مقابلة مطول وشاملة من جريدة السياسة مع المحلل السياسي اللبناني محمد سلام/8 كانون الأول

الاجماع قائم على ترشيح قائد الجيش للرئاسة/ما أؤكده أن المعارضة خسرت وعلى قوى 14 آذار أن تعمل على عدم هزيمتها/السوريون ضربوا خلال خمسة عشر عاما كل ثقافتنا الديمقراطية/العماد عون أنهى نفسه ولم يستثمر سياسيا التاريخ النضالي للتيار الوطني الحر/العماد عون أساء لهذا التاريخ بنفسه ولم يعرف كيف يستثمره بشكل جيد/حزب الله لا يريد أن يقف "بالصف" بل يريد أن يحتفظ بحقه في التحرك عسكريا بسلاحه وبجهازه الأمني خارج أي سيطرة شرعية/العماد سليمان قائد الجيش المنتصر إذا أصبح رئيسا للجمهورية لن يقبل أن يكون قرار الدفاع عن البلد إلا بيده/اضغط هنا لقراءة المقابلة

 

السياسة 8 كانون الأول 2007

بيروت  - سوسن بوكروم

 

رأى المحلل السياسي اللبناني محمد سلام أن الإجماع الذي حصل عليه العماد ميشال سليمان قائد الجيش كمرشح لرئاسة الجمهورية سيعكس واقعاً جديداً على لبنان نظراً لكونه قائد الجيش الوحيد منذ العام 1948 الذي قاد الجيش في معركة وطنية للدفاع عن كل البلد وليس عن جزء منه, وأكد أن العماد سليمان الذي انتصر في معركة كان الامين العام ل¯ »حزب الله« وضع  خطاً أحمر عليها لن يقبل بولاية مجتزأة, كما لن يقبل أن يكون قرار الحرب والسلم بل قرار الدفاع عن الوطن إلا بيده. واعتبر أن »حزب الله« يرى أن لا مفر من انتخاب العماد سليمان وأن النائب ميشال عون وافق عليه لحفظ ماء الوجه لا أكثر وقد أُجهضت غاية المعارضة التي كانت تراهن على الفراغ.

 

وقال سلام إن الرئيس السابق إميل لحود سحب الغطاء الدستوري الذي كانت تبحث عنه المعارضة للسير بخراب البلد بعدم تعيينه حكومة ثانية, ومن جهة ثانية أثنى على المناورة السياسية "الذكية" التي قامت بها قوى 14 آذار والتي أوصلت إلى اختيار العماد سليمان.

ووجه سلام في حديث ل¯"السياسة" رسائل وأسئلة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والى العماد ميشال عون الذي اعتبر أنه لم يستثمر النضال الكبير لتياره قبل الانسحاب السوري من لبنان وقد أفسد الأمر بنفسه.

 

وهنا نص الحديث:

   كيف تقرأ التطورات الأخيرة التي رافقت اختيار رئيس الجمهورية الذي يبدو أنه رسى أخيراً على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان?

  التطور المفصلي الذي يبدو أن المعارضة لم تأخذه بعين الاعتبار أو لم تستوعبه هو أنه مع انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود انتقلنا من مرحلة البحث عن رئيس إلى مرحلة إنقاذ البلد, ربما لأنهم اعتبروا أنهم حققوا الأجندة أو غايتهم السياسية وهي الفراغ والغاية السياسية هذه ضربها الرئيس السابق لحود شخصيا قبل أن يخرج لأنه لم يشكل حكومة ثانية, رغم أنه قال بتوافر مخاطر حالة الطوارئ وهذا كان بمثابة الخيبة الأساسية للمعارضة التي فوجئت بتصرف لحود, الذي أفسد عليهم السعادة بالفراغ لدرجة أن ينسوا مواكبة انتقال الحالة التي وضعت أمامهم خيار التصعيد والدخول بمواجهة ممنوعة إقليمياً, وكأن الرئيس السابق لحود سحب رصاصة التصعيد التي كانوا يستندون إليها وسحب الغطاء الدستوري الذي يبحثون عنه والذي تمثل بالنسبة لهم بشخصه لكن خروجه دون تشكيل حكومة ثانية سحب أي مظلة قانونية لأي خطوة تصعيدية.وعند تحرك قوى 14 آذار باتجاه السعي لإنقاذ البلد تخلفت قوى 8 آذار عن هذا المسار لأن هدفها الحقيقي كان إحداث الفراغ. وانكشف تعطيلهم للمبادرة الفرنسية وللائحة بكركي, وقد كان واضحاً من خلال بيان أمانة سر البطريركية المارونية الأخير الذي انتقد إقفال مجلس النواب وتخلف بعض النواب عن حضور جلسات مجلس النواب لانتخاب الرئيس, وكذلك انتقد الوزراء المستقيلين الذي يمارسون صلاحيات رغم استقالتهم  وبالتالي كشف مساعيهم للفراغ كذلك.

