مقابلة مطولة مع النائب بطرس حرب/السياسة/19 أيار

المرشح الرئاسي اللبناني أكد أنه لايتصور رئيسا لايعرف الدستور ولايتعايش مع "الطائف"

بطرس حرب لـ"السياسة": عون لايناسب لبنان لأنه يضع نفسه في موقع الحكم ومازال يتصرف كجنرال

بيروت - من عمر البردان: السياسة 19/5/2007

 

اعتبر المرشح الرئاسي في قوى 14 اذار النائب بطرس حرب انه كان لا بد من كسر الحلقة في مكان ما في موضوع المحكمة والحكومة, لافتا الى ان موضوع المحكمة مرتبط بقضية مبدئية واخلاقية هدفها احقاق الحق وكشف الجناة ومحاكمتهم, ولهذا السبب كنا من الداعمين لكي ترسل الحكومة كتابا الى الامم المتحدة تطلب فيه بوضوح من مجلس الامن اقرار المحكمة الدولية بعد ان تعذر حصول هذه الموافقة في الاطار الدستوري وبذلك نكون قد خطونا خطوة ايجابية ومتقدمة الى الامام ليصبح بامكان القاضي سيرج براميرتس التعجيل بتحقيقاته وتقديم القرار الظني, لانه وعد الشهود بعدم الكشف عن اسمائهم قبل تشكيل المحكمة للمحافظة على سلامتهم, مشددا على ضرورة وضع المحكمة جانبا والتحرك باتجاه مسألتين, الاستحقاق الرئاسي ومعالجة وضع الحكومة.

 

كلام حرب جاء في اطار حوار اجرته معه "السياسة" رأى فيه ان بطريرك الموارنة عندما يتخذ مبادرة لا يمكن ان يأخذ أذنا من احد, وان زيارته لبعبدا تندرج في اطار معالجة قضية الاستحقاق الرئاسي وانه خرج من اجتماعه بالرئيس اميل لحود بالحد المقبول من التفاؤل بتجاوب رئيس الجمهورية مع رغبته.

وقال ان يد قوى 14 اذار مفتوحة للتوافق على شخصية قادرة على قيادة البلاد وايجاد حلول لكل الازمات التي نمر بها لان رئيس الجمهورية هو رئيس لكل اللبنانيين.

 

حرب اعتبر ان ترشيح النائب العماد ميشال عون لا يناسب لبنان في المرحلة المقبلة, لانه لم يضع نفسه في موقع الحكم بين اللبنانيين وما زال يتصرف كأنه جنرال في الجيش.

 

حرب رأى ان الذي ميز قوى 14 اذار عن قوى 8 اذار, هو تمسك فريق الاكثرية بالنظام الدستوري وعدم اتخاذ مواقف للنزول الى الشارع والاعتصامات والخروج عن الاصول الديموقراطية, رافضا القبول برئيس جمهورية لا يعرف الدستور ولا يعرف "الطائف" ولا يؤمن بوحدة لبنان.

 

وفي ما يلي نص الحوار:

  ما رأيك بالدخول الاميركي على خط الاستحقاق الرئاسي? وماذا حمل معه مساعد وزيرة الخارجية دايفيد وولش?

وولش اتى الى لبنان لاجراء جولة تشاورية مع القيادات اللبنانية, ولا ننسى ان المحكمة مطروحة على الامم المتحدة, مشكلات اميركا مرتبطة بمصالح في المنطقة, ولها مصالح في لبنان مثل كل دولة. حضر المرة الماضية نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف واجتمعنا به. اليوم جاء وولش واجتمعنا به للتشاور وليس لتلقي الاوامر او لاعطاء الاوامر. واكد لنا المسؤول الاميركي التزام بلاده الكامل بدعم لبنان وحكومة الرئيس السنيورة وكان هناك حرص على انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده, اضافة الى التزام اميركي ودولي باقرار المحكمة الدولية عبر الفصل السابع بعد تعذر اقرارها في لبنان. يجب ان نخرج من نظرية المؤامرة, واحد يعطي الاوامر وعميل يتلقى الاوامر, والادلاء بتصاريح خاصة على حساب مصلحة الوطن.

 

  ماذا بعد مطالبة الحكومة مجلس الامن اقرار المحكمة تحت الفصل السابع وهل هذا الامر يساهم برأيك بحل ازمة الحكومة?

