مقابلة مع النائب اللبناني مصطفى علوش من جريدة السياسة

 

علوش يقول:

حركة أمل تبتز فؤاد السنيورة وأمين عام حزب الله جندي عند الولي الفقيه/جماعة مراد تتسلح في البقاع/المخابرات السورية تستعيد انتشارها بشكل واسع في المخيمات الفلسطينية/لا خلافات بين قوى 14 آذار وهي لا تراهن على موقف ميشال المرّ/المخابرات السورية و8 آذار يشجعان شخصيات شمالية هامشية لتشتيت أصوات 14 آذار/لقاء الحريري - نصرالله كان لكسر الجليد وطمأنة الشارع من البلطجة/هناك من يجهد لاستبدال "باريس-1" و2 و3 ب¯"طهران -1" و2 و3/إيران المفلسة تعرف كيف تصنع صواريخ وترسلها لكنها  لا تعرف كيف تنمي بلداً/أُبلغت من الجيش بتوخي الحذر لأن "فتح الإسلام" يريد استهدافي وزميلي مصطفى هاشم/لاتوجد مؤسسات نزيهة في لبنان ودفاع 8 آذار عن الجيش غير بريء/القول للبنانيين إن "حزب الله" هدفه فقط مواجهة إسرائيل وهمّ كبير/معركتنا ليست فقط دماء الرئيس الحريري بل القضية التي استشهد لأجلها/محاولات استدراج عصام فارس ستؤدي إلى حرقه أكثر/مستحيل خوض الانتخابات ضد "المستقبل"  في الشمال/أرفض الرد على خطاب عون لأنه يحتاج إلى مستوى مماثل للرد عليه/فوز 8 آذار يؤدي إلى انهيار لبنان وعودة الوصايتين السورية والإيرانية

 

بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

14 شباط 2009

أكد عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب اللبناني مصطفى علوش أن "قيادة الجيش أبلغته خلال التحقيقات مع عناصر تنظيم "فتح الإسلام" عن وجود خطة لاستهدافه واستهداف النائب مصطفى هاشم, بالإضافة إلى استهداف شخصيات أخرى مدنية وعسكرية«. ورأى أن الجيش اللبناني يتعرض لامتحان صعب وعسير منذ حادثة »مار مخايل المنطقة الفاصلة بين شرق بيروت وغربها في الضاحية الجنوبية« لوضعه أمام واقع جديد بعد انتصاره في معارك مخيم "نهر البارد" شمال لبنان, وأن الانتقادات الموجهة من بعض القيادات في تحالف قوي »14 آذار« هي ضد بعض التصرفات, وليست ضد المؤسسة العسكرية لا توجد في لبنان مؤسسات منزهة ومعصومة, مطالباً قيادة الجيش إعلان نتائج التحقيق بشأن حادثة باب التبانة وإعطاء تفسير مقنع عن أسباب الرضوخ لمطالبة وزير الاتصالات بتعيين ضابط له تاريخ حافل في مسألة التنصت, كما أن له توجهاً معادياً للتوجه الجديد للدولة اللبنانية, واصفاً دفاع قوى »الثامن من آذار« عن الجيش بغير البريء, لأن هذا الفريق يحاول استدراج المؤسسة العسكرية للرد بشكل مباشر على قوى »14 آذار«.

النائب علوش وفي حوار أجرته "السياسة" معه أشار إلى واقع لا يمكن إغفاله يتمثل بوجود جيش ثانٍ في لبنان اسمه جيش "حزب الله" يخدم المصالح الإيرانية ويسعى  الى تنفيذ سلطة ولاية الفقيه في كل لبنان, »لافتاً إلى« إعادة انتشار واسعة للمخابرات السورية في المخيمات الفلسطينية, وخصوصاً في مخيم البداوي, بالإضافة إلى إعادة تجميع بعض المجموعات المندثرة مثل مجموعة »المجلس الثوري« التي مهمتها إحداث اضطرابات أمنية بين »منظمة التحرير« وحركة »حماس«, بأوامر واضحة وصريحة من النظام السوري.

