مقابلة من الشراع مع الأمين العام لحزب الوطنينين الأحرار وعضو اللجنة الرباعية الدكتور الدكتور الياس ابي عاصي

ابي عاصي:الرئيس حتماً من 14 آذار/اذا فشلنا في لبننة الاستحقاق لا يحق لأحد رفض الوصاية/اللجنة الرباعية نفذت ما هو مطلوب منها وليس مهمتها طرح الاسماء/المطلوب المزاوجة بين الديموقراطية التوافقية والنظام البرلماني وان تعود الكلمة الفصل لمجلس النواب/موقف ((حزب الله)) و((حركة امل)) حول الاستحقاق صادر عن فكر نيّر ونيات صادقة لكن الابواق السورية تصعد بشكل رهيب/اضعط هنا لقراءة المقابلى

 

حاولت اللجنة الرباعية جاهدة ان تفتح ابواباً تؤدي الى مخارج لأزمة الاستحقاق الرئاسي بالرغم من المشهد السياسي المتوتر والتصعيد في حدة الاتهامات والتهديدات والتي لن يكون آخرها تهديدات رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بـ((الانقلاب)) الامر الذي رأى فيه البعض محاولة من عون لافشال اعمال اللجنة بعدما وصلته اشارات تفيد انه لا يملك فرصة الوصول الى الرئاسة، وبالتالي عدم قبوله بما يمكن ان تطرحه بكركي من لقاء للاقطاب المسيحية، وفقاً لتوصيات اللجنة الرباعية التي تم رفعها.

 

((الشراع)) التقت ممثل حزب الوطنيين الاحرار في اللجنة الدكتور الياس ابي عاصي للاطلاع على هذه المواضيع وغيرها.

 

# هل يمكن القول ان اللجنة الرباعية نجحت في المهام التي اوكلت اليها وهل انتهى عملها عند رفع التوصيات؟

 

 - كل فريق من الموالاة والمعارضة كلّف ممثليه في اللجنة ان يتم البحث ضمن حدود معينة والتي صدر بنتيجتها بيان مختصر رغم ان البحث استغرق جلسات طويلة وبالتالي قمنا بما طلب منا ولكن للحقيقة ان اللجنة لم تأخذ حقها في الاعلام.

 

والمعروف انه عندما بدأنا الاجتماعات التزمنا مدى زمنياً وقلنا انه بعد نهار السبت حيث صدر البيان لم يعد لنا أي عمل وكانت هذه الفترة لمدة اسبوع وهذا ما حصل.

 

بمعنى اوضح بدأنا عملنا نهار الجمعة وأنهينا عملنا السبت الماضي واتفقنا على رفع تقرير يتضمن نتيجة الاعمال التي قمنا بها وإيداعه بكركي وطبيعي ايضاً اطلاع القيادات على نتيجة هذا العمل.

 

فمن هنا وعلى الطريقة اللبنانية كان يتخيل للشعب اللبناني ان اللجنة ستصل الى طرح الاسماء وهذا لم يكن من اساس مهامها ولا من اساس ما كلفنا به.

 

# نستطيع القول ان اللجنة نجحت في المهام التي انيطت بها؟

 

 - تماماً هذا هو الصحيح.

 

# من ضمن التوصيات ربما هناك توصية بعقد لقاء موسع في بكركي لمحاولة الاتفاق على الاسماء هل برأيك يمكن ان يكتب النجاح لهذا اللقاء بين الاقطاب في ظل تصاعد خطاب عون في الآونة الاخيرة؟

 

 - سمعت من أكثر من شخص في اللجنة هذا الاقتراح وسنرى اذا كنا سنتبنى هذه الفكرة ام لا، فإذا وجدنا ان هذا الامر لن يكون ذا جدوى فلن نرفع توصية بهذا الشأن او انا نوردها توصية من باب التمني ونترك لأصحاب الشان المعنيين التزامها او عدم التزامها.

