العضو السابق في "التيار الوطني الحر" أكد أن المخابرات السورية واللبنانية ركبت مسرحية خروج الجنرال لتقوية شعبيته

 إلياس الزغبي لـ "السياسة": ميشال عون طاغية مستبد لايؤمن بالموقع رقم 2

 بيروت - »السياسة«: 23 كانون الثاني

 

 اكد العضو السابق في »التيار الوطني الحر« الياس الزغبي ان التجاذب الحاصل داخل صفوف المعارضة غالبا ما يحسم لمصلحة »حزب الله« على حساب النائب ميشال عون, كون الاول هو الطرف الاقوى على الارض وصاحب الراسمال الحقيقي.

 

واعتبر في حوار ل¯»السياسة« ان التباطؤ الذي شهدته حركة المعارضة في الاسبوعين الاخيرين, يرتبط ارتباطا وثيقا بالايقاع الايراني الذي كان في حالة ترقب للستراتيجية الاميركية الجديدة في المنطقة, فاعطى الاوامر لاذرعه بان تلجم من سريتها, وراى ان العنوان الجديد الذي سيستخدمه »حزب الله« في التصعيد الذي يتكلم عنه هو القرار »»1701««, ولم يستبعد ان يكون ذلك عبر احداث صدامات مع القوة الدولية العاملة في الجنوب, ما يتيح لايران ان تستعيد ورقتها التي خسرتها ابان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان.

 

وقال الزغبي ان رئيس »التيار الوطني الحر« النائب ميشال عون ارتكب خطأ كبيرا في حساباته عندما وقع ورقة التفاهم مع »حزب الله«, معتبرا ان الانتخابات الرئاسية هي من احد اسباب انتقاله من »14 آذار« الى »8آذار«, كاشفا عن امر بدا يتضح اخيرا, ويتعلق بمخطط ركب بشكل ذكي جدا من المخابرات السورية وبتنسيق كامل مع المخابرات اللبنانية. وذلك منذ ايام حرب التحرير عام 1989 وحرب الالغاء التي خاضهما العماد عون, والطريقة المسرحية التي اخرج بها من قصر بعبدا وما حصل بعد ذلك من اعتقالات لناشطين في "التيار", وذلك بهدف من تقوية شعبية العماد عون وخلق الحالة الالتفافية التي نشهدها حوله.

واكد الزغبي انه حتى اللحظة, لا يعرف لماذا تم اخراجه من "التيار العوني", داعيا العماد عون الى مناظرة تلفزيونية تبحث فيها تفاصيل المرحلة السابقة وتكشف فيها الحقائق, متحديا اياه بان "يجرؤ على ذلك".

 

ووصف عون بالطاغية المستبد, كونه لا يؤمن بالموقع رقم2-, وقال ان شعاره هو "القائد والشعب", مؤكدا انه قرر ان يسلم خلافته الى صهره جبران باسيل الذي خسره كثيرا من شعبيته لانه غير محبوب.

 

وراى ان "التيار العوني" يتناقض عددا وفعالية, لان قيادته اتخذت مسارا مضادا للمسار المسيحي الطبيعي, متهما عون بارتكاب ما يسمى ب¯"التهجين الثقافي", وتساءل: متى كان المسيحيون يتكلمون بلغة الاستكبار والامبريالية ومتى كانوا يقولون بالاستعمار الاميركي?

 

ولفت الى ان الحالة العونية تحمل بذور الانهيار وهي تمر بمرحلة التناقض والتقلص, مؤكدا انه من الطبيعي جدا ان تتم لقاءات وزيارات وتنسيق بين قياديي "التيار العوني" وبعض المسؤولين السوريين طالما ان سياسة "التيار" اصبحت مكشوفة ومعلنة الى هذا الحد.

 

وعن الواقع الذي تتخبط به المعارضة اللبنانية اليوم قال:

 

اولا انا لا استسيغ اطلاقا لقب "المعارضة" على التشكيل السياسي المعروف حاليا, بل افضل ان اسميه لقاء »8آذار« مطعما بمجموعة قوى ارتبطت بمصالح متلاقية وتكونت على مدى عام من الزمن, وتوسعت بعد ان كانت محصورة ب¯»حزب الله« الى حركة "امل" ثم انضمت اليها مجموعة من الاحزاب والمجموعات الاخرى تحت عناوين داخلية لكن باهداف اقليمية.

