مقابلة مع الدكتور جعجع

جعجع في حديث إلى صحيفة "السياسة" الكويتية عن التطورات المحلية

*معادلة 19+11 غير واردة لأنها تعني تعطيل آخر مؤسسة دستورية في البلاد

*لا رجوع عن مطلب المحكمة ورفضها دليل رئيسي على من يقف وراء الجريمة

*لولا تدخل "القوات اللبنانية " وقوى 14 آذار في 23 يناير لسقطت الدولة

*نعيش محاولة انقلاب يتمثل باحتلال الساحات والثلثاء الأسود وتعطيل المجلس

*محاولة المعارضة دق إسفين بين قوى الأكثرية هي لعبة ولادية تستحق الضحك

*القمة العربية ستمارس ضغوطا على سورية لمنعها من التدخل في شؤون لبنان

*لا يوجد صقور وحمام في صفوف 14 آذار وسعد الحريري يحاور باسمنا جميعا

*لا ملاحظات للمعارضة على المحكمة لأنهم لا يريدونها وسياسة لحود تعطيل كل شيء

*"فتح الإسلام" مرتبطة بالمخابرات السورية وهي ثغرة خطيرة على الوضع اللبناني

 

وطنية- 25/3/2007 (سياسة) أكد رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في حديث إلى صحيفة "السياسة" ينشر غدا أن "معادلة 19+11 التي تتمسك بها المعارضة غير واردة لأنها تعني تعطيل آخر مؤسسة دستورية في البلاد، وأن الأكثرية لن تتراجع عن مطلب المحكمة الدولية لأن رفض المحكمة دليل على من يقف وراء جريمة اغتيال الرئيس الحريري, وإذا أقرت المحكمة بوجود الثلث المعطل فإن الحكومة تستطيع تعطيل أي قرار تنفيذي في هذه المحكمة".

ورأى أن "البلاد تعيش محاولة انقلاب حقيقي تتمثل باحتلال الساحات، وما جرى يوم الثلاثاء الأسود، وتعطيل المجلس النيابي يأتي في إطار خطة سورية, لأن سورية لا تريد قيام دولة في لبنان, والشيء المتبقي من الدولة هو الحكومة, لذلك يجري التركيز عليها".

 

ورفض "مقولة وجود صقور وحمام في فريق 14 آذار، وأن ما تقوم به المعارضة محاولته دق إسفين بين قوى الأكثرية لإيهام الناس بوجود خلافات بين قيادييها، لأن المعارضة استفادت من ذهاب سعد الحريري إلى الحوار"، واصفا اللعبة "بالصبيانية التي تثير الضحك".

ورأى أن "الدستور لا يلزم المجلس النيابي بنصاب الثلثين لانتخاب رئيس للجمهورية وأن قوى 14 آذار تتمسك بانتخاب رئيس جمهورية من بين 14 آذار"، غامزا من قناة الذين يقولون البطريرك صفير كلاما لم يقله لأن البطريرك يريد قانونا للانتخابات، معتبرا "فتح الإسلام ثغرة خطيرة جدا على الوضع في لبنان، وأن تقرير براميرتس وضع الإصبع على الجرح"، رافضا أن يدفع الشعب اللبناني ثمن السياسة الإيرانية". وتوقع "ضغوطا عربية على سورية لمنعها من التدخل في لبنان بعد اكتشاف حيثيات جريمة "عين علق".

 

واعتبر أن "من حق الناس أن تتعب وتمل لكن لا أحد يتعب من أمه ومن أبيه، وكذلك لا يستطيع أن يتعب من وطنه, وكم من القيادات سقطوا على مذبح لبنان من كمال جنبلاط إلى بيار الجميل إلى عين علق، ولكن 14 آذار تبذل جهدا لإيجاد مخارج فعلية وجذرية لمعالجة الوضع في لبنان".

 

وقائع الحوار:

 

وفي ما يلي وقائع الحوار مع الدكتور جعجع:

سئل: في ظل تعثر الحوار الجاري بين رئيس مجلس النواب ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، إلى أين تتجه الأمور، وهل بالإمكان ترقب تسوية ما قبل القمة العربية، وما هي برأيك ملامح المرحلة المقبلة إذا استمر تعثر الحل؟

أجاب: "ما أراه، أن كل الفرقاء وصلوا إلى قناعة، لا يمكن معها الوصول إلى نتيجة إلا بالعمل الفعلي والحوار الجدي، لذلك، بعد أن تكونت عندنا هذه القناعة نصر على الحوار ومستمرون به بالرغم من عدم التوصل إلى أية نتيجة حتى هذه اللحظة. برأيي ملامح المرحلة المقبلة مزيد ومزيد من الحوار، في محاولة للوصول إلى حل، في أسوأ الأحوال يبقى الحوار أفضل من لا حوار، بعد الذي حصل في المرحلة الماضية. آمل أن يكون كل الفرقاء قد توصلوا إلى قناعة بأن كل الأعمال غير الديموقراطية، غير السياسية لن تؤدي إلى أية نتيجة، فمخيم الاحتلال في ساحة رياض الصلح كان يفترض إزالته بعد أن أصبح مشكلة على البلاد وعلى العباد لأنه يقطع أرزاق كثيرين من الناس، ويعطي فكرة مشوهة عن لبنان، في وقت لم يود إلى أية نتيجة".

 

سئل: بعد جلسات الحوار وجلسات التشاور والحوار القائم حاليا حتى الآن لم يفض هذا الحوار إلى نتائج إيجابية تريح الناس وتطمئنهم إلى مستقبل بلدهم. هناك قلق عند الناس وخوف على المستقبل، إضافة إلى وضع اقتصادي سيىء جدا. هناك أسئلة كثيرة تطرح، فما هو الحل برأيك؟

أجاب: "هذا صحيح, لأن التباينات في وجهات بين الفرقاء كبيرة جدا، اختلافات في وجهات النظر تؤدي إلى عدم استقرار سياسي، يجب أن نبقى جميعنا ملتزمين بقواعد اللعبة، بقوانين اللعبة السياسية البحتة ولا نلجأ إلى لعبة أخرى أو نحاول تخطي هذه القوانين".

