الرئيس السنيورة تحدث الى صحيفة "اعتماد ملي" الإيرانية عن لبنان وايران:

وطنية - 20/4/2007 (سياسة) أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "ان المحكمة الدولية هي قضية عدالة وقضية أخلاقية قبل أي شيء" لافتا الى "ان المعارضة تقول بعدم تسييس المحكمة، ولكن حين يقولون بأنهم يريدون تغيير الحكومة ويضعون ذلك شرطا للحديث عن المحكمة فهذه هي بداية التسييس"، مشددا على "أهمية الحوار للوصول إلى حل". وسأل "لماذا تدفعون الناس الى الفصل السابع ولماذا تدفعون كل العالم الى منطقة الخطر"؟ وأوضح "ان الدستور لم يعط رئيس مجلس النواب نبيه بري صلاحية ان يصنف من هو دستوري ومن هو غير دستوري، فالذي يعطي الدستورية هو مجلس النواب فكيف نعطل مجلس النواب ونقول:أنت غير دستوري"؟

نص الحديث

كلام الرئيس السنيورة جاء في حديث أجرته معه صحيفة "اعتماد ملي" الإيرانية نشر اليوم، وهذا نصه:

سئل: في كل عشرين سنة يمر لبنان في أزمة سياسية معقدة، فما هي الأسباب الأساسية لهذه الأزمة برأيكم، هل هي تركيبة النظام الطائفي؟

أجاب: "لا شك أن أي مطلع على الأوضاع السياسية في لبنان يدرك أن لبنان فيه ميزات تجعل له خصوصية معينة ودور متميز وفريد في المنطقة، وهذه الميزات هي بداية هذا التنوع المذهبي والطائفي في لبنان بما يجعله بلدا قادرا على أن يشكل لوحة فريدة وقطعة فسيفساء جميلة جدا وقادرة على أن تولد طاقة في لبنان وأن تكون لها معطيات وتداعيات ليس فقط على لبنان بل على المنطقة العربية والعالم الإسلامي والعالم. وبذلك لبنان يشكل في حد ذاته حاجة ليس فقط لأبنائه بل حاجة عربية وإسلامية ودولية. هذا التنوع هو ميزة في الأيام التي تكون فيها الأوضاع جيدة، وهو يفترض أن يشكل حصانة، ولكن بسبب ظروف مناخية في المنطقة يصبح هذا التنوع في حد ذاته مصدر ضعف في النظام السياسي، وبالتالي يصبح لديه قابلية للتأثر بالرياح العاصفة الآتية من المنطقة ومن العالم، وبالتالي تؤثر بلبنان. طبيعي أن هذا الأمر لا يؤدي على تكفيرنا بالحريات وتنوع البلد، بل يجب أن يؤدي بنا إلى توليد طاقة إضافية للحصانة. والمشكلة تتعلق بالأمور التي تولدت بسبب الخطوات التي اتخذت خلافا لطبيعة النظام ولا سيما في عملية التمديد لفخامة الرئيس أميل لحود، كان ذلك خطأ مميتا، ولبنان في الماضي جرب هذا الأمر، وبالنظر إلى تلك التجربة بشكل موضوعي نجد أن لبنان تحمل أكلافا هائلة وطنية وسياسية واقتصادية نتيجة التمديد لفخامة الرئيس، كفانا تجربة واحدة بدل أن نستفيد من تلك التجربة قمنا، ونتيجة الضغوط التي مورست على لبنان بعلمية التمديد الجديدة لفخامة الرئيس خلافا لما كان يراه اللبنانيون ولمصلحة لبنان وسوريا والعرب والمسلمين والاستقرار في المنطقة، من أجل ماذا؟ حتى الآن لا يستطيع أن يرى أي عاقل ما هي الأسباب التي دعت إلى ذلك، وهذا الأمر أدى إلى جملة من التداعيات كان من نتيجتها تلك المحاولات التي أدت إلى خنق الحريات، وهذا البلد ميزته في حرياته وتفرده بالنظام الديموقراطي، غيرنا هذا النظام وكانت نتيجته عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتداعيات التي تلتها، ناهيك عن أن لبنان خاض خلال هذه الفترة تجربة هامة على صعيد الحوار الوطني الذي كان يفترض به أن يؤدي إلى مزيد من الالتحام بين اللبنانيين، ومزيد من الوئام ومحاولات إيجاد حلول، ولكن انتهى الموضوع على خلاف ما تم التوافق عليه في جلسات الحوار الوطني، وكان ذلك بدلا من أن نتنبه إلى أن إسرائيل تحاول دائما الإيقاع بلبنان، هذا الأمر يجب أن يكون دائما في ذهننا وضميرنا وعقلنا، نحن في لبنان لدينا عدو واحد وهو إسرائيل، ليكن ذلك واضحا، وبالتالي يجب دائما أن نتحسب، لذلك وألا نضع أنفسنا في المواقع التي تؤدي بنا إلى التهلكة والمخاطر غير المحسوبة".