 

# بماذا يمكن ان تستعيضوا عن هذه الفكرة او التوصية وقد وصلت مهمتكم الى رفع توصيات والاسماء تركت للأقطاب فإذا لم يتم هكذا اجتماع للأقطاب بماذا تستعيضون عن هذه التوصية؟

 

 - اولاً، نحتكم للدستور وللقوانين والاعراف، وللحقيقة ان الهدف الاساسي من هذه العملية الانتخابية هو تلبية المستلزمات التي تهمنا وبالدرجة الاولى انجاح الاستحقاق لتفادي الفراغ.

 

ثانياً: عدم تعميق الجرح وزيادة الشرخ بين اللبنانيين قدر المستطاع وأنا هنا لا اتكلم عن اللجنة بل عن كل الافرقاء وبالتالي نحن منهم.

 

ثالثاً: تفعيل المؤسسات فإذا كنا نستطيع اصابة هذه العصافير الثلاثة بحجر واحد فهذا هو مبتغانا.

 

دعونا نكون واقعيين عندما نقول اننا نريد تحاشي الفراغ وزيادة الشرذمة وفي الوقت ذاته اقامة الدولة فهذه ثلاثة شروط متلازمة وعنوانها واحد فإذا استطعنا ذلك من ضمن مفهوم الديموقراطية التوافقية نبدأ مسيحياً وننتهي اسلامياً - مسيحياً يعني وطنياً ونكللها بالعملية الانتخابية وان لا يكون مجلس النواب فقط غب الطلب كما كانت العادة ايام السوريين الذين كانوا يطلبون امراً والنواب ينفذون وتجري عملية التصويت شكلياً.

 

نحن نريد ان نزاوج بين الديموقراطية التوافقية وشروطها وبين النظام البرلماني وتفعيل المؤسسات ومستلزماتها، والمستلزمات الاساسية لمجلس النواب بأن تعود له الكلمة الفصل في هذا الاستحقاق.

 

وهنا اقول، الدستور واضح كلياً عندما نتكلم عن المقاطعة وحق المقاطعة، لا يوجد شيء يسمح للنائب ان يتمتع بهامش مناورة وبإحداث الفراغ لأنه سيكون تحت القانون وتحت المساءلة وكأنه يفتعل مشكلة وكأنه متواطىء مع من يريدون شراً بلبنان.

 

# ما هو دور بكركي بعد عمل اللجنة اذا كنتم ستعودون الى الدستور؟

 

 - نحن قلنا انه توجد ديموقراطية توافقية وهناك البرلمان ونحن لا نريد ان يلغي احدهما الآخر لا ان يلغي البرلمان الديموقراطية التوافقية ولا ان تلغي الديموقراطية التوافقية البرلمان والمحظور الذي لا يمكن ان نقبل الوصول اليه هو الفراغ لأن الفراغ سيؤدي الى الحروب والتشنجات.

 

# سؤالي هو لكي تصل بكركي الى ما تقوله الآن ماذا يجب ان تفعل؟

 

 - تكليف اللجنة لا يقول ماذا نقترح على بكركي نحن نعرض الواقع الذي عشناه ولا اعتقد ان صاحب الغبطة لما هو معروف عنه من ذكاء والمام وخبرة عريضة، لن يفهم الرسالة التي نؤديها، ونحن لا نسمح لأنفسنا ان نقترح على بكركي بأن تقوم بما يجب ان تفعله او لا تفعله.

 

اللقاء المسيحي

 

# الا ترى ان نجاح مهمتكم بشكل مكتمل متوقف على امكانية بكركي لعقد لقاء للأقطاب المسيحيين؟

 

 - يمكن لبكركي من دون ان تضطر للقاء حسي ان تذهب الى القيادات باقتراح ما، كما انه لا مانع من ان يلتقي الاقطاب ولكن لا نستطيع القول اما ان يلتقوا واما لا يوجد حلول وخسرنا الجولة فمن الممكن ان يقوم احد الاساقفة بتبليغ القيادات بالحصيلة ويمكن ايضاً ان يستدعي البطريرك القيادات الى بكركي كل شيء وارد.

