جعجع: الحريري يعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان اكثر من لحود المسيحي

 14 آذار ترفض صيغة 19+11 ولا جدية حتى الآن بموضوع المحكمة

وكالات- 2007 / 3 / 16

 طمأن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى ان علاقته مع مسيحيي 14 اذار ممتازة والتنسيق مستمر، مؤكدا ان النائب سعد الحريري يفاوض باسم كل قوى 14 اذار وليس باسم السنّة وعلى اساس ورقة عمل وضعتها هذه القوى. واعتبر ان "الحريري يعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان اكثر من اميل لحود المسيحي". وجدد رفض 14 اذار لصيغة 19+11 مؤكدا التمسك بـ19+10+1 ولم يرَ جدية حتى الآن من الفريق الآخر في موضوع المحكمة. وهنأ قوى الامن الداخلي على كشف شبكة عين علق، مؤكدا ارتباطها بالمخابرات السورية.

 

حاورت "المركزية" الدكتور جعجع في مواضيع الساعة، فسألته:

 

* صرحت قبل مدة بأن على المسيحيين ان لا يلتزموا الحياد في السياسة الوطنية الكبرى، ما معنى الالتزام بالحياد وفي المقابل ماذا تعني المشاركة في الحياة الوطنية، في الظروف الراهنة؟

- قلت ذلك ردا على مقولة سمعتها في بعض الاوقات من قبل بعض الافراد في الاوساط المسيحية ومفادها ان الصراع في البلد هو صراع بين السنّة والشيعة وما علاقتنا به ويجب علينا عدم التدخل فيه كي لا ندفع نحن الثمن. فهذه المقولة مغلوطة جملة وتفصيلا، هناك صراع سني - شيعي في احد جوانب هذا الصراع الكبير لكن الصراع الاساسي في لبنان ليس صراعا سنيا شيعيا بل صراع يطاولنا جميعا. بمعنى انه اذا اردنا ضبط حدود لبنان فهذا الامر ليس مشكلة سنية شيعية بل مشكلة علينا جميعا، واذا قامت دولة فعلية في لبنان فهذا الامر ليس مشكلة سنية شيعية بل شأن يتعلق بنا جميعا واذا نفذ القرار 1701 ويعم الاستقرار في الجنوب ويطبق اتفاق الهدنة كما هو وارد في اتفاق الطائف، فهذا ايضا شأن يتعلق بنا جميعا.. من هذا المنطلق قلت ما قلت وأعنيه تماما وبالعمق، ومن هذا المنطلق يجب على المسيحيين ان يشاركوا بكل قوتهم لحسم هذه الامور، لأنه تبعا لحسمها في اي اتجاه او اتجاه آخر سيتحدد مصير حياتنا الوطنية والعامة جميعا، سواء كنا مسيحيين او سنّة او دروزا او شيعة في المرحلة المقبلة.

 

وعن اتهامات الوزير السابق سليمان فرنجية للقوات اللبنانية بعملية اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميّل اجاب جعجع: القضية باتت في يد القضاء فلتأخذ مداها في الاطار القانوني القضائي. وعن علاقته مع الاطراف المسيحية في 14 اذار والتنسيق الحاصل ككل قال الدكتور جعجع: ان العلاقة ممتازة ونحن على تشاور مستمر مع الاطراف المسيحية داخل 14 اذار وفي تنسيق مستمر. ومواقفنا منذ سنتين وحتى الآن اكبر دليل الى ذلك. اما في ما يتعلق بموضوع تهميشنا او عدمه في 14 اذار، فهذه مقولة اكل الدهر عليها وشرب، وهي مقولة غير صحيحة.