طريقة حل المشاكل

واضاف: "الآن نجد أن تراكم هذه الأحداث وما وصلنا إليه من حال عدم الثقة بين اللبنانيين والتداعيات والمؤثرات التي تحصل من المنطقة داخل لبنان ومن خارج لبنان، كلها عوامل ليست في مصلحة لا اللبنانيين ولا أي فريق منهم ولا العرب ولا العلاقات التي يجب أن تسود بين لبنان والعرب من جهة وإيران من جهة ثانية ولا من مصلحتنا على الإطلاق. نحن نخوض الآن معترك مشاكل ويجب أن نخرج منها، ولا يمكن أن نخرج منها إلا بأن نقترب من بعضنا بعضا وأن نعلي مبدأ الحوار والتواصل، وليس من خلال التهديد أو إطلاق حملات التخوين، الله سبحانه وتعالى لم يعط هذه الصلاحية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام فكيف لأفراد عاديين، من أعطاهم صلاحية التخوين أو عدمه. يجب أن نبتعد عن هذه الأمور، وهذه الأزمة طريقة حلها هي بالعودة إلى الحوار، سواء تطلب منا ذلك جلسة أو مائة جلسة، ولنخرج من دائرة التهديد والابتزاز وأن نخطف البلد أو الاقتصاد أو الناس بطريقة لا توصلنا إلى نتيجة، هذه هو الشهر الخامس، وماذا حققنا؟ هل ما حققناه هو أننا سنبقى سنتين على هذه الحال؟ ما هو أثر ذلك على البلد؟ وبعد ذلك نقول أننا لا نريد أن نأخذ البلد إلى حرب أهلية، كيف لا نأخذ البلد إلى حرب أهلية ونحن نسير في هذا الإطار؟ يجب أن نعود إلى رشدنا ورؤية مصلحتنا الحقيقية أكنا لبنانيين أو كنا تحت المظلة العربية أو الإسلامية، ليس هناك من خيار إلا العودة إلى فهم طبيعة لبنان والمنطقة، وأن ليس هناك من مصلحة على الإطلاق بالوصول إلى حالة من الصدام لا بين اللبنانيين أنفسهم ولا بين المسلمين".

العلاقات مع ايران

سئل: العلاقات بين لبنان وإيران كانت في أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري جيدة نتيجة زياراته المتكررة إلى إيران، واليوم نشهد بعض الإخفاق في هذه العلاقات في عهدكم، فما سبب ذلك؟

أجاب: "أود أن أعيد إلى ذاكرة الجميع أن أول من ذهب إلى إيران كان أنا، فأنا كنت الخطوة التي سبقت، وقد أعددنا الرئيس الحريري وأنا أن أكون أنا أول من يذهب إلى هناك ونضع النقاط التي ينبغي أن يصار إلى التداول بشأنها لمحاولة تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي ضوء ذلك جرت الزيارتين التي قام بهما الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأنا كنت معه فيهما. وأنا على مدى الخمسة عشر سنة الماضية كنت وما زلت من القائلين أنه آن الأوان لأن نبني علاقات جيدة مع إيران وأن نحقق المصالحة التاريخية بين العرب وإيران، وأنا أعني هذه الكلمة".

