الجمعة،30  تشرين الثاني 2007

                       

رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده ل"ليسيس":

لست متفائلاً بإمكان حصول انتخابات رئاسية، وبنظري فإن إيران وحزب الله لن يسمحا بوصول العماد سليمان الى سدة الرئاسة

 

أكد المحامي روجيه اده أنه ليس متفائلاً بامكان حصول انتخابات رئاسية رغم تمنيه ان تُجرى، وبنظره فإن إيران وحزب الله لن يسمحا بوصول العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة وذلك في رسالة الى مركز القرار الدولي بأن المناور القادر هو في طهران وليس في دمشق. وإذ تمنى اده وصول العماد ميشال سليمان رأى أن المعارضة وتحديداً حزب الله هي مع الفراغ في سدة الرئاسة لأن القرار إيراني وإيران لن تشجع نجاح اي مرحلة من مراحل التقارب الأميركي – السوري – الإسرئيلي. وإذ رأى اده أن حزب الله لن يستعمل سلاحه في الداخل رغم أنه يهدد ويهوّل به وهو سيدفع سواه الى الشارع من فلسطينيي جبهة الرفض، الى السلفيين المرتبطين بالحزب والممولين من ماله ومال إيران. وحول مشاركة عون في التحرك قال اده: إن تيار العماد عون غير صالح للإستعمال في الشارع لأن الباقين معه لا ينفعون في هذا الموضوع وهم غير مستعدين للمشاركة فيه. واكد المحامي اده ان مشروع حزب الله هو ان يحكم لبنان كله وهو لهذا لا يريد اتفاق الطائف ولا يريد المشاركة، ومشروع الحزب مشابه لمشروع العلويين في سوريا حيث أقلية نحكم كل الآخرين، مع فارق أن مشروع حزب الله أخطر وهو ما زال يحتاج الى وقت لإستكمال استعداداته، والحزب لهذا السبب يشجع الفراغ ويدفع باتجاهه. وجماعة الحزب أقوى من النظام السوري وهم يملكون الأجهزة الأمنية والعسكرية الجاهزة، ولديهم بعد إقليمي داعم (إيران).

 

ورأى اده أن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لم يعطِ كلمته النهائية بشأن تعديل الدستور ليصار الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وأدرج اده زيارة النائب السابق ناظم الخوري الى الصرح البطريركي ضمن هذا الإطار، وإذ أكد ان عدم اتمام التوافق خلال مهلة الأيام القليلة المقبلة يعني ان إيران وحلفائها في الداخل اللبناني نجحوا في تفشيل التوافق الدولي والمحلي على وصول قائد الجيش. وأضاف المحامي اده انه على علاقة جيدة جداً مع العماد سليمان الذي هو ابن المنطقة وهو رجل مسؤول يشعرك بالأمان، وتذكر اده انه رغم حرب "داعس والغبراء" التي شنّها ضد السوريين خلال مرحلة الوصاية فقد شكّل العماد سليمان صمام الأمان الذي حال دون تعرض أحد له ام لمبادراته الاقتصادية في جبيل . وتمنى اده التوفيق للعماد سليمان في الوصول الى سدة الرئاسة الأولى.

 

وحول الموقف الأميركي من التوافق على قائد الجيش قال اده أن الأميركيين لم يحسموا قرارهم بعد بالنسبة لإتمام الإستحقاق وانتخاب رئيس جديد، واضاف أنه يرى انهم أيضاً لم يحسموا بعد خيار تجديد العلاقات مع سوريا وهم ما زالوا في المرحلة الأولى من التواصل معها، وشرح ان الفريق الذي يتولى الإتصالات ليس قوياً داخل الإدارة الأميركية وليس مقرباً جداً من الرئيس بوش وهذا الفريق على علاقة بخط الإتصالات الإسرائيلية – السورية ويدعم قيامها ويشجعها.

 

 

ورأى اده أن الإدارة الأميركية تشجع في البلدان التي تعشعش فيها حركات أصولية ان يجري الإعتماد على الجيش لضبطها والسيطرة عليها كما في تركيا وبلدان اخرى كثيرة، ورأى ان المطلوب في لبنان هو ضبط الأصولية والسلاح غير الشرعي وتمكين البلد من إجتياز المرحلة الدقيقة والخطرة القادمة على المنطقة. وأكد اده ان لا قدرة للبنان على تغيير اي قرار دولي، وان ما كان مطلوباً من سوريا دولياً ولم تستطع تحقيقه سيكون مطلوباً بالحاح من الرئيس الجديد اليوم.

