من جريدة السياسة الكويتية

مقابلة مع عميد حزب "الكتلة الوطنية" اللبناني كارلوس اده

كارلوس إده لـ "السياسة " :

"لست مؤيداً أو معارضاً لطرح رئيس الجمهورية اللبنانية بتشكيل كتلة مستقلة"

التنازلات لفريق 8 آذار" سبب انسحابي من تحالف "14 آذار"

 

15 تشرين الثاني 2008

بيروت - صبحي الدبيسي/ جريدة السياسة الكويتية

رأى عميد حزب "الكتلة الوطنية" اللبناني كارلوس اده, أن عوامل الاسترخاء السياسي بدأت بعد أن استطاعت قوى »8 آذار« التوصل الى جزء مهم من أهدافها, اضافة الى الضغوط التي تمارس ضد سورية, ما جعل التهدئة مستمرة حتى الانتخابات النيابية, لأن لا أحد لديه امكانية الوصول الى انتصار شامل في لبنان, لافتاً الى "أن فريق »14 آذار« أدرك أنه من دون الدعم العسكري لا يستطيع مواجهة »حزب الله«".

واعتبر في حديث الى "السياسة" أن "انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان جرى بطريقة غير مثالية وبظروف صعبة", مشيراً الى "أن كل ما فعلته »14 آذار«, أنها كافأت الابتزاز بالارهاب وباستعمال السلاح". ا

لعميد اده برر انسحابه من »14 آذار« بسبب تسلسل التنازلات التي قدمها هذا التحالف لفريق »8 آذار«, لكن الواجب الأدبي والسياسي يجعلانني أكون ضمن الفريق الذي تعاونت معه, رغم عدم موافقتي على الكثير من الخطوات التي اتخذها أخيراً. وشكك ب¯"ضرب الولايات المتحدة واسرائيل ايران من دون سبب مهم", معتبراً أن نشر قوات سورية على الحدود اللبنانية "هو لتذكير اللبنانيين أن سورية ما زالت قادرة على التأثير في الرأي العام اللبناني, ولا شيء يحصل في المناطق المحاذية للحدود السورية من دون أن يكون للسوريين علم بذلك".

عميد »الكتلة الوطنية« ذكر ب¯"مواقف النائب ميشال عون المعادية لسورية, منذ صدور قانون محاسبة سورية في واشنطن والقرار 1559 حتى توقيع وثيقة التفاهم مع »حزب الله«", متسائلاً: "هل كان الجنرال يقول الحقيقة, أو اذا كان يقول الحقيقة اليوم أو متى يقول الجنرال الحقيقة?", مؤكداً "أن الثابت الوحيد لدى الجنرال طموحاته الشخصية التي لم يتنازل عنها". ونصح اده المسيحيين الذين لا يذهبون الى سورية وايران, بالذهاب الى بكركي.

وفي موضوع المصالحة المسيحية-المسيحية, رأى اده "أن العماد عون بنى شعبيته على كره الآخر فعندما يتصالح مع خصومه ماذا يقول لأنصاره بعد المصالحة?

أما في موضوع الانتخابات النيابية, فاكتفى اده بالقول "ان حزب »الكتلة الوطنية« سيكون موجوداً في هذه الانتخابات", مؤكداً انه "اذا عرف فريق »14 آذار« كيف ينسق بذكاء ويقدم تنازلات متبادلة وتضحيات للقضية التي ناضلنا من أجلها, بكل تأكيد ستنتصر الأكثرية وتعود الى المجلس النيابي أقوى مما كانت«.

 

وهذا نص الحوار:

*ابتعدت من لبنان لفترة شهر, كيف يمكن لرجل سياسي ورئيس حزب أن يغيب عن المسرح السياسي طوال هذه المدة?

منذ أكثر من شهر لم يحدث أي شيء مهم يستدعي البقاء على جهوزية تامة, وفي مثل هذه الحالة من الاسترخاء السياسي, لابد لرجل السياسة أن يبتعد لبعض الوقت لكي يراجع حساباته السياسية, ويجري تقويماً لكل ما جرى طوال هذه الفترة, وهذا ما فعلته لا أكثر ولا أقل.

