الدكتور غطاس خوري:الحل آتٍ والغالب لبنان والمغلوبون هم المتآمرون عليه

 الشراع - 2007 / 3 / 16

 

 غطاس خوري أعطى النيابة في بيروت وأضاف إليها وكان صوت رفيق الحريري في المعارضة، وعنوان هذا البيت (قريطم) في الدفاع عن الوحدة الوطنية والحوار الوطني. هكذا يعرّف رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري عند سؤاله عن النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي يعتبر من أكثر النواب السابقين دينامية، ومع مرور الوقت ظهر خوري انه من السياسيين الأساسيين في فريق 14 آذار/مارس حيث يؤدي دوراً مهماً في المباحثات واللقاءات على الصعيدين المحلي والدولي حتى يكاد لا يغيب عن أي منها. ((الشراع)) التقت الدكتور خوري للإطلاع منه على تفاصيل اللقاءات بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري بالإضافة إلى مواضيع أخرى.

 

# يبدو ان نسبة التفاؤل في ارتفاع بالرغم من تحذير البعض من الذهاب كثيراً في التفاؤل، هل القيادات السياسية باتت قادرة على إيجاد حل للأزمة الداخلية بعيداً عن الوساطات والمبادرات العربية والإقليمية؟

 

- لو كانت المشكلة تتعلق فقط بالأطراف اللبنانية لكان من السهل إيجاد الحلول، إلا ان العقدة الأساسية في الأزمة الداخلية والتي هي المحكمة الدولية ترتبط تحديداً بالنظام السوري القائم والذي يعمل جاهداً لمنع قيام هذه المحكمة ان كان مباشرة عبر تصريح الوزير وليد المعلم بأن المحكمة الدولية قد تؤسس لحرب أهلية في لبنان، أو مواربة عبر حلفاء سوريا في لبنان الذين يفاوضون من دون ان نعرف لغاية الآن ما هي الملاحظات المتعلقة بموضوع المحكمة، وبالتالي هناك غموض حول طبيعة هذه الملاحظات هل هي ملاحظات بالشكل بحيث نستطع الاتفاق عليها أم هي ملاحظات في الجوهر بحيث تنسف أي اتفاق ممكن، فكمية التفاؤل مرتبطة بإرادة اللبنانيين على إيجاد حلول أكان فريق 8 آذار/مارس أو 14 آذار/مارس لكن الجزء الآخر المتعلق بالوضع الإقليمي والدولي ما زال يراوح مكانه. الآن هناك فرصة مفتوحة أمام اللبنانيين قبل القمة العربية نتيجة الاتصالات السعودية – الإيرانية ونتيجة الضغط السعودي – الإيراني الممارس على سوريا من أجل الدخول في الاجماع والوفاق العربي والذهاب إلى القمة حيث يكون هنالك حل يسبق القمة العربية.

 

نحن نأمل أن يستطيع الأشقاء العرب إقناع السوريين بالدخول في هذه التسوية والقبول بالمحكمة ذات الطابع الدولي التي فيها قضاة لبنانيون والتي حفظت الحصانة للرؤساء بدل أن تبقى سوريا في موقفها المعارض للمجتمع العربي والدولي وبالتالي تدخل في مواجهة مفتوحة مع هذا المجتمع.

 

# حسب معلوماتك هل وُضعت الطبخة على نار حامية أم انها بحاجة إلى معالجات هادئة وبالتالي قد تحتاج لمزيد من الوقت إلى ما بعد القمة العربية؟

 

- أنا أظن ان الفرصة المتاحة هي قبل القمة العربية لأنه في حال فشلت هذه القمة بإحقاق الحق أو إيجاد حل سوف يكون هنالك صعوبة أكبر بإيجاد حلول، قد لا يزداد الأمر سوءاً ولكن قد يكون هناك صعوبة في إيجاد حلول.