  موضوع الحكومة شكل نقطة خلافية كبيرة بين الاكثرية والمعارضة, بالنظر الى ان فريقا من القوى السياسية اللبنانية التي كانت تدعي بان لديها ملاحظات على المحكمة, لم تدلِ بملاحظاتها هذه وهذا ما يبطن بموقف سلبي من انشاء المحكمة. انا افهم ان يكون لشخص ملاحظات على مشروع ما, ويجب ان يصرح بهذه الملاحظات, وان ياخذ الفريق الاخر الذي يتحرك لانجاز هذا المشروع بهذه الملاحظات, على الاقل بقسم منها, او توضع موضع المناقشة, المؤسف انه طيلة تلك الفترة التي حصل فيها هذا النقاش لم تتقدم المعارضة باية ملاحظة, انما كانت دائما تقول بانها لا يمكن ان تقدم ملاحظاتها الا لحكومة جديدة.

 طبعا هنا جرى ربط موضوع المحكمة بموضوع الحكومة. وطلبنا من الامين العام للامم المتحدة ان ياتي الى لبنان للطلب من المعارضة الاعلان عن موقفها وابداء الملاحظات, ومن ثم زيارة المستشار القانوني للامين العام للامم المتحدة نيكولا ميشال. وكذلك حاول ان يستحصل على الملاحظات, والتدخل لدى السوريين بالطلب من المعارضة تقديم الملاحظات. الا ان كل هذه المشاكل لم تنفذ ووصلنا امام حائط مسدود, وحاولوا ربط المحكمة بقضية مبدئية بقضية اخلاقية, مرتبطة بالعلاقة بصراع سياسي, ولهذا السبب كنا من الداعمين لكي تتحرك الحكومة وترسل كتابا الى الامم المتحدة تطلب فيه بوضوح من مجلس الامن اعتماد او اقرار انشاء المحكمة الدولية وربط هذا الطلب بموافقة الحكومة اللبنانية بعد ان تعذر حصول هذه الموافقة في الاطار الدستوري اللبناني, نتيجة الجو الذي حصل.

 

هذا يعني ان المحكمة باتت وراءنا?

لا اقول انها ورائنا, المحكمة وفق الالية التي اتبعت حديثا يفترض اذا لم تحصل عقبات اخرى ليست في الحسبان ان يصار الى اقرارها في المبدا وخلال الاسبوعين المقبلين وبالتالي انذاك تصبح وراءنا. ماذا يعني ذلك, ان يصدر مجلس الامن قرارا بانشاء المحكمة, هل يعني انتهاء موضوع المحكمة والمحاكمة? لا.. لقد ابتدأ. انما على الاقل نكون خطونا خطوة ايجابية وجدية الى الامام. بمعنى انه اصبح بامكان المحقق الدولي براميرتس التعجيل بتحقيقاته, القرار الظني لانه سبق واعلن انه بالنظر الى الالتزامات التي عقدها مع بعض الشهود اثناء التحقيق انه لن يعلن عن اسمائهم الى حين انشاء المحكمة وبالتالي وضعهم تحت حماية الشهود لمنع الاعتداء عليهم وتعريضهم للخطر. ولان براميرتس قدم هذه الضمانات للشهود فانه لا يمكن ان يقدم تقريره الى محكمة قادر على اتخاذ قرار بوضع هؤلاء الشهود تحت الحماية.

 

كيف تتوقّع ردات الفعل على اقرار المحكمة في مجلس الامن?

قد تحصل مواقف مرتفعة اللهجة بعض الشيء, وامل الا تتجاوز هذا الامر وبالتالي ان يكون ما جرى او ما سيجري, خطوة الى الامام وليست الى الوراء. وان نضع المحكمة جانبا وان نتحرك باتجاه مسألتين: الاستحقاق الدستوري, الانتخابات الرئاسية, هذا الاستحقاق لا مفرّ منه, لانه سيكون طاغيا على كل الامور في المرحلة المقبلة. القضية الثانية محاولة معالجة وضع الحكومة, موضوع الرئاسة في حال نجحنا في مواجهته يحمل معه حلا لمشكلة الحكومة. الحكومة لا تحل موضوع الرئاسة.

 

ما رأيك في الكلام عن حكومة حيادية?

لا شيء في لبنان اسمه حكومة حيادية, حيادية عن صراع من عندما نأتي بوزراء لا علاقة لهم بالسياسة, لبنان مسيّس, الوزير رجل سياسي مثله مثل النائب. الوزير سلطة تنفيذية.

