القيادي في قوى "14 آذار" والنائب اللبناني أكد أن الحلم السوري باستعادة لبنان قد ينسف المعادلة الدولية في المنطقة

سمير فرنجية لـ "السياسة": فشل الحركة الانقلابية دفع بـ "عون" وسليمان فرنجية إلى توقيع ميثاق بكركي وعدم الاحتكام للشارع

بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة 11/2/2007

اعتبر القيادي في 14 اذار النائب سمير فرنجية ان فشل الحركة الانقلابية في الثالث والعشرين من يناير 2007, جعل العماد ميشال عون والنائب السابق سليمان فرنجية يوقعان على ميثاق بكركي وعدم الاحتكام الى الشارع, مشيرا الى ان ما حدث في المناطق المسيحية في ذلك التاريخ ادى الى انهيار وضع العماد عون الذي يحاول كسب الوقت حاليا.

فرنجية راى ان سورية فشلت في وضع اتفاق مع اسرائيل لاقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن المحكمة الدولية, ولذلك قررت التفجير في المنطقة انطلاقا من الساحات اللبنانية والفلسطينية والعراقية في ان واحد.

كلام النائب فرنجية اتى في سياق حوار اجرته معه »السياسة« قال فيه ان الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله عشية ذلك التاريخ حاول افشال "باريس-3" عن طريق الايهام بقدره على دفع اربعة بلايين دولار تعويضا عن خسارة لبنان في حرب تموز والقول بان رئيس الحكومة لن يستطيع مغادرة لبنان الى فرنسا عبر مطار بيروت.

فرنجية راى في محاولة سورية وضع يدها على لبنان محاولة خطيرة قد تنسف كل المعادلة الدولية في المنطقة, لافتا الى وجود تمايز بين الموقف الايراني والموقف السوري تجاه لبنان, لكن انهيار الوضع السوري يؤثر سلبا على ايران.

 

وفي ما يلي نص الحوار:

* بعد توقيع العماد عون والنائب السابق سليمان فرنجية ميثاق شرف لتحييد المسيحيين من الفتنة عقدت القوى المسيحية في 14 اذار اجتماعا لها في بزمار ايدت ميثاق بكركي. هل تشعرون ان المناطق المسيحية في خطر وكيف يمكن تحييدها فيما لو حصلت فتن طائفية ومذهبية في لبنان?

البطريرك الماروني وجه نداء لكل اللبنانيين عدم النزول الى الشارع واعتبر ان الاحتكام الى الشارع يعرض البلد لمخاطر كبيرة, لم يلتزم العماد ميشال عون والنائب السابق سليمان فرنجية بهذا النداء فنزلا الى الشارع في 23 يناير 2007, عندما فشل الاحتكام الى الشارع وقعا هذا الميثاق. ولكن هذا الميثاق لا معنى له اذا لم تكن روحية الالتزام به موجودة. روحية هذه الوثيقة تكون بعدم احتكام اللبنانيين عامة الى الشارع. واعتقد لو لم تفشل الحركة الانقلابية لما كان العماد عون وقع مع النائب السابق سليمان فرنجية هذه الوثيقة.

ما يجري اليوم لا يمكن تحييد منطقة عن منطقة اخرى, لان المعركة التي تخاض اليوم تشترك فيها مجموعة قوى تحت عنوان 8 اذار وضد قوى ستراتيجية تحت عنوان 14 اذار, ومن الاساس التحرك الذي حصل في 23 يناير لم يكن يستهدف منطقة معينة بدليل ما حدث في المنطقة. انهار وضع العماد ميشال عون وهو يحاول الان كسب الوقت من خلال هذا النوع من التحركات كالتوقيع على هذا الميثاق.. لقد وقعنا على هذا الميثاق بعد فشل المشروع الانقلابي.

 

* لماذا تطلقون على ما جرى في 23 يناير تسمية المشروع الانقلابي وليس الاضراب? ولماذا اعطيتم هذه الصيغة لهذا المشروع وهل لمستم ان شيئا ما تخطى مفهوم الاضراب من خلال الممارسة على الارض?