 

# الطرف السوري ابلغ الطرف الإيراني ملاحظاته على المحكمة بينما الطرف اللبناني لم يبلّغ بعد، بما تملك من معلومات هل أبلغ الرئيس نبيه بري ملاحظات فريقه للنائب سعد الحريري عن المحكمة؟

 

- لم يبلّغ الرئيس بري ملاحظاته حول المحكمة فما علمناه من وسائل الاعلام التابعة لـ8 آذار/مارس بأنهم أبلغوا ملاحظاتهم لسوريا وإيران ونحن نأسف ونعجب لهذا الموقف لأن الملاحظات يجب أن تُناقش مع الفريق اللبناني، فإذا كان هنالك من فريق معني بالموضوع فهو الفريق اللبناني ويجب أن تطرح هذه الملاحظات على النقاش هنا في لبنان ولقد مر أكثر من أربعة أشهر وقد نشر القانون الأساس للمحكمة في الصحف ولا نعرف لماذا هذا التكتم حول هذه الملاحظات إلا إذا كان هناك نيّة بأن تُعطّل المحكمة الدولية.

 

# إذا كنتم تشعرون بنوايا كهذه فعلى ماذا يدور البحث بين الحريري وبري وأيضاً يُقال ان صيغة 19 + 11 وصيغة 19 + 10 + 1 أسقطتا وبالتالي هناك تداول بتركيبة جديدة ما هي معلوماتك حول هذه التركيبة؟

 

- أولاً التفاوض يتم على إقرار المحكمة والحكومة أو التعديل الحكومي ومسائل أخرى مثل القرارات التي تم اتخاذها في الفترة الواقعة ما بين البيان الوزاري والآن، هنالك مستجدات منها القرار 1701 والنقاط السبع التي حصلت على إجماع في مجلس الوزراء، وأيضاً يتم البحث في القرارات التي اتخذت على طاولة الحوار الوطني والتي أجمعت على سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وتأمين المستلزمات الاجتماعية للمخيمات ومعالجة موضوع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وأقرّت أيضاً مبدأ ترسيم الحدود بدءاً من مزارع شبعا وإنشاء علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا وأقرّت أيضاً بالإجماع المحكمة الدولية، كل هذه المقررات هي مدار بحث الآن لأنه لا يمكن الدخول على حكومة معدّلة دون على الأقل تعديل البيان الوزاري أما إذا شكلت حكومة جديدة فهذا يعني وضع بيان وزاري جديد وإذا لم يكن هنالك حكومة جديدة لا بل تعديل على الحكومة القائمة فالبحث يجب أن ينطلق من فكرة ماذا ستفعل هذه الحكومة في الفترة الفاصلة منذ الآن حتى انتخابات رئاسة الجمهورية وعلى الأقل يجب أن يكون هنالك بيان تفاهم بين القوى السياسية التي تريد المشاركة في هذه الحكومة على كيفية العمل في المرحلة الفاصلة وعلى التوافق حول الامور الاساسية في البلد والتي ذكرتها وهي 1701 والقرارات الدولية والتوافق حول طاولة الحوار الوطني والعلاقات مع سوريا.

 

# في كل هذه الامور الى اين وصلتم وما هي الحلول التي توصلتم اليها وما هي الامور العالقة حتى الآن؟

 

- اولاً النقطة الاساسية والمفصلية تتمحور حول موضوع المحكمة، نحن نفاوض على اساس انه اذا تمت تسوية اقليمية لموضوع المحكمة الدولية علينا ان نكون، نحن اللبنانيين حاضرين.

 

فموضوع المحكمة مرتبط بموافقة اقليمية رغم كل ما يقوله لنا شركاؤنا في الوطن.

 

# مفوض السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سيزور سوريا بعد بيروت والرياض وهو يحمل خارطة طريق اوروبية كما يقول، ما الجديد الذي تتوقعونه من زيارة سولانا؟ (اجري هذا اللقاء قبل زيارة سولانا للرياض ودمشق).

 

- سولانا يحمل كلاماً اوروبياً واضحاً بضرورة انشاء المحكمة وهنالك ايضاً الاتصالات السعودية – الايرانية التي لا بد وان تنتج شيئاً قبل القمة العربية، لذلك مصدر التفاؤل هو وجود فسحة الأمل قبل القمة العربية لإنجاز حل برعاية عربية – ايرانية وموافقة دولية.

 

# لماذا هناك تكتم على الحوارات التي تدور بين الرئيس بري والنائب الحريري؟

 

- اذا اردنا ان ينجح هذا الحوار لا يمكن ان يكون بالعلن لأن الحوار بالعلن ومع وسائل الاعلام يؤدي الى احباط هذا الحوار.

