مقابلى مه رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون

الشراع/20 حزيران/2008

 

*عون كهتلر وموسوليني يأخذ من معه الى الجحيم

*تدخلات كبيرة منعت المعارضة من دخول السراي والاستيلاء على الحكم
*عون يريد وزارة الدفاع لتنفيذ انقلاب غير طبيعي ونتوقع منه أي شيء

*ميشال عون يريد صهره وزيراً ولا يهمه من يعيش او يموت

*المخرج لأزمة تأليف الحكومة قد يكون بجعل وزارة العدل سيادية

*المعارضة تستغل الظرف القائم لتحقيق اقصى ما يمكن من المكاسب

 

توقع رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ألا تطول أزمة تأليف الحكومة، متهماً حزب الله وميشال عون والرئيس نبيه بري بالأنانية ومحاولة الحصول على أقصى ما  يمكن من المكاسب دون الالتفات الى واقع اللبنانيين المأسوي.

ووضع زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس في خانة دعم لبنان وطمأنة اللبنانيين الى ان بلدهم لن يدخل في ((بازار)) المفاوضات السورية - الاسرائيلية.

 

((الشراع)) التقت شمعون وأجرت معه الحوار التالي حول آخر تطورات الوضع في لبنان:

 

# ماذا علمت عن اهداف زيارة وزيرة الخارجية الاميركية رايس المفاجئة؟

 - اظن ان هذه الزيارة هدفها اضافة الى تأكيد الدعم الاميركي للبنان، وطمأنة اللبنانيين انه لن يحصل ((بازار)) على حساب لبنان في حال كانت سوريا واسرائيل جادتين بالنسبة الى المفاوضات التي تجري بينهما للوصول الى الصلح والسلام وحتى لا يكون لبنان مقابل الجولان.

 

# الخوف حقيقي من ذلك؟

 - نعم، ورايس جاءت لتقول حان الوقت لأن تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا، وان هذه المنطقة لبنانية، وهذا ما كنا نؤكد عليه باستمرار منذ اربع سنوات وأكثر، وقد قدمت للأميركيين الخرائط والاثباتات والوثائق التي تؤكد على لبنانية هذه المزارع، واليوم بدأوا يقتنعون.

 

# لماذا اليوم؟

 - لأنهم يشعرون بأن حزب الله يحاول ان يغطي ويبرر وجود السلاح بذريعة ان هذه المنطقة محتلة ويريد تحريرها اضافة الى حجة الأسرى، فإذا عمل الاميركيون على حل هاتين المسألتين فهذا سيؤدي الى سحب الذرائع من حزب الله ومن استمرار تمسكه بسلاحه، فاليوم لا يمكن ان نبـني دولتين على ارض لبنان فإما الجمهورية اللبنانية وإما الجمهورية الاسلامية، وحان الوقت لبناء الجمهورية اللبنانية.

 

# الاميركيون  اقتنعوا ولكن المشكلة هي في اقناع اسرائيل بالانسحاب من شبعا؟ وهي تشترط لقاء ذلك إبرام معاهدة سلام؟

 - اسرائيل تستطيع الاشتراط على أي كان في العالم، ولكنها لا تستطيع الاشتراط على اميركا فيما لو ان اميركا تريد بالفعل حصول ذلك فعندها لا بد ان تقتنع اسرائيل لانها لا تستطيع الاستمرار بدون اميركا، واسرائيل ستأخذ مقابل ذلك الامن والاستقرار على حدودها، لأن استمرار وجودها في مزارع شبعا لن يأتي لها بالأمن والاستقرار.