حجم الاطارات التي استخدمت وجرى احراقها في ذلك اليوم تخطى مفهوم الناس للاضراب, ما احدث ازمة كبيرة في لبنان وقبل الدخول في تفسير ما جرى هذا المظهر الذي شاهدناه دفع باحد النقاد المهتمين بموضوع البيئة (نجيب صعب) ان يتكلم عن كارثة بيئية نتيجة حرق الدواليب توازي الكارثة البيئية التي تسببت فيها اسرائيل اثناء حرب تموز. وكلنا نتذكر صباح نهار الثلاثاء لم نستطع مشاهدة الابنية المجاورة, كما اننا لا ننسى ان سورية في ذلك الوقت فجرت ثلاث ساحات ولقد شاهدنا ما جرى في غزة وفي العراق وفي لبنان, في وقت فشلت فيه سورية بوضع اتفاق مع اسرائيل واقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن المحكمة الدولية. كما ان رئيس وزراء بريطانيا ارسل مستشاره الى الرئيس الاسد فكان شرط الرئيس الاسد وقف التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

عندما فشلت هذه المحاولة سورية قررت التفجير في المنطقة وفرض هذا التفاوض بالقوة. وهذا ما حصل. في لبنان حصل التفجير في 23 يناير في فلسطين قبل يومين بعد توقف الحوار بين "حماس" و"فتح" فاصبح الطرفان في مواجهة عسكرية في غزة. اما في العراق فقامت سورية بتفجير كبير في بغداد. كل هذه التفجيرات تزامنت مع بعضها. لماذا حركة انقلابية, ايضا التحرك الذي حصل في الداخل. وهنا استشهد بمسؤولين في "حزب الله" عشية 23 يناير احد المسؤولين في "حزب الله" قال: لقد بدانا ننتقل من الاضراب الى الانتفاضة الشعبية.. ايضا الكلام اللافت لامين عام "حزب الله" عندما اعلن انه جاهز لدفع ما بين ثلاثة واربعة بلايين دولار كتعويض عن خسارة حرب تموز, هذا يعني فرط عقد "باريس-3" والقول بان رئيس حكومة لبنان لن يستطيع السفر من لبنان الى فرنسا من مطار بيروت وهو على استعداد لدفع هذا المبلغ. وبالتالي هذه الحركة الشعبية على الاراضي اللبنانية غايتها انهم ممسكون بالقرار اللبناني وما بقي الا ان تسقط هذه الحكومة.

 

* لماذا توقفت هذه الانتفاضة برايك هل خوفا من قيام فتنة مذهبية ام بسبب المساعي الخيرة ووعي القيادات اللبنانية مما قد يحصل علما ان قرار الحرب في لبنان ليس بيد اللبنانيين?

لا شك هناك عوامل داخلية لعبت دورها. من الصباح الباكر تبين في المناطق المسيحية ان العماد ميشال عون غير قادر على تحقيق المطلوب. هذا لم يكن في الحسبان والخوف من انفراط ميشال عون والخوف من حصول خلافات مذهبية, ولكن اعتقد ان محاولة سورية ان تضع يدها على لبنان بهذا الشكل, محاولة خطيرة قد تنسف كل المعادلة الدولية في المنطقة.

 

* بعد زيارة وفد "حزب الله" الى السعودية, حصل ليونة في مواقف "حزب الله" واعتقد البعض ان فترة هدوء قد يشهدها لبنان فجاة عاد الوضع الى التشنج وحددت المعارضة موعدا للاضراب. هل كانت سورية لا تريد هذا التقارب بين "حزب الله" والمملكة العربية او بين السعودية وايران?