وك¯ذلك انكشف »حزب الله« هذه المرة من خلال نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن ميشال عون مرشحنا أو من يوافق عليه عون والمقصد كان بالطبع قذف الكرة للمسيحيين, إضافة إلى المبادرة غير الدستورية التي اقترحها عون من جهته إذ أعطى لنفسه صلاحية اختيار رئيس ولولاية قصيرة وأعطى للنائب سعد الحريري حق اختيار رئيس الحكومة وهي خطوة غير دستورية أيضاً.

 

لا يريدون رئيسا

  لماذا برأيك حافظ »حزب الله« على صمته تجاه اختيار العماد سليمان رئيساً للجمهورية فيما حصل على إجماع كبير من قبل كل الأطراف?

  باستثناء »حزب الله« فقد حصل بالفعل إجماع على العماد سليمان بما فيهم العماد عون رغم أن موقف الموافقة كان لحفظ ماء الوجه, وهنا نتساءل إلى أين نتجه وما مشكلة العماد ميشال سليمان مع »حزب الله«? من ناحيتي أعتبر أن رفض »حزب الله« للعماد سليمان لا يصب في رفض شخصه أو الشك بقدراته بل الإشكالية هي في أنهم لا يريدون رئيسا بالأساس, فيما يجمع اللبنانيون حاليا على رئيس واحد.أما الإشكالية الثانية بالنسبة لهم هي مع ما يمثله الجيش اللبناني بعدما حقق الانتصار في نهر البارد والإنجاز الأهم هو أن الجيش مارس دوره لأول مرة منذ معركة المالكية عام 1948 أثناء قيام دولة إسرائيل حيث هُزم الجيش الإسرائيلي, ومنذ ذلك الوقت فإن العماد سليمان هو أول قائد جيش مقاتل, والمحصلة جيش قاتل في معركة وطنية دفاعا عن كل البلد وليس عن جزء منه وقدم شهداء من كل المناطق والطوائف والأهم أنه انتصر, وهذا الظرف التاريخي لم يتوفر لأحد قبل العماد سليمان. وهذا الأمر بالطبع لا يلائم "»حزب الله«" بل لا يوافقهم أن يكون هناك جيش يمارس دوره بالانتشار على الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى الشمال ومن البحر إلى سلسلة الجبال الشرقية ويؤدي دوره ويدافع عن البلد, فمن بديهيات الأمور أن يقول إن الأمر لي والدفاع عن البلد مسؤوليتي ومن يريد أن يدافع عليه أن يكون خلف الجيش اللبناني, و»حزب الله« لا يناسبه هذا الكلام ولا يريد أن يقف "بالصف" بل يريد أن يحتفظ بحقه في التحرك عسكريا بسلاحه وبجهازه الأمني  خارج أي سيطرة شرعية, وبالتالي فإن العماد سليمان قائد الجيش المنتصر إذا أصبح رئيسا للجمهورية لن يقبل أن يكون قرار  الدفاع عن البلد إلا بيده.

  في حال كان هذا الأمر صحيحا لماذا لم يوافق »حزب الله« على أي اسم آخر من بين المرشحين الوسطيين?

