وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية نفت وجود أي خلافات بين قوى "14 آذار"

 نائلة معوض للسياسة": بري خطف البرلمان واغتصب سلطته وما يجري انقلاب على لبنان والصيغة الديمقراطية و"الطائف"

 بيروت - من عمر البردان: السياسة 9/3/2007

 

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض أن قوى 14 آذار متضامنة فيما بينها ومتفقة على برنامجها السياسي, ولا صحة مطلقاً لما يشاع عن خلافات بين أعضائها, واتهمت في حديث ل¯"السياسة" التي استضافتها في منزلها المحاط بتدابير أمنية استثنائية في منطقة بعبدا الراقية شرقي بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري بخطف مجلس النواب واغتصاب سلطته, مشددة على أن هناك انقلاباً فعلياً يقوده حلفاء سورية وإيران على لبنان والصيغة الديمقراطية واتفاق "الطائف".

وقالت معوض: "يريدون الانقلاب على السلطة لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة لخدمة المحور السوري الإيراني, ولفتت إلى أن الرئيس بري يتصرف كقوة أساسية في 8 آذار, متناسياً أنه رئيس لمجلس النواب".

 

وشددت على أن المعارضة تطالب بالثلث المعطل لتعطيل بقية المؤسسات, واتهمتها بأنها تضع مصلحة سورية وإيران فوق مصلحة لبنان وشعبه, وقالت أن "حزب الله" دولة ضمن الدولة اللبنانية وله سلاحه وماله ومربعاته الأمنية, واتهمته بتحريض الجنوبيين على القوات الدولية لأنه منزعج من وجودهم والجيش اللبناني في الجنوب.

 

وقالت معوض أن الاغتيالات لن تتوقف إلا إذا قامت المحكمة الدولية, مشيرة إلى أنه ليس صحيحاً أن وزراء "أمل" و"حزب الله" لم يأخذوا وقتهم في دراسة بنود المحكمة, ولفتت إلى أن كل من يعرقل هذه المحكمة يريد هدر دمائنا والتعمية على القتلة والمجرمين.

 

ورأت معوض أن الهوة ازدادت كثيراً مع النائب العماد ميشال عون بعد توقيعه على التفاهم مع "حزب الله", لافتة إلى أن سلبيات هذا التفاهم كانت كبيرة بعد الذي جرى في الأشهر الماضية, واعتبرت أن "حزب الله" متضرر من وجود الجيش اللبناني و"اليونيفيل" في الجنوب ولهذا يعمل على تحريض الجنوبيين ضد القوات الدولية, وأيدت نشر قوات دولية على الحدود مع سورية لوقف تهريب الأسلحة إلى لبنان لأن هذه الحدود كما قالت "فالتة" ويدخلها المسلحون والمجرمون باستمرار.

وأكدت معوض "أن ما رأيناه في الثلاثاء والخميس الأسودين أخافني ولا يبشر بالخير", وكشفت "أننا وجهنا ملاحظات لقائد الجيش بما جرى يوم التظاهرات", مشددة على "أن بكركي سحبت يدها من رئيس الجمهورية أميل لحود", وقالت: "أن الموارنة لا يريدونه لأنه يعمل على تعطيل قيام الدولة وسير المؤسسات سيراً طبيعياً".

وفي ما يلي نص الحديث:

 

هل أنت متفائلة بما يجري من اتصالات للخروج من الأزمة الداخلية, أم أنك متشائمة ولا ترين في الأفق ملامح حل?

