض اوساط المعارضة على هذا الموضوع، وبالتالي لسنا نحن من عقّد مهمة او مساعي الامين العام للجامعة العربية اما في ما يخص زيارة وفد حزب الله الى المملكة العربية السعودية، الوفد لم يحمل مبادرة، بل اطلق افكاراً عن مبادرة الرئيس نبيه بري وقالت اوساطه بأن كلام وليد بك آنذاك في مقابلة مركبة على محطة العربية كان بمثابة اطلاق النار على مبادرته عندما علم بأن وفداً من حزب الله موجود في السعودية وهذا الكلام ايضاً غير صحيح، اولاً المقابلة غير مركبة ولم يتم ترتيبها على وجه السرعة لأننا لم نكن اصلاً في اجواء معلومات عن زيارة وفد حزب الله للمملكة وبالتالي المقابلة مُتفق عليها قبل وقت وثانياً، لاحقاً قالت اوساط الرئيس بري انها ليست مبادرة هي افكار تداولها مع السفيرين الاميركي والفرنسي وكل ما علم به وليد بك هو عدة كلمات كطرح فكرة حكومة من عشرة وهذا الامر تلقاه على الهاتف، فلا هو قابل السفير الفرنسي ولا السفير الاميركي وحصل ذلك قبل دخوله للتسجيل وبالتالي مر عليها مروراً سريعاً.

 

نحن لم نعطّل هذه المبادرة تفاعلنا مع كل الافكار التي طرحت لكن كان هناك توكيد لمسألة المحكمة الدولية، بعد ذلك اتت مبادرة ثانية ان صح التعبير او افكار ثانية، دخلت ايران على الخط مع المملكة العربية السعودية وجاء السيد علي لاريجاني الى المملكة وعندما طرحت الافكار وقد تمت مناقشتها مع مختلف الاطراف كتبت على ورقة بشكل مدوّن ويعلم المعنيون تماماً اننا قلنا نعم لهذه الورقة والنائب سعد الحريري اطلق الموقف ذاته والرئيس السنيورة كان في الخارج وانتظرنا عودته، وقبل باريس 3 بتسعة ايام بالضبط كان يوم ثلاثاء اعطى الرئيس نبيه بري موافقته على اساس ان حزب الله يعطي الجواب يوم الاربعاء.

 

الجواب لم يأت الاربعاء انما جاء الخميس في النهار مقابلات للسيد لاريجاني مع الصحافة اللبنانية تحدث عن عزة الحكومة اللبنانية ومواقفها خلال فترة الحرب وفي الوقت ذاته انتقد فريقاً من اللبنانيين الذي يؤيد الحكومة مطالباً اياه بالاعتذار وبالتوقف عن سياسة الهروب الى الامام وبالتالي هاجمنا.

 

هذا الجواب كان في الصباح في الصحف اما الجواب المسائي فقد جاء من حزب الله للمعنيين الذين يتابعون هذه المسألة نعتذر عن التأخير ولكن ثمة مشكلة التيار الوطني الحر وميشال عون لا يوافق على هذه الورقة لأن ليس فيها انتخابات نيابية مبكرة.

 

هذان الجوابان كانا واضحين في وقف هذه المساعي والذين كانوا يتولون هذا الامر ولا اريد ان اتحدث باسمهم فوجئوا بهذه المسألة.

 

ويوم الجمعة اطل السيد نصر الله على شاشة ((المنار)) بمقابلة بعد توقف طويل عن المقابلات التلفزيونية، وقال بالحرف الاصرار على حكومة من 19 + 11 وفي الورقة لا توجد صيغة 19 + 11 انما هناك 19 + 10 +1 مع تفاصيل كيف يمكن اختيار هذا الواحد وأصر ايضاً على انتخابات نيابية مبكرة بمعنى انه اكد الاجوبة التي اعطيت بالمعنى السلبي وتوقفت هذه المساعي ونحن نعرف ان الدكتور لاريجاني جاء الى دمشق وكان قد ابلغ السعوديين بأنهم مستمرون في مساعيهم وسيتم الاتصال بالسوريين وعندما عاد من سوريا الى المملكة كان يحمل ورقة من خمسة بنود:

 

1- لا محكمة دولية الا بعد انتهاء التحقيق.

 

2- حكومة 19 +11.

 

3- قانون انتخابات.

 

4- انتخابات نيابية مبكرة.