 

*ما تفسيرك لهذا الركود السياسي الذي يعيشه لبنان, في ظل أجواء تصالحية, وكأن البلد لم يمر بظروف عصيبة نتيجة أحداث »السابع« من مايو وما تلاها? هل تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية ساعد على التهدئة أم الظروف التي تمر بها المنطقة ساهمت بذلك?

هناك عوامل عدة أدت الى هذا الاسترخاء, أولها, أن قوى »8 آذار« استطاعت التوصل الى جزء من أهدافها, ثانيها: هناك تحضير للانتخابات, تزامناً مع ضغوط تمارس ضد سورية, ما جعل التهدئة مستمرة حتى الانتخابات النيابية. وفي الوقت نفسه يعيش العالم مرحلة انتقالية, بالنسبة للانتخابات الأميركية, وتعثر تشكيل حكومة اسرائيلية, وقرب الاعلان عن تشكيل المحكمة الدولية, مطلع السنة الجديدة, بالاضافة الى التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي تمر به سورية. كل هذه العوامل تجري بسرعة, وهناك حاجة للانتظار والترقب, ولا ننسى الضغوط الدولية التي تمارس ضد ايران, مع انتفاء الضربة العسكرية ضدها, واعتماد سياسة العصا والجزرة, على كل القوى السياسية. من ناحية ثانية, لا أحد لديه امكانية الوصول الى انتصار شامل. لكن قوى »8 آذار« استطاعت الوصول الى الجزء الذي تريده وتوقفت عنده. واليوم تحاول استكمال خطتها عن طريق السياسة, للوصول الى القسم الثاني.

أما بالنسبة لفريق »14 آذار«, فقد أدرك أنه من دون الدعم العسكري لا يستطيع مواجهة »حزب الله« عسكرياً, لذلك فضل أقطاب هذا الفريق مراجعة ستراتيجيتهم واعادة النظر بكل مواقفهم.

 

*ذكرت أن قوى »8 آذار« سجلت بعض النقاط على فريق »14 آذار«, فما أبرزها?

أولاً أخذوا حصتهم في الحكومة, وحصلوا على الثلث المعطل, كما حصلوا على الحقائب الوزارية المهمة في الدولة. بالنسبة لي, اعترضت على البيان الوزاري, لأنه جاء كما يريد »حزب الله«, خصوصاً وأن »حزب الله« رفع شعاراً مهماً للمعركة الانتخابية, ولم يعد سلاح المقاومة يشكل العنصر الفعال بالنسبة لقوى »14 آذار« للعمل على التجييش الانتخابي وهذا ما أدى الى اضعاف طاولة الحوار, وبخاصة بالنسبة للبند المتعلق بالستراتيجية الدفاعية للمقاومة, للتخفيف من استقلالية »حزب الله« عن الدولة اللبنانية.

 

*هذا في حسابات الخسارة ب¯»14 آذار«, وماذا في حسابات الربح, أو ماذا حققت, منذ الاعلان عن "ثورة الأرز" حتى اليوم?

أهم شيء أنها أوقفت العنف المذهبي والطائفي في شوارع بيروت. وازالة المخيم من ساحتي رياض الصلح والشهداء. وهذه المسألة لا تندرج في خانة المكاسب السياسية, لأن المعارضة استطاعت ابتزاز »14 آذار« التي دفعت ثمناً باهظاً لهذا الابتزاز, ولا أعرف اذا كانت هذه المسألة توظف في خانة الربح, أم في حسابات الخسارة ل¯»14 آذار«.

 

*أليس انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, يعد في لائحة مكاسب »14 آذار«, بعد أن كانت المعارضة تسعى الى الفراغ الدستوري والفوضى?

هذا صحيح, لكن انتخاب رئيس الجمهورية جرى بطريقة غير مثالية, وبظروف صعبة, ما فعلناه أننا كافأنا الابتزاز بالارهاب وباستعمال السلاح.

 

*لكن »حزب الله« عندما وجه سلاحه الى الداخل, لم يكن مفاجئاً لأحد, بدليل استخدامه للسلاح أكثر من مرة وخصوصاً في حوادث 23 و25 يناير 2007, وحوادث »مار مخايل« مع الجيش اللبناني, والتلويح باستخدام السلاح كان متوقعاً, وخصوصاً عندما أطلق السيد حسن نصرالله معادلة السلاح للدفاع عن السلاح?