 

# قلت ان زيارة رايس للطمأنة على ان لبنان لن يدخل في ((بازار)) المفاوضات السورية - الاسرائيلية، لكن هناك من يرى ان لبنان قد دخل فعلاً في هذا ((البازار)) منذ احداث 6 ايار/مايو؟

 - ماذا حصل في 7 ايار/مايو!! حزب الله سقط سياسياً والمعارضة فشلت، وانفضحت نياتها، وتأكد ان وجود السلاح غير موجه للخارج فقط بل هو ايضاً للسيطرة على الداخل وهذا ما حصل ولولا حصول تدخلات ((غريبة الشكل)) فنية المعارضة كانت الدخول الى السراي الحكومي والاستيلاء على الحكم بالقوة او خلق فوضى تسمح لها بالسيطرة على الحكم لاحقاً، هذا المشروع الانقلابي كان واضحاً ولكن حصلت تدخلات كبيرة منعت ذلك، وفي نهاية الامر حصد حزب الله والمعارضة الفشل السياسي، فصحيح انهم اخذوا الثلث المعطل في اتفاق الدوحة وهو الانجاز الوحيد الذي حصلوا عليه ولا ادري ما الجدوى او النتيجة التي سيحصلون عليها من ذلك؟ وهل كان هذا الانجاز يستأهل ان نخرب البلد للحصول عليه؟! هم استخدموا عضلاتهم ونصبوا خيماً في وسط بيروت وشلوا البلد وأوصلوه الى الهاوية ولولا التدخلات القوية لوصلنا الى المخطط الاسرائيلي الذي يسعى لخلق الفتنة السنية - الشيعية التي قد تمتد الى العالم الاسلامي كله، وحزب الله بما فعله في بيروت ويفعله اليوم في مناطق اخرى كسعدنايل يضع لبنان في خطر شديد.

 

# الآن اين العقدة الحقيقية في تأليف الحكومة؟

 - ميشال عون الذي يعتقد انه اذا أتى بصهره وزيراً فإن البلد ستحل كل مشاكله! وهو يريد عدداً من الوزارات اكثر مما يستحق تمثيله وهو يستفيد من الظروف القائمة ومن الضعف اللبناني القائم لتلبية شهواته في السلطة، بدون أي احساس او شعور بأن البلد وبأن الناس تعيش اوضاعاً مأسوية على الصعيد المعيشي والاجتماعي! وكأنه يعيش في معزل عن آلام الناس ومعاناتهم ولا يهمه من يعيش ومن يموت، وهو بسبب ((تشاطره)) ضاعت منه كرسي الرئاسة، ولم يعد يفكر الا كيف يعوض عن هذه الخسارة بفتح شهيته على الوزارات وعلى تعيين صهره وزيراً او مقربين منه آخرين.

 

# ضاعت الرئاسة فيريد الزعامة المسيحية؟

 - هو يعتبر نفسه الزعيم الأوحد، ولا يحاول ان يصبح زعيماً فقط! هو يرى في نفسه الزعيم المسيحي الأوحد ومن تبقى لا شيء، انه غير طبيعي! يعتبر نفسه يمثل المسيحيين لكنه لا يطالب بأي مقعد لأهالي كسروان والمتن او جبيل!؟ يريد ان يأتي بصهره من البترون وزيراً  وهو يدعي الحرص على مصلحة المسيحيين بينما يعرض عبر إعلامه فيلماً عن مذبحة او جريمة اهدن! فأين مصلحة المسيحيين في العودة ثلاثين سنة الى الوراء لنبش مآسٍ حصلت بين المسيحيين ولاعادة إحداث الشرخ بينهم والانقسامات؟ ما الإفادة من ذلك؟ اذا كان المقصود التهجم على سمير جعجع فهذا الامر يضر كل المسيحيين وليس سمير جعجع وحده. ألم يتعلموا شيئاً من كميل شمعون؟ فقد حصلت معنا مشاكل كثيرة واكبرها كانت ((7 تموز)) فماذا فعل كميل شمعون؟ انهم لا يريدون ان يتعلموا لا ميشال عون ولا حليفه سليمان فرنجية، بأن وحدة المسيحيين اهم من كل شيء، لكنهم لا يتصرفون تصرف الزعماء كما يدعون، وأنا املك ملفاً كبيراً عن ((القوات))، ولنا مآخذ عليهم وعلى غيرهم ولكن ليس من المصلحة الوطنية والمسيحية في شيء بنبش الماضي او الحديث عن ذلك.