 

# دائماً الحق على الإعلام؟

 

- انا لا اقول الحق على الاعلام، ولكن الحوار بالعلن لا يؤدي الى نتيجة لو كان يؤدي الى نتيجة فبدلاً من ان يتحاور سعد الحريري ونبيه بري كان يمكن لطاولة الحوار ان تجتمع وتتحاور.

 

الهدف من تصغير قنوات الاتصال هو ان يصبح التركيز على المواضيع اكثر سهولة ويمكن الوصول الى حلول اكثر عملية.

 

# كيف ذلك رغم ان هذا سيلجأ الى فريقه وذاك سيلجأ الى فريقه؟

 

- هذا صحيح، ولكن اللجوء الى الفريق بهدف طرح تصوّر معين وليس بهدف استنباط الحلول والنقاشات الموسعة، فاستنباط الحلول على طاولة موسعة اصعب من التحاور بين طرفين مكلفين في النهاية سيكون هناك لجنة لصياغة ما تم الاتفاق عليه لتنفيذ الحلول.

 

وأنا ارى حالياً ان الاعلام يؤدي مهمة اساسية بتنوير الطرفين حول ما يفكِّر به الناس لكن في موضوع ايجاد حلول في اللحظة المفصلية التي يتم فيها التفاوض هنالك ضرورة لأن يكون هذا التفاوض على شيء من السرية.

 

تبادل اوراق

 

# هل هناك شروط وشروط مضادة جديدة؟

 

- لا يوجد أي شروط او شروط مضادة، هنالك تبادل للأوراق حول كيفية الخروج من الازمة وكل هذا مرتبط بكيفية ترتيب حل يضمن اقامة المحكمة وتعديل الحكومة الحالية وفي الوقت نفسه الاتفاق على الفترة المتبقية من ولاية رئاسة الجمهورية وكيفية ادارة البلد.

 

# موضوع المحكمة والحكومة عالق منذ اربعة اشهر او اكثر وكذلك الحديث عن المحكمة مقابل الحكومة والحكومة مقابل المحكمة ماذا استجد كي يطرأ هذا الحوار اليوم؟

 

- منذ اربعة اشهر كان هناك اوهام وكان هناك فريق يعتقد انه بمجرد نـزوله الى الشارع سوف يسقط الحكومة، وبالتالي لجأ الى وسائل عنفية غير مسبوقة وعندما لم يحقق ما أراده، قرر الاعتصام في الشوارع وحرق الدواليب واللجوء الى اساليب كادت ان تؤدي الى فتنة، الآن الجديد في الوضع كما اظن ان اللبنانيين جميعاً اقتنعوا بأن اللجوء الى الوسائل العنفية يؤدي الى فتنة مذهبية والى حرب اهلية في البلد ولذلك تم التراجع عن هذه الاساليب وهذه المحاولة التي كانت عنفية في طبيعتها والتي فشلت في تحقيق الاهداف ادت الى الاقتناع عند اللبنانيين بأن الوسيلة الوحيدة للتغيير هي الحوار، فلذلك تم انتداب شخص عن كل فريق الرئيس بري عن فريق 8 آذار/مارس والنائب سعد الحريري عن 14 آذار/مارس.

 

# اللبنانيون متفقون ضد الفتنة ولكن قيادات الفريقين غير متفقين، فهل شعر الفريقان بأن كل منهما في مأزق ويجب الخروج منه، ولذلك تم اللقاء لأسباب خاصة بالأطراف السياسية بعيداً عما يشعر به اللبنانيون؟

 

- اظن ان الشعور الاساسي بإقتراب الفتنة كان في 23 و25 كانون الثاني/يناير عندما لجأ البعض الى العنف وتبين ان الشارع في حالة احتقان شديد يؤدي الى فتنة مذهبية والى حرب اهلية، عندها اظن ان القيادات جميعها اعادت قراءة الحسابات ولم يبق امامها سوى محاولة الحوار.

 

طبعاً حصل دخول سعودي – إيراني على الخط كما تمت اجتماعات متعددة بين إيران والسعودية هدفها نزع فتيل الفتنة بين السنّة والشيعة في المنطقة العربية وعلى رأس هذه الاهتمامات يأتي لبنان لأنه إذا كان هنالك من فتنة سنية – شيعية سوف تمتد إلى المنطقة العربية قد تبدأ من لبنان. وأظن ان للقيادة الإيرانية مصلحة بأن لا يكون هنالك فتنة سنية – شيعية وللقيادة السعودية أيضاً مصلحة في ذلك. وبالتالي إذا كان هنالك فتنة سنية – شيعية في البلد لن تكون فقط سنية – شيعية فسوف تكون فتنة تطاول كل اللبنانيين.