  وافقوا على اسم ميشال إدة مثلاً لأن شعاره الكبير أنه سيرتمي أمام الدبابة السورية كي يمنعها من الانسحاب من لبنان وكانوا على ثقة بأن 14 آذار سترفضه ولهذا وافقوا عليه, وبالتالي كل مهمة المعارضة إنجاح مرشحها الوحيد وهو الفراغ وحتى ميشال عون كانوا يناورون به.

  وماذا عن العماد عون الذي يطمح إلى الرئاسة فهل يوافقه هذا الأمر?

  هو يتمنى بالطبع لكن ميشال عون مشهور دائما بخطأ قاتل بأنه لا يعرف اختيار حلفائه, ولو أنه رد على التحالف الرباعي في انتخابات 2005 بالبقاء والصمود وحيدا كان اليوم رئيسا للجمهورية لكنه أخطأ ثم أخطأ فأضاف إلى أخطائه أخطاء.

  ألا يمثل ميشال عون الأكثرية المسيحية ويحق له بأن يكون رئيساً للجمهورية?

  موضوع التمثيل وكم يمثل بالفعل جدل بيزنطي, وهو نفسه كان يقول أنه يمثل 70% من المسيحيين والآن يقول 60% بما معناه أن العدد ينخفض, لكن المشكلة ليست بمن يمثل بل مشكلته هي عدم قدرته على الاحتفاظ بمن يمثل وهو دائما يبدأ كبيرا ثم يصغر.

  ما الأخطاء التي ارتكبتها قوى 14 آذار والتي لم تسمح حتى الآن بانتخاب رئيس?

  هم برأيي دخلوا بمناورة سياسية ذكية جدا, والحاجز الرئيسي أمامهم كان كيف نواجه من دون إراقة دم أو إضافة دم على الدم الذي يراق على يد المجرمين الذين يغتالون النواب. ولو أنهم اختاروا المواجهة على طريقة المعارضة ربما بإقامة مدينة خيم أخرى مقابلة لخيم المعارضة لكان البلد اشتعل وكانوا حققوا هدف 8 آذار وهو خراب البلد.

  هل كان بيدهم إشعال البلد فعلا لكنهم أمسكوا الوضع أو منعوا حدوث حرب?

  لو أنهم استجابوا أو جروا أمام الاستفزازات لكن حصل ذلك منذ وقت, لكنهم لقد تمتعوا بأعصاب فولاذية لمنع ذلك وقد مروا بتجارب عديدة ربما أهمها حادثة مقتل "الزيادين", ولو لم يكن لدى النائب وليد جنبلاط بعد نظر ماذا كان سيحصل? ونعلم جديا كيف ضبط عناصره, وهو في تلك الحادثة وضع أمام تحد خبيث إذ تم قتل ابن أحد عناصر الحزب الذي ينتمي إلى الطائفة السنية كي يقال أنه لو كان هذا الشخص درزيا لكان رد بطريقة أخرى لكن جنبلاط استوعب الأمر, لقد كان بالفعل قتلا مجرماً وخبيثاً ومؤامرة على أكثر من صعيد.

 

»منتج اسرائيلي«

  هل ترى أن التدخلات الخارجية تلعب دورا كبيرا في مجريات الأحداث في لبنان?

  بتنا لا ندري بالفعل أين هي هذه التدخلات وإذا تحدثنا عن سوريا مثلا التي يذهبون إليها فيقول الرئيس بشار الأسد دعوا اللبنانيين يتوافقوا على اسم مرشح للرئاسة ونحن معهم, وتحت العنوان نفسه يرى أن اللبنانيين الذين لا يرضى عنهم بأنهم منتج إسرائيلي وعملاء للأجانب ويريد من حلفائه الذين يعتبرون أنفسهم مقاومة أن يتوافقوا مع هذا المنتج الإسرائيلي, فلماذا يريدون التوافق مع هذا المنتج الإسرائيلي.

من جهة أخرى فإن الأميركيين والفرنسيين والأوروبيين عموما والبلدان العربية كانت واضحة جميعها بأنها تريد آلية دستورية لانتخاب الرئيس, لكن للأسف فقد سار البلد بهرطقة اسمها التوافق يعني لا ديمقراطية, والاستغناء عن 127 نائبا واختصارهم بشخصين أو ثلاثة فقط, وهذا الأمر اعتاد عليه اللبنانيون أيام الاحتلال السوري حيث كانت تفرض الأسماء فرضاً.

