حسابات 8 آذار" خاطئة ولن يأخذوا شيئا بالضغط

جعجع لـ"المركزية": لن يستطيع احد عرقلة قيام المحكمـة

بري يدمّر دوره بيديه والفرصة سانحة لعودة "حزب الله" الى صورته

المركزية 4 نيسان 2007 - اكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان المعارضة لن تستطيع اخذ شيء بالضغط وان حسابات فريق 8 آذار كانت خاطئة، مشددا على ان المحكمة ذات الطابع الدولي ستنشأ ولن يستطيع احد عرقلتها.

 

واذ اسف لكون رئيس مجلس النواب نبيه بري يدمّر دوره الكبير بيديه، تمنى على "حزب الله" التصرف وفق الصورة التي عرف بها طيلة الـ15 سنة المنصرمة.

واشار الى انه بعد سلسلة المماطلات تبين ان الانتظار لن يكون ذا فائدة بل سيشجع على المزيد من الاغتيالات والعبث بالامن لذا تم اللجوء الى العريضة النيابية الموجّهة الى مجلس الامن.

 

* لماذا اصراركم على رفع المذكرة الى الامين العام للامم المتحدة خصوصا وان الرئيس بري كان اعلن انه سيعقد جلسة لاقرار المحكمة خلال العقد العادي؟

- لقد قطعنا الامل كليا، وبصراحة لم نعد نصدق. لانه منذ سنة ونصف وحتى الآن ونحن نسمع كلاما معسولا في ما يتعلق بالمحكمة وكلما كان هناك إستحقاق عملي لاقرار المحكمة نجدهم يخربطون. ففي المرة الاولى انسحبوا واعتكفوا لسبعة اسابيع وفي المرة الثانية استقالوا كليا من الحكومة وفي المرة الثالثة عندما اردنا التوجه الى المجلس النيابي لمناقشة مشروع المحكمة عطلوا المجلس، من الدورة العادية الماضية ورفضوا فتح اي دورة استثنائية ووصلنا الى الدورة الحالية مع انه كان هناك تلميح بأن الامور يمكن ان تسير، فانتظرنا اسبوعا ثم اسبوعين ثم ثلاثة ليتبين في ما بعد ان "الحال مش ماشي".

اضاف: وتاليا، تجاه هذا التعطيل المستمر للمحكمة في وقت لا تزال الاغتيالات متواصلة والعبث بالامن ايضا، لم نجد امامنا اي حل الا ان نطرح الامر كما هو على مجلس الامن. نحن 70 نائبا مع مشروع قانون المحكمة كما هو ولكنهم لا يسمحوا لنا بإقراره في المجلس النيابي، ولننتظر مجلس الامن ماذا سيفعل.

 

وعما اذا كان صحيحا ان خطوتهم لم تكن الجهات الرسمية السعودية في جوها نهائيا وان السفيرين الاميركي والفرنسي افصحا عنها قبل ايام قليلة لبعض القيادات السياسية اللبنانية، وهل صحيح ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب ارسال المذكرة اليه قبل السبت المقبل موعد انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي لمناقشة تقريره حول سير تنفيذ القرار 1701 قال الدكتور جعجع: هذا الامر غير صحيح فالذين يكتبون او يصرحون بذلك انما يفعلون انطلاقا من مخيلتهم، وتاليا هذا الكلام يدور منذ اسابيع في وسائل الاعلام الاجنبية والمحلية وليس جديدا، وتاليا القول بأن الجهات الرسمية السعودية لم تكن في جو المذكرة نهائيا ينفي ما يشيعونه عنا من ان ما نفعله هو بإيحاءات خارجية، فكل الكلام غير صحيح نحن كنا ندرس العملية اسبوعا بعد اسبوع، وكنا ننوي القيام بها الاسبوع الفائت لكننا عدنا وفضلنا ان ننتظر اسبوعا بعد، ونتوجه الى المجلس النيابي بغالبية كبيرة لربما المعنيون بالامر "يحسون على دمهم" ويعقدون جلسة لمجلس النواب. لكن هذا الامر لم يعط اي نتيجة وبالتالي وجدنا ان انتظارنا لن يكون ذا فائدة، لا بل سيميّع الوضع في البلد أكثر وأكثر وسيشجع الذين يقومون بعمليات الاغتيال على الاستمرار بفعلتهم والعبث بالامن أكثر.

أضاف: لذلك، وجدنا انفسنا مضطرين للذهاب في هذه الطريق لانه اوصدت امامنا كل الابواب الاخرى لاقرار مشروع المحكمة الدولية.