 

5- انتخابات رئاسية.

 

انا اريد امام كل الرأي العام ان اسأل ألم نسمع في الايام الاخيرة وقبل مجيء موفد الامين العام للجامعة العربية وأثناء الحديث عن عودة الامين العام للجامعة العربية تصريحات تقول التالي: لا محكمة دولية الا بعد انتهاء التحقيق وهذه تصريحات صدرت من اركان المعارضة وهذا يعني ان هذا هو الموقف السوري وبالتالي ما قلناه كان صحيحاً يعني لسنا نحن من عطّل المبادرات او الافكار او المساعي او محاولات الوصول الى حل.

 

ألم نسمع تصريحات تقول: لماذا يأتي عمرو موسى وان لا ضرورة لعودته، ألم نسمع تصريحات تقول اذا عاد بالافكار ذاتها يعني ان لا حل؟

 

هذا الكلام يعني الاعتراف الواضح بأنهم رفضوا هذه الافكار عندما جاء في المرة الاولى فلو كانوا معها لكانوا قالوا اهلاً وسهلاً فلننتظر الفريق الآخر، كل هذه التصريحات حصلت في الايام الاخيرة وبالتالي نحن لم نعطل وليس لنا مصلحة في التعطيل وهذه حقيقة ما جرى.

 

دور ايران

 

# هل انت مؤمن ان الملف اللبناني بأيدي اللبنانيين ام هو رهن بالعلاقات السعودية – الايرانية والى أي مدى طهران مستعدة ان تأخذ موقفاً متمايزاً عن سوريا خاصة وان لكل دولة منهما مصالحها الخاصة بمعنى ان مصالح ايران في البلد هي اعتباره ورقة في التفاوض على الملف النووي وسوريا تعتبره ورقة للتفاوض للعودة الى لبنان؟ وكيف سينعكس ذلك على دور حزب الله في الداخل؟

 

- هم يحددون دورهم وليس انا من يحدد ذلك ولكن انا اعتبر انهم ارتكبوا خطايا كبرى في ادارة الملف الداخلي. وبالتعاطي بالشأن الداخلي، وأنا برأيي رغم احترامي وتقديري لقيادة حزب الله والتي لي معها علاقة عميقة برأيي لم تكن لدى حزب الله كفاءة في التعاطي بالشأن الداخلي وليست ثمة كفاءة في ادارة المعركة السياسية الداخلية والدليل على ذلك ما يشبه الاجماع في كل الاوساط السياسية اللبنانية والعربية والاسلامية التي تتحدث عن الخسائر في القدرة التي مني بها حزب الله او التي اوقع نفسه فيها وعن هذا التراجع السريع لأهم حركة تحرر كما قال لي احد الاصدقاء: انا لا ارى أي حركة تحرر في العالم تراجعت بالسرعة القياسية التي تراجع فيها حزب الله في لبنان بعد انجاز تاريخي مهم، لذلك هذا الدور وهذه السياسة هو يقيّمها ويعود الى قراءتها.

 

# الملف اللبناني هل هو داخلي ام سعودي – ايراني؟

 

- ليس سعودياً - ايرانياً والدليل هو انه عندما تحركت السعودية وايران من قام بالتعطيل هو سوريا، التأثير السوري كبير جداً ولكن هل تريد سوريا ان تلعب بلبنان او تمارس دوراً او ان تعطّل اشياء معينة في لبنان لكي تعود الى لبنان ولكي تعيد لبنان الى حضانتها فهذا يعني ان كل الموضوع السوري ليس مواجهة اسرائيل، والبعض لم يكن يريد الاعتراف بذلك وأسمعهم كثيراً على المنابر ويقولون سمعنا كلاماً من اميركا ومن اسرائيل مقلقاً ومرعباً ولم نسمع تعليقات منكم عليه.

 

انا ضد كل الكلام الصادر عن اسرائيل وضد كل اسرائيل وسياسة اسرائيل وضد السياسية الاميركية.

 

ولكن، عندي سؤال اذا كان رأي الشريك الآخر يعني لهم الكثير اليس من حق هذا الشريك ان يسألهم لم نسمع منكم كلمة عندما شُتم رئيس الحكومة اللبنانية وأنتم وزراء فيها بل رفضتم قول أي كلمة وصدور كلمات عن مجلس الوزراء لا بل قيل عن هذا الشريك اللبناني كلام بأنه منتج اسرائيلي وأميركي بعد الحرب مباشرة وهدد هذا الشريك اللبناني وأطلقت صفات ونعوت هائلة من خارج البلد وليس من داخل البلد لم نسمع أي انتقاد لذلك.