وفي الموضوع الانتخابي كشف علوش عن لجوء بعض قوى »8 آذار« في الشمال للتعاون مع قوى لها ثوب وسطي, لكنها في أي وقت تظهر في الصف المعادي, وفي الصف المؤيد للنظام السوري, مؤكداً المحاولات الدائمة لاستدراج نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس من فريق »8 آذار« والنظام السوري لخوض الانتخابات النيابية, معتبراً »أن هذه المحاولات ستؤدي إلى حرقه أكثر, لأن فارس يعلم أن الأرضية غير ملائمة لخوض المعركة في مواجهة "تيار المستقبل«.

ووصف علوش الحراك الداخلي لقوى »14 آذار« بالجيد, والشائعات التي تتحدث عن اختلالات في صفوف هذا الفريق »غير صحيحة«, مؤكداً »عدم مراهنة فريقه على موقف النائب ميشال المر«.

ورفض علوش الرد على الخطاب السياسي للنائب ميشال عون, لأنه يحتاج إلى مستوى مماثل للرد عليه, مكتفياً بالقول »السفيه أكتفيه«, لأن عون فاقد للمنطق السياسي. ولذلك فهو لا يملك إلا السباب والصراخ والشتائم.

ورأى علوش أن حركة "أمل" تريد ابتزاز رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وهم يعلمون أن ما تطالب به غير دستوري, ومن حق الحكومة أن تعرف إلى أين تذهب أموال مجلس الجنوب, مؤكداً أن فوز »8 آذار« سيؤدي كما قال البطريرك صفير إلى انهيار لبنان وعودة الوصاية السورية بشكل جديد, أو استبدالها بوصاية إيرانية وقد نجد من يريد أن يستبدل "باريس-1" و"باريس-2" و"باريس-3" ب¯"طهران-1" و"طهران-2" و"طهران-3". وهذا نص الحوار:

 

تحدثت عن تلقيك تهديدات بالقتل, هل هذه التهديدات جدية, ومن الجهة التي طلبت إليك اتخاذ جانب الحيطة والحذر?

بلغني من قيادة الجيش اللبناني أنها خلال التحقيقات مع عناصر من تنظيم "فتح الإسلام" تبين وجود خطة لاستهدافي واستهداف النائب مصطفى هاشم, بالإضافة إلى استهداف شخصيات أخرى مدنية وعسكرية, وهذا ما دعا قيادة الجيش إلى تحذيري على أساس أخذ الحيطة والحذر, وتشديد المراقبة, والتخفيف من الظهور العلني, واعتماد وسائل الحماية الممكنة, لكن ليس عندي تفاصيل أكثر من ذلك.

 

  متى جرى إبلاغك بذلك?

منذ أسبوع بالتحديد.

 

على ذكر قيادة الجيش وما أثير بشأن التنصت والضابط الذي كلف بهذه المهمة, هل تشعرون كقوى »14 آذار« بإعادة تركيب الجهاز الأمني السابق المرتبط بالمخابرات السورية وببعض قوى المعارضة?

  أنا أعتقد أن الجيش بحد ذاته يتعرض لامتحان عسير وصعب, وقد بدأ هذا الامتحان منذ حادثة »مار مخايل« والتي ذهب ضحيتها بعض الشبان. وهذا المخطط كان مقصوداً لوضع الجيش أمام واقع جديد بعد انتصاره في نهر البارد.

كما كانت هناك حالة مأزومة سببها وجود القوات السورية والمخابرات السورية والسلطة السورية على مدى ثلاثين عاماً في لبنان, ما أدى إلى تغلغلها في مختلف مؤسسات الدولة ومختلف الإدارات, لذلك نرى بعض آثار الوجود السوري وبعض آثار الابتزاز التي تتعرض له المؤسسة العسكرية, جسدياً ومعنوياً, لا تزال ظاهرة في هذه المؤسسة.

هذا لا يعني اننا نتهم قيادة الجيش, أو أن هذه المؤسسة في وضع اتهام, ولكنها في وضع استهداف بالتأكيد, ومن ضمن هذا الاستهداف هناك بعض التسويات التي تضطر قيادة الجيش إلى اللجوء إليها, ومنها التعيينات.

فالانتقاد الذي وجَّهه النائب وليد جنبلاط ليس موجهاً ضد المؤسسة, بل ضد بعض التصرفات ولا توجد مؤسسات منزهة في لبنان ولا مؤسسات معصومة.