 

تنسيق بين قيادات 14 آذار

 

# لقد رافقت النائب الحريري بزيارته الأخيرة للدكتور سمير جعجع، هل شعرت من خلال جولته على قيادات 14 آذار انه كما يُحكى هناك تمايز وتباين في الآراء وأين نقاط الاتفاق والاختلاف بين قيادات 14 آذار/مارس؟

 

- أريد أن أؤكد أنه حتى قبل زيارة النائب الحريري كنا نقوم بالتنسيق مع قيادات 14 آذار/مارس بشكل يومي وأنا مكلّف بالتواصل مع كل قيادات هذا الفريق وأؤكد ان غالبية المقترحات والأفكار هي متداولة ونحن نقوم بذلك بكل أمانة وهم يعرفون بأننا لن نخطو أي خطوة قبل استعراض النقاط الأساسية للنقاش وقبل استعراض الضوابط وما يمكن تقديمه وما لا يمكن تقديمه فلذلك هذا الكلام هو من نوع ذر الرماد في العيون تلجأ إليه ليست القوى الأساسية في فريق 8 آذار/مارس لا بل القوى المتفرعة أعني ((الشبابيك)) فيقومون بإشاعة أخبار مدسوسة وأن هذا حضر الاجتماع وذلك لم يحضر والمسيحيون غير موجودين في الحوار وما إلى ذلك من أخبار.

 

وبعد عودة النائب سعد الحريري من الخارج كان لا بد من عودة التواصل فقمنا بزيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير كونه رئيساً للطائفة المارونية ولكونه أيضاً يؤدي دوراً وطنياً تاريخياً مفصلياً في لبنان، إلا ان البعض فسّر الأمور وكأن هنالك نوعاً من القطيعة مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فقمنا بزيارة خاصة لنفي هذا الموضوع ولتأكيد التحالف الاستراتيجي القائم بيننا والذكرى الثانية لـ14 آذار/مارس كانت كفيلة بإزالة كل الشكوك من عقول كل المشككين بإمكانية أن يكون هنالك خلاف في صفوف 14 آذار.

 

الموقف الأميركي

 

# هناك تشجع عربي حول لقاء الحريري – بري وأيضاً هناك تشجيع فرنسي ولكن يبدو ان هناك صمتاً أميركياً خاصة ان السفير جيفري فيلتمان زار جعجع لمدة ساعتين ولكنه لم يصرّح بأي شيء بعد اللقاء هل هناك موقف أميركي غير داعم للحوار اللبناني – اللبناني هذا؟

 

- أظن ان الأميركيين وخاصة الدبلوماسية الأميركية حائرة في أمرها في لبنان فإذا تكلم السفير أُعتبر انه يتدخل في الشؤون الداخلية وإذا لم يتكلم اعتبر ان الأميركيين لا يرغبون في إيجاد حل في لبنان.

 

كما نعلم وكما علمنا من اتصالاتنا بالإدارة الأميركية ومن الزيارة الأخيرة التي قمنا بها للولايات المتحدة الأميركية انها تدعم سيادة واستقلال لبنان وتدعم أي حل يحفظ هذا الاستقلال وهذه السيادة وهي بالمطلق مع المحكمة الدولية لإحقاق العدالة وهي لن تتراجع في موضوع المحكمة لا هي ولا المجتمع الدولي وسمعنا الكلام نفسه في أروقة الأمم المتحدة حيث ان المجتمع الدولي اتخذ ثلاثة قرارات تتعلق بالعدالة الدولية.

 

الأول: هو إنشاء لجنة تقصي الحقائق.

 

الثاني إنشاء لجنة التحقيق الدولية تحت الفصل السابع.

 

الثالث: إقرار النظام الأساسي للمحكمة وإنشاء المحكمة.