سئل: هل معنى ذلك أن هناك صراع أو أزمة بين العرب وإيران؟

أجاب: "لا أريد أن أقول أن هناك أزمة، ولكن هناك أمور تحتاج إلى أن نفتح قلبنا وصدرنا لبعضنا البعض حتى نحقق هذه المصالحة. أنا أعتقد أننا تجاورنا عربا وإيرانيين على مدى عشرات القرون، وبيننا وبينها تاريخ وجغرافيا ومصالح ومستقبل، ويخطئ من يظن أنه من مصلحته معاداة إيران أو العرب، لأنه لا أحد يغير الجغرافيا، يمكن أن نعادي بلدا في وسط المحيط الهادئ بيننا وبينه آلاف الأميال، ولكن الجار نراه في الصباح والمساء، إذا علينا أن نرى كيف يمكن أن نتفهم وضع هذا الجار ويتفهم هو وضعنا ونفتح قلوبنا لنتباحث في النقاط التي لا يرتاح إليها كل منا. نحن شهدنا في دول أخرى صراعات كبيرة واستطاعت هذه الدول بعد ذلك أن تبعد هذا التاريخ من الصراعات وتعلي التوافق. بيننا وبين إيران مجال كبير من الأمور التي تجمعنا، ونحن

نحترم الشعب الإيراني، ونريد أن يكون هذا الاحترام متبادل، أولا يجب أن نتعامل من دولة إلى دولة، لا أن نتعامل بطريقة تؤدي إلى إفراغ الدولة من مضمونها لا أن نصل إلى وقت يكون فيه بقية المجتمع غير راض عن هذه الطريقة. تصور أننا في لبنان نريد أن نتعامل مع مجموعة إيرانية داخل إيران، بغض النظر عن حجمنا أو تأثيرنا، لا أحد في إيران سيرضى بذلك. نحن نقول أن يجب أن نفتح قلبنا نحن وإيران. نحن نشكر إيران على كل الدعم الذي قدمته من أجل مساعدة لبنان على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، ولكن نريد أن تكون العلاقة مبنية على علاقة دولتين تحترمان بعضهما البعض ولا تثير حساسيات نحن في غنى عنها، ليس من مصلحة إيران أن تثير حساسيات طال عمرها، ونريد أن نتخلص منها، وأن نتعامل على أساس أننا كلنا نتبع دينا واحدا بغض النظر عن المذاهب، يجب أن أعترف بحقك في مذهبك وأن تعترف بحقي في مذهبي، ونمارس دون أن نفرض على بعضنا البعض طريقة العيش والسياسة، هذا ما يجب أن يسود في العلاقة بيننا وبين إيران".

واضاف الرئيس السنيورة "أنا أشدد على أننا لا نعتبر على الإطلاق أن هناك عداوة بيننا وبين إيران، أنا نشأت على أننا جزء من هذا العالم العربية وجزء من هذا البحر الإسلامي، ولبنان له تنوعه وصفاته، ولكن يتفاعل مع العالم الإسلامي تفاعلا مجديا وإيجابيا، نحن نريد أن نتفاعل مع إيران وتاريخنا في هذا المجال قديم وليس من مصلحة أحد أن يكون بيننا وبين إيران أي تشنج في العلاقة، كما أنه ليس ذلك من مصلحة إيران. إيران تدرك أين هو موقعها في هذا العالم الإسلامي الكبير. وأنا ما زلت من أشد المؤمنين، وأنا أقول بذلك ليس ارضاء هذا او ذاك بل لأني مقتنع من خلال إيماني بحركة التاريخ في المنطقة وحركة المستقبل، أنه علينا أن نبحث عن كل الطرق التي تؤدي بنا إلى تفعيل هذه الصلة، وأنا ليست لدي مشكلة أن أذهب إلى إيران".

