مقابلة من جريدة السياسة الكويتية مع  رئيس لقاء "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد

 

أحمد الأسعد: لمست من المسؤولين السعوديين تفهما "لخطورة المسألة اللبنانية"/مشروع "حزب الله" هو إبقاء لبنان في حالة حرب/إيران تستغل الشيعة في لبنان لكن ليسوا كلهم معها/ماذا يفيد أن يكون عديد الجيش 50 ألفا ولا يؤدي دوره/بعد مزارع شبعا سيطالب "حزب الله" بالقرى السبع والقدس وربما بعودة "طالبان" إلى افغانستان/طهران تدفع الأموال ل¯ "حزب الله" من قوت شعبها

 

بيروت ¯ صبحي الدبيسي: السياسة 12 آب 2008

اشار رئيس لقاء "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد الى انه لمس تفهما لدى  المسؤولين السعوديين لخطورة المسألة اللبنانية نتيجة للصراع الذي تحول الى شبه مذهبي في الفترة الاخيرة, متهما "ايران باستغلال شيعة لبنان لاطماع سياسية, ولتوسيع مكانتها واهميتها في العالم, كما تؤدي الدور نفسه مع "حماس" في فلسطين, وبعض السنة في العراق", ولافتا الى "ان القناع قد سقط, وانكشفت نوايا الادوات الايرانية في لبنان واصبح من المستحيل الوصول الى نتيجة مع ادوات المحور الايراني".

 

 واعتبر الاسعد في حوار مع "السياسة" ان ما حصل بعد 7 مايو, الماضي هزيمة لقوى 14 آذار, وما لم يستطع "حزب الله" الحصول عليه من خلال السياسة حصل عليه من خلال الضغط والتهويل في الشارع, لان اعطاء الثلث المعطل للمعارضة سيجعلها تعيد الكرة مجددا في حال لم تحصل على الاكثرية في الانتخابات المقبلة".

 وغمز الاسعد من قناة اتخاذ الحكومة للقرارين الشهيرين ثم التراجع عنهما من دون معرفة رد فعل "حزب الله", متسائلا: "ماذا بقي من هيبة الدولة?", ومشيرا انه "لو كان مكان الحكومة لكان اعطى انذارا مدته 48 ساعة, اما ان يتصرف الجيش ويحافظ على الامن واستقرار المواطن اللبناني, والا تكون الاقالة مصير كل مسؤول يتلكأ عن القيام بواجبه".

 

 وراى "ان هناك مشروعين لا ثالث لهما, اما ان ينجح مشروع الدولة, واما ان يدخل لبنان في المشروع الايراني", مشبها العلاقة بين ايران و"حزب الله" ب¯"العلاقة بين الاتحاد السوفياتي السابق وكوبا".

 

 واكد رئيس لقاء "الانتماء اللبناني", "مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة رغم معرفته بقدرة "حزب الله" المالية والعسكرية", مطالبا ب¯"وقف الدعم المالي عن "حزب الله" كي لا يبقى اي احد معه", رافضا مقولة "ان اكثرية الشيعة في لبنان مع "حزب الله".

 

 واعتبر الاسعد "ان توزير  ابراهيم شمس الدين خطوة ايجابية في اطار التوجه السليم", معتبرا "ان قانون انتخابات العام 1960 هو الانسب ولو ارفق بالنسبية لكان الوضع افضل, ولكانت المعارضة تمثلت بنسبة 30 في المئة في البرلمان المقبل".

 

 ولفت الاسعد الى "ان مشروع "حزب الله" لن ينتهي, لان النظام الايراني و"حزب الله" بحاجة لوجود حرب دائمة, وبالتالي فان السلام والاستقرار لا يناسبهما, لان الناس لا تعود بحاجة اليهما".

 وفيما يلي نص الحوار:

 

 ماذا حققتم من زيارتكم المملكة العربية السعودية? وهل كانت مرتبطة بما يجري على الساحة اللبنانية?