لذلك, كما ننتقد تصرفات في التحقيقات التي جرت بعد حادثة باب التبانة »في مدينة طرابلس شمال لبنان« وذهب ضحيتها عددٌ من المدنيين الأبرياء, ونطالب من جديد وبشكل مشدد من قيادة الجيش بالتحقيق وإعلان نتائج التحقيق, أيضاً هناك حاجة لتفسير أسباب الرضوخ لمطالبة وزير الاتصالات بتعيين ضابط له تاريخ حافل في مسألة التنصت, كما أن له توجهاً معادياً للتوجه الجديد للدولة اللبنانية. لذلك, مع إصرارنا على ان الجيش هو المؤسسة الأساس في مسألة توحيد لبنان, وان لا مجال لاستهدافها من قوى »14 آذار«, بل هناك محاولات للتصويب على بعض الأخطاء التي تهدد هذه المؤسسة من تصرفات هي موضوع النقد.

 

كيف تفسر دفاع قوى »8 آذار« عن الجيش بعد إثارة موضوع التنصت, علماً انهم في الماضي وضعوا خطوطاً حمراء على الجيش سواء في نهر البارد أم في الضاحية الجنوبية? وما تعليقك على إعادة تجميع عدد من الضباط التابعين للعماد عون ول¯"حزب الله" في مراكز معينة في القيادة?

  في الحقيقة كان للنائب ميشال عون تأثير في واقع القوى التي كانت موجودة في الجيش لفترة طويلة, وهذه المسألة ما زالت معروفة, وقد تم إقصاء الكثير منهم أثناء فترة الوصاية السورية, ولكن بعد عودة العماد ميشال عون إلى الحظيرة السورية, وتحالفه الكامل مع المعسكر المعادي للبنان أدى إلى تضافر القوى المعارضة, وإلى وجود موقع قوة متضامن يضم أركان الوصاية السورية مع حليفهم العماد عون. أريد أن أؤكد أن دفاع قوى »الثامن من آذار« عن الجيش هو دفاع غير بريء, لأنهم يحاولون إغراء هذه المؤسسة من خلال بعض المواقف, ومحاولة استدراجها للرد بشكل مباشر على قوى »14 آذار«.

من هذا المنطلق على مؤسسة الجيش أن تعرف مَن هو الفريق الملتزم والمتمسك تماماً بشرعية الدولة, ومَن هو الفريق الذي يحمي الميليشيات الموجودة التي تهدد الدولة اللبنانية في الأساس, وعلى قيادة الجيش التعاون أكثر وأكثر مع من يريد حمايتها, لأن ليست لنا إلا حماية هذه المؤسسة الوحيدة.

 

لتصادر الشرعية كل السلاح

كانت لبعض نواب الشمال انتقادات بشأن أداء الجيش بعد الحوادث الأخيرة في البحصاص, واتهامه بغض النظر عن تصرفات الميليشيات المسلحة, بينما يصادر أي سلاح من فريق »14 آذار«, هل هذه الأمور تبدلت?

نحن نؤيد مصادرة كل سلاح من خلال الشرعية فردياً أم غير فردي, ولا أريد أبداً أن يفسر حديثي دفاعاً عن السلاح الفردي غير المرخص, إذا كان هناك سلاح فردي غير مرخص يجب ألا يخرج إلى النظر. ولكن بالتأكيد هناك وضع خاطئ ووضع صعب كعدم حماية الجيش للمواطنين في السابع من مايو الماضي, ما تبعه من أمور, وهذا ما وضع الجيش أيضاً في موقف صعب, وأنا أفهم أن قيادة الجيش تبذل جهداً كبيراً لمنع انهيار الدولة وانهيار المؤسسة, ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون التصرف متوازناً كي لا يؤدي إلى تصرف عدائي باتجاه أحد الأطراف.

هناك واقع لا يمكن إغفاله أن جيشاً ثانياً في لبنان اسمه جيش "حزب الله", وهذا الجيش لا يخضع بمقولاته, وبتصريحات قادته لنهج الدولة, وأمينه العام يقول إنه جندي في جيش ولي الفقيه. عملياً إذا كان هذا هو الواقع يعني أن هناك جيشاً آخر يخدم المصالح الإيرانية في لبنان. وأنا أعلم أن الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية يحاولان معالجة هذه القضية بمنطق التسوية. هذا جيد لكنه لا يخفي الواقع ان هذا الوضع وهذه التسوية لا يمكن أن يدوما إلى أبد الآبدين.