 

وفي مايلي نص الحوار:

 

* كيف تقيمون اذا, حركة هذا "اللقاء" المعارض?

- هذه الحركة تسير الان على ايقاعين: داخلي وخارجي, والايقاع الاول محكوم بالتجاذب الحاصل داخل صفوف المعارضة, وتحديدا بين »حزب الله« و"التيار العوني", والذي غالبا ما يحسم لمصلحة »حزب الله« كونه الطرف الاقوى على الارض, ولذلك, نرى ان "التيار العوني" غالبا ما يكون مندفعا نحو التصعيد السياسي (كونه الاضعف في المعارضة) في مقابل ان »حزب الله« يقيس خطواته ويجري حساباته بشكل دقيق تحت عنوان ان من يملك الراسمال الحقيقي لا يجازف ولا يغامر, و»حزب الله« هو صاحب الراسمال الحقيقي في المعارضة شعبيا وسياسيا وامنيا وحتى في الامتداد الاقليمي, وهذا طبعا لا يتناسب مع الحسابات الضيقة ل¯"التيار العوني", وهذا هو سبب التناقض داخل السرعة الداخلية للمعارضة.

 

* لماذا, برايك, شهدت حركة المعارضة تباطؤا في سرعة وتيرتها ومواقفها?

- لان ايران, التي يستمد »حزب الله« سرعته منها, تمر الان بمرحلة تباطؤ وترقب للخطة الاميركية الجديدة في المنطقة.. وهي, كدولة اقليمية كبرى في موقع المواجهة مع الولايات المتحدة, قررت ان تاخذ لنفسها مسافة معها, لكنها في الوقت ذاته, مدت يدها للسعودية وطلبت من اذرعها الممتدة في الشرق الاوسط, سواء في لبنان او في فلسطين او في العراق والخليج, ان تلجم سرعة تحركها.

 

* لكننا لاحظنا ان »حزب الله« عاد الى بعض التصعيد في خطابه السياسي في الايام الاخيرة?

- ذلك لان ايران التي درست الاوضاع جيدا خلال الاسبوعين الماضيين, وجدت ان تحرك الاميركيين هو في اتجاه المواجهة, وبالتالي كان لا بد لها من تحريك اوراقها من جديد, وفي لبنان ترجم ذلك عبر الطلب من المجموعات الصغيرة في المعارضة بالضغط اكثر باتجاه التصعيد, كالنائبين السابقين سليمان فرنجية, طلال ارسلان وغيرهما, اما »حزب الله«, فقد طلبت منه فتح باب جديد للمعارضة, وانا اعتقد ان هذا الباب سيكون تحريك موضوع القرار »1701«, اذ بالاضافة الى شعاراته السابقة فان »حزب الله« سيضيف الى خطابه التصعيدي في المرحلة المقبلة عاملا جديدا هو الوضع في الجنوب, وهو ما مهد له بالكلام عن احتقان بدا يتراكم في الجنوب..

 

* برايك, كيف يمكن ان يترجم التصعيد عبر القرار »1701« على الارض?

- قد يكون ذلك عبر اللجوء الى صدامات ذات شان مع القوة الدولية.

 

* والهدف من ذلك?

- ان تستعيد ايران ورقة استخدام القوة التي خسرتها في الجنوب عبر حصر سلاح »حزب الله« الى ما بعد منطقة شمال الليطاني.. فعندما رات ايران ان »حزب الله« لم يستطع ان يحقق اي شيء ملموس بعد شهر ونصف الشهر من الاعتصامات في مقابل صمود الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة, قررت ان يكون التصعيد الجديد خارجيا باتجاه الولايات المتحدة, وتحديدا عبر القرار »1701«.

 

* في ظل كل هذه الحسابات الايرانية.. اين دور قوى المعارضة الاخرى, وتحديدا النائب العماد ميشال عون?

- برأيي ان العماد عون اخطا خطا كبيرا في حساباته بعد ان تحول خطابه بشكل كلي وكامل.. فبعد ان بنى شعبية على اساس خروج الجيش السوري من لبنان, وان سلاح »حزب الله« يهدد الوحدة الوطنية, رايناه يوقع ورقة تفاهم مع هذا الحزب بعد اقل من خمسة اشهر من اطلاق برنامجه الانتخابي الذي قام على الركيزتين اللتين ذكرتهما.