 

سئل: أنتم تصرون على المحكمة أولا وعدم إعطاء المعارضة معادلة 19+11 في حين يبدو موقف المعارضة ملتبس من المحكمة وفي الوقت عينه تصر على معادلة 19+11 كشرط لتشكيل حكومة وحدة وطنية؟

أجاب: "لهذا السبب لم نتوصل حتى الآن إلى مخرج. لأن معادلة 19+11 غير واردة، لأنها تعني تعطيل آخر مؤسسة دستورية، والمحكمة الدولية لا رجوع عنها، مع العلم أنها أقرت بالإجماع على طاولة الحوار الذي بدأ في مثل هذه الأيام وقبل سنة".

 

سئل: ما هي خلفيات رفض حلفاء دمشق للمحكمة وإصرارهم على معادلة 19+11؟ إلى ماذا تسعى المعارضة، وما هو مخططها؟

أجاب: "رفض المحكمة بالنسبة لي هو الدليل الأساسي والرئيسي على من يقف وراء اغتيال الرئيس الحريري، لو صحيح أن الأخوان السوريين ليس لهم علاقة بهذه الجريمة كما يدعون، فلماذا إصرارهم على عدم الوصول إلى المحكمة، وعلى عدم قيامها وكل ما يمكن عمله لعدم قيامها، هذا يؤكد علاقتهم بها.. بما يتعلق بمعادلة 19+11 هذه الخلفية غير بعيدة عن المحكمة. عندما يصبح لديهم الثلث المعطل في الحكومة، فإنهم يستطيعون أن يعطلوا أي قرار تتخذه الحكومة بشأن المحكمة. المحكمة لا تقوم بقرار واحد بل يستلزم قرارات متتالية كتعيين قضاة وموازنات وغيرها. لذلك 19+11 على علاقة بالمحكمة، وبأمور أبعد من المحكمة، كتنفيذ القرار 1701 وضبط الحدود، وقيام الدولة الفعلية، من هذا المنطق يشترطون معادلة 19+11".

 

سئل: بعض القوى السياسية تتهم المعارضة بتنفيذ انقلاب على النظام اللبناني. ما هي مخاطر هذا الانقلاب وما هي إمكانات التصدي له إذا ما أصرت المعارضة على المضي به؟

أجاب: "مشروع الانقلاب واضح وعلى سبيل المثال لا الحصر، احتلال ساحة رياض الصلح، وما حاولوا القيام به يوم الثلاثاء الأسود في الثالث والعشرين من كانون الثاني/يناير. ثم تعطيل المجلس النيابي، منذ ثلاثة أيام بدأت الدورة العادية، وليس هناك أية نية للدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب وربما تعقد جلسة أو جلستين كصورة فقط، كي يقال اجتمع المجلس النيابي. تعطيل المجلس النيابي، تعطيل رئاسة الجمهورية، تعطيل الانتخابات الفرعية، في المتن رغم أنه أمر عادي إجرائي بسيط وتعطيل التشكيلات القضائية. عندما نرى أن الآخرين يعطلون كل المؤسسات الدستورية، عطلوا الرئاسة لأنها بين أيديهم، عطلوا المجلس النيابي لأنه بين أيديهم ويسعون حتى بالقوة والفرض لتعطيل الحكومة، ماذا يكون ذلك؟ انقلاب أم غير انقلاب!"

 

سئل: هل الحوار الذي تحدث عنه الرئيس بري في مؤتمره الصحافي هو الحوار الذي تطالب به الأكثرية؟ ولماذا شن الرئيس بري هذا الهجوم بهذا التوقيت ضد نواب 14 آذار لأنهم مارسوا حقهم الديموقراطي وحضروا إلى مجلس النواب مع بدء العقد العادي للمجلس؟

أجاب: "نواب 14 آذار مارسوا حقهم ولم يقترفوا أي ذنب، أما لماذا شن الرئيس بري هذا الهجوم، فبرأيي ليتجنب الهجومات التي تشن عليه، باعتباره المسؤول عن تعطيل المجلس النيابي، هل هذا الحوار الذي نريده؟ نحن نريد أي حوار، للخروج من اللغة الأخرى لأنها لا توصل إلا إلى خراب البلد.

 

سئل: "إذا كان الرئيس بري مستمرا في تعطيل المجلس النيابي والمعارضة مستمرة في شق الصف بينكم وبين الشيخ سعد الحريري؟ ومحاولة اللعب على التناقضات. فما هي خطتكم الوقائية؟

أجاب: "أساسا لا توجد تناقضات بيننا للعب عليها. للأسف سعد الحريري يذهب إليهم ليفاوضهم لكنهم يحاولون الاستفادة من هذه الصورة للايحاء للناس بوجود خلاق بيننا وبينه. في الوقت الذي يفاوض فيه سعد الحريري باسمنا جميعا، انطلاقا من ورقة عمل مشتركة، ما يقومون به لعبة ولادية صبيانية لن تؤدي إلى أية نتيجة سوى إضاعة الوقت".

 

سئل: لماذا اتخذ الرئيس بري موقف الفريق، وليس موقف الحكم؟ هل يتعرض لضغوطات سورية برأيك، وصلت إلى حد التهديد؟

أجاب: "لست أدري، وليس لدي فكرة، أنا أتعاطى معه انطلاقا من مواقفه الحالية وأكن له كل محبة وكل احترام، لكن مواقفه الحالية غير مقبولة. تعطيل المجلس النيابي غير مقبول تحت أية حجة من الحجج ومهما قدم من ذرائع، وإذا كانت هناك أمور شائكة في البلد يجب أن تطرح على مجلس النواب، أما أن يقفل مجلس النواب تحت حجة عدم انقسام النواب ماذا يعني هذا التصرف؟ مجلس النواب له قوانين ترعى سير أعماله، فلماذا يحاول تعطيلها".