صحيح, وهذا يعني أننا نعيش في بلد, الأقلية فيه تبتز الشعب اللبناني. واذا البعض يعتبر أن ما جرى, وما تم التوافق عليه وضع طبيعي, فأنا على الأقل غير موافق عليه.

 

*في الفترة الأخيرة كان لديك ملاحظات كثيرة على أداء »14 آذار«, لدرجة قدمت استقالتك من هذا الفريق. لماذا انسحبت من الفريق الذي ينادي بالسيادة والحرية والاستقلال? وما الطريق الذي ستعتمده مستقبلاً? هل ستختار الاستقلالية في العمل السياسي, أم ستكون محايداً لا مع »14 آذار« ولا مع »8 آذار«?

انسحبت من فريق »14 آذار« بعد اتفاقية الدوحة وانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية, لأنني كنت أخشى من تسلسل التنازلات التي قدمها فريق »14 آذار« أن يستمر, وبعد فترة تأكدت من صحة وجهة نظري, لأن ما كنت أخشاه وأحذر منه, أن يتضمن البيان الوزاري اعترافاً بأولوية اعطاء دور للمقاومة وهذا ما حصل. ولذلك لست نادماً على قراري بالانسحاب.

 

*لكن هذه المسألة أخذت جدالاً كبيراً قبل اقرار البيان الوزاري ثم جاءت »مشكولة« أي أن النص لم يعط المقاومة استقلالية القرار بالتصدي للعدوان الاسرائيلي, لأن ما ورد كان واضحاً »من حق الدولة والجيش اللبناني والمقاومة بالدفاع عن لبنان في حال اعتدت عليه اسرائيل«?

أعرف ذلك, لكن ادراج اسم المقاومة أو كلمة المقاومة في البيان الوزاري, يعني اعترافاً بشرعيتها. وبما أنني لم أشارك بالقرارات ولم أكن معنياً فيها, رفضت المشاركة بنتيجة الخسارة, خصوصاً وأنني كنت أثناء الاجتماعات التي تعقدها »14 آذار« معارضاً على كل ما جرى تقديمه من تنازلات, لأنني كنت مضطراً للمحافظة على موقعي كفريق سياسي, وعلى موقف عدد كبير من اللبنانيين الذين نزلوا الى ساحة الحرية في »14 آذار« 2005 ليعبروا عن رأيهم برفض الهيمنة والتسلط بقوة السلاح, رافضين الانتقال من وصاية الى أخرى. لذا رأيت لزاماً علي استكمال ما بدأنا به من دون تقديم أي تنازلات. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال المتعلق بالتعاون في المستقبل خاصة في مرحلة الانتخابات, أعتقد من الواجب الأدبي والسياسي أن يكون تحركنا ضمن الفريق الذي تعاونا معه, رغم أنني لست موافقاً على جزء كبير من الخطوات التي اتخذوها, في الأمور المتعلقة بالقضايا التي أشرت اليها, ولن تصل الأمور الى الاستقلالية الكاملة عنهم.

 

*لكنك لم تكن مشاركاً في الاجتماع الأخير الذي انعقد في قريطم? وهل وجهت اليك الدعوة لحضور هذا الاجتماع?

لا طبعاً, لأنني وجهت اليهم كتاب استقالتي من فريق »14 آذار«.

 

*ذكرت في بداية الحديث بأنه كان هناك احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران, هل انتفت برأيك عوامل توجيه ضربة عسكرية ضد ايران, لاسيما أن هناك من يقول: في هذا الوقت الضائع, نهاية ولاية الادارة الأميركية وقبل تسلم الادارة الجديدة وعدم وجود حكومة في اسرائيل قد يسمح للولايات المتحدة أو لاسرائيل القيام بعمل عسكري ضد ايران, فهل توافق أصحاب هذه النظرية رأيهم?

من دون سبب مهم, أشك أن تقدم الولايات المتحدة أو اسرائيل في القيام بعمل عسكري ضد ايران وادخال بلادهم بمغامرات عسكرية فقط من أجل تنفيذ غايات سياسية. فأنا لا أتصور حصول أي اعتداء في هذه الفترة, لاسيما وأن مسببات الحرب على ايران مازالت ضعيفة وغير واضحة.