 

* اذا، شهر نيسان هو شهر المحكمة، لكن الا تعتبرون ان هذه الخطوة ستسحب الموضوع من التداول وهل بتنا امام معادلة جديدة بعدما كانت المعادلة: المحكمة مقابل الحكومة؟

- أصلا، نحن لم نسر بمعادلة المحكمة مقابل الحكومة، لانه على طاولة الحوار الوطني كانت المحكمة قد اقرت بالاجماع وتاليا لا نستطيع ان نجعلهم يدفّعوننا ثمن المحكمة كل يوم من جديد ولا نقبل ادخالها في اي معادلة اخرى. فموضوع المحكمة شيء وموضوع الحكومة شيء آخر.

اضاف: لذلك اساسا كنا نعالج موضوع المحكمة باعتباره موضوعا منفصلا وهناك اجماع وطني حوله ونية ورغبة كبيرة باقرارها من اكثرية ساحقة من اللبنانيين. وعندما وجدنا ان الوسائل والطرق السياسية الداخلية تعطلت اضطررنا الى اللجوء الى طريقة سياسية ديبلوماسية، لانه لم يعد امامنا سواها.

 

* سبق ان اعلنت انكم ستكملون في الحوار الى ان يعلن الفريق الآخر توقيفه، الا تعتبرون ان خطوتكم ضربة للحوار، وعلى ماذا سيتم التحاور فيما لو حصل لاحقا؟

- ابدا ليس ضربة للحوار. عدم نزول رئيس المجلس النيابي الى المجلس ألا يعتبر ضربة للحوار، ولكن أكملنا بالحوار على رغم ان رئيس المجلس يقاطع المجلس ويرفض عقد اي جلسة. فخطوتنا هي خطوة المتوفر في الوقت الحاضر، ولكن سنكمل الحوار الى النهاية.

 

* حول ماذا سيجري الحوار؟

- حول الحكومة ورئاسة الجمهورية.

 

* هل يحرز بعد خصوصا وان عمر الحكومة لن يتجاوز الاشهر الستة؟

- لذلك بدأنا نطرح من اسابيع قليلة موضوع رئاسة الجمهورية لان قصة الحكومة "ما بقى تحرز".

 

* لكنكم كنتم اتفقتم على طيّ ملف الرئاسة حتى نهاية ولاية الرئيس؟

- لان الحال كان ماشيا بالحد الادنى قبل هذه المرحلة، لكن من خمسة شهور وحتى اليوم عطل رئيس الجمهورية كل شيء وأفرغ الرئاسة من اي مضمون لها. لا مشروع التعيينات القضائية ولا اي جلسة لمجلس الوزراء ومرسوم دعوة الهيئات الناخبة في منطقة المتن الشمالي لا يوقعه على رغم ان نائب منطقة المتن الشمالي قضى اغتيالا. وتاليا حيال كل هذا التعطيل الذي يؤدي الى تعطيل للبلد بات لزاما علينا تحريك الامور في المكان المعرقل. الامور ليست معطلة من عمل الحكومة بل جراء التعطيل الحاصل من رئيس الجمهورية وبدرجة اقل من المجلس النيابي. لذلك يجب الذهاب الى مكمن الداء لنعالج.

 

* كيف ستحاورون، وهل تعتقد ان الرئيس بري لا يزال مستعدا لذلك؟

- اذا رفضوا التحاور يكون ذلك قرارهم. فلو اردنا ان نأخذ موقفا مماثلا، فكان علينا اذن ان لا نحاور من اللحظة التي اعتصموا فيها في ساحة رياض الصلح، وعندما انسحبوا من الحكومة وعندما بدأوا بتعطيل جلسات المجلس النيابي وعندما بدأ رئيس الجمهورية بتعطيل المراسيم والجلسات. فهذا ليس منطقا.

اضاف: من جهة اخرى، هناك قوانين ودستور فأما علينا اتباعه واما نعتبر ان لبنان صار غابة. نحن لا نريد اعتباره غابة فيما الآخرون يشدون ليعدونه غابة. هناك مهل ومواعيد دستورية. هناك عقد عادي لمجلس النواب وتعطيل المجلس النيابي في حد ذاته جريمة.

 

* ألستم تتخوفون من ردّة فعل المعارضة من خطوتكم؟

- آمل في ان تكون ردّة فعلهم وعيا لواقع البلد ووعيا ان هناك غالبية نيابية عندها حقوقها تطالب بها وتجاهد للحصول عليها. وان يعلموا ان تعطيل المؤسسات واحتلال ساحة رياض الصلح لا يؤدي الى اي نتيجة.

