مقابلة مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون من مو قع ليبانون فايلز

14 حزيران/2008

حاوره: شارل جبور cjabbour@lebanonfiles.com

 

دوري شمعون

الهدف الأساس من وراء المشاكل الأمنية المفتعلة إضعاف رئيس الجمهورية 

 

رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أن تعذر ولادة حكومة الوحدة الوطنية مرده بشكل أساسي إلى المناورات التي تقوم بها المعارضة بغية حصولها على وزارتين سياديتين، الأمر غير الوارد أساساً لأن حصتها محددة وفق اتفاق الدوحة في وزارة سيادية واحدة من ضمن حصة الـ 11 وزارة، كاشفاً عن تجدد الضغوط الخارجية للإسراع في تشكيل الحكومة، ومعتبراً أن عون يطالب بما لا يحق له به سيما أن حصته هي من ضمن حصة المعارضة وبالتالي عليه أن يحل المشكلة مع حلفائه، متوقعاً تكرار السيناريو ذاته الذي حصل في الدوحة، أي أن يعمد عون إلى رفع سقف مطالبه بغية دفع القطريين إلى التدخل للحؤول دون تعثر اتفاق الدوحة ومن ثم يقدم عون التنازلات المطلوبة لهم في محاولة لتصوير إما محورية موقعه التعطيلي داخل اللعبة السياسية وإما تعاونه الزائف لتذليل العقبات الموجودة.

 

وقال شمعون أنه لا يستغرب محاولات عون تعطيل تشكيل الحكومة لأن "آخر همه مصلحة البلد"، وأكبر دليل ممارساته من منحه الغطاء إلى حزب الله لاحتلال وسط بيروت وإقفال مصالح المواطنين وتعريضهم للإفلاس إلى مباركته حركة الحزب الانقلابية في شهر أيار الماضي، مؤكداً أن الهدف الأساس من وراء المشاكل الأمنية المفتعلة والمتنقلة من منطقة إلى أخرى هو إضعاف رئيس الجمهورية وإرباكه وممارسة أقصى الضغوط عليه بغية تسليمه بالأمر الواقع وبالتالي تحصيل منه ما يمكن تحصيله.

 

واعتبر شمعون أن الانفتاح الفرنسي على سوريا في غير محله، مشدداً على أن أي محاولة فرنسية لفصل سوريا عن إيران لا يجب إطلاقاً أن تكون على حساب لبنان، مبدياً تشاؤمه من إمكانية التعاون مع فريق يعتبر نفسه فوق القانون وأكبر من لبنان ويستعمل السلاح في الداخل لترهيب الناس وإخضاعهم بالقوة، مؤكداً أن سلاح حزب الله ما قبل اتفاق الدوحة شيء وما بعده شيء آخر، مما يقتضي بالحزب الإقرار بالواقع الجديد على مستوى لبنان والمنطقة، داعياً إلى الاستناد في البيان الوزاري للحكومة المقبلة إلى خطاب القسم بغية تغليب منطق الدولة على الدويلة والشروع في بناء مشروع الدولة الديمقراطية والعصرية.

 

   

 

*هل باتت ولادة حكومة الوحدة الوطنية قريبة أم أنها ما زالت متعذرة؟

ما زالت، وفق معلوماتي ولغاية هذه اللحظة، متعذرة، إنما يبدو أن ثمة ضغوط خارجية متجددة للإسراع في تشكيلها.

 

*ما مرد هذا التعذر؟

التعذر الحكومي مرده بشكل أساسي إلى المناورات التي تجريها المعارضة بغية حصولها على وزارتين سياديتين، الأمر غير الوارد أساساً لأن حصتها محددة وفق اتفاق الدوحة في وزارة سيادية واحدة من ضمن حصة الـ 11 وزارة.

 

 *هل العماد ميشال عون هو من يعرقل تشكيل الحكومة عبر مطالبته بحقائب لا يحق له بها؟

بالتأكيد، يطالب عون بما لا يحق له به سيما أن حصته هي من ضمن حصة المعارضة وعليه أن يحل المشكلة مع حلفائه.

 

 *هل تمسك عون بوزارة سيادية هو من أجل تعويض خسارته منصب رئاسة الجمهورية؟

ولكن عون يعتبر نفسه أهم من رئاسة الجمهورية؟ يقوم عون، ويا للأسف، بتمنين اللبنانيين بأنه تنازل عن رئاسة الجمهورية وكأنها حق مكتسب له، علما أنه لم يكن يوماً مرشحاً جدياً لهذا الموقع.

 

* ماذا لو تعذر تشكيل الحكومة هل نكون أمام خيار الشارع مجدداً؟

ثمة محاولات عربية متجددة للمساهمة في التوصل إلى المخارج الملائمة لتشكيل الحكومة، وأتوقع في هذا المجال أن يصار إلى تكرار السيناريو ذاته الذي حصل في الدوحة، أي أن يعمد عون إلى رفع سقف مطالبه بغية دفع القطريين إلى التدخل للحؤول دون تعثر اتفاق الدوحة ومن ثم يقدم عون التنازلات المطلوبة لهم في محاولة لتصوير إما محورية موقعه التعطيلي داخل اللعبة السياسية وإما تعاونه الزائف لتذليل العقبات الموجودة.