 

سئل: "هل تتوقع أن يكون لنواب الأكثرية تحرك آخر باتجاه مجلس النواب، وما هي الخطوات التي ستصعب تحرك يوم الثلاثاء؟

أجاب: "طبعا سيكون لنا أكثر من تحرك باتجاه المجلس النيابي، هذا من حقنا ويجب أن يجتمع المجلس النيابي. بينما العكس هو الاستثناء والعكس هو الشواذ. إذا لم تذهب إلى المجلس النيابي".

 

سئل: هل تعتقد أن تعطيل المجلس النيابي خطة سورية لتعطيل كل المؤسسات في لبنان وإحداث فوضى لا أحد يعلم ماذا ستكون نتائجها؟

أجاب: "نعم. تعطيل المجلس النيابي يأتي بإطار خطة سورية، كما أن المطالبة بالثلث المعطل هدفه شل الحكومة، وكلنا نعرف أن سورية يهمها عدم قيام دولة في لبنان. الشيء الوحيد القائم من الدولة هي الحكومة، ولذلك كل التركيز عليها".

 

سئل: هل تتوقع من القمة العربية أن تسعى لإيجاد حل للأزمة اللبنانية، وهل ستناقش القمة العربية الملف اللبناني بكل حيثياته لاجتراح الحل المطلوب؟ أم ستكون قمة عادية ولن تدخل في صلب الأزمة التي يتخبط بها لبنان؟

أجاب: "أعتقد أن القمة العربية ستناقش الأزمة اللبنانية وبتقديري سيكون هناك ضغوط عربية كبيرة على سورية لمنعها من التدخل في لبنان وعدم الإخلال بأمنه واستقراره. خاصة بعد اكتشاف حيثيات جريمة "عين علق".

 

سئل: ما هو تعليقك على تصريح السفير السعودي عبد العزيز خوجة بعد المؤتمر الصحافي للرئيس بري؟

أجاب: "كلنا نعرف حرص المملكة العربية السعودية على تبريد الأجواء، لذلك أضع هذا التصريح في سياق محاولات المملكة المستمرة لتبريد الأجواء باتجاه وبآخر وليس كما فسر من قبل المعارضة منع التشنج، لأنه على أثر المؤتمر الصحافي للرئيس بري ارتفع التشنج كثيرا في أوساط الموالاة أو لدى فريق 14 آذار. برأيي تصريح السفير خوجة بغض النظر عن صوابيته أو عدم صوابيته أتى بسياق تبريد الأجواء".

 

سئل: رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أكد استئناف الحوار بين الرئيس بري والشيخ سعد الحريري، محددا اللقاء في غضون ساعات، ويستمر إلى ما بعد القمة، فما رأيك بذلك؟

أجاب: "نتمنى كل يوم أن يبشرنا النائب محمد رعد بمثل هذه البشارة، ونحن على استعداد لاستئناف الحوار في الإطار الذي يرونه مناسبا".

 

سئل: هل لديك شعور بأن الموالاة والمعارضة وصلا إلى طريق مسدود ولا بد من إيجاد مخرج؟

أجاب: "برأيي البلد كله وصل إلى المأزق، ومن مصلحتنا جميعا التفتيش عن حلول للأزمة القائمة لأن لغة الشارع لن تؤدي إلى أي مكان، من هذا المنطلق أتفهم ما قاله النائب محمد رعد، وأتمنى أن نذهب جميعنا باتجاه الحوار".

 

سئل: ما رأيك بالحملة التي تشن ضدك من قبل "حزب الله" الذي يتهمك والنائب وليد جنبلاط بتقييد حركة سعد الحريري وإحراجه في الحوار مع بري من خلال التشدد بمواقفكما، إضافة إلى اتهام البعض لك بالدفاع عن حقوق المسلمين، فما ردك على هذا الكلام؟

أجاب: "أولا, شرف لي الدفاع عن حقوق المسلمين لكن ما أريد قوله أن هذا الكلام لا يعبر عن حقيقة الوضع. في فريق 14 آذار لا يوجد لا صقور ولا حمائم، كلنا صقور عند الضرورة، وكلنا حمائم عند الحاجة. النائب سعد الحريري يفاوض انطلاقا من ورقة عمل مشتركة جرى إعدادها بإطار 14 آذار. وبالتالي فإن ما يقال عن أن الحريري يريد الذهاب أبعد ووليد جنبلاط وسمير جعجع لا يريدان ذلك، فهذا كلام خاطئ لا يمت للواقع بأي صلة. ما يحاولون فعله يأتي في سياق دق إسفين بين قوى 14 آذار، وهذه لعبة ولادية مكشوفة تستدعي مني الضحك عندما أرى هكذا ألاعيب وهي لن تؤدي إلى أية نتيجة".

 

سئل: "تحدثت من بكركي عن وجود خلاف سياسي كبير مع النائب ميشال عون. ما هي العناوين العريضة لهذا الخلاف؟ وما هي مآخذكم على عون؟

أجاب: "ليست لدينا مآخذ، العماد عون لاعب سياسي أساسي وله الحق باتخاذ الموقع الذي يريد، لكن كل ما قلته أن تموضعنا السياسي الحالي وتموضع العماد عون على مسافة 180 درجة، هو يتموضع باتجاه ونحن نتموضع باتجاه آخر.