 

وأنا اشدد على تحاشي الفراغ اياً تكن الاعتبارات ونحن حريصون جداً على الديموقراطية التوافقية شرط ان لا تكون ذريعة لتعطيل الاستحقاق وكذلك نحرص على النظام الديموقراطي البرلماني وعلى تفعيل المؤسسات فكم بالحري المؤسسة الام المعنية باستحقاق هو استحقاق البلد.

 

# اذا فشلت بكركي بجمع الصف المسيحي او القيام بلبننة الاستحقاق هل هذا يعني ان ملف الاستحقاق سيعود إلى حوار الحريري - بري خاصة ان هذا الحوار مرتبط بالعلاقات الأميركية - الإيرانية والسعودية - السورية؟

 

 - اعتقد انك أحسنت الوصف إذا فشلنا بلبننة الاستحقاق عندها لا يحق لأي كان أن يقول نحن لا نرضى بالوصاية أو ما شابه.

 

فلنكن واقعيين في الاستحقاق الرئاسي أياً يكن الرئيس ليس هو من سيحكم، من هنا كان الكلام ليس على برنامج رئيس الجمهورية أو المرشح لرئاسة الجمهورية إنما رؤية ونظرة هذا الرئيس لأن البرنامج يوضع داخل مجلس الوزراء.

 

صحيح ان لبنان لا يُحكم إلا بالتوافق شرط أن نتحدث بنيّة طيبة عن التوافق وليس الانسحاب من الحكومة تحت حجّة عدم توافقها.

 

# ((حزب الله)) وحركة ((أمل)) أو الطرف الشيعي في المعارضة يؤكد انه مع الاجماع المسيحي على اسم المرشح فيما أطراف أخرى في المعارضة تصعّد لهجتها الهجومية، هل تقرأ هذا على أنه توزيع أدوار أم تمايز في المواقف داخل المعارضة وهل يمكن بالتالي أن يوافق الرئيس بري على من تسميه بكركي للرئاسة؟

 

 - أتمنى أن يكون هذا هو موقف ((حزب الله)) وحركة ((أمل)) وهذا الكلام صادر عن فكر نيّر وعن نيات صادقة وحسنة.

 

من ناحية ثانية الموقف السوري نسمع انه مع كل ما يُجمع عليه اللبنانيون وكذلك إيران تقول انها تؤيد كل ما يُجمع عليه اللبنانيون.

 

اليوم الحديث انتقل إلى صيغة أخرى ((مع كل ما تجمع عليه بكركي أو المسيحيون)) فإذا كانت النيّة طيبة والكلام صادق نحن نرحب بهذا الموقف.

 

ولكن في الوقت نفسه نرى ان أصواتاً في المعارضة وخاصة الأبواق السورية تصعّد بشكل رهيب وكأن هناك أمر عمليات بالتعطيل ما لم تحصل سوريا على ما تسعى إليه ان كان بالنسبة للمحكمة الدولية أو بالنسبة لهيمنة غير مباشرة على لبنان.

 

من هنا عندنا إرباك ليس بمواقفنا إنما من قراءة هذه المواقف وخاصة أمل وحزب الله وكيف نستطيع أن نميّز مواقف ومواقع المنخرطين بالمخطط السوري الذي يرفعون السقف في كل مناسبة.

 

وكل المعطيات وكل التسريبات الآتية من الشام تؤكد ان هناك أجواء غير إيجابية ظاهرها إيجابي ومضمونها سلبـي جداً.

 

من هنا نرى انه إذا كانت لدى حزب الله وحركة أمل إرادة لمواجهة هذا الخط والعودة إلى الأصالة اللبنانية فهذا الأمر نرحّب به في قوى 14 آذار/مارس وقلبنا معهم وفكرنا معهم ويدنا ممدودة للقاء تحت سقف الثوابت اللبنانية.