بطبيعة الحال ايران لها دورها في المنطقة وتمتلك القوة العسكرية التي تناسب هذا الدور. وهي تريد من العالم ان يعترف لها بهذا الدور وعندما اقول ان هذا المطلب محق يعني اذا اخذنا وضع باكستان كدولة تمتلك سلاحا نوويا والهند ايضا, فان المطلب الايراني واضح, وامكانية التفاوض حوله امر ممكن. ايضا ما يميز الوضع الايراني عن الوضع السوري, هو ان ايران دولة.. فيها مؤسسات والمسؤول السياسي فيها كأي مسؤول في العالم محاطا بسياسيين, ولديهم طموحات ولكن هذه الطموحات موجودة في مؤسسة اسمها الدولة. في سوريا الوضع مختلف تماما, هناك نظام يدافع عن نفسه, واشخاص يدافعون عن انفسهم. المطلب السوري غير المطلب الايراني. المطلب السوري هو الغاء المحكمة الدولية واعادة الاعتبار دوليا لسورية مقابل تنازل سوري عن دعم القوى العراقية والفلسطينية واللبنانية التي تعمل على زعزعة الاوضاع في الدول الثلاث, حيث ان امكانية التفاوض تصبح اصعب. سورية تفاوض على مشكلة وهمية اساسا بمعنى ان سورية خلقت المشكلة وتفاوض عليها. الفارق بين الموقفين, هناك موقف نظام في سورية. في ايران تبين انه يوجد من يحاول اعادة النظر في القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية ايران احمدي نجاد وتبين ان هناك رأيا عاما حاسب احمدي نجاد اولا على فشله. وثانيا على هذا التهور بالتصاريح والمواقف الدولية, وبالتالي التعامل مع ايران يمكن للانسان ان يتوقع تغييرا في ايران لصالح الاعتدال, اما في ما يتعلق بالنظام السوري الوضع اصعب بكثير. هناك دولة وهنا نظام. ما حصل ان ايران من خلال علاقتها بالمملكة العربية السعودية تحاول اولا ايجاد حلول لمسائل المنطقة, ثانيا التوسط من خلال المملكة العربية السعودية لاعادة ترتيب اوضاعها مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة. وفي هذه النقاط كل شيء مشروع. لكن استعجال وخوف النظام السوري من مسالة بند المحكمة الدولية لان النظام في سورية لا يريد التعديل في نظام المحكمة, يريد وقف هذه المحكمة وعدم التحدث عنها..

 

* من يعطي "حزب الله" الاوامر الصارمة, القيادة الايرانية ام النظام السوري الذي يبدو انه ما زال يتحكم بمفاصل اللعبة السياسية ويعمل بزخم اكثر?

صحيح ان علاقة "حزب الله" بايران علاقة دينية تقوم على مبدا ولاية الفقيه ولكن انهيار الوضع السوري يؤثر سلبا على ايران. لذلك هناك حالة من التوفيق ما بين الستراتيجيتين والمشكلة التي يواجهها "حزب الله" في هذا التباين الذي يحصل في لبنان وتبين ان هناك خلافا بين سورية وايران في العراق خاصة بالنسبة للتفجيرات الاخيرة, لان القوى التي تقوم بالتفجيرات في العراق تتلقى الدعم من سورية وتستهدف اطرافا موالية لايران.

ايضا في لبنان الموقف اللبناني مرتبط ارتباطا مباشرا بالموقف السوري, اما ارتباط "حزب الله" مع الموقف الايراني فهو قائم مع حيز من التمايز غير موجود في العلاقة ما بين لبنان وسورية وبالتالي "حزب الله" مضطر لخوض معركتين في نفس الوقت واعتقد انه منذ حرب تموز حتى اليوم يدفع "حزب الله" ثمنا لهذا الارتباط فالعلاقة بين الحزب وسورية ليست خافية على احد, يعني "حزب الله" لا يهمه اذا استشهد لبنان من اجل النظام في سورية.

 

* لماذا توجه "حزب الله" نحو الداخل, هل يشعر انه قادر على تغيير النظام اللبناني واستلام الحكم فيه وهناك قلق من ممارساته باستهداف بيروت ومحاولته تطويق الجبل, ولماذا هذا التمدد الجغرافي الذي يقوم به في كل المناطق وتخوين اللبنانيين لا سيما وانه الجهة الوحيدة التي تمتلك السلاح المرخص تحت اسم المقاومة?

سياسة "حزب الله" خاصة في الفترة الاخيرة ارتكبت كمية من الاخطاء بسبب سوء التقدير وايضا بسبب المعلومات التي تصل الى هذا الحزب. من هذه الاخطاء اليوم مثلا تصادف الذكرى الاولى لتوقيع ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر", اعتبر "حزب الله" بلحظة ان العماد عون يملك الاكثرية في لبنان, هذا الامر تاتى عن سوء تقدير لحجم العماد عون.