 

سئل: لماذا يستهدف العماد عون في كل مواقفه السياسية بشكل أساسي قوى 14 آذار، وفي المقابل لماذا نغصتم عليه يوم الإضراب في 23 يناير في تثبيت زعامته على المسيحيين في المناطق المسيحية ولماذا نزلت "القوات اللبنانية" إلى الشارع لفتح الطريق بالقوة؟

أجاب: "ما حصل لم يكن هدفنا، ولكن كنا نرى أن ما يحصل كان انقلابا حقيقيا وما جرى حتم علينا التدخل ولو لم نتدخل لكان تغير كل شيء. ولو استمر ما كان يحصل في 23 يناير لساعات محدودة كان ذلك سيؤدي إلى انهيار الدولة كلها.. هل يعقل لمواجهة أمر بهذه الخطورة أن نبقى مكتوفي الأيدي؟"

 

سئل: لماذا واجهتم الإضراب وأحبطتم المؤامرة، ولم تواجهوا الاعتصام في رياض الصلح الذي مضى عليه قرابة 120 يوم؟

أجاب: "هذا ما كان يجب أن يحصل منذ اللحظة الأولى للاعتصام. وهذا ما جعلنا في الثالث والعشرين من يناير نتدخل كي لا ندع الأمور تفلت من ضوابطها. عند بدء الاعتصام كنا نعتبر أن المؤسسات الأمنية المعنية هي التي تتولى معالجة الموضوع من دون أن نتدخل لمنع الاحتكاكات، وبعد ما جرى في ساحة رياض الصلح، وفي الوقت الذي أعطيت التعليمات للمؤسسات الأمنية لمنع قطع الطرقات أصبح لزاما علينا أن نبقى متيقظين لعدم قيام أعمال مماثلة. وهنا لا بد من التذكير أنه لو لم تتدخل "القوات اللبنانية" في 23 يناير/كانون الثاني وباقي أفرقاء 14 آذار كان كل لبنان أصبح رياض الصلح وأنا متأكد من ذلك".

 

سئل: كان لديكم مآخذ على القوى الأمنية لجهة تقصيرها بمهماتها وفتح الطرقات قبل استفحال الأمور؟

أجاب: "في ذلك الوقت نعم كانت لدينا ملاحظات".

 

سئل: هل ما زالت هذه المآخذ قائمة؟

أجاب: "في الوقت الحاضر لا. وآمل أن تكون الأمور أصبحت أوضح لتبقى المؤسسات الأمنية هي المسؤولة عن الأمن علينا وعلى غيرنا. ليس فقط إذا حاول الآخرون إقفال الطريق بل إذا حاولنا نحن إقفال الطريق. من وظيفة المؤسسات الأمنية المحافظة على الأمن وتعليمات الحكومة واضحة بهذا الخصوص، مثلا ما يحصل في رياض الصلح غير مقبول. هناك تعد على الأملاك العامة وتعد على الآخرين. من سيزيل الاعتداء على أملاك الناس؟ المؤسسات الأمنية معينة بذلك".

 

سئل: بعض المحللين السياسيين يؤكدون أن "حزب الله" وحركة "أمل" يدفعان الأكثرية باتجاه تصعيد المواقف وتحديدا في موضوع المحكمة لأنهما لا يريدان مناقشتها في المجلس النيابي كي لا يحرجا تجاه الحليف السوري وبالتالي يدفعان لأن تقر المحكمة تحت الفصل السابع، ما هو رأيك بهذا التحليل؟

أجاب: "تحليل منطقي وواقعي وهذا صحيح. طبعا لديهم أهداف أخرى، ولكن هذا الجانب من التحليل صحيح. أنا عايشتهم مباشرة. كل يوم يقولون أنهم مع المحكمة. وكلما حاولنا التقدم خطوة لإقرار قانون المحكمة تحصل العرقلة. بالأمس الرئيس بري في تصريحه الطويل أدى لنا خدمة جلى. وكلنا نتذكر حجتهم بعدم المشاركة بإقرار المحكمة، إننا لم نمنحهم الوقت الكافي لدراستها، واتهمنا يومها بسلق الموضوع. ماذا قال الرئيس بري في مكان ما من تصريحه، يقول: اتصل الرئيس السنيورة برئيس الجمهورية وقال له: يا فخامة الرئيس إذا كنت تريد حضور جلسة مجلس الوزراء فأنا على استعداد لتأجيل الجلسة يوم أو يومين أو خمسة عشرة يوما, فكيف يدعون بأن موضوع المحكمة سلق سلقا ولم نقبل بأي تأجيل. كلام الرئيس بري يؤكد إننا كنا نقبل بأي تأجيل. ولكن مآخذ الرئيس بري هي أنه لماذا اقترح الرئيس السنيورة على رئيس الجمهورية التأجيل ولم يستشره هو, أي بري, في موضوع التأجيل. هذا ليس بمأخذ فليسمح لنا الرئيس بري بذلك، لأن علاقة الرئيس السنيورة هي مع رئيس الجمهورية في هذا الموضوع وليس مع الرئيس بري".

 

سئل: ما هي أسباب عدم الكشف عن ملاحظات المعارضة على موضوع المحكمة وإطلاع الأكثرية عليها؟

أجاب: "يقولون أنهم مع المحكمة وليسوا ضدها. في كل اجتماع عقده سعد الحريري مع نبيه بري كان يسأله عن ملاحظات المعارضة حول المحكمة لدرسها".

 

سئل: برأيك ما هو السبب لعدم الكشف عن الملاحظات؟

أجاب: "لا يوجد ملاحظات، والسبب الرئيسي لا يريدون المحكمة".

 

سئل :هل تعتقد أن ذلك يتم بضغط سوري مثلا؟

أجاب: "أعتقد ذلك، لأن السوري أعلن عن موقفه بأن أي متهم سوري لن يسلم لأية جهة وسيحاكم في سورية. فكيف يمكن لنظام متهم أن يحاكم المتهمين؟ فإذا اعترف متهم بما فعله فهل يعقل أن يكون هو المسؤول عن المحكمة؟"

 

سئل: كانت رغبة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بالذهاب وفد واحد إلى القمة العربية، لكن بحسب المعلومات فإن رئيس الجمهورية رفض فكرة الوفد الواحد. هل تعتقد أن هذا الرفض أتى بضغط سوري؟

أجاب: "هذه سياسة الرئيس لحود المستمرة منذ ستة أشهر إلى الآن. تعطيل كل شيء حتى تشكيل وفد واحد إلى القمة العربية، كما عطل الانتخابات الفرعية في المتن وكما عطل التشكيلات القضائية وكما عطل أمورا أخرى".