نتج عن الزيارة تقاطع في الرؤية, بالنسبة للواقع الذي نعيش فيه, ويجب ان نُفعل هذا التقاطع قدر الامكان, لوجود المصالح المشتركة, وفي الوقت نفسه لوجود المشكلات المشتركة, والتي تتجسد في الحركات التي تدعي الاسلام, والتي اسميتها حركات "متاسلمة" تتطور سواء في لبنان او خارجه, وهذه الحركات تتطلب مواجهة, واذا لم نواجهها بحكمة وبحزم قد تصل بمجتمعاتنا الى الهلاك.

اما المصالح المشتركة, فهي نظراتنا الى العروبة الحقيقية الحضارية الحديثة, التي لا تتناقض اطلاقا مع الحداثة والتطور. من هذا الباب كانت هناك ضرورة للتنسيق, وهذا التنسيق سيكون في المرحلة المقبلة بشكل فعال.

 

هل لمست تفهما لدى المسؤولين السعوديين لخطورة المسالة اللبنانية, من خلال الصراع القائم الذي تحول الى صراع شبه مذهبي في الفترة الاخيرة؟

الصراع في لبنان ليس صراعا مذهبيا, وانا دائما ارفض هذا القول, انا في النهاية شيعي لبناني عربي, ولست شيعيا فارسيا, المشكلة ليست بالمذهب, بقدر ما هي في الفرق بين المسلم و"المتاسلم", هناك مسلمون سنة وشيعة, وهناك "متاسلمون" سنة وشيعة.

الموضوع ان هناك اطرافا سياسية عدة تستغل في بعض الاماكن شيعة لبنان لاطماع سياسية لتوسيع مكانتها واهميتها في العالم. وفي الوقت عينه تؤدي ايران هذا الدور مع حركات اخرى مثل "حماس" وبعض الاخوان السنة في العراق, ومع ابناء الطائفة الشيعية, فالقصة ليست محصورة بالصراع السني-الشيعي, هناك احزاب تدعي الاسلام لكنها تستغله كغطاء لتنفيذ مشاريعها التوسعية.

 

كيف سيترجم الدعم السعودي على ارض الواقع؟

الايام المقبلة سوف تكشف طبيعة هذا الدعم, ولكن الاهم ان القناع سقط, فحبل الكذب قصير, وقد ابلغت هذه الحركات التي تدعي الاسلام وعودا كثيرة للمسؤولين السعوديين, تصب في خانة انهم يريدون الحل, ويريدون بناء دولة في لبنان. ولكن مع مرور الوقت, بدات الحقيقة تظهر بان كل الوعود كانت مجرد اقاويل لا تمت الى الواقعية بصلة.

من هذا المنطلق تفقد الاصالة العربية الثقة بطرف معين يمعن في الكذب, فان ظاهرة الحماس والاندفاع والتعاطي بالزخم نفسه تنتفي, وبالنسبة للمسؤولين السعوديين, فقد اكتشفوا حقيقة نوايا الادوات الايرانية في لبنان, واصبح من المستحيل الوصول الى نتيجة مع ادوات المحور الايراني, واصبحنا بامس الحاجة الى قفزة نوعية تبعد شبح وخطورة هذا المحور.

 

هل لمست وجود ستراتيجية عربية لمواجهة المد الفارسي في المنطقة؟

يجب العمل على هذه المسالة, لكنها تتطلب وقتا للحصول على تنسيق عام, ما بين كل الدول الاساسية في المنطقة لمواجهة المد المتاسلم, لاننا اليوم امام مد خطير وكبير جدا, لان هذا المد اذا استطاع ان يستمر بزخمه الموجود حاليا سيشكل نوعا من الهزة, ونوعا من الارباك للعديد من الانظمة في المنطقة. وهذا المد المتاسلم سيعيدنا الى زمن ما قبل الجاهلية, وكل ذلك يتم تحت شعار الاسلام, بالطبع ما لمسته ان الامور ذاهبة بهذا الاتجاه. وان الخطر اصبح واضحا, وهذا الانذار يعني ان التنسيق في المرحلة المقبلة سيكون افضل بكثير.

