مقابلة مع النائب السابق غطاس خوري

دان في حوار شامل مع "السياسة" الموقف القطري واستغرب وقوفه ضد الإرادتين العربية واللبنانية

غطاس خوري: خط نصرالله الأحمر بشأن الجيش اللبناني سابقة لم تتكلم بها الطائفة الشيعية في تاريخها

 بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة 3 حزيران 2007

 

اعتبر عضو كتلة "تيار المستقبل" د. غطاس خوري أن إقرار المحكمة تحت الفصل السابع تم بعد اختطاف المجلس النيابي بواسطة المعارضة, ومن الطبيعي عندما تقر لجنة التحقيق الدولية أن تكون المحكمة تحت الفصل السابع, مستغرباً موقف قطر التي تصرفت ضد الإرادة العربية والدولية ولبنان وجاء قرارها مخالفاً لقرار المجموعة العربية الداعم للمحكمة الدولية وكأن قطر نسيت ما قام به الرئيس الشهيد من أجلها ولم يمهل يوماً العلاقة مع قطر ولم يعد عند القطريين أي فكرة لمعاني الوفاء.

 

خوري رأى في حديث الى »السياسة« أن ممارسات قطر لا يفهمها أحد فهي من ناحية تدعي العروبة وتدعم المقاومة ومن ناحية أخرى لديها أكبر قاعدة أميركية وهي لا تتورع من القول بأنها تحمي نفسها من السعودية وفي نفس الوقت زار أميرها لبنان وتجول في الضاحية لدعم المقاومة ورئيس وزرائها وزير خارجيتها يملك منزلاً في إسرائيل ولديهم علاقة تجارية وديبلوماسية مع إسرائيل ولديهم خط طيران مباشر معها.

 

خوري تساءل إذا كان السوريون غير معنيين بالمحكمة لماذا هذا التوتر ولماذا التهديد بالفوضى, كاشفاً أن النظام السوري يعتبر نفسه معنياً جداً بالمحكمة ولديه متهمون من أرفع المستويات وإن السبب الرئيسي لمنع قيام المحكمة هو لمحاولة إخفاء الحقيقة.

 

خوري رأى أن ما قام به الشيخ سعد الحريري واستعداده للقاء كل من الرئيس نبيه بري والسيد نصر الله والعماد عون هو إبراز لحسن النوايا وبأنهم لم يستطيعوا معنا الموافقة على إقرار المحكمة في مجلس النواب بسبب الضغوطات الإقليمية التي تعرضوا إليها ومطلوب منهم الآن أن يأتوا إلى نصف الطريق.

 

ورداً على مبادرة الرئيس أميل لحود تشكيل حكومة إنقاذ وطني رفض خوري التعليق على هذه المبادرة, لأنه يعتبر من يطرحها لا يتمتع بالمصداقية لطرح مبادرات إنقاذية خاصة وأنه منذ التجديد له والويلات تصب على لبنان فلا يمكن للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر.

 

خوري رفض التسوية مع "فتح الإسلام" بعد ذبح عناصر الجيش اللبناني بهذه الطريقة وقال ان التسوية الوحيدة المفتوحة هي تسليم القتلة إلى القضاء اللبناني, معتبراً موقف نصر الله الأخير سمح لعناصر "فتح الإسلام" بالاعتقاد أنهم قادرون على خرق الإجماع اللبناني والكلام عن خط أحمر سابقة لم تتكلم بها الطائفة الشيعية في تاريخها, مؤكداً أن من يدعم أو يؤيد "فتح الإسلام" يصبح ك¯"فتح الإسلام" بنظرنا ونظر القوى الأمنية اللبنانية. وفي موقف العماد عون الأخير قلل خوري من أهمية انتظار حدوث تغيير ما, لأن المواقف لا تبشر بالخير على الإطلاق, لأن العماد عون أصبح أسيراً لفكرة واحدة ومن يصبح أسيراً لفكرة واحدة تصبح آلية تحريره مستحيلة.