 

*هل يحاول العماد عون تعطيل تشكيل الحكومة كما حاول تعطيل الانتخابات الرئاسية طيلة ستة أشهر؟

لا أستبعد ذلك، ولا أستغرب محاولاته التعطيلية لأنه "آخر همه مصلحة البلد"، وأكبر دليل ممارساته من منحه الغطاء لحزب الله لاحتلال وسط بيروت وإقفال مصالح المواطنين وتعريضهم للإفلاس إلى مباركته حركة الحزب الانقلابية في شهر أيار الماضي.

 

*هل ثمة محاولة لإضعاف رئيس الجمهورية وموقع الرئاسة الأولى؟

الهدف الأساس من وراء المشاكل الأمنية المفتعلة والمتنقلة من منطقة إلى أخرى إضعاف الرئيس وإرباكه، ولكن السؤال الذي يطرح ذاته في هذا الجال: هل كان بالإمكان افتعال هذه الحروب والقلاقل الأمنية لولا وجود ضوء أخضر سوري؟

 

 *هل تقصد أن سوريا هي التي تقف وراء هذه الحوادث؟

تماماً، لأنها تعتقد أن الجانب الأمني يتيح لها ممارسة أقصى الضغوط على رئيس الجمهورية بغية تسليمه بالأمر الواقع وبالتالي تحصيل منه ما يمكن تحصيله.

 

*ولكن ألا تعتقد أن سوريا سهلت بالمقابل اتمام الاستحقاق الرئاسي؟

تسهيل دمشق للانتخابات الرئاسية لم يكن بطيبة خاطر منها أو بفضل حسن نواياها، إنما نتيجة انعدام الخيارات أمامها وتجاوبها مع رسائل شديدة اللهجة باتجاهها.

 

 *هل تتوقع استمرار التعاون السوري باتجاه فتح سفارة في لبنان؟

لا يمكن أن يتوقع المرء شيئاً مع سوريا، لا في هذا الاتجاه ولا في ذاك. المطلوب من السوريين الانتقال من الأقوال إلى الأفعال من خلال فتح سفارة وترسيم الحدود وإطلاق المعتقلين في سجونها والتعامل مع لبنان كوطن سيد وحر ومستقل، لا كمحافظة سورية.

 

 *ماذا عن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى لبنان؟

ماذا يريد أن يفعل في لبنان، ولكن هذه الزيارة، في مطلق الأحوال، لا تسرني.

 

* هل سوريا في طريقها إلى الخروج من العزلة الدويلة التي عانتها في السنوات الماضية بعد انخراطها في مسار السلام مجدداً مع إسرائيل؟

لا شك أن ثمة محاولة يقوم بها اللوبي اليهودي لإخراجها من عزلتها بغية تشجيعها على تسريع خطوات السلام مع إسرائيل.

 

 *ألا تعتقد بأن الانفتاح الفرنسي على سوريا في غير محله؟

بالتأكيد في غير محله، ويبدو أن الفرنسيين لم يتعظوا من أخطائهم من سان كلو إلى المبادرة الفرنسية. يعتقد الرئيس الفرنسي أنه عبر هذه الطريقة يمكنه فصل سوريا عن طهران. لا بأس من المحاولة ولكن ليس على حساب لبنان وشرط تدفيعها ثمن مناوراتها.

 

* هل انتخاب الرئيس سليمان سيعيد خلط التحالفات السياسية أم أن الاصطفاف السياسي سيبقى بين 14 و8 آذار؟

الاصطفاف السياسي مرده إلى استحالة التعاون مع فريق يعتبر نفسه فوق القانون وأكبر من لبنان ويستعمل السلاح في الداخل لترهيب الناس وإخضاعهم بالقوة.

 

 *كيف تصف لقاءك مع الرئيس ميشال سليمان؟

ممتاز، وقد وضعت إمكانات حزب الوطنيين الأحرار بتصرف الرئيس من أجل الإسراع في تنفيذ ما جاء في خطاب القسم.

 

*هل وضع سلاح حزب الله على طاولة الحوار تنفيذاً لما ورد في اتفاق الدوحة سيفضي إلى نتائج عملية؟

سلاح حزب الله ما قبل اتفاق الدوحة شيء وما بعده شيء آخر، وبالتالي يقتضي بحزب الله الإقرار بالواقع الجديد على مستوى لبنان والمنطقة. ولذلك، أعتقد أن البيان الوزاري للحكومة المقبلة يجب أن يستند بشكل أساسي إلى خطاب القسم، أي أن يتطابق ويتكامل، لا أن يتعارض ويتناقض معه، خصوصاً أن بناء مشروع الدولة سيبقى متعذراً في ظل وجود هذا السلاح.

 

 *عن موقع ليبانون فايلز
حاوره: شارل جبور cjabbour@lebanonfiles.com

جميع الحقوق محفوظة ©