 

سئل: ما هو رأيك بالموقف السوري الذي يرى أن الحل في لبنان من خلال إجراء انتخابات نيابية مبكرة وحكومة وحدة وطنية؟

أجاب: "لا علاقة لهم في أمور لبنان الداخلية ليشكلوا حكومة وحدة وطنية في سورية. نحن لسنا قاصرين عن القيام بواجبنا. وأفضل عمل تقوم به سورية بعد خروجها من لبنان ألا يتعاطوا معنا. ولا يقوموا بتنفيذ عمليات أمنية مثل عملية "عين علق"، لأنه بعد الكشف عن هذه الجريمة فلا أحد يستطيع أن ينتقدنا على اتهامنا لسورية فالأمور واضحة وملموسة".

 

سئل: هل تعتقد أن طلب عدم تدخل سورية في لبنان مطلب موضوعي سيما وأن لسورية حلفاء كثر في لبنان وهناك طائفة بأكملها ليست مع مشروع السيادة والاستقلال وتفخر بتحالفها مع سورية وإيران؟

أجاب: "بالمبدأ سنبقى نرفض التدخل السوري في لبنان، وليس هناك طائفة بكاملها تريد التحالف مع سورية، هناك حزب من هذه الطائفة لا يريد الدخول في مشروع الدولة والسيادة بالعمق كما يجب وهذا لا يعني أن الطائفة بأكملها تريد الذهاب بالاتجاه الآخر. وسنبقى نطالب بتنفيذ كامل البنود الذي اتفق عليها على طاولة الحوار".

 

سئل: في موضوع الاستحقاقات الرئاسية إذا بقيت الأمور على نفس الوتيرة من التشنج، كيف ستنتهي الأمور إلى انتخاب رئيس للجمهورية بالأطر الديموقراطية سيما وأن هناك أصواتا تقول بمبدأ الثلثين لتحقيق النصاب القانوني؟

أجاب: "إذا اشترطوا علينا لا يعني أن شرطهم أصبح نافذا، من الأساس يجب حصول انتخابات رئاسية ونتمنى أن يكونوا كل النواب حاضرين ويشتركوا بالانتخابات، هم ينتخبون من يريدون ونحن ننتخب من نريد، أما إذا تغيبوا فيصبح الذنب ذنبهم.

 

سئل: في حال وصلت الأمور إلى هذا المنحى من التأزم هل تجتمع الأكثرية وتنتخب من تريد رئيسا للجمهورية؟

أجاب:" طبعا. نحن لا نستطيع ترك البلاد تذهب إلى الفراغ، عندها يجب أن تتحول صلاحيات الرئيس إلى الحكومة".

 

سئل: ما هو ردك على الاتهامات الموجهة لقوى 14 آذار أنها تقوم بالتسلح على قدم وساق؟

أجاب: "هذه الاتهامات غير صحيحة وبكافة الأحوال كل السلاح الذي جرت مصادرته في الأسابيع الأخيرة كان لجهة معينة، شاحنة ل"حزب الله" واكتشاف مخازن للقوميين في الكورة والسيارة التي ضبطت أخيرا في بحمدون وبداخلها كمية من السلاح للقوميين أيضا. وبعض السلاح للجبهة الشعبية-القيادة العام، ولا دخل 14 في كل هذه المواضيع؟ الآخرون يملكون السلاح والصواريخ والأجهزة الأمنية ويتهموننا بالتسلح، متى وجدوا أننا نقوم بالتسلح؟ يوم 23 كانون الثاني/يناير عندما تصدينا للمتظاهرين سلميا وأطلقت باتجاهنا النار واستشهد أحد رفاقنا ولم يطلق النار على أحد".

 

سئل: هناك من يؤكد أن "القوات اللبنانية" تقوم بالتدريب على السلاح في مناطق كسروان ومناطق أخرى، ما هو ردك على هذا الكلام؟

أجاب: "غير صحيح. إنها اتهامات باطلة كليا وعارية عن الصحة. هل من المعقول حصول ذلك من دون أي دليل؟"

 

سئل: "إذا كانت المعارضة تقوم بالتسلح، والسلاح يصل إليها من سورية بشكل متواصل وبطرق غير شرعية، ألا تخشى الأكثرية من هذا السلاح أن يؤدي إلى فتنة وأن تستهدف الأكثرية برموزها وإشعال حرب جديدة؟

أجاب: "الأكثرية مستهدفة باستمرار وآخر مرة استهدفنا في "عين علق".

 

سئل: كيف يكون الرد في مثل هذه الحالة؟

أجاب: "من خلال الدولة، عندما حصلت جريمة "عين علق"، عكست خوفا رهيبا في نفوس الناس. وكان رأي البعض بضرورة التنبه والدفاع عن أنفسنا فكان رأيي العكس وبالفعل بعد مرور أسابيع تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف منفذي الجريمة، يجب أن نراهن على الدولة ونتكل عليها. ولو أنها ليست كلها فاعلة في الوقت الحاضر".

 

سئل: هل تعتقد إمكانية كشف الجرائم كلها؟

أجاب: "الآن أكثر من أي وقت آخر. من جهة أخرى فإن تقرير القاضي سيرج براميرتس الأخير، وضع اليد على الجرح تقريبا بعد عمل جدي ومضن".

 

سئل: ما هي قراءتك لهذا التقرير؟

أجاب: "واضح جدا، الدوافع للجريمة سياسية بامتياز وهناك سقطت النظريات حول علاقة الجريمة ب"بنك المدينة". هذه الدوافع السياسية على علاقة بالانتخابات النيابية التي كانت ستحصل، وأكثر من ذلك ربما كان لها علاقة بإقرار نظام الانتخابات".