 

* ما الاسباب التي دفعت الجنرال عون الى الانتقال من موقعه في »14 آذار« الى صياغة تفاهم مع »حزب الله«?

- هناك اعتبارات سياسية وغير سياسية.. اهمها ما يرتبط برئاسة الجمهورية.. ففريق »14 آذار« يبدو ان لديه الكثير من الاسماء المرشحة للرئاسة الاولى فيما العماد عون يكاد يكون الاسم الوحيد.. وهذا لا يمكن ان يكون الا في الفريق الاخر, اي فريق »8آذار«.. هذا طبعا سبب من الاسباب لكن بحسب قراءاتي وتحليلي توصلت الى امر مهم ثانٍ وهو: ان حرب التحرير التي حصلت عام ,1989 وحرب الالغاء عام 1990, والطريقة المسرحية التي تم اخراج العماد عون بها من مقر بعبدا وصولا الى احداث 7 اغسطس والتي ادخل على اثرها 200 ناشط من "التيار" الى السجن, كل ذلك كان مركبا بشكل ذكي جدا من المخابرات السورية وبتنسيق كامل مع المخابرات اللبنانية من خلال اللواء جميل السيد, وذلك لهدفين:

الاول: ضرب مصالحة الجبل بين البطريرك صفير والنائب وليد جنبلاط.

والثاني: وهو الهدف الخفي الذي تبين لي الان, هو تقوية شعبية العماد عون وخلق حالة التفافية حوله.. اذن فان المخطط بدا منذ ذلك الوقت, وانا كنت يومها مسؤولا في »التيار الوطني الحر« لكنني لم اكن ادرك بكل ذلك.

 

* متى بدات تشعر بمسار التغيير في نهج الجنرال عون?

- بدات بوادر التغيير العلني قبل عودته من باريس باسابيع قليلة, وقد انعكس ذلك في تصريحاته السياسية والتي تخلى خلالها عن شعاره التاريخي الاصيل "حرية, سيادة, استقلال" وركز هجومه على ملف الفساد وعلى الفريق اللبناني الذي شارك به, متناسيا ان هناك فريقا سوريا ضليعا جدا بهذا الفساد.

 

* بما انك كنت لاحظت بوادر التغيير منذ ما قبل عودة العماد عون من باريس, فلماذا انتظرت الى ما بعد الانتخابات النيابية لتترك »التيار الوطني الحر«, وهل انه لو تم ترشيحك لما غادرت?

- لقد كنت اشعر بمؤشرات التغيير, لكنني لم اناقش العماد عون بمضمون احاديثه وتصريحاته اعتقادا مني بان ذلك لا يعدو كونه نوع من التكتيك الضروري مع بعض افراد السلطة انذاك لتامين الحماية والامن اللازمين للعودة.. وكذلك لتسوية الملفات المالية التي كانت معدة بشانه وملف زيارته الشهيرة الى الكونغرس الاميركي وعلاقته بالاميركيين ومحاكمته بالخيانة بتهمة ضرب دولة شقيقة.. لقد اعتقدت انه حينما استقبل النائب السابق اميل اميل لحود والوزير كريم بقرادوني في باريس, فانه فعل ذلك لاغلاق كل هذه الملفات.. وهذا طبعا امر مسموح وليس بخطا.. لكن بعد عودته الى لبنان لاحظت انه ينقل هدف المعركة من اجتثاث الاحتلال السوري في لبنان الى تحالف سياسي مع كل الرموز الذين كانوا الاكثر التصاقا بالنخاع السوري وبالنظام السوري, مثل سليمان فرنجية, عمر كرامي, طلال ارسلان, ميشال المر, وغيرهم ممن يشكلون العصب الرئيسي للنظام السوري في لبنان.

 

* لماذا لم يرشحك العماد عون في الانتخابات النيابية?