 

نقل عن لسان البطريرك صفير قبوله بحكومة حيادية?

البطريرك ينادي بحل المشكلة, وايجاد حل لمشكلة الحكومة والرئاسة. وهذا موقف ايجابي, البطريرك ليس رجلا سياسيا. هو يتخذ موقفا وطنيا, لايجاد حل لمشكلة الوطن, انما برايي لا بد من ايجاد فكرة واضحة, وموقف البطريرك واضح في هذه المسالة ويعتبر ان استمرار الازمة مضر بلبنان .

 

هل صحيح ان بعض النواب المسيحيين من 14 اذار لم يستسيغوا زيارة البطريرك صفير الى رئيس الجمهورية?

اطلاقا, هو لم يستشر احدا, وليس مفروضا عليه استشارة احد. لا اعتقد بطريرك الموارنة عندما يتخذ مبادرة ما, ياخذ الاذن من احد.. فمن غير الوارد ان يكون البعض في موقع المؤيد للزيارة او الرافض لها. في السياسة لكل واحد تفسيره للزيارة انما انا شخصيا من نواب 14 اذار لم افاجأ كثيرا بحصول هذه الزيارة وتقريبا لدي معلومات انه كانت هناك اتصالات لحصول هذه الزيارة, انما فوجئت ربما بتوقيتها.. وايضا لدي معلومات ان الزيارة جاءت بمبادرة من محيط رئيس الجمهورية, الذي ابدى رغبة بالاجتماع بالبطريرك للتفاهم معه على المرحلة المقبلة. والبطريرك من خلال اهتمامه الوطني بايجاد حلول لازمة البلد ولا سيما بموضوع رئاسة الجمهورية الذي سينتخب من الطائفة المارونية. في معرض اهتمامه من هذه الزاوية لهذه القضية وايجاد حلول للمشكلة. البطريرك الماروني دوره في هذه المرحلة اساسي.

 

ما تفسيرك التناقض الذي حصل, البطريرك صرّح ان الكلام عن حكومتين لا يعول عليه. وبعد اربع وعشرين ساعة فوجئنا بتهديد رئيس الجمهورية ملمحا الى تشكيل حكومة ثانية?

رئيس الجمهورية قال: اذا لم تحل القضية, ولم يصر الى انتخاب رئيس جمهورية, قد يتخذ قرارا من دون ان يحدد هذا القرار ويجب ان يسال رئيس الجمهورية عن هذا الموضوع. ولكن هناك شيئا اسمه الوسيلة وشيئا اخر اسمه الهدف. وانا ميّال هذه المدة لتفسير الموقف من خلال ابعاده. بعض الاحيان اذا كان رئيس الجمهورية يتخذ قرارا بتشكيل حكومة ثانية وايقاع البلد في انقسام طويل عريض من خلال الخلاف على شرعية هذه الحكومة, ويخالف الدستور في هذا الامر هذا سؤال للنوايا, لان الحكم على النوايا غير سليم. اما اذا كانت نيته ان يهول بهذا الاحتمال على الاكثرية لكي تقبل بمبدا التفاوض اولا وهي لا ترفضه لكي تقبل بشروط يمكن لا تقبل بها عادة. اذا كان هناك احتمال تأزيم للموضوع.. في الوقت الحاضر لا اريد الحكم على النوايا.. وانا اعرف ان البطريرك الماروني خرج من اجتماعه مع رئيس الجمهورية بحد مقبول من التفاؤل بتجاوب رئيس الجمهورية مع رغبته واعلن ذلك, وحتى الان لم اجتمع بالبطريرك وليست لديّ معلومات رسمية جدية عن الاجتماع.

ما قاله البطريرك وهو بالطبع ليس شاهد زور, ما قاله اعطانا ايحاءً ان اجتماعه مع رئيس الجمهورية لم يكن سلبيا, والرئيس على استعداد للتعاون في هذا الموضوع. وهو يراهن على هذا.

 

هل باتت مسألة الحكومتين محسومة?

على المرء ان يسعى انما النتيجة قد تختلف على المسعى والنية. البطريرك يحاول ان يمنع دخول البلد في جو الحكومتين. والجو العام حتى الان ايجابي.

 

هل تتوقّع حصول اتفاق حول رئيس توافقي مع فريق المعارضة?