 

وأعطي هنا مثالا، يقولون الآن يتفاوض السنّة مع الشيعة مع كل ما حصل، هذا خطأ.. اذا فاوض النائب سعد الحريري اليوم فليس معناه انه يفاوض باسم السنّة بل باسمنا جميعا وعلى اساس ورقة عمل وضعها كل افرقاء 14 اذار من سنّة ومسيحيين ودروز وشيعة في 14 اذار، اذاً صحيح انه قطب سنّي يفاوض لكنه لا يفاوض بصفته ممثلا عن 14 اذار، في نهاية المطاف ما يهمنا هو مضمون ما يجري التفاوض عليه وليس مَن الذي يفاوض. اي اذا قلتم في الوقت الحاضر ان هناك مفاوضات تتعلق بمصير لبنان، فمَن تختارون، فؤاد السنيورة السنّي أو اميل لحود الماروني؟ فأجيب من دون تردد اننا نختار فؤاد السنيورة السنّي لأن مضمون ما سيفاوض به هو مجموعة المبادئ التي تؤمن بها ومجموعة القناعات التي نناضل من اجلها كقوات وكمسيحيين منذ عشرات السنين بينما اميل لحود رغم انه ماروني على الهوية، فسيفاوض عمليا بمضمون لا يتلاءم لا مع نظرتنا الى الامور ولا مع قناعاتنا ولا مع السياسة المسيحية التاريخية. اذن، في هذا المجال يحصل استغلال لهوية الاشخاص ويا للاسف وهذا امر معيب، في وقت مطلوب فيه النظر الى مضمون الاشياء واتجاه الاحداث.

 

اضاف: ان الشيخ سعد يفاوض الآن على مضمون تفاهمنا عليه جميعا في 14 اذار، وتاليا كل ما يحكى عن تغييب مسيحي في ما يتعلق بـ14 اذار هو كلام غير صحيح وليس دقيقا ولا علاقة له بالواقع. من جهة اخرى اذا كانت المعارضة تعتبر ان نبيه بري يفاوض عن الشيعة فهذا شأنهم. ولا اعرف ماذا سيحصل في الجهة الاخرى.

 

* لقد اعلنت المعارضة انها فوّضت الرئيس بري؟

- جيد، اذاً لا مشكلة، وليس سنّة وشيعة يتفاوضون بل 14 اذار و8 اذار. وهذا هو المهم.

وعما اذا كانت زيارة النائب سعد الحريري لبزمار تأتي في اطار دحض مقولات تغييبه عن اجواء المشاورات اجاب الدكتور جعجع: ان زيارة الشيخ سعد لبزمار جاءت في سياق الاتصالات التي تحصل وهي تمت قبل آخر جولة المشاورات ما قبل الاخيرة. وضعني الشيخ سعد في الاجواء وتحدثنا مطولا كيف سنكمل في المفاوضات.

 

وعن سبب اطمئنانه كماروني الى شخص سنّي اجاب: الطروحات التي يطرحها الشيخ سعد ومساره السياسي ومشروعه السياسي وما تبين لي من ممارساته منذ سنتين وحتى اليوم.

 

* لو كان صاحب هذه الطروحات شخص شيعي هل كنت اطمأنيت ايضا؟

- مئة في المئة، ليس الشخص هو المهم بل الطروحات. واقول بكل ضمير ووضوح وللتاريخ ان الشيخ سعد الحريري يعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان عشرة ملاين مرة اكثر من اميل لحود المسيحي. فقبل ان نتطلع الى هوية الشخص الذي يتحرك علينا ان نرى بأي اتجاه يتحرك ولمصلحة مَن بالتحديد.

وعما اذا كان صحيحا ان النائب الحريري زاره في بزمار ليعطيه ضمانة بزيادة حصته في الحكومة ولو على حساب تيار المستقبل ليسير في التسوية وليعادل حصة العماد ميشال عون اجاب الدكتور جعجع: منذ زمن طويل ابدى الشيخ سعد استعداده بأنه عندما سيحصل تعديل او توسيع وزاري سيتحسن تمثيل القوات اذ ان تمثيلها في الحكومة الحالية ليس عادلا والظروف التي حصلت فيها التشكيلة معروفة. اذاً القضية مطروحة قديما ولا علاقة لها بما يحصل الآن.

من جهة ثانية نحن كقوات لبنانية المناصب الوزارية ليست هي التي تحدد لنا سياستنا ولو كانت كذلك لما دخلنا الى السجن ولحصلنا على ثلاثة مقاعد وزارية في التسعينات ولو كانت تحدد لنا سياستنا لكان يجب ان نكون معارضين للحكومة لأنه لسنا ممثلين فيها بقدر حجمنا الشعبي.