- في اجتماع تقييمي حصل في باريس, اعلن الجنرال عون ان الياس الزغبي هو من بين المرشحين عن منطقة المتن, وهذا طبعا كان امام اشخاص عديدين شاركوا في هذا الاجتماع, وبالنسبة الي لم اكن مستميتا على النيابة كوني لم اكن اعتبرها قضيتي الاساسية مع ميشال عون.. لكن تبين لي بعد ذلك, ان العماد عون, وعلى الرغم من انه اتخذ القرار بترشيحي, الا انه كانت لديه مقاييس واعتبارات اخرى لشخصية النائب الذي يريده, متناقضة كليا مع مواصفات الياس الزغبي.. فهو لا يريد من بين نوابه نائبا قوي الشخصية, والبرهان كل النواب الذين ينتمون الى كتلته اليوم.. كما انه لا يريد نائبا يكون الرقم-2 في "التيار العوني", ذلك انه يتبع تلك الذهنية المتاتية كونه كان قائدا سابقا للجيش, حيث طرح شعارا وهو "القائد والشعب" اي هناك في المعادلة رقم "1" ثم رقم "15".. والياس الزغبي بحسب الراي العام, سواء في "التيار" او خارجه, كان يشكل الرقم-2.. وفيما كان في باريس كنت انا من يتابع كل امور "التيار" هنا, وهذا طبعا لم يناسبه.

 

* اذن, صحيح ما يقال عن ان القصة هي قصة "حرب مواقع".. وان خروجك من "التيار" هو تعبير عن صراع على الموقع رقم-2, وعلى صراع كان يمكن ان يحصل على الموقع الاول في مرحلة ما بعد عون?

- اكتشفت اخيرا انه قد اتخذ قرارا ضمن حلقته العائلية الضيقة, ان يضع "اكسا" على الياس الزغبي وذلك لثلاثة اسباب:

الاول, انه يعرف جيدا انني ناضلت منذ 35 سنة عبر كل المواقع السياسية والاعلامية التي تبواتها, ضد الاحتلال السوري في لبنان, وبالتالي, لما كنت لاقبل باي تسوية سيمشي هو فيها مع سوريا, وهي التسوية التي كان يعمل عليها منذ ما قبل عودته, وكان يشعر انني لا بد "ساخربط" له مخططاته وساتسبب له بالمشكلات..

السبب الثاني: هو الخوف على خلافته السياسية. وكما هو معلوم لديه ثلاث بنات وليس لديه اي ولد.. وبالتالي قرر ان يسلم الخلافة لصهره, زوج ابنته الصغرى جبران باسيل, علما انه يخسر كثيرا به الان واكثر مما يتصور لانه لم يعد محسوبا. اما السبب الثالث فهو شعوره ببعض الغيرة مني.. بعد ان نجحت وظهرت اعلاميا بشكل كثيف بحيث كنت اتجاوز احيانا 6 مقابلات اعلامية في اليوم الواحد, اضافة الى الاحاديث التلفزيونية والمحاضرات الشبابية, حتى اطلقوا علي اسم "جنرال بيروت". وكل هذه الاصداء, وصلت الى الجنرال ولم تلائمه بالطبع.

 

* لماذا وصل الخلاف الى درجة انك منعت من دخول منزل العماد عون?

- في اليوم الاخير لتقديم الترشيحات للانتخابات النيابية-دائرة المتن, اتصلت بالجنرال عون مذكرا اياه بانه لم يطلب مني حتى اللحظة, ان اتقدم بالترشيح.. فقال لي ان اذهب وتقدم بتشريحك ثم بعد ذلك نرى ماذا يمكن ان نفعل.. ولقد دفعت العشرة ملايين ليرة من جيبي الخاص من دون ان يطلب مني ان اسحب هذا الترشيح علما انه كان قرر بان يترك المقعد فارغا في تلك المنطقة. وبعد صدور نتائج الانتخابات, عقدنا جلسة تقييمية, وكانت الاجواء رائعة وتحدثت معه على مدى ساعتين بكل الامور.. وفي اليوم التالي, توجهت الى منزله كالعادة صباحا, وفوجئت برجل الامن يمنعني من الدخول, هكذا, من دون اي مواجهة او عتاب او حتى محاسبة..

 

* الم تطلب حقك في التوضيح?

- انا وغيري من كوادر "التيار" من حقنا ان نعرف لماذا تم اخراجي, ولقد سئل العماد عون كثيرا عن هذا الامر لكنه دائما يتهرب من الجواب.. واخيرا سئل في حديث بثته احدى الفضائيات اللبنانية لماذا تم اخراجي فاجاب: "الياس الزغبي انهينا له مهمته لاسباب".. فهل كنت عنده اؤدي مهمة كاي عسكري في ثكنة, وهذا ان يدل على شيء فعلى منطق الطاغية المستبد.. ثم ما هي هذه الاسباب, لماذا لا يشرحها, وهل يقصد فقط ان يمس بشخصيتي امام الراي العام فحينا يقال انني خرجت لاجل الانتخابات وحينا اخر انني سرقت الاموال? انا هنا, وعبر "السياسة" الكويتية ادعو العماد ميشال عون الى مناظرة تلفزيونية نبحث فيها كل تفاصيل المرحلة السابقة ونكشف كل الحقائق.. فهل يجرؤ?? واذا اعتبر نفسه في مستوى اعلى من مستواي, فليكلف احدا من حاشيته بذلك ولنكشف الحقائق امام الراي العام.