 

خوري أشاد بفريق 14 آذار الذي حقق إنجازات كبيرة, متمنياً على المعارضة المشاركة باختيار الرئيس المقبل.

 

وهنا نص الحديث:

  وأخيراً أقرت المحكمة تحت الفصل السابع, هل تعتبر كما فسرها البعض هدية إلى اللبنانيين, وماذا تعني هذه الهدية?

أولاً: كنا نتمنى ألا يقتل رفيق الحريري, وألا نضطر للحصول على محكمة دولية. فرحة اللبنانيين عارمة لأننا نعتبر أن هناك إمكانية لإقرار العدالة, وتحقيق العدالة. وألا يقتل الرئيس الشهيد وكل رفاقه وكل شهداء الاستقلال دون أن يكون هنالك مساءلة ومحاسبة للطرف الذي قام بكل هذه الأعمال الإجرامية. ولتأمين استمرار الحياة السياسية الديمقراطية, لأنه عندما تسود شريعة الغاب وكلما اختلف البعض في الرأي يقوم بتصفيته, لن يكون هناك استقامة للحياة السياسية.

 

  ماذا يعني القول بعد إقرار المحكمة تحت الفصل السابع عدم وجود شراكة بين لبنان والأمم المتحدة?

ليس صحيحاً إقرار المحكمة تحت الفصل السابع يؤدي إلى عدم تعاون مع الحكومة اللبنانية, لجنة التحقيق الدولية أقرت أيضاً تحت الفصل السابع, لأننا كنا نتكلم عن عمل إرهابي وجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري صنفت بعمل إرهابي يهدد الأمن والمجتمع الدوليين ولذلك أقرت لجنة التحقيق الدولية تحت الفصل السابع ومن الطبيعي عندما تقر لجنة التحقيق الدولية تحت الفصل السابع أن تكون المحكمة أيضاً تحت الفصل السابع. الآن المعاهدة التي كان يجب أن توقع من المجلس النيابي وتم اختطاف المجلس بواسطة المعارضة, ولم تفتح الدورة لإقرارها هي نفسها التي أقرت مع تعديلات طفيفة من ناحية التمويل ومركز التحقيق والمحاكمة وتنفيذ الأحكام وأيضاً من ناحية تعيين القضاة, الذي سيحافظ مجلس الأمن أن يكون بينهم قضاة لبنانيون.

 

  لماذا ستتأخر المحكمة سنة لتباشر مهامها, ومن يضمن عدم حصول اضطرابات أمنية في غضون هذه السنة?

أولاً: من الآن إلى سنة حتى تكتمل فصول تأليف المحكمة ولكن أظن خلال التسعين يوماً المقبلة على الأمين العام أن يعطي تقريره لمجلس الأمن, وسوف يتم تعيين مدع عام. وأهم ما في هذا الموضوع أنه عندما يتم تعيين مدعٍ عام, يصبح هنالك إمكانية لمباشرة التحقيقات وإعطاء الأسماء.

 

  هل يعني ذلك أن القرار الظني قد يصدر بعد تسعين يوماً?

  القرار الظني قد يصدر عندما يعطي القاضي براميرتس تقريراً مفصلاً في 15 يوليو المقبل.

 

الموقف الدولي والقطري

  ما موقفكم من الدول التي لم تصوت على مشروع المحكمة لا سيما وأنكم قمتم باتصالات شملت معظم الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة?