المشاركة في باريس 3

سئل: لماذا إذا لم تدع إيران إلى مؤتمر باريس 3؟

أجاب: "مؤتمر باريس 3 حكي عنه في شهر أيلول 2005، وحصلت الكثير من الأمور، وبدأت الدعوات توجه إلى الدول التي تحب أن تشارك في كانون الأول 2006، وللحقيقة أقول أنه قبل أيام من بدء اعتصام المعارضة، توقف السفير الإيراني في لبنان عن الاتصال بنا، وأخذ موقفا سلبيا، وبالتالي لم يكن حتى التواصل ممكنا، أنا لا أعلق على موقف سعادة السفير، ولكن المسؤولين أخذوا موقفا من الحكومة بدل أن يستمروا بفتح الأبواب وعدم إقفالها، فماذا أفعل؟ هل أدعوه إلى مؤتمر باريس 3 والدولة الإيرانية عبرت عن موقفها عبر سفيرها بأنها لا تعترف بهذه الحكومة".

المشاركة في الاعمار

سئل: لكن الواقع أن المساعدة هي للبنان حتى وإن كانت هناك مشاكل داخلية؟

أجاب: "بعد أن انتهت الحرب الإسرائيلية على لبنان اتصلت بالسفير الإيراني الذي اجتمع بي وتمنيت عليه أن يكون العمل عبر الدولة اللبنانية. قال لي أنه يريد أن يتبنى إعادة إعمار المدارس في الجنوب، فقلت له أن الإمارات العربية المتحدة تبنت هذا المرفق، فطلب مني أن يتبنى إعادة إعمار عدد من الجسور فوافقت مباشرة، وتعاملت معه على هذا الأساس، وكان ذلك بشكل غير مباشر وليس عبر السفير، أما الأمور الأخرى فهي ليست عبر الدولة لذلك قلت أنه يجب أن نعيد الاعتبار للدولة اللبنانية. على أي حال وبغض النظر فإننا نعتبر أن الأمور التي قامت بها حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل تقديم الدعم للبنان هي أمور مشكورة، ونحن نثمن ونقدر ما قامت وتقوم به من أجل تعزيز صمود اللبنانيين ومن أجل أعادة البناء والإعمار، ولن أدخر وسيلة في التعبير عن هذا الموقف".

اللبنانيون يريدون المحكمة

سئل: هناك خطاب حاد يوجه لإيران فتوضع مع سوريا عندما تخاطب، مع العلم أن هناك فرق كثير، وإيران دخلت لتحل حرب المخيمات، تعمل على وأد الفتنة منذ ذلك الوقت، فما هو تعليقكم على ذلك؟

أجاب: "هناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام، يقول: "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قالوا: "فهمنا يا رسول الله كيف ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟"، قال: "نمعنه من الظلم"، وعليه من المفترض أن تكون هناك خطوة في اتجاه كبح الجماح من خلال الأدوات التي لدى إيران ومن خلال علاقتها بالأشقاء في سوريا ومن خلال النظر في القضايا والمسائل التي تهم اللبنانيين، لذلك حصل الآن أحاديث شتى القصد منها تضييع الوقت وتوتير الأجواء دون الوصول إلى أي نتيجة، وأنتم تعلمون تأثيرهم على "حزب الله"، ليس كافيا على الإطلاق أن نستخدم عبارات أننا لا نريد الفتنة، ونحن نستحضر كل أدوات الفتنة، كل أجواء الفتنة ومظاهرها، لماذا؟ ليس من صالحنا لا عربا ولا إيرانيين ولا مسلمين، الكل يعلم حديث الإمام علي عليه السلام: "أكلت يوم أكل الثور الأسود"، أي أن من فرق بيننا ضرب الأول لينقض على الآخر. هناك قضية تتعلق بالمحكمة، لماذا يريد اللبنانيون المحكمة، المسألة ليست مسألة مسلمين سنة يريدون المحكمة والشيعة لا يريدونها، المحكمة قضية لبنانية وهي قضية عدالة وهي قضية أخلاقية قبل أي شيء. اللبنانيون وعلى مدى أكثر من ثلاثين سنة وهم يتعرضون لعملية اغتيال، وجميع هذه الاغتيالات بقيت دون أن نعرف عنها شيئا، القضية ليست بالتصفيات الجسدية التي لا تحل مشكلة. إذا قلنا أننا نريد محكمة واتفقنا على محكمة ذات طابع دولي من ألفها إلى يائها، ولكن فجأة كأن كل ما كنا نقوله لم نكن صادقين به، لماذا، نريد محكمة أو لا نريد، يقولون: نحن لا نريد تسييس المحكمة، ولكن حين يقولون لي أنهم يريدون أن يغيروا الحكومة وهذا الشرط لكي نتحدث بالمحكمة، فهذه هي بداية التسييس. أنا أقول أن لديك هواجس وأنا أؤمن بالحوار والتفاهم، نجلس سوية بأي صيغة مباشرة أو غير مباشرة. يقولون أنت تريد أن تأخذ المحكمة على البند السابع، أنا لا أريد ذلك، ولكن أنت تدفعنا وتدفع نفسك نحو الهاوية، لماذا؟ هذا أشبه بأن تأخذ قرار وتحاسبني على قرارك، هذه قاعدة قانونية وفقهية معترف بها بأنه لا يمكنك أن تحاسبني على نتيجة قرارك، نحن نقول أن هذا الوضع الذي نحن فيه يجب أن نجد له حلال سويا من خلال الحوار سوية".