 

ما هي قراءتك للوضع في لبنان بعد توجيه "حزب الله" سلاحه الى الداخل, وبعد مؤتمر الدوحة وما نتج عنه من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟

  بكل صراحة ووضوح ما حصل بعد 7 مايو كان هزيمة لقوى "14 آذار", وما لم يستطع "حزب الله" الحصول عليه من خلال السياسة حصل عليه من خلال التهويل والضغط في الشارع, وهذا كان خطا كبيرا من بعض قيادات "14 آذار" التي استسلمت بهذا الشكل, واعطت المعارضة الثلث المعطل. وخطورة هذا الامر تكمن في انه يعطي اشارة للمعارضات, بان هذه الطريقة هي التي تحقق المعارضات من خلالها ما تريد, والخوف في الانتخابات النيابية المقبلة,  اذا لم تحصل المعارضة على الاكثرية, وهذا هو الهدف الذي كانت تعمل عليه من خلال تصفية الاكثرية, لكنها اليوم لجأت الى نوع من التكتيك المختلف طالما ان الانتخابات قريبة, فعلى المعارضة العمل كي تصبح الاكثرية, ولذلك فالاستسلام الذي حصل من "14 آذار" سيعطي المعارضة زخما اكبر يجعلها تجري العملية نفسها في حال عدم حصولها على الاكثرية, ما حصل من "14 آذار" خطا كبير, وهذا يدل على عدم وجود معدن لرجال الدولة كما هو مطلوب, لاننا فعلا اذا كنا نريد ان يكون عندنا رجال دولة, فعلى الحكومة ان تتخذ قراراتها, وتذهب بها للاخر, كما يجب عليها معرفة ابعاد اي قرار تتخذه, والا فالافضل الا تتخذه من البداية.

لا يجوز اتخاذ قرار باقالة هذا المسؤول من المطار ونعطل شبكة المراقبة ل¯"حزب الله", من دون معرفة رد فعل "حزب الله" كيف سيكون. اذا كنا نعرف ولم نحسب اي حساب لردة الفعل فهذه مشكلة, واذا كنا لا نعرف حجمها فهذه مشكلة ايضا. ما تملكه الدولة اليوم هو الهيبة (هيبة الدولة), لا يجوز للدولة اللبنانية ان تصدر قرارات ثم تتراجع عنها, فقط لان حزب ما هول عليها في الشارع, هذا لا يجوز اطلاقا. وبالتالي عندما تفقد الدولة هيبتها تكون فقدت كل شيء, وما اتمناه ان تحصل خلوة او نوع من النقد الذاتي لقوى "14 آذار", كي يخرجوا فعلا بخلاصة تلافيا للاخطاء في المرحلة المقبلة, لان المسألة تتطلب قفزة نوعية مسلكية.

 

كيف يمكن للدولة اللبنانية ان تحافظ على هيبتها في وقت لم يقدر الجيش اللبناني على منع "حزب الله" من احتلال بيروت؟

  لو كنت مكان الحكومة, كنت اعطيت المسؤولين عن الجيش اللبناني انذارا مدته 48 ساعة, اما ان يتصرف كجيش يحافظ على امن واستقرار المواطن اللبناني, والا تكون الاقالة مصير اي مسؤول يتلكأ عن تنفيذ اوامر الدولة.

يجب ان نفهم شيئا, نحن واقعنا في لبنان يحتم علينا عدم التمادي والتراخي في الامور المصيرية, لا يمكن ان نتصور اننا بالتراخي والتعاطي غير المسؤول والكلام الطوباوي ممكن ان تسوى الامور.

هناك مشروع من مشروعين يجب ان يربح, اما ان يربح المشروع الايراني, وهنا يجب ان نطرح على انفسنا السؤال التالي: هل هذا هو ما نطمح اليه من خلال الحرية المتمسكين بها في لبنان, وهذا التنوع الذي نتميز به? وهل يوجد التنوع والحرية ذاتها في المجتمع الايراني? يجب ان نفهم انه اذا بقي لبنان متمسكا بالمشروع الايراني فهذه هي النتيجة التي سنحصل عليها. طبعا النظام الايراني ليس مستعدا ان يؤمن للشعب اللبناني اكثر مما يؤمنه لشعبه, فاما ان ينجح المشروع الايراني, او ينجح مشروع الدولة في لبنان ويصبح دولة مثل كل دول العالم, وجزءا من القرن الواحد والعشرين, وجزءا من الحضارة والحداثة.