 

لقاء الجميل - فضل الله

 

# كيف تقرأ لقاء موفد السيد حسن نصرالله النائب حسن فضل الله إلى الرئيس أمين الجميل؟

 

 - نرى انهم يشيدون بأشخاص ويهاجمون آخرين مع ان من يشيدون بهم لا أرى انهم يختلفون عن باقي أفرقاء 14 آذار/مارس وهذا من ضمن لعبة فرّق تسد أو انها محاولة لشق الصفوف وأتمنى أن يكون ظني في غير محله وان يكون هناك أمل. خاصة وأنا سمعت وليد بك جنبلاط عندما تحدث عن تأجيل العماد عون الاجتماع به كنا نتمنى أن لا يحصل التأجيل ويتم اللقاء وأن يستمر التواصل والتواصل والحوار لا يعني بأن يتنازل المتحاورون عن ثوابتهم وقناعاتهم.

 

# هل تعتقد ان عون تلقى إشارات تفيد بأنه لا يملك فرصة الوصول إلى الرئاسة الأولى ولذلك جنّ جنونه؟

 

 - لنفترض انه تلقى هكذا إشارات كان عليه أن يكون مسالماً ولا يهاجم الآخرين حتى لا يؤخذ عليه هكذا تصرّفات وقد أزعجتني جداً مواقفه الاخيرة وكذلك انزعجت عنه.

 

# من خلال عمل اللجنة قيل انه وضعت أسماء وسُحبت أسماء وأضيفت أخرى هل تعتقد من خلال الجوجلة التي قمتم بها انه يمكن الوصول إلى رئيس توافقي؟

 

 - هناك أمر من الثوابت لدينا إذا كان التوافق هو إعادة فتح خطوط لسيطرة أو هيمنة أو تدخل سوري والمحور السوري - الإيراني من بعد التضحيات التي قدمناها والثوابت التي لا رجوع عنها إذا كان هذا هو مفهوم التوافق فأنا أعتبر ذلك نقيضاً للمصلحة اللبنانية وهو بالتالي عملية مراوغة وخداع لإجهاض كل المكتسبات التي حققتها دماء شهداء ثورة الأرز.

 

# هذا يعني رئيساً من 14 آذار/مارس؟

 

 - حتماً إلا إذا تم التوافق على أساس مبادىء وانطلاقاً من اتفاق الطائف ما نُفّذ وما لم يُنفّذ منه بعد وانطلاقاً من القرارات الدولية ومن خلاصات طاولة الحوار بما فيها النقاط السبع.

 

# هناك محطات أساسية قبل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية محطات دولية وإقليمية منها زيارة موفد وزير الخارجية الفرنسي جان كلود كوسران إلى سوريا وإيران بعد السعودية وهناك اجتماع دول جوار العراق في اسطمبول حيث يحكى عن إمكانية لقاء أميركي مع السوريين والإيرانيين كذلك هناك لقاء القمة الأميركية - الفرنسية في واشنطن الأسبوع المقبل هل يمكن أن نصل إلى الاستحقاق أم انه سيؤجل مرة أخرى وهل يمكن أن تعمل سوريا على تأجيل هذا الموعد للحصول على مكتسبات ما مقابل الإصرار الدولي على تمريرالاستحقاق الرئاسي في لبنان؟

 

 - في ظل الوضع السوري الحالي يمكن أن ننتظر من دمشق أي تصرّف ولكن هناك إرادة دولية وتصميماً عربياً ودولياً وتحديداً لبنانياً على عدم تفويت الفرصة والتلاعب بالدستور لجهة تأجيل الانتخابات أو لا سمح الله الوصول إلى الفراغ.

 

حوار هدى الحسيني

3 تشرين الثاني 2007