 

رسالة "حزب الله" نشر ولاية الفقيه

ماذا يفعل "حزب الله" في جبل محسن? وما الهدف من توسيع نشاطه إلى الشمال?

إذا كان أحد من اللبنانيين ما زال واقعاً تحت وهم أن "حزب الله" هدفه فقط مواجهة إسرائيل فهذا وهم كبير.

"حزب الله" وفق العقيدة التي ينتمي إليها هي عقيدة ولاية الفقيه ونشر سلطة الولي الفقيه. وهذا لا أقوله افتراء, بل هذا ما أستند إليه من أدبيات "حزب الله". وتوسيع سلطة الولي الفقيه إلى أكبر مكان ممكن على الأرض, لتعويد الناس والمسلمين على سلطة المهدي عندما يعود. لذلك لا أستغرب أن يحاول إنشاء بعض الخلايا النائمة والمعروفة في كل المناطق اللبنانية, كما أنه يحاول نشرها في كل المناطق العربية, ويفعل الشيء نفسه في الخليج والسعودية وفي الكويت وفي سورية والعراق.

وبالتأكيد هناك محاولات مماثلة في فلسطين, وفي المغرب العربي وفي مصر.

المسألة عقائدية, و"حزب الله" مقتنع بها, فكيف به في البلد الذي يوجد له فيه جيش متكامل?!

 

اثرتم في المدة الأخيرة توزيع السلاح من قبل قوى »8 آذار« في الشمال, هل لديكم تأكيدات على هذا الاتهام?

لتأكيد أتت من منطقة البقاع, وخصوصا من المجموعات التي يديرها عبد الرحيم مراد, بالنسبة لطرابلس هناك بعض الشائعات, ولكن هناك عنصراً مهماً جداً خارج إطار توزيع السلاح ويتمثل بإعادة انتشار للمخابرات السورية في المخيمات الفلسطينية, وخصوصاً في مخيم البداوي, بالإضافة إلى إعادة تجميع بعض المجموعات المندثرة مثل مجموعة »المجلس الثوري« التي كانت منتهية نظرياً وقد تكون مقدمة لإحداث اضطرابات أمنية بين »منظمة التحرير« وحركة "حماس" بأمر من النظام السوري.

 

نحن مطمئنون لكننا حذرون

على الصعيد الانتخابي كيف تصف لنا أجواء المعركة شمالاً, هل أنتم مطمئنون الى أن يبقى الشمال وفياً لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري?

  لقد تركت حرب إسرائيل على غزة أثرها على الجو الانتخابي في لبنان عموماً, وعلى الشمال خصوصاً, لأن الشمال بنفسه الذي يؤكد فيه مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو منتمٍ تماماً لقضية فلسطين ويشعر بآلام الشعب الفلسطيني, لذلك فإن الماكينة الانتخابية هدأت مؤقتاً, وتعود الآن إلى الحراك من جديد.

لا شك في أن هناك متغيرات في المنطقة, وهناك الكثير من الأحداث التي حصلت خلال السنوات الماضية في ما يخص 7 مايو, والهجمة الهمجية التي شنها  "حزب الله" على المناطق القريبة من "تيار المستقبل" أدت إلى رسم علامات استفهام عدة. هذا ما نعالجه الآن من خلال إعادة إحياء الجو السياسي وتذكير المواطنين بأن المعركة ليست فقط دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري, بل هي المعركة التي دفع لأجلها الرئيس رفيق الحريري حياته ثمناً لها, وهي معركة الاستقلال, معركة رفض التبعية للنظام السوري, الذي عاث فساداً رهيباً في مناطق الشمال. ولذلك الآن يعود أبناء طرابلس والشمال ليتذكروا المآسي التي عاشوها خلال أيام الوصاية السورية ليتأكدوا من ان لا خيار لهم إلا الالتزام بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري, ومسيرة قوى »14 آذار«. رغم أن هناك قوى على الأرض لها ثوب وسطي يجب أخذها بعين الاعتبار, ولكنها في أي وقت تظهر في الصف المعادي, وفي صف »8 آذار«, وفي الصف المؤيد للنظام السوري, بالتأكيد ستسقط مباشرة أمام جماهير »14 آذار« في الشمال.

