السيد علي الأمين : مصر ليست أرضا مشاعا وحزب الله يتصرف بقرار إيراني

14 نيسان 2009

الشرق الوسط

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11095&article=515041&feature=

 

يقول المرجع الشيعي اللبناني والمفتي «السابق» لمدينة صور وجبل عامل في جنوب لبنان علي الأمين إن «نصر الله لا يستطيع أن يُقدّر بمفرده الطريقة التي يتم من خلالها خدمة الشعب الفلسطيني ورفع الأذى عنه». ويضيف أن «حزب الله لا يتصرف بقراره وإنما بقرار إيراني». الأمين الذي «عُزل» من منصبه بقرار اتخذته قوى الأمر الواقع في جنوب لبنان ومن دون أي إجراء قانوني يفترض أن تتولاه السلطة المختصة، وذلك ردا على موقفه حيال أحداث السابع من مايو (أيار) 2008، لا يستطيع الحصول على كتبه وممتلكاته بعدما تحول «الوقف الجعفري» حيث كان يقيم مكتباً حزبيا لحركة «أمل».

«الشرق الأوسط» التقته في «مقره المؤقت» في بيروت، وسألته عن قراءته لإعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن عمل الحزب في مصر. وفيما يلي نص الحوار.

 

> هل تجد إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله وجود خلية تابعة للحزب في مصر أمرا لا يستحق ما يثار حوله؟

ـ نحن نرفض أن يتدخل أي حزب لبناني أو غير لبناني بشؤون الدول الأخرى. وهذه الخطوة التي اعترف بها «حزب الله» نرفضها لأنها تدخل في شؤون دولة أخرى لها سيادتها وإرادتها ومن حقها أن تمنع ما تراه متعلقاًً بأمن شعبها وبلدها. لذلك فوجئنا بهذه العملية التي قام بها بعض أفراد الحزب، إن كان تحت شعار مساعدة الشعب الفلسطيني، لأن الأرض المصرية ليست أرضا مشاعاً وإنما هي أرض دولة لها سيادتها واستقلالها وقوانينها المرعية الإجراء ويجب الأخذ بها. >

 

ألا تجد أن القضية الفلسطينية تستوجب تضافر الجهود لنصرتها؟

ـ هذا الأمر لا يقدره نصر الله وحده. يجب أن يتم ذلك من خلال الدولة المصرية ذات السيادة. ليس له (نصر الله) أن يخالف قوانين أي دولة من الدول، خصوصاً أن الدولة المصرية والشعب المصري كانا ولا يزالان داعمين للقضية الفلسطينية وقدما لها الكثير. لذلك لا يترك الأمر لـ«حزب الله» وحده. كان عليه أن يعود إلى السلطات المصرية، فهي التي تُقدّر ما هي الطريقة التي تتم من خلالها خدمة الشعب الفلسطيني ورفع الأذى عنه.

 

> «حزب الله» أعلن عن وجوده اللوجستي في مصر وطالب السلطات المصرية بمعالجة الأمر بهدوء، هل تعتبر أنه قرر فرض نفسه حيث يشاء؟

 ـ القرار ليس في يد «حزب الله». لا يمكنه أن يتمدد من دون أن تكون له مرجعية إيرانية بهذا الشأن. وما جرى لا يصب في مصلحته. فقد خسر الكثير من رصيده في مصر وفي العالم العربي. وكشف من خلال هذا التصرف أنه لا يحترم الدول الأخرى. في لبنان يمكنه أن يخالف القانون. الشعب لا يحاسبه لأنه فرض هيمنته بقوة السلاح. لكن الشعوب العربية تحترم سيادتها وتعرف كيف تصونها. لعل وضعه في لبنان شجعه على مخالفات أخرى.

 

 > هل تعتبر أن إيران هي التي تحدد لـ«حزب الله» إستراتيجيته؟

ـ بالطبع. هذه الطريقة التي تعتمدها إيران من خلال «حزب الله». هذا ما جرى في المغرب قبل مدة وقبله وبعده في اليمن والبحرين. «حزب الله» يتوهم أن بإمكانه، من خلال حالة ثقافية معينة، أن يغير سياسات الدول. هذا أمر غير مجدٍ وينكأ جراحا قديمة ويحول الصراع إلى داخل المجتمعات الإسلامية. هذا لا يعبر عن الطريقة الجعفرية ورسائل الأئمة في الدعوة إلى الرسالة الإسلامية.

 

> كيف تقرأ محاولة «حزب الله» تجاوز لبنان إلى مصر في عملياته؟

ـ الداعي لهذا أن هناك تحالفاً بين «حزب الله» وحركة «حماس» وإيران. هو يريد أن يقوم بدور المساعدة لـ«حماس» لأنه لم يكن قادراً على فتح الجبهة من جنوب لبنان ليدافع عن غزة، لذا أراد أن يخفض أعباء التساؤلات بشأن عدم دعم «حزب الله» الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقصف والتدمير. كأنه يريد أن يقول للفلسطينيين: إني لم أتخلَ عنكم.

 

> لكن الشيعة في لبنان يسيرون معه حيث يشاء. لماذا يجب أن يحاسبوه؟

ـ «حزب الله» فيما يختاره من نهج قتالي وثقافي لا يعبر إلا عن نفسه وعن ارتباطاته وليس عن الطائفة الشيعية في لبنان والشريحة المنتمية إليه. الطائفة الشيعية كلها لا تنتمي إلى «حزب الله». هو يشكل نسبة موجودة في الطائفة الشيعية من خلال الانتخابات الماضية. وإذا عدنا إلى الأرقام نجد أن الذين انتخبوا يمثلون حوالي 40% من مجموع الناخبين. وهناك 60% لم ينتخبوا. هم نالوا أكثرية الأقلية. أظن أن الأمور ستختلف إذا أتيحت الحرية للناخبين لأن يعبروا عن آرائهم. سيقولون نحن لا نريد دولة داخل الدولة أو ارتباطاً بمشاريع خارجية. الشيعة لا يريدون أن يكون هناك ارتباط مع إيران، إنما علاقات طبيعية مع الدولة اللبنانية وسائر الدول العربية.. وإذا استفتيناهم بين الدولة اللبنانية أم الإيرانية، سيكون الجواب بالإجماع أنهم يريدون الدولة اللبنانية.