الامر الثاني اعتقاد "حزب الله" ان تحركه باتجاه الداخل لن يؤدي الى الفتنة ولكن سوء تقديره للوضع الداخلي اللبناني جعله يرتكب هذا الحماقة. كما وان تصريح الامين العام ل¯"حزب الله" بعد حرب تموز عندما قال "لو كنت على علم بما سيكون عليه الرد الاسرائيلي لما اختطفت الجنديين" هذا ايضا سوء تقدير. مما يعني ان كل ما يواجهه لبنان بالاضافة للضغوط السورية هو ان القرارات تتخذ دون دراسة دقيقة, وخطورة هذا الامر انه لا يمكن ل¯"حزب الله" ان يرجع لاذكاء فتنة قديمة من جديد عمرها 1400 سنة, هذه جريمة بحق لبنان وبحق العرب, وبحق الشيعة والسنة, هذا امر لا اعتقد انه ناجم عن قرار. ولو كان لدى "حزب الله" قرار بتفجير حرب مذهبية نقول امرنا لله.. اما ان تنفجر هذه الحرب بسبب اخطاء بالتقدير فهذا امر مؤسف. وبتقديري ان لبنان والمنطقة العربية دخلوا في مرحلة جديدة... اسف مثلا لتظاهرات تقوم في فلسطين حيث لا يوجد شيعة وتكون هتافات المتظاهرين ضد الشيعة اكيد بالمفهوم السياسي ولكن هذا امر مؤسف ان نعود لمثل هذه المفاهيم ولو كنت عضوا في "حزب الله", كنت اعتبرت ان الاولوية المطلقة هي في منع هذه الفتنة ووقف فتنة تمتد الى كل العالم العربي والعالم الاسلامي. بتقديري كلفة دعم "حزب الله" للنظام السوري باهظة على الاول وعلى الطائفة الشيعية في لبنان وعلى المسلمين وعلى العرب. ربما في هذه الازمة اليوم اكثر مسالة اعتبرها سيئة هي هذه الفتنة, وقد تكون هذه اخطر الازمات والحروب والتي مرت بتاريخ لبنان. الفتنة الاسلامية-المسيحية لها ضوابطها, هذا واضح في الداخل وواضح في الخارج واساسا لم تكن هذه الفتنة عامة ولم تمتد الى خارج الحدود اللبنانية. يعني الفتنة الطائفية في لبنان لم تمتد الى سورية والعراق ومصر ولم نشهد اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين في مصر او في سورية او في العراق او فلسطين. اما الفتنة المذهبية فهي مميزة بجانب اساسي انها تخترق كل الحدود, حدود العالم العربي وحدود العالم الاسلامي. وما نشهده اليوم في افغانستان وباكستان هو ناتج عما يجري عندنا واذا كان من مراجعة لسياسية "حزب الله" يجب ان تبدا من هذه النقطة..

 

* نسمع تصريحات لبعض قادة "حزب الله" بانهم ضد الفتنة المذهبية الشيعية-السنية, هل تعتقد ان الحزب استفاد من اختبار ما جرى في 23 و25 يناير وهل يريد نقل الصراع الى منطقة اخرى?

بالعودة الى المشروع السوري بالتفجير.. فهذا امر واضح, اما كيف ولماذا دخل به "حزب الله" يبقى سؤالا مطروحا: هل يعقل ان نغير النظام بالدواليب? هذا امر مستحيل لاعتبارات داخلية.. ومستحيل ايضا لاعتبارات اقليمية. ومستحيل لاعتبارات دولية. فبالتالي العودة الى هذه المسالة امر لا يؤدي الى نتيجة. اما الكلام عن منع الفتنة هذا الكلام لكي ياخذ مصداقية يجب نزع فتيل هذه الفتنة لا يكفي القول باننا ضدها فقط, عليهم العودة الى طاولة الحوار, وتاكيد رغبتهم بالاتفاق مع شركائهم في الوطن, والاعتراف بوجود هؤلاء الشركاء, ويبادروا الى التغيير في اسلوب الكلام.. وسحب الخيم الموجودة في الوسط التجاري وهي فتيل دائم للتفجير. هناك امور كثيرة مطلوبة لا يكفي الاشارة اليها بالكلام. ولكن هذا الكلام غير قابل للترجمة الفعلية اذا لم يترافق مع خطوات ملموسة. وبرايي فان مسؤولية "حزب الله" كبيرة لانه قادر ان يمنع الفتنة وعليه اتخاذ قرار وليس بالكلام نمنع الفتنة.