نعم لا يزال الشمال وفياً للرئيس رفيق الحريري لكنه بالتأكيد يحتاج إلى إعادة تحفيز, ويحتاج إلى إعادة تصويب البوصلة السياسية, لكننا لسنا قلقين ولكننا حذرون.

 

هل تأكد لكم عودة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس للمشاركة في الانتخابات ودخول المخابرات السورية على خط ترهيب جمهور »14 آذار« لقلب المعادلة في الشمال?

  هناك محاولة دائماً لاستدراج دولة الرئيس عصام فارس لخوض الانتخابات, لذلك أنا أعتقد لحرقه أكثر. لأن السيد فارس يعلم ان الأرضية غير ملائمة لخوض المعركة في مواجهة "تيار المستقبل", ولكن هناك أيضاً نوعاً من الاتصالات التي جرت معه من قبلنا للتخفيف من حدة المعركة لعدم استدراجه لهذه المنازلة.

لذلك, فإن القضية غير مؤكدة إلى أي اتجاه سوف تذهب بالنسبة للسيد عصام فارس. أما بالنسبة للمخطط الذي تنفذه المخابرات السورية وقوى»8 آذار«, فهو يندرج في محاولة تشجيع ترشيح بعض الشخصيات الهامشية للتخفيف من حدة التأكيد الساحق لنا عن طريق تشتيت الأصوات, لكن هذه المسألة واضحة, ونعلم تماماً ان أبناء الشمال سيقترعون بالطريقة نفسها التي اقترعوا بها في عام .2005

 

وماذا عن الوضع في مدينة طرابلس, هل أنت مطمئن للنتيجة؟

طرابلس عموما هي مؤيدة لقوى »14 آذار« وأي شخص نتحالف معه هو في الخط نفسه, ولكن هناك في الوقت نفسه الطرح الوسطي الذي يقوده الرئيس نجيب ميقاتي, وهو عملياً ليس بعيداً عن »14 آذار«.

 

هل تخشون من الكتلة الوسطية أن تؤثر سلبيا في 14 آذار؟

إذا كان الطرح وسطياً, بطبيعة الحال نحن لسنا بعيدين عن الوسطية, أما في حال كانت هذه الوسطية تغليفاً للاصطفاف مع قوى »8 آذار« فإن طرابلس لن تؤيد الوسطية. 

 

في الوقت الذي يوجد تباين كبير بين التكتل الطرابلسي والوزير محمد الصفدي سمعنا منذ أيام النائب سعد الحريري يمتدح الوزير الصفدي, هل هذا يعني استمرار التعاون معه في الانتخابات المقبلة؟

  هناك خلافات في التفاصيل, وليست في المبدأ. الوزير محمد الصفدي لم يعلن يوماً أنه خارج »14 آذار«, أما مسألة الحصص فهي مسألة ثانوية, أعتقد أننا سنخوض المعركة كقوى »14 آذار« مجتمعين.

 

»14 آذار« وقفة الرجل الواحد

  الفريق الآخر يراهن على خلاف »14 آذار« على الحصص الانتخابية, ودائماً أجوبة 14 آذار تكون ضبابية, ما الواقع الانتخابي في »14 آذار« وإلى أين ستصل التباينات والخلافات بين مكوناتها? وكيف ستواجهون الانتخابات?

  بطبيعة الحال هذا جزء من "عدة الشغل", لأن قوى »8 آذار« تحاول دائماً تصوير الوضع داخل »14 آذار« بالضبابي والمتلبد.

ما يحدث الآن بالنسبة للحراك الداخلي لقوى »14 آذار« هو لتحسين المواقع لدى كل مجموعة من المجموعات, وهو حق ديمقراطي ومنطقي من أي فريق.

لكن القناعة الراسخة لدى قوى »الرابع عشر من آذار« هي أن تحقيق أي مجموعة من مجموعاتها هو كسب لقوى »14 آذار« كلها. وفي الوقت نفسه خسارة أي مجموعة هي خسارة لكل »14 آذار«.وفي نهاية المطاف ستكون هناك التركيبة المناسبة لخوض المعركة وتكوين أكثرية من جديد داخل البرلمان المقبل.