 

وتذكر اده ان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر كان ساذجاً سياسياً، وهو استعاض عن انقلاب عسكري نُصح به ضد شاه إيران (المريض والعاجز) يؤسس فيما بعد للديموقراطية هناك، استعاض عن الإنقلاب بالسماح بوصول رجال الدين الى الحكم وهاكم النتيجة التي حصلت عليها إيران. واضاف ان الولايات المتحدة تعتمد خيار ان الحل العسكري الذي يمهّد للديموقراطية وينظّف الطريق أمامها هو الحل الأنسب والأفضل استراتيجياً.

 

واستعرض اده ان الفريق الذي يقوده حالياً الوزير روبيرت غيتس هو أقرب في تفكيره الى جورج بوش الأب وهو يعمل على تجديد العلاقات مع إيران وسوريا والوصول الى قيام دول فلسطينية بشكل ما، واضاف اده انه على المستوى اللبناني يفضل هذا الفريق ان تتولى القوات المسلحة الشرعية اللبنانية السلطة كي تتمكن من ضبط السلاح غير الشرعي بما فيه سلاح المقاومة.

وشرح اده ان كل الإشارات القادمة من إيران تدفع العالم العربي واسرائيل والعالم الى العيش في حالة قلق دائم وكبير، وقد سمعنا عن المناورات التي يشارك فيها 8 ملايين شخص من الحرس الثوري وهي تتزامن مع الكلام عن الثأر لكربلاء وهذا ما يخيف أهل السنة. واضاف اده أن اسرائيل تعتبر ان الخطر الأكبر عليها يأتي من إيران: نووياً وقدرات مالية وتواصل مع الحركات الأصولية السنية والشيعية على حد سواء.

 

وحول سؤال عن إمكانية فصل سوريا عن إيران أجاب اده: أن السوري حذر لأنه في هذه الحالة يسلّم ورقة مهمة مقابل وعود قد لا تتحقق، ورأى ان سوريا تتعاطى مع فريق إيراني ذوو أصول عربية، وتوقع اده ان لا يستطيع النظام السوري مواجهة إيران لا في سوريا ولا في لبنان، لأن إيران منتشرة في كل سوريا "استثمارات وحرس ثوري" و يتردد ان هناك 40000 من عناصره موزعة في أماكن حساسة داخل سوريا، كما ان هناك مشاريع مالية كبيرة ومهمة وتعطي أرباحاً خيالية للسوريين.

وأكد اده ان لا سبيل لطي ملف حزب الله دون إقناع اخوتنا الشيعة في لبنان ان بقاء هذا السلاح يهدد وجودهم ووجودنا ووجود لبنان. ورأى ان معالجة الإرهاب يكون بالنجاح الإقتصادي وتوفير  فرص العمل وتوسيع مجالاتها. وأشار الى ان إنقاذ لبنان يتم بأن لا يكون لسوريا شأن في عملية الإنماء ومسارها لئلا تعرقلها لأسباب محض تنافسية وكيدية. وتذكر ان الأمير الوليد بن طلال لم يستطع بناء فندقه في لبنان قبل إنجاز واحد مماثل في سوريا.

 

وحول عملية بناء الجيش وتأمين المعدات الحديثة له قال اده أن لا قدرة لأحد في الخارج على المساعدة لا في اوروبا ولا في أميركا والسبب الفيتو الإسرائيلي على وصول أسلحة متطورة الى الجيش، وهذا ما يستفيد منه حزب الله لتعزيز قوته العسكرية ومتابعة إقامة دويلته داخل الدولة.

واكد اده ان الولايات المتحدة لن تسمح باستعادة سوريا لهيمنتها على لبنان، وهي تدعمه سيداً حراً مستقلاً خصوصاً بعد ايلول 2001 وانا واثق من هذا تماماً.

 

وتذكر اده أنه تابع المفاوضات بين إيران زمن الرئيس محمد خاتمي واوروبا، وان لقاءات التعارف تمت في منزله في باريس وان الإجتماع الأخير حصل قبل شهر من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانه التقى المفاوض الإيراني "شيرازي" واطلع منه على ان ملفين كانا على الطاولة: ملف إيران النووي وملف حزب الله الأكثر خطورة بحسب اوروبا، واضاف أن اوروبا كانت خائفة من تصدير الثورة الإيرانية الى لبنان، ومنه يصير نقلها الى كل العالم العربي وقد جرى ابلاغ إيران ان هذا من سابع المستحيلات ولا يمكن السماح بحدوثه.