السوريون ضربوا خلال خمسة عشر عاما كل ثقافتنا الديمقراطية وأذكِّر بأن الرئيس الراحل سليمان فرنجية فاز بنصف صوت بانتخاب ديمقراطي, والسوريون  شطبوا هذه الديمقراطية, والأدهى والأخطر أن شريحة من اللبنانيين أدمنت هذا الشطب.

  هل ترى أن وصول العماد سليمان إلى رئاسة الجمهورية بات نهائيا فيما كان بعض رموز 14 آذار يرفضون وصول عسكري إلى هذا المنصب أو هل أجبروا على الموافقة?

  يبدو الاتجاه ألتأييدي لاختيار العماد سليمان في تصاعد, وهناك قاعدة شرعية وقانونية تقول  الضرورات تبيح المحذورات", ووليد جنبلاط بشكل خاص كان لديه موقف من العسكر عموما ونفهم هواجسه خاصة أن هناك جنرالين أساؤوا إلى الإرث السياسي الذي تركه اللواء شهاب هما العماد عون والرئيس لحود, والجيوش عادة توصل قادتها إلى السلطة السياسية بدمائها وتعبها وتضحياتها, لكن ما يسقط هؤلاء الرؤساء العسكر هي المخابرات وليس العسكر بحد ذاته لذا نفهم هذه الهواجس وعندما يقول لا نريد عسكريا فإنما يتوجه إلى المخابرات ولا يمانع أن يكون وطنياً كالعماد سليمان في هذا الموقع خصوصاً أنه قائد جيش مقاتل وعلى أمل أن يحافظ على إرث الجيش ولن يسمح لأجهزة المخابرات بالتدخل في كل شيء.

والشعار الذي وضعه إميل لحود سابقاً "أبعدوا السياسيين عن الجيش" يجب أن يكون اليوم "أهلاً بقائد الجيش في رئاسة الجمهورية ولكن أبعدوا المخابرات عن السياسة". ونذكِّر هنا أيضاً أن الذي أسقط إرث الشهابية هو المخابرات وبالتالي فإن العيب ليس في العسكر أو الجنود والضباط, بل في المخابرات.

  أين كانت المخابرات في السنتين الماضيتين أي بعد الانسحاب السوري من لبنان?

  كانت تعيش مرحلة انتقالية كما البلد كله, وقد وضع العماد سليمان بصماته ووضع ضوابط لعمل الأجهزة الأمنية بشكل أو بآخر بحيث أعيد اصطفافها, لكن بالطبع لم يأخذ البلد شكله النهائي أو مساره النهائي بوجود الرئيس لحود, والأمل  يبقى أن تتبدل الأحوال مع انتخاب العماد سليمان.لذلك أتوقع أن يبدأ »حزب الله« وعندما يجد أن لا مفر سوى القبول بالعماد سليمان بوضع شروط تحت هذا السقف ضمن الإدارات من رؤساء أجهزة الأمن وغير ذلك كي يبحث بموضوع سلاحه.

  هل تتوقع أن يقبل العماد سليمان بتولي الرئاسة لسنتين فقط?

  بالطبع لن يقبل والذي انتصر بمعركة كان الأمين العام »لحزب الله« السيد حسن نصر الله وضع خطا أحمر عليها لن يقبل بولاية "مجتزأة".

  وهل ستنتقل التجاذبات إلى موضوع تشكيل الحكومة ورئيسها?

  استقالة الحكومة الحالية حتمية بعد انتخاب الرئيس, والرئيس الجديد سيقوم بجولة استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة وسيكون بالطبع لدى الأكثرية النيابية كلمة فاصلة في هذا الموضوع. لكن برأيي أن المواجهة لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس ستنتقل إلى مواجهة على الحصص في السلطة التنفيذية.

 

لماذا أنابوليس?

  هل ترى لمؤتمر أنابوليس أي تأثير على اختيار رئيس الجمهورية?