 

ماذا يعني لفريق »14 آذار« رفض الارتباط بين الميشالين عون والمر? وهل يفيدكم هذا الموضوع, وهل تراهنون على النائب ميشال المر؟

  لا توجد مراهنة على موقف النائب ميشال المر وهو يخوض هذه المعركة لا حباً ب¯»14 آذار« ولا كرهاً ب¯ "8آذار«, بل لأنه يرى وجوده كمستقل أولاً ولمصلحة انتخابية تدفع به ليكون بعيداً عن العماد ميشال عون. وعلى هذا الأساس فإن قوى »14 آذار« ترى أن أي خسارة للعماد عون تستفيد منها هي.

 

عون لا يملك غير السباب

  العماد عون هدد بقطع الألسن والأيدي ولم يوفر أحداً من 14 آذار, فما هو ردكم على هذا الخطاب السياسي وهل تجدون ما يبرره؟

  أولاً: من ناحية الرد لا يمكن الرد على هذا الخطاب السياسي, فهو يحتاج إلى مستوى مماثل للرد عليه, وأنا أكتفي بالقول »السفيه أكتفيه« ومن الأفضل عدم مواجهة هذه اللغة بلغة مماثلة, وليس لدينا كقوى »14 آذار« هذا النوع من الخطابة, لذلك فأنا أترك للمواطنين التمييز بين الخطاب المنحط وبين الخطاب السياسي, أما بالنسبة لاستخدامه هذا النوع من التخاطب, فهناك أسباب عدة:

أحدها نفسي, وأعتقد أنه اعتاد على هذه الكلمات, ولا يجول بباله إلا هذا النوع من الألفاظ, وبطبيعته العسكرية ربما اعتاد على سماع الأوامر والانصياع لها بهذا الأسلوب.

المسألة الثانية: هي أنه فاقد للمنطق السياسي ونحن نعلم أن فاقد المنطق السياسي لا يملك إلا السباب والصراخ والشتائم.

المسألة الثالثة: لشعوره أنه أصبح في وضع صعب, لأن كل استطلاعات الرأي تؤكد انه سقط سقوطاً مدوياً بين ما كان يسمى ب¯"تسونامي" فأصبح يسمى الآن تايتانيك السفينة الغارقة التي يحاول الجميع الهروب منها. على هذا الأساس هناك أسباب عدة تدفع بالعماد عون لاستخدام هذه اللغة التي لا يتقن غيرها.

 

هذه هي ثمار حكومة الوحدة الوطنية!

إلى أين ستصل الأمور بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس المجلس نبيه بري في موضوع الاختلاف على حصة مجلس الجنوب البالغة 60 بليون ليرة? وهل هذه المطالب لإحراج رئيس الحكومة لإخراجه, لا سيما وأن وزير المال محمد شطح عبَّر عن موقف سلبي جداً بالنسبة للوضع الحكومي, وفي ظل الاتهامات لبري بأنه يريد هذا المبلغ لمصاريف انتخابية?

  الواضح أن حركة "أمل" تريد ابتزاز الرئيس فؤاد السنيورة, وهم يعلمون أن هذا الوضع غير دستوري ويريدون أن يضغطوا بأي شكل كي يحصلوا على الأموال, لأنها الوسيلة الأساسية التي تستخدمها حركة "أمل" للهيمنة على المناطق الانتخابية التي تخضع لسيطرة الرئيس نبيه بري, ولكن ما قاله وزير المال هو واقع الحال وليس مرتبطاً فقط بقضية ال¯60 بليوناً, بل هي مرتبطة بواقع الحال, لان لا يمكن أن تكون هناك حكومة اتحاد وطني وفيها مجموعة من المجموعات قادرة على تعطيل القرار الوطني. وهذا ما قلناه قبل »اتفاق الدوحة« وحذرنا منه عندما كانت تطالب قوى »الثامن من آذار« بحكومة الاتحاد الوطني, لان لا يمكن لطرفين متناقضين تماماً بكل الاتجاهات أن يدخلا إلى حكومة اتحاد وطني من دون الاتفاق على البنود التي يجب السير بها. وهذا هو الدليل الآن من إشهار التعطيل إلى إجبار الدولة على فعل امور في غير مصلحتها, بالإضافة إلى أننا نعيش فترة دقيقة جداً لا تسمح للدولة بتوزيع الأموال من دون التدقيق بالحسابات.

وقد يقول قائل: إن هناك الكثير من الأموال التي تهدر, هذا قد يكون صحيحاً, ولكن من المنطق الآن أن نسأل: أين تذهب أموال صندوق الجنوب? ويجب التأكد حقاً أنها تذهب لمصلحة المواطنين المتضررين.