 

البعض يتذرع بعدم حسم الامور لصالح قرار الدولة خشية ان ينقسم الجيش اللبناني, فهل انت مقتنع بهذه التبريرات؟

المرحلة خطيرة وبحاجة لخطوات كبيرة, ماذا سيتغير عندما يصبح عدد الجيش اللبناني اكثر من 50 الف جندي, في وقت لا يؤدي الدور المطلوب منه, كي نقول عنه جيشا وطنيا, فلماذا لا يكون عندنا 40 الف جندي يؤدون واجباتهم بكل معنى الكلمة. جيش يحافظ على استقرار وامن المواطن اللبناني, هناك مراحل معينة في لبنان تتطلب وجود رجال دولة بكل معنى الكلمة, لديهم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة. اذا, لم نقدر على مواجهة المشروع الايراني بما هو مطلوب, ولا احد في العالم يتنازل عن صلاحياته, مطلوب الضغط على الطرف الاخر وفيما بعد الضغط مع الحوار كي نفرض على الفريق الاخر التنازل. اما الحوار وحده من دون اليات ضغط لن يجدي نفعا.

 

بصفتك احد الزعماء المعتدلين في الطائفة الشيعية, كان لديكم اكثر من محاولة لفرض واقع جديد وتاسيس قوة وسطية في خضم الصراع القائم مع "حزب الله", فاين اصبحت هذه المحاولات ولماذا لم يكن باستطاعتكم حتى الان تسجيل اي خرق؟

احب ان اطمئنك الى الخرق الكبير الذي سيتم في الانتخابات النيابية المقبلة, نحن اليوم لا نواجه واقعا شيعيا طبيعيا, لان "حزب الله" بامكاناته المادية والعسكرية هو دولة بكل معنى الكلمة, وليس حزبا سياسيا فقط.

اليوم, اذا اوقفنا الدعم المادي عن "حزب الله", لن يبقى معه احد, نحن اليوم نواجه وضعا غير طبيعي, اما ان نتمتع جميعنا بالامكانات نفسها, او اذا كان فعلا "حزب الله" كما يدعي بانه مع الديمقراطية ومع الحريات فعليه ان يعطينا نصف ماله وصنف سلاحه, وهذا هو الواقع, لاننا في الحقيقة نواجه دولة اسمها دولة "حزب الله" بما تملك من امكانيات هائلة. والنظام الايراني يؤمن ل¯"حزب الله" ميزانية كبيرة جدا على حساب الشعب الايراني, وهذا ما يذكرنا بايام الاتحاد السوفياتي, وفي ظل وضعه المعيشي اليائس والبائس حينها كان يقدم كل امواله لكوبا لانه كان يعتبرها الرمز المثالي في القارة الاميركية.

وضع "حزب الله" يذكرنا كيف كانت كوبا في ايام الاتحاد السوفياتي, ليس صحيحا ان اكثرية الشيعة في لبنان مع "حزب الله", هذا غير صحيح, بالعكس هناك نار تحت الرماد. الحمد لله ان ايران لم ترسل بما فيه الكفاية من المال لكل الشيعة, وبالتالي فان المال الايراني يشتري جزءا من الشيعة, في حين ان الجزء الاكبر من الشيعة لم يصله اي شيء. وهذا الجزء خائف على نفسه, من اسلوب الترهيب الذي يمارسه "حزب الله", فاذا لم تكن مع "حزب الله" في القرى والبلدات الشيعية, فانت لست مسلما, انت عدو. المسالة تتطلب صلابة كبيرة جدا من الناس كي يستطيعوا في ظل هذا الجو القائم ان يعبروا عن رايهم بوضوح وبصراحة.

هذا ما كان يمارس ايام الاتحاد السوفياتي عندما كانت اساليب القمع والارهاب متبعة, فكان الحزب يحصل في الانتخابات النيابية على 99 في المئة من اصوات الناخبين, ولكن عندما انهار الحزب الشيوعي راينا انه في الانتخابات الاخيرة التي حصلت منذ سنتين, ان الحزب الشيوعي نفسه حصل فقط على  12 في المئة من اصوات الشعب الروسي.