  لمؤتمر أنابوليس تأثيرات على وجهة الصراع في المنطقة. لكن السؤال لماذا شارك العرب في هذا المؤتمر علما أنه ليس المؤتمر الذي سيضع الحل للنزاع العربي ¯ الإسرائيلي, وسقفه الأعلى هو مسار هذا النزاع فقط ووضعه على سكة الحل وليس إعلان الحل, والعرب ذهبوا لسبب بسيط هو الاحتفاظ بحقهم في هوية الصراع, بما معناه أن دخول إيران كطرف  في الصراع عندها ستكون عقدة في الحل, والعربي ذهب ليقول أنا الصراع وأنا الحل, وهذا المؤتمر وحد الموقف العربي بوجه المد الإيراني المتمثل على الأرض اللبنانية ب»حزب الله«, ومن هذه الناحية أرى تأثير المؤتمر على لبنان.

  كيف تقرأ مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة في هذا الإطار ومواقف التهدئة التي يحافظ عليها أخيراً?

  وليد جنبلاط رأى خيارات المنطقة بوضوح قبل غيره واستشعر التحرك الذي كان يحذر منه دائماً وهو الغزو الفارسي للمنطقة العربية, واستشعر بعد هذه العملية وانضم إلى الركب العربي لمواجهة هذا التحرك, من هنا رأى أن يخفض سقف المواجهة ليفتح أفق المناورة السياسية وصولا إلى الموقف النهائي الذي هو تأييد ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية. ولم يكن موقفه تنازلاً بل قراءة منطقية للأحداث والسياسة هي ميراث وليونة مستمرة, وإذا أردت أن تحقق نصرا في السياسة عليك أن تجد مخرجا للخصم وإذا أقفلت مخارج الخصم دخلت في نزاع, وهذا يميز السياسة عن الحرب.

  من تتوقع أن يكون رئيس الحكومة المقبلة?

  لا معلومات لدي في هذا الإطار لكن ما أعرفه أن قوى 14 آذار الآن ترفض التفاوض على ما بعد الرئاسة.

  هل تتوقع تسلم النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة?

  نترك هذا الأمر للنائب سعد الحريري نفسه ولا أتوقع شيئا في هذا الخصوص.لكن ما أؤكده أن المعارضة خسرت وعلى قوى 14 آذار أن تعمل على عدم هزيمتها.

  هل تتوقع أن يفك العماد عون تحالفه مع »حزب الله«?

  إن حصل ستكون خطوة متأخرة جدا, وباختصار فإن العماد عون أنهى نفسه ولم يستثمر سياسيا التاريخ النضالي للتيار الوطني الحر أثناء الوجود السوري في لبنان بشكل خاص, ولا أحد ينكر لهم هذا التاريخ لكن العماد عون أساء لهذا التاريخ بنفسه ولم يعرف كيف يستثمره بشكل جيد.

  ما الدور الذي كان يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في الفترة الأخيرة لا سيما في موضوع اختيار الرئيس?

  لقد أُسقِط نبيه بري بالخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله والسؤال للرئيس بري أن يقول بالممارسة ما هو موقعه, وليس أين هو وهل هو رئيس المجلس ام رئيس حركة أمل وهل ما زالت هذه الحركة موجودة? والجواب يملكه هو. ولنرَ كيف سيتصرف في اللحظة الأخيرة وأين سيضع ثقله. ونحن دائما نراهن على ذكاء نبيه بري.ولقد احتفلت المعارضة بالذكرى الأولى لمدينة الخيم في وسط بيروت, وعربت عن فرحتها بأن عملها خلال سنة أدى إلى إقفال 75 مقهى ومطعم وأدى إلى تشريد 2700 موظف.

ومنذ سنة قالوا بأن الرئيس السنيورة لن يجد وقتا خلال 72 ساعة للوصول إلى المطار لكن الذي ذهب إلى المطار هم أكثر من 5 آلاف موظف , كما ذهبت معهم 172 مؤسسة في الوسط التجاري. وهم أدركوا أنه سيتم انتخاب رئيس وأوجدوا لأنفسهم مخرجاً لفك الخيم بعد استقالة حكومة السنيورة لأنهم لم يجدوا مخرجاً آخر لتبرير فشلهم.