لنحدد ماذا يعني رئيس توافقي? يعني ان تتوافق المعارضة والموالاة على شخصية سياسية تتمتّع بالمواصفات المطلوبة وقادرة على قيادة البلاد وايجاد حلول للبلاد, اذا كان الامر كذلك, فنحن مع هذا الطرح, ويدنا مفتوحة, اما اذا كان المطلوب التوافق على شخصية ونعرف ان ليس لديها كفاءات وليس لها القدرة, ولا توحي بالثقة وليس لديها وضوح في المواقف السياسية وبالتالي لا تحمل المواصفات المحددة في الاشخاص المرشحين, طبعا نحن ضد هذا الشيء, نحن ندعو ان يصار الى التوافق, لان رئيس الجمهورية هو شخصية سياسية ايا كان موقعه السياسي يجب ان يكون مؤهلا وقادرا. اذا اصبح رئيسا للجمهورية يجب ان يكون رئيسا لكل اللبنانيين وليس رئيس جمهورية من انتخبه. وبالتالي سيقوم بدور الحكم, لانه رمز وحدة البلاد وحارس احكام الدستور, وهذا لا يعني اذا كان من 14 اذار او من 8 اذار انه اصبح على سجله العدلي جرم شائن, انه ينتمي لقوة سياسية معينة وسقطت اهلية انتخابه رئيسا للجمهورية.

 تاريخ لبنان الديموقراطي يؤكد على ان ينبثق رئيس الجمهورية من القوى السياسية القائمة لتتصارح سياسيا.

 ولا اعتقد اننا نستطيع تحمل مغامرة مجيء رئيس غامض لا نعرف مواقفه من القضايا الوطنية, ولا نعرف رايه من المشاكل المطروحة وبالتالي ننتخبه رئيس جمهورية ونضع في صندوق مقفل ثم نكتشف في ما بعد اشياء لا نعرفها عنه.. بينما الاشخاص السياسيون المعروفون من الراي العام, انطلاقا من تاريخهم وخبرتهم واخلاقيتهم ووطنيتهم وقدرتهم على الحوار مع الاخر واذا انتخبوا لن يضيفوا مشكلة جديدة على المشاكل القائمة ويكون لديه استعداد ويؤمن بالحوار, ايا كان موقعه عند انتخابه لن يبقى جزءا من الذين انتخبوه. رئيس الجمهورية مترفع عن الصراعات ويدير ملف الخلافات اللبنانية بتوحيد اللبنانيين.

 

  برأيك هل المجال مفتوح للاتفاق مع المعارضة على انتخاب رئيس جمهورية?

  نتمنى حصول اتفاق على رئيس من 14 اذار ضمن المواصفات التي تكلمنا عنها او اذا كان لدى 8 اذار رئيسا يحمل هذه المواصفات, ليس هناك في قوى 8 اذار غير مرشح واحد هو العماد ميشال عون. ولكن بطريقة تصرفه لم يضع نفسه في موقع الحكم بين اللبنانيين, ولا يزال يتصرف وكانه جنرال في الجيش يحمل المدفع او البندقية ويطلق النار على خصومه. لا الومه لان تربيته هكذا ولا يملك الثقافة السياسية المطلوبة, كان لديه عدوا يريد قتله. ومن لا يشاركك في الراي فهذا ليس عدوك, هذا قطب سياسي يفترض التعامل معه باسلوب سياسي, انما في التربية العسكرية كل واحد ليس معك هو عدوك ويجب قتله وهذا طبعا مرده للتربية العسكرية وانا لا ألومه. مرشح من هذا النوع لا يناسب لبنان في المرحلة المقبلة.

العماد عون اذا طرح كمرشح تسوية في هذا الظرف, لا يمكن ان يكون رئيسا لكل اللبنانيين, يجب ان يكون على مسافة واحدة من اللبنانيين عند انتخابه. انما اذا طرحت اسماء اخرى ولغاية الان لم يطرح احد من فريق 8 اذار. اما الاسماء التي تطرح من قبل 14 اذار فانا اكيد ان اي احد من الاسماء الكبيرة التي طرحت سواء الاستاذ نسيب لحود او الست نائلة معوّض او بطرس حرب.

 

ما هو ردك على كلام عون عندما قال هذا المجلس غير صالح لانتخاب رئيس. وهل اذا اتفق المجلس على انتخاب العماد عون يصبح شرعيا?

هذا النوع من الاسئلة احاول تجنب الاجابة عليها, لانها لا تفيد شيئا. واذا كنت حقيقة تريد معرفة ماذا يقصد العماد عون فليوجه السؤال للعماد عون وليس لي, لانني لست قارئ نوايا, ولا اعرف ما يدور في راس العماد عون.