هناك ظروف قائمة اليوم تعطي هذه الصورة, والظروف القائمة عندنا في الوسط الشيعي اشد من الظروف القائمة في اي دولة قمعية اخرى.

 

هل تعتبر توزير ابراهيم شمس الدين تمثيلا لخطكم السياسي المعتدل, وتمثيلا للشيعة العرب؟

لست معتدلا, انا متشبث بالحق واعتبر ان توزير  شمس الدين خطوة ايجابية, في اطار التوجه السليم, اذ لا يجوز القول بان اي وزير او مسؤول في الطائفة الشيعية يجب ان يكون تحت رحمة "حزب الله", وكانه لا يوجد كفاءة خارج الناس التي هي تحت غطاء "حزب الله".

بالعكس الطائفة الشيعية فيها كفاءات عدة, اهم من الكفاءات التي هي خارج الطائفة.

 

هل تعتبر ان قانون انتخابات العام 1960 قد ينصفكم انتخابيا؟

قد لا ينصفنا, لاننا ما زلنا نتعاطى مع مبدا الاكثرية. طالما انت تقول للمواطن اللبناني من الطائفة الشيعية, ان المعارضة الشيعية بحاجة ل¯51 في المئة للفوز, فهذه المسالة تجعله يشعر بالاحباط, لانه لا يستطيع ان يصدق ان المعارضة الشيعية قادرة على ان تنال نسبة 51 في المئة, في مواجهة الواقع الذي نتحدث عنه, بالاضافة طبعا الى التحالفات التي تحصل من الطرف الاخر.

القانون الانسب هو القانون على اساس النسبية, لانه يعطي رسالة لكل الناس في المجتمع الشيعي في لبنان, بان المعارضة الشيعية ستفوز, وبالتالي علينا ان نسهل لها عملية العبور هذه, لاننا على ثقة اننا على الاقل كنا سنحصل على 30 في المئة من الاصوات وبالتالي من النواب, انما من دون شك فان هذا القانون اي قانون انتخابات العام 1960 يبقى افضل من القانون الذي كان متبعا في العام2005, وانا مقتنع تماما بحصول خروقات عدة, والوصول الى تكتل نيابي شيعي لبناني.

 

مع من ستتحالف في الانتخابات المقبلة? وهل انت مرشح لخوض هذه الانتخابات؟

طبعا. انا من اصحاب نظرية مواجهة المشكلات وليس الهروب منها, لا يمكن ان ننتظر تحسن الوضع من دون مواجهة قادرة على التغيير, وانا كرمز يجب ان اخوض المعركة الانتخابية, فالمعنويات العالية لدى الناس الذين, رغم كل الترهيب والتهويل, لم يتزحزحوا في مواقفهم. اما لجهة التحالفات بالطبع ساتحالف مع كل الشخصيات والحيثيات التي تملك القناعة نفسها وهي على استعداد للمجاهرة بهذه القناعات.

اليوم في الوسط الشيعي هناك الكثير ممن لديهم قناعاتنا, انما للاسف ليسوا على استعداد للمجاهرة بهذه القناعات, نحن سنتحالف في كل المناطق وليس فقط في الجنوب, في البقاع, في جبيل وفي بعبدا مع كل الشخصيات الشيعية التي تملك هذا التوجه ومستعدة للمجاهرة به.

 

ماذا بقي من الارث العائلي لال الاسعد؟

الحمد لله, يوجد شريحة كبيرة من الناس متمسكة بهذا البيت (بيت الاسعد) وهذا دليل عافية, لان الناس لا تًشترى وتُباع, وبالتالي نحن عبر التاريخ لم نعط العالم شيئا. وهذه الناس التي استمرت معنا حتى الان, تعرضت لكثير من الضغط والاذى, من "حزب الله" وغير "حزب الله" كي تغير موقفها السياسي, انما هؤلاء الناس لا يسعنا الا ان نحترمهم ونجلهم في ظل كل الظروف, لانهم حافظوا على قناعاتهم بان هذا البيت عبر التاريخ كان يتصرف بوحي ضميره وقناعاته, قد تحصل اخطاء, لكن هذا البيت لا يتلقى الاوامر من احد, وهناك شريحة كبيرة تؤيدنا وتؤيد سياستنا, لان الثوابت التي اتحدث عنها هي ثوابت اساسية, سواء في العمل السياسي او في حياتنا اليومية.