* هل لا تزال شخصيا رافضا لطرح 19+11 ومتمسكا بـ19+10+1 اجاب جعجع: ان الاكثرية النيابية اي تيار المستقبل، التقدمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، الكتائب، الاحرار والكتلة الوطنية والتكتل الطرابلسي وكافة الشخصيات والمواقع المستقلة في 14 اذار، جميعهم ضد طرح 19+11.

 

* على اي اساس اذا التسوية؟

- انها تحصل على اساس 19+10+1 في اسوأ الحالات.

 

* لكن المعارضة اعلنت تمسكها مرارا بـ19+11 وفي ضوء رفضكم يعني لا تسوية ولا اعلان نيات قبل القمة العربية؟

- اساسا بدأت المفاوضات على اساس ان الفريق الآخر وافق على السير في المحكمة الدولية، ويبدو انه حتى الآن ليس سائرا فيها كما اعلن في السابق. فكم مرة اعلن انه مع المحكمة. عشرات المرات، والمرة الاخيرة على طاولة الحوار، لكن حتى الآن لم يناقش بها. والآن حصلت جولات حوارية اربعة وكم مرّة طلب فيها النائب الحريري من الرئيس بري التعديلات والملاحظات التي لديهم لنتدارسها ولم يجد جوابا مرة.

 

* اذا كل اجواء التفاؤل هي شائعات وكلام صحف؟

- كلا، بالنسبة الينا ليست شائعة. اصلا بدأت المفاوضات انطلاقا من الاجواء السعودية - الايرانية ويبدو ان هذه الاجواء قالت ان المحكمة يجب ان تسير واذا كان لا بد من تعديلات طفيفة فنحن مستعدون وقالت ان الحكومة تتشكل على اساس مبادرة عمرو موسى 19+10+1. ووصلنا الى جولات المفاوضات وفوجئنا بأنه في قضية المحكمة الجدية غير متوافرة حتى الآن واكبر دليل الى ذلك في قضية المحكمة لم تقدم التعديلات المطلوبة.

 

ومن جهة اخرى عادوا الى صيغة 19+11 في حين ان الاتفاق السعودي - الايراني كان على اساس مبادرة جامعة الدول العربية. لكن على رغم عدم جديتهم في قضية المحكمة وعودتهم الى طرح 19+11 سنظل جادين حتى النهاية في هذه العملية ولن نتوقف عن الحوار الا عندما يعلن الفريق الآخر التوقف عنه.

ضبط الحدود: وعن نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية في ضوء الحديث عن تهريب الاسلحة وتقرير الامين العام للامم المتحدة قال جعجع: للاسف ان ما نطرحه منذ سنة ونصف السنة عن تسرب اسلحة من سوريا الى لبنان عبر الحدود تبينت اليوم صحته بشكل موثق. لكن كما يقول المثل خير من ان تصل متأخرا من ان لا تصل ابدا.

 

الاكيد من خلال الوثائق والوقائع في تقرير الامين العام للامم المتحدة هو ان الاجهزة الامنية المكلفة مراقبة المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا لا تقوم بمهامها كما يجب، وتاليا الخطوة الاولى المطلوبة من الدولة اللبنانية هي محاربة الفساد الموجود على هذه المعابر خصوصا على معبر المصنع وتقوم بالتشكيلات المطلوبة اللازمة، لأن هذه المعابر هي التي تستعمل للتهريب وليس الجرود. ومن بعد هذه الخطوة، طرحت دول اوروبية كثيرة على الحكومة مساعدتها بكل الوسائل التقنية الممكنة لمراقبة الحدود وعلى الحكومة ان تقبل هذه المساعدات وتستعين بالوسائل الالكترونية المتوافرة لمراقبة الحدود بشكل افضل. اذا تبين ان هاتين الخطوتين غير كافيتين وإن الحدود لن تُضبط الا بطلب قوات دولية عندئذ نبحث في الموضوع.

 

* لكن نشر قوات دولية على الحدود سيؤدي الى اقفال سوريا حدودها مع لبنان؟

- عندما سنصل الى هذا الموضوع "كل حادث له حديث". لكن انصح السوريين بالكف عن تهديدنا لا بإقفال الحدود ولا بشيء آخر، لأن الشعب اللبناني اخذ خياره ومهما ضغطوا عليه لن يحبطوا من عزيمته. كما تبين بعد 14 شباط الماضي، انه رغم تفجير عين علق نزل اللبنانيون الى ساحة الشهداء.