 

 ما اقصده انه يعتبر مجلس النواب غير شرعي ولديه كتلة نيابية كبيرة في المجلس?

نحن لا نشارك العماد عون في هذا الراي, نختلف معه في هذا الموضوع. ونحن متمسكون بالنظام الدستوري القائم في لبنان, متمسكون بالنتائج التي افرزها هذا النظام, والمؤسسات التي انبثقت عنه. متمسكون بالمجلس وبالحكومة, ولان انتخاب رئيس للجمهورية كان خرقا للدستور, طالبنا اسقاطه وتقصير ولايته سياسيا, انما لم نعمد يوما الى اتخاذ موقف يؤدي للنزول الى الشارع ويؤدي الى الاعتصامات والخروج عن الاصول الديموقراطية للمطالبة بتقصير ولاية الرئيس او باعتبار مفروض انتهاء ولاية الرئيس. وهذا ميز عمل قوى 14 اذار عن قوى 8 اذار, من هذا المنطلق لا اتصور رئيس الجمهورية المقبل ليس لديه قدرة التحاور مع كل الناس ولا اتصوره بدون ثقافة سياسية حول تاريخ لبنان ويحسن التعاطي مع كل القوى السياسية, ويعرف كل المشاكل السياسية اللبنانية. ولا يمكن ان اتصور رئيس الجمهورية المقبل لا يعرف الدستور, ولا يعرف اتفاق "الطائف" اذا كان معه او ضده, نحن مؤتمنون على اتفاق "الطائف" الذي اصبح جزءا من دستورنا.

 

هل اتفقت 14 اذار على مرشح اجماع من صفوفها?

 لا.. لان كل اسم مرتبط بظرف ما, فاذا كان مرشح مواجهة فمواصفاته شيء, واذا كان مرشح حوار مواصفاته شيء اخر, اذا كان توجه 14 اذار بمتابعة الصراع السياسي تكون نوعية الشخص شخصية سياسية نسعى لايصالها, واذا كان ثمة توجه معاكس يجب التهدئة والتفتيش عن الحل السريع ايضا يقتضي البحث عن مرشح اخر فهذا ايضا يتطلب مواصفات اخرى.

 

متى توقيت الاعلان عن هذا المرشح?

في الوقت المناسب, لان من المبكر تحديد الوقت. ولا يمكننا اعطاء تاريخ ما. ما نستطيع قوله بحوزتنا مجموعة اسماء صالحة لتولي هذا المنصب. وممكن ان نتوافق مع المعارضة حول بعض هذه الاسماء. عند حصول خلاف مع المعارضة من يمكن ان ينجح في الانتخابات او من يمكن ان يكسر هذا الجدار القائم بين المعارضة والموالاة? وفي حال تعذر ذلك من يمكن ان تخوض فيه ويكون مرشح معركة المواجهة في حال حصلت المواجهة وحضرت المعارضة الى المجلس, وفي حال قررت المعارضة ان لا تاتي الى المجلس ووقعنا في مشكلة النصاب الثلثين او الاكثرية المطلقة. في هذه الحالة انا لن اترشح, ساكون مع 14 اذار ولكن بهذه الحالة لن اترشح للرئاسة. اذا حصل خلاف على النصاب.

 

وماذا اذا قاطعت المعارضة?

اذا قاطعت الجلسة ولم يكتمل النصاب فلن اترشح. هذا لا يعني اني لن اكون مرشحا اذا حضرت المعارضة وحصل معركة انا مع المعركة الديموقراطية في اطار المجلس دون الخلاف على النصاب واذا حصل التوافق والسعي لمرشح نتفق عليه فانا مع التوافق.

 

هل تعتقد ان البطريرك صفير سيضمن بجهوده التي يقوم بها حضور هذا العدد اي 86 نائبا الى جلسة انتخاب الرئيس?

البطريرك لديه موقف مبدئي يتجاوز بكثير عملية مفهومه للنصاب والبيانان الاخيران الصادران عن مجلس المطارنة قالا ان موضوع النصاب, النصف زائد واحد او الثلثين ليس المشكلة. المشكلة في هذه الجلسة التي اسمها جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, وهي اهم جلسة في حياة المجلس النيابي اذا اردنا انتخاب رئيس جمهورية ممنوع غياب احد.