نحن تفهمنا بعض الاعتراضات لبعض الدول التي رأت فيها سابقة, وبالتالي لديها هي أيضاً مسائل تتعلق بحقوق الإنسان وبالأعمال الإرهابية ولا تريد بأن تجر على نفسها هذه السابقة, لكن ما لم نتفهمه موقف قطر التي هي تمثل المجموعة العربية ويوجد قرار من المجموعة العربية من جامعة الدول العربية بدعم المحكمة الدولية. هذا التصرف هو ضد الإرادة العربية والدولية واللبنانية حيث ادعوا بأنه لا يوجد إجماع ولا أكثرية تؤيد المحكمة في لبنان. بينما حصل هذا الإجماع على طاولة الحوار ولقد أجمع اللبنانيون على تأييد المحكمة وأظن أن "قطر" نسيت ما قام به الرئيس الشهيد من أجلها, وأنه رغم كل علاقته المميزة مع السعودية لم يهمل يوماً العلاقة مع قطر. لكن يبدو أن النخوة العربية والوفاء أصبحا من التاريخ ولم يعد عند البعض أي فكرة لمعاني الوفاء وإن يحاكم قتلة رجل عظيم كالرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

  برأيك لماذا اتخذت قطر هذا الموقف?

أولاً: هنالك ممارسات مشبوهة لهذه الدولة لا يفهمها أحد. من ناحية تدعي العروبة والقومية ودعم المقاومة, ومن ناحية أخرى لديها أكبر قاعدة أميركية موجودة في المنطقة. وهي لا تتورع عن القول بأنها تحمي نفسها من السعودية. ومن خطر السعودية بوجود هذه القاعدة العظيمة. وفي نفس الوقت الذي زار أميرها لبنان ليدعم المقاومة وتجول في الضاحية الجنوبية, ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها يملك منزلاً في إسرائيل ويصطاف في إسرائيل وهذه ليست بأسرار. وهم الوحيدون الذين يستقبلون الإسرائيليين ولديهم علاقات تجارية وديبلوماسية مع إسرائيل, ولديهم خط طيران مباشر, وبالتالي هذه الدولة المارقة تفتش على الفوارق بين الدول وعلى الأزمات واللعب على التناقضات. هذا الدور وإن طال فلن يطول كثيراً.

 

  كيف تكلف دولة بتمثيل مجموعة عربية تتكون من نصف بليون نسمة وتتخذ مواقف لا تمت للقضية العربية بصلة?

هنالك مداورة في الدول العربية وجاء دور قطر ولكن, لو كان الأمر متروكاً للاختيار فمن الطبيعي ألا نختار دولة كهذه تعارض التوجهات العربية بأجملها.

 

  وماذا بالنسبة لموقف إندونيسيا ألم يتم الاتصال معها?

جرى الاتصال مع إندونيسيا ولكن هنالك بعض المسائل المتعلقة بمجموعة من الثوار عندهم في مناطق معينة وأظن أن تحفظاتهم تنطلق من منطلقات داخلية.

 

  هل ستقوم الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف ما حيال قطر أو باتجاه الدول التي امتنعت عن التصويت?

نحن, لسنا بوارد تنفيذ انتقامات, كل ما كنا نصبو إليه أن يجري تحقيق العدالة الدولية, الآن وقد أقرت المحكمة إن كان بموافقة قطر أو بدونها, أصبحت المحكمة قراراً دولياً ولا يمكن لهذه الدول أن تعطل مسيرة العدالة, حتى من خلال اعتراضها.

 

  ما تعليقك على كلام المندوب السوري في الأمم المتحدة عندما أعلن أنه سيرى إذا كان لبنان قد ربح أم خسر من إقرار المحكمة, وأن المشاكل ستعم لبنان? وما صدر من تعليق لوكالة "سانا" السورية الذي يصب في هذا الاتجاه?

  إذا كانوا غير معنيين بالمحكمة, فلماذا هذا التوتر عند إقرار المحكمة? ولماذا التهديد بالفوضى على أثر إقرار المحكمة? أظن أن هذا التوتر وهذه الفوضى سببهما أن النظام السوري يعتبر نفسه معنياً جداً بهذه المحكمة, ويعتبر أن لديه متهمين من أرفع المستويات في هذه الجريمة. وليس جديداً هذا التهديد للبنان, ولكن أظن أن المجتمع الدولي أصبح يعرف أن محاولة منع المحكمة هو محاولة إخفاء الحقيقة حول مقتل الرئيس الشهيد ورفاقه.