 

هناك من يقول بان مشروع "حزب الله" لن ينتهي وبعد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فان "حزب الله" سيطالب بتحرير القرى السبع. برايك الى اين يمتد مشروع "حزب الله"؟

الى ما لا نهاية, وبتصوري بعد القرى السبع هناك القدس, واخيرا ولا يوجد اخيرا في قاموس "حزب الله" فقد يطالب بعودة طالبان الى افغانستان.

مشروع "حزب الله" لا نهاية واضحة له, والمسالة ليست مسالة هدف حقيقي, لانهم ومن وراءهم النظام الايراني بحاجة لوجود حرب دائمة, اما السلام والاستقرار والنمو الاقتصادي وفرص العمل, فهذا واقع لا يناسبهم, هذا واقع يحرر الناس منهم, ولا يعود احدا بحاجة اليهم, الواقع الذي يناسبهم زيادة البؤس والحرمان, لانهم يستطيعون ان يستقطبوا الناس من نقطة ضعفهم.. وكل ذلك تحت ذرائع وحجج عديدة منها: الاسلام وفلسطين, اليوم تذكروا القرى السبع لانهم شعروا بتحضير جدي لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في حال انتهت مسالة مزارع شبعا يريدون تحرير القرى السبع.

 

لماذا لم تشارك في مهرجان الخيار اللبناني وهل هناك اشكالية بينك وبين القيمين على هذا الجانب؟

ابدا, انا مع اي نشاط وعمل في الوسط الشيعي يصب في خانة ما اتحدث عنه, لاننا كلنا بحاجة لنتضافر مع بعضنا البعض, لان خصمنا السياسي يملك امكانيات هائلة ومن الطبيعي التنسيق في كل مجهود لنستطيع الوقوف في وجه "حزب الله" وحركة "امل".

 

هل ترى ان لبنان مقبل على استقرار امني وسياسي؟

  كل الامور تتوقف على مرحلة تقطيع الوقت, وهذه الحكومة شكلت فقط لتقطيع هذه المرحلة. ونحن في الانتماء اللبناني تمنينا على هذه الحكومة عدم الدخول في بازار الكلام عن المقاومة, واي بازار عن المقاومة في هذا الوقت سينخفض من السقف المطلوب لبناء الدولة, قدمنا طرحا عمليا بان يتضمن بيان الحكومة نقطتين:

نقطة تشمل اليات عملية لاجراء الانتخابات النيابية تكون قدر الامكان نزيهة.

ونقطة اخرى عبارة عن اتفاق مبدئي بين القوى السياسية ومن يربح في الانتخابات النيابية ويشكل اكثرية هو من يحكم البلد ويحدد سياستها, هذه المسالة اصبحت ضرورية والشعب اللبناني بحاجة لنوع من الوضوح للخروج من الدوامة القائمة, اما بدعة التوافق فيجب الخروج منها ايضا, لان لا وجود للتوافق في ظل مشروعين متناقضين, والمشروع الايراني هو نقيض لمشروع بناء الدولة.  ايران تريد لبنان ورقة بيدها تستعملها بوجه المجتمع الدولي, وعندما يصبح لبنان دولة فلا يمكن استخدامه ورقة, وطالما هذا التناقض موجود, يجب ان نصل الى اتفاق: الخاسر عليه تقبل خسارته والرابح عليه مسؤولية تحديد سياسة البلد.

برايي الانتخابات النيابية المقبلة ستحدد مستقبل لبنان, والاهم من ذلك قيام تكتل نيابي شيعي-لبناني يسير يدا بيد مع شركائه الاخرين في بناء الدولة اللبنانية, لان مهما حصلنا على اكثرية في المجلس النيابي, وبقي "حزب الله" يقول انه الوحيد الذي يمثل الطائفة الشيعية, تبقى المشكلة قائمة.