 

*كيف تقرأ عملية اعادة الانتشار السوري على الحدود اللبنانية, هل تعتبره تنفيذاً للقرار 1701 كما قيل أم محاولة سورية للضغط على لبنان في فترة الانتخابات النيابية?

أعتقد, أن ما تقوم به سورية من تحركات عسكرية وانتشار لجيشها على الحدود اللبنانية-السورية يأتي لتذكير اللبنانيين, بأنهم ما زالوا قادرين على التأثير على الرأي العام اللبناني, وليسوا بعيدين أبداً عن امكانية التدخل في الشأن الداخلي اللبناني, وهذا الانتشار ليس له أي تفسير عندي سوى ممارسة الضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل.

 

*ما جرى أخيراً من أحداث في الشمال, ربطاً بالانفجارات التي حصلت في سورية, تشير التحقيقات الى ضلوع متشددين اسلاميين في هذه الحوادث, لدرجة تبعد الشبهة عما كان فريق »14 آذار« يتهم سورية ولو سياسياً بالوقوف وراء هكذا حوادث, فما رأيك بذلك?

لا أملك معلومات كافية لابداء رأيي بهذا الاتجاه أو باتجاه آخر, لكن ما أريد اعادة التذكير به, أن هذه المنطقة ليست كبيرة, وكل الناس تعرف بعضها, ولديها علاقات مع بعضها, والمخابرات اذا كانت سورية أو لبنانية تعرف من هي القوى الموجودة والمؤثرة في هذه المنطقة, ولديها امكانيات التحقق, وتملك المعلومات الكافية حيال كل ما يجري. وبعد فترة طويلة من وجود المخابرات السورية في هذه المنطقة, أعتقد من الصعب جداً أن يحصل أي شيء, أو أي اخلال أمني من دون أن يكون للسوريين علم بذلك. على كل الأحوال الجنرال ميشال عون عندما تحدث في الكونغرس الأميركي قبيل صدور قانون محاسبة سورية, قال ان سورية تقف وراء كل الأعمال الارهابية في لبنان. وقال أكثر من ذلك: حتى اذا سورية انسحبت من لبنان, ستبقى مسؤولة عن أي خلل أمني يمكن حصوله في لبنان. وهنا أود أن أذكر ببعض المواقف للعماد عون نقلاً عن الصحف اللبنانية:

- 3 مايو 2003-حديث لصحيفة "الديار": لقد تجاوب الأميركيون معنا تجاه استعادة سيادة لبنان وقراره الحر بشكل مهم جداً ولا أعتقد أن له مصلحة غير المصلحة الانسانية في لبنان. ولذلك أنا أقدر السياسة الأميركية التي تتحرك بأبعادها الثلاثة فكرية, انسانية ومصلحية.

- 7 يونيو 2003 جامعة اللويزة-عبر شاشة كبيرة: السياسة الأميركية تهدف الى اقامة أنظمة حرة ديمقراطية في المنطقة وأميركا دولة عظمى تتحدث عن اقامة نظام كوني مستقر.

- 19 سبتمبر-2003 شهادة أمام الكونغرس الأميركي: لا يمكن للمرء أن يفصل منطقياً بين النظام السوري والارهاب, لأن سورية توفر الملاذ الآمن لمجموعة من المنظمات الارهابية وتدير عملياتها وتستخدم لبنان مجالاً رئيسياً لتدريبها وتشغيلها.

- بعد الانسحاب السوري من المتوقع جداً أن النظام السوري سيترك خلفه الكثير من أدوات الارهاب والتدمير اضافة الى آلته الميليشياوية والمخابراتية, وبالتالي من الضروري أن يترافق الانسحاب السوري بنزع كامل لجميع العناصر المسلحة.

- سورية تشعل النيران لتعطي لنفسها ذريعة لاطفائها وبالتالي لتبرير استمرار احتلالها للبنان, وأي لبناني يجرؤ على فضح وصاية سورية أو مقاومتها تتم تصفيته بكل بساطة.