 

الآن إذا فشل اللبنانيون بإقرار المحكمة هذا لا يعني ان المجتمع الدولي سوف يتراجع عن إقرار العدالة وعن إحقاق العدالة الدولية في لبنان لذلك هذه الأوهام المتعلقة بعرقلة المجلس النيابي وعرقلة إمكانيات إقرار المحكمة لن تنتهي إلا إلى المزيد من الإصرار الدولي على إقرار المحكمة.

 

# هل سمعتم مباشرة من الأمين العام بان كي مون خلال لقائكم به عن تنفيذ المحكمة تحت الفصل السابع خاصة وانك تدعو إلى سحب المحكمة من التجاذب من المجلس النيابي لأن فريقاً من اللبنانيين غير قادر على احتمالها وهل طلبتم من بان كي مون تحويلها إلى الفصل السابع؟

 

- لا لم نطلب من بان كي مون تحويل المحكمة إلى الفصل السابع ولكنه قال لنا بأن المحقق الدولي براميرتس لن يقدّم تقريراً إلى مجلس الأمن ولن يقدم تقريراً حتى إلى الأمين العام إنما يقدم تقريراً تفصيلياً إجرائياً فقط إذا كان هنالك محكمة ومدع عام لأن ذلك يتطلب أيضاً إجراءات محددة.

 

# هل هذا يعني انه لن يقدم تقريره هذا الشهر؟

 

- سوف يقدم تقريراً ولكنه لن يكون تفصيلياً إجرائياً. هذا يعني انه إما أن يكون هنالك محكمة وتستكمل إجراءات العدالة الدولية وإما ان لا يكون هناك محكمة.

 

المجتمع الدولي مُصرّ على إحقاق العدالة الدولية في لبنان مما يعني انه إذا عرقلنا قيام هذه المحكمة ذات الطابع الدولي لن يتوانى هذا المجتمع عن استعمال الطرق الأخرى وقد يكون من بينها استعمال الفصل السابع وقد يكون هنالك طرق أخرى، لكن نحن كما نعلم انه إذا تمت عرقلة هذه المحكمة فقد يلجأ المجتمع الدولي إلى إقرارها تحت الفصل السابع ونحن لم نطلب منه ذلك وما زلنا نأمل بإيجاد حل لبناني ونظهِّر هذه المحكمة بأن هنالك إجماعاً لبنانياً حولها.

 

لجنة تقصي الحقائق

 

# ماذا عن لجنة تقصي الحقائق في لبنان، لقد ابلغتم في نيويورك انه سيتم ارسال لجنة من هذا النوع الى لبنان؟

 

- رئيس مجلس الامن الذي هو اليوم من افريقيا الجنوبية قال بأن مجلس الامن قد يرسل لجنة تقصي حقائق الى لبنان ولكن هنالك ايضاً ضرورة لتقصي الحقائق في مناطق متعددة من العالم مثل دارفور ولم يكن على علم بأن الاولوية سوف تكون للبنان ام لا.

 

نحن رحّبنا بهذا الموضوع ونرحب بأي تقصي حقائق قائم، لكن اظن ان الامم المتحدة ليست بحاجة الى تقصي حقائق في لبنان فهي انشأت المحكمة الدولية وهي انشأت لجنة تحقيق ولديها ممثلية عامة وممثل خاص للأمين العام وأظن انهم يعرفون تفاصيل الامور بدقة.

 

# ما هي مهمة لجنة تقصي الحقائق؟

 

- اظن ان لجنة تقصي الحقائق اذا ما حضرت الى لبنان سوف تحاول التأكد من تنفيذ القرار 1701، وأعتقد انه الآن هناك تقرير سوف يصدر حول هذا الموضوع.

 

# ألتقيتم بالمعارضة السورية في الولايات المتحدة التي تعمل على تقويض النظام السوري، فأنتم تشجبون التدخل السوري في لبنان في الوقت الذي تلتقون فيه مع المعارضة السورية التي هي ضد النظام السوري؟

 

- اولاً المعارضة اللبنانية تلتقي بسوريا وبإيران وهذا لا يمنع أي معارضة من ان تنسق مواقف مع قوى حليفة.

 

ونحن نرى ان المعارضة اللبنانية تلتقي وتأخذ الدعم والسلاح من السوريين ومن ايران ولا حياء في ذلك، لذلك أي معارضة في أي دولة تحاول ان تلتقي كل القوى السياسية.