  كيف سيتم التصرف في حال رفضت سورية التعاون مع المحكمة الدولية? خاصة عندما تصرح بأن المحكمة لا تعنيها, فكيف يتم إحضار المطلوبين أو الشهود, وكيف ستتم التحقيقات في المستقبل?

  المحكمة أصبحت واقعاً, والقرارات التي ستصدر عنها هي قرارات دولية, المشكلة الآن ليست بين لبنان وسورية, المشكلة الآن بين المجتمع الدولي ومن يعارض التعاون مع هذه المحكمة, إذا قررت سورية عدم التعاون مع هذه المحكمة, فهذا الأمر على المجتمع الدولي أن يتصرف بما يراه مناسباً.

  كيف ترى لبنان بعد إقرار المحكمة, هل ستهدأ الأمور أم سيتجه لبنان إلى مزيد من التأزم, لا سيما وأن فريق 14 آذار يعد بمبادرة تجاه الشريك الآخر?

  نحن نعد بمبادرة وسنقوم بطرح هذه المبادرة ونعتبر المحكمة أصبحت وراءنا. وتطبيق العدالة آتٍ أكان بموافقة الأطراف المحلية أم من دون موافقتهم, لكن علينا طرح مبادرة مع الشريك الآخر لقبول بعضنا بعضاً في الوطن وللانطلاق قدماً في بناء دولة حديثة وعصرية. هذا الموضوع يتطلب أن نتوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية وننتخب رئيساً يعطي مصداقية للحكم اللبناني ويبدأ في بناء الدولة ومؤسساتها. ونحن ندعوهم إلى أن يكون هذا الاستحقاق استحقاقاً جامعاً وليس مفرقاً.

 

مبادرة الحريري

  هل تعتقد أن المعارضة سترد بالإيجاب على مبادرة النائب سعد الحريري والرئيس السنيورة?

  ما قام به الشيخ سعد الحريري هو إبراز حسن النوايا وبأنهم ان لم يستطيعوا الموافقة معنا على إقرار المحكمة الدولية في مجلس النواب بسبب الضغوطات الإقليمية التي تعرضوا لها, فليتوافقوا على إقرار صيغة حل داخلية, وعلى الطرف الآخر أن يدرس جدياً ما الخيارات المطروحة أمام اللبنانيين وأن يأتوا إلى نصف الطريق من أجل إيجاد حلول معقولة ومقبولة, الآن لا أستطيع أن أقول أن هناك تجاوبا أو عدم تجاوب. أظن أن الوقت الفاصل قليل وعلينا الانتظار حتى الأسبوع لنرى كيف تتبلور هذه الأمور.

  هل إقرار المحكمة تحت الفصل السابع أزاح الكابوس عن كاهل المعارضة?

  أظن أنه أراح الرئيس نبيه بري وأراح كل من كان يريد الدخول إلى المجلس النيابي وعدم إقرار المحكمة في المجلس, وأظن أن هذه القوة كانت محرجة جداً أن تقول أنها أقرت محكمة قد يكون المتهمون فيها سوريين وهذا هو السبب الرئيسي لعدم إقرار المحكمة من قبل السلطات اللبنانية, رغم وجود أكثرية نيابية واضحة تستطيع إقرار هذه المحكمة وأظن أن المجتمع الدولي أشار إلى هذا الموضوع وكيف تمت عرقلة إقرار المحكمة في الداخل. نحن الآن بصدد التفتيش عن حلول تستطيع جميع الأطراف التعامل معها بإيجابية وتفتح آفاقاً للمستقبل.