 

اثناء الحرب والقصف والدمار والخراب على كل لبنان كنا نرى التناغم السوري – الاسرائيلي في عملية عدم الاقتراب من الحدود السورية وعدم ضرب سوريا وعدم دخول سوريا في الحرب والى ما هنالك طبعاً انا لا ادعو الى مثل هذه المسألة ولكن اصوّر المشهد السياسي واذا بعد فترة يكشف النقاب عن مفاوضات سورية – اسرائيلية كانت تجري اثناء فترة الحرب الاسرائيلية التدميرية على لبنان وخرج المفاوض السوري ابراهيم سليمان ليقول منذ ايام بكل وضوح قدمنا للاسرائيليين ما لا يحلمون به، فيما كان كل لبنان يدمر ويحرق وتقطع الجسور ويحاصر ويعذب ويشرد اهله.

 

وبالعودة الى الملف اللبناني انا ارى ان الملف يتأثر بالقرار السوري لأن لديهم قدرة كبيرة على التعطيل ولكن بالنهاية نحن كلبنانيين الى اين ذاهبون.

 

# أليس من حق حزب الله ان يبدي الهواجس ويطالب بالثلث المعطل وهو يقول انه رأى كيف تعاملتم مع سلاحه خلال حرب تموز/يوليو؟

 

- لا ليس من حقه ذلك ونحن ايضاً عندنا هواجس ألم يقولوا عنا بأننا اميركيون واسرائيليون.

 

انا شخصياً ارفض هذا المنطق وهذا المبدأ بأنه يريد الثلث المعطل لأننا اسرائيليون وهو لا يرتاح الينا.

 

# دعنا نقول انه لا توجد لديه ثقة بكم؟

 

- والفريق الآخر ايضاً لا يثق بهم ايضاً، وليس عنده ثقة من امكان ان يستعمل حزب الله سلاحه في أي لحظة.

 

# ولكن حزب الله يستعمل السلاح اكان بالاتفاق معكم او بغير الاتفاق معكم؟

 

- هذه الاشارة التي اشرت اليها حول مفهومهم للاجماع والذي تقولينه يزيد المخاوف عند الفريق الآخر اكثر فأكثر.

 

الثلث المعطل

 

# ما هو دور الثلث المعطل هنا؟

 

- انا اتكلم بمبدأين الاول بالسياسة هناك صفحة يجب ان نطويها ونعود ونبني البلد ولكي نبني بلداً لا نستطيع ان نتمترس وراء شعارات بأنكم انتم اسرائيليون وأميركيون وعملاء تنفذون الاجندة الغربية لذلك يجب ان يكون عندي هذه الضمانة وبالتالي الفريق الآخر يقول لهم انتم كذا وكذا وكذا وانا لا اثق بكم وأريد هذه الضمانة او تلك.

 

انا ارى ان التسوية هي في ان نقدم جميعنا من أجل لبنان.

 

المسألة الثانية دستورياً لا يوجد شيء اسمه ثلث معطل بهذه الطريقة يتكلمون عن ديموقراطية توافقية وعن نظام ديموقراطي كيف هذا الكلام.

 

وهناك مبدأ خطير يتم تكريسه حالياً وهو ان أي ممثل لطائفة طائفته تعطيه في الانتخابات كما اعطت اخواننا في الفريق الشيعي او كما اعطت وليد جنبلاط او سعد الحريري لأي سبب من الاسباب في ظل ازمة الثقة ممكن ان يقول انا انسحبت من الحكومة وبالتالي تعطلت الحكومة وشلت البلد.

 

# هل القضايا الكبرى تتوقف عند ثلث وثلث معطل وكلنا يعرف في حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان له 24 من اصل 30 وزيراً واستطاع رئيس الجمهورية ان يعطل مشروعاً اقتصادياً كبيراً؟

 

- كانت يومها سوريا تدير شؤون البلد مباشرة.

 

# هل الآن سوريا بعيدة كثيراً عن ذلك؟

 

- اذا لم تكن بعيدة كثيراً فهذا يعني ان هناك هاجساً اكبر لدى الطرف الآخر عندما يقول انكم تريدون ارجاعنا الى الماضي.