لا يمكنني القول أنني متشائمة, لأنني أعمل بثقة وصمود, لكنني قلقة على الوضع الداخلي, وهذا لا يمنع من أن نشكر جامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية وكل الدول الأخرى لكل الجهود التي تبذلها لمساعدة لبنان لإخراجه من محنته, ومن وجهة نظري أرى أن مطالبة الفريق للآخر المشاركة في الحكم لا تكون فقط في العمل الحكومي. وهنا أسأل: أين رئيس الجمهورية, وهو المفروض فرضاً على اللبنانيين, وقد رفعت بكركي الغطاء عنه وسحبت يدها منه, وبعبارة أوضح إن طائفته لا تريده, فالشراكة هي أيضاً بالوحدة الوطنية وهناك مراكز في الدولة هي رموز للطوائف الكبرى في لبنان, فهل بإمكاننا أن نفرض أشخاصاً على طوائف رغماً عنها, طبيعي لا, فنحن انتخبنا الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي لأن طائفته تريده ورشحته لهذا المنصب, ولكن للأسف فإن الرئيس بري عمل على خطف إرادة المجلس النيابي واغتصب سلطته, فكيف يمكن أن نتصور أن نظاماً برلمانياً في العالم يقوم فيه رئيس البرلمان بإغلاق أبواب السلطة التشريعية. وأكثر من ذلك هناك اليوم في لبنان دولة اسمها "حزب الله" قائمة داخل الدولة اللبنانية, ولديهم السلاح والمال والجيش, ومربعات أمنية محظورة على قسم كبير من اللبنانيين, ولا يشاركهم بها أحد, في الوقت الذي يطالب "حزب الله" وحلفاؤه بالمشاركة في السلطة وفي القرارات, وما يؤلمنا أنه حرب تموز وما خلفته من أضرار وخسائر فادحة في البشر والحجر, وبدلاً من أن نوحد جهودناً لمعالجة آثار هذه الحرب المدمرة على كافة الأصعدة, واجهت الحكومة حملة مغرضة وشرسة من جانب ما يسمى بالمعارضة, ودخلنا في اعتصام ضاعف من حجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية نظراً للأضرار الكبيرة التي خلفتها.

 

ما هو تبريرك لهذه الحملة الشرسة على الحكومة?

هذه الحملة أسميتها انقلاباً ليس فقط على الحكومة وإنما على لبنان وعلى الصيغة الديمقراطية في هذا البلد وعلى اتفاق "الطائف" الذي طالب باسترجاع كافة الأراضي المحتلة وبسط سلطة الشرعية بقواها الذاتية على كل شبر من أراضي الوطن ومصادرة على السلاح غير الشرعي واحترام اتفاقية الهدنة مع إسرائيل, وكذلك الأمر هناك انقلاب واضح على قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وقبلها على قرارات طاولة الحوار الوطني, والأنكى من ذلك أنهم يتحدثون عن الفساد في الضمان الاجتماعي ويطالبون بمعاقبة المتورطين فيه فيما الجميع يعلم أن الضمان كان مملكة لقوى حركة "أمل" و"البعث" و"القومي السوري" على مدى سنوات طويلة.

 

ما هي أهدافهم من وراء القيام بهذا الانقلاب برأيك?

هم يريدون من وراء هذا الانقلاب بقاء لبنان ساحة مفتوحة لخدمة محور سوري إيراني ضد القوى السيادية في لبنان المدعومة من كل العالم العربي ومن المجتمع الدولي, ونحن نقول أن لبنان أولاً, وليدعونا نبني دولة ومؤسسات ذات عناوين واضحة, في الانتماء العربي, وفي حرية القرار, ديموقراطية وبرلمانية. ولكن للأسف فإننا في ظل مجلس نيابي مغلق وفي استمرار الاعتصامات في وسط العاصمة على أملاك الغير والعامة مع كل الكوارث الاقتصادية التي خلفها, وفي ظل وجود دولة "حزب الله" ضمن الدولة اللبنانية, لا يمكن أن نتحدث عن سيادة دولة على أراضيها, ولا نتوقع أن تكون هناك مشاركة حقيقية في القرارات, طالما أن هناك فريقاً لا يشاركك في قراراته التي يتخذها.

 

لماذا أصبح الرئيس بري طرفاً برأيك وهل فعلاً أنه يتعرض لضغوطات من "حزب الله" وسورية?

الرئيس بري هو رئيس لمجلس النواب وليس رئيساً للنواب, وهو يتصرف كقوة أساسية في فريق 8 آذار ونسي أنه رئيس للمجلس النيابي, وإن شاء الله يكون مغلوباً على أمره وليس لسبب آخر, دون أن ننسى ما قام به من دور إيجابي أثناء الحرب الأخيرة على لبنان, لكن لا يمكنني أن أفهم أنه مهما تكن الأسباب أن يتصرف بري على أنه رئيس للنواب وليس رئيساً لمجلس النواب, وهذا ما أسميه اغتصاباً لدور وصلاحيات رئيس المجلس النيابي. وأنا شخصياً أقول أن الرئيس بري ذكي كفاية حتى يعرف أن ما يقوم به هو ضد أي قانون وأصول ومنطق ونظام, لأن كل ما يحصل يؤشر على أنه ممنوع في لبنان قيام دولة. وللأسف فإن الكلام الذي يصدر عن مقربين من الرئيس بري من أنه لن يدعو مجلس النواب للاجتماع في مارس يدل بوضوح على استكمال عملية الانقلاب على مؤسسات الدولة وتعطيل دورها. وبرأيي أنه ليس صحيحاً أنهم يطالبون بثلث ضامن, بل إنهم يريدون الحصول على الثلث المعطل لتكملة تعطيل بقية المؤسسات. رئاسة الجمهورية معطلة, المجلس النيابي معطل ومن خلال الحصول على الثلث المعطل في الحكومة يريدون تعطيل الحكومة.