 

* بالعودة الى ميثاق الشرف الذي وقعه العماد عون والوزير السابق سليمان فرنجية, برايك هل عون قادر على السيطرة على الوضع في المناطق المسيحية في حال طلب منه "حزب الله" ذلك?

وضع العماد عون كقوة على الارض انتهى, اليوم العماد لا يملك شيئا, فقط شريكا في سياسة ليس هو من حددها ولا يقدر ان يغير فيها شيئا. الكلام الذي نسمعه اليوم عن بعض اركان هذا التيار ومحاولاتهم ذر الرماد في العيون, هم اليوم جزء من مشروع سوري, وهم اداة تنفيذ له, وكل الجهد الذي يبذله العماد عون هو بمحاولة لبننة المطلوب منه سوريا. وبالتالي في الوسط المسيحي هذا الامر مرفوض وتوقيعه على ميثاق الشرف ما هو الا تاكيد على انتهاء هذه الظاهرة التي برزت بظروف محددة لها علاقة بمرحلة تامر وتخوين تعرضت لها المناطق المسيحية بعد 14 اذار من تفجيرات الى انتهاكات. هذه المرحلة انتهت وهذا المشروع وصل الى نهايته.. واذا ما حصل مواجهة مستقبلية فلن تكون الا كما يقول المثل (باللحم الحي) خاصة بعد رفع الغطاء عن تصرفاته والكلام ان البلد مقسوم بين موالاة ومعارضة غير دقيق. اليوم هناك قوة اساسية اسمها "حزب الله" عندها بعض الاطراف المؤيدة لسورية واية مواجهة هي مواجهة "حزب الله" مع الاخر.. وهذا ايضا خطر على وضعية "حزب الله". المطلوب اليوم العودة الى العقل.

 

* صمت الرئيس بري رسم الكثير من علامات الاستفهام لكن هجومه على رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري وعلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كان مفاجئا للجميع. هل هذه المواقف تاتي بايحاء سوري لعرقلة مبادرة موسى, ام ماذا يملك الرئيس بري من معلومات لشن هذه الحملة?

الموضوع باختصار هو موضوع المحكمة الدولية ولقد اتت رسائل من مجلس الامن الى الحكومة اللبنانية للبت في هذا الموضوع. فاذا منع الرئيس بري البت في هذه المسالة يكون الرئيس بري ساهم بان تقوم هذه المحكمة تحت الفصل السابع. وبتقديري اذا كان الرئيس بري لا يريد المحكمة تحت هذا الفصل يكون الاسلوب الذي يعتمده اليوم اسلوبا خاطئا. والكلام الذي نسمعه من الاطراف المقربة من سورية او روسيا قدمت ضمانات عدم اقرار المحكمة تحت الفصل السابع بسبب وضع روسيا في الشيشان, بالاضافة الى كمية تبريرات واهية لا تمت الى الواقع بصلة. واذا اردنا الا نزيد من تدويل الازمة اللبنانية لا يمكن للرئيس بري ان يستمر على موقفه والكلام عن الحكومة شرعية او غير شرعية وهو المسؤول عن مجلس نيابي مغيب لدوره منذ تسعة اشهر. وكل الكلام الذي نسمعه غير مقنع وغير مسؤول, لا يجوز لرئيس المجلس الذي هو نائب من اصل 128 نائب ان ياخذ على عاتقه تعطيل عمل هذه المؤسسة الدستورية..

 

* ما هو تعليقك على اقتراح الرئيس بري اعتبار الحكومة مستقيلة وعودة الوزراء الشيعة اليها لتصريف الاعمال وعدم البت في موضوع المحكمة الى حين انتهاء التحقيق?