 

سئل: هل ترى أن هذا الكلام يشكل أدلة ثبوتية؟

أجاب: "لو لم يكن هناك أدلة، لما ألمح إلى ذلك القاضي براميرتس".

 

سئل: هل تعتقد أن براميرتس يملك أدلة كافية ومقنعة؟

أجاب: "بحسب مضمون تقريره الأخير أعتقد أن براميرتس أصبح بحوزته أدلة كافية. من جهة أخرى يقول: كل قصة أبو عدس قصة (مفبركة). هذا أولا. ثانيا: حتى لو كان هناك عناصر أصولية مشاركة في هذه العملية تكون قد شاركت لأهداف غير أهدافها، أو لصالح فئات أخرى، وفي تقاريره التي ستلي هذا التقرير سيتطرق إلى المشتبه بهم، من جهة، ومن جهة ثانية اكتشاف الذين نفذوا جريمة "عين علق" بانتمائهم لـ"فتح الإسلام" وعلاقتهما بالمخابرات السورية".

 

سئل: هل يوجد خيوط تؤدي إلى اكتشاف جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل؟

أجاب: "هذا أمر ممكن جدا، ولكن بداية يجب اعتقال كل عناصر "فتح الإسلام" وكل الضالعين بجريمة "عين علق" ومن خلالهم تستطيع الوصول إلى كل الجرائم".

 

سئل: هل تخشى حربا داخلية؟

أجاب: "الآن, لا. لسبب بسيط لأن الأخوان في "حزب الله" لا أرى نيتهم الذهاب إلى حرب داخلية".

 

سئل: ما هي قراءتك لخطاب الرئيس الأسد وهل هو بمثابة أجندة جديدة لتعمل المعارضة بموجبها.

أجاب: "الرئيس الأسد لا دخل له بما يحصل في لبنان، نظامه خرب لبنان ما فيه كفاية، عليهم من الآن وصاعدا أن يهتموا بأمور سورية فهذا أفضل لهم ولنا وعليه أن يتركنا وشأننا، نحن سنتهم بشؤوننا الداخلية وعليهم أن يرفعوا أيديهم عنا".

 

سئل: هل لديك خشية من أن يوجه "حزب الله" الذي اعترف أن لديه 30 ألف صاروخ أن يوجه هذه الصواريخ إلى الداخل؟

أجاب: "لغاية الآن ليس لدي خشية من ذلك، ولا يوجد شيء يجعلني أفكر بهذا الاتجاه".

 

سئل: ماذا بالنسبة للشاحنة التي ضبطت وكانت محملة بقذائف الهاون؟

أجاب: "صحيح، السلاح الذي ضبط في هذه الشاحنة كله قذائف هاون من عيار 60 ملم تستخدم في حروب الشوارع والمدن هذه الأسلحة طرحت علامات كبيرة حولها".

 

سئل: هل تعتقد أن هذه الأسلحة مرسلة لحلفاء "حزب الله"، وبعد أن ضبطت الشاحنة أراد الحزب تغطية المسألة واعتبار السلاح مرسلا إليه تحت اسم المقاومة؟

أجاب: "ممكن. لقد سمعت نظرية بهذا الاتجاه".

 

سئل: بعد إرسال الجيش إلى الجنوب وانتشاره على الحدود مع إسرائيل ووجود 15 ألف جندي من قوات "اليونيفيل" منتشرين جنوب الليطاني، وعلى موازاة الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، هل تتوقع مواجهات إسرائيلية مع "حزب الله" في المستقبل؟ وإذا انتفت ضرورة المواجهة مع إسرائيل ماذا سيكون مصير سلاح "حزب الله"؟

أجاب: بين "حزب الله" وإسرائيل يتوقف هذا الأمر على الوضع الإقليمي، إذا حصل مستقبلا احتكاك ما بين إيران وأطراف خارجية لا نستطيع أن نقدر ردة فعل "حزب الله" في الداخل".

 

سئل: إيران وبلسان أحد مسؤوليها هددت بنقل المعركة إلى لبنان والعراق في حال تعرضها لعدوان أميركي غربي؟

أجاب: "هذا شيء لا يجوز ومن غير المفروض أن يدفع الشعب اللبناني ثمن السياسة الإيرانية. بغض النظر عن صوابيتها وغير صوابيتها، هذا قرار يتطلب موافقة كل الشعب اللبناني إذا كان هناك خوف من تحرك "حزب الله" باتجاه إسرائيل، وتحرك من إسرائيل باتجاه لبنان".

 

سئل: البعض يتوقع صيفا حارا، لأن إسرائيل لم تسلم بنتيجة حرب تموز وهي تريد إعادة الاعتبار لجيشها؟

أجاب: "لا إمكانية لإسرائيل أن تقوم بذلك، إذا طبق لبنان القرار 1701 بحذافيره. لأن تطبيق هذا القرار لا يسمح لإسرائيل أن تعوض عما خسرته في الصيف الماضي خاصة وأن الجيش اللبناني موجود على طول الحدود وقوات الأمم المتحدة منتشرة في تلك المنطقة".

 

سئل: أجريتم كفريق أكثرة اتصالات دولية على أرفع المستويات من الرئيس بوش إلى الرئيس الفرنسي ومجلس الأمن الدولي من أجل تحييد شبعا ووضعها تحت سيطرة القوات الدولية في محاولة منكم لنزع فتيل التفجير في تلك المنطقة، إلى أين وصلت هذه الاتصالات وهل هناك جدية في معالجة موضوع شبعا؟

أجاب: "الأمور جدية جدا بالنسبة لشبعنا من قبل الحكومة ومن قبلنا كلنا كفريق 14 آذار، ونحن نضغط بشكل مستمر بهذا الاتجاه. لكن هذا لا يمنع وجود صعوبات كبيرة انطلاقا من تشبث إسرائيل بمسؤولياتها في ما يتعلق بمزارع شبعا. لكننا مستمرون بجهدنا، الذي بدأ يعطي ثماره والأمم المتحدة تقوم بترسيم الحدود في المنطقة، والموضوع مطروح على المستوى الدولي بهذا الحجم وهذه الجدية، فلا بد في النهاية من إيجاد حل له، إذا لم يكن اليوم بعد شهر، أو بعد سنة".