 

* هل تعتقد ان العماد عون كان سياديا مزيفا?

- لعلها كلمة كبيرة ان نقول عنه انه كان سياديا مزيفا, احيانا ينزلق القادة والزعماء من دون ان يدروا الى اخطاء كثيرة.. والعماد عون كان كذلك لانه قام بحسابات خاطئة للوصول الى السلطة.. لقد اعتبر ان المحور الايراني-السوري سينتصر على المحور الاميركي-الاوروبي, وراى ان العرب ضعفاء ولن يجرؤوا على الوقوف بوجه ايران الصاعدة والقوية.. وان »حزب الله« ذو نفوذ شعبي ومالي وعسكري.. كذلك لقد تصرف بدافع ما اعتمل داخله من مشاعر الغضب والحقد تجاه بعض الاطراف الذين كانوا يتسلمون السلطة خلال وجوده في المنفى كنبيه بري ووليد جنبلاط.

 

* كيف تنظر الى مستقبل »التيار الوطني الحر«, وما رايك بواقعة الشعبي اليوم?

- "التيار" يتناقض عددا وفعالية, والسبب ان قيادته اتخذت مسارا مضادا للمسار المسيحي الطبيعي في لبنان والذي يرتكز على مبدا الانسجام مع البيئة العربية وعدم القفز الى احلاف اخرى.. لان يمكننا ان نكون اصدقاء لايران لكننا لا يمكننا ان نكون حلفاء لها على حساب البيئة العربية واللبنانية. اما الخطورة التي يرتكبها العماد عون فهي التهجين الثقافي, اذ متى كان المسيحيون يتكلمون بلغة الاستكبار والامبريالية? ومتى كانوا يقولون بالاستعمار الاميركي.. العماد عون يضخ اليوم حقدا مزدوجا في بعض الاذهان المسيحية على الغرب وعلى العرب, وهذه الثقافة تتناقض مع التاريخ المسيحي.. ولذلك ارى ان حالة عون الشعبية تشكل اليوم طفرة.. لكنها تاخذ في تراجع وستستمر في هذا التراجع.

 

* هل تحضر, انت وبعض المنسقين عن "التيار" لانتفاضة ما تكون اشبه بحركة تصحيحية?

- لقد سئلت فعلا لماذا لا اؤسس لذلك.. لكنني اعتقد ان حالة ميشال عون تحمل في طياتها بذور الانهيار كونها مركبة من الكثير من المشاعر والديماغوجيا.. وهذه الحالة تمر اليوم بمرحلة التناقض والتقلص بسبب الخيارات الخاطئة, والمرحلة المقبلة برايي واضحة.. فهناك اعادة تشكيل للراي العام المسيحي مع تناقض شعبية عون خصوصا ما برز خلال عدم فعاليته في الاعتصامات الاخيرة.

 

* هل صحيح ما يقال ان هناك اتصالات لبعض قياديي "التيار العوني" مع قيادات سورية, وهل حصلت فعلا زيارة كل من جبران باسيل والنائب سليم عون الى دمشق?

- انا لا املك معلومات.. لكن من الطبيعي جدا ان تتم هذه اللقاءات طالما ان سياسة "التيار" اصبحت مكشوفة ومعلنة الى هذا الحد.. قد يكونوا يحاولون القيام بزيارات الى سوريا وعمليات تنسيق معها بعيدا عن الاضواء, وهذا شانهم.. لكن اعتقد انه من التحصيل الحاصل, بالخيار السياسي المتخذ في "التيار", ان يلتقوا مع السوريين كل يوم.. ولم لا طالما انهم يلتقون مع كل الاركان السورية في لبنان وينسقون معهم, حتى بتنا نرى في الرابية كمال شاتيلا وسليمان فرنجية, ووئام وهاب, وناصر قنديل.