 

لماذا توقفت اللقاءات بين النائب الحريري والسيد نصرالله؟

لم يكن هناك طرح, لأن تكون الاجتماعات دورية, بل كان لقاء لكسر الجليد وإعطاء بعض الطمأنة في الشارع ولحماية المواطنين من البلطجة المستمرة التي كانت تمارسها قوى »الثامن من آذار« بزعامة "حزب الله". ولكن هناك بعض الاتصالات المستمرة والمتقطعة, وليست دائمة تجري بين القيادات السياسية والاستخباراتية من الطرفين, وهذا لن يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى تنسيق سياسي ولا إلى اتفاق سياسي, لأن الخلاف عميق ومفصلي ولا يمكن حله بهذه السهولة.

"حزب الله" ذهب إلى جهة نعلم ما هي وهي حماية المصالح الإقليمية, حماية المصالح الإيرانية وإقامة نوع من معسكر الممانعة الذي يستخدم لبنان ساحة صراع وساحة دمار, بينما يعتمد "تيار المستقبل" الحياد الإيجابي والالتزام بالمشروعية العربية, والالتزام بمصلحة لبنان وتحييده عن الساحة الوحيدة المفتوحة. هناك خلاف مفصلي وأساسي نتمنى أن تحله الديمقراطية من خلال الانتخابات النيابية المقبلة.

 

ماذا تتوقع من الانتخابات المقبلة, هل ستحافظ الأكثرية على رصيدها النيابي أم ستنتقل الأكثرية إلى قوى الثامن من آذار؟

نحن مؤمنون بالمسارات الديمقراطية, ولكن نحذر كما حذر البطريرك صفير من ان حصول عقلية توجه »8 آذار« على المشروعية الديمقراطية سوف يؤدي إلى انهيار لبنان بشكل حقيقي, وإلى عودة الوضع السابق وعودة الوصاية السورية بشكل جديد, أو تبديل الوصاية السورية بوصاية إيرانية. وربما نجد من يريد أن يبدل في المستقبل "باريس-1", "باريس-2", "باريس-3" ب¯"طهران-1", "طهران-2", "طهران-3" ونحن نعلم أن دولة مفلسة مثل إيران لا يمكنها أن تقدم الأمل للبنانيين, إيران تعرف كيف تصنع صواريخ وتبعث بها, لكنها لن تبني جسوراً ولن تبني مستشفيات. وفي كل الأحوال الخيار سيبقى بيد اللبنانيين. نحن مقتنعون بأن الخيار سيكون خياراً عقلانياً ويؤدي إلى عودة الأكثرية النيابية كما هي الآن وربما أكثر, فضلاً عن أن هذه الأكثرية ستكون بمنأى وبمعزل عن الكتلة الوسطية.

مفاجآت الشمال

 

تستنفرون جمهوركم للنزول إلى ساحة الشهداء في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, هل تعتقد أن جمهور »14 آذار« ما زال على الزخم نفسه من التأييد لهذا الخط؟

  كل سنة هناك تحدٍّ, وكل سنة نقول أن الحشد سيكون قليلاً, وكل سنة يفاجئنا اللبنانيون بأنهم ينزلون بكثرة أكثر من السابق.

أعتقد ان قضية استشهاد الرئيس الحريري ليست قضية شخص, بل قضية وطنية تختزن في طياتها كل آمال وآلام اللبنانيين على مدى ثلاثين عاماً. لذلك أتوقع من اللبنانيين أن يلبوا النداء أكثر من المناسبات الماضية.

 

  هل تتوقع قيام المحكمة الدولية في الأول من مارس المقبل؟

  أعتقد ان المسألة أصبحت واقعاً ولا مجال للتشكيك بها, ولكن في مجال التشكيك: هل ستأتي بنتائج أم لا؟ هل ستطال المجرمين أم لا؟ هل ستطال قيادات المجرمين؟ أعتقد أن قيام المحكمة أصبح خارج إطار التداول والتجاذبات, وقيامها كذلك, ولكن هل تخضع نتائج التحقيق إلى تسويات في المستقبل? فهذا متروك للمستقبل, لأن إمكانية القبض على المتهمين تدخل في التسويات السياسية.