ولا شك أن هناك اليوم فئات لبنانية تفضل مصلحة المحور السوري الإيراني على مصالح لبنان الدولة والشعب, ونحن نواجه وضعاً خطيراً جداً بفضل ما يجري على الأرض اللبنانية من جانب "حزب الله" وحلفائه, وليس من جانب المعارضة لأن الذين يقومون بالاعتصامات ليسوا معارضة, وإنما هم دولة ضمن دولة مدججين بالسلاح ويملكون المال ولهم مناطقهم الذاتية.

 

هل ستعطي الأكثرية المعارضة الثلث الضامن?

بالمطلق أنا أرفض الثلث المعطل ولا أساوم على المحكمة الدولية ولا على بناء الدولة. وإذا كان من الضروري أن نضحي من أجل إعادة الشعب اللبناني إلى حياته الطبيعية لإزالة الشلل الاقتصادي القائم, فنحن مستعدون لتقديم كل ما يلزم على هذا الصعيد, ولكن في المقابل هناك خطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها.

 

لماذا برأيك هناك من يعرقل إنشاء المحكمة الدولية?

المحكمة الدولية أقرها البيان الوزاري وكذلك طاولة الحوار, والمستغرب هو التنصل من هذا الأمر والعمل على عرقلة قيام هذه المحكمة, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على هدر دماء كل الشهداء والاستمرار في مخطط القتل والإجرام والقمع وكذلك التعمية على القتلة والمجرمين وأنا أعتبر أنه منذ أن قال الرئيس بشار الأسد أنه لن يقبل بالمحكمة الدولية, فهذا يجعلني أطرح العديد من التساؤلات, فالبريء لا يخاف من المحكمة.

 

هل تعتقدين أن مجلس النواب سيعقد في مارس لإقرار المحكمة?

يجب أن يجتمع المجلس النيابي لإقرار المحكمة الدولية, وعلى الرئيس بري أن يبادر إلى ذلك ويفرج عن البرلمان ليعود إلى ممارسة دوره الديموقراطي. وهنا أريد أن أقول أن الذين يدعون أن الرئيس السنيورة لم يعط وزراء "أمل" و"حزب الله" الوقت الكافي لدراسة قانون المحكمة فإنهم لا يقولون الحقيقة كاملة, لا بل على العكس فإن رئيس الحكومة عرض على هؤلاء الوزراء الوقت الذي يريدون لقراءة مشروع المحكمة النهائي, مع العلم أنهم اطلعوا على النصين السابقين للمحكمة, وكان الجواب الرفض.

 

كيف تقوّمين نتائج لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس محمود أحمدي نجاد?

هناك جهود سعودية مشكورة تبذل مع إيران لحل الأزمة اللبنانية, و لكن للأسف فإن كل الذين أخذوا على عاتقهم التدخل لمعالجة المأزق اللبناني ذهبوا إلى طهران ودمشق وهذا يدل بوضوح على أن ما يحصل في لبنان هو إرادة سورية إيرانية, وبالتالي ليس المهم عدد الوزراء, مع أننا نرفض الثلث المعطل, ولكن الأهم من كل ذلك هو أن يكون هناك توافق بين أعضاء حكومة الوفاق الوطني على الالتزام بتنفيذ اتفاق "الطائف" والسير قدماً في القرار 1701 بكل مندرجاته, وكذلك تنفيذ اتفاقية الهدنة مع إسرائيل, كما هي الحال مع سورية في الجولان حيث لم نسمع بوجود سكين هناك, فيما نحن ومنذ 30 سنة ندفع الفاتورة دائماً لوحدنا. وقد استغربت ما قاله الرئيس الأسد خلال زيارته الأخيرة لإيران عندما قال إننا سنكمل المقاومة في لبنان, والأحرى به أن يقاوم في بلده ولا يقول هذا الكلام عن لبنان, ولا يغرب عن بالنا كذلك ما قاله المرشد الروحي لإيران علي خامنئي من أنه سيهزم أميركا في لبنان, وهنا أسأله لماذا لا تهزم أميركا في بلدك, مع أننا نعلم أن إيران عملت مع الأميركيين في أفغانستان وفي العراق.