 

وعن كشف شبكة تفجير عين علق قال جعجع: ان كشف هذه الشبكة هو انجاز كبير وأهنئ قوى الامن الداخلي عليه وأحض الاجهزة الامنية الاخرى على القيام بواجباتها. ومن جهة اخرى على الحكومة ان تكمل في هذا الموضوع حتى النهاية، بمعنى ان المطلوبين اينما كانوا يجب ان يلاحقهم الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ويعتقلهم. لا نستطيع تحت اي حجة من الحجج ترك الشعب اللبناني مكشوفا امام عمليات ارهابية تحصل عليه.

 

اضاف: ان ما يؤكد ارتباط هذه المجموعة بالمخابرات السورية هو الآتي: قائد هذه المجموعة شاكر العبسي وهو من كوادر فتح الانتفاضة، وجميعنا يعرف ان فتح الانتفاضة هي وليدة المخابرات السورية وتربيتها وترعرعت وتسلحت على يدها وأكملت على يدها وجميعنا يعرف طبيعة النظام السوري ولا يحاولن احد اقناعنا ان شاكر العبسي انتفض على السيطرة السورية على فتح الانتفاضة. في نهاية المطاف هو كان في سوريا وهو احد المشاركين في عملية اغتيال ديبلوماسي اميركي في الاردن سنة 2002 ثم اعتقل في سوريا بهذه التهمة وطالبت السلطات الاردنية باسترداده لكن سوريا لم تسلمه. لماذا؟

 

وتقول سوريا انها اعتقلته واكتشفت انه عنصر في شبكة ارهابية او في مجموعة اصولية وسجنته ثلاث سنوات ثم اطلقته في العام 2005، هذا قول غير صحيح. ففي سوريا اذا تبين ان احدا ينتمي لتنظيم الاخوان المسلمين يحكمونه اعداما. واذا كان حظه كبيرا يحكمونه مؤبدا. اذا قال احد كلمة ليس في محلها يسجنونه 15 سنة، فهل سيقنعوننا الآن ان شاكر العبسي حبسوه فقط 3 سنوات مع علمهم انه ينتمي الى مجموعة اصولية ومتهم بتنفيذ عملية ارهابية في الاردن؟ هذا كلام غير صحيح. لقد جنّدوه ثم كلفوه بمهمة معينة وأرسلوه الى لبنان لينفذها. وأكبر دليل ان المحطة الاولى له كانت في الحلوة في منطقة البقاع الغربي، احدى مناطق احمد جبريل تحت السيطرة السورية ولو غير المباشرة. ومن هناك انتقل الى مخيم نهر البارد. اذن، "فتح الاسلام" مجموعة مرتبطة مباشرة من خلال شاكر العبسي بالمخابرات السورية.

 

ثم اذا سلمنا جدلا لضرورات البحث ان هذه المنظمة مستقلة اصولية، فما هي مصلحتها في ان تفجر في عين علق؟ وما هي مصلحتها في ان تفجر قبل يوم من ذكرى 14 شباط؟ لو صحيحا انها كانت اصولية لكانت حاولت اغتيال شخصية اجنبية او ما شابه لكن لا افهم هنا هدف عين علق بالتحديد.

وأكد الدكتور جعجع ردا على سؤال ان التهديد بعمليات الاغتيال لا يزال موجودا في كل لحظة وسيكون موجودا اكثر وأكثر في الاشهر المقبلة. واذا اقتربنا من الاتفاق يجب ان نخاف اكثر وأكثر.

 

وكرر جعجع التأكيد ان على الرئيس لحود ان يخرج من قصر بعبدا مساء 23 تشرين الثاني والا يصبح محتلا ويطاله القانون كمحتل.

وعن وصف العماد ميشال عون قوى 14 اذار بـ"البناديق" اجاب جعجع: اعتقد ان الجنرال كان يمزح ولم يكن يتكلم جديا لأنه مستحيل ان يصدر عنه ان 55 و60 في المئة من الشعب اللبناني "بناديق". من هذا المنطلق اسأل: لماذا استعجل البعض في الاستنتاجات "وقبض الموضوع عن جد".