 

انا ما اقوله ان هناك هواجس لدى كل طرف هناك مرحلة مرت في تاريخ البلد ويجب ان نتعلم جميعاً منها.

 

# رئاسة المجلس معطلة، رئاسة الجمهورية معطلة، الثلث أو الثلثان ما هو تأثيرهما في هذا الموضوع وخاصة ان أي قرار سيذهب إلى المجلس وأنتم الأكثرية تستطيعون تعطيله حتى لو كانوا هم الثلث المعطل؟

 

- أولاً لا يجب أن تكون رئاسة المجلس معطلة، وبالتالي يمكن أن لا نصل إلى قرار في هذه الحالة وان لا نصل إلى المجلس بمسألة الموازنة أو أي شيء من هذا النوع أو بعض القوانين الكبيرة.

 

# هل ستسلّمون بالأمر الواقع بالنسبة لرئاسة الجمهورية وستنتظرون حتى انتهاء المهلة؟

 

- لا مشكلة في ذلك.

 

# يقول السيد نصرالله بأن أجندته تنحصر في رفع الظلم عن أبناء طائفته الشيعية ومشاركتهم مع بقية أبناء لبنان في الثروة والسلطة والمكانة ألا يحق له كفريق شيعي بهذا الأمر؟

 

- أولاً لا أحد يستطيع منع أحد في لبنان بماذا يفكر ولكن هذه الأمور تتم ليس بالطريقة التي تصرّف بها الحزب مع العلم ان السيد قال هذا الكلام الدقيق وسعدالدين ابراهيم أكد وأقسم بالله بأنه صحيح ولكن دعينا نقول من حقه أن يفكر بأي شيء يريده، الطائفة الشيعية طائفة كريمة طبعاً ولها حقوقها في البلد لكن باعتقادي ان اتفاق الطائف أقام نوعاً من التوازن على مستوى الطوائف في البلد وحتى في اتفاق الطائف لم نقف عند مسألة الطوائف وعددها وحقوقها وغلّبنا الوفاق الوطني بمعنى انه حصلت دورات لقوى الأمن وللجيش والوظائف ولم يكن يتقدم أحد من إخواننا المسيحيين وكنا نقول بتغليب الوفاق الوطني حتى بالوظائف العادية ألتي لم تذكر بالطائف حول المناصفة أخذنا هذا الوضع في الاعتبار من أجل إيجاد هذا الوفاق الوطني مع ذلك أريد أن أسلّم جدلاً بأمرين الأول اننا نريد تطبيق الدستور كما هو حصة كل فريق موجودة والأمر الثاني انه من حق كل فريق أن يفكر بحصة أكبر ولكن النقاش هو حول الأسلوب.

 

السيد بهذا الكلام يقول بشكل أو بآخر نحن دولة ضمن الدولة بغض النظر عن هذا الكلام صحيح أو خطأ لا يستطيع فريق في لبنان أن يقول أنا قمت بالحرب وإذا حاسبوني على كلفتها أنا مستعد أن أدفع 4 مليارات كلفة هذه الحرب هذا يعني ان أي حزب في البلد يحق له ما يحق لحزب الله وغداً يقوم أي حزب بحرب ضد إسرائيل دون أن يسألك في أي لحظة ولأي سبب من الأسباب.

 

هل يجوز أن يقول اننا خربنا البلد وبالتالي أنا أدفع كلفة هذه الحرب ما هذا الأسلوب الذي يعممه وكيف هذه الإدارة التي يعممها في البلد هو يشرّع لغيره أن يقوم بالدور نفسه. هذا لا يجوز سواء كان هذا مقصوداً أو كان تعبيراً في غير مكانه في كل الحالات أكان ضمن برنامج أو غير ذلك هذا الكلام خطأ عندما تحصل هذه الممارسات.

 

# هل تعتبر ان الجرة انكسرت بين السيد نصرالله ووليد جنبلاط وهل تشعر بأنه لم يعد لك دور للتوفيق بين وجهات النظر في هذه المرحلة؟

 

- أنا أعتبر انه من الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الاخوان في حزب الله انهم عطّلوا كل الأدوار وأنا بالنهاية أنتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه وليد جنبلاط وأنتمي إلى وليد جنبلاط شخصياً بما بيني وبينه وأنا في جوهر الموقف السياسي معه مئة بالمئة ربما أحياناً عندي ملاحظات على أسلوب أو على إدارة بعض الأمور هذا جزء من واجبـي ومن مسؤوليتي إلى جانب انه لمصلحتنا ولمصلحة البلد وأستطيع القول بكل اعتزاز مع احترامي لكل الذين يوجّهون السهام لوليد جنبلاط انه من أكثر الرجال الذين يستمعون للآخرين ويأخذون بملاحظاتهم ومن أكثر القيادات الذين يملكون وعياً للمسألة.