المشاكل مع "حزب الله وسوريا

سئل: ما هو تعليقكم على كلام جون بولتون في شأن المحكمة. وهل تعتقدون أنه يبرر موقف المعارضة؟

أجاب: "نحن لدينا مشكلة مع الإخوة في "حزب الله" والسوريين، إنهم هم يضعون تهيئاتهم ومن ثم يحاسبوننا على تهيئاتهم، ومن ثم يضعونا في موقف، وكأننا ننفذ تعليمات بولتون أو غير بولتون أو الولايات المتحدة، إذا أنا طوال عمري أجلس وأعمل معك، أنا أخوك في الوطن إذ بك تعاملني على ما قاله غيري، وماذا يقول الأجنبي، هذا الأمر ليس له نهاية، أنت تحاسبني على أمور قالها غيري، السيد خامنئي يقول أننا نريد أن نهزم أميركا في لبنان، وأنا ليس لدي مانع أن تهزم أميركا، فلتهزم أميركا، ولكن من قال لك أن لبنان ساحة للمعارك، إذا كانت لديك أهداف أن تهزم أميركا، تفضل واهزمها في أي مكان تريد، لكن ليس لبنان ساحة لذلك، لنفترض أن أميركا جاءت وقالت لي أن إيران تريد أن تهزمنا فأنا أريد أن أضربك، فما هي مسؤوليتي، إذا كنتم أنتم متخاصمون مع الإيرانيين فهل أنا أتحمل نتيجة ذلك، وإذا صرح فلان تصريحا فهل أنا أتحمل نتيجة ذلك، لا، ليست الأمور كذلك، وليس هكذا تكون العلاقات ما بين أصدقاء وأشقاء وأناس تربطهم علاقات، وليست هذه هي العلاقة، جون بولتون أنا لم "أستهضمه" يوما ولا يجوز محاسبة اللبنانيين على كلام من طرف ما، أنا لا يهمني ماذا قال فلان، أنا يهمني ما هي علاقتي مع صديقي مع شقيقي مع جاري وكيف أتعامل معه".

سئل: هناك خوف أن تنشأ المحكمة باتجاه ما، والكلام أنه كان يمكن أن تمنعوا أن تشأ المحكمة في هذا الاتجاه؟

أجاب: إنهم يكلمونني بالألغاز، يقولون أن هذه المحكمة مسيسة، وأنا أقول من قال لك يا أخي أنها مسيسة، عليك أن تسمعني أين هي هواجسك لكي أحلها لك".

سئل: هل جرى كلام في هذا الموضوع؟

أجاب: "أنا كل يوم صباحا ومساء أكرر هذا الكلام، ولكن الجواب، لا نريد البحث في موضوع المحكمة إلا بعد أن تسلموننا رقبة الدولة".