 

وتابع ان استطلاعات الرأي الإيرانية آنذاك (كانون الثاني 2005) كانت تقدم رفسنجاني على ولايتي، ولم يكن أحمدي نجاد قد ظهر في الصورة بعد، وقد اتضح ان التنظير الغربي حول الداخل الإيراني غير دقيق وان أحمدي نجاد يمثّل "التيار المهداوي" (نسبة الى المهدي المنتظر) ويمثل تالياً مشروع سلطنة على غرار السلطنة العثمانية لكن بإيران الفارسية؛ ان هذا المشروع الاممي السلفي تنقصه الضوابط العقلانية لانه ديني، خرافي، ارماغيدوني.

 

وحول قانون جديد للإنتخابات رأى اده ان الشيعة يطالبوا بالنسبية في المحافظات، ونحن لنا مصلحة في مثل هذا القانون لأنه مع النسبية نفتح المجال لكل التيارات والعائلات والعشائر الشيعية ان تشارك وتتمثل في المجلس النيابي، وحزب الله تالياً لا يعود لديه تمثيل حصري للشيعة. واليوم وبعد ان أصبحت امل تابعة كلياً للحزب صار الحزب يمثل كل الشيعة أقله على المستوى النيابي والسياسي، ومع النسبية يتاح لآخرين عند الشيعة ان يتمثلوا ويكون بامكاننا تالياً ان نتحالف مع هؤلاء في الحكومة او في مجلس النواب. أما بالنسبة لنا كمسيحيين فإن النسبية تعطينا التنوّع والإستقلال والأهم تحررنا من الذين ينتخبوننا بفتوى ويركّعوننا بفتوى أخرى! وهؤلاء موجودون عند الشيعة وعند غيرهم أيضاً! وخارج إطار النسبية أضاف اده فأنا مع الدائرة الفردية لأنها تؤمن وصول ممثلين حقيقيين وغير مترتهنين.

وشدّد اده على ضرورة تعزيز استقلالية القضاء فقال نحن لا نريد ان يهيمن أحد على القضاء بل ان يخضع لسلطة القانون وان يدير شؤونه مجلس القضاء الأعلى. وحول صلاحيات رئاسة الجمهورية رأى اده اننا بحاجة الى مشاريع قوانين ومثلها لقيادة الجيش ولرئاسة الحكومة ولرئاسة المجلس النيابي، وأكد ان السوري أخذ من الطائف ما يناسبه وهو الوصاية على لبنان وأهمل الباقي طوال أكثر من 15 عاماً. 

ورأى اده أنه يجب التمييز بين الشيعي اللبناني المؤمن بلبنان وطن نهائي، وبين شيعة حزب الله التابعين لولي الفقيه غير المؤمنين لا بالثقافة اللبنانية ولا بلبنان الوطن ولا بلبنان الكيان، ولا يريدون من هذا الوطن الا "أرض الحرب" ومطيّة عسكرية وعقائدية لتصدير الثورة المهداوية.

وشرح اده ان عون كان موجة أحسنت استغلال اللحظة - والموجة سترتد ان عاجلاً او آجلاً – وهذا ما أتاح له حصد النتيجة التي حققها والمؤسف انه جيرّها فيما بعد الى الركن الشيعي في الحلف الرباعي الذي تشكّى منه سابقاً، اي الى حزب الله الإيراني والى أمل السورية!.

 

وفي الختام أجاب اده على سؤال حول عدم النجاح في انتخاب رئيس جديد، فدعا الى ترميم الحكومة الحالية وملآ المراكز الشاغرة فيها، اي ترميم الشق الميثاقي – ان يكون هناك شيعة في الحكومة – دون ان يعني هذا ان تصير حكومة وحدة وطنية لأن في كل دول العالم هناك أكثرية ومعارضة، الأولى تحكم والثانية تراقب وتحاسب وهكذا يجب ان يكون الأمر عندنا أيضاً.  التوافق يكون ديمقراطياً من خلال تواجد كل الطوائف في الاكثرية التي يناط بها الحكم، وبالمقابل تواجد كل الطوائف في الاقلية فتعارض ايجابياً وديمقراطياً.