 

وفي الحقيقة أنا لم اكن حاضراً لهذا الاجتماع ولا اعرف تفاصيل عنه ولا اظن انه في الاهمية التي طرح بها، كل ما في الامر ان هنالك فريقاً اراد تبادل الآراء مع وليد بك جنبلاط ولكن لم يكن هنالك اجتماع بمعنى تنسيقي.

 

# خلال وجودكم في الولايات المتحدة لا بد انكم سمعتم الضجة التي اثارها تصريح النائب جنبلاط حول طلب الدعم العسكري؟

 

- هو لم يطلب الدعم العسكري.

 

# ولكن في تصريحه قال انا اتيت لاطلب الدعم السياسي والعسكري والمعنوي؟

 

- انا اريد ان اؤكد انه تم تحريف كلام وليد جنبلاط في ((الاميركان انتربرايز انستيتوت)) هو قال ما معناه: ان سوريا ما زالت موجودة في لبنان عسكرياً وسياسياً وانا جئت اطلب الدعم لمقاومة الوجود السوري في لبنان هو لم يقل انه يطلب دعماً عسكرياً ولا أي شيء ولكن هنا تم ترجمة الجزء الاول ودمجه بالجزء الثاني من الكلام، لكن التأكيد كان في كل المفاصل الاخرى اننا جئنا نطلب دعماً للجيش اللبناني واننا نراهن على هذا الجيش، وهذا مثبت في الكلام الذي كان مع الادارة الاميركية ومع وزارة الدفاع الاميركية.

 

نحن طالبنا بدعم للجيش اللبناني وأريد ان اطمئن المصطادين بالماء العكر، ان الولايات المتحدة الاميركية ليست نظاماً توتاليتارياً يستطيع ان يعطي الاسلحة من مخازن الجيش الاميركي لفريق 14 آذار/مارس دون علم المعارضة الاميركية، هو ليس نظاماً يفتح حروباً دون ان يعرف شعبه ذلك، بل نظام يخضع للمراقبة الدقيقة من قبل مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاميركي، واذا كانوا يريدون التأكد من ذلك فليذهبوا الى ارشيف مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين حيث تم تسجيل كل كلمة قلناها وليسألوا المعارضة الاميركية اذا كانت تشك بامكانية ان يستطيع الاميركيون تسليم أي طرف في لبنان.

 

المشكلة انهم عندما يتكلمون عن الدول يأخذون علاقاتهم بالأنظمة التوتاليتارية التي تستطيع فتح المخازن وتوزيع السلاح دون الرجوع الى شعوبها.

 

لست مرشحاً للرئاسة

 

# انت تشارك في كل الزيارات التي يقوم بها فريق 14 آذار/مارس للولايات المتحدة هل انت منسق للعلاقة بين بيروت وواشنطن، والبعض يقول ان ذلك يأتي ضمن عملية تسويقك لرئاسة الجمهورية؟

 

- اولاً، انا لست مرشحاً لرئاسة الجمهورية ولا اسعى لتسويق اميركي لهذا الموضوع. ثانياً، لا اظن انني ايضاً اتسلم مهمة تنسيق العلاقات مع الولايات المتحدة ولكن في حكم موقعي التنسيقي بين قوى 14 آذار/مارس مجتمعة ومع الاطراف المسيحية ايضاً هنالك وجود لعلاقات دولية تسهّل العمل واذا كان أي شيء يسهّل العمل لخدمة 14 آذار/مارس وأهدافها وثورة الارز فأنا مستعد للقيام بها دون تمييز.

 

# ارى وكأنك الآن كنـز من المعلومات، فأنت ترافق فريق 14 آذار/مارس الى نيويورك وترافقه بزيارة القيادات وتتحاور مع القوى المسيحية وقوى 8 آذار/مارس، ولديك صورة شاملة وكاملة عما يجري هل نحن ذاهبون الى حل ما؟

 

- الحل آتٍ، أكان الآن أم بعد فترة قصيرة، لكن هنالك حلاً سوف ينجز في لبنان وخطر الحرب الاهلية يتراجع وذلك نتيجة اقتناع اللبنانيين بأنه في النهاية لا يصح الا الوفاق.

 

#هل ستكون تسوية غالب ومغلوب؟

 

- في النهاية لن يكون هنالك غالب ومغلوب، الغالب لبنان والمغلوبون هم كل المتآمرين عليه.

 

حوار هدى الحسيني