 

لماذا أقول انهم عطّلوا كل الأدوار لأننا لا نسمع صوتاً من هذا النوع عند الفريق الآخر الاعلام إعلام واحد والخطاب خطاب واحد والأسلوب أسلوب واحد.

 

أنا أقول لهم اتركوا مكاناً للتواصل من دون تحدٍ، افتحوا عيونكم قليلاً واعرفوا ان ليس الحق دائماً معكم لا يجوز لأي إنسان في الدنيا لأي موقع ولأي طائفة انتمى أن يتصرّف على أساس انه على كل شيء قدير.

 

# لكن حتى موعد طاولة الحوار كانت العلاقة جيدة في ما بعد بدأ وليد بك بإطلاق سهامه نحو نصرالله؟

 

- هم أيضاً لم يقصّروا معه بالكلام وأنا ضد هذا الأسلوب ولكن لم نعد نسمع إلا التخوين والاتهام والتهديد بالقتل والتحريض.

 

# كيف يمكن العودة إلى طاولة الحوار في ظل هذه الأجواء؟

 

- للأسف للأسف للأسف هذا لبنان.

 

# هل هذا ممكن؟

 

- طبعاً هذا ممكن رغم ما حصل في حرب الجبل والحرب اللبنانية عادت العلاقات إلى طبيعتها فلنتعلم من الماضي ونوفر الوقت ونعود للحوار.

 

اكتشفنا من يريد الفتنة

 

# لماذا التصويب عليكم أنتم بالتحديد على النائب وليد جنبلاط هل برأيك حزب الله يحاول تحييد السنّة ويقول انها ليست معركة سنية – شيعية وان الفتنة هي درزية وبالتالي هل نحن ذاهبون إلى معركة درزية – شيعية بدلاً من سنية – شيعية؟

 

- يتهموننا بأننا من أثار المشاكل يوم الخميس فممكن لأي عاقل ولأي شخص ينتمي إلى هذا التيار السياسي المؤيد للحكومة أن يخترق عقله بمعلومة من هذا النوع. ما عدا يوم الخميس، يوم كان فريقنا موجوداً على الطاولة في باريس3 الذي هو أحد أبرز التحديات والمحطات المرفوضة من المعارضة وبالتالي أحد أهم المعارك التي خضناها لعقد باريس3 هل يمكن لعاقل أن يقتنع بأن هذا الفريق انقلب على نفسه ونقل الصورة من باريس3 وعلى شاشات العالم كلها كيف تؤيد الحكومة اللبنانية أي كيف تؤيد هذا الفريق وكيف تؤيد لبنان أي كيف تؤيد هذا الفريق الذي يرفع شعار لبنان أولاً وكيف تؤيد الإصلاح الاقتصادي في لبنان الذي هو برنامج هذا الفريق وأنا أتحدث بمعنى الحكومة هل معقول أن يقبلها أي عقل.

 

ثانياً: السبب في كل هذا الاتهام اننا فعلاً رفضنا الفتنة واكتشفنا حقيقة من يريد الفتنة.

 

# كيف؟

 

- بكل بساطة نحن رفضنا الشارع ونبهنا من آثاره وهم قالوا ان التحرك سلمي وديموقراطي وحضاري نحن تجرأنا وقلنا هذا التحرك لم يكن سلمياً بل هدد السلم الأهلي وهذا التحرك لم يكن ديموقراطياً فقد تضمن نوعاً من الإرهاب على الناس. وهذا التحرك لم يكن حضارياً لا يمت إلى الحضارة بصلة إلا حضارة تكسير السيارات والفلتان في الشارع والانتقام من الناس.

 

# هذا ما تقتنعون أنتم به ولكن هم يقولون أنكم أنتم من حاولتم إظهار هذا الأمر؟

 

- العالم كله رأى ما حصل وكان يُعرض مباشرة على الهواء من ثم قالوا لقد خفنا من فتنة مسيحية – مسيحية فأوقفنا التحرك وغيرهم قال اننا نجحنا.