 

ما حقيقة ما يثار عن وجود خلافات بين أطراف قوى 14 آذار بشأن الحلول المقترحة?

أريد أن أشدد أن لا خلافات بين قوى 14 آذار, فكلنا متمسكون بالثوابت الوطنية التي لا يمكن أن نحيد عنها وخاصة في موضوع المحكمة الدولية, وإن كنا نوافق على إجراء تعديلات شرط ألا تفرغ المحكمة من مضمونها. كما وأننا نرفض إعطاء المعارضة الثلث المعطل, سواء النائب سعد الحريري أو النائب وليد جنبلاط أو الدكتور سمير جعجع وكل قوى الأكثرية, ونريد استئناف الحوار اللبناني اللبناني لمناقشة الأمور بشفافية بما يؤدي إلى مزيد من المشاركة, وكلنا يعلم من أفشل مبادرة عمرو موسى ورفض التجاوب معها.

 

هل تخشى من عودة مسلسل الاغتيالات لإفشال التسوية, وما هو تفسيرك للرسائل الأمنية المتنقلة?

طالما أن المجرم يعرف أنه لن يحاسب على جرائمه فإن الخطر يحيط بنا جميعاً, ولن تتوقف الاغتيالات برأيي إلا إذا قامت المحكمة الدولية, مع الاعتراف بأن الوضع الأمني الذي نعيش يمنعنا من التواصل مع الناس لمزيد من التشاور والحركة, سيما وأن هناك جزءاً من الرأي العام ضائع ومضلل.

 

ما هي أسباب قصور الأجهزة الأمنية برأيك عن الإمساك ولو بخيط رفيع من كل الجرائم التي حصلت?

الأجهزة الأمنية لم تتمكن لغاية الآن من القيام بدورها بفاعلية لأن هناك قراراً سياسياً عند البعض بعرقلة عملها لناحية تنقيتها وتفعيل دورها, وهذا البعض يقوم بدور معطل عوض عن أن يكون حكماً وحافظاً للمؤسسات, سيما وأن أميل لحود مدد له قسراً من جانب بشار الأسد بعد تهديد الرئيس رفيق الحريري والنواب. وما جرى بعد استشهاد الزميل العزيز الوزير بيار الجميل حيث امتنع لحود عن توقيع مرسوم الدعوة إلى إجراء انتخابات فرعية في المتن, لهو أبلغ دليل على دور رئيس الجمهورية التعطيلي, والذي يعطي ضوءاً أخضر للمجرمين للمضي في قتل النواب والشخصيات السياسية عبر منع إجراء هذه الانتخابات الفرعية بعد شهرين من اغتيال الشهيد الجميل.

 

ما هي قراءتك لمواقف النائب ميشال عون الأخيرة?

أقول لعون ألله يسامحه على ما فعل, وهل تناسى ما تعرض له عدد كبيرة من مناصريه في 7 اغسطس ,2001 وكيف أن عناصر من المخابرات كانت تركل بعنف العشرات من الطلاب اللبنانيين, ولو لم نطلق الصرخة المدوية في مجلس النواب لكان مخططهم العمل على سجن ما يقارب 350 طالباً لأشهر عديدة بهدف القضاء على عامهم الجامعي, وكلنا يعلم أن السجون السورية تغص بالمعتقلين اللبنانيين, الذين لم يقترفوا أي جريمة سوى أنهم كانوا ضد الهيمنة السورية على لبنان. وكان من الطبيعي أن تزداد الهوة بيننا وبين العماد عون بعد ورقة التفاهم التي وقعها مع "حزب الله" التي لا ذكر فيها لاتفاق "الطائف", والتي تشير صراحة إلى أن "حزب الله" سيكون مسؤولاً عن الدفاع عن الأرض, وهذا ما رفضناه في البيان الوزاري, لأن مؤسسات الدولة هي مسؤولة فقط عن الدفاع عن الأرض.

 

ماذا استفاد المسيحيون من وثيقة "التيار الوطني الحر" مع "حزب الله"?

سلبياتها كثيرة بعد كل الذي جرى, خاصة وأن هناك نسبة هجرة لبنانية كبيرة إلى الخارج بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية المزرية, ولأن قرار الحرب والسلم هو بيد فئة لبنانية مسلحة وليس بيد السلطة الشرعية في ظل استمرار المحاولات السورية للتدخل بشؤون لبنان للهيمنة مجدداً عليه.