- 12 ديسمبر 2004 مداخلة من الخارج في ندوة سياسية بعنوان: ماذا بعد القرار 1559-فندق بارك أوتيل-الكسليك. - كيف يمكن للمقاومة التي لم يعد لديها هدف من مزارع شبعا أن تبقى مستقلة وتسيطر على جزء من الأراضي وسيادة الدولة منحسرة عنها? أريد الاجابة على هذه الأسئلة وطرحتها ليجاوب عليها »حزب الله«. ولكن كيف يتمتع هذا الحزب باستقلالية ولا يكون قوة تقسيمية. 30

 يناير, كلمة عبر الهاتف من باريس مسرح "شاتوتريانو"-جل الديب. - نحن نطالب الحزب بتسليم سلاحه لأن مهمته انتهت, واللبنانيون يدركون هذه الحقيقة, وكذلك »حزب الله«. قصة مزارع شبعا ذريعة ساقطة قانوناً وشكلاً وجوهراً. والقرار 1559 يشكل مخرجاً لأن الحزب تحت تأثير القرار 1566 الذي ينص على محاربة الارهاب. لذلك نطلب منه الانخراط في المجتمع لأنه اذا لم ينخرط فسيواجه شيئاً أخطر.

- 25 مارس 2005-حديث لمجلة "الوطن العربي": لم يعد لحود يملك القرار وهو المسؤول عن وصوله الى هذه المرحلة, لقد نصح قبل التمديد أن يذهب الى بيته معززاً مكرماً. فأبى, ماذا أفعل له? ليتحمل مسؤولية ما أقدم عليه أذهب أبعد من ذلك: هل هناك بلد في العالم يصل فيه الوضع الى ما وصل اليه لبنان, ولا يقدم رئيس الجمهورية استقالته? واذا لم يرد المسؤولون في الحكم اللبناني القائم أن يتنحوا جانباً, فمعنى ذلك أنهم متورطون في الجريمة.

- 14 اغسطس 2005-تصريح لصحيفة "البلد": المشكلة الأكبر أن »حزب الله« يضع ثوابت مسبقة للحوار ويرفض أي نقاش فيها. ولذلك لا أستطيع أن أتحاور معه خصوصاً وأنه عبر في الآونة الأخيرة القارات من سورية وصولاً لايران. وأنا لا أستطيع اللحاق به. وأقام دولة داخل الدولة مكرساً أمراً واقعاً.

السؤال: هل كان الجنرال يقول الحقيقة? هل يقول الحقيقة اليوم? متى يقول الجنرال الحقيقة?

*بعد هذه المواقف التي ذكرت فيها عن العماد ميشال عون وبالتحديد موقفه من سورية ومن »حزب الله«.

 

*اليوم العماد يتحضر لزيارة سورية قبل نهاية السنة, برأيك, لماذا تبدلت مواقف العماد عون بهذا الشكل المفاجئ?

كل انسان عنده ثوابت وعنده أشياء تتغير. عند الجنرال عون الثوابت هي طموحاته الشخصية, وليس طموحاته الوطنية. طموحاته الشخصية ثابتة ولم يتنازل عنها, عندما كان في لبنان, وكان رئيساً للحكومة العسكرية, كان يريد الوصول الى رئاسة الجمهورية. في تلك الفترة مد يد التعاون لسورية, وعندما وجد أنها ليست على استعداد القبول به رئيساً للجمهورية, بدأ هجومها عليها. وبعد حصول ردة الفعل عليه ترك سورية. قبل انتخاب إميل لحود ومن باريس عاد ليمدح سورية. وعندما انتخب أميل لحود عاد يشن هجومه على سورية, اليوم بعد أن تقربت منه سورية, أعلنت أنها ستدعمه لرئاسة الجمهورية, وقدمت له الدعم من كل النواحي ما بين سورية وايران و»حزب الله«. انحاز بشكل نهائي الى الموقع السوري ولم يعد شيئاً يميزه عن موقع الرئيس إميل لحود, وأصبح عليه سلوك طريق الشام مثله مثل غيره.

 

*في الوقت الذي تتهم فيه ايران بالوقوف وراء تهجير مسيحيي العراق, نجد العماد عون والرئيس لحود في ايران, فاذا أصبحت طريق الشام وطهران معبدة أمام مسيحيي »8 آذار«, فالى أين يذهب مسيحيو »14 آذار«, لاسيما وأن فرنسا التي تعتبر بالنسبة لمسيحيي لبنان الأم الحنون قامت في عهد الرئيس ساركوزي على تطبيع العلاقات مع سورية?

يجب أن يذهبوا الى بكركي. هذا هو خيارهم.

 

*كيف أصبحت علاقتك مع البطريرك صفير?