 

# بعد كل ما حصل ما زلت تراهن على طاولة الحوار هل ما زلتم تراهنون على دور للرئيس بري أم كانت حساباتكم خاطئة عندما راهنتم عليه؟

 

- لا أقول حسابات خاطئة وفي مرحلة معينة أدى الرئيس بري دوراً أساسياً أنا آمل أن يكون أكثر تقدماً وأكثر إقداماً في هذا الدور.

 

# أين وكيف؟

 

- هو ذكي ويعرف وهو ما يزال رئيساً للمجلس النيابي بغض النظر عن موقفه أو عن موقعه كرئيس لحركة أمل وهو موقع مهم ويشكّل قوة أساسية في الطائفة الشيعية الكريمة وهي شريكة في البلد ولا يجوز أن تكون حالة قطيعة بين بعضنا البعض مهما كلّف الأمر ومهما احتدمت المعارك السياسية لكن هو في النهاية رئيس مجلس نواب ومسؤول عن كل نواب الأمة.

 

# ولكنه لا يمارس هذا الدور؟

 

- لذلك قلت عليه أن يكون أكثر تقدماً وأكثر إقداماً. اليوم هو لا يمارس ولكن أنا ما أزال أراهن وأتطلّع إلى هذا الدور للرئيس بري على ان يكون أكثر تقدماً وأكثر إقداماً.

 

# هل تتوقع أن يبقي مجلس النواب معطلاً لحين انتخابات رئاسة الجمهورية؟

 

- هذا سوف يكون واحداً من أسباب الفتنة الكبرى في البلد وأنا لا أعتقد بعد الذي شرحناه وبعد التجارب التي مررنا بها ان لأحد مصلحة في ذلك خصوصاً ان الكل يقول نحن مع المحكمة الدولية ونحن نريد التسوية والحل وأنا اقول تفضلوا اضافة الى ذلك انه اينما ذهبنا ومهما حصل في البلد فكل موضوع له نهاية سنجد تسوية، وسنجد اتفاقاً.

 

انا لا افهم كيف يقولون انهم يريدون التوافق ويمارسون سياسة الفرض ولا افهم كيف يقولون لا غالب ولا مغلوب، ويصرون على انهم غالبون ولا افهم كيف يتحدثون عن سياسة الاجماع ويفسرون الاجماع على كيفهم بمعنى ما تجمع عليه يسيرون به وما لا تجمع عليه يسيرون بالذي يريدونه فقط.

 

فلنتعلم من التجارب ودعونا نوفّر الوقت ونعود للحوار.

 

ذكرى 14 شباط

 

# هل ‏ستنـزلون في 14 شباط؟

 

- مبدئياً هذا هو التوجه.

 

# مثل كل سنة ام سيكون على نطاق أضيق؟

 

- اذا كان هناك مهرجان طبيعي سيكون مثل كل سنة.

 

# الا تتوقعون حصول صدامات؟

 

- لا اتصور ذلك.

 

# الى متى سيبقى الوضع الراهن هكذا، هل من تاريخ معين يمكن ان يشكل منعطفاً جديداً في الازمة اللبنانية؟

 

- اذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن دون الدخول في عملية تسوية جدية سيبقى الموضوع مفتوحاً على كل الاحتمالات لجهة التطورات اللاحقة.

 

# ما هي التسوية؟

 

- لقد قلتها سابقاً يجب ان نصل الى تسوية بين بعضنا كلبنانيين لأنه حتى لو بقي الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات بالنهاية سنصل الى تسوية وأي تسوية سنصل اليها اليوم او بعد اشهر او مع الرئاسة او بعد الرئاسة بكلفة كبيرة جداً او بكلفة اقل لا توازي شيئاً من قلق اللبنانيين وليس من تضحياتهم ومن دمائهم ومن اموالهم.

 

ونحن عندنا تجربة حرب 15 سنة ثم جئنا الى الطائف وهل يقتنع احد ان الطائف يستلزم 200 الف شهيد وعشرات ألوف الجرحى والمخطوفين والمعوقين والخراب والدمار وتراجع دور لبنان عشرات السنين الى الوراء.

 

فلنتعلم مما حصل واذا لم نكن نريد ان نتعلم البلد ((طاير)).

 

حوار هدى الحسيني