 

سئل: ما هو الانطباع الذي خرجت به بعد لقائك بالرئيس الفرنسي شيراك، وما هي نظرتك للدور المستقبل الفرنسي تجاه لبنان والدور الأوروبي عامة؟

أجاب: "الدور الأوروبي والفرنسي جيد باتجاه لبنان في الوقت الحاضر. ومن خلال لقائي بالرئيس شيراك وجدته مطلعا وملما بشكل جيد جدا بموضوع لبنان ومتابعا لكل تفاصيله. ونظرته للأمور مثل نظرتنا تماما. وأعتقد أن فرنسا لا يمكن أن تقوم إلا بما تستطيع فعله لمصلحة لبنان. والدليل على ذلك ما جرى في مؤتمر "باريس-3" كيف تدخل الرئيس شيراك شخصيا مع رؤوساء العالم لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للبنان التي أعطت ثمارا جيدة جدا".

 

سئل: لماذا لا يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة لإقرار مشاريع "باريس-3"؟

أجاب: "إنه يتصرف هكذا للضغط علينا، ويستخدمون أرزاق الناس كورقة ضغط علينا ليأخذوا منا ما يريدونه".

 

سئل: هل ما زلتم تصرون أن يكون الرئيس المقبل من 14 آذار؟

أجاب: "طبعا، لأن البلد لم يعد يتحمل تسويف وتأجيل".

 

سئل: الفريق الآخر يرفض هذا الطرح ويريد رئيسا توافقيا؟

أجاب: "هو حر في اتخاذ الموقف الذي يريد. فإذا كان مصرا على ذلك، لماذا لا نجلس معا ونتحاور في هذا الموضوع ربما توصلنا إلى توافق بيننا وبينهم".

 

سئل: ما حقيقة الكلام عن وجود تباين بين غبطة البطريرك والأكثرية النيابية حول قانون الانتخابات، وأثناء زيارتك لغبطته تطرقت إلى هذا الأمر، هل صحيح أن البطريرك صفير لديه هواجس حول هذا الموضوع؟

أجاب: "غير صحيح على الإطلاق.. على الإطلاق. البطريرك صفير يريد قانونا جديدا، لكنهم عطلوا الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي فكيف السبيل لقانون انتخاب. هذه المسائل لا يمكن أن تتم إلا بعودة المؤسسات الدستورية للعمل أين رئاسة الجمهورية وأين المجلس النيابي؟ من الضروري إقرار قانون للانتخابات في المجلس النيابي، وبما يتعلق بالمحكمة الدولية والفصل السابع، البطريرك لم يصرح في يوم من الأيام أنه ضد الفصل السابع. هذه المسألة تحدث فيها الفريق الآخر عن لسان البطريرك. البطريرك قال ما حرفيته: إلى أين وصلت بنا الأمور حتى إقرار المحكمة الدولية سيذهب تحت الفصل السابع, متسائلا عن الإرادة الوطنية. لماذا يحاولون إطلاق مواقف عن لسان البطريرك وهو براء منها ولم يقلها؟"

 

سئل: هل صحيح أنكم ترفضون الانتخابات على أساس القضاء، في حين أن البطريرك يؤيده؟

أجاب: "نحن لم نرفض القضاء أبدا".

 

سئل: لكن هذا ما ذكره النائب عدوان الذي أعلن أنكم تفضلون الدائرة الوسطية مع النسبية؟

أجاب: "هذه واحدة من الخيارات، لدينا خيارات عديدة. ونحن ك"قوات لبنانية" لم نعلن عن خيارنا النهائي، ما طرح خيار من عدة خيارات. خيار يقول بالدائرة الوسطى مع النسبية وآخر يقول بالقضاء، وآخر بالدائرة الفردية، لدينا عدة خيارات مفتوحة أمامنا".

 

سئل: التحالف الرباعي في الانتخابات الأخيرة جعل الصوت المسيحي يتجه إلى العماد عون. اليوم ماذا فعلت "القوات اللبنانية" لاستعادة حقها وجماهيرها؟

أجاب: "ما رأيك استعدنا جماهيرنا أم أننا لم نستعدها بعد؟"

 

سئل: بحسب ما ظهر في 14 شباط 2007 الواضح أنكم استعدتم جماهيركم ولكن كيف تصف لنا واقع الحال على الأرض؟

أجاب: "الواقع مريح جدا. مشجع جدا، يختلف تماما عما كان عليه لسنة خلت، وواعد جدا وقد تظهر نتائجه في أية انتخابات مقبلة على الأمد القريب أو المتوسط أو البعيد".

 

سئل: هل لديكم رفض للانتخابات النيابية المبكرة؟

أجاب: "أبدا. ليس لدينا أية مشكلة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة. ولكن الموضوع قيد البحث".

 

سئل: هل تخشى توترات ومشاكل بين "القوات" و"التيار العوني" خاصة بعد تجدد الإشكالات الطالبية؟

أجاب: "هذه أمور تحصل خاصة في صفوف الطلاب من كلي الطرفين كلنا على الفور نتدخل لوقف أي إخلال عند حد معين خشية أن تتطور خاصة بين الطلاب في الجامعات".

 

سئل: إلى ماذا تؤشر "فتح الإسلام"، وما هو مدى خطورتها على الوضع الأمني اللبناني. وهل أنت مطمئن إلى الموقف الفلسطيني بعد لقائكم مع ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان؟

أجاب: "تطمينات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وممثل السلطة الفلسطينية في لبنان مطمئنة جدا وإيجابية جدا. "فتح الإسلام" ثغرة خطيرة جدا جدا على الوضع اللبناني، يجب إغلاق هذه الثغرة بأسرع وقت ممكن، ومن جهة أخرى فإن "فتح الإسلام" ترتبط عضويا بالمخابرات السورية".