اذا كانت هذه المحكمة اليوم وبعد سبعة اشهر هي محكمة دولية لماذا هذا الخوف من الحقيقة? واذا هذه المحكمة هي محكمة تابعة للولايات المتحدة اليوم وبعد سبعة اشهر نفس الشيء. فلماذا الرئيس بري يتدخل بهذا الشان على هذا الشكل? اما هذه المحكمة التي ستتكون هي محكمة شرعية وعلى الرئيس بري وغير الرئيس بر ي عدم التدخل في هذا الشان. اما هذه المحكمة من صنع اميركي فبالتالي ينبغي رفضها اليوم وبعد سبعة اشهر. ولكن هذا التناقض بالكلام غير مقبول. وهنا اؤيد الكلام الذي صدر عن النائب وليد جنبلاط لماذا نضع الطائفة الشيعية بمواجهة المحكمة الدولية في موضوع اغتيال الرئيس الحريري. هذه جريمة بحق الطائفة الشيعية ولماذا ياخذ قادة التنظيمات في هذه الطائفة على عاتقهم مواجهة المحكمة الدولية, وهل بقية اللبنانيين عملاء لاميركا.. واذا كان ذلك دفاعا عن سورية لماذا لا تدافع سورية عن نفسها.. لسنا مضطرين قسمة البلد دفاعا عن سورية.. هذا الموقف مطلوب من الرئيس بري ان يبت هذه المسالة نهائيا.. بدعوة مجلس النواب وطي هذه الصفحة وندخل الى حوار وليس الى المحكمة الدولية ما هذا الكلام عن المحكمة الدولية وهل الخلاف على بند من هنا وبند من هناك.. من يضير على الرئيس بري اذا اقرت المحكمة محاسبة الرئيس والمرؤوس او الرابط بين الاغتيالات هل الرئيس بري ضالع بمؤامرة اغتيال الرئيس الحريري لا.. فلماذا هذا الموقف الدفاعي بهذا الشان بالتحديد?

 

* في موضوع الاحتفال بالذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري, 14 اذار تصر على احياء هذه الذكرى وهناك محاذير وتخوف مع بقاء خيم المعتصمين في ساحة رياض الصلح, كيف تتم معالجة هذا الموضوع?

الامر طبيعي ان يصار لاحياء هذه الذكرى المشكلة ليست عندنا المشكلة عند الفريق الاخر, والسؤال هل الفريق الاخر معترض على هذه الذكرى وهل استشهاد الرئيس الحريري امر موجه ضدهم.. وهل احياء هذه الذكرى هو تحدٍّ لهم.. تحدٍّ ل¯"حزب الله" وللاطراف المتعاونة معه.. المطلوب في هذه اللحظة وقد تكون هذه مناسبة لطي صفحة التشنج القائمة مشاركة "حزب الله" فريق 14 اذار في احياء هذه الذكرى. سمعنا كلاما من امين عام "حزب الله" يشيد بشكل استثنائي بالرئيس الحريري اكثر من مرة وبالتالي عليه ان يتوجه الى قراءة الفاتحة على الضريح مع النائب سعد الحريري هذا هو المطلوب.. ليس مطلوبا ان يهددونا بافتعال المشاكل مطلوب منهم اتخاذ موقف واضح من هذه المناسبة وكما وحد دم رفيق الحريري اللبنانيين في 14 اذار 2005 يعود هذا الدم ليكون الرادع الاساسي للفتن المذهبية. هذا هو المطلوب. اذا فعلا كنا نريد ان نمنع الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة. هذا يتطلب موقفا وهذا الموقف يجب ان يكون على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

*في حال لم يحصل كما تتمنى وبقيت الخيم وبقيت المحاذير كيف ستتصرف قوى 14 اذار?

المسالة تتعلق بالدرجة الاولى برئيس "تيار المستقبل" وبخلال اليومين المقبلين نعرف شكل هذا الاحتفال بهذه الذكرى. لكن وسط عاصمة لبنان ملك لكل اللبنانيين وبالتالي لا يحق لاحد ان يقول لنا انه يمنع او لا يمنع, نحن لم نمنع ولم نمنع باعتصام مضى عليه اكثر من شهرين وبالتالي هذه المسالة مبدئية وسط بيروت هو ملك كل لبنان.