 

لحود في بكركي

  كيف تقيم زيارة الرئيس لحود إلى بكركي وتزامن اتصال الرئيس بري مع البطريرك صفير والكلام عن مبادرة تشكيل حكومة إنقاذ من ستة وزراء? وما هو القصد من هذه المبادرة?

  أولاً: جاءت هذه المبادرة عشية إقرار المحكمة للقول بأن اللبنانيين على وشك تأليف محكمة والاتفاق داخلياً, والجميع يعرف أنه حتى لو اتفقنا على الحكومة التي طرحها فخامة الرئيس لم يكن بنيتهم أبداً إقرار هذه المحكمة. ولذلك نحن لم نتكلم عن هذه المبادرة. لأننا لا نعتبر أن من يطرحها يتمتع بالمصداقية لطرح هكذا مبادرات إنقاذية. خصوصا أنه منذ التجديد له والويلات تصب على لبنان, فلا يمكن للعطار إصلاح ما أفسده الدهر.

  بعد إطالة أمد الأزمة في الشمال, ما حقيقة القول أن موضوع الحسم لم يعد وارداً, لأن الأمور ذهبت باتجاه آخر وطالما أنه في لبنان لا تستطيع أية جهة حسم الموقف لصالحها, فلماذا لا يصار إلى حد أدنى من التوافق وإبعاد التدخل الخارجي في الساحة الداخلية?

  من غير المعقول ومن غير المقبول أن يتم تسوية بعد أن ذبح عناصر الجيش اللبناني بهذه الطريقة. التسوية الوحيدة المفتوحة هي بتسليم القتلة إلى القضاء اللبناني ومن لم يكن متهماً القضاء يتكفل بإطلاق سراحه, ولكن أن نجري تسويات على الطريقة القديمة أمر غير وارد وأظن أنه فيه انتقاص من السيادة اللبنانية ومن معنويات وهيبة الجيش اللبناني, والآن إذا كان هنالك أي فريق لبناني يريد إنقاذ مجموعة الكومندوس التي أرسلها النظام السوري لتخريب الأوضاع في لبنان, فهذا شأنه. اللبنانيون مجمعون على أن من تعرض للجيش اللبناني يجب أن تدفع "فتح الإسلام" ثمنه.

  البعض يعتبر خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله أبعد الإجماع السياسي حول دعم الجيش وآخر موضوع الحسم العسكري?

  ما من شك أن هذا الخطاب سمح لعناصر "فتح الإسلام" بالاعتقاد أنهم قادرون على خرق الإجماع اللبناني, والكلام عن خط أحمر للجيش اللبناني سابقة لم تتكلم بها الطائفة الشيعية في تاريخها. الطائفة الشيعية كانت دوماً تدعم الجيش اللبناني وأن يون هو ممثل السلطة الشرعية الوحيدة في لبنان. الآن هذا الكلام يأتي وكأن هنالك خروج عن الإجماع الوطني اللبناني بإعطاء الجيش اللبناني كل الدعم الممكن. ونحن نظن أن ذلك موقفاً متفرداً أُريد منه حماية هذه الجماعة التي تقوم بتخريب لبنان وإخراجها بأقل خسائر ممكنة. ولا أظن أن اللبنانيين موافقون على هذا الموضوع.

  لماذا بتقديرك اتخذ أمين عام "حزب الله" هذا القرار?

  لست أدري ما العلاقة التي تربط السيد حسن الآن بالنظام السوري, ولكن عليهم الإجابة والتوضيح للبنانيين. والموقف الذي صدر بعد كلام السيد نصر الله لم يوضح شيئاً.

  المعلومات المتوفرة من الشمال تفيد أن الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع سورية زودت "فتح الإسلام" بالسلاح وبالرجال, ما يعيق عملية الحسم, وكيف سيتم التعامل مع هذا التطور الجديد?

  كل من يدعم أو يؤيد أو يساعد "فتح الإسلام" يصبح ك¯"فتح الإسلام" بنظرنا ونظر القوى الأمنية اللبنانية. وأظن أن القوى الأمنية اللبنانية تعرف كيف تحسم هذا الموضوع في الوقت المناسب.