 

سئل: بالانتقال إلى الشق الإقليمي، هل تتوقع مواجهة دولية إقليمية في المدى المنظور؟

أجاب: "للأسف ممكن. واحتمال وقوعها متوقعا أكثر فأكثر".

 

سئل: هل يوجد إجماع دولي للقيام بذلك؟

أجاب: "هذا ما أراه ولو أنهم يدلون بتصاريح مختلفة. برأيي في نهاية المطاف فإن العالم لن يسمح لإيران أن تستمر بمشروعها النووي بغض النظر عن أحقيته أو عدم أحقيته. وأنا في هذا السياق لست بصدد تقييم إذا كان لها الحق بذلك، أو ليس لها حق".

 

سئل: الحرب على إيران ألا يمكن أن تشعل المنطقة؟

أجاب: "ممكن جدا".

 

سئل: منذ اغتيال الرئيس الحريري الشعب اللبناني بغالبيته الساحقة وقف إلى جانب الأكثرية، إلى جانب قوى 14 آذار واستمر مؤيدا لهذه القوى في أكثر من مناسبة كان آخرها 14 شباط 2007، لكن هذا الشعب مل من التشنج والأزمات ومن هذه الحياة الصعبة التي دفعت بالشباب اللبناني إلى الهجرة. ماذا يقول سمير جعجع للشباب اللبناني، متى تنتهي هذه المحنة، ومتى يشعر اللبناني أنه يعيش في بلد سيد حر ومستقل؟

أجاب: "الناس معهم حق أن يملوا ويتعبوا بعد كل الذي مر على لبنان. ولكن بنهاية المطاف كما أن الإنسان لا يقدر أن يتعب من أمه، كذلك لا يستطيع أن يتعب من وطنه. نحن لبنان وطننا، للأسف نواجه عن شمالنا ويميننا أعداء شرسين، لديهم مطامع تاريخية بوطننا, لهذا السبب عملية المواجهة تستغرق وقتا وجهدا. وكم من القيادات إلى بيار الجميل إلى "عين علق" وما بينهم. هذا شيء حق والناس معها حق في كل ما تقوله. لكن في نهاية المطاف لا بد من استكمال المسيرة. ما أحب أن أقوله للبنانيين أننا نضع كل جهدنا لإيجاد مخارج فعلية وجذرية حقيقية لمعالجة الوضع وليس بالتعاطي بالمسكنات أو المراهم التجميلية أو التخفيفية. ولكن متى نوفق وننتهي من هذه المأساة، وتبقى الأمور مرهونة تبعا للظروف، تبعا للأحداث، وتبعا للمعطيات وللمناخات السائدة. لأنك تستطيع افتعال حرب لوحدك، لكن الحل يتطلب موافقة الفريق الآخر ليقدم الحد الأدنى من النوايا الحسنة".

 

سئل هل لديك توجس من استمرار مسلسل الاغتيالات؟

أجاب: "نعم ولو بوتيرة أضعف بعض الشيء، بعد انكسار حلقة من حلقات مسلسل الاغتيالات المتمثلة بـ"فتح الإسلام"، أخشى من استمرار هذا المسلسل في الوقت الحاضر ولو بفعالية أقل, لأن واحدة من الأدوات المستعملة أمكن الكشف عنها، لكن لا نعرف الأدوات الأخرى وبالتالي حرية التحرك أصبحت أقل".

 

سئل: من وقت لآخر يطالب الرئيس لحود بالإفراج عن الضباط الأربعة المعتقلين بتهمة ضلوعهم في عملية اغتيال الرئيس الحريري. لماذا يتدخل الرئيس لحود بعمل القضاء ولماذا يصر على الإفراج عنهم؟

أجاب: "ليس لدي أية فكرة عن وضعهم القانوني، لكنني أفترض أنه ما دامت لجنة التحقيق الدولية والقضاة اللبنانيين يصران على توقيفهم يجب أن يبقوا قيد التوقيف, أكثر من ذلك لا أملك أية معلومات أو حيثيات".

 

سئل: في نهاية الحوار لا بد من سؤال خاص، من الواضح أنك أمضيت إحدى عشرة سنة في السجن وتعتبر أنك ظلمت، هل أنت بصدد الإدعاء على الجهة التي أدخلتك إلى السجن، أم سامحت وتعتبر محبة الناس لك عوضت عن الأيام السوداء التي أمضيتها في السجن؟

أجاب: "أهم شيء يجب أن يفعله الإنسان عدم حفظ الأحقاد في قلبه، لأن الحقد مثل السم، يضر صاحبه أكثر مما يضر خصمه ويأكلك قبل أن يأكل خصمك هذا بالمبدأ، ونحن كمسيحيين نعتبر أن مسألة الحقد والأخذ بالثأر هي خطايا يجب عدم التطرق إليها، لذلك أصبحت هذه المرحلة ورائي، لكن لم أنس أية مسألة مررت بها لكنني لن أتوقف عندها".

 

سئل: ماذا تعلمت من تلك المرحلة؟

أجاب: "الظلم لا يدوم، وشعاري الأساسي "لا يصح إلا الصحيح" ولا يظنن أحد أن التاريخ غافل عما يجري وإذا لم نشهد الله بعيوننا فإنه موجود فينا بمكان ما، وبالمحصلة فإن التاريخ له إدارة جدية ولو أننا لا ندركه في كل لحظ، هناك ظلم ولكن هناك صحوة للتاريخ وبالجملة التاريخ صحيح لكن في التفاصيل ربما تكون هناك أشياء شريرة، من غير المفروض التوقف عندها يجب أن نبقى مؤمنين بأنه لا يصح إلا الصحيح ولو بعد حين".