 

كيف تنظرين للوضع في الجنوب بعد التطورات الأخيرة التي حصلت?

للأسف فإن "حزب الله" يقوم ومنذ فترة بتحريض الأهالي في مناطق الجنوب ضد قوات "اليونيفيل" بعدما شعر سكان هذه المناطق بارتياح لوجود القوات الدولية, وبعدما استطاع الجيش اللبناني أن يفرض وجوده في الجنوب في حماية حدود لبنان مع إسرائيل وهذا ما حصل أخيراً, ما يدل على أن "حزب الله" متضرر من وجود الجيش اللبناني والقوات الدولية في هذه المنطقة.

 

هل تؤيدين نشر قوات دولية على الحدود مع سورية?

بكل تأكيد, لأنه إذا لم تكن هناك رقابة على الحدود فإن تهريب السلاح من سورية إلى لبنان سيبقى قائماً, وأكبر دليل زيادة ترسانة "حزب الله" الصاروخية وهذا ما أكده السيد حسن نصر الله, إضافة إلى دخول المال النقدي, كما وأنه لا يمكننا أن نتعامى عن دخول كل أنواع وفئات إرهابية كل يوم باسم معين لزعزعة استقرار لبنان لأن حدود لبنان مع سورية "فالتة".

 

هل أنت خائفة من حرب داخلية?

أفضل ألا أفكر فيها, لكن دون شك ما رأيناه في الثلاثاء والخميس الأسودين لا يبشر بالخير ويخيفني.

 

هل تعتقدين أن الجيش بإمكانه السيطرة على الوضع في حال تفاقمت الأمور? سيما وأن هناك ملاحظات قدمها البعض في الأكثرية على أدائه في هذين اليومين?

الملاحظات التي وجهناها كانت لقائد الجيش لأننا نعتبر أننا كحكومة حمينا الحق بالاعتصام والتظاهرات, ولكن كان هناك قرار واضح من اللجنة الأمنية التي تضم الجيش الدرك وأمن الدولة والمدعي العام وغيرهم بأن تحمي التظاهرات طالما هي تحت سقف القانون, وكان ممنوعاً إقفال الطرقات, لكن الجيش اللبناني لم تكن لديه أوامر منذ الصباح بفتح الطرقات مهما كلف الأمر, ويمكن أن تكون هناك أسباب لهذا الموضوع, كما قضية الاعتصام الذي رخص له ليوم واحد فامتد لأشهر والذي لا أعتقد أنه اعتصام ديموقراطي وسلمي, ولا أظن أنه في أي بلد في العالم يمكن السماح لاعتصام أن يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر على أملاك الغير وحرمانه من ممارسة مصالحه بشكل طبيعي, وكلنا يدرك حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بأصحاب المحال التجارية في وسط بيروت, مع ما أثر ذلك سلبياً على حركة الاستثمارات في لبنان.

 

ما هو موقفك من كلام نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع إلياس المر من أنه سيقوم بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في موقعه كنائب لرئيس الحكومة وليس كوزير للدفاع, وهل جرت مناقشة ذلك في مجلس الوزراء?

هذا الموضوع لم يناقش في مجلس الوزراء, ما قاله الوزير المر برأيي هو عدم ارتياح من قبله لعدم التنسيق بين كافة المؤسسات الأمنية والقيام بتنفيذ الأوامر الخطية التي أعطيت من قبل مجلس الوزراء, مع العلم أنني هنا أفتخر بعناصر الجيش اللبناني وبقادته, وبوطنيتهم الكبيرة دفاعاً عن لبنان وشعبه. باختصار أقول أنه إذا لم يكن هناك برنامج سياسي واتفاق واضح على كل نقاط الخلاف, على المحكمة الدولية, على ال¯,1701 على حكر السلاح بيد الدولة وكذلك الأمر قرار الحرب والسلم مع احترام اتفاقية الهدنة في ظل وجود إرادة سياسية واضحة وليست كلامية لتحقيق إصلاح في لبنان ولتقوية سلطة قضائية مستقلة ووضع برنامج اقتصادي وممارسة الفساد في إطار عملية بناء دولة عصرية حديثة في ظل نظام ديموقراطي برلماني, وإذا لم تكن هناك رؤية واضحة للعلاقة مع سورية, فلا حاجة لا لثلث معطل ولا لثلثين معطلين, وعندها تصبح كل هذه الأمور دون جدوى.