 

هل تعتقد بان المعارضة ستاخذ براي غبطته?

اعرف ان الرئيس برّي صرّح بشكل علني ورسمي بانه يقف وراء غبطة البطريرك.

 

 كيف سيترجم ذلك?

 الترجمة العملية هي الا يتعارض موقف الرئيس برّي بالنسبة للسعي للاستحقاق الرئاسي بحضور كل النواب واتمنى الا يتعارض وهذا الاتجاه واعتقد بانه يسعى مع البطريرك الماروني لايجاد مرشح يتوافق عليه حتى من اكثرية الناس.

 

هل تتوقع زيارة رئيس المجلس لغبطة البطريرك?

لا املك معلومات دقيقة بالنسبة لهذا الموضوع ولكن الاجواء توحي بحصول شيء. والاتصالات مفتوحة بين عين التينة وبكركي واعتقد ان هذا الموقف الحكيم الذي اتخذه الرئيس برّي يجعلنا نراهن انه لا يزال هناك امكانية التوافق بين اللبنانيين على المرحلة المقبلة.

 

ماذا في الخطوط العريضة لمبادرة 14 اذار?

هذه المبادرة بحالة جنينية ولم تولد بعد ولم نضعها موضع النقاش وبرايي فان القبول والرفض يكون حسب مستوى المبادرة, وبالنتيجة لا نعرف حقيقة اذا كانت المعارضة ستقبل بها او ترفضها قبل الاعلان عنها.

 

 هل المبادرة تعني قبول الاكثرية باعطاء المعارضة اكثر من الثلث في الحكومة?

الرئيس السنيورة طرح مبادرة التنازل عن الثلث اذا حصل التوافق حول برنامج عمل الحكومة, لا سيما وان هذه الحكومة مؤقتة ولا يتجاوز عمرها ثلاثة او اربعة اشهر. وعند انتهاء ولاية الرئيس لحود في 24 تشرين الثاني تعتبر الحكومة مستقيلة.

 

  تتهمون بالسعي لرئيس خاضع للوصاية الاجنبية اول هدفه سحب سلاح "حزب الله" والمقاومة ما ردكم على ذلك?

سئمنا في لبنان والعالم العربي من اتهامات بعضنا وكان هناك تجاهلا كاملا لمسلكية الناس. اولا نحن واجهنا الهيمنة السورية ودفعنا ثمن هذه المواجهة دما وحياة وشهداء. ومواجهتنا لم تكن ضد السوريين كسوريين, المواجهة كانت ضد الممارسات وضد مصادرة حرياتنا وضد التعامل معنا وكاننا قصر ويلزمنا اوصياء.

 

هناك خوف من تزايد الانقسام الداخلي بما يؤدي الى مناخات حرب?

 افهم هذا القلق وهو موجود, وكل جهودنا نضعها في هذا الاطار لعدم حصول شيء.

 

ما هو تفسيرك لتجاهل رئيس مجلس النواب دعوة 70 نائبا تعقد جلسة نيابية, وهل ما يتذرع به حقيقي وشرعي?

رئيس المجلس محرج, لم يمارس هذا الموقف كرئيس مجلس فقط, يمارس موقفه كرئيٍس مجلس ورئيس كتلة نيابية هي جزء من المعارضة. وهناك خلاف معه بغض النظر عن العلاقات الشخصية, واعتقد السبب الحقيقي ان حلفاءه في المعارضة هذا موقفهم وهو يجاري حلفاءه. السبب الاخر هو ان الرئيس برّي يعتبر انه عندما يدعو المجلس للاجتماع سيدعو الحكومة, اذا دعا الحكومة وكانه اعترف بشرعيتها بصورة غير مباشرة, بموقف يخالف موقف حلفائه والموقف الذي اعلنه ان هذه الحكومة لم تعد حكومة تتمتّع بالشرعية الدستورية.

 

ما تعليقك على عودة الوزراء المستقيلين لتصريف الاعمال?

خطوة جيدة, بالرغم من انها ربع خطوة لكنها افضل من البقاء على مواقفهم.

 

هل يفسر ذلك اعترافا بالحكومة?

 لا.. هذا لا يعني ذلك عادوا لتصريف الاعمال كوزراء مستقيلين.

 

  كيف تنظر الى التعاطي السوري في الملف اللبناني خاصة بعد التطورات في موضوع المحكمة?

  سورية اعلنت موقفها, وهي ليست معنية بالمحكمة كما تقول.