 

تأييد نظري

  هل كنتم مرتاحين لموقف الفصائل الفلسطينية حيال ما يجري في مخيم نهر البارد?

  الفصائل الفلسطينية أعطت تأييداً نظرياً مقبولاً وغطت عملية الجيش اللبناني ضد "فتح الإسلام", وغطت عملية الجيش اللبناني في مداهمة "فتح الإسلام", لكن على الصعيد العملي لم تستطع فعل شيء, وكنا نتمنى لو يستطيع الأمن الفلسطيني الداخلي ضبط هذه العناصر وعدم السماح لهم أساساً من الدخول إلى المخيم, أو على الأقل بإخراجها من المخيم وتسليمها إلى الجيش اللبناني. لكن هذا يبدو الآن غير ممكن وعلى الجيش اللبناني أن يجد الطرق لحسم هذه المعركة.

 

موقف عون

  بعد التباين الذي حصل بين "حزب الله" و"التيار العوني" على خلفية أحداث الشمال, هل تتوقع أن يغير العماد من موقفه السياسي في المرحلة وأن ينضم إلى فريق الرابع عشر من آذار?

  لا يوجد بشائر خير على الإطلاق, وليس هناك تغييراً أساسياً في موقف العماد عون, لأنه أصبح أسيراً لفكرة واحدة, ومن يصبح أسيراً لفكرة واحدة, آلية تحريره مستحيلة. وللأسف سمعت كلاماً عن لسان العماد عون يقول أنه لا يوجد متهمون لهذه المحكمة. المحكمة أنشئت على أثر تحقيق دولي لديه متهمون ولديه ضالعون وإلا كيف تم اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه. لكن لا يمكن إعلان هذه النتائج, كما قال براميرتس, قبل وجود مدعي عام ومحكمة تحاسب خشية أن تصبح هذه التحقيقات مجرد تمرين نظري, نحن لا نريد تمريراً نظرياً, نريد أن تطبق العدالة. وكنت أتمنى أن لا يتخذ العماد عون هذا الموقف, لأنه في النهاية يقاطع قسماً كبيراً من اللبنانيين المعنيين بإيجاد الحقيقة ومحاكمة القتلة.

 

مستقبل الاستحقاق الرئاسي

  بعد إقرار المحكمة هل تتوقع نهاية سعيدة للاستحقاق الرئاسي?

الاستحقاق الرئاسي يجب أن يتم, ولا يوجد مخرج للبنان يحول دون حصول الاستحقاق الرئاسي. ولا بد لي من التذكير أن 14 آذار حققت مجموعة من الإنجازات على أثر اغتيال الرئيس الشهيد, أنجزت وحدة وطنية غير مسبوقة بين المسيحيين, وأنجزت دعماً دولياً غير مسبوق للبنان, وأنجزت انسحاباً للجيش السوري من لبنان, وأنجزت إجراءات انتخابات نيابية في موعدها, وأنجزت حكومة استقلالية أولى في تاريخ لبنان, كما أنجزت قيام المحكمة الدولية رغم كل الضغوطات التي تعرض لها, أمامنا الفصل الأخير في الرواية لاكتمال الاستقلال وهو الاستحقاق الرئاسي وبإذن الله سوف ننجز هذا الاستحقاق.

 

  المعارضة تطالبكم بالشراكة, كيف ستكون هذه المشاركة بتصوركم?