واعتبر جعجع ان حسابات فريق 8 آذار كانت خاطئة، اذ انهم كانوا يعتقدون انه بمجرد ان يكشروا عن انيابهم سنخاف وسيحصلون على ما يريدون. لكن الايام اثبتت ان ليس هذا ما يحصل وتاليا عليهم اعادة حساباتهم والتصرف طبقا للنظام العام والدستور والقوانين المرعية.

 

* هل لدى القوات اللبنانية مبادرة ما لترميم العلاقات بين الاطراف المتصارعة خصوصا وان المعارضة تتهكم دائما بأنكم من يعرقل ويعمل وفق اجندة اميركية، فرنسية؟

- هذا الاتهام مردود لاصحابه. وهم من يعمل وفق اجندات فلو كانت القوات اللبنانية تعمل وفق اجندات معينة لما كان حزبنا قد حل ولما كنا قضينا 15 سنة مضطهدين ومطاردين.

أضاف: نعم لدينا مبادرة وهي في العودة جميعا الى رشدنا والى الدستور والقوانين والحياة السياسية الطبيعية. فبالضغط لن يستطيعوا اخذ شيء منا، فلا يحاولن أحد. مضت خمسة اشهر وهم يجربون، فماذا رأوا؟ ليس بالضغط، بل بالحياة السياسية العادية، باجتماع المجلس النيابي باجتماع الحكومة.

 

* هل تعتبرون انفسكم منتصرين في النهاية، وعلى من؟

- كلا، ليس هذا المقياس بالنسبة الينا، المقياس هو ان نحاول مقدار استطاعتنا تسيير شؤون البلد. والمحكمة الدولية احدى امور البلد الاساسية ومطروحة على بساط البحث منذ سنتين وهي قضية مهمة جدا لغالبية ساحقة من اللبنانيين. ونفتش عن الطرق التي تجعلنا نستطيع التقدم الى الامام. والامر عينه بالنسبة الى ما يهم المواطنين سواء على المستوى الاقتصادي او المعيشي، فيما الآمرون لا يفعلون شيئا سوى التعطيل.

 

* هل سنصل الى الفصل السابع حكما؟

- لا أعرف، المهم بالنسبة الينا هو ان تنشأ المحكمة. القضية اصبحت عند مجلس الامن، والمهم ان تنشأ المحكمة ولا يفكرن احد بأنه يستطيع عرقلتها.

 

* لكن البطريرك صفير يعارض الفصل السابع، فهل ستدخلون في صراع مع بكركي؟

- أبدا، لقد نقل عن البطريرك صفير موقف خاطئ.

 

* إشرح لنا ما هو موقف البطريرك اذا من الفصل السابع؟

- ستسمعونه منه. البطريرك مع المحكمة الدولية وانتظروا موقفه.

 

* لماذا لم تتقدم القوات اللبنانية بمشروع قانون انتخابي الى الهيئة الوطنية لصوغ قانون الانتخاب برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس وما هو الموقف الحقيقي للقوات من هذا القانون؟

- لقد تقدمنا بمجموعة مبادئ كي يقر في ضوئها قانون الانتخاب. ومن جهة اخرى، لقد فهم البعض موقفنا من قانون الانتخاب خطأ. نحن لسنا ضد القضاء لكننا نفتش عما اذا كان هناك قانون أفضل يمكن ان يعطي نتيجة احسن من القضاء، لجهة التمثيل الشعبي، اذا لم نجد ذلك نذهب الى القضاء ، لكن اذا وجدنا قانونا ويمكن ان يكون هناك بعد تركيبة ما تعطي نتيجة افضل من القضاء، فهل نقول لا؟ القضاء لا بأس به لكن يمكن ان نجد قانونا يعطي نتائج افضل من القضاء.

 

وختم جعجع بالتأكيد مجددا ان سياسة التعطيل لا تؤدي الى اي نتيجة، بل هي سياسة هدامة مئة في المئة، وليس هناك الا دورة الحياة السياسية الطبيعية هي التي يمكن ان تعطي النتيجة.

 

وعن رسالته الاخيرة الى حزب الله والرئيس بري قال الدكتور جعجع: اتمنى على حزب الله ان يظل على الاخلاق وطريقة التصرف التي عرف فيها في السنوات الـ 15 المنصرمة ولا تزال الفرصة سانحة ليعود الى هذه الصورة.

 

اما بالنسبة الى الرئيس بري فقد كان هناك دور كبير بانتظاره ويمكن انه لا يزال في انتظاره لكنه ويا للاسف يدمّر بيديه هذا الدور.