 

# ربما لأنهم حلفاؤك الآن؟

 - لا ليس لهذا السبب، نعم نحن حلفاء، ولكن ليس هذا السبب ونحن لا نستفيد كحزب او على المستوى الشخصي شيئاً من هذا التحالف.. ونحن الوحيدون الذين لا يستفيدون..

 

# صحيح لماذا، حتى انكم مستبعدون عن الحكومة؟

-وهذا يؤكد اننا ((متحالفون معهم)) ليس طمعاً بأية مكاسب خاصة، وانما متحالفون معهم لأن القضية الوطنية اللبنانية تتطلب ذلك.

 

# اقتراح ان يكون لرئيس الجمهورية حقيبتان سياديتان واحدة لمسلم وأخرى لمسيحي هل يمكن ان يشكل مخرجاً لأزمة تأليف الحكومة؟

 - لندع رئيس الجمهورية فيأتي بمن يريد الى الحكومة، فهو له ((كوتا)) معينة، فإن أحب ان يأتي بمسلم او مسيحي او بروتستانتي او كردي هو حر في ذلك، حر في ان يختار من يثق فيهم ومن يعتبر انهم يمثلونه في الحكومة، ومن يدع انه يريد رئيساً للجمهورية قوياً فعليه ان يقبل بكل ما يعزز موقعه وان يترك له حق اختيار من يريد.

 

# صعوبات وعراقيل تأليف الحكومة، ألم يؤثر ذلك على انطلاقة العهد الجديد؟

 - هذا كان منتظراً ومن كان يعتقد غير ذلك، فهو يغش نفسه وكأنه لا يعرف من هو ميشال عون ومن هم حزب الله ومن هو نبيه بري! هم يفعلون ذلك لأنهم يريدون الحصول على حصة كبيرة من الحكومة! هم لم يخربوا البلد من اجل ذلك ويعتبرون الآن الظرف مناسباً لأخذ اقصى ما يريدون، أنانية ما بعدها أنانية.

 

# إذن الأزمة الحكومية ستطول.

 - لا اعتقد ذلك.

 

# سيأخذون ما يريدون؟

 - لا اظن، وسيفهمون في نهاية الامر انهم لا يستطيعون الحصول على كل ما يريدون، ولا شيء  يمنع اليوم تشكيل حكومة بدونهم!! ولا يمكن للموالاة ان تتنازل عن كل الحقائب التي تعتبر حقائب اساسية.

 

# وكيف ترى المخرج؟

 - هناك حقائب اساسية او سيادية خمسة.

 

# هي أربعة؟

 - لا خمسة بإضافة وزارة العدل اليها.

 

# وهذا سيكون المخرج؟

 - اعتقد ذلك.

 

# ما خلفية وضع ((الفيتو)) على الوزير الياس المر؟

 - ميشال عون يفكر بأن يستلم الجيش مجدداً، وبأنه اذا استلم وزارة الدفاع فإن ذلك يسمح له بأن يعزز وضع مجموعة من الضباط كانوا معه في السابق، وعبرهم قد يعود ويستلم الجيش، وربما يفكر حسب ((خواته)) ان يقوم بإنقلاب، انه غير طبيعي؟؟ وكل شيء متوقع منه، ثم ان..

 

# هل هذا معقول؟

 - والله كل شيء متوقع من هذا الرجل، ثم ان ((خوته)) لا يعني انه لا يجيد تحييك الامور، لا انه يجيد ذلك، وقد شاهدنا كثيراً من هم مثله، الذين يسمون ((البوبوليست))، الذين يعرفون كيف يحركون الجماهير كهتلر وموسوليني وميشال عون واحد منهم وكمثلهم هو يأخذ من يمشي وراءه الى الجحيم.

 

حوار احمد الموسوي