حملة الشتائم والسباب

سئل: ما هو تعليقكم على الخطاب الحاد الموجه ضد إيران من بعض أقطاب الموالاة، وهل هناك إمكانية لتخفيفه؟

أجاب: "أنا لا أؤمن على الإطلاق بسياسة الردح والسباب والشتائم بين عدوين فكيف بين بلاد لا يجوز ولا يمكن إلا أن تكون بلاد صديقة، أنا لا أقول لك بين شقيقين، أنا أقول ما بين عدوين، لا أؤمن، لأن هذا لا يغير شيئا، هذه سياسة قصيرة النظر يتبعها البعض من أجل التنفيس عن التشنج لديهم، والذي يلجأ إلى السباب والشتائم هو الضعيف وغير القوي لا بإيمانه ولا بإمكاناته فيلجأ إلى هذا الأسلوب، لذلك أنا ضد كافة أنواع الشتائم والسباب وضد تشنيج الأوضاع، نحن شديدو الحرص على أن تسود العلاقات الفعلية المبنية، لأنه آخر النهار مهما جارت الأيام لا بد وأننا سنلتقي عربا وإيرانيين، لبنانيين وإيرانيين، فإذا كنا سنلتقي غدا فلماذا نسب بعضنا اليوم ونلتقي غدا، فلنلتقي من اليوم، نحن لا نؤمن بأنه يجب أن يمنع على أي دولة من دول العالم بما فيها إيران حق أن تستفيد من الثورة العلمية ومن الطاقة النووية، ولكنني أؤمن شديد الإيمان بأن لا تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة فيها أسلحة نووية لأنني أعطي بذلك تبريرا لإسرائيل من أجل أن تكون لديها قنابل نووية، وسيقول قائل أن لديها ذلك منذ 30 سنة، وأنا أقول صحيح أن لديها منذ 30 سنة، ولكن أنا لا أريد أن أعطيها التبرير وبالتالي لا أريد أن أدخل المنطقة في ساحة سباق محموم نحو الأسلحة النووية، لا نريد ذلك، نحن نريد أن يفسح المجال لكل دولة أن تستفيد من الطاقة النووية، الأمر الثاني أنا لا أؤمن بحل المشاكل عبر استعمال العنف، وبالتالي أنا مع أن يصار إلى التعاون مع إيران من أجل حل وليس من خلال العنف في هذه الطريقة، كما أن إيران في ذات الوقت يجب أن تتوقف عن ممارسة التأثير في الأنظمة والبلدان المحيطة، يجب أن يشعر أهل المنطقة بذلك، فلا يصح أن تقول أنت أنني لا أخاف منك، أنا يجب أن أحس داخليا أنني لا أخاف منك، يجب أن لا تخيفني ولا أنا أريد أن أخوفك، أريد أن تكون هذه العلاقة مبنية على هذا الارتياح، لذلك أنا قلت منذ البداية يجب أن نعمل من أجل إجراء المصالحة، وفي هذه الكلمة عدت إلى ملفات جميع السفراء الإيرانيين الذين التقيتهم وكذلك المسؤولين الإيرانيين، وعندنا ذهبت إلى إيران، فإذا عدت إلى الملفات تجد أن هذه العبارة استعملتها منذ العام 1993، منذ ذلك الوقت أنا أقول وأنادي بأنه يجب أن نبني هذه المصالحة التاريخية، لماذا، لأن تاريخنا سادت فيه مراحل من التشنج، وسادت فيه أيضا مراحل من الوئام، علينا أن نزيل هذه الصراعات، هناك مجالات نتعاون فيها سوية وذلك لمصلحتنا جميعا، أن إيران دولة إقليمية كبيرة يجب أن نستفيد من إمكاناتها وتستفيد هي من إمكاناتنا لا أن نتلهى في ما بيننا ونضيع طاقاتنا ومواردنا وناسنا ونشنج شعبنا ويؤدي ذلك إلى مخاطر كبيرة على الصعيدين الإنساني والديني نحن في غنى عنه. وأنا أسأل ماذا حصل في المقاومة اللبنانية، إذا رسمنا خارطة المقاومة من تموز 2006 حتى الآن، استنتج أنت الدروس، ما هي الدروس المستفادة؟ أليس ضروريا أن نخرج بدروس حقيقية، اذهب إلى العالم العربي والإسلامي كله وانظر ماذا كانت النظرة إلى المقاومة وإيران، وانظر ما هو الوضع الحالي، يجب أن تستخرج دروسا حقيقية، لماذا لا نستخرج نحن هذه الدروس، لماذا لا نزال في ضياع ونغطي أعيننا ولا نريد أن نرى أمامنا، يجب أن نرى الأسباب الداعية إلى ذلك، وأن نصلح المسيرة ونصوبها، وبالتالي إذا كان أحد لديه هواجس ومشاكل نأتي له ونقول ما هي المشكلة، أما أن نخاطبه ونقول له أنت خائن وأنت عميل وأنت رجل أميركا، لماذا، لماذا أنا رجل أميركا، وعندما تقول لشخص أنك رجل أميركا يجاوبك بأنك أنت رجل إيران، لماذا نفعل ذلك؟ يجب أن يعود صوت عاقل في ما بيننا لأنه من مصلحتنا، وآن الأوان، وأنا أعتقد أن الخطوات التي تمت في الزيارات التي قام بها مسؤولون إيرانيون إلى المملكة العربية السعودية، وسمعوا وأسمعوا كلاما، فلنترجم هذا الكلام، لا نترجمه بالتوتر ونهدد الناس بأصبعنا، هذا الموضوع يجب أن نتوقف عنه وسريعا قبل أن يكون هذا العمل متأخرا".