جيدة جداً.

 

*لكن كان لديك ملاحظات على بعض مواقفه?

عبرت مرة واحدة عن رأيي بالذهاب الى الانتخاب بالنصف زائد واحد, وهو لم يكن من هذا الرأي.

 

*برأيك لماذا تتعثر المصالحة المسيحية?

لأنها ليست جدية.

 

*هل سمير جعجع غير جدي?

 أعتقد أن مسيحيي »8 آذار« غير جديين, دائماً خطابهم متشنج ويدعو للعنف والابتزاز والتهديد, وخصوصاً خطابات الجنرال عون, كيف تريد أن تخلق جواً للمصالحة عندما تجد بطبيعة الشخص المعني بهذه المصالحة غير متسامح?

 

*برأيك هل ستحصل المصالحة قبل الانتخابات النيابية?

أشك بذلك, لأن النية غير موجودة وطبيعة بعض الأشخاص غير مهيأة للتصالح.

 

*عدم قيام المصالحة, هل يفيد العماد عون والوزير سليمان فرنجية?

 ميشال عون بنى شعبيته على كره الآخرين والذين لا يوافقونه الرأي في السياسة. فعندما يتصالح معه خصومه, فماذا يريد أن يتكلم بعد المصالحة?

 

*طرح رئيس الجمهورية ميشال سليمان فكرة قيام كتلة نيابية وسطية, هل أنت مع هذا الرأي?

لست, لا مع ولا ضد.

 

*بعد تقديم استقالتك من »14 آذار«, هل حاول فريق »8 آذار« أن يستميلك اليه لقيام علاقات تحالفية, كالرئيس بري مثلاً أو غيره من قيادات المعارضة?

لا...

 

*مع من تتواصل اليوم من القيادات السياسية? هناك اتصالات على المستوى الفردي والشخصي مع بعض القيادات في »14 آذار«, ولا أريد الدخول بالأسماء. هل قرر حزب »الكتلة الوطنية« خوض الانتخابات النيابية?

سوف نكون موجودين في الانتخابات.

 

*هل تعتقد أن المحكمة الدولية ستشكل مطلع السنة المقبلة, وماذا ستكون نتيجتها?

استناداً الى المعلومات التي نشرت في الصحف, هناك تأكيد على هذا الموضوع.

 

*هل تعتقد أن »حزب الله« غيّر من سياسته بعد حوادث »7 مايو«?

 لا...

 

*وما الذي أجبره على المصالحة مع النائب سعد الحريري ومع "الحزب التقدمي الاشتراكي"?

لا أعتقد أنه قام بذلك مكرهاً. وما يفعله من مصلحته أن يتصالح مع خصومه, لأنه سيكون هو الرابح من هذه التهدئة انتخابياً ومع الوقت, لأن سرعة تنظيمه أقوى من سرعة منافسيه للتنظيم.

 

*هل ستتعاون مع »14 آذار« في الانتخابات المقبلة, أم ستخوضها منفرداً?

عندما نكون قريبين من الانتخابات, حاجتنا كفريقين ستبرهن اذا كان من الضروري أن نتحالف أم سنكون مستقلين.

 

*هل تتوقع أن تحافظ الأكثرية على وضعها كأكثرية في الانتخابات المقبلة, أم ستنتهي من معادلة الأكثرية والأقلية?

اذا قوى »14 آذار« عرفت كيف تنسق بذكاء وتقدم تنازلات متبادلة وتضحيات للقضية التي ناضلوا من أجلها, بكل تأكيد سيكون الانتصار الى جانبهم, أما اذا تصرفوا كما جرى في نقابة المحامين في الشمال, سيخسرون الانتخابات.

 

*بالنسبة لدائرة جبيل, هل ستبقى مع ميشال عون, أم ستنتقل الى ميشال سليمان, أم سيسترجعها كارلوس اده?

من السابق لأوانه الجواب عن هذا السؤال.

 

*عندما اتخذت هذا الموقف المستقل عن »14 آذار«, هل من شيء يعيدك الى مواقف العائلة بدءاً من المرحوم أميل اده مروراً بوالدك بيار وعمك ريمون?

بالطبع, أعتبر المواقف التي اتخذها جزءاً من سياسة هذا البيت العريق في المحافظة على سيادة واستقلال لبنان.