يمكن للمعارضة أن تشارك باختيار الرئيس وبالتصويت وبالنهاية كائناً من يكن هذا الرئيس وإذا قام قسم من المعارضة بتأييده يصبح من ضمن أكثرية الرئيس, كما تم في مراحل سابقة من تاريخ لبنان, كما تم انتخاب الرئيس سليمان فرنجية وصوت له اليمين وصوت له الوسط, كما صوت له كمال جنبلاط وأصبح لهذا الرئيس أكثرية, ورئيس الجمهورية القادم مهما يكن الطرف الذي ينتخبه يصبح هذا الطرف مشاركة بأكثرية الرئيس, ونحن ندعوهم للمشاركة بأكثرية الرئيس من داخل 14 آذار. ولكن القول لا نريد أحداً من 14 آذار فهذا غير معقول, لأن قوى 14 آذار تتمتع بالأكثرية الشعبية.

 

  كيف ستتم معالجة المشكلة الدستورية بين المطالبين بأكثرية الثلثين والقائلين بالنصف زائد واحد?

أعتقد أن البطريرك أوضح أن أكثرية الثلثين مطلوبة في إطار تفعيل المؤسسات وليس في إطار تعطيل المؤسسات. النواب مدعوون بحضور الجلسة والانتخاب, وليسوا مدعوين لتعطيل الانتخاب, أما إذا تم استعمال هذه الأكثرية لتعطيل النصاب فقوى 14 آذار سوف تجد طريقة لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

  يعتقد البعض أن البطريرك صفير موافق على مبادرة الرئيس بري بتشكيل حكومة إنقاذ الذي يطالب بها أيضاً الرئيس لحود. كيف ترون موقف البطريرك من هذه المبادرة?

أولاً لست متأكداً إذا كان الرئيس بري يوافق على هذه الحكومة وما وردنا من أوساط الرئيس بري أنه لا يوافق على حكومة سداسية, بسبب التوازنات السياسية المعروفة ولعدم قدرة هذه الحكومة على الحكم. والبطريرك مع أي شيء يوحد اللبنانيين. وأي اقتراح يقدم له ويوحد اللبنانيين يمكن أن يؤيده ولكن في النهاية للقوى السياسية أن تحدد إذا كانت هذه الفكرة إنقاذية أم المراد بها تعطيل المحكمة الدولية, رأينا في هذه المبادرة عشية التصويت على المحكمة أنها لا تبتغي الإنقاذ أبداً, لا بل تبتغي إغراق اللبنانيين بمزيد من الخلافات والنقاشات, لذلك قلنا لا, ولن نرد أكثر من ذلك على هذه المبادرة.

 

  تقولون أن الأكثرية متفقة على مرشح واحد للرئاسة من هو هذا المرشح وهل الدكتور غطاس خوري مرشح للرئاسة?

أولاً: إنني لست مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

 

  حتى إذا رُشحت من قبل كتلة "تيار المستقبل"?

حتى الآن لا يوجد تفكير في هذا الموضوع. نحن نريد مرشحاً من 14 آذار كائناً من يكن هذا المرشح, لكن من المبكر الآن تسمية المرشح, خاصة وأننا لم ندخل بعد حيز التمثيل الفعلي للاستحقاق الرئاسي, والحيز الفعلي لهذا الاستحقاق يأتي قبل شهرين من موعد الاستحقاق. في ذلك الوقت إذا تم التوافق مع كل الأفرقاء, سيكون هنالك مرشح يحظى بهذا التوافق. وإذا كان لا بد من مرشح معركة معركة فسيكون هناك مرشح معركة. فلنر ما تخبئه لنا الأيام ونتصرف على أساسه. المرشح يجب أن يكون من قوى 14 آذار وإذا لم يكن عضواً فاعلاً فيها فعلى الأقل يجب أن يكون سياسياً مقتنعاً بأفكار 14 آذار.

 

  ماذا كان تعليقك على نتائج انتخابات نقابة الأطباء? وكيف تفسر هذا التحول في النتيجة?

  هنالك تحول نخبوي لدى أطباء لبنان وهذا التحول هو استفتاء نخبوي لمن يحبون الاستفتاءات ونضعه برسم كل من يريد أن يستفتي الشعب اللبناني, لأن النخبة أصبحت في مكان آخر.