الفصل السابع

سئل: هل هناك كلمة تفاؤل، وماذا لو استمرت الجهود بالسير نحو محكمة تحت البند السابع فهل هناك إمكانية لحرب أهلية؟

أجاب: "أنت تقول لي عن موضوع الفصل السابع، وأنا أسأل لماذا تدفعون الناس إلى الفصل السابع، لماذا تدفعون كل العالم إلى منطقة من الخطر، لماذا؟ نحن نستطيع أن نجلس مع بعضنا ونحل الأمر، هناك مثل لبناني يقول: "صحيح لا تقسم، مقسوم لا تأكل، وكل حتى تشبع"، يعني أنا لن أعطيك ملاحظاتي على المحكمة، وممنوع عليك أن تذهب إلى الفصل السابع، وإذا ذهبت إلى الفصل السابع أنت مسؤول عن الحرب الأهلية، وأنا أقول أن المسؤول عن الحرب الأهلية هو الذي منع إمكانية التلاقي والحوار وإيجاد حلول للمشكلة، يقول أحدهم لك لم يعطنا الرئيس السنيورة يومان، وأنا أعتقد أن الأيام أنطقت الرئيس بري وقال، لا، الرئيس السنيورة اتصل برئيس الجمهورية وقال له فليكن اجتماع مجلس الوزراء الاثنين وإذا لا، الثلاثاء، وإذا لا، فليكن الأربعاء، أو الخميس، تتذكرون ذلك، ولكن الرئيس السنيورة لم يتصل بي، وهذا غير صحيح لأنني اتصلت به مرتين وكان في إيران يوم السبت، وتحدثت مع السفير اللبناني عدنان منصور وقلت له أريد أن أتحدث مع الرئيس بري، فأجابني هو الآن في اجتماع، وقلت للسفير أبلغ الرئيس بري وليبق معك الهاتف فأجابني: أنا لا أستطيع أن أصل اليه، فقلت له أنا سأتصل بك بعد قليل، ولكن أبلغه أنه يجب أن يتكلم معي، فلم يتصل بي، فاتصلت به مرة أخرى وتكلمت مع عدنان منصور وقلت له أين الرئيس بري فأجابني: الرئيس بري مشغول ولا يستطيع أن يكلمك، إذا ليس صحيحا الذي يقوله أنني لم اتصل له، لقد قال شيئا صحيحا أنني اتصلت برئيس الجمهورية، نعم أنا أصدرت بيانا بهذا الأمر، ومنذ ذلك اليوم حتى الآن وأنا أقول: يا إخوان تعالوا نحن حاضرون، واليوم أقول نحن حاضرون، أمر آخر، يشهد الله، أنه في اليوم الذي أقرينا فيه نظام المحكمة اتصلت مساء ذلك النهار بكوفي أنان وذكرت له أننا أقرينا اليوم نظام المحكمة، ولكن أود أن أقول لك بأنني قد أعود إليك للنظر في بعض التعديلات التي يمكن أن تطرأ بسبب أننا قد نكون على حوار بالنسبة لهذا النظام، وهذه سجلات الأمم المتحدة شاهدة على ذلك، أقول هذا الكلام للدلالة على أننا حريصون على أن نمد يدنا وان نفتح صدرنا وقلبنا ونفتح عقلنا من اجل التواصل مع أشقائنا في الوطن، من أجل المعالجة حتى لا يلومنا أحد، ولا يجوز أن نقول للمجتمع الدولي أنت أخذت قرارا ونحن لا نريد التنفيذ، لا، أنا لا أستطيع أن لا أنفذ هذا القرار، إضافة إلى أن موضوع المحكمة هو موضوع عدالة وقضية أخلاقية، وبدل أن تقول لي لا تأخذ المحكمة إلى الفصل السابع وأنا لا أريد، اذهب وقل للذي يدفع باتجاه التصعيد ويؤدي ذلك إلى أخذ البلد ككل وجميع اللبنانيين بكافة فئاتهم إلى منطقة الخطر، قل له فليتوقف عن هذا الكلام ويجلس لإيجاد حلول، فهو لا يزال يقول أن هذه حكومة غير دستورية، في حين أن العالم كله والعالم العربي وأكثرية اللبنانيين يقولون أن هذه حكومة دستورية، إن الدستور لم يعط الرئيس بري صلاحية أن يصنف من هو دستوري ومن هو غير دستوري، الذي يعطي الدستورية هو مجلس النواب، فكيف نعطل مجلس النواب ونقول انت غير دستوري يقول الشاعر: ألقاه في اليمِّ مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء. وأنت تسألني هل أنت متفائل فأنا أقول: أنا رجل مؤمن، وهناك حديث للرسول يقول: "واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك، وأعلم أنه لو اجتمعت الجن والإنس على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك ما نفعوك به، ولو اجتمع الجن والإنس على أن يضروك بشيء ما كتبه الله عليك لن يضروك به".

نحن مؤمنون وعاملون على أن لا نترك البلد يستدرج نحو مآزق، ماذا يلزم هذه العملية، ماذا يلزم للخطوة التي تم اكتشاف أنها لا توصل إلى نتيجة، أن يقف السيد حسن ويقول يا إخوان اطلعوا من الدرب، نحن منفتحون ونريد التعاون، وستجد أن الذي يقوم بهذه الخطوة هناك أحد سيرد عليه، الرسول يقول وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها"، ما هذه القصة؟ يأخذون البلد من خناقه ويقولون بعد ذلك لا تفعل شيئا، لماذا؟ لماذا نخنق البلد ونقول للناس لا تفعلوا شيئا، أو الحق عليكم، ونحن نقول، لا، الحق ليس علينا. أنا رجل مؤمن وسأستمر في إيماني وقناعتي وأقول: إن الذي أتصرف به أعتقد جازما، وهي قناعتي أنه لمصلحة كل اللبنانيين ولاسيما لمصلحة أولئك الذين يقفون ضدي الآن، لأنني أظن أو أزعم شخصيا أنني أفهم حركة التاريخ وأن هذا الذي يجري لا يدوم لفئة، وبالتالي أنا لا أؤمن بأي عمل يؤدي إلى خلق ضغائن بين اللبنانيين ولا لخلق ضغائن بين المسلمين ولا بين العرب والإيرانيين، وأنا أطلب من المسؤولين في إيران أن ينظروا إلى الساحة العربية والإسلامية ويضعوا صورتان أمامهم، صورة إيران والعرب قبل سنتين، وصورة إيران والعرب كما هي الآن، ويستخرجوا الدروس التي يجب أن يستخرجوها ولا